الذي يتمعن في حالة السياسة الخارجية التي تقودها بغباء شـديد وبعدم دراية وزارة الخارجية الأن، ليتحسر علي تلك الأيام التي كان فيها سفراءونا ودبلوماسينا مـحل ثناء في كل المحافل الدبلومسية وتقدير في اروقة الامم المتحدة وباقي منظماتها ومؤسسـاتها الدولية. نتـحسر علي تلك الايام التي كانت فيها سفاراتنابالخارج محل احترام للانضباط التام وسلوكيات العاملون بها واهتمامهم وحرصـهم علي ان يكون اسم السودان ودائمآ نظيفآ علي كل لسان، رحـم اللـه تلك الايام التي كان فيها عندما يخطئ سفير او دبلوماسي يتحمل المسرولية بكل شجاعة ولايتهرب منها، حتي هذه الأخطاء والهفوات ماكانت تـحتسب ضـد السفارة وانما يتم اعتبارها (عمل فردي) لادخل للسفارة بها.
الذي دعاني للكتابة حول هذا الموضوع تعـليق غريب ورد في احدي الصـحف السودانية نشرت علي لسان مسؤول بلجنة اعادة المفصولين يقول ان السفراء والدبلوماسين الذين تم فصـلهم في سنوات الانقاذ يسـتحيل اعادتهم للخدمة مرة اخري للخدمة بسبب كبر سنـهم ولانهم لم يعودوا ويستـوعبون المستجدات التي طرأت علي السياساتات الخارجية الجـديدة بعد عام 1989!!!. وهذا المنطق في الكلام اصبحنا ونسمعه دومآ من اللجنةالـمكلفة باعادة المفصولين وان كبار قادة القوات المسلحة الذين احيلوا للصالح العام اولاسباب سياسية قد فاتهمالكثير ليلحقوه وسيكونون عـبء علي القواتالمسلحة وعطالة مقنعة لاحاجة لوزارة الدفاع بـهم!!!
لوتمعنا في اداء وزارة الخارجية وبعـد استلام عسـكر الترابي السلطة عام 1989 وحـتي اليوم.... لنري العـجـب العـجـاب !!!
1 - مــجـزرة وزارة الـخارجـية 1989: _______________________________________
( مـجزرة الدبلوماسييـن ): مـصطلح يعرفه كل من عمل بوزارة الخارجية في بـداية عـهد الأنقاذ. كان وقـتها سـحلول وزيرآ للخارجية وجاءته مذكرة من التـرابي ( رجل السودان القوي وقتـها ) بان يقوم بتنفيـذ ماهو متضـمن فـي المـذكرة من توجـيهات بـحـذافيـرها وبدون ابطاء. كانت الـمذكرة تشـمل اعـفاء عـدد كبيـر من السفـراء والدبلوماسـييـن وموظفييـن ادارييـن كبار بالوزارة وايـضـآ بعـض العاملييـن بوظائف دنيا. شـملت الـمذكرة اعـفاء سـفراء ودبلوماسـييـن كانوا وقـتهـا باماكن اعـمالـهـم بالخـارج. اطاحت قرارات التـرابي بأحـسـن الكفاءات وبالدبلوماسـييـن الذين خـبـرواالعمل بالوزارة وأهلوا غيـرهـم ليأخـذوا الراية مـن بعـدهـم.. وطـوروا الادارات ( الاوربية والعربية والافريقيةوالمنظمات ) لتواكب كل ماهـو جـديـد. كانت اسـماء من شـملهـم الأعـفاء للصالـح مـختارة بـدقة ...وعناية وكان هـناك مـن كان يرصـدهـم ويـراقبـهم ويـحـصي انفاسـهم!!!. كانت قائـمة التـرابي طويلة لـم ينج مـن شـرها صـاحـب فكر ثاقب اومـؤهـل عـال او موظـف كبيـر!!.
كانت بالقائمة التـي تسـلمـها سـحلول من التـرابي ايـضآ اسـماءالدبلوماسـييـن الـجـدد والذين سـيـحلون مـحل الـمفصـوليـن للصالـح العام!!! وجـاء بالـمذكرة توجـيهات للوزير سـحـلول بان يتـم تعـيينهم فورآوبـدون اي ابــطاء!!!.
ولـم يكن امام سـحـلول الـمرعوب والخـائف عـلي مـنـصـبه الا وينـفذ علي الفور توجـيهات التـرابي بـحـذافيـرها ويـنفـذ (مـجـزرة الـدبلوماسـييـن)... ويـطيح برؤوس زمـلاءه ويـقوم بتشـريـد مئات الكفاءات ويـحـرم مئات اخـري من حـقهـا فـي اكل العـيـش والعمل والانتـاج.
..... ونواصـل ....
01-08-2008, 10:13 PM
اسعد الريفى اسعد الريفى
تاريخ التسجيل: 01-21-2007
مجموع المشاركات: 6925
Quote: الذي دعاني للكتابة حول هذا الموضوع تعـليق غريب ورد في احدي الصـحف السودانية نشرت علي لسان مسؤول بلجنة اعادة المفصولين يقول ان السفراء والدبلوماسين الذين تم فصـلهم في سنوات الانقاذ يسـتحيل اعادتهم للخدمة مرة اخري للخدمة بسبب كبر سنـهم ولانهم لم يعودوا ويستـوعبون المستجدات التي طرأت علي السياساتات الخارجية الجـديدة بعد عام 1989 !!
الأستاذ بكرى تحياتى إذا كان رجل الشارع السودانى يتابع السياسه الخارجيه فما بالك بدبلوماسى سابق مدرب وخبير. مهما كانت مهنته التى يتعيش منها بعد فصله من الخدمه، سيكون متابعاُ للسياسة. كما أن كل السياسات والتعميمات السريه لتوجه وزارة الخارجيه يمكن أن ينور يها فى أيام معدودة. وإذا كان الأمر بتلك الصعوبه، كيف أحياناً يتم تعيين سفير مباشرة من خارج السلك الدبلوماسى؟ هنالك كثير من المظاليم خدموا بلدهم بتفانى لسنين طويله فصلوا تعسفياً، إعادة إستعابهم فيه إنصاف لهم.
عـندما تـسلم سـحلول مذكرة الكارثة كانت الوزارة تواصل عـملـها كالـمعتاد والكل بـمكان عمـله، ولـم يخـطر ببال العاملون بالوزارة وان تطالـهم التصـفيات والـطرد لعدة اسباب مـنها ان الوزارة كانت ودائـمآ مـحل احـتـرام جـميع السـودانييـن والاحـزاب الوطنية.. وحـتي وعـندما كانت تقع الانقلابات وتنـجح واحـدة مـنها وتبسـط سـيطـرتهاعـلي البلاد وتبـدأ في تغييـرات كبيـرة فـي جـهازالخـدمة الـمدنيـة ماكانت هـذه السلطات الـجـديدة وتـمس الدبلوماسـييـن بالداخل او بالـخارج ( هناك بعض الاحالات واعفاءات تـمت في زمان حـكم نميـري.. ولكنها لـم تكن في شـكل.. مـجـزرة!!).
ونزلت خـطابات الاعـفاءات نـزول الـصاعـقة علي رؤوس الـمحاليـن للصالـح العام، وراح كل مـفصـول ويجـري بيـن الـمكاتب الـمتعـددة بالوزارة امـلآ وان يـفهم سـبب الاعـفاء.. ويـهرول لـمكتب الـوكيل ... ويـجدونه هـو الاخـر أخـر من يعلـم!!!، وماان يـعودوا مرة اخـري لـمكاتبـهم يجـدونـها وقـد شـغلت بـموظف .. ( ماركةالتـرابي!!).
01-08-2008, 10:44 PM
اسعد الريفى اسعد الريفى
تاريخ التسجيل: 01-21-2007
مجموع المشاركات: 6925
وخـلال وجـودي بالـمانيا قـمت بجـمع كثيـر القصاصات الصحـفية الـمقالات التي تناولت سـيـرةالـخدمة الـمدنية في زمن الأنقاذ وكيف تدار الوزرات منذ عام 1989وحـتي اليوم.
بلغ عـدد الصفحات والاوراق والقصـصات التي تناولت الاداء بوزارة الـخارجية 1068 صـفحة!!. اوراق وملفات فيـها العجـب والغرائـب وخـصـوصآ في زمـن الوزير علي عـثمان وقبل تعـييـنه نائبآاولآ وهي الفتـرة التـي جـرت فيـها ( فـي زمـنه ) محاولة اغتيال الرئيس الـمصري في اديـس ابابا.
افـتـح ملف وزارة الـخارجـية لانـها مازالت مـحـتفظة بكادر الأرهاب القـديـم زملاء علي عثمان والنافع... وترفـض عـودة اهـل الـكفاءات والـمؤهـلات!!! عـجـبـي.
قبل أيام قليلة أجرى كمال حسن بخيت، رئيس تحرير جريدة الرأي العام، تحقيقاً مطولاً مع وزير الخارجية ، قال فيه بالحرف الواحد "يعد الدكتور مصطفى إسماعيل من أكثر وزراء الخارجية الذين ظلوا في الوزارة، ومن أكثرهم توفيقاً. استلم مصطفى الخارجية في وقت كان فيه السودان كالجمل الأجرب، كان كل العالم ضده، كان محاصراً ومعاقباً،
ومتهماً، وهذه ظروف تلقي على الخارجية عبئاً كبيراً وتجعلها محرقة لمن يتحمل مسئوليتها، ولكنه قبل التحدي وبذل جهداً مقدراً، وها هو ينظر بفخر لكسبه، لقد قرر ترك الوزارة بعد أن أعاد للدبلوماسية السودانية ما فقدته في السنين التي سبقت عهده، لقد دخل عثمان محرقة الخارجية. وها هو يقرر الخروج منها وهو كالذهب يزيده الحريق والنار بريقاً ولمعاناً". ويكمل رئيس تحرير "الرأي العام" كلامه فيقول أيضاً: "إن الوزير الذي يطلق عليه أعداؤه سخرية "الطفل المعجزة"، قد أثبت، بأدائه، للكل، أن الرجل معجزة فعلية، شاب أنجز ما فشل فيه الشيوخ، فقد أعاد الدكتور إسماعيل للدبلوماسية السودانية مجدها".
مدخل 2: ----------------
أقول، لو أن كاتب هذه السطور أعلاه ـ في وصف ومدح محاسن عمل وزير الخارجية ـ كان مجرد صحفي حديث العهد بهذه المهنة، وما زال يشق بأولى خطواته في عالم مهنة المتاعب، لأعطيناه العذر لحداثته وقلة خبراته، أو أن الذي سطر ذلك (القرف)، كان أيضاً صحفياً من أبناء الجيل الجديد، الذين لم يطالعوا بعد قراءة تاريخ الشخصيات السياسية المخضرمة، التي تبوأت مكانة عالية في عالم الدبلوماسية السودانية، وذاع صيتها وشهرتها الآفاق، لقلنا لهذا الصحفي ايضاً... "معليش زلة قلم"!!. ولكن، أن يكون كاتب تلك المقالة في الدكتور مصطفى، صحافي مقتدر كبير، وصاحب خبرة وتجارب كبيرة، ويعرف خفايا وأسرار وزارة الخارجية منذ أعوام السبعينات، عندما كان يعمل وقتها صحافياً بجريدة "الأيام" بعد التأميم، وهو الصحافي القديم، الذي سبق له أن أجرى مئات التحقيقات مع الكثيرين من وزراء الخارجية ووزراء الدولة بها، وعاصر زمانهم عن قرب طوال سنوات السبعينات (أيام حكم نميري)، ثم بعدها في أعوام الثمانينات (أيام حكم سوار الدهب)، ثم لمع كمال بمقالاته الساخنة إبان حكم الديمقراطية (الصادق المهدي)، وكانت له صولات وجولات مع هؤلاء الوزراء وغيرهم في زمان (حكم الجبهة الإسلامية)، ويروح، وبعد كل هذه الذخيرة الحية من المعرفة بهؤلاء الوزراء السابقين، ويتجاهلهم عن عمد ويصوغ في الدكتور مصطفى كلاماً وأوصافاً أصلاً لا يملكها.... فهذا أمر لا يمكن قبوله بأي حال من الأحوال. وهنا لا بد أن أًصوغ هذه المقالة، لأنعش ذاكرته الخربة، وأطرح عليه العديد من التساؤلات التي حتما هي ليست في مخيلتي فقط، وإنما أيضاً وحتماً عند آلاف القراء، الذين استغربوا "زلة قلم" رئيس تحرير كبير..
مدخل 3: -------------------
أسأل الأخ كمال.."إذا كان الوزير مصطفى وبحسب ما جاء في المقالة قد أنجز ما فشل فيه الشيوخ، لماذا فشل إذن هذا الوزير "المعجزة" في طرد اللواء معاش ـ الفاتح عروة من الوزارة؟ لماذا لم يقم بإحالته للصالح العام، أو الاستغناء عن خدماته في هذه الوزارة، وهو اللواء سابقاً، الذي (مرمط) بسمعة السودان وأحرجنا دولياً وعربياً بسلوكه المشين الرديء في عمليات مشبوهة مع إسرائيل؟، أليس هو الذي وقف متهماً في قفص الاتهام أمام القضاة ليحاكموه في أكبر تهمة جنائية، لم يواجهها من قبل أي سوداني في تاريخ المحاكم بالبلاد؟،
كيف يتم تعيينه دبلوماسيا وهو الذي التصقت به تهمة التعامل والتخابر مع دولة أجنبية، والاتجار والتكسب من ترحيل الفلاشا؟. أسأل الأخ رئيس تحرير "الرأي العام"، كيف يقبل الوزير "المعجزة" وجود دبلوماسي سوداني (موساد) بوزارته؟،
ونسأل أيضاً سؤالاً هاماً جديراً بالاعتبار يقول، ألم تشترط وزارة الخارجية، بأن المتقدم لشغل وظيفة دبلوماسي بها، لا بد أن يكون حسن السير والسلوك، ولم يسبق له الاعتقال أو الحبس في أي قضية جنائية، أو أدين بجريمة تمس الشرف، أو سبق أن اتهم بالخيانة والتجسس، وأيضا أن يكون سجله خاليا من السوابق؟. نسأل الأخ كمال الذي أجرى المقابلة مع وزير الخارجية، لماذا لم يسأل الدكتور مصطفى من هم وراء إبقاء اللواء معاش عروة بالبعثة السودانية لدى الأمم المتحدة بنيويورك، ولماذا يتمسك به السودان هناك؟.. لماذا لم يتم نقله للخرطوم (الرئاسة) تحاشياً من التهكمات والتعليقات اللاذعة التي تنزل يومياً على وفد السودان (المحرج) بالأمم المتحدة من قبل باقي البعثات الأجنبية وخاصة العربية؟... نسأل أيضاً، لماذا لم يقم الوزير (المعجزة)، بعمليات تطهير في وزارته بعد استلامه لهذا المنصب الجديد عام 1997؟ (وهو التطهير الذي توقعه كثير من السودانيين والمراقبين الأجانب في الخرطوم)، خصوصاً وأن الوزير السابق ـ علي عثمان محمد طه ـ كان قد ملأ الوزارة بمجموعة من الإرهابيين ومحترفي ابتكارات الاغتيالات السياسية؟.. لماذا لم يقم (المعجزة) وفور تسلمه زمام الأمور في الوزارة، بالفصل الفوري لباقي الخلايا الإرهابية الإسلامية، التي ما زالت تعشعش في الوزارة تحت مسميات وظيفية متعددة؟.. ثم ماذا عن أولئك الذين قاموا عام 1995 بإرسال شحنات الأسلحة والمتفجرات إلى سفارة السودان بأديس أبابا عبر الحقيبة الدبلوماسية، لتسليمها لمنفذي خطة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك (يونيو 1995)؟ هل ما زالوا بهذه الوزارة أم أن الوزير لا يعلم عن أمرهم شيئاً؟.. نسأل أيضاً.. هل أجرى الوزير أي نوع من التحقيقات الرسمية، حول علاقة وزارته بمؤامرة اغتيال الرئيس المصري، وإذا ما كانت هناك أي علاقة مشبوهة حتى يبرئ وزارته من التهم التي لصقت بها؟.. المعروف أيضاً ـ أن الوزير السابق علي عثمان، كان قد خرج من الوزارة، تاركاً فيها (مسمار جحا)، عشرات الدبلوماسيين والعاملين، الذين ما زالت تحوم حولهم عشرات علامات الاستفهام حول سلوكهم واتجاهاتهم المتطرفة وكيفية تعيينهم بالوزارة. ويقومون بالتجسس على أعمال زملائهم ويدبجون التقارير الكيدية، فلماذا إذن الاحتفاظ بهذا (المسمار) ومنذ أكثر من ثمانية أعوام؟. يقول رئيس التحرير عن وزير الخارجية د. مصطفى، أنه قد دخل محرقة الخارجية وها هو يقرر الخروج منها وهو كالذهب يزيده الحريق والنار بريقاً ولمعاناً، وأسأل: ما هي الانجازات الملموسة التي قدمها الوزير مصطفى خلال سنوات حكمه، وأي هذه الأعمال كان لها بريق ولمعان؟. يقول أحد الدبلوماسيين الكبار (والذي سبق أن عمل طويلا بالعديد من السفارات السودانية بالخارج، ثم أحيل (فجأة) للصالح العام عبر برقية من تسعة أسطر لا غير، أن وزارة الخارجية، وبمجرد أن استتبت الأمور في يد نظام أهل الإنقاذ، كانت قد تحولت إلى "ثكنة عسكرية إسلامية"، الدبلوماسيون الجدد فيها ــ مع بداية التسعينات ــ كانوا رجال مخابرات وأمن، وإسلاميين لهم باع طويل في التطرف والدروشة!!، وأنهم جاءوا للوزارة عبر قوائم أرسلت من قبل حزب "الجبهة الإسلامية" وفرضوا فرضاً وبالقوة لاحتلال أهم المناصب الدبلوماسية والإدارية.
يكمل هذا الدبلوماسي كلامه فيقول: "كنا نطلق على هؤلاء الدبلوماسيين الجدد لقب "شُفّع الترابي"، وذلك لحداثتهم وقلة خبراتهم بالحياة الديوانية وأسلوبهم الطفولي في المعاملات بالوزارة!!. إن أغلب الذين عملوا بهذه الوزارة، وكانوا ينتمون للإتجاه الإسلامي، أثبتت الأحداث ـ وبحسب كلام الدبلوماسي ـ أنهم انتهازيون حتى النخاع، والدليل على ذلك ـ والكلام أيضا لهذا الدبلوماسي والذي يعتبر شاهد عيان على الأحداث ـ أنهم سرعان ما ينقلبون على النظام ويتمردون على الوزارة الأم، ويرفضون العودة للسودان بعد انتهاء مدد خدماتهم بالخارج!!. بل وأن أغلبهم سارعوا وأثناء وجودهم بالدول الأوروبية بتقديم طلبات لجوء في هذه البلاد، متعللين (وبلا خجل) أنهم مضطهدون ويعانون الويل من نظام الإنقاذ!!، ويعيش الآن في لندن العديد من هؤلاء الدبلوماسيين السابقين مع أسرهم الكبيرة العدد، على حساب صندوق الخدمات الاجتماعية، بل إن بعضهم (وهذا ما نلمسه أحياناً من خلال ما يكتبون)، قد راحوا يدلون مراراً بتصريحات صحافية نارية بغية اللمعان و.... "شوفوني"!!!. يقول ايضاً هذا الدبلوماسي، والذي خبر الوزارة ويعرف خفاياها وكيف وبمن تدار، أن الشرفاء من الموظفين الإداريين، والدبلوماسيين هم قلة يعدون على أصابع اليد الواحدة، وهم أصلاً الموظفون والدبلوماسيون الذين عملوا بهذه الوزارة سنينا طويلة، وتدرجوا في الأعمال الإدارية حتى خبروها وانتقلوا بعدها للسلك الدبلوماسي وظلوا ينتظرون فرص العمل بالسفارات السودانية بالخارج والمنظمات الدولية وما كانوا يجدون هذه الفرص، إلا بعد معاناة ومكابدات لا تحصى ولا تعد (عكس الآخرين الجدد ـ الشفع ـ الذين سرعان ما يتم سفرهم للسفارات في الخارج بتوجيهات عليا من قبل المسئولين الحزبيين الكبار من خارج الوزارة، والذين (هؤلاء المسئولين الحزبيين) ما زالوا يتحكمون في عمل الوزارة بدءاً من تحديد اختصاصات وعمل الوزير المعجزة، وانتهاءاً بتعيينات الخفراء والمراسلات!!!. يقول هذا الدبلوماسي أيضا، أن أسماء هؤلاء الشرفاء مكتوبة بقلم الرصاص، لكي يسهل على المسئولين الكبار "مسحها" بكل سهولة وإحلال آخرين من أهل ـ الولاء قبل الكفاءة ـ محلهم.. بالقلم الشيني!!
مدخل 4: ----------------
نسأل الصحافي القديم كمال، والذي يعرف تماماً، ما جرى في وزارة الخارجية عام 1991، وكيف أن الوزير السابق وقتها ـ سحلول ـ قد قام بتصفية أحسن الإداريين والدبلوماسيين القدامى، وأحالهم للصالح العام، وعمل على إطاحة أميز الدبلوماسيين، الذين عرفوا بالكفاءة التامة والاقتدار، وكان لهم ـ وقتها ـ الصيت الداوي في كثير من منظمات الأمم المتحدة والعديد من المنظمات الدولية والإقليمية، وهي الإحالات والتصفيات والطرد التي دخلت تاريخ السودان باسم (مجزرة وزارة الخارجية)، وأصبح مصطلحاً معروفاً ومتداولاً بين الدبلوماسيين القدامى والجدد، فهل قام الوزير "المعجزة"، ولو بمحاولة واحدة ـ لإعادة ـ ولو بعضا من أصحاب هذه الكفاءات للعمل مرة أخرى بالوزارة من أجل تحسين وتجويد صورة السودان (السئ السمعة والصيت)، وأيضا من أجل ترقية الأداء بهذه الوزارة المتردية أوضاعها، حتى أن بعضاً من الدبلوماسيين الأجانب في الخرطوم راحوا يتهكمون على هذه الوزارة ويطلقون عليها إسم ... "زبالة"؟.
وأود أن أنشط ذاكرة رئيس تحرير "الرأي العام"، وأذكره، بأن الدكتور حسن الترابي في سنوات التسعينات، وبحكم أنه كان أقوى رجل في السلطة، هو الذي أرسل قائمة تحوي أسماء الدبلوماسيين والإداريين المحالين للصالح العام، وتسلمها الوزير سحلول وقتها، وقام بتنفيذ الأوامر وإحلال آخرين رشحهم الترابي ولم يعترض أو يبدي أي تذمر أو نقد، وملأ الوزارة بمن أطلق عليهم فيما بعد تهكما "شفع الترابي"!!. أذكر الأخ كمال أيضا، أن الوزير سحلول لم يعرف نتيجة عمله، إلا بعد أن شعر، أن وزارته قد أصبحت فعلاً (حضانة"، ومحلاً للسخرية والنكات، فطلب من رئيس الجمهورية أن يعفيه من الاستمرار في عمله بالوزارة، خصوصا وأن هذا ـ السحلول ـ كان في أواخر أيامه بالوزارة، قد واجه نقداً مريراً من زملائه خارج الوزارة، وعانى من نظرات الاستنكار والاستهجان، وكان بعضا من الصحافيين السودانيين في الخارج، قد كتبوا كثيراً عن سحلول بأنه مجرد (بصمجي) على أوراق الترابي!!. وأذكّره ثالثاً، أن رئيس الجمهورية، كان قد وجه بأن يتم تعيين سحلول سفيراً بإحدى الدول الأوروبية، حتى يكون بعيداً عن سماع المزيد من النقد الجارح، ومن الاتهامات له، بأنه خرب بيوتاً لأصدقائه، كانت عامرة وآمنة، تشرد أهلها الآن، وما زال الكثيرون يعانون من ضنك العيش حتى اليوم، فنسأل هل قام الوزير المعجزة، بأي إصلاحات ملموسة، ولو قليلة، أعاد فيها هيبة الوزارة، والتي ما زالت على حالها (حضانة) منذ أن غادرها سحلول في بداية التسعينات؟.
نسأل أيضاً، لماذا أوقفت وزارة الخارجية نظام فتح الأبواب أمام الراغبين في العمل بها كدبلوماسيين واستبدلتها بنظام (الواسطات) و (اللوائح) و (الولاء بدل الكفاءة)؟
نسأل الأخ كمال، أين بريق ولمعان هذا الوزير، وهو الذي لم يستطع حتى الآن أن يعمل على تخفيف الحظر المفروض على الدبلوماسيين السودانيينن وهو القرار الذي اتخذته الأمم المتحدة، والخاص بحظر سفر الدبلوماسيين السودانيين وعدم منحهم تأشيرات دخول لكثير من الدول الأوروبية وأمريكا؟.
بل ومن مهازل القدر، أن هذا الوزير نفسه لم يستطع أن يدخل إلى نيويورك عام 1999، لحضور احتفالات الأمم المتحدة بالألفية الجديدة، حيث رفضت أمريكا منحه تأشيرة دخول، في الوقت الذي منحت فيه واشنطون مئات التأشيرات لدخول وزراء الخارجية في القارات الخمس؟.
مدخل 5: -----------------
أسأل رئيس التحرير، والذي يعرف أيضاً كميات الفضائح المالية والأخلاقية التي ارتكبها عدد من السفراء والدبلوماسيين، وفاحت رائحتها بعد أن وصلت إلى الصحف والمجلات العالمية (فضيحة السفير السوداني في إيطاليا والذي تعامل مع المافيا الإيطالية والبضاعة الفاسدة، وسفير آخر، أضاع ميزانية السفارة، بجانب المبالغ الأخرى المحولة للسفارة من الخرطوم لشراء معدات صيانة ونظافة لولاية الخرطوم ـ نحو مليون دولار ـ كلها على مائدة القمار، بل وان الوزير كان قد دافع عن السفير الأخير، ووصف فساده بـ "كبوة جواد"!! وهناك عشرات الفضائح الأخلاقية التي وجدت لها طريقا للنشر في كبريات الصحف اللندنية وخاصة العربية)، ولم نر أو نسمع بأي ردود فعل حاسمة وجادة لدرء خطر هذه المفاسد، ولكن يبدو أن الوزير ما كان بيده شئ يفعله.. فكل السودان "خربانة أم بناية قش"!!.
مدخل 6: ----------------
ويبقى السؤال الكبير، وهو، لماذا لم يستقل الوزير "المعجزة" من منصبه، بعد أن تجاهلته الحكومة و "تجاوزته" تماماً في موضوع الاقتراح النيجيري وموافقة حكومة السودان عليه دون أن تشركه في مداولات الاقتراح، وراح هذا الوزير يشتكي للصحافة العالمية وبمرارة شديدة تجاهل الحكومة وأهل الحزب الحاكم له (اقرأ جريدة الحياة بتاريخ 18/3/2005).. هل تجاهلته الحكومة عن عمد.. أم لأنه... "طفل معجزة"!!! في الأشياء الصغيرة؟
مدخل 7: ---------------
أين موقع الوزير من كل هذه المشاكل والمحن التي تملأ وزارته؟. تقول الأحداث الأخيرة، أنه مشغول ومنذ سنوات بأسفاره التي فاقت رحلات "ابن بطوطة"!! فمن أمريكا اللاتينية (والتي أصلا ما عندها فيها سفارة أو قنصلية) إلى الصين التي خذلت الحكومة في الأمم المتحدة، إلى فيتنام وباندونق واليمن، إلى أمريكا التي يعود منها كل مرة بلا نتيجة، فالمقاطعة ما زالت سارية منذ عام 1996، وتجميد الأرصدة السودانية، واسم السودان في لائحة الدول الراعية للإرهاب، والسودانيون القابعون في سجن غوانتانامو ـ كلها مواضيع خرجت تماما من جدول وأجندة الوزير.
هناك من يقول، إنها سفريات تجيء على حساب القضايا الهامة الأساسية، التي ما عاد الوزير يعبأ بها كثيراً، وأصبح الاهتمام ينصب على السفريات السياحية التي تقدمها له الحكومة (التي تحتضر الآن)، كنوع من الشكر والعرفان له، على إبقاء الحال في الخارجية، بنفس الحال قديما!!!.
مدخل قبل الأخير: ---------------------
ألا يوافقني الأخ كمال، وبحكم إطلاعه ومعرفته بتاريخ وزارة الخارجية، والوزراء ووزراء الدولة الذين عملوا بها، أن أسوأ وزراء خارجية مروا على تاريخ هذه الوزارة منذ عام 1956 وحتى اليوم هم:ـ 1/ علي سحلول: الذي ارتكب "مجزرة الخارجية"، ويطلق عليه لقب "البصمجي"؟ 2/ الدكتور حسن الترابي، الذي شغل منصب وزير الخارجية في حكومة الصادق المهدي عام 1986، وتم تعيينه، لا كفاءة واقتداراً، وإنما بسبب صلة النسابة والقرابة مع رئيس الوزراء؟ 3/ علي عثمان محمد طه ـ هو أول وزير في تاريخ السودان كله (قديمه وحديثه)، يدخل الإرهاب المقنن في الخدمة المدنية؟ 4/ د. مصطفى اسماعيل، الذي (لا يهش، ولا ينش، ولا يكر، ولا يفر، ولا يقبل، ولا يدبر) إلا بتوجيهات من اللواء / صلاح عبد الله، مدير جهاز الأمن، والناهي والآمر في كامل وزارة الخارجية؟
مدخل أخير: ---------------
وأخيراً جداً، ألا يوافقني الأخ/ كمال، أن هناك فرقاً شاسعاً، ما بين وزراء خارجية زمن الإنقاذ الحالي، وأولئك الآخرين الفطاحلة أمثال مبارك زروق، محمد أحمد محجوب، فرانسيس دينق، إبراهيم طه أيوب (والذين نحمد الله كثيراً أننا ... معاً.. عشنا يا كمال زمانهم المليء بالانجازات، وعصورهم الذهبية الزاخرة بالنجاحات الباهرة.. والمعجزات الحقة؟.
وزارة الخارجية.. ماذا وراء الأكمة؟! ---------------------------------------
2004 Alsahafa ).info. All rights reserved ).
العدد رقم: 5227 2008-01-08
صديق البادي: عند إجراء أول انتخابات برلمانية في السودان وقيام الحكم الذاتي الانتقالي انتخب السيد إسماعيل الأزهري رئيساً للوزراء وتقلّد في نفس الوقت موقع وزير الداخلية، ولم تتضمّن حكومته موقع وزير الخارجية، إذ لم تكن توجد وزارة للخارجية قبل إعلان استقلال السودان ورفع العلم الوطني في يوم 1/1/1956م، ولكن كان يوجد مكتب اتصالات يقوم بأداء مهام محددة ولم يكن للسودان تبادل ديبلوماسي لعدم وجود سفارات سودانية في الخارج، وعندما ذهب الرئيس الأزهري في أواخر عام 1955م، لحضور مؤتمر باندونق كتب السيد مبارك زروق وزير المواصلات والسيد خليفة عباس العبيد وهما بالطائرة ضمن الوفد كتبا خطاب السودان الذي ألقاه السيد الأزهري الذي وضع منديله الأبيض على المنضدة أمام الوفد السوداني لأن السودان لم يكن مستقلاً ولم يكن له علم وطني.
وعند إعلان استقلال السودان تقرر قيام وزارة للخارجية كانت نواتها مكتب الإتصال الذي كان يعمل فيه السيد خليفة عباس، وتم تعيين السيد مبارك زروق وزيراً للخارجية والسيد محمد عثمان يس وكيلاً للوزارة، وكان يعمل مدير مديرية بالجنوب، وسبق أن عمل قنصلاً بقمبيلا بعد حصوله على درجة البكالريوس في العلوم السياسية من جامعة لندن وبمقاييس ذلك الزمان كان يعتبر من المتميزيين على اقرانه بتلك الدرجة العلمية.
وتم استيعاب عدد من كبار العاملين بالخدمة المدنية وتعيينهم سفراء بوزارة الخارجية ويعتبرون من كبار من ولجوا السلك الديبلوماسي واذكر منهم على سبيل المثال السيد عوض ساتي مدير وزارةالمعارف الذي عين سفيرا للسودان بالمملكة المتحدة ومنهم دكتور انيس وهو طبيب والسيد خليفة عباس العبيد والاستاذ يوسف مصطفى التني والاستاذ احمد مختار ومن كبار الديبلوماسيين ايضا السيد جمال محمد احمد واختير عدد من معلمي المدارس الثانوية للعمل سكرتيريين بوزارة الخارجية وتدرجوا حتى اصبحوا سفراء وبعضهم اضحوا وزراء ومنهم الاستاذ رحمة الله عبدالله والاستاذ ابوبكر عثمان محمد صالح والاستاذ صلاح بخاري والاستاذ فخر الدين محمد والاستاذ جعفر ابوحاج والاستاذ السنوسي سر الختم ولحقهم فيما بعد دبلوماسيون ابتدروا حياتهم بالعمل في التدريس مثل الاستاذ صلاح احمد ابراهيم والاستاذ سيد احمد الحردلو والاستاذ عبدالله علي جابر ومن المعلمين الذين التحقوا بالخارجية ثم اضحوا سفراء ووزراء فيما بعد الاستاذ محجوب مكاوي والاستاذ محمد الحسن احمد الحاج والاستاذ هاشم عثمان والتحق بوزارة الخارجية دبلوماسيون آخرون اتوها من وزارات عديدة اخرى او تم تعيينهم كموظفين جدد بعد اكمالهم لدراستهم الجامعية. وقامت وزارة الخارجية على اسس راسخة متينة وعمل فيها ديبلوماسيون مهنيون اكفاء. وشهدت الوزارة في عهودها المختلفة ادباء وشعراء ومبدعين كانوا يعملون فيها وعلى سبيل المثال تعاقب على منصب الوكيل بعد انشاء الوزارة ثلاثة كانوا يعتبرون من كبار الكتاب وألمع الادباء هم الاستاذ محمد عثمان يس الذي اعد ونشر كتابا عن الشاعر توفيق صالح جبريل الذي عمل معه بمدينة كسلا وكتب ونشر كتابا آخر بعنوان (باليه الشاعر) وخلفه في موقعه السفير خليفة عباس العبيد الذي اعد ونشر كتابا عن الزبير باشا رحمة ونشر كتابا ضمنه مذكراته ومسيرة حياته وحل محله في موقعه كوكيل لوزارة الخارجية الاستاذ جمال محمد احمد مؤلف سالي فوحمر وقصص افريقية اخرى بالاضافة لمؤلفاته العديدة عن افريقيا والهوية والثقافة السودانيةك. ومن الادباء والشعراء والكتاب الذين عملوا بالخارجية اذكر على سبيل المثال الاستاذ ممد احمد محجوب والاستاذ احمد خير مؤلف كتاب كفاح جيل والدكتور منصور خالد والاستاذ صلاح احمد ابراهيم والاستاذ سيد احمد الحردلو والدكتور عمر عبدالماجد والاستاذ عبدالهادي صديق والاستاذ على ابوسن والشاعر المعروف محمد المهدي المجذوب (المراقب المالي للوزارة)، وآخرون وقد ذكرت هؤلاء على سبيل المثال. لقد قامت وزارة الخارجية والديبلوماسية السودانية بعمل متكامل من خلال العمل الديبلوماسي
وتمثيل رأس الدولة في الخارج ومن خلال الملحقيات الثقافية والاعلامية والتجارية والعسكرية والقنصليات.. وإلخ ويقوم بهذه المهام مهنيون متخصصون وديبلوماسيون متمرسون وفي بعض الاحيان كانت تتم تعيينات سياسية وبعضها يتم وفق الالتزام والولاء السياسي.
ومن ابرز وزراء الخارجية السيد محمد احمد محجوب الذي تولى الوزارة في عهد عبدالله خليل قبل انقلاب عبود وتولاها ايضا في حكومتي اكتوبر الاولى والثانية وتولاها بجانب رئاسته للوزرراء في عهد الديمقراطية الثانية وعرف بأنه رجل الخطابة في المنابر الدولية وعقب نكسة يونيو في عام 1967م، خاطب الجمعية العمومية للاممم المتحدة بالنيابة عن الامة العربية.
ومن وزراء الخارجية الممزين السيد احمد خير المحامي الذي تولى الوزارة في العهد العسكري النوفمبري وقد وظف الديبلوماسية لصالح التنمية واستفاد من هامش المناورة بين القطبين العالميين ابان الحرب الباردة. وعلى ذكر العهد النوفمبري العسكري يمكن ان نقول ان القائمين على الامر قد حكموا السودان ولكن الاكثر دقة ان نقول انهم قد اداروا السودان وقد حافظوا على الخدمة المدنية التي كانت راسخة واعتمدوا على مؤسسات الدولة القائمة وعندما انطوت صفحة حكمهم بعد الاطاحة بهم ظلت اجهزة الدولة والخدمة المدنية تؤدي دورها وهذا يختلف عن عهود اخرى اذا انهار النظام ستنهار معه الدولة للتداخل الاخطبوطي الذي حدث بين النظام الحاكم واجهزته الحزبية واجهزة ومؤسسات الدولة بما في ذلك مواردها المالية..!
واقف عند بعض وزراء الخارجية على سبيل المثال لا الحصر ومنهم الدكتور منصور خالد الذي تولى وزارة الخارجية خلفا للسيد فاروق أبوعيسى بعد القضاء على انقلاب هاشم العطا ، في شهر يوليو عام 1971م، وساهم دكتور منصور مساهمة فعالة في اعداد وابرام اتفاقية اديس ابابا في شهر مارس عام 1972م، ولعب دورا مقدرا في جلب الدعم المالي والعيني من الدول الغربية لا سيما الدول الاسكندنافية وكان محل ثقة الرئيس الاسبق نميري ويجد منه الدعم والمؤازرة ولذلك بسط سلطته وظهرت قدراته وملكاته في وزارة الخارجية وكان ذاك العصر اقليميا ودوليا هو عهد النجوم الساطعة في سماء السياسة الخارجية ويأتي على رأسهم الدكتور هنري كيسنجر وكان ديناصور السياسة الخارجية السوفيتية جروميكو لا زال حتى ذلك الوقت على المسرح السياسي وفي افريقيا لمع اسم عمر عرته وزير خارجية الصومال وتلك نجومية شخصية ولم يكن لدولته ثقل يستمد منه اهميته وظهر من وزراء الخارجية الشباب وقتئذ السيد سعود الفيصل الذي كان ولا زال بخبراته التراكمية وزيرا لخارجية المملكة العربية السعودية وكان السيد عبدالعزيز بوتفليقة وزيرا لخارجية الجزائر في عهد الرئيس بن بيلا وطوال عهد الرئيس هواري بومدين.
وعقب حرب رمضان - اكتوبر عام 1973م، رفع العرب سلاح البترول ورفعت الدول الصناعية الغربية سلاحا مضادا برفع قيمة منتجاتها الصناعية وحدث تضخم مالي عالمي ونتيجة لارتفاع اسعار البترول عانت كثير من الدول الافريقية ودول العالم الثالث الفقيرة وعانى السودان اكثر وفي تلك الظروف ادلى الدكتور منصور خالد وزير الخارجية بتصريح مقتضب نشرته مجلة الحوادث البيروتية على عهد صاحبها ورئيس تحريرها الاستاذ سليم اللوزي وذكر بالحرف الواحد ان الدعم البترولي الذي قدمته ايران على عهد الشاه للسودان في تلك الظروف يفوق كل الدعم الذي قدمته البلدان العربية المنتجة للبترول مجتمعة وقد تزامن ذلك التصريح الخطير مع التعديل الوزاري الشهير والاخطر الذي اجراه النميري واقال بموجبه الدكتور جعفر بخيت والعميد عمر الحاج موسى والسيد ابراهيم منعم منصور وآخرين من وزاراتهم وأبقى على دكتور منصور خالد في الحكومة ولكنه حوله بسبب التصريح المشار اليه آنفا من وزارة الخارجية الى وزارة التربية والتعليم ثم اعاده بعد عام لوزارة الخارجية وعين السيد الرشيد الطاهر بكر رئيسا للوزراء وكتب المستشار الصحفي لرئيس الجمهورية محمد سليمان ان الدكتور منصور خالد كان يتعمد في كثير من الاحيان الا يحضر جلسات مجلس الوزراء التي يترأسها مولانا الرشيد وتم اعفاء دكتور منصور من الخارجية للمرة الثانية وعهدت لمولانا الرشيد بعد اعفائه من رئاسة الوزراء وتعيينه نائباً لرئيس الجمهورية ثم تضافرت مراكز ومجموعات ضغط عديدة لاقصاء منصور خالد من الساحة المايوية ومضت فترة طويلة قاربت الثلاثين عاما ومرت مياه كثيرة تحت الجسر وها هي الحركة الشعبية تتقدم بترشيح الدكتور منصور خالد ليصبح وزيرا للخارجية ضمن قسمتها في السلطة ولكن من الواضح لكافة المراقبين ان قبول رئاسة الجمهورية وقبول المؤتمر الوطني لهذا الترشيح يعتبر من المستحيلات كالغول العنقاء والخل الوفي ووفقا للاتفاقية فإنهم مضطرون للتعامل معه ولسان حالهم يردد قول المتنبيء: ومن نكد الدنيا على الحر ان يرى عدوا له ما من صداقته بد وقد يتم بعض التمثيل والربت على الأكتاف ولسان حالهم يردد مع المتنبيء أيضا : إذا رأيت نيوب الليث بارزة فلا تظنن ان الليث يبتسم!!
وبحكم الامر الواقع الذي فرضته الاتفاقية يمكن ان يعهدوا اليه موقعا استشاريا او موقعا يتعلق بالصمغ العربي او اي موقع وزاري اقل خطورة لئلا يقال ان لهم موقفا عدائيا شخصيا منه اما وزارة الخارجية فانهم يعتبرون ان عتلاءه لسدتها يعتبر من المستحيلات ودون ذلك خرط القتال وبالطبع لا ينكر احد قدرات الدكتور وخبراته التراكمية وثقافته الموسوعية ولكن من جانب آخر نرى نحن حتى المواطنين الواقفين على الرصيف ان وزارة الخارجية لم تعد هي وزارة الخارجية التي تركها الدكتور قبل ثلاثة عقود من الزمان وسيكون فيها غريب الوجه واليد واللسان كما وصف المتنبيء شعب بوان وفوق ذلك حدثت متغيرات دولية واقليمية ومحلية.
وفي عهد التعددية الحزبية الثالثة وبعد اجراء الانتخابات واعلان الحكومة المنتخبة التي اعيد تكوينها عدة مرات تعاقب في السنوات الثلاث الممتدة بين عامي 1986 - 1989م، ستة وزراء على وزارة الخارجية هم الشريف زين العابدين الهندي والاستاذ محمد توفيق احمد والدكتور مامون سنادة والسيد سيد احمد الحسين والدكتور حسن الترابي والدكتور حسين سليمان ابوصالح اي ان المتوسط هو ستة اشهر فقط لكل وزير وبالاضافة لذلك اصبح كل عضو من اعضاء ومجلس رأس الدولة مسؤول عن مجموعة قارية وكانت مقابلاتهم البروتوكولية تتصدر نشرات الاخبار واحدث ذلك تداخلا في السياسة الخارجية بين مجلس رأس الدولة الذي يمثل الرمزية السيادية وبين الجهاز التنفيذي (وزاد الطين بلة) الارتباطات والالتزامات السياسية السابقة للاحزاب الحاكمة وكان يقتضيها هذا تسديد الفواتير القديمة فحدث تجاذب في السياسة الخارجية بين المحاور المختلفة وفي تلك الايام كانت بعض السفارات الخارجية تمد الجسور مع القوى الحزبية حتى كدنا ان نحكم من خلال هذه السفارات وكادت الخرطوم تصبح عاصمة بالوكالة وليست عاصمة بالأصالة!!
وعند مجيء الانقاذ كان المرشح لتولي وزارة الخارجية هو السفير علي الجاك الذي كان منتميا للحركة الاسلامية منذ ان كان طالبا بمدرسة المؤتمر الثانوية في الخمسينيات من القرن الماضي ولكنه اعتذر وطلب منهم اعادة تعيينه سفيرا للسودان بنيجيريا واختلف معهم بعد حين وتركهم وقد رشح لهم السيد علي سحلول وكيل وزارة الخارجية لموقع الوزير بدلا منه.. ومسيرة السياسة الخارجية في هذا العهد طويلة وتفاصيلها مثيرة واكتفي هنا ببعض الاشارات العابرة ومع تفعيلهم لدور مجلس الصداقة الشعبية العالمية تحت الاشراف المباشر لعراب الانقاذ السابق الذي كان يثق في الامين العام للمجلس وتلميذه الاثير وبجانب ذلك قام المؤتمر العربي الاسلامي وتداخل ذلك مع وزارة الخارجية وكان العهد بحاجة لأهل الولاء وفي اطار الموازنات تولى الوزارة احيانا وزراء من خارج التنظيم ولكن كان مقود الخارجية والدبلوماسية عند غيرهم من اهل الحل والعقد والولاء التنظيمي ، وبعد اتفاقية نيفاشا تولى الوزارة الدكتور لام اكول وهو اول وزير جنوبي وغير مسلم يتولى الوزارة وان استاذ الهندسة الذي يشع من عينيه بريق الذكاء المتوقد قاد الديبلوماسية السودانية باقتدار ولم يضيع وقته ووقت البلاد والعباد في الرحلات الماكوكية للقيام بمهام يمكن ان يضطلع بها السفراء ولأن دكتور لام اكول انسان موضوعي ومعتدل نال احترام قطاعات كبيرة من الشعب السوداني وقد اقتضت الموازنات داخل الحركة الشعبية ان ينقل من وزارة الخارجية لوزارة شؤون مجلس الوزراء وان الجميع على ثقة بان اداءه متميز وقد اعلن تعيين السيد دينق ألور ليشغل منصب وزير الخارجية وكما هو معروف فان السيد الوزير (اي وزير) لا يصنع السياسات ولكنه ينفذها.. ووزارة الخارجية مرتبطة ارتباطا وثيقا برئاسة الجمهورية صاحبة الكلمة الاولى والقرار في السياسة منوط بها العمل وفق المصالح العليا للبلد وفي اطار سيادته وامنه القومي ويعمل الوزير في اطار اجهزة تنفيذية اي انه ترس مهم في آلة كبيرة ويتطلب هذا قدرا كبيرا من التناغم والتوافق وإلا لوجد الوزير نفسه يغرد في سرب غير سربه.
المفصولون .. بين الوعود ومسيرات الاحتجاج!! _______________________________________
( السودانى ).
العدد رقم: 644-
2007-08-31 تقرير: عادل كرار: تصاعدت وتيرة قضية المفصولين للصالح العام مجدداً، وأعلنت اللجنة القومية للمفصولين انها بصدد حشد المفصولين مرة اخرى لتنظيم مسيرة احتجاج سلمية في التاسع من سبتمبر القادم بسبب بطء وتلكؤ الحكومة في حسم القضية وعدم اصدار قرار سياسي يعالج مشكلة المفصولين للصالح العام بالبلاد. وكان المجلس الوطني قد قدم توصية لرئاسة الجمهورية بإصدار قرار سياسي يقضي بحل جذري لمشكلة المفصولين. وطالبت لجان المفصولين المدنيين والعسكريين بإصدار قرار سياسي يرد الاعتبار الأدبي للذين تم فصلهم لأسباب سياسية منذ الثلاثين من يونيو 1989م، وتكوين مفوضية قومية بصلاحيات واسعة، مع التأكيد على الزامية قراراتها وتمثيل المفصولين فيها، ووضع سقف زمني لحسم المشكلة ومعالجة قضايا المفصولين وفق ما جاء في ورقة المعالجات المجازة في مؤتمرهم العام الذي عقد في جامعة الخرطوم لاستعادهم حقوقهم وجبر ضررهم، وإعادة كل العسكريين المفصولين إلى الخدمة وتصفية حقوقهم.
ما قاله الدستور: _________________
نص دستور السودان الانتقالي للعام 2005م على ان مؤسسة الرئاسة ستشكل لجنة خاصة للنظر في تظلمات الذين احيلوا للتقاعد او فصلوا لأسباب سياسية. وتلزم المادة (12) من الدستور الانتقالي الدولة بوضع استراتيجيات وسياسات تكفل العدالة الاجتماعية للمواطنين وتأمين سبل العيش وتوفير الفرص المتساوية للعمل. ونصت اتفاقية القاهرة على ضرورة العمل على حسم ومعالجة مشكلة المفصولين للصالح العام.
لجنة رفع الظلم: _________________
وكانت لجنة المفصولين قد انتقدت أعمال لجنة رفع الظلم والضرر وألمحت الى أنها لم تحسم بصورة جذرية قضية المفصولين، وأشار بيان صادر من لجنة المفصولين إلى خلو قرار لجنة رفع الظلم والضرر من القرار السياسي بإلغاء قرارات الفصل وحصر عضويتها في الأجهزة التنفيذية وعدم اشراك اللجنة القومية للمفصولين، وعدم تحديد سقف زمني لحل مشكلة المفصولين. ودعا البيان إلى عدم فصل قضية المفصولين المدنيين عن العسكريين وتحويل القضية إلى حيز التنفيذ بدلاً من الوعود المستمرة.
نيفاشا والقاهرة: __________________
وطرحت اتفاقيتا نيفاشا والقاهرة قضية المفصولين بوصفها إحدى القضايا الأساسية، وتبنت لجنة رد المظالم ورفع الضرر، التي تكونت عقب اتفاقية القاهرة، مطلب المفصولين بضرورة اصدار قرار سياسي بإنهاء قرار فصلهم ورد اعتبارهم الأدبي والمادي، والنظر في الحالات الأخرى المرتبطة بالقضية، والنظر في حالات الذين يرغبون في العودة إلى العمل لنيل جميع حقوقهم. وطالبت لجان المفصولين نواب البرلمان ان يوافقوا على تثبيت نص دستوري يحمي العاملين بالدولة من عمليات الفصل التعسفي والمطالبة بإعادة هيكلة الخدمة المدنية. ويشير خبراء العمل انه يجب اجراء اصلاحات شاملة في الخدمة المدنية، ودعوا إلى اقرار ارادة سياسية لمعالجة قضية المفصولين.
دعوة للحسم: ______________
ودعا د.محمد يوسف، وزير الدولة بوزارة العمل والخدمة العامة، إلى اصدار قرار سياسي يزيل الظلم عن المفصولين، وناشد كل الأطراف بالإسراع في حسم هذه المشكلة بالإصرار والجدية. وأشار كمال حسين، رئيس اللجنة القومية للمفصولين، ان المفصولين قاموا بكل الإجراءات السلمية للمطالبة بحقوقهم، موضحاً ان مؤتمر المفصولين الذي عقد في 16 ابريل 2006م قام بتشكيل لجنة قومية تمثل كل فئات المفصولين والذين طالبوا بإصدار قرار سياسي وتسوية اوضاع كل المفصولين بالبلاد، واستغرب عدم حل القضية حتى الآن برغم ان كل الأطراف من الحكومة ومعارضة قد اقرت بعدالة مطالبهم.
رفض تعامل: ______________
وقال مصطفى عبدالله، رئيس اللجنة القومية للمفصولين بالإنابة، ان لجنة المفصولين رفضت التعامل مع لجنة مجلس الوزراء بسبب عدم اعتراف اللجنة بكل قائمة المفصولين، وأضاف انهم يرون ان كل من فصل دون لجنة محاسبة يعتبر مفصولاً سياسياً، وأوضح ان قرار لجنة مجلس الوزراء يتناقص مع قرار المجلس الوطني الذي اعترف بحقوق كل المفصولين.
وكان المشير عمر أحمد البشير في احتفالات عيد الإنقاذ قد ذكر ان المفصولين الذين فصلوا ظلماً سيجدون حقوقهم كاملة، وقال "اي زول لمن جينا وقلنا ده شيوعي وده حزب امة وفصلناه ديل عندهم حق علينا"، مؤكداً ان اي مواطن تم فصله سياسياً سيجد حقه كاملاً غير منقوص.
وفي هذا السياق قال عثمان عمر الشريف، عضو لجنة العمل بالمجلس الوطني، ان معالجة قضية المفصولين وحلهما سيؤدي إلى احتواء الاحتقانات والمرارات وتحقيق الاستقرار، وأكد عدالة مطالب المفصولين. واعتبر العقيد حقوقي عوض محمد عثمان قضية المفصولين اخطر قضية بالبلاد وجيب حلها، مشيراً إلى ان اتحاد معاشيي ضباط الشرطة قدم كل التظلمات الخاصة بالضباط الذين احيلوا للصالح العام، وأوضح انه يجب ان تتجاوز القضية مرحلة الوعود إلى مرحلة التنفيذ وأكد انه لا خيار امام حكومة الوحدة الوطنية سوى الوفاء بالتزاماتها.
أهم الملفات: _______________
ويقول المراقبون ان قضية المفصولين للصالح العام المدنيين والعسكريين تعتبر من أهم الملفات والقضايا العالقة التي لم تحسمها الحكومة. ويضيف هؤلاء المراقبون ان المفصولين للصالح العام استنفدوا كل الوسائل السلمية ورفعوا العديد من المذكرات إلى الحكومة والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، وفي هذا الصدد قدموا تظلماتهم إلى رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء والمجلس الوطني. وأشار بعض المحللين إلى ضرورة الإسراع في حل بين الحكومة والمفصولين، ويبدو ان الدولة مطالبة بحل المشكلة في ظل التحولات الديمقراطية بالبلاد. ................. ................. ................. " وكان المشير عمر أحمد البشير في احتفالات عيد الإنقاذ قد ذكر ان المفصولين الذين فصلوا ظلماً سيجدون حقوقهم كاملة، وقال "اي زول لمن جينا وقلنا ده شيوعي وده حزب امة وفصلناه ديل عندهم حق علينا"، مؤكداً ان اي مواطن تم فصله سياسياً سيجد حقه كاملاً غير منقوص ". !!!!!!!!!
وصلتـني مكالـمة هاتفية من اخ عزيز ودبلوماسي سابق عمل بالسلك الدبلوماسي طويلآ واحيل للصالح العام عام 1993 وسافر بعدها لاحدي دول الخليج ويعمل مستشارآ قانونيآ باحدي الوزارات السيادية بهذه الدولة وينبـهني فيها الي وزارة الخارجية السـودانية الأن تعمل بتوجيهات من الحزب الحاكم رغم انها من وزارات الحركة بحـسب اتفاقيـة السلام وان وزير الخارجية والتابع للحركة لايقـدر وان يتحرك بـحرية في ظل مـحاصـرته بـخمسة وزراء يعملون معه بنفس الوزارة وكل وزير من هـؤلاء له مهام محـددة خـططتها له الجهات العليا في الـحزب الحاكم!!. انه يـقول ايضـآ ان سفارات السـودان لاتعمل الاوفـق توجـيهات الحزب الحاكم وهـي سفارات ناطقة بـلسان حال الحـزب الـمهيـمن علي البلاد!!. ان اخـطر مافي موضـوع وزارة الخارجـية الأن - بـحسب كلام الدبلوماسي السابق - ان كل العاملون بالوزارة مـسـيسـون وتـم اجـراء (غسيل امخاخ!!!) لـهم ليكونوا ( ناطقون ) باسـم الحزب الحاكم في كل الـمحافل الدولية ويتـحركون (بالرموت كنتـرول) الـحـزب ولايعملون بتوجـيهات الوزير!!!.
وزارةالخارجـية بوضـعهاالـحالي وتـحت سـيطرة الانقاذ لن ولن تعيـدالدبلوماسييـن القدامي للـخدمة، ولن تتساهل في محاولات لـجنة اعادة المفصوليـن التي ترغب فـي اعادة بـعضـآ من الدبلوماسـييـن القـدامي للـخدمة بالخارجية مرة اخري وسـتكرر رفضـها للـجنة وككـل مرة - هـكذايقول صـديقي الدبلوماسي القـديـم-!!!.
هل حـقآ ومايقال.... ان وزارة الـخارجية قـد غـدت الأن واحـدة من اقوي الوزارات التي تـخضـع تـمامآ لسـيطرة الـحزب الحاكم، وان كل دبلوماسـيـها من سـفراء وقناصل بل وحـتي كبار وصـغار الـموظفييـن بـدء من الخـفيـر وحـتي جـملة الوزراء بـها.... هـم تروس فـي ماكينة الـحزب الـحاكم!!?.
هـل صـحـيـح ومايقال ونـسـمع... ان الـجاليات التـي تسـيـطر عليها الـجماعات الدينية الـموالية للانقاذ بالسـعودية ودول الـخليج.... هـي التي تـحرك سـفارات السـودان بـهـذه الـدول ، وان السفراء والدبلوماسـيـون بـها العاملون لايقـوون علي مـخالفة الكبار الـمسـيطرون علي زمام الامور في هـذه الجاليات?.
هل صـحـيح ومايقال، .... ان وزارة الخارجية في عـهد الوزير علي عثمان قد قامت وقـتها بـمنح ايـمن الظواهري واسامة بن لادن وابنه ولعمر عبدالرحمن جـوازات سـفر صـادرة من وزارة الـخارجـية ليتحركوا بها خارجيآ، وان الغنـوشـي التونسـي مازال يـحـفظ بـجوازه السـوداني حيث هـو يقـيـم بلندن?.
سفارة السودان بواشنطن لا علم لها ببرنامج زيارة سلفاكير!!! -----------------------------------------------------------
منتديات المشاهير > منتديات المشاهير >.
واشنطن : حسن احمد الحسن:
07-20-2006, وصل النائب الأول لرئيس الجمهوريه رئيس حكومة جنوب السودان الفريق سلفاكير ميارديت والوفد المرفق له مساء امس إلى الولايات المتحدة الأمريكية في زيارة رسمية. ويلتقي سلفاكير الرئيس جورج بوش وعدداً من المسؤولين الأميركيين قبل ان يخاطب لقاء جماهيريا في واشنطن مساء الأحد المقبل. وعلمت (الرأي العام ) من مصدر موثوق أن السفارة السودانية في واشنطن لم تتلق أي إخطار ببرنامج زيارة النائب الأول. -----------------
يزور الولايات المتحدة هذه الايام مسئول ومنسق قوات الدفاع الشعبي السابق واحد الاعمدة الامنية الهامة لنظام الانقاذ والمسئول الاول للكثير من الجرائم والتجاوزات الامنية وخاصة ابان تولية منسقية الدفاع الشعبي والتي مارس فيها ابشع الجرائم والتصفيات على كرتى واسم على كرتى مرشح ان يكون من ضمن ال51 مجرما والمتهمون بجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وجرائم الابادة الجماعية في دارفور.
وللاسف الشديد تقيم سفارة النظام في واشنطون مساء اليوم الاربعاء 24 مايو اي ليلة 25 مايو المشئوومة في تاريخ الشعب السودانى حفل عشاء علي شرف من لا شرف له المجرم السفاح المدعو على كرتى.
وبكل اسف ايضا تم توجيه الدعوة لبعض ممثلي الاحزاب السياسية في منطقة واشنطون كما تمت الدعوة للجنة الجالية السودانية بواشنطون.
ونحن في المنظمة السودانية لضحايا التعذيب ندعو كل القوى السياسية وممثلي الاحزاب والجمعيات والهيئات ونوجه النداء خاصة للجالية السودانية في منطقة واشنطون الكبري بمقاطعة هذه الدعوة مقاطعة تامة وعدم المشاركة في موائد اللئام ومد الايادي ومصافحة اياديهم الملطخة بدماء الشهداء بطول البلاد وعرضها.
وليذكر الجميع ان هذه الدعوة تقام علي اشلاء جثث شهداء قتلوا وسحلوا وتركوا في العراء لتنالهم جزر السباع ولاينسي الجميع من هو هذا النكرة على كرتي وليذكر الجميع سجله الاسود الملي بالدماء والقتل.
ان المشاركة في هذه الدعوة وتطبيع العلاقة مع مجرمي الانقاذ لخيانة كبري لشهدائنا الابرار وجريمة لاتغتفر في حق شعبنا الابي والتاريخ واقف بالمرصاد لكل مهادن ومتهاون في قضايا شعبنا المصيرية والحاسمة كالقصاص والمحاسبة لكل من اجرم بحق شعبنا البطل.
ان الذي يعرف تاريخ وزارة الخارجية والأحداث الكبيـرة التـي وقعت فـيها وهـزت الوزارة هـزات شـديدة بعـد يونيو 1989 .. لابـد وان يذكر فـضـيـحة تعييـن الفاتـح عـروة بالبعثة السودانية الـدائـمة بالأمـم الـمتحـدة.
تقول كتب التاريـخ، انه وعـندما شعر الترابي ( رجل السودان الأول والقوي بعـد انقلابه عام 1989 ) ان العداءمابيـن الـخرطوم وواشـنطن تزداد فـي كـل مرة توسـعآ بسـبب النهـج الأسـلامي الذي اتـخذه النظام الانقلابـي الـجـديد واحـتضانه مبـدأ ( تـصديرالثورة الثورة الأسـلامية ) وبناء امـبـرطوية إسـلامية تـمتـد من البـحر الأبيض شـمالآ الـي جـنوب افريقيا مـرورآ باثيوبيا ويوغنـدا وتنـزانيآ والصـومال وجـيبوتي وانتـهاءآ بـجـنوب افريقيا وان واشـنطن راحـت وتـهـدد السـودان بالـمقاطعة الأقتـصاديـة طـرأت فكرة لـدي التـرابي وان يـصـلح عـلاقاته ( الـخـربانة ) مع واشـنطن وعـبـر تعييـن اللواءالسابق الفاتـح عـروة سـفيـرآ للسـودان بامـيـريكا!.
كانت فكـرة التـرابي بسـيطـة للغاية، فالفاتـح عروة شـخـصيـة معـروفة لـدي الكبار فـي واشـنطن... وكان الفاتـح فـي الفتـرات السـابقة ابان عـمله بـجـهاز امن الـدولة خـيـر مساعد لـهـم فـي كـثيـر من الشـؤون الأمنيـة بالـمنطقة الأفريقيـة، وان تعييـنه سـفيـرآ بامـيـريكا يـعنـي ... ( زيـتكم فـي دقيقـكم!!!). كان التـرابي يأمل وان يزيل الفاتـح عـروة كل الرواسـب العالقة بيـن البلديـن.
وجـاءت اللـطمة الأمـيريكيـة الشـديـدة فـي وجـه التـرابي عندما رفـضـت واشـنطن قبول اقتـراح السـودان بتعـييـن الفاتـح عروة سـفيـرآ ببـلادها.
هـذاالرفـض اعـتـبـره التـرابي تـحـديآ شـخـصـيآ له من اميـريكا.. فقـرر التـرابي وكـنوع رد شـرف وان ( يـمـشـي كلامه ) وان يعـييـن الفاتـح عروة بالبعـثة السـودانية الـدائـمة بنيويورك ويـمـد لسـانه لواشـنطن وانه ادخـل الفاتـح الـي امـيـريكا رغـم انـوفـهـم!!!.
عـندما اراد الـحزب الحاكم بالخرطوم وان يتخلص من المشاغب صلاح كرار قرر الحزب بان يتم تعيينه بالسلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية علي ان يقوم وزير الخارجية بتعيـينه سـفيـرآ في اي بلد يكون ( كان الـمهم عند اعـضاء الـحزب الحاكم ابعاده في اقرب فرصـة من الخرطوم لانه كان كثير الشكوي والتذمر من الاوضاع داخل الانقاذ الذي ادخل شـخصيات حزبية جديـدة علي حساب الضباط الاوائل الذين قاموا بالانقلاب وانجـحوه وخـرجوا من كامل السلطات!!).
كان اعضاء الـحزب الحاكم قد ملوا من شكاوي ونقـد و( لسان ) صـلاح كرار، وكان لابـد من ابعاده باي طريقة ولكن بـدون وان يعرض باذي او تـحقيـر لدورة ليلة 30 يونيو 1989. ولـم يكن امام صلاح كرارمـن حـل اخر امامه الاقبول الوظيفة بوزارة الخـارجية بعـد سـدت امامه كل الابواب لمقابلة البشيـر لشرح رأيه وشـكواه.
ماكان امام وزير الخارجـية الا وان ينصاع لاوامر الـحزب ويقبل بالـموظف الـجـديد المفروض عليه. ودخل صـلاح الوزارة وسـط عـدم الدبلوماسـييـن الذين فهموا لعبة الـحزب الـحاكم بالتخلص من كرار ولكن علي حساب وظيفة كبيـرة سـينالها صـلاح عاجـلآ او عاجـلآ ويتـخـطي كل الدبلماسييـن !!!.
وتـم تعيينه سـفيـرآ بـدولةالبـحرين ..وهـي اصـلآ وظيـفة كانت مـخـصصـة لدبلوماسـي اخـر ... ولكن وكما هـو معـروف فـي وزارة الـخارجـية السـودانية ان ( الأسـد تـموت فـي الغابات جـوعآ ولحـم الضـأن تاكله الكلاب !!! ).
عـم السـخـط الـمكتوم كل اروقة وزارة الخارجـية التـي اصـبـحت جـزء مـن وزارة الدفاع، واصـبـح أمنية كل ضـابط مطـرود او احـيل للمعاش وان يلتـحق بالسلك الـدبلوماسـي!!.
دينق الور : اولوياتنا اصلاح العلاقات مع امريكا وحلحلة مشاكل السودان مع الدول الاوروبية. --------------------------------------------
Jan 12, 2008,
سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com
الخرطوم : التجاني السيد:
قال دينق الور وزير الخارجية الجديد بأن من بين اولويات وزارته في المرحلة الجديدة العمل علي اصلاح العلاقات مع الولايات المتحدة الامريكية والعمل علي حلحلة مشاكل السودان مع الدول الاوربية .
واضاف الور في اول تصريح له بعد تقلده هذا المنصب قبل ايام بان هناك قرارات اتخذت باصلاح العلاقة مع الولايات المتحدة طالما لا يوجد سبب لمعاداتها في اطار سياسة تحفظ السيادة وتصون وحدة الوطن. ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
عـندما اسـتلم علي عـثمان مـنصـب وزير للـخارجية كان اول بيان صـحـفي له انه سـيعمل علي ازالة كـل الـخلافات العالقة مابيـن السـودان واميـريكا ويزيل الفـهم الـخاطئ الـموجود لـدي الخارجـية الاميـريكية ان البعثة السـودانيـة الـدائـمة بنيويورك كـانت وراء مـحاولة تـفجـيـر الـمبنـي الـتجاري عام 1992 وهـي الـمحاولةالتي طـردت فيـها واشنطن دبلوماسـيـن سـودانييـن مـن بلادها بعد تورطـهـم ومـعهـم عـمر عبـدالرحمن الـمصري. راح علي عـثمان ويـملأ الـصـحف بالبيانات والتصـريـحات عـن (دبلوماسية السودان الـجـديدة!!) كـما سـماها هـو!. ومافات علي احـدآ ان علي عثمان يـحاول وعـبـر تصـريـحاته ولقاءاته الصـحفية كان يـهدف الـي تغطـيه مايقوم به حـقيقة من مـهام بالوزارة وحـشـده لكل من هـو ارهابـي وتنـظـيم خـليات الأغتيالات تـحـت رعاية وحـماية الوزارة والأمـن!!!
أستاذنا بكرى الصايغ تحياتى و تقديرى أتابع ما تكتبه و تأتى به سطرا سطرا و أرى بلدى .. شبرا شبرا و أشاهد التلفيزيون و أقرأ الصحف و أسمع الناس داخل و خارج السودان .. و أفهم شوية فى التاريخ .. و أعيش الحاضر و لا أقرأ الغيب و لا امارس التنجيم لكن كان الله فى عون السودان و حسبى الله
1 - الوزير والسفير السابق عبداللـه محمداحمد لم يكن اصلآ دبلوماسيآ حتي يتبؤا منصب سفير السودان في ايطاليا وبعدها سـفيرآ للسودان في اسبانيا ( بمعني انه لم يدخل وزارة لخارجية بمؤهلاته وشهاداته كغيره من الدبلوماسيين بالوزارة ولا عايش الأجـواء فيها ولم يتدرج كغيره من القدامي بالسلك الدبلوماسي ولاتعلم فنون الدبلوماسية واصـولها.
عـبداللـه محمد احمد جاء للوزارة وعبر (القفز بالعمود) وهـو مصطلح عرفه السودانيون من المرحوم جعفر علي بخيت الذي كلفه نميري في اعـوام السبعينيات باصلاح (الـخدمة المدنية) وتـطويرها فابتكر بـخيت اسلوب جديد ( القفز بالعمود ) ولم يفهمه احدآ حتي الأن..ولانميري نفسـه!!.
2- كان عبداللـه محمد احمد ينتمي لحزب الأمة وانصاري علي السكيـن. صـاروزيرآ للثقافة والاعلام ابان فـترة حكم الصادق المهدي بعد انتخابات 1986، ولكنه اثار غضب الملاييـن عندما شرع وينهج اسلوبآ فيـه كثير من التصرفات الغريبة الـمستهجنة ومنها محاولة تكسـيره وتـحطيمه لاثار وتماثيل متـحف السودان بحجة انها اصنام واجبة الازالة!!. وتمادي في غيـه وتصـرفاته الـمشبوعة بالعداء لكل ماهو غربي حـتي ان بعض المواطنون اطلقواعليه لقب (الوزير الوهابي!!). شعرت منظمة اليونسكو بالخرطوم ان وزير الثقافة والاعلام عبداللـه جاد في سياساته الرامية لتحطيـم متحـف الاثار واهرامات ومعابد النوبة الـقديمة وان الصادق الـمهدي يلزم الصمت ولايعلق علي تصرفات وزيره، عندها تقدمت المنظمة الدولية بمذكرة احتـجاج شـديدة اللهـجة تذكر فيـها رئيس الوزراء ان متحف السودان بني باموال اليونسكو وان كل مقتنيات المتحف القومي من اثارات وتماثيل وايقونات ومواد فخارية وذهبية قـد قامت المنظمة الدولية بجمعها من مناطقها الأصلية بالنوبة القديمة ونقلتها للخرطوم علي حسابها ولـم تـدفع حكومة السودان وقتها ولابـعدها ( مليـمآ احمـرآ ) واحدآ ولاساهمت بـمال او عتاد، فعليـه فان الـمنظمة (كـما جاء في المذكرة ) تطلب مـن رئيـس الوزراءحماية مـقتنيات الشـعب والبلاد مـن الـدمار والا فان المنظمة الدولية سـتنـسـحـب من السـودان!!.
3 - اضـطر الصادق المهدي الي اجراء تعديل وزاري صـغير تم فيه ابعاد عبداللـه محمداحمد من وزارة الثقافة والاعلام وتعييـنه وزيرآ للتـجارة.
4 - طوال مـدة عمله لم يخف عبداللـه تطرفه الديني وهجومه الحاد علي المدنية الغربية وجوب محاربتها.
5 - وقام انقلاب 30 يونيو 1989 بقيادة الترابي وعسـكره، فتـخلي عبدللـه عن حـزب الأمـة وانـضم لـمجـموعة الـمؤيدون للنظام العسـكري الاسلامـي الجديد!!!
6 - كافـاءته الانقاذ نتـيجة تخليـه لحـزب الأمة بتعييـنه سـفيـرآ للسودان في ايطاليـآ، ويـومها ضـحك الناس علي قرار تعييـنه سفـيـرآ ضـحكآ طويلآ وراحوا يسـخرون ويقولون ( إيـطاليا مـرة واحـدة!!! طيب ماكان يعينوه فـي قطـر ولا السعودية!! ، عبداللـه ده ...كان مـشـي روما وشـاف النوافيـر الـمحاطة بالتماثيل العريانه والمدنية الغربيـة حـيعمل شـنو!!?.
10 - واهـتـزت صـورة وزارة الخارجـية وقتها وتكاثرت عليها النكبات بعد رفـض عـدد من السفراء والدبلوماسـييـن العودة للخـرطوم بعد انتهاء مـدتـهم بالخارج!!، بل ومـن الاشـياء الغريبـة ان نفـس جـريـدة ( الحياة ) والتي نشـرت خـبـر عبداللـه وبنفس التاريخ نشرت خـبرآ اخـرآ يقول: (استقالة البروفسـور عـبداللـه السـفير لـدي الولايات الـمتحدة!!).
الوزير الحقيقي للخارجية!! ألا يزال مصطفى هو الوزير الحقيقي للخارجية? ------------------------------------------------
الباقر موسى.
Quote: وأجرى القائم بالاعمال الأميركي بالخرطوم البرتو فرنانديز، مباحثات امس مع مستشارالرئيس، مسؤول العلاقات الخارجية بالمؤتمر الوطني مصطفى عثمان اسماعيل، تركزت على العقبات التي تعوق تطور علاقات البلدين والسبل الكفيلة بإزالتها، بجانب التعرف على وجهة نظر الحزب في قضايا اقليمية ودولية. وحسب اسماعيل في تصريحات صحافية امس، انه بحث مع البرتو بالتفصيل امكانية وضع خارطة طريق واستراتيجية، أووصفة تنبني عليها العلاقات بين الخرطوم وواشنطن بأن تكون هناك التزامات وخطوات على الطرفين ....".
تقرير: ذكرى محيي الدين: التزمت الخارجية السودانية الصمت حيال الخطاب الذي حوى اعتذار السودان عن الترشيح للمفوضيات التابعة للاتحاد الأفريقي وامتنعت عن إطلاق أي تصريح رسمي بشأنه، إلا أنها بحسب مصادر عليمة تجري تحقيقاً بشأن دوافع الخطاب بعد أن اكتشفت أنه مرسل من (جهة ما) ظلت الخارجية دوماً تشكو من تدخل المهام معها، وعلى الرغم من تأكيد توجه وكيل الخارجية د. مطرف الصديق إلى العاصمة الأثيوبية مقر الاتحاد الأفريقي والمفوضيات، ما زال هذا اللبس قائماً ولم يتم توضيح موقف الخارجية، إلا أن نائب رئيس بعثة السودان في الاتحاد الأفريقي أكوي بونا ملوال قال إن السودان لم يتقدم أصلاً للترشيح للمفوضيات بينما اتفق مع المصدر على أن الدراسة تجري حالياً بشأن ترشيح السودان لرئاسة الاتحاد الأفريقي.
وقال الأول ما زلنا ندرس الموقف، وقال الثاني إنهم ينتظرون التعليمات من الخرطوم.
قبيل يومين أوردت صحيفة (الأحداث) خبراً مفاده أنه مع اقتراب التئام القمة الأفريقية بنهاية الشهر بأديس أبابا يواجه السودان موقفاً حرجاً في أعقاب توصية من لجنة شكلتها وزارة الخارجية باعتذار السودان عن الترشيح للمفوضيات التابعة للاتحاد الأفريقي وبحسب المصادر فإن اللجنة أرسلت خطاباً إلى سفارة السودان في أديس أبابا ونقلت إلى سفارات الدول الأعضاء في الاتحاد، اعتذار الخرطوم عن الترشيح لأي منصب بسبب الظروف السياسية التي يمرها بها وأن وكيل وزارة الخارجية مطرف صديق زار أديس أبابا على نحو عاجل في محاولة لتدارك الأمر، خاصة وأن اللجنة لم يكن مخول لها اتخاذ مثل هذا القرار.
وعقب هذه الخطوة لم تشأ الخارجية الخوض في تفاصيل بشأن الخبر ورفض الناطق باسمها مجرّد الحديث عنه بصورة خاصة وموقف السودان من الترشيح بصورة عامة، إلا أن مصادر موثوقة أقرت لـ(السوداني) بتلقي السفارة خطاباً يحمل عدم ترشيح السودان وأن الخارجية كشفت عن الجهة التي أرسلت الخطاب بعيداً عن دوائر الخارجية أو القناة الرسمية، وأن الخارجية تصر على معرفة الدوافع وراء كتابة تلك السطور والأهداف من الخطوة، وتجري حالياً تحقيقاً في الأمر، وقالت إن مطرف صديق طار إلى أديس أبابا لتأكيد أن الموقف لا يمثل الخارجية وأنه يخالف توجهها.
وبموجب التفاصيل الواردة فإن الخطاب لم يربك حسابات الحكومة في أديس، لكنه أحدث ربكة داخل الخارجية وأعاد الجدل القديم حول التداخل في المهام بينها وتلك الجهة، وسبق من قبل أن فتحت قناة حوار بين الجانبين على ضرورة التنسيق ويحدث التداخل غالباً في التعامل مع امتيازات الدبلوماسيين ما تتيحه الخارجية بحسب الأعراف الدبلوماسية ترفضه الجهة.
الحديث عن أنها اربكت حسابات الخارجية في الداخل ولم تحدث ربكة في أديس أبابا بناء على تصريح نائب رئيس بعثة السودان في الاتحاد الأفريقي، أكوي بونا ملوال لـ(السوداني) نفى الرجل أن يكون السودان ترشح في الأصل لرئاسة المفوضيات وأن الخطاب لم يمر عبر السفارة وأن باب الترشيح حالياً أغلق تماماً. وبشأن ترشيح السودان لرئاسة الاتحاد الأفريقي قال إن الرئاسة لعام 2008م ستؤول إلى شرق أفريقيا وأن الحكومة السودانية ترى انها احق بالموقع طالما انها أبعدت من قمة الخرطوم، وأكد أن البت في الامر متروك لدول شرق أفريقيا بموجب مشاورات لاحقة لتحديد الدولة التي تترأس الاتحاد، مضيفاً أنهم ما زالوا ينتظرون تعليمات من الخرطوم. وتوافقت تصريحات أكوي مع المصدر الذي أكد أن موقف ترشيح السودان لرئاسة الاتحاد الأفريقي من عدمه في طور الدراسة وان الترشيح لهذا المنصب يتطلب ترتيب وإتصالات مع الدول المعنية واستقطاب بعضهم واقناع الآخرين، فما زالت الترتيبات جارية ولم يتم التوصل إلى قرار بعد.
بررت الحكومة إبعادها عن المنصب بأن الآخرين اعتبروا أن الوضع السياسي لا يؤهلها، ويقول أكوي إن السبب الرئيسي لتفويت الفرصة على السودان أن الوضع في دارفور لم يكن يؤهله ليترأس الاتحاد الافريقي، فهل انتفت الأسباب لقبول السودان على رأس دول الاتحاد الأفريقي، فيما ما زالت أزمة دارفور تصنف بأنها الأكثر تعقيداً وأن السجل الخاص بحقوق الإنسان لم يصبح ناصعاً بعد. وكانت القمة الأفريقية السابقة والتي انعقدت بالخرطوم خلصت إلى ابعاد السودان وتولى الرئاسة آنذاك رئيس الكنغو دينس ساسو نفيسو.
وصُدم الكثيرون من قرار منح المنصب للكنغو، باعتبار أنها ليست لديها أي سجل حقيقي من الديمقراطية منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960م.
واستندوا على أن رئيسها لا يتمتع بثقل سياسي يذكر بين الزعماء الأفارقة المؤثرين مثل أولوبيجون أوباسانجو رئيس نيجيريا وهو الرئيس الذي انتهت رئاسته للاتحاد الأفريقي.
وتضاربت أقوال الخرطوم بعد النبأ، وقالت مجموعة من الوزراء إن السودان انسحب، وآخرون اتهموا جهات بالتآمر ضدهم وامتدت أصابع الاتهام للولايات المتحدة الأمريكية وأن جنداي فرايزر لعبت دوراً كبيراً في زحزحة السودان. وصفقت الولايات المتحدة للقرار، وقالت إنه يبعث برسالة واضحة تفيد بأن المنظمة التي تضم (53) دولة لن تقبل انتهاكات حقوق الإنسان، وبدورها حمّلت الخرطوم الإدارة الأمريكية مسؤولية خسارتها، متهمة إدارة بوش بممارسة ضغوط على الدول الأفريقية حول الموضوع. بل، إن وزير الداخلية السوداني الزبير بشير طه جاهر باتهام جنداي فرايزر، وأكد أنها بذلت جهوداً كبيرة على هامش القمة لعدم تولي السودان المنصب.
وخالف وزير رئاسة مجلس الوزراء سابقاً ووزير الخارجية حالياً، الاتهامات الحكومية واتسمت لغته بلين، وأبرز سعة صدر السودان وقال يجب أن يحترم السودان الاجماع الأفريقي. وأكد أن السودان تنازل عن رئاسة القمة الأفريقية لشعوره بالاجماع الأفريقي الذي كان سائداً في الخط.
وفي القمة التالية التي فازت فيها غانا برئاسة الاتحاد الأفريقي التي عقدت في بانجول، دخل الرؤساء مع رئيس الجمهورية في اجتماع مغلق استمر لوقت متأخر من الليل يقال إنه تم اثناؤه الاتفاق على ترشيح غانا وردت الخطوة محاولة السودان للترشيح.
ويبدو أن السيناريوهات التي حدثت في قمة الخرطوم في طريقها للتكرار ثانية في قمة (أديس)، وعلى الرغم من أن الموقف لم يحسم، إلا أن تياراً داخل الحكومة يرى عدم ترشيح السودان، فيما تدرس الحكومة الخيارات كافة، ربما تكون علاقتها مع واشنطن إحداها وملف دارفور على رأسها وكلاهما لم يطرأ عليه تحسن ملحوظ بما يعني أن السودان مواجه بصعوبات.
2 - مصدر دبلوماسى: لم نتلق توجيهاً للترشح لرئاسة الاتحاد الأفريقى. ---------------------------------------------------------
الخرطوم: بهاء الدين عيسى: نفى مصدر دبلوماسى رفيع تنازل السودان عن ترشيحه لرئاسه الاتحاد الافريقي لدولة مصر, خلال قمة الاتحاد الافريقى التى ستنعقد فى الحادى والثلاثين من الشهر الجارى فى العاصمة الاثيوبية اديس ابابا.
وقال فى تصريح لـ(السودانى) ان مصر تعتبر من دول شمال القارة وليست من دول الشرق التي تمتلك حق الترشيح, منوهاً الى ان خطوة التنازل إذا ما تم ترشيح السودان رسمياً بتوجيه من الرئاسة ستتم بالتشاور مع دول الاقليم فقط, غير انه عاد وقال: (لم نتلق حتى الآن توجيهاً رئاسياً للترشح رسميا لهذا المنصب.
وفى ذات السياق يعقد الممثلون الدائمون للاتحاد الافريقى اليوم اجتماعاً فى العاصمة الاثيوبية اديس ابابا لذات المهمة للوقوف على الجوانب التحضيرية للقمة, بينما يعقد وزراء الخارجية اجتماعاً فى السابع والعشرين من الشهر لمراجعة التحضيرات النهائية لقمة اديس ابابا التى ستلتئم نهاية الشهر الجارى.
.................
.."التزمت الخارجية السودانية الصمت حيال الخطاب الذي حوى اعتذار السودان عن الترشيح للمفوضيات التابعة للاتحاد الأفريقي وامتنعت عن إطلاق أي تصريح رسمي بشأنه، إلا أنها بحسب مصادر عليمة تجري تحقيقاً بشأن دوافع الخطاب بعد أن اكتشفت أنه مرسل من (جهة ما) ظلت الخارجية دوماً تشكو من تدخل المهام معها".
تـخـبط ... ...وفـوضـي،
... ووزارة الـخارجـية تعـتـرف بانه وهـناك ( وزارة خارجـية سـودانية ) اخـري تقوم بعـمل وزارة الخارجـيةالأصـلية!!!
... الـمسـؤولون بوزارةالخارجـية يـخافون من ذكـر اسـماء الكبار الذين يـهيـمنون علـي عـمل وزارتـهم وهـم اصـلآ ليسـوا موظفييـن اودبلوماسـييـن بـها!!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
اسعد الريفى
نادر الفضلى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست