شهداء قصر الضيافة.. ضحايا الإنتهازية السياسية و التكالب علي السلطة !

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 01:55 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-18-2006, 07:31 PM

Elmuez

تاريخ التسجيل: 06-18-2005
مجموع المشاركات: 3488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
شهداء قصر الضيافة.. ضحايا الإنتهازية السياسية و التكالب علي السلطة !

    أبدأ بتحية جميع شهداء تلك الأيام الحرجة من تاريخنا الوطني و السياسي و الإجنماعي , مدنيين و عسكريين , فقد زهقت حينها أرواح عديدة شارفت في مجملها المئة ضحية, بينهم السياسيين و غير السياسيين, و بينهم الذين قتلوا و كانوا يدركون ما أعد لهم سلفا, و فيهم من لاقي حتفه دون أن يدري شيئا من ما كان يجري و يتم من حوله و هؤلاء الأخيرين تحديدا ,من من أجبر علي الموات و الفناء بعد عودة طبيعية للدار من بعد الإنتهاء من يوم عمل ( عادي ), هم المعنيون بهذا الخيط .. إذ أن هؤلاء لا يأتي الناس علي ذكر قصرهم إلا علي سبيل المغالطة السياسية, فتذكر تجربتهم المريرة لا يتم إلا لأحد (غرضين):
    1- إثبات إلصاق التهمة بالشيوعيين تمهيدا لإحراجهم و إخراسهم سياسيا و وطنيا,
    2- رد تهمة فظائع التقتيل الوحشي عن الحزب الشيوعي و قادة يوليو و السعي لإجلاء حقيقة غامضة, مرهقة, غائبة ,ضاعت وسط زخم أحداث تلك اللحظة..

    بين هذا و ذاك, قلما تتم إدانة و إستنكار عظيمين يتلائمان مع حجم الجريمة اللتي أقترفت حينها, كما أن ملف قضية أولئك الضحايا العزل لم يجد حظه من الإعتبار الحقوقي الجمعي, الرسمي , إلا في سياق الملاواة السياسية اللتي تجري بين الطرفين المرقمين أعلاه و منذ أن أسدل الستار علي أحداث تلك الأيام فقط بما إرتآه ( جعفر جريمة ) مناسبا, ليستمر في مشروع إمبراطوريته ( من الآن ) فصاعدا !
    ما الذي حدث لأولئك النفر من مختلف الرتب العسكرية حتي تضيع أعمارهم بتلك البساطة السخيفة , و ما هي طبيعة السيناريو الهوليودي الفوضوي الغامض الذي جعل كل ذلك ممكنا???.. !
    لي عودة لتفنيد ما تيسر من معلومات و شواهد حول الأمر الجلل !
    المجد و الخلود لشهداء يوليو,
    المجد و الخلود لشهداء الفوضي المؤسفة , شهداء قصر الضيافة.

    (عدل بواسطة Elmuez on 07-18-2006, 07:36 PM)
    (عدل بواسطة Elmuez on 07-18-2006, 10:30 PM)

                  

07-18-2006, 08:05 PM

Elmuez

تاريخ التسجيل: 06-18-2005
مجموع المشاركات: 3488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شهداء قصر الضيافة.. ضحايا الإنتهازية السياسية و التكالب علي السلطة ! (Re: Elmuez)

    http://www.sudaneseonline.com/upload/modified/05854.jpg

    http://www.sudaneseonline.com/upload/modified/05947.jpg
    قتلى قصر الضيافة:
    1/عقيد مصطفى عثمان أورتشي2/ عقيد سيد أحمد محمد حسين حمودي 3/ عقيد محمود عثمان كيله 4/ مقدم سيد المبارك 5/ مقدم عبد العظيم محمد محجوب 6/ رائد عبد الصادق حسين 7/ نقيب سيد أحمد عبد الرحيم 8/ نقيب تاج السر حسن علي 9/ نقيب كمال سلامة 10/ نقيب صلاح خضر 11/ ملازم أول محمد يعقوب 12/ ملازم أول محمد صلاح محمد 13/ ملازم أول الطاهر أحمد التوم 14/ ملازم محمد عمر 15/ ملازم محمد حسن عباس 16/ ملازم محمد الحسن ساتي 17/ رقيب دليل أحمد 18/ عريف عثمان إدريس 19/ وكيل عريف الطيب النور.

    (عدل بواسطة Elmuez on 07-21-2006, 01:14 PM)
    (عدل بواسطة Elmuez on 07-21-2006, 04:09 PM)

                  

07-18-2006, 08:27 PM

Elmuez

تاريخ التسجيل: 06-18-2005
مجموع المشاركات: 3488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شهداء قصر الضيافة.. ضحايا الإنتهازية السياسية و التكالب علي السلطة ! (Re: Elmuez)

    في sudaniyat.net , و في بوست توثيقي تحت عنوان{ مذبحة بيت الضيافة بين الأسطورة و أحلام العسكر و مكر السياسة} كتب زميلنا الأستاذ عبد الله الشقليني هذا الإيجاز:

    مذبحة بيت الضيافة بين الأسطورة
    وأحلام العسكر ومكر السياسة

    ياتُرى من أين أبدأ ، رغم أنني لا أحب الحديث في السياسة وأوجائعها .
    قالت الفُضلى فاطمة أو ( الإسم الحركي المُستتر ) في إحدى المُداخلات مع السيد عمر صديق وهو يتحدث عن عزل أمنيي النظام الحاكم في السودان :
    { من الذي ذبح الأبرياء في قصر الضيافة ولماذا هل كانوا إخوانا مسلمين؟
    قرابة الثلاثين ضابطا يقتلون بالنيران وهو مقيدون في غرفة من قصر ؟ من الذي
    فعل ذلك ولماذا ؟ أليس هو السيد الحزب الشيوعي السوداني ؟ من الذي دخل بالدبابات
    للجامعات ؟ ومن الذين هتفوا له ؟ } .
    السرد المُطمئن يُوحي أن الكاتب أو الكاتبة قد ملكت الحقيقة !
    لن استسلِم لرؤى المُباشرة والتقريرية وقد عاصرنا الأحداث ، عندما يختلط أحلام العسكر السياسية بغسيلهم المُّر . كان عُمر حركة 19 يوليو 1971 م الانقلابية ثلاثة أيام . قبلها بأشهر حدث انقلاب عسكري داخل حركة ( 25 مايو69 ) الانقلابية غير المُتجانسة ، وأقالت ثلاثة من أعضاء مجلسها الثوري في 16 نوفمبر 1970 م ، وهم المقدم بابكر النور والرائد حمد الله والرائد هاشم العطا ، منهم الشيوعي و منهم المتعاطف . انتصر الذين يعتبرون مصر عبد الناصر أنموذجاً يُحتذى ، والذين هم بدون اتجاه كرئيس مايو ، والذين رأوا في حركة مايو أنموذجاً سيقارب تجربة الاشتراكية الأفريقية التي رادتها تنـزانيا في ذلك الزمان ، و هؤلاء هم الذين انقسموا على الحزب الشيوعي السوداني . غيب الموت المفاجئ عبد الناصر عن ساحة مصر السياسية وخلفه السادات في سبتمبر 1970 م قبل المُفارقة النهائية بين الحزب الشيوعي ومايو .
    اشتد الخلاف بين الشيوعيين بعد أن استقطب الحُكم بعضهم ( معاوية ، وأحمد سليمان ...الخ) واعتقل سكرتير الحزب عبد الخالق محجوب ، وتمكن الحزب من تهريبه من السجن واختفى ، وتقول الأساطير إنه كان مُخبأ في قيادة الحرس الجمهوري في القصر ! ، وخرج بعد نجاح انقلاب 19 يوليو . خطط العسكريين السياسيين ضمن خلايا الضباط الأحرار اليسارية في القوات المسلحة انقلاب 19 يوليو . اعتمدت الحركة على الحرس الجمهوري جنوداً وضباطاً ويمتلك الحرس الأسلحة الخفيفة
    (جم 3) وليس لديهم سوى سيارات صلاح الدين العسكرية المصرية الصنع ،وهي من أوائل تجارب مصر في التصنيع الحربي ، وليس لديهم مُجنـزرات من التي استُخدمت في تنفيذ مجزرة الضيافة البشعة .
    كان الصحافي عبد الله عبيد يكتُب في الصُحف قبل انقلاب 19 يوليو ، وامتاز عموده الصحافي من قلب الشارع بلسع اليساريين والشيوعيين . قبل توقيت الانقلاب بيوم أو يومين سَخِر من اليسار ، وبدأ وصفهم بأنهم ( المُنبطِحين على النصوص ) أو ( والله بعد دة إلا الانقلاب يقوموا بيهو بالنهار! ) ، وقد كان . تم اعتقال أعضاء مجلس انقلاب مايو وبعض العسكريين في القصر قبيل عصر 19 يوليو. معظم العسكريين تم احتجازهم في بيت الضيافة ، وهو مبنى ملحق بمجمع القصر الجمهوري ، ولقادة مايو مكان منفصل تم اعتقالهم فيه .
    لن نسترسل في الأحداث . تم مؤتمر صحافي في لندن عقده قائد الانقلاب بابكر النور وعضو مجلس انقلاب 19 يوليو فاروق حمد الله . عند حضورهم من لندن على طائرة ركاب عادية تم اعتراض الطائرة بواسطة مُقاتلات ليبية واستسلما خوفاً على ركاب الطائرة المدنية .
    انتظر المجتمعون كثيراً خطاب الرائد هاشم العطا صبيحة 22 يوليو في ساحة الشهداء أمام القصر . على منبر تم تجهيزه خاطب المُجتمعين . أعلام اليسار والشيوعيين والنقابيين كانت حمراء خفاقة ، تدعم الانقلاب جماهيرياً وتسنده . حوى الخطاب برنامج التصحيح لمسار حركة 25 مايو ومحتواه ضد التمهيد لحكم الفرد و ضد تنظيم جمهورية رئاسية تمهد لدكتاتورية فردية ، والبديل المُقترح من الحركة التصحيحية كما سمت نفسها ،هو مجلس عسكري يراقب مرحلة الثورة الوطنية التقدمية كما تقول نصوص الخطاب . أعلن هاشم العطا فتح جامعة الخرطوم فوراً ، وقد كانت مُغلقة منذ 11 مارس 1971 م ، حين طوقت الدبابات جامعة الخرطوم بواسطة وزير الداخلية آنذاك وهو أحد قادة مايو ، الرائد أبو القاسم محمد إبراهيم . لم تدخل الدبابات الجامعة كما ذكرت ( فطومة ) ولم تُراق نقطة دم واحدة ولم يُعتقل أحد . كان الحزب الشيوعي ورجالاته قد رحلوا عن السلطة منذ 16 نوفمبر 1970 م كما أسلفنا وكان الطلاق بينهم والسلطة حتى قبل ذلك التاريخ .
    سرت الشائعة منذ ظهيرة 22 يوليو باعتقال بابكر النور رئيس الانقلاب الجديد ومعه حمد الله بواسطة النظام الليبي . هزت الشائعة أسس النظام الجديد ، وبدأت فلول من ما يسمى كتائب مايو تسيير تظاهرات صغيرة مُتفرقة تم تشتيتها بواسطة قوات الشرطة في وسط الخرطوم . و حين تأكد الخبر من الإعلام الأجنبي ، دعت الحركة الجديدة عبر إذاعة أم درمان للوقوف ضد التآمر الذي يستهدف الوطن وفق ما ورد. انفرط العقد .
    مذبحة بيت الضيافة:
    تحركت المُدرعات من حامية الشجرة عصر22 يوليو تقصد القصر والحرس الجمهوري . كانت أحلام العسكريين تتأجج : هنالك قادة 19 يوليو بدون سند المُدرعات في القصروالذي يحتفظون فيه بقادة مايو و داعميهم من العسكريين معتقلين في القصر . أهم قادة 19 يوليو المعروفين تم اعتقالهم في ليبيا . مُخطط مُنفذي مذبحة الضيافة وفق ما أرى كانت الهجوم على القصر ، وتصفية الجميع ، (قادة مايو وقادة 19 يوليو ) ومن ثم إلى دار الإذاعة والتلفزيون في أم درمان لإعلان النظام الجديد . كان النميري أسبق ، و تقول الأسطورة أنه اعترك مع حُراسه بالأيدي عند هجوم دبابات الشجرة على القصر . قفز من أعلى سور القصر ، ولقي المُطرب سيد خليفة الذي أقله بسيارته إلى دار الإذاعة والتلفزيون وأعلن عودته للسلطة . من هُنا أُسقط في يد من كانوا ينوون استلام السلطة بانقلاب جديد آخر بديلاً عن مايو وبديلاً عن 19 يوليو ،لم يسعهم الوقت ولا الزمان . حُبِس المُخطط في الصدور خوف الانتقام ، فتاريخ مايو في ود نوباوي والجزيرة أبا و معونة الطيران الحربي المصري السابقة أكسبها بأساً. من يُسارع إلى الإذاعة للتأييد يضمن مستقبله ، واختفى القتلة . لبِس ضباط الصف الأنجم وادعوا أنهم لبِسوها لنُصرة مايو ، وتم تثبيت رُتبهم . منهم من انقلب لاحقاً على مايو في 1975 م ضمن حركة المقدم حسن حسين عثمان وتم نفيهم من الدُنيا إعداماً .
    هذا هو السجل ، فقادة 19 يوليو لو أرادوا القتل لقتلوا قادة مايو كلهم أو بعضهم . آثار الرصاص على أجساد الأبرياء في بيت الضيافة كانت من رصاص رشاشات المدرعات التي قدمت من معسكر الشجرة . مدفعية هدم ورشاشات اغتيال . وظل التقرير الذي تولت إعداده لجنة تقصي الحقائق فيما بعد برئاسة قاضي المحكمة العليا حسن علوب وعضوية العميد محمود عبد الرحمن الفكي واللواء شرطة أبو عفان ، والذي تم حجبه قصداً طي الكتمان . ونفثت الأحقاد في المحاكمات الجائرة والغلو يطفح . لم تتم المحاسبة الدقيقة ، لقد فقد عضو مجلس ثورة مايو خالد حسن عباس شقيقه الأصغر في مجزرة بيت الضيافة وكان برتبة ملازم ثان . بمعونة استخبارات دولة مجاورة وغيرها ، تمت تصفية الحزب الشيوعي الذي دعم الانقلاب بعد قيامه من منطلق المثل العربي : ( أنا وأخوي على ود عمي ، وأنا وود عمي على الغريب ) ، وتم تجاوز البرامج الحزبية الثابتة لأن الأحداث كانت أسبق ، لا وقت للاجتماعات أو التدقيق أو التقييم ، فقط مساندة اليساريين ودعم سلوك البلانكيين ، ثم من بعد الحساب . إنها رغبة في غسل الظلم الذي حاق بالحزب بعد أن حرمته الديمقراطية السابقة في عهد الأحزاب من ممارسة حقه ظلماً بفرية الكُفر . فقد تطورت أحداث ندوة معهد المعلمين المشهورة وحادث الإفك أواخر الستينات وقبل انقلاب مايو. استغل الإسلامويون الحدث حينها وألهبوا الجميع بالسياط المُقدسة ، وركب الجميع موجة عداء الشيوعية والشيوعيين . ولم تـزل في الأذهان ( أبو الزهور خرق الدستور ) حين تم تجاوز قرار المحكمة العليا في العهد الديمقراطي ! .
    كان دعم الحزب الشيوعي لليسار الطفولي في أنقى صوره ، هو دعماً لوجستياً ، جماهيرياً واستكتاباً لبرنامج في أول ساعات حركة 19 يوليو للخروج من عُقدة الأيام الأولى للانقلاب . دفع الحزب الشيوعي الثمن غالياً ولم يـزل . نُحِر الحزب الشيوعي وانتحر ، وتمكن أعداؤه التاريخيين من تحميله جريرة غيره من الدمويين ، ومُنفذي المذبحة يحتفظون بالسر في الصدور. هربوا من المحاسبة في ظل فوضى مجتمعات ما قبل النمو : ترهل وعشوائية وأمية ومكر وسيادة استخبارات دول أخرى ( طائرة قدمت من العراق واسقطت ، أنموذج ) ! .
    يقولون الإفادات الشفهية عُرضة للتبديل والتعديل في ظل قوى ترى ضرورة العجلة في الثأر و التي أرى إنها كانت في حجم مجزرة الضيافة وإن قل عدد الضحايا . لقد دعم رئيس مصر آنذاك تلك العجلة قبل تنامي كارثة المجزرة للرأي العام العالمي . صرح السادات أن وحدة مصر وليبيا والسودان قد وُلِدت بأسنانها . كانت المحاكمات العسكرية أقرب إلى المجازر منها إلى المحاكمات . جُرد النقابي الشفيع من وسام النيلين الذي يحميه من التعرض للمحاكمة ، وعند وصوله حبل المشنقة كان في حالة أقرب للوفاة من أثر التعذيب الجسدي . محاكمة الثلاثة سنوات لبعض المُدانين تحولت إعداما عند التصديق عليها بدون دلائل دامغة . تم التجريد من الرتب للعسكريين والطرد من القوات المسلحة والإعدام ليطال الثأر ورثة قادة 19 يوليو ليُحرموا من المعاش ، تماماً كما استنت إسرائيل هدم مساكن أُسر منفذي العمليات من الفلسطينيين بعد موتهم !. كانت مايو هي الأسبق ، علماً بأن قادة مايو أنفسهم يستحقون العقوبة العسكرية الخاصة بالتمرد والإعدام حسب القانون العسكري!. من ارتكب الجُرم يحاكم من ارتكب جُرماً مماثلاً ، كيف!. صورت المحاكمات صحفية مصرية من مدخل استخباراتي . تسلقت استخبارات دولة شقيقة عبر مداخل أولية لتتبنى 19 يوليو منذ مهدها ، وعند ورود اعتقال بابكر النور وحمد الله في ليبيا ، تم توجيه العملاء ليتحولوا للضفة الأخرى . خرجوا أيضاً من المحاسبة ، بل أن أحدهم كان من الإستشاريين في القصر حتى رحيل مايو .
    لن ابتسر المراجع التي كتبت عن الحدث الذي تمت في ظل الغليان وحالة الطوارئ وإغلاق المناطق السكنية والإظلام المتعمد للمناطق السكنية و حمى البحث عن الشيوعيين . لن نُقلل من شأن الإفادات ، رغم أن بعضها تتجنب الخوض في تأكيد البينات وهو مسلك اجتماعي يلون البينة ويلتف عليها ،لأن التاريخ يُحاسب من يوثق ومن يُنير للتوثيق . وتلك مسئولية تتبع تأريخك أينما حللت . قيّم الشيوعيين انقلاب 19 يوليو في يناير 1996 م ، وكتب الأستاذ عبد العظيم سرور ، وكتب دكتور عبد الماجد بوب ، وكتب فؤاد مطر ، وكتب كرار ، وكتبت الصحف ، وتحدث بعضهم في التلفزة و كُتبت دراسات كُثر على مر السنوات ، لكني أرى أن الضباب والخوف من الأثر الاجتماعي هو الذي غلف الرؤى جميعاً فخرجت الحقيقة من باب و لن ترجع بسهولة ، كأنك تنظر جوهرة تتلألأ ألوانها وعندما تمُد يدك تجد طيفاً . يرى الكل ألواناً مُختلِفة . لو تتبعت الخيوط جميعاً لعلمت أن نجاة أعضاء مايو المُعتقلين في القصر تلك الأيام ، وهم مُفتاح الحُكم يقودك لمعرفة ماذا حدث . لقد كان في مقدور منفذي انقلاب 19 يوليو تصفية من تبقى من أعضاء مجلس انقلاب مايو جسدياً لو أرادوا ، منهجهم منعهم . القادمون من معسكر الشجرة لم يكن لهم صلة لا بالشيوعيين ولا بقادة 19 يوليو . منهم متعاطفون مع مايو ومنهم الطامح للسلطة . أما عن التجاوزات في مذابح العُزَّل فيستحق بيانها صحائف سود للسرد غير هذا المقال الموجز ، فتاريخ السودان القديم والحديث يشهد :
    كل الثارات القبلية في دار فور والنوبة و الجنوب طوال التأريخ القديم والحديث ، انتقام الدفتردار، و حكم الأتراك ، حكم المهدية ، غزو الخرطوم في كرري واستباحة العاصمة بعد الفتح ، عنبر جودة أيام الأحزاب ، أحداث الجزيرة أبا ، وود نوباوي ،و انقلاب 1976 م ، و مجزرة الضعين أيام الديمقراطية الثالثة ، وحرب الجنوب الأهلية منذ بدايتها وإلى الاتفاق الأخير . كل نظم الحُكم العسكرية وغيرها التي مرت على تاريخ السودان بلا استثناء ، تختلف في حجم التجاوز كماً ونوعاً. الحكم العسكري هو صاحب اليد الطولى في التجاوز ، قطع شوطاً في الغِل غريب على روح التسامُح والألفة عند العشائر السودانية . بدأ التقتيل بالحراب والسيوف وانتهت بالطائرات .
    لا تكفي لأرواح ضحايا السودان في كل زمان كلمات عزاء .

    ربما نواصل
    http://sudaniyat.net/vb/showthread....19&page=1&pp=15

    عبدالله الشقليني
    23 /05/2005 م
                  

07-18-2006, 08:29 PM

محى الدين ابكر سليمان
<aمحى الدين ابكر سليمان
تاريخ التسجيل: 02-10-2005
مجموع المشاركات: 2440

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شهداء قصر الضيافة.. ضحايا الإنتهازية السياسية و التكالب علي السلطة ! (Re: Elmuez)

    (لي عودة لتفنيد ما تيسر من معلومات و شواهد حول الأمر الجلل , و نرجو المساعدة لا المزايدة بالحقائق و التجاوز غير الأخلاقي من أي من الأطراف و مهما كان من دواعي , ضرورة , أو مبررات !
    المجد و الخلود لشهداء يوليو,
    المجد و الخلود لشهداء الفوضي المؤسفة , شهداء قصر الضيافة. )
    معز سلامات
    كلامك الفوق دة شخصيا مافهمتو, يمكن مخى تخين.
    هل "شهداء" يوليو كوم, و " شهداء " الفوضى المؤسفة كما تسميها كوم تانى, ولا دة نوع من النصب السياسى, لا عاوز تزعل الشيوعيين, باعتبارهم مسئوليين " كما زعمت مايو" من مذبحة الضيافة, ولا عاوز يزعلوا منك اهل " شهداء" الضيافة, ولا عاوز تزعل اهل شامبى والاحيمر, يبقى البوست فوق شنو!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
                  

07-18-2006, 09:12 PM

Elmuez

تاريخ التسجيل: 06-18-2005
مجموع المشاركات: 3488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شهداء قصر الضيافة.. ضحايا الإنتهازية السياسية و التكالب علي السلطة ! (Re: Elmuez)

    ( كلامك الفوق دة شخصيا مافهمتو, يمكن مخى تخين.
    هل "شهداء" يوليو كوم, و " شهداء " الفوضى المؤسفة كما تسميها كوم تانى, ولا دة نوع من النصب السياسى, لا عاوز تزعل الشيوعيين, باعتبارهم مسئوليين " كما زعمت مايو" من مذبحة الضيافة, ولا عاوز يزعلوا منك اهل " شهداء" الضيافة, ولا عاوز تزعل اهل شامبى والاحيمر, يبقى البوست فوق شنو!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!)

    محي الدين أبكر سلامات,
    يبدو أنك حاسم موضوع ما حدث بالضبط في قصر الضيافة و ما عايز زيادة !..و إن لم يكن كذلك تبقي مايو وحدها هي الحاسمة الموضوع, و في ذلك لا أتفق معها لأنها لم تكترث لمعني الحقائق المفصلة طالما استعادت سلطتها و فشت غضبها في قادة يوليو و قادة الحزب الشيوعي, أحداث قصر الضيافة في اعتباراتي و فيما اطلعت عليه من وثائق و شهادات كما أشرت أعلاه , تحتاج للتقييم الأخلاقي الإنساني أولا بحيث يتم تناولها بمنأي عن عقلية "التلبيس" هنا و هناك, بحثا عن أفضل تحليل و تصوير دقيقين لطبيعة ما جري من ما يمكن من وضعها في مصاف وطني قومي أفضل و هو ما أنا بصدد الدعوة لتناوله هنا و تحديدا سيناريو الأحداث العسكرية داخل و حول القصر لحظتها و في ذلك بذل حبر رمادي كثيف مما جعل من الصعب إصدار حكم قاطع حول كنه القاتل أو القتلة الحقيقيين, هناك تداخل في الروي التام حول الفعل العسكري في تلك اللحظة المؤسفة و هو ما أسعي لتقديم تصور حوله لتقريب و توضيح صورة سيناريو التقتيل الذي , و في ما سوف نري, لا أستبعد ضمنه مشاركة عنصر أو عناصر عضوة أو قيادية أو مؤيدة لحركة 19 يوليو !
    ما يهم هو إجلاء الحقيقة ( سيناريو القتال ) دون إرضاء أو مجاملة في مثل هذه الأمور, و فهمك يا حبوب موهو تخين و إنما التخينة هي قرائتك للأمر برمتهه مما يتطلب قدر من الشفافية,و سنتبين فيما بعد أن شهداء يوليو و شهداء " الفوضي المؤسفة " في قصر الضيافة, هما فعلا كومين لكل روايته و أقداره !

    (عدل بواسطة Elmuez on 07-18-2006, 10:25 PM)

                  

07-19-2006, 08:20 PM

Elmuez

تاريخ التسجيل: 06-18-2005
مجموع المشاركات: 3488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شهداء قصر الضيافة.. ضحايا الإنتهازية السياسية و التكالب علي السلطة ! (Re: Elmuez)

    أستأذن شاكرا الإخوة في sudaniyat.net الإفادة من جزئية البوست التوثيقي القيم المختص بأحداث قصر الضيافة, تلك الجزئية المتعلقة بأحداث القصر و الشاملة علي صور و وثائق و أحاديث صحفية, بغرض تعميم المعرفة و الفائدة المرتبطة بالموضوع .. لهم منا التهنئة و التقدير العميق لما بذلوه من جهد هائل بحثا عن الحقيقة الهامة و المريرة في آن !

    كتب خالد الحاج :

    شهادات :

    مذبحة بيت الضيافة :
    د.عبد الماجد بوب :
    (1)

    "الحقيقة..دقيقة طرقها مضيقة فيها نيران شهيقة، ودونها مفازة عميقة - الحلاج"

    في عدد أكتوبر 2000 نشرت" قضايا سودانية" جزءآ من كتاب يعكف عليه الأستاذ عبد العظيم عوض سرور. وهو عبارة عن حصيلة تجربته وتقويمه لمواقع القوة والضعف في إنقلاب 19 يوليو. ولعله في هذا المسعي من بين قلة من العسكريين والمدنيين الأحياء ممن تضافرت لهم عوامل الزمان والمكان يقف علي بعض جوانب التخطيط والتنفيذ والتداعيات التي تلاحقت في مثل لمح البصر أو أقرب منه وأفضت إلي هزيمة 19 يوليو.
    فالبرغم من إنقضاء نحو ثلاثة عقود علي الحدث، ربما لا يختلف إثنان في أن إنقلاب 19 يوليو يندرج في عدد أهم الأحداث السياسية في السودان خلال المائة عام الماضية: بحسبان التناقضات والصراعات متعددة الأطراف التي سبقته وعجلت به، وبإعتبار جوانب القوة والقصور التي صاحبت العملية العسكرية والممارسة السياسية خلال الأيام التي عاشها الإنقلاب، وبالنظر إلي ردود الأفعال السودانية والخارجية والتصفيات الدموية الباهظة علي طرفي الحدث، وإختلال موازين القوي الطبقية والسياسية علي مدي بعيد وعميق لا يزال الحزب الشيوعي والحركة الديموقراطية يجاهدان لترميم آثاره . كثير من هذه المسائل وغيرها جديرة بالمعاودة والتقويم الموضوعي ووضع النقاط فوق الحروف.
    ومن بين هذه المسائل ما أثاره الأستاذ عبد العظيم في تقويمه الرصين للملابسات التي أحاطت بمذبحة بيت الضيافة عصر 22 يوليو ومقتل نحو عشرين من ضباط وجنود عزل. وقد أحسن صنعآ بأن أعاد هذا الحدث المروع إلي دائرة الإهتمام. وربما يحسب البعض من باب الخمول أو الإستهانةبأهمية الحدث بأنه يفتح صندوق باندورا -Pandora's Box - "إمرأة أرسلها زيوس عقابآ للجنس البشري، بعد سرقة برومثيوس للنار وأعطاها صندوقآ ، ما أن تفتحه بدافع الفضول حتي تنبعث منه الشرور والرزايا" .
    وينكأ جرحآ أوشك أن يندمل . ويقيني أن ما حدث جسيم ، غير أنه لم يجد القدر المستحق من التقصي وإقتفاء الأثر، واستنطاق الشهود، وتمحيص الوثائق المتاحة لتحديد الجاني والجناة الحقيقيين.
    فبعد مرور نحو ثلاثين عامآ لا يزال الغموض والإفادات المتضاربة والطلاسم العصية تكتنف الملابسات التي أحاطت بمذبحة بيت الضيافة. وفي نظري أن الأستاذ عبد العظيم ، دون إنقاص من جهده ودون تطاول علي دوره في تلك الأحداث ، بقدر ما أضاف من معلومات قيمة ومثيرة ، قد أضاف عناصر جديدة لا تساعد في سبر أغوار الحقيقة، بل تباعد منها وتضاعف من التعقيد القائم أصلآ.
    الهدف من مساهمتي أن أقدم بعض المعلومات والإفادات لشهود عيان من بين الذين نجوا من مذبحة بيت الضيافة، وغيرهم ممن وقفوا علي الحدث وأدلوا بشهادات لا تتفق جميعها أو في بعضها مع ما أورده الأستاذ عبد العظيم، وقد كان هو نفسه أمينآ ومنصفآ بأن طرح ما لديه من معلومات بكل ما تحمل من تناقضات وحلقات مفقودة أو مضيّعة ، دون أن يسعي إلي إدخال إضافة أو حذف بها حتي تبدو في تمام الإنسجام.
    وبعد الإطلاع علي ما كتبه الأستاذ عبد العظيم حول مذبحة بيت الضيافة سنحت لنا فرصة الحديث والأخذ والرد وتبادل المعلومات مما أدي إلي تعزيز قناعتي بأنه مهموم بالبحث عن حقيقة ما حدث في بيت الضيافة عصر 22 يوليو إمتثالآ لمسئوليته الأخلاقية ووفاء لإنتمائه لحركة 19 يوليو التي أفرد لها كتابه قيد الإعداد.

    حول مذبحة بيت الضيافة عصر 22يوليو كتب الأستاذ عبد العظيم :
    أ . لم يكن للحزب الشيوعي أو تنظيم الضباط الأحرار مسئولية فيما حدث في بيت الضيافة. ولم تكن التصفية الدموية في أي مرحلة من المراحل ضمن خططهم. ما حدث في بيت الضيافة كان تصرفآ فرديآ يستوجب الإدانة.
    ب. أنكرنا (الضباط الأحرار) في البداية ولسنوات طويلة أية علاقة بما حدث في بيت الضيافة، إلا أن جهة آمرة في إنقلاب 19 يوليو أصدرت أمرآ فرديآ بتنفيذها. وقام ضابط أو إثنان مع جنودهما بتنفيذ جزء من المجزرة.
    ج. مذبحة بيت الضيافة جريمة مزدوجة بدأها الضباط والجنود المشاركون في إنقلاب يوليو وأتمتها مجموعة من ضباط الصف الذين عادوا في سبتمبر 1975 ونفذوا انقلاب المقدم حسن حسين.
    د. الإعتقاد السائد مدعومآ بنتائج الكشف الطبي أكد بأن الضحايا في بيت الضيافة ماتو نتيجة إصابات من مسافة قريبة وأن أجسامهم بدت عليها آثار حروقات نتيجة الإصابات بقذائف حارقة يرجح أن تكون من مدافع كلاشنكوف أو رشاشات محمولة علي ظهور دبابات.
    ه. الجنود التابعون للحرس الجمهوري والذين تولوا حراسة المحتجزين في بيت الضيافة كانوا مسلحين ببنادق ج 3 . ولم تكن لديهم دبابات في منطقة بيت الضيافة.

    وينحصر تعليقي علي هذه النقاط الهامة فيما يلي:
    1. من ناحية عامة وإنصافآ لوقائع التأريخ وتقصيآ للحقيقة الموضوعية، والحذر من ال‘ستهانة بالتعقيدات المذهلة التي إكتنفت أحداث يو 22 يوليو، وما حدث في بيت الضيافة علي وجه التحديد كان يتعين علي الأستاذ عبد العظيم أن يسعي إلي تدعيم إفادته الهامة بشهادة بعض من عاصروا الحدث من ضباط الحرس الجمهوري ومن بين هؤلاء الملازم مدني علي مدني الذي أتهم بتنفيذ مذبحة بيت الضيافة وأصدرت المحكمة الميدانية حكمآ ببرائته. وهناك الرائد جريس وقد كان آخر الذين تم إعتقالهم من ضباط الحرس الجمهوري، وربما يكون هنالك ضباط آخرون ممن يمتلكون جزءآ ولو يسيرآ يؤيد أو يناقض ما ذكره الأستاذ عبد العظيم. ومن بين ضباط يوليو الذين عايشوا الحدث في مبني الحرس الجمهوري أو مبني الأمن القومي أو في أجزاء أخري من القصر الجمهوري ، من يلزم الحصول علي أقواله ( الملازمان خاطر و العماس). كذلك كان من الأجدي إيراد المعلومات التي أدلي بها بعض العسكريين ممن وضعوا أيديهم علي بعض حقائق ما حدث في بيت الضيافة ( مامون حسن محجوب ، العميد عثمان كنب، الفريق اسحق إبراهيم عمر وغيرهم ) .
    2. كتب الأستاذ عبد العظيم ما شاهد وسمع وشارك في تنفيذه في مبني الحرس الجمهوري، بينما وقعت مذبحة بيت الضيافة في طرف آخر من مسرح الأحداث ولم يكن من ضمن شهود العيان للوقوف علي ما حدث آنذاك وبهذا المعني كان من الأفضل أن يتوخي الحذر في اللجوء إلي الإستنتاج في مثل أجواء 22 يوليو حيث صارت الحقائق أكثر إذهالآ من الخيال.

    نواصل شهادة د. عبد الماجد.
    -------------

    نواصل

    (عدل بواسطة Elmuez on 07-21-2006, 04:19 PM)

                  

07-19-2006, 09:41 PM

Elmuez

تاريخ التسجيل: 06-18-2005
مجموع المشاركات: 3488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شهداء قصر الضيافة.. ضحايا الإنتهازية السياسية و التكالب علي السلطة ! (Re: Elmuez)

    كتب خالد الحاج :

    مذبحة بيت الضيافة:
    شهادة دكتور بوب
    (2)



    3. لقد تداول الناس كل حسب ميوله وانتمائه ، أسماء عديدة ونسبوا إليها تهمة ارتكاب مذبحة بيت الضيافة.فمن ضباط يوليو ذكرت أسماء الملازم أحمد عثمان عبد الرحمن الحردلو والملازم أحمد جبارة مختار والملازم مدني علي مدني والمقدم محجوب إبراهيم (طلقة) والرائد محمد أحمد الزين والرائد بشير عبد الرازق والمقدم عثمان ابشيبة والجندي أحمد إبراهيم. (راجع كتاب محمد محمد أحمد كرار : الحزب الشيوعي السوداني سنوات الغيبوبة 1978 ص 104) كذلك ذكرت أسماء الصول حماد الإحيمر من بين المجموعة التي شاركت في انقلاب المقدم حسن حسين (1975) وذكر البعض العميد سعد بحر ولا زال البعض يوجهون أصابع الإتهام للمقدم صلاح عبد العال وعدد من الضباط والصف في تنظيم احرار مايو (القوميين العرب) كل هؤلاء في نظري أبرياء طالما لم تتم إدانتهم بالبينة وقرائن الأحوال أو بالإعترافات القضائية أو شهادة الشهود أمام محكمة عسكرية أو مدنية مؤتمنة علي تصريف العدالة.

    4. الإستنتاج والتناقض الذي قصدته فيما ذكر الأستاذ عبد العظيم يتجلي في نظرية المؤامرة المزدوجة (double – pronged) التي يعتقد بأن ضباط وجنود 19 يوليو بدأوها واتمتها مجموعة ضباط الصف المناوئين لهم والذين اعلنوا فيما بعد بأن هدفهم كان القضاء علي حركة يوليو وسلطة 25 مايو معآ . فالقول بأن المؤامرة بدأها هؤلاء وأتمها أولئك يبدو احتمالآ بعيدآ ويلقي علي عاتق الأستاذ عبد العظيم عبئآ إضافيآ لا معدي عنه لإثبات الفرضية التي طرحها. وبصريح العبارة النظرية التي قدمها الأستاذ عبد العظيم كانت تتطلب مزيدآ من التدقيق والأسانيد أو إرجاءها وربما صرف النظر عنها كلية إذا تعذر عليه ان يضع يده علي الأدلة المساندة. وحسب علمي لم يسبقه أو يعقبه شاهد عيان أ, باحث آخر في طرح نظرية"المؤامرة المزدوجة" .

    5. وثمة ملاحظة إضافية تتعلق بما ذكره الأستاذ عبد العظيم وآخرون عن مجموعة الجنود والضباط الذين شاركوا في إنقلاب حسن حسين وجرت محاكمتهم في عطبرة مطلع عام 1976. لقد أقر بعضهم بأن هدفهم كان القضاء علي حركة 19 يوليو و25 مايو في آن واحد (شهادة الملازم شابي) ولكن إنصافآ لهؤلاء لم ترد ضمن أقوالهم إعترافات قضائية بأنهم إرتكبوا مذبحة بيت الضيافة أو جزءآ منها. ومهما يكن حجم الإتفاق أو الإختلاف مع أهداف حركة حسن حسين فإننا لا ننكر تضحيتهم واستشهادهم في النضال المتشعب ضد حكم الفرد. في هذا السياق فقد أحسن رفيقنا نقد في حديثه في إحتفال أول مايو 1985 عندما عدد مجموعة المقدم حسن حسين ضمن شهداء المقاومة الشعبية ضد حكم الفرد حيث قال: "فإذا كان هنالك من ينكر علي الشيوعيين شرف الإستشهاد فإننا لا ننكر علي أحد مجد الشهادة.

    6. ذكر الأستاذ عبد العظيم في سياق موضوعه أن ضابطين من المشاركين في انقلاب 19 يوليو مع عدد من جنودهم قاموا بتنفيذ جزء من مجزرة بيت الضيافة. وفي موقع آخر ذكر بأن الضحايا ماتوا نتيجة اصابات حارقة من أسلحة لم يمتلكها ضباط وجنود الحرس الجمهوري المكلفين بحراستهم. وهناك شهادات إضافية من عدد من العسكريين المختصين تؤكد صدق ما ذكره عن أنواع الأسلحة التي أستخدمت في تنفيذ مذبحة بيت الضيافة سنتطرق إلي جزء منها في سياق هذا التعليق. والضابطان المعنيان هما الملازم أحمد عثمان عبد الرحمن الحردلو والملازم أحمد جبارة. وقد جرت محاكمة الملازم أحمد الحردلو ميدانيآ وبرأته المحكمة برئاسة تاج السر المقبول من التهمة المتعلقة بمذبحة بيت الضيافة وقضت بسجنه ثلاثة سنوات أحالها نميري في لهفة لإراقة الدماء إلي عقوبة الإعدام وتم تنفيذها. ويتعين أن نذكر في هذا السياق أن أثنين من الضباط الذين نجوا من مذبحة بيت الضيافة شهدوا ببرائة الملازم الحردلو. ومن بين هؤلاء الضابط مأمون حسن محجوب "راجع كتاب الحزب الشيوعي حول مجزرة الشجرة" . أما الملازم أحمد جبارة فقد تم إستجوابه وإدانته بواسطة نميري، وأصدر نميري الحكم بإعدامه لا بسبب إتهامه بإرتكاب المذبحة المروعة بل بسبب قيامه بإعتقاله عصر 19 يوليو واهانته له بأن قاده في رابعة النهار مهض الجناح الي مقر اعتقاله في القصر الجمهوري.

    6. في أجواء الإضطراب والتنفيذ المفاجئ لإنقلاب يوليو تم إعتقال عدد من الضباط في الساعات الأولي لتأمين العملية العسكرية وكان من بين هؤلاء قادة الوحدات المعروفين بولاءهم لنميري مثل اللواء الثاني مدرعات وكتيبة جعفر وسلاح المظلات. وبنفس القدر كان هناك عدد غير قليل من الضباط ممن جري إعتقالهم حتي يتضح موقفهم من انقلاب يوليو أو بسبب المكايدات الشخصية كما حدث في مصنع الذخيرة علي وجه الخصوص. وعلي سبيل المثال تم إعتقال الضابط محمد عثمان كيلة وسط ملابسات غريبة ومحزنة حقآ. قبل برهة قصيرة من وقوع مذبحة بيت الضيافة. وكما روي الأستاذ محمد محجوب عثمان مؤخرآ فقد كان العميد كيلة بكل تأكيد ممن يمكن تصنيفهم في عداد أصدقاء حركة 19 يوليو.
    ومعلوم أن ضباطآ وجنودى في تنظيم الضباط الأحرار وعناصر كان بالإمكان كسبها الي جانب انقلاب يوليو لم يسمعوا بالإنقلاب إلا بعد وقوعه. وقد ذكر الدكتور محمد محجوب بأن العميد كيلة في نوفمبر 1970 وعند إبعاد المقدم بابكر النور والرواد فاروق عثمان وهاشم العطا أوشك علي تقديم إستقالته إحتجاجآ وتضامنآ، لو لا ان أثناه عن ذلك أصدقائه في تنظيم الضباط الأحرار.

    7. بإستطلاع عدد من الذين نجوا من مذبحة بيت الضيافة أكد بعضهم بأن قادة إنقلاب يوليو زاروهم غير مرة بعد إحتجازهم لمعرفة أحوالهم وتبديد مخاوفهم وطمأنتهم بعد إنطلاق حرب الإشاعة والترويج بأن السلطة الجديدة بصدد تسريح الجيش واستبداله بجيش عقائدي. وذهب بعض المغرضين إلي إطلاق إشاعات بأن ضباط الجيش من رتبة رائد فما فوق ستتم تصفيتهم رميآ بالرصاص (مقابلة مع العميد اسحق محمد إبراهيم بتأريخ 8 يوليو 2000) .

    8. كتب الأستاذ عبد العظيم "أن جهة آمرة في إنقلاب 19 يوليو أصدرت أمرآ فرديآ بتنفيذها" تطرقنا في موضوع سابق أن الضابطين الذين قصدهما الأستاذ عبد العظيم هما الملازمان أحمد عثمان الحردلو وأحمد جبارة. الأول واجه التهمة أمام محكمة ميدانية وصدرت براءته. والثاني لم تنسب إليه التهمة أصلآ كما أسلفنا. وهنالك الملازم مدني علي مدني من ضباط الحرس الجمهوري وكان لصيقآ بالمقدم عثمان أحمد الحسين (أبشيبة) حتي النهاية، ووجه تهمة مذبحة بيت الضيافة أمام محكمة عسكرية وصدرت براءته. وكما جاء في كتيب الحزب الشيوعي الصادر 1974 حول مجازر الشجرة فان كل الجنود التابعين للحرس الجمهوري والذين تولوا حراسة المعتقلين حتي وقوع المذبحة قد سلموا أسلحتهم بكامل عددها (راجع الكتيب) وعن الجهة الآمرة التي يري الأستاذ عبد العظيم أنها أصدرت الأوامر بتنفيذ مذبحة بيت الضيافة فربما لا يحتاج الأمر إلي عناء بأن الضابط المعني هنا هو المقدم عثمان أبشيبة. وقد ذكر في سياق إستطلاع أجريته معه يوم 2 اكتوبر 2000 بأن أبشيبة اتصل بالملازم محمود خاطر حمودة وقال ليهو جيب الناس وتعال (نميري وأعضاء مجلس الثورة المحتجزين في القصر الجمهوري) وإذا ما قدرت. أضربهم. وأنا كنت مع أحمد جبارة ومدني علي مدني. ضرب (أبشيبة) مرة ثانية وخاطر ما كان موجود. ورد عليه صف ضابط إسمو أحمد إسماعيل الجضيل. ذهبت إلي القصر حوالي 3:00 إلي 5:00 لقيت عساكرنا في مواقع دفاعات. لفيت لقيت الغرف الفيها مامون وأبوالقاسم (فاضية) وقالوا لي خاطر أخد الجماعة ديل وإتجه غربآ.
    أ/ مرة ثانية كان من الأجدر تعضيد هذه الشهادة الهامة بشهادة الأحياء ممن أورد أسماءهم الأستاذ عبد العظيم من الضباط والجنود. والقول بأن الملازم خاطر أصطحب "الجماعة" إلي جهة ما يتعارض مع ما سيرد في رواية نميري والرائد مامون لمراسلي الصحف. وإذا جاز الإفتراض فإن نميري وأعضاء مجلس الثورة الذين أشرفوا علي وشاركوا في محاكمات الشجرة واتهموا الملازمين أحمد الحردلو ومدني بتنفيذ المذبحة وسعوا بدون طائل إلي مساومة عدد من المشاركين في 19 يوليو لمعرفة تفاصيل ما حدث، فربما كان من الأيسر لهم أن يقدموا الملازم خاطر وكان لصيقآ بهم أثناء إعتقالهم، أما كشاهد إتهام ضد المقدم أبشيبة وآخرين أو محاكمته بتهمة من نوع ما، كما حدث لعدد من الضباط الموالين لإنقلاب 19 يوليو.

    نواصل شهادة دكتور بوب.
                  

07-21-2006, 01:03 PM

Elmuez

تاريخ التسجيل: 06-18-2005
مجموع المشاركات: 3488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شهداء قصر الضيافة.. ضحايا الإنتهازية السياسية و التكالب علي السلطة ! (Re: Elmuez)

    http://www.sudaneseonline.com/upload/modified/05936.jpg

    لتسهيل الإطلاع علي هذه الوثيقة يمكن إستخدام الMagnifier :
    Start
    Program
    Accessories
    Accessibility
    Magnifier
    --------------------------------------------------------------------------------------
    كتب خالد الحاج :
    الإعلام المأجور:

    لعب الإعلام وخاصة الصحف دور كبير في ترسيخ وتشويه وقائع وأحداث يوليو 1971
    والمتابع للصحف في تلك الفترة لا يملك إلا أن يتحسر علي الكثير من الأسماء التي إرتضت أن تكون بوق للنظام وكان شتم الحزب الشيوعي هو المفتاح للكثير من الأبواب المغلقة. هنا نورد مجموعة من المقالات مع تبيان المصدر وسيمتد هذا الجزء إلا أن يصلني كتاب (الحزب الشيوعي السوداني نحروه أم إنتحر) إذ أنه يحوي الكثير من التفاصيل المفيدة.

    (1)

    http://www.alsahafa.info/news/topic...p?id=2147490945

    دبابة «مكردنة» المعسكر بعد كسر مخزن السلاح !

    أول مجموعة من الرصاص كانت على رأس العقيد حمودي

    في يوم الخميس 19/7/1971م كنت ضابط عظيم وبعد انتهاء عملي اليومي في رئاسة القوات ذهبت إلى قيادة المدرعات بالشجرة لتسلم مهامي كضابط عظيم فقابلت أربع دبابات خارجة من المدرعات وعرفت في أحداها أحد الملازمين الجدد وكنت أعلم أنهم في كورس وكان مفروضاً ان يتم تخريجهم يوم 21/7 فاعتقدت أنهم يمتحنون.
    وفي البوابة الخارجية قابلني رقيب فسألني عن الدبابات التي خرجت فأخبرته بأن بعض الضباط عندهم امتحان وعندما تقدمت للداخل وجدت دبابة مكردنة المعسكر وعلمت أنهم كسروا مخزن سلاح الكتيبة الأولى وأخذوا السلاح والجبخانة ، وعندما سألت الضابط عن الحاصل ، قال لي دي تعليمات من العقيد عبد المنعم محمد أحمد والذي لم أكن أشك أبداً في ولائه لثورة مايو ، وفي طريقي لمكتب العقيد عبد المنعم قابلت النقيب طه العاقب فسألته ان كان العقيد بمكتبه فقال : لا أبداً ما موجود.
    فرجعت إلى رئاسة السلاح فجاءني نقيب اسمه عبد الرحمن مصطفى ومعه عساكر ، قال لي العقيد عبد المنعم عايزك فقلت له العقيد غير موجود بمكتبه فقال لي أنه وصل الآن وذهبت معه لمكتب العقيد ولم يكن موجوداً... النقيب مصطفى عبد الرحمن قال لي دي تعليمات العقيد أنك تنتظره لحدي مايجئ العقيد ، ومن مكتب العقيد عبد المنعم رأيت بالشباك الرائد عبد الصادق والملازم عمر عجيب والرائد معتصم بشير.
    بعد ذلك عين لي النقيب عبد الرحمن مصطفى ووداني بيت الضيافة ، وهناك كنا محروسين بالملازمين الجدد ومعاهم عساكر من الحرس الجمهوري وكانت المعاملة غريبة وكأنهم أخذوا درسا في النازية ومعاملتهم لا تمت لأخلاقنا بصلة ناهيك عن الضبط والربط.
    واستمرت الأيام ونحن مقفولين في أوضة واحدة وكنا ثلاثة عشر ومعنا العقيد حمودي ، العقيد كيله، الملازم محمد عمر، الملازم صلاح، الملازم أول الطاهر، الرائد عبد الصادق، الملازم عبد العزيز محمود، الملازم محمد زين، الملازم حسن أبونا
    دخلنا الحمام
    ونحن قاعدين يوم الخميس العصر سمعنا صوت دبابات والضرب وصوت الدبابات واضح أنها دبابات اللواء الثاني ولما اقترب الصوت قلت ليهم ديل دباباتي وبدون ما نشعر انفتحت النيران على الأوضة وأول مجموعة كانت في رأس العقيد حمودي وبطبيعة الحال كنا راقدين على الأرض لأنه كان في سرير واحد وباب الحمام كان فاتح ، دخلنا حسن أبونا وأنا وبسرعة قفلنا الباب.
    وبعد شوية سمعنا صوت الباب فتح وأنه في طلقات واحدة... واحدة... مما يدل ان الضرب كان على الجثث حتى يتأكدوا أنهم ماتوا... وبعد شويه الدبابة جات داخله جوه قصر الضيافة وسمعت أصوات ناس وعرفتهم ناسي بتاعين اللواء الثاني وجاء اسعاف خليته يشيل الجثث وسألت البلك أمين فقال لي رسلنا دبابات للقصر وللقيادة العامة وللكتيبة جعفر وشمبات والإذاعة ، فركبت الدبابة واتجهت للقيادة العامة كردنت الرئاسة وناديت واحد ملازم كان جوه وقلت ليه عندك خمس دقائق إذا ما كل واحد يسلم نفسه عندي العذر لضرب القيادة ، ودخل الملازم وجاء بعد شويه ومعاه عساكر وطبعاً كلهم ناس مضللين وما بعرفوا حاجة عن الشيوعية.. وسلموا سلاحهم.... وبعد كده دخلت الرئاسة وكانت في بعض المقاومات وابتدأنا نزيل فيها الي ان وصلنا الهانقر بتاع الدبابات وهناك حصلني الرائد عدلي بدبابة.
    مقتل محمد أحمد الريح
    وفي مكتب المظلات كانت في مقاومة بعد ما شدينا عليهم سلموا وكان معاهم النقيب بشير عبد الرازق الكنت سلمته الدبابات جاء ومعه جندي قلت ليه معاك منو قال لي المقدم محمد أحمد الريح... فناديت عليه وقلت ليه سلم نفسك أو نهد فيك المكتب فما سلم فضربناه ولما فتحنا المكتب وجدناه توفى ولما فتشته لقيت في جيبه العلامات الحمراء بتاعت مجلس الثورة.
    معاوية يسلم نفسه:
    واستمريت بعد ذلك واعتقلت كل الضباط الموجودين لأسباب تحفظية ووضعتهم في ميز شؤون الضباط وبدأت أطوف على القيادة لتفقد الحراسات ومشيت بوابة القيادة الغربية علشان أطمئن على القيادة وبعد شويه جاءني جندي وقال لي في واحد في عربيتو بره عايزك ولما مشيت عليه لقيتو النقيب معاوية عبد الحي فقال لي جيت أسلم نفسي وريني يودوني وين فقلت ليه تعال وكان ماسك في رقبتي ولا العساكر كان قتلوه لحد ما وديته شؤون الضباط.
    اتصلت بنميري
    وبعد كده ضربت تلفون للرئيس نميري بقيادة حرس الحدود ووريته ان القيادة نظيفة ومشيت ليه بالعربية الجا فيها النقيب معاوية وجاء معي للقيادة العامة.
    تنفيذ حكم الإعدام في هاشم
    العطا و 3 من قادة التآمر...
    فرغت المجالس العسكرية الأربعة من محاكمة الخونة هاشم العطا، عثمان حاج حسين، عبد المنعم محمد أحمد ومعاوية عبد الحي وتم تنفيذ حكم الإعدام فيهم رمياً بالرصاص.
    المقدم محجوب محمد إبراهيم، نقيب بشير عبد الرازق، ملازم أحمد جبارة، تم تنفيذ الإعدام الساعة الخامسة من مساء 24/7.
    الثلاثاء 27/7 الأيام
    تمكنت سلطات الأمن في الثانية من صباح أمس من إلقاء القبض على عبد الخالق محجوب سكرتير الحزب الشيوعي المنحل والذي هرب عقب إندحار المؤامرة الفاشلة وبعد ان شوهد في أماكن عامة بعد نجاح الانقلاب.
    وعلمت الأيام من مصدر مسؤول في أجهزة الأمن ان معلومات تلقتها السلطات بانتقال عبد الخالق محجوب من منزل في حي أبوروف إلى منزل آخر «بود اللدر» بنفس الحي وعلى الفور وضعت السلطات خطة لمراقبة المنزل وتم تنفيذها بدقة متناهية حتى الساعات الأولى من صباح أمس حيث داهمت قوة كبيرة المنزل والقت القبض عليه.
    إعدام ثلاثة من الخونة
    فرغ مجلس عسكري من محاكمة الخائن الرائد محمد أحمد الزين، والملازم أحمد عثمان عبد الرحمن الحردلو وأصدر حكمه الآتي: التجريد من الرتبة، الطرد من القوات المسلحة، الإعدام رمياً بالرصاص.
    وقد صدق السيد رئيس مجلس قيادة الثورة على الحكم ونفذ الحكم.
    كما صدر حكم بالإعدام شنقاً على الشفيع أحمد الشيخ وقد صدق الرئيس على الحكم هذا وقد بدأت محاكمة الدكتور مصطفى خوجلي وجوزيف قرنق وحامد محمد حامد الأنصاري.
    تنفيذ حكم الإعدام في فاروق حمد الله وبابكر النور رمياً بالرصاص في الساعة السادسة والنصف من مساء الاثنين 26 يوليو لعام 1971م.
    قتلى قصر الضيافة:
    1/عقيد مصطفى عثمان أورتشي2/ عقيد سيد أحمد محمد حسين حمودي 3/ عقيد محمود عثمان كيله 4/ مقدم سيد المبارك 5/ مقدم عبد العظيم محمد محجوب 6/ رائد عبد الصادق حسين 7/ نقيب سيد أحمد عبد الرحيم 8/ نقيب تاج السر حسن علي 9/ نقيب كمال سلامة 10/ نقيب صلاح خضر 11/ ملازم أول محمد يعقوب 12/ ملازم أول محمد صلاح محمد 13/ ملازم أول الطاهر أحمد التوم 14/ ملازم محمد عمر 15/ ملازم محمد حسن عباس 16/ ملازم محمد الحسن ساتي 17/ رقيب دليل أحمد 18/ عريف عثمان إدريس 19/ وكيل عريف الطيب النور.
    --------------------------------------------------------------------------------

    كتب مصطفي عبد الواحد :

    حمل إلينا بريدالدكتور عبد الله علي ابراهيم رسالة من الدكتور عبد الماجد علي بوب يعلق فيها على التحقيق السياسي الذي أجرته الصحيفة تحت عنوان «رؤساء لم يحكموا السودان وليس «مقالة» كما أشار لها دكتور بوب في مستهل رسالته، وكان هدف الصحيفة من إجراء هذا التحقيق تجديد الحوار حول بعض الأحداث المهمة باستنطاق شهود العيان الذين عاصروها وعايشوها أو كانوا من صناعها والرجوع كذلك للمصادر التي وثقتها، ورصد الروايات المختلفة حولها التي ربما تطابقت أو تناقضت بحثاً عن الحقيقة التي تركت الصحيفة للقارئ حق إكتشافها..
    وننشر هنا رسالة الدكتور عبد الماجد كما جاءتنا..
    السيد رئيس تحرير صحيفة «الصحافة» الغراء
    تحية واحتراما
    أرجو التكرم بنشر هذا التعليق على المقالة المنشورة بتاريخ 13 ديسمبر 2003. وربما فات على كاتبها ذكر اسمه كما جرت العادة. كذلك ورغم تقديرى التام لمشاق العمل الصحفى، أود أن أشير الى تفشى الأخطاء المطبعية واسقاط كلمات وأجزاء من جمل، مما يفقد الموضوع توازنه ويضر بسياق الأشياء وفهمها خاصة بالنسبة لمن لم يعايشوا الأحداث التى تطرق لها المقال. وقديما كان المصححون يوالون الليل بالنهار حتى تخرج الصحف مبرأة من الأخطاء الجسيمة. وفى جانب آخر-ومع احترامى الأكيد للكاتب- كان عليه أن يشير الى المصادر التى اعتمد عليها ليبدو مقاله على قدر من الموضوعية والمتانة. وكذلك لصون حق الكتاب والصحافيين مِنْ مَنْ تحملوا عناء البحث واللهث لإجراء المقابلات العديدة التى استند اليها.
    وعلى أى حال لم تكن الملاحظات السابقة هى دافعى لابداء هذا التعليق. ففى تقديرى أن العنوان الذى اختاره كاتب المقالة "رؤساء لم يحكموا السودان" لا يمت بصلة للموضوع الذى استحوذ على جلِّ اهتمامه. وحقيقة لم يفصح الكاتب عن هؤلاء الرؤساء الذين لم يحكموا السودان ولم يبد من الأسباب وتعديد الكفاءات ما يحمل القارىء على قبول وجهة نظره. وفي ما يبدو من مقدمته المبعثرة حول سيرة المرحوم بابكر النور عثمان ينشأ الاعتقاد بأنه من بين الرؤساء الذين لم يحكموا السودان. وفى نظرى أنه لم يوفق تماما فى تزكيته. وللتزكية قواعد وأصول معلومة. وأنا أخشى أن تؤدى مثل هذه الكتابات المتعجلة الى إحداث ردود أفعال عكسية لدى القارىء، لم تكن فى حسبان الكاتب.
    ومما أعرفه عن الرؤساء الذين حكموا السودان منذ الاستقلال أرى بكل انصاف أن المرحوم بابكر النور ربما كان من بين أفراد قلائل من خيرة السودانيين الذين لم يحكموا السودان. فقد تمرس فى العمل السياسى منذ سنى الدراسة، كما أشار الكاتب. وكان على خلق وشهامة بشهادة رفاقه وأصدقائه. وقد طالعت حينها باعتزاز ما كتبه الصحافيون الأجانب الذين استحسنوا حكمته وثباته عندما أرغمت المقاتلات الليبية الطائرة التى أقلته والمرحوم فاروق حمدنا الله على الهبوط عنوة فى مطار بنغازى. لقد آثرا طريق الاستشهاد بتسليم أنفسهما للسلطات الليبية حرصا على سلامة من معهم من ركاب الطائرة المختطفة. وفى نظرى أن رجالاً بهذا القدر من الشهامة ورجاحة الرأى لا يضيرهم شيئاً ان لم يتسن لهم حكم السودان.
    أما الموضوع الذى استحوذ الحيز الأكبر من هذه المقالة فيتعلق بمذبحة بيت الضيافة وأعتقد بأن الكاتب لم يلتزم فيه جانب الموضوعية. ولم يضف جديدا على المعلومات التى تناقلتها الصحف وأعادت استنساخها بلا مبرر. علما بأن الشهود والمصادر لا تزال فى متناول اليد.
    والسؤال الرئيسى الذى تباينت حوله الآراء يتعلق بالكشف عن الجانى أو الجناة الحقيقيين الذين ارتكبوا مذبحة بيت الضيافة. والمسألة هنا تتعلق بأرواح ضباط وجنود أبرياء والأضرار التى امتدت الى أسرهم وأبنائهم. وفى الجانب المقابل هنالك عدد مماثل من الضباط والجنود مِنْ مَنْ ألصقت بهم تهمة المجزرة نكاية وامعاناً فى الأذى. من العدل والانصاف أن ينصفوا. وقد تسنى لى التعرف على والد الشهيد أحمد عثمان الحردلو. لقيته مستلق على "عنقريب" وكأنه فى الرمق الأخير من الحياة. وبعد تقديم واجب العزاء فى فقده أخذت العافية تدب فى جسده. فرفع أيديه الى السماء طلبا للقصاص العاجل من الذين ألصقوا بابنه تهمة ارتكاب مذبحة بيت الضيافة، وذكر بأن ابنه بعث اليه قبل أن يخطو الى ساحة الاعدام وصية مقتضبة مع من بقوا على قيد الحياة "قولوا لوالدى إننى لم أقتل أحداً وأن الشبل بتاعك مات بشجاعة". من كل ذلك أخلص الى أن الكاتب لم يوف الموضوع حقه من العناية والدقة. وأن مزيداً من البحث والتمحيص الموضوعى لا يزال على قدر كبير من الأهمية.
    أورد الكاتب مقتطفا من رسالة ماجستير أعدها العميد عبدالرؤوف عبدالرازق الذى أجرى مقابلة مع العميد أ.ح. عبدالقادر محمد أحمد (ضمن من نجوا من مذبحة بيت الضيافة) وذلك فى يوم 13أغسطس 1983 وقد ذكر هذا بأنه لا صحة لما تردد بأن جهة ثالثة قامت بارتكاب المجزرة، بل هم ضباط 19 يوليو. ويبدو أن المرحوم العميد عبد القادر قد غير روايته الأصلية أو أن كاتب الماجستير قد طوَّع المعلومات التى استقاها. لهذا أو لذلك، أنا أميل الى الأخذ بالمعلومات التى أدلى بها لصحيفة «الصحافة» يوم 27 يوليو 1971م الرائد عبد القادر نفسه فى حرارة الموقف والأحداث والانطباعات لما تزل ندية وعفوية ولم يطلها النسيان أو التحوير. ذكر الرائد عبد القادر آنذاك "... بقينا حتى يوم الخميس. سمعنا ضرب. الضرب كان ضرب دبابات. النيران من الناحيتين. انصبت الأوضه فى رأس المرحوم العقيد حمودى.." ومعلوم أن الضباط المكلفين من قبل مجموعة هاشم العطا بحراسة بيت الضيافة لم تكن لديهم دبابات. وكانوا مسلحين ببنادق كلاشنكوف. هذا عن شهادة الرائد المرحوم عبد القادر وللقارىء المنصف أن يختار بين شهادتين تعارض إحداهما الأخرى. ويصدق هنا ماقاله ابن خلدون من أن آفة التاريخ هم الرواة.
    بالاضافة الى الشهادة الأصلية للرائد المرحوم عبد القادر هنالك شهادات وردت ضمن ردود الأفعال الأولى لنميرى والرائد مأمون قبل أن يوكل اخراجها لبعض الصحافيين المصريين ومن بينهم الصحافى المعروف موسى صبرى. ذكر نميرى لموسى صبرى مايلى "فى الساعة الرابعة سمعنا طلقة "بم.. بم" ولكنها بعيدة جدا. عرفت انها طلقة دبابة ثم اذا بى أسمع ضربة مدوية كانت فى قلب القصر الذى اهتز كل بنائه.. وهذه الضربة من الدبابات المتقدمة الى القصر.. أصابت مدرعة (صلاح الدين) وهى احدى مدرعات الحرس الجمهورى (وهو ما علمته في ما بعد).. أحسست الآن أن قوات الجيش الوطنى الحر تحركت لانقاذ ثورة مايو...". هذه شهادة إضافية على لسان نميرى بأن الدبابات المهاجمة التى أمطرت القصر بوابل نيرانها لم تكن تابعة للرائد هاشم العطا بل للقوات المضادة له التى يعتقد بأنها تحركت لانقاذه..! علما بأن المشاركين فى انقلاب المقدم حسن حسين عام 1976م ذكروا ضمن إقراراتهم بأنهم تحركوا عصر 22 يوليو بهدف القضاء على أعوان الرائد هاشم العطا ونميرى معا ". وهنالك شهادة مماثلة تتفق مع رواية نميرى أدلى بها الرائد مأمون عوض أبوزيد للأستاذ الفاتح التيجانى فى عدد الأيام بتاريخ 30 سبتمبر 1971م.
    أما بخصوص ما قاله المساعد الكودة وقبل التطرق لشهادته يتعين أن نحدد بأنه لم يكن شاهد عيان لما حدث فى بيت الضيافة ولم يطلع على الشهادات التى حررها الأطباء أو التقارير التى أعدتها أجهزة الأمن أو لجنة القاضى حسن علوب المكلفة بإجراء التحقيق في ما حدث ولم يستطلع روايات الضباط الذين نجوا من مذبحة بيت الضيافة. كما أن عمله كفنى فى مصنع الذخيرة لا يجعل منه خبيرا فى أنواع الأسلحة المستخدمة. ولم يذكر فى الكتاب الذى قام باعداده أنه زار بيت الضيافة للوقوف على الآثار الباقية. وليس فى هذا السرد محاولة للانقاص من مكانته أو اسهامه. وقد استحسنت كثيرا جلَّ ماورد فى كتابه حول انقلاب 19 يوليو. بالاضافة الى ذلك أرى أن شهادة الأستاذ عثمان الكودة كما قرأتها تدحض ما قيل عن تورط ضباط 19 يوليو فى مذبحة بيت الضيافة، وقد كتب "كل الدلائل تشير الى أن القتلة جاءوا فى دبابة وتم تحطيم بيت الضيافة. وهذا ينفى أن يكون القتلة هم الذين كانوا يقومون بحراسة المعتقلين" (ص 77 فى كتابه عن انقلاب 19 يوليو). والمساعد عثمان الكودة -أطال الله عمره- ما زال بيننا ليضع النقاط على الحروف.
    هذه بعض الشهادات التى أدلى بها نميرى والرائد مأمون والمساعد عثمان الكودة وفى اعتقادى أنها تدحض الادعاء بأن الضباط الموالين للرائد هاشم العطا قد ارتكبوا المجزرة المروِّعة فى قصر الضيافة. ومن الإنصاف أن يضع الكتاب والمؤرخون الأمور فى نصابها. وأخيرا ألفت نظر كل من يهمه متابعة هذا الموضوع للإطلاع على شهادة العميد [/u](م) عثمان أ. كنب واللواء عبد الحى محجوب، وقد كتبت لهم السلامة وتجاوزا الغبن ومرارة الاعتقال ومواجهة الموت مع رفاقائهم شهداء بيت الضيافة، وسجل كل منهم شهادة منصفة لتبرئة ساحة حراسهم من جنود وضباط 19 يوليو من تهمة اطلاق النار عليهم عصر يوم 22 يوليو 1971مThis artcile was published

    in Al-Sahafa Newspaper issue Number 4324 (see this link

    http://alsahafa.info/news/index.php...3&id=2147486310
    --------------------------------------------------------------------------------

    كتب خالد الحاج :

    الأعزاء شقليني ومصطفي عبد الواحد
    تحياتي..
    يكفي أن موسي صبري كان المستشار الإعلامي لنميري خلال تلك الفترة وليتني أجد من
    يستطيع إيجاد الإرشيف الخاص بمجلة المصور المصرية في تلك الحقبة وهذا نداء للإخوة بالقاهرة أن يخدمونا هنا.. أما المدعو وجيه الجبالي فهو يمثل الكذب والجهل المصري بكل ما هو سوداني.. لو كان قادة يوليو يملكون دبابات لحراسة السفارة المصرية ما هدم
    حماد الإحيمر القصر الجمهوري علي رؤسهم وأذكر هنا رفض الشهيد هاشم العطا إستخدام سلاح الطيران للقضاء علي القوة المهاجمة فقط مخافة أن يقتل الأبرياء من عامة الشعب هنا صورة للقصر بعيد الأحداث ويبدو جليآ الأثر الذي خلفه القصف المدفعي بالدبابات :

    http://www.sudaneseonline.com/upload/modified/05935.jpg

    --------------------------------------------------------------------------------

    كتب مصطفي عبد الواحد :

    العميد أ.ح. هاشم الخير يكتب معلقا على أحداث مجزرة بيت الضيافة

    الأخ الكريم د. جمال الدين بلال والأخ العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي
    والمشاركين والمشاهدين
    التحايا العطرة

    وأنا أقرا الفقرة الأخيرة لاحداث 19 يوليو 1971 كما وردت في وقفات العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي، استرجعتني الذاكرة لتلك الاحداث المفاجئة والخاطفة منذ بدايتها حتى نهايتها المؤلمة ومجازرها الدامية خاصة مجزرة بيت الضيافة. كنت في تلك الفترة مرابطا على قناة السويس في رتبة ملازم ضمن الكتيبة الثالثة اللواء العاشر مشاه " الشمالية" تحت قيادة العميد أ.ح. حسن الأمين صالح عليه رحمة الله. أبدأ قيل استرجاع المعلومات التي اختذنتها الذاكرة بالتحية والتجلة لشهداء 19 يوليو 1971 وجميع شهداء الوطن.
    اكتنف الغموض أحداث مجزرة بيت الضيافة وظل السؤال معلقا حول من هو المسئول، هل هو الضابط الحارس؟ وبالتالي مسئولية الشيوعيين الذين نفوا علاقتهم بتلك المجزرة، أم هي جهة أخرى، ومن هي هذه الجهة الأخرى؟؟ سلطة مايو علقت المسئولية على الشيوعيين واستغلتها لفترة طويلة حتى حدث انقلاب الجبهة الوطنية في 5 سبتمبر 1975 بقيادة المقدم حسن حسين. وبعد فشل الانقلاب تم اعتقال المشتركين ومن ثم محاكمتهم في محكمة عسكرية عقدت في قيادة المدفعية بعطبرة وقد كانت تذاع مداولات المحكمة في الاذاعة السودانية بعد نشرة الساعة الثانية النصف بعد الظهر.
    أذكر أنني كنت متابعا لأقوال الملازم شامبي والذي ذكر أن تنظيمهم بدأ العمل في منتصف الستينات وهو ملتزم بافكاره منذ فترة الدراسة الثانوية التحق بالكلية الحربية وكان هدفهم هو الاستيلاء على السلطة عن طريق الانقلاب العسكري وكان التنظيم موجود قبل مايو واستمر بعدها وعندما قامت حركة 19 يوليو 1971 وجدوا الفرصة سانحة للقضاء أولا على المايويين ثم بعد ذلك على الشيوعيين للاسيلاء على السلطة تماما فتحركت مجموعتهم في المدرعات قبل المايويين وقامو بضرب "القوميين العرب" المايويين المحتجزين في قصر الضيافة وتحركوا من المنطقة وبدأوا في محاصرة ومطاردة الشيوعيين القاء القبض عليهم. في ذلك الاثناء كان اللواء النميري قد خرج من القصر وذهب إلى سلاح المدرعات وذابت الحركة في تحرك المايويين وأحرار مايو!!
    هذا ملخص ما سمعته أذني لشهادة الملازم شامبي كما اذاعتها الاذاعة السودانية وهي تنقل محاكمات حركة 5 سبتمبر 1975 . وللمفاجأة، في اليوم التالي تم إيقاف أذاعة المحاكمات عن طريق الاذاعة السودانية.
    من هذا المنبر أدعو كل من شارك من قريب أو بعيد في تلك الأحداث أو من استمع لهذه المحاكمات ومن لديه معلومات عن هذه المجزرة أن يكتب عنها حتى يساعد على تبرئة كثير من الذين اتهموا وادينوا في وقت انعدم فيه العقل والتعقل.

    This information was posted before in Sudaneseonline. please see the link
    http://www.sudaneseonline.com/cgi-b...86576139&page=0

    (عدل بواسطة Elmuez on 07-21-2006, 01:38 PM)
    (عدل بواسطة Elmuez on 07-21-2006, 05:07 PM)

                  

07-21-2006, 04:52 PM

Elmuez

تاريخ التسجيل: 06-18-2005
مجموع المشاركات: 3488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شهداء قصر الضيافة.. ضحايا الإنتهازية السياسية و التكالب علي السلطة ! (Re: Elmuez)

    اللواء سعيد كسباوي يتحدث لسودانيات:

    لواء طيار سعيد كسباوي

    حاوره عصمت العالم / خالد الحاج


    19 يوليو سماها البعض بالمقامرة الفاشلة ، ما هو رأيك في ذلك ودورك وقد ورد إسمك في أكثر من لقاء وأكثر من مقالة مربوطآ بالأحداث في كل من 25 مايو و19 يوليو ؟


    اللواء كسباوي : كان عبد الخالق محجوب يفرّق بين الشيوعية والعمالة والمسألة دي عملت ليهو مشاكل مع السوفيت وإفتكروه –تولياتي- (1) فقامو ربوا واحد إسمه الطاهر عبد الباسط وأدوه دكتوراة في الإقتصاد حتي يحل محل عبد الخالق . من ضمن الخلافات بينهم كان الموقف من عبود إذ أن السوفيت كانوا بيفتكروا إنو ممكن يكسبوهوا وعملوا معاهو إتفاقية سلاح وأرسل الحزب معاوية إبراهيم لتوضيح رأي الحزب الشيوعي السوداني الرافض للتعاون مع عبود والإعتراف به. وحين وصوله أرسل معاوية تقرير يطلب تأييد عبود.
    أرسل الروس الطاهر عبد الباسط ليحل محل عبد الخالق محجوب ..


    سؤال : ما هو مصدرك لهذه المعلومة ؟

    الكلام ده مصدره الشيوعيين الصينيين . وقبل التنفيذ كنت مع فاروق حمد الله مشينا لي نميري وفاروق قال لي نميري أنا قابلت الشيوعيين وهم رافضين المشاركة ومشينا خور عمر وكلمنا الضباط الأحرار محجوب برير قال أنا نورت العساكر ولا مجال للتراجع ومحجوب سمع بالإنقلاب في نفس اليوم الساعة 12 ظهرآ لكن الغريب إنو محجوب هو القدم إقتراح الإنقلاب في شهر مارس نفس العام وقال الكلام ده لي أنا وفاروق في فندق السودان قال هو ماشي الخلا لضرب نار تدريبي وإنو حا يرجع يعمل إنقلاب!! قال إنو فتح الموضوع مع بابكر عوض الله . قمت أنا سألتو خالد حسن عباس دورو شنو في التحرك قال لي بكتلو!!
    قلت لي فاروق دي فرصتنا نشتغل فيها. يوم 24 مايو 69 مشينا أنا وفاروق لمنزل عبد الخالق محجوب ووقفنا العربية قدام الطرمبة وخبطنا باب عبد الخالق أنا عاينت بخرم الباب لقيت عبد الخالق وإتنين من المصريين
    مخابرات مصرية حسب معرفتي محمد عبد الحليم وواحد تاني. جاء عبد الخالق وفتح الباب فاروق كلمو بالتحرك ، عبد الخالق قال ليهو لو نجحتوا بنأيدك لكن ما عندنا عساكر ولن نشارك. وكان عبد الخالق حذر تجاه نميري وكان منزعج للخلافات في اللجنة المركزية للحزب.
    قامت الثورة وإنضم الحزب الشيوعي مؤيدآ. الحصل بعد كده إعتقلوا عبد الخالق ورسلوه مصر هو والصادق المهدي. ولما رجع إعتقلوه وختوه في مصنع الذخيرة في الشجرة. جا واحد من الإتحاد السوفيتي ونزل في سلاح الطيران وجا قابل عبد الخالق وعبد الخالق شتمه وقال ليهو لا نقبل تدخلكم في أمور الحزب.
    لما سافر الشفيع لأعياد العمال في موسكو دار حوار بينو والسوفيت طلبوا منه أن يتصل بشعراوي جمعة علي أساس أن الحكومة المصرية تتوسط بين نميري والحزب الشيوعي. وأنهم حا يسحبوا عبد الخالق لأحد المكاتب الشيوعية الدولية ويحل محلو الشفيع كسكرتير للحزب الشيوعي. وجا الشفيع يوم 9 أو 10 مايو وقابل شعراوي جمعة . شعرواوي قال ليهو الموضوع ده –أوت أوف ديت- لأنو حايقوم إنقلاب ضد نميري بقيادة خالد حسن عباس وإنو في لواءين من القوات المصرية في جنوب مصر جاهزين للتدخل ودعم الإنقلاب. الشفيع إتخلع
    كان السادات يريد عمل أي شيئ لإكتساب نوع من الشرعية كرئيس جديد بعد عبد الناصر.

    كان في تنظيم في الجيش إسمو أحرار مايو بيجتمعوا أسبوعيآ وقدرنا ندخل فيهو زول ، سألهم عن أهداف وأهمية التنظيم؟ في ضابط إسمو حمودي قال ليهو : شوفوا يا جماعة بصراحة وبوضوح التنظيم ده غايتو هو دعم اللواء خالد حسن عباس. خالد ولع سجارة وسكت. وضح لينا أنو التنظيم بتاع خالد حسن عباس. في نفس الوكت مررنا المعلومة لي نميري.

    سؤال من قام بتمرير المعلومة؟

    أنا وصلت الكلام للرشيد نور الدين في صورة –قطيعة- وكنت عارف إنو حا يوصلها لي نميري. كنا متابعين ردود الأفعال . جاء خالد تاني يوم وقال ليهم الراجل ده –نميري- فجأة قال داير يحضر الإجتماعات وخالد كان خايف وقال ليهم ما تتكلموا في الغريق. وجا نميري وحضر الإجتماع وقال ده تنظيم جميل وتاني بيحضر معاهم الإجتماعات. وصرف أوامر لخالد بي تبليغو بي أي حاجة بتحصل في الإجتماعات وكان واضح إنو عايز يوري الضباط إنو هو القائد.

    الشفيع بعد وصولو الخرطوم قام وصل خبر الإنقلاب للحزب ونسي موضوع إنو يكون بديل لعبد الخالق. تم إعتقال شعرواي يوم 15 مايو في ثورة السادات التصحيحية.

    ماذا عن 19 يوليو سعادتك؟

    قبل 19 يوليو وفي الإحتفال بي 25 مايو جوا إتنين من المخابرات المصرية وكانت عندهم أخبار مؤكده
    بأن هناك إنقلاب حا يحصل ضد نميري. وكانوا بيقصدوا إنقلاب 19 يوليو ، وقعدوا مع نميري وقالوا ليهو أيه إحتمال حدوث إنقلاب ؟ نميري قال ليهم نحن بنعرف الجيش وقواتنا كويس وده إحتمال بعيد وأهو خالد قدامكم أسألوه كان خالد رئيس الأركان. فقال واحد من ناس المخابرات المصرية أنا لو كنت رائد بكتيبة واحدة ممكن أعمل إنقلاب!! خالد أستبعد ذلك تمامآ.
    نميري قال ليهم لو في زول عامل لينا صداع هو عبد الخالق محجوب ونحن بنوديهو الجنوب وننقلو من حتة لأخري ونكتلو هو والحرس بتاعو!! قالوا ليهو دي خطيرة وبتعمل ليكم مشاكل. نحن عارفين عبد الخالق عايش برئة واحدة نحن بنديكم أدوية وإنتوا أطلقوا سراحو وبيموت في بيتو. الكلام جابو لي واحد من أحد السفارات العربية وقال لي تبلغو لعبد الخالق وكان هاشم ومحجوب طلقة بيقابلوا عبد الخالق مشيت معاهم وقابلت عبد الخالق ونقلت ليهو التقرير قال لي : أموت بالرصاص لكن ما بالطريقة اللئمة دي وكان في تآمر عليه من المصريين ومن السوفيت.
    كان في طباخ خاتنوا لي عبد الخالق بيعمل ليهو الأكل وما كانوا عارفين علاقة النسب بينو وبين عبد الخالق كان هذا الرجل وسيلة الإتصال بين عبد الخالق والحزب، بدلوه وختو واحد تاني . أحمد عبد العزيز مدير السلاح الطبي إتصل بالحزب وقال ليهم في مؤامرة علي حياة عبد الخالق أنقذوهو.

    عم مامون عوض أبوزيد وهو رائد مشا لي أب شيبة وقال ليهو أنا ما شايل مصحف لكن بثق فيك. مفروض المجلس يكون فيه خمسة أعضاء بس يتشالو إتنين ويتصعد ليهو واحد من الضباط الأحرار . أب شيبة قال ليهو أنا ما بعرفهم بعرف خالد وخالد لو قال لي أضرب زول بضربو . وخالد قال لي عم مامون أب شيبة راجل وأنا واثق فيهو إنتظروه بس.

    لما قام التحرك ليوليو عبد الخالق هرب وما كان الهروب عشان يعمل التحرك هرب حماية لنفسو.
    ومش غريب يمش لأب شيبة؟ لم يهرب عبد الخالق عن طريق الحزب هربوه أصاحابو بتخطيط برير وحسن التاج.
    أب شيبة كان قاعد لما جا عبد الخالق قعد معاهو أربعة أيام وأب شيبة سفر مرتو عطبرة. وعبد الخالق قال ليهو فتش لي صلاح ميذرا . ويتأكد ليهو إنو بيتو ما مراقب.
    تاني يوم الشفيع رسل لي محمد الجبة وحلف ليهو علي المصحف وقال ليهوتمش تكلم مامون مش أنا المسؤل التنظيمي ما عارف عن هروب عبد الخالق.
    عبد الخالق ما كان قادر يفرز منو المعاهو ومنو الضدو.


    سؤال: ما الذي حدث في بيت الضيافة ومن قام بالمذبحة؟ هناك أقوال عديدة ومتضاربة وصمت من العسكريين وحتي من تحدثوا لم يشهدوا ما حدث وإنما سمعوا بالحدث عن طريقة رواية البعض؟


    التحضير تم بواسطة.. العقيد محمد حاج حسين ابو شيبه.وعبد المنعم محمد احمد الهاموش قائد اللواء الاول مدرعات...وكان سند الانقلاب من الحرس الجمهورى...ورفضت قوات اللواء الاول. صف الضباط الاشتراك..مجموعة..ازهرى جوده.والاحيمر...وتم تسريحهم..وحجر السلاح.....وهذا ما ادى بهم لتحرك بعد ذلك... وكان الشيوعيون ملتزمين براى الحزب فى التحرك..والتنفيذى.وهو ما ادى لبلبله فى التنفيذ..والتأمين
    لان معظم الضباط كانوا بالمعش .محجوب طلقه . خالد الكد.وغيرهم

    الضرب بيت الضيافة هم مجموعة حماد الإحيمر وأذهري جودة . اللواء بتاع الدبابات- تي 55- الروسية.
    العساكر العملوا 25 مايو. شباب متعلم وكانوا طالعين من تجربة أكتوبر وواعين قاموا بي مايو 69 وكانوا متخيلين أنهم حا يلقوا حاجة ولقوا نفسهم مجرد عساكر. كان معاهم محجوب برير ومحجوب كان بيفتكر إنو هو العمل الإنقلاب وصاحب الفكرة. العساكر قالوا ليهو يا سعادتك نحن طلعنا ساكت ، قال ليهم ما تخافوا بناخد حقنا.
    زميلنا المهندس فائز حسين أحمد حسين كان عامل دعوة عشاء في منزلو بمناسبة زواجو كان مزمل غندور من المدعويين قابلو محجوب برير وقال ليهو أنا بسلمك البلد دي بس قول لي أنا موافق. مزمل خاف ومشي لي جعفر نميري محجوب كان جادي لكن مزمل شك فيهو وخاف يورطو. قام نميري وداهم مصر بقيادة محجوب لدراسة –تي 55- وهناك إتوطدت العلاقة بينهم وجو جاهزين لي إنقلاب. محجوب قابل بابكر عوض الله وقال ليهو أنا جاهز وبابكر وافق ليهو لكن سعد بحر قام كشف المسألة وفصلوا محجوب من الجيش.


    أما 19 يوليو فقامت بدبابات عبد المنعم محمد أحمد ودي دبابات إنجليزية لأنهم كانوا خايفين من العساكر بتاعين الدبابات تي 55 . قام العساكر بتاعين الدبابات تي 55 كسروا المخازن بتاعة السلاح وضربو القصر وبيت الضيافة. وإتفاجؤا بخروج نميري في ميدان كتشنر-ميدان الشهداء-
    صلاح عبد العال ركب عربتو وإفتكر ديل "الزنوج الأحرار" ومشي الإذاعة وبدأ يردد لقد عدنا. العساكر لقوا محمد إدريس (دبابة) في الشارع قالوا ليهو ارح ذيع لينا البيان وقالوا ليهو نحن ثورة جديدة. بعد كده تم حل مجلس الثورة والعساكر أخدوهم ودوهم ليبيا لحضور إحتفالات الفاتح وخلوهم هناك. وعملو رئاسة الجمهورية.


    سؤال: قال الرئيس البشير للحاجة نائلة زوجة الشهيد فاروق أن إعدام فاروق وبابكر النور تم في القيادة هل هذه المعلومة صحيحة؟

    واحد من الناس النفذوا فيهم حكم الإعدام قال لي فاروق قال ليهم : للتأريخ الدروة دي أنا البنيتها فما تعدموني هنا فوقها ساقوهم بعيد شوية وقال ليهم هنا كويس. لما طلبوا منه يقبل قال ليهم أنا ما بتضرب في ضهري. وأعدموه
    ----------------
    (1) زعيم إيطالي شيوعي كان له خطه المختلف من السوفيت.


    كتب خالد الحاج :

    اللواء كسباوي: تصويب وتوضيح:

    تصويب :اللواء كسباوي : يوم 24 مشيت أنا وفاروق لنميري في بيتهم. ونميري كان متردد وقال الضباط الأحرار رفضوا الإنقلاب وقال لينا إنو مشي خور عمر وقابل خالد حسن عباس ومحجوب برير وأخبرهم بموقف الضباط الأحرار-الشيوعيين- ومحجوب قال هو نور العساكر ولو تراجعوا هو حا يقود الدبابات ويعمل الحركة منفردآ. خالد حسن عباس قال ليهم البتشوفوه أنا معاكم. مشيت مع نميري لمقابلة عبد الخالق وفاروق لم يكن معنا وهناك كان رفض عبد الخالق لإشتراك الشيوعيين.


    توضيح :

    سودانيات : سعادتك من أين جاء هجوم الدبابات علي القصر وما هو حجم القوة المهاجمة؟

    اللواء كسباوي: تحركوا من الشجرة كان التحرك بتلاتة دبابات تي 55 وأنا أحكي هنا كمشاهد للأحداث وليس سماعآ. دبابة إتجهت صوب القيادة العامة. والبقية دبابتين ضربوا القصر من جهة ميدان كتشنر. واحدة ضربت بيت الضيافة ثم إنضمت للأخري ليضربوا القصر.

    سودانيات: طيب سعادتك هناك سؤال عن الحروقات التي تركها الضرب علي الضحايا في بيت الضيافة يقال أنه رصاص عادي وليس بالدانات من الدبابات؟

    اللواء كسباوي: الضرب تم بالدانات وكانت عندهم معلومة عن مكان تواجد قادة المدرعات -ديل القادة بتاعنهم- وكانت التصفية مقصودة ده إنقلاب جديد وبعد كده دخلوا عليهم وتموا الباقي بالرصاص العادي.

    سودانيات : بصفتك طيار يا سعادتك لماذا لم يتم إستخدام سلاح الطيران لضرب هذه الدبابات قبل وصولها القيادة والقصر؟

    اللواء كسباوي: السبب أن المطار الحربي في وادي سيدنا كان المدرج بتاعو مقفول كان هاشم خايف من إنزال جوي مصري قام أمر بوضع لواري ملايانة رملة علي المدرج بتاع الطيران حتي يمنع أي إنزال مصري. وكان ممكن الضرب يتم بالرغم من ذلك لكن هذا حال الثوريين بيجوا بي نوايا حسنة ويرفضون الدمار.


    (عدل بواسطة Elmuez on 07-21-2006, 05:01 PM)

                  

07-21-2006, 05:06 PM

القلب النابض
<aالقلب النابض
تاريخ التسجيل: 06-22-2002
مجموع المشاركات: 8418

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شهداء قصر الضيافة.. ضحايا الإنتهازية السياسية و التكالب علي السلطة ! (Re: Elmuez)

    الأخ المعز

    شكرا لهذا البوست القيم

    سأواصل القراءة فيه ..

    جزاك الله خيراً
                  

07-21-2006, 05:12 PM

Elmuez

تاريخ التسجيل: 06-18-2005
مجموع المشاركات: 3488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شهداء قصر الضيافة.. ضحايا الإنتهازية السياسية و التكالب علي السلطة ! (Re: Elmuez)

    شكرا القلب النابض,
    و كما ذكرت, فدواعي هذا البوست أخلاقية في المقام الأول و كذا أرجو التعامل معه من ( كل الأطراف ) لأنه ( الموت/القتل ) أولا و أخيرا !

    لكي التحايا.
                  

07-21-2006, 05:28 PM

Elmuez

تاريخ التسجيل: 06-18-2005
مجموع المشاركات: 3488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شهداء قصر الضيافة.. ضحايا الإنتهازية السياسية و التكالب علي السلطة ! (Re: Elmuez)

    كتب عصمت العالم :
    هنا استضفت الدكتور بهاء الدين محمد ادريس وزير شئون رئاسة الجمهوريه فى عهد
    مايو..وتحاورت معه.وهذه هى الحصيله..وهو يقيم فى لندن..
    وقت الانقلاب كان دكتور بهاء الدين يعمل فى المجلس القومى للبحوث..وكان متابعا لما حدث..ودخل القصر كوزير لشئون رئاسة الجمهوريه.واتطلع على صورة تفصيليه عن ما دار.واضافها لمتابعته قبل دخوله الوزاره...

    سودانيات: دكتور بهاء الدين ماهى معلوماتكم عن انقلاب 19 يوليو 1971 .وعن مذبحة القصر...؟؟
    الاجابه: وقتها كنت اعمل فى المجلس القومى للبحوث..وكانت لدى فكرة عن الصراعات داخل مجلس قيادة ثورة مايو..وداخل القوات المسلحه..وتاكدت من ذلك لاحقا..ما لدى من معلومات كانت هنالك تكتلات د\اخل القوات المسلحه وخاصة سلاح المدرعات جزء منها عرقى. فى تجمع مدرعات تى55 وجزء منها يدين بالولاء للواء خالد حسن عباس.وتفاقم الموقف وادى الى توتر شديد.حسمه اللواء خالد حسن عباس فى اجتماع كبير ضم ضباط وضباط صف وجنود المدرعات والرئيس جعفر نميرى.وابان لهم ان الرئيس والقائد هو جعفر نميرى فى تنوير عام.واثار هؤلاء الجنود فى وعى مطالبهم المتمثله فى عضوية قيادة مجلس الثوره وترقية مجموعات الى ضباط.وهى المجموعه التى نفذت انقلاب مايو 1969..وهذا خلق نوعا من الفراكشن.ولم يجلى الامر كليا...وفى داخل مجلس قيادة الثوره كان هنالك الصراع العقائدى..من مختلف الاتجاهات شيوعيون..وقوميين عرب وبعثيين..وناصرين..فى تطاحن خفى..تم فيه اتفاق على اقصاء الشيوعيين وهما هاشم العطا..وبابكر النور..وفاروق حمد الله لخطورته الشخصيه..على مايو.وهو قد ناوش بعدة مذكرات..ومطالب بانضباط عضوية المجلس .وتجاوز ات الامن.,.بعض الاعتراضات الاخرى..وكانت هنالك احتكاكات شخصيه بينه وبين ابو القاسم محمد ابراهيم...هذا ما اعرفه عن الصراعات.فى المجلس والقوات المسلحه..
    وتم انقلاب 19 يوليو 1971 بعمليه عسكريه ناجحه استلمت البلاد فى اقل من ساعه.القياده العامه الاذاعه.المدرعات والمظلات..وسرحت المدرعات اللواء الاول.وسلاح المنظمات..وهذا على راى العسكريين وانا لست عسكريا.ان هذه هى القشة التى قسمت ظهر البعير..تسريح المدرعات خلق ضعف اسناد لقوة النيران من المدرعات..ولقد عرفت ان سبب تسريحهم وعدم اشراكهم فى الانقلاب هو الخوف من انهم قد يجنحوا بالانقلاب وهو يمتلكون قوة نيران ضاربه لا تقاوم.لذا استبعدوا وسرحوا..
    بعد نجاح الانقلاب واعتقال النميرى وعضوية المجلس..كانت هنالك خطة وخطوه..عاجله للتدخل العسكرى المصرى..واستغلال الكتيبه السودانيه المتواجده فىمصر.ولقد تم انزالهم فى دنقلا مع كتيبة مصريه.وكان لوجود اللواء خالد حسن عباس فرصة لكى يقود القوات لاستعادة مايو.وهذ طبقا لاتفاقيات التضامن المصرى الليبى السودانى..فى الوحده الثلاثيه..
    22 يوليو كسر صف ضباط وجنود المدرعات مخازن السلاح واستولوا على ابر الدبابات وتحركوا صوب القصر والقياده..طواقم تى 55 بقيادة حماد الاحيمر تمركزت على كبرى الحريه وضربت بكثافه قصر الضيافه من الجهه الجنوبيه.اثار الضرب كانت ظاهره بعد سقوط الانقلاب .وحتى زمن طويل.ولعل تقرير اللجنه الفنيه برئاسة اللواء محمود عبد الرحمن الفكى..قد اشارت الى ذلك وصدت اوامر عليا بالتحفظ واخفاء التقرير..
    تنضاربت الاقوال حول تليفون ابوشيبه بعد ضرب المدرعات والذى ذكر فيه انه اعطى اوامر بالتخلص من المعتقلين..هروب النميرى ساعده فيه الضباط المناط بحراسته وعلى ما اعتقد هو ملازم حسن عماس ..الذى اخذ الامان من جعفر نميرى بان لا يمسه ضر ان ساعده فى الهروب..ورفع النميرى على كتفيه حتى الحائط حيث قفز والتقى هنالك بالفنان سيد خليفه الذى اخذه للاذاعه.
    ونواصل
                  

07-21-2006, 05:43 PM

Elmuez

تاريخ التسجيل: 06-18-2005
مجموع المشاركات: 3488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شهداء قصر الضيافة.. ضحايا الإنتهازية السياسية و التكالب علي السلطة ! (Re: Elmuez)

    لقاء مع اللواء معاش منير حمد أمين مجلس "ثورة " مايو1969 :

    أجراه :
    حنينة ، يوسف الموصلي ، عصمت العالم، خالد الحاج.

    سودانيات : سعادة اللواء بالرجوع لتأريخ مايو 1969 ويوليو 1971 نلاحظ صمت من جانب العسكر الذين شاركوا في تلك الفترة المليئة بالأحداث وشبه إتفاق غير معلن لإلتزام الصمت .

    اللواء منير: أولآ ومنذ أن كنا ضباط صغار قصة السياسة والجيش لم تكن واضحة ولكن الجيش ككل السودانين
    بيتأثروا بما يحدث في البلد سلبآ وإيجابآ ، والمطلوب من الذين شاركوا في أحداث صارت اليوم تأريخ الإعتراف والإدلاء بما قاموا به فالتأريخ ملك للشعوب. شخصيآ لم أشارك في أي حوار هذه أول مرة ولم أقدم إفادات لأني منشغل شخصيآ بكتابة مذكراتي. ولا أفضل نشرها الآن لأن بعض من شاركوا موجودين ولا أريد خلق بلبلة لهم.
    الخطأ منذ البداية أن كل شخص بيشتغل شغلو من ناحية إحترافية يكون أحسن. ومهما قيل عن أن الجيش بيصنع الإنجازات مقارنة بالنظم الديمقراطية إلا أنه يسلب حرية الناس. ولازم تكون في مؤسسية. وعمومآ الجيش لا يتحرك إلا بعد دخول مدنيين وتحريكهم.

    سودانيات: من قام بمايو1969 ؟

    اللواء منير: تنظيم الضباط الأحرار وهو تنظيم قديم قبل الإنتفاضة "يقصد أكتوبر 1964" وكان فيهم عدد من القوميين شخصيآ كنت قد إلتزمت عدم الشغل في السياسة وقبل 25 مايو كنت مع نميري وعرض علي المشاركة ورفضت ولم أدخل في تفاصيل كذلك أرسل لي فاروق أحد الزملاء وحدثني عن التغيير فقلت له أنا ما عايز أشترك. بعد أسبوعين تلاتة من قيام الثورة إختاروني كسكرتير للمجلس بحكم المعرفة والزمالة "بابكر ، زين العابدين" بعد سنتين حسيت أني تعبت من الشغل كما أن الحاكم بعد عامين عليه أن يراجع أين الصاح وأين الخطأ مهما كان حجم الإنجاز ويفترض بعد هذه المدة الرجوع للنظام الديمقراطي.

    سودانيات: هل لاحظت حينها وجود صراعات داخل المجلس ؟

    اللواء منير: كنت بحاول أتجنب الدخول في مشاحنات أو خلافات وعندما كان نميري يسألني كنت أقول هذا صاح وهذا خطأ غير هذا لم أشارك في خلافات لكن كان لنميري بطانته من الوزراء والمعارف الذين يسمع لهم.

    سودانيات: البعض يقول أن مايو كانت رد فعل لحل الحزب الشيوعي هل صحيح أنه كانت توجد عدة إرهاصات لعدة إنقلابات أدت للتسارع بمايو69 ؟

    اللواء منير :كانت مايو نتاج لظلم تعرض له الزملاء كذلك كان للإنقسامات الحزبية في تلك الفترة دورها.

    سودانيات: هل الإنقلاب هو الحل ؟

    اللواء منير : الإنقلاب ما حل.

    سودانيات: ممكن تحكي لينا عن 19 يوليو 1971 ؟

    اللواء منير : يوم 19 يوليو 1971 كنت ماشي شفت الناس قدام الإذاعة مشيت لي واحد صديقي زميل إسمه يحي وقال لي أنا ماشي أعرف الحاصل أنا وبحكم المتبع في الجيش مفروض ألبس وأمشي .

    سودانيات : البعض يقول ومنهم زين العابدين أن الإنقلاب قام علي أساس التصفيات لقادة مايو هل هذه حقيقة ؟

    اللواء منير ده كلام غير صحيح لأن هاشم العطا شخصيآ قام بزيارتهم وتفقد أحوالهم ، لكن أي إنقلاب بيحصل بيكون فيهو ردود أفعال. أي إنقلاب حصل. وفي يوليو كان الصراع بين سلاح المدرعات وسلاح المظلات جزء إعتقل الآخر، وكان رد الفعل أن تحرك الناس وردو علي الإنقلاب ومشو رجعوا الوضع.

    سودانيات : ما هو دور ضباط الصف ؟

    اللواء منير : لم يكن لهم دور في 19 يوليو 71 بل لقد تجاوزوهم وطلبوا منهم وضع السلاح فشعروا أنهم تم تهميشهم. فتحركوا لإستعادة الوضع.

    سودانيات : من قام بمذبحة بيت الضيافة ؟

    اللواء منير : إتحركت الدبابات بتاعة ضباط الصف وضربت القصر ولما ضربت القصر حصلت لخبطة.

    سودانيات : في إنقلاب حسن حسين إعترف ضباط الصف –شامبي- بأن هدفهم كان ضرب نميري وحركة يوليو؟

    اللواء منير : في تلك الفترة عينوني رئيس محكمة ورفضت المشاركة فشالوني من الجيش وطلعت من الجيش من غير معاش.

    سودانيات : كنت عضو محكمة بعد أحداث 19 يوليو 1971 ويترأسها أحمد محمد الحسن ، بيقولوا أن بعض الأحكام كانت بأمر من نميري ؟

    اللواء منير : (رفض الإجابة بحجة أنه يكتب مذكراته) .

    سودانيات : بعض الأحكام أرجعت بواسطة نميري مرة أخري هذا هو المعلوم لعامة الناس ما هو رأيك ؟

    اللواء منير : يا أخي أي إنقلاب بيحصل ويفشل بيكون له رد فعل سريع ولو الناس صبرت شوية الأمور بتهدأ . الدليل علي كده إنو في ناس إتحاكمت في يوليو نفسها ودخلوهم السجن بعد مده أطلقوا سراحهم وفي ناس رجعوهم الجيش .

    سودانيات : يقال أن أكثر شخص ساهم في إرجاع نميري بعد يوليو 1971 وإستقرار الوضع كان اللواء محمد الباقر أحمد ما هو رأيك ؟

    اللواء منير : كانت فترة بسيطة 3 أيام وناس الجيش كانوا عايزين الأشياء تتم بصورة أفضل . أنا قابلت مثلآ هاشم العطا وكان دفعتنا وزول أخلاقو كويسة جدآ ولكن الأيام كانت سريعة وفي ناس مشت القيادة وشالوهم لمجرد تواجدهم .
                  

07-21-2006, 05:53 PM

Muna Khugali
<aMuna Khugali
تاريخ التسجيل: 11-27-2004
مجموع المشاركات: 22503

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شهداء قصر الضيافة.. ضحايا الإنتهازية السياسية و التكالب علي السلطة ! (Re: Elmuez)

    متـابعين
                  

07-21-2006, 06:14 PM

Elmuez

تاريخ التسجيل: 06-18-2005
مجموع المشاركات: 3488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شهداء قصر الضيافة.. ضحايا الإنتهازية السياسية و التكالب علي السلطة ! (Re: Elmuez)

    مرحب مني خوجلي,

    هذا جانب من مساهمة لدكتورة bayan في البوست التوثيقي المعني , أوردها لما أشارت له من بحث مضني كانت قد بذلته في ما يختص بأحداث يوليو71 :

    كتبت دكتورة بيان :

    (4)

    أعوام مايو الحُمْر..

    ومضى الانقلاب عصراً!

    o فقد الانقلابيون الثقة في العسكريين فكان ذلك باباً هبت منه الهزيمة..

    o نزف الجيش 31 قتيلاً و119 جريحاً و55 مبعداً..

    o زكائب رسائل التأييد للعطا أطعمها الضباط للنار..
    =========

    منتصف نهار الثاني والعشرين من مايو كانت إذاعة أمدرمان قد فرغت من نقل البث الحي للموكب الشعبي المؤيد للحركة التصحيحية... وبدأت في تقديم برنامج يتناسب وطبيعة التغيير.. بعد نشرة الثالثة بثت الإذاعة لقاءً فنياً ضم المذيع اللامع ذو النون بشرى والشاعر محجوب شريف والفنان الكبير محمد وردي..

    وقد اشتهر شريف ووردي بأناشيدهما المتواترة مدحاً لمايو خاصة قصيدة (يا فارسنا وحارسنا .. يا بيتنا ومدارسنا)

    بيد ان شريف ووردي كانا يومها في الإذاعة (لتصحيح) قصائدهما المادحة لمايو بقصائد جديدة تمدح التصحيح وتنبذ (التحريف) المايوي .. يومها عمل شريف قصيدته المشهورة لتقرأ (لاك حارسنا ولاك فارسنا)

    ويومها قال محجوب قصيدة جديدة كان وردي يدندن ببعض مقاطعها..

    حنتقدم..حنتقدم

    في وش الريح حنتقدم

    حنهدم سد .. ونرفع سد..

    واشتراكية لآخر حد..

    وكان هناك مقطع في النشيد تم تعديله ليتناسب والتغيير...

    كان المقطع يقول: مايو بلاك ما بنسلم..

    تعدل في ذلك اليوم إلى: يوليو بلاك ما بنسلم ..

    وبينما كان وردي يرفع عقيرته الندية القوية... كانت أصوات الدوي البعيد تطرق مسامع المواطنين المنبهرين بجمال الغناء ورصانة الكلمات المنبعثة من المذياع .. وقد شد صوت الدوي المتواتر.. وأزير جنازير الدبابات على الأسفلت شد الناس بعيداً عن ذلك الغناء الجميل..

    التدخل الأجنبي

    قطعت الإذاعة بثها في إذاعة بيان يقول إن البلاد قد تعرضت لعدوان خارجي..

    ظن الناس – أول الأمر – ان قوات أجنبية قد نزلت إلى السودان من خارجه وان معركة تدور مع تلك القوى الخارجية.. ولكن سرعان ما تبين الناس الأمر.. كان الإعلان عن التدخل الأجنبي إشارة إلى قيام ليبيا باعتراض الطائرة البريطانية التي كانت تقل كلاً من رئيس وعضو مجلس الثورة الجديد النور وحمد الله.. واعتقالهما في طرابلس بليبيا.

    وفي الوقت الذي كان المذيع يردد بعصبية نبأ التدخل الأجنبي، كان صرير جنازير الدبابات المتقدم من منطقة الشجرة نحو قلب الخرطوم يرتفع ويتواصل معلناً بداية التحرك المضاد لحركة التصحيح والذي كان مركزه وبدايته سلاح المدرعات بالشجرة..

    ولكن ماهي وقائع وملابسات هذا التحرك المضاد.؟ وكيف ومتى بدأ؟ الرواية لها بعدان.. بعد داخلي وآخر خارجي..

    التحرك في الخارج

    أما البعد الخارجي .. فإنه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتحركات اللواء خالد حسن عباس الذي كان في طريقه إلى موسكو حين وقع انقلاب العطا التصحيحي .. والواقع ان خالد كان وقتها قد عجز عن الوصول إلى موسكو بسبب تردد السوفييت في منحه والوفد المرافق له تأشيرة دخول إلى موسكو رغم أنه كان ينوي إجراء مباحثات هامة تتصل بالتسليح والتدريب.. لهذا السبب فإنه وجد نفسه في بلغراد حين وقع انقلاب العطا.. فاستأجر خالد طائرة خاصة أقلته والوفد المرافق إلى القاهرة..

    في القاهرة أجرى خالد اتصالات سريعة مع السلطات المصرية حول إمكانية تحريك القوات السودانية المتواجدة في القنال.. بيد ان السلطات المصرية رغم أنها أبدت تفهماً لم تتحمس كثيراً لفكرة إرسال قوات سودانية من مصر إلى الخرطوم..

    توجه خالد من القاهرة إلى طرابلس حيث التقى بالقذافي ثم أذاع بيانه الشهير للضباط والجنود من إذاعة ليبيا.. وقد نتج عن مباحثات خالد مع ليبيا ان أقدمت ليبيا على إجبار الطائرة البريطانية على النزول...

    بعد احتجاز ليبيا لفاروق حمد الله وبابكر النور وافقت القيادة المصرية على توجه القوات المرابطة في مصر إلى الخرطوم .. بيد ان المشكلة كانت تكمن في وجود كافة المطارات السودانية تحت سيطرة الحركة التصحيحية..

    كان هذا هو الذراع الخارجي للتحرك المضاد.. أما في الداخل فإن الصورة كانت مختلفة جداً..

    التحرك من الداخل

    كان كل قادة الوحدات الرئيسية قد تم اعتقالهم واحتجازهم من قبل الانقلابيين.. ومن ثم فإن الوحدات الضاربة التي يمكن ان تشكل خطراً على الانقلاب كانت بلا قيادة أصيلة .. وكان عدد الضباط المعتقلين قد تجاوز المائة معظمهم من الرتب القيادية والوسيطة.. وتحييد هذا العدد من الضباط كان قميناً بشل الجيش بكامله في تلك الأيام المبكرة حيث لم يكن قد توسع وتمدد بحده المعروف اليوم..

    وفي الواقع كان انقلاب العطا قد عمل على شكل كل قدرة للجيش على الانقلاب المضاد.. فقد اعتقل القادة ونوابهم ومعظم كبار الضباط في كل الأسلحة .. كما جرد معظم الجنود والضباط (إلا الموالين له تماماً) من أسلحتهم الشخصية.. ونزعت معدات إطلاق النار من الدبابات والمدرعات.. كما أفرغت خزانات الطائرات من وقودها..

    وكانت هذه الخطوات هي في واقعها خطوات استفزازية أكسبت القيادة الجديد مشاعر العداء من الضباط والجنود أكثر من ان تعود عليها بالرضي والتأييد .. بل لعل هذه الخطوات هي عينها التي كانت وقود التحرك المضاد.. فقد تبادل الجنود يومها الحديث عن تسريح لهم بالآلاف سيتم من بعد تثبيت أركان النظام.

    وكانت العاصمة يومها قد تناقلت نبأ تحطم الطائرة العسكرية العراقية التي كانت في طريقها للخرطوم وفيها المعدات والأسلحة. وقد تناقل الجيش أمر تلك الطائرة باعتبارها بداية التدفق لجنود وسلاح غير سوداني..

    ومع غياب معظم القادة أو تحييدهم بتجريدهم من السلاح فإن أي تحرك ضد حركة التصحيح كان لابد ان يعتمد على كوادر من غير الضباط..

    وكانت تلك الحقيقة هي مدخل ضباط الصف إلى واقع الفاعلية السياسية في البلاد.. فبالرغم من ان الوثائق تشير إلى أنه كانت هناك نواة لتنظيمات خاصة بضباط الصف في سلاحي المظلات والمدرعات، إلا أن هذه التنظيمات كانت شبحاً من غير أثر في غالب الأحيان...

    ولكن حينما وجد ضباط صف المدرعات – خاصة الكتيبة الثانية مدرعات – والتي كانت تعرف باسم كتيبة جعفر (نسبة إلى قائدها الأسبق جعفر نميري)، ان قادتهم وكثيراً من ضباطهم تحت القيد، فإنهم آثروا ان ينسقوا مع بعض الملازمين وبعض ضباط الصف من الوحدات الأخرى.. وقد جاء بيان خالد حسن عباس المذاع من ليبيا ليعطى دفعة قوية لأولئك الجنود في تحركهم، فهو من ناحية القائد العام الفعلي للقوات المسلحة.. ومن ناحية أخرى فإن إذاعة بيانه ذلك جعلت هاشم العطا يقوم بإعادة السلاح الشخصي إلى الأفراد تحسباً لاحتمال ورود قوات من الخارج..

    استطاع ضباط صف المدرعات تحريك الدبابات دون (إبر ضرب النار)، وهي القطع الحاسمة في تحويل الدبابة إلى آلة ذات قدرة قتالية .. ولكن بعد قليل تمكن عدد من الضباط من استعادة (إبر ضرب النار) ومن ثم أصبحت الدبابات ذات فاعلية .. وكانت تلك هي بداية التحرك من الشجرة نحو منطقة وسط الخرطوم.. تحركت دبابة في اتجاه القيادة العامة بينما اتجهت أخرى صوب القصر الجمهوري...

    مع هدير الدبابات ودوي مدافعها وهي تتجه من الشجرة نحو القيادة والقصر... ومع الصراخ الفزع للإذاعة وهي تدعو المواطنين لحماية ثورتهم من التدخل الأجنبي.. كانت القوة المعنوية للانقلابيين تنهار رويداً رويدا... وبدأ الاضطراب وسوء التقدير يسيطر على تصرفات قادة الانقلاب..

    مع اشتداد صوت الهدير والدوي، هجر كثير من طواقم الدبابات مدرعاتهم الرابضة في مداخل المدن الثلاث.. ومن ثم فقد امتطى عدد من مؤيدي مايو – الذين التهبوا حماساً ببدء التحرك المضاد – تلك الدبابات، وكان أشهرهم الوزير المهندس محمد إدريس محمود الذي عرف من يومها (بإدريس دبابة)...

    حينما اقتربت إحدى الدبابات التي كان على متنها صلاح عبد العال من القصر شاهدوا نميري وهو يقفز من فوق سور القصر المواجه لوزارة المواصلات.. قفز نميري إلى داخل الدبابة الموالية وأنطلق من القصر إلى الشجرة ثم إلى الإذاعة..

    كان نميري قد خرج من الأسر بجلابية.. وفي معسكر الشجرة ارتدى زياً عسكرياً لجندي توجه به إلى مبنى التلفزيون حيث أطل على الناس ليقول لهم إن واجب الشعب هو مطاردة كل شيوعي.. وكان من أشهر ما قاله نميري يومها أنه أشار إلى الضباط الشيوعيين ولم يذكر إلا اسم النقيب خالد الكد حيث ذكره بتعبير (something الكد). وقد اختفى خالد الكد لبعض الوقت ثم سلم نفسه. وحين سأله نميري عن سبب اختفائه قال له أنك لم تستطع تذكر أي اسم سوى اسمي.. وتنتظر مني ان لا أختفي؟

    المذبحة في قصر الضيوف

    بعد ان آلت الأمور إلى مايو مرة أخرى.. هرع الناس لإطلاق سراح المعتقلين ... في قصر الضيافة الواقع في شارع الجامعة، فوجئ الجميع بالمنظر المروع .. كان مسيل الدماء قد سرى من داخل المبنى على الدرج وحتى خارج المبنى.. في داخل المبنى كان هناك ستة عشر ضابطاً تم حصدهم بالرصاص.. لم ينج إلا عدد قليل، بعضهم عانى من عاهات مستديمة وبعضهم خرج بعناية الله وبشكل هو أقرب ما يكون إلى المعجزات...

    ما الذي جرى في قصر الضيوف؟ ومن وراء تلك المجزرة الشهيرة ...؟

    لابد ان أسجل هنا ان كاتب هذه السطور عكف على مدى ليال طويلة على ملف التحقيقات حول أحداث 19-22 يوليو.. وقد حرص الكاتب على ان يطلع على كل كلمة قيلت في هذا الصدد ليعرف الحقيقة في أمر المذبحة الشهيرة.. وألخص فيما يلي ما خرجت به من تلك القراءات..
    أولاً: كانت هناك (تعليمات مصروفة) بالتخلص من الأسرى في حالة حدوث أية انتكاسة. فقد جاءت أقوال بعض الضباط الذين اعتقلوا في مبنى جهاز الأمن القومي لتشير إلى ان الضابط الموكل بحراستهم كان يتحدث في اللحظات الأخيرة من انقلاب العطا إلى شخص ما. وقال المعتقلون أنهم سمعوه يؤكد ويكرر للطرف الآخر أنه لا يستطيع تنفيذ ما هو مطلوب.. ومع إلحاح الطرف الآخر قال الضابط (متأسف سعادتك أنا ما حأعمل كده). ثم ان ذلك الضابط أخبر أسراه بعد ذلك ان الأمر قد فلت .. وأنهم أحرار منذ تلك اللحظة.. ثم اختفى ذلك الضابط. وقد عرف الجميع يومها ان الضابط رفض تنفيذ تعليمات التخلص من الأسرى..

    ثانياً: ليس هناك ما يشير إلى ان هذه التعليمات قد صدرت من أي شخص آخر سوى المقدم أبو شيبة . فقد ذكر ضابط الحراسة المكلف بنميري في القصر أن المقدم أبو شيبة سأله: (ما نفذت تعليماتي ليه ما كان كلامي واضح) ثم أعقب ذلك بقوله: (على العموم أعدم الباقين).. وهو ما يشير على ان التعليمات كانت تتعلق بإعدام المعتقلين(31).

    ثالثاً: لم يجد هذا الكاتب أية معلومات في أي من ملفات التحقيق بما يمكن ان تشير إلى الضلوع المباشر للحزب الشيوعي كهيئة سياسية في عمليات الاغتيال تلك..

    رابعاً: ليس هناك أية دليل على ان جهة ثالثة- أو حتى رابعة – قد قامت بتنفيذ الاغتيالات. فالعقيد سعد بحر مثلاً كان معتقلاً في قصر الضيوف ونجا من ضمن الناجين... وكان هناك آخرون قد نجوا، منهم المقدم عبد القادر أحمد محمد، والملازم أول عثمان عبد الرسول. أما قوات لواء القنال (القوات السودانية بقناة السويس) فإنها لم تصل إلا في وقت متأخر من تلك الليلة(32).

    خامساً: تعرف الضباط الناجون من مذبحة قصر الضيوف على الملازم الذي قام بإطلاق الرصاص عليهم وكان واحداً من الضباط التابعين للمقدم أبو شيبة. وقد أشار أولئك الناجون إلى أن حواراً دار خارج المبنى كان فيه شخص يخاطب شخصاً آخر بعبارة يا ضابط ويطلب منه تنفيذ التعليمات المعطاة له.. وقد أعقب ذلك دخول الملازم إلى غرفة الأسرى وإفراغه الرصاص في أجساد زملائه..

    خلاصة القول في هذا الأمر هو ان المذبحة هي من صنع الانقلابيين بلا جدال .. وهي ان لم تكن لها مبرر سياسي فإن مبرراتها الشخصية- في اعتقادي الخاص- تتصل بظروف التكوين النفسي لأولئك الذين أقدموا على المغامرة وهم يضعون حسابات الفشل قبل حسابات النجاح.. فقد أقدموا على الفعل وعزموا – متى ما أحسوا بالخطر – على هدم المعبد عليهم وعلى أعدائهم..

    حين انكشف غيوم الليلة الكئيبة اتضح ان ضحايا الليلة الدامية قد بلغ 16 ضابطاً وأربعة ضباط صف وعدد الجرحى 119 من الضباط والصف والجنود..

    لم تفقد القوات المسلحة مثل هذا العدد من الضباط والجنود مجتمعاً في تاريخها.. حتى في أحداث توريت 55 لم يبلغ مجموع العسكريين الذين اغتيلوا فيها نصف هذا الرقم..

    ودارت طاحونة الدم..

    إذا كان انقلابيو يوليو قد أهرقوا دم الزملاء، فإن ذلك الدم المراق على درج القصر فجر براكين أخرى لم تتخير ولم تميز، فقد عصفت براكين الغضب الدامي بالطيب وغير الطيب على مدى الاسبوع المتبقي من شهر يوليو71.

    فقد تلاحقت من ليلة الثاني والعشرين من يوليو عمليات المطاردة والاعتقال والإيقاف للضباط والجنود فيما يشبه الهستيريا .. وعلى الصعيد غير العسكري أخذ الناس بالشبهات.. واتهم البريء.. وأسيئ إلى الشرفاء وذُلَّ الأعزاء وأتهم كثيرون بالباطل...

    كانت أيام الاسبوع الأخير من يوليو أياماً دامية.. أفرزت حقداً وغلاً.. واصطاد في ليالي الحقد المعتكر تلك كل حاقد وكل ذي غرض..

    امتلأت من جراء الاعتقال والتحفظ والإيقاف، ميزات الضباط في معسكرات الشجرة والمهندسين والإشارات. وانطلقت عشرات من لجان التحقيق تذرع المدن الثلاثة من جنوب الخرطوم إلى شمال بحري إلى غرب وشرق أمدرمان .. وقد جرى تقدير أعداد المعتقلين في أسابيع الغضب الظلوم تلك بما يقرب من ألفي معتقل وسجين ومتحفظ عليهم وموضوعين تحت الإيقاف..

    وقد بلغت حالات الإعدام التي نتجت عن الانقلاب 11 ضابطاً من بينهم كل أعضاء مجلس الانقلاب التصحيحي ما عدا محمد محجوب عثمان الذي كان من المفترض ان يصل الخرطوم في طائرة النور وحمد الله، إلا أنه لم يصلها لتأخره في الطريق.. بينما تقول رواية أخرى أنه كان في الطائرة مع زميليه إلا أنه لم يتعرف عليها أحد في ليبيا..(33)

    وقتل المقدم محمد أحمد الريح وهو يقاتل من على أسطح مباني القيادة العامة، فلم يجرد من رتبته ولم يحرم من معاشه..

    ثم أعدم ثلاثة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، وهم عبد الخالق محجوب والشفيع أحمد الشيخ وجوزيف قرنق.. وسجن الدكتور مصطفى خوجلي لعشرين عاماً.. وبلغ عدد الذين سجنوا أو طردوا من القوات المسلحة 18 ضابطاً من مختلف الرتب والتخصصات، بينما سجن أو عزل أو طرد 7 من ضباط الصف الذين اشتركوا في الحركة..

    ثم أبعد من الجيش في دفعات متتالية عدد من الضباط بلغ في مجمله 55 ضابطاً..

    أما على الصعيد المدني، فإن طاحونة الأحقاد دارت في كل اتجاه ... فأدخل السجون والمعتقلات عشرات وطرد من وظائفهم مئات..

    ولقد سرت بين الناس من بعد محنة يوليو تلك سحابات دواكن من الشكوك فيها تعامل الناس مع بعضهم البعض بالحذر والريبة وسوء الظنون..

    النار تلتهم زكائب التأييد للعطا

    الظنون والريب التي أرخت سدولها على العلائق بين الناس بعد ليلة العنف الدموي، كانت أسبابها تلك التصرفات الشوهاء التي صحبت أيام الانقلاب الثلاثة.. فقد شهدت المؤسسات والمصالح – خلال الأيام الثلاثة- بعضاً من العاملين المؤيدين للعطا وانقلابه، وقد أنبروا باسم التصحيح يرهبون الناس ويلهبونهم بسياط من سيئ القول ورديئ الفعل.. وحين ذهبت ثورة التصحيح مخلفة وراءها خيوطاً من الدماء، كانت ردة فعل الذين آذاهم قول وفعل أنصار العطا حادة وعنيفة.. فحين عكفت الدولة على مراجعة ما جرى وإجلاء الحقائق عن دور الأفراد والمؤسسات، وجد الذين أوذوا بسوء القول والفعل فرصة للتشفي من أنصار الانقلاب.. ولقد كان ذلك التشفي مقيتاً وظالماً في بعض الأحيان.. إذ جاء متلفحاً الحقد ومؤتزراً الضغينة، فأفرز سماً زعافاً راح ضحيته العشرات في المصالح والمؤسسات والوزارات..

    ولعل القصص التي رويت – والتي لا زالت حبيسة الصدور دون رواية – عما جرى خلال تلك الاسابيع السوداء من تاريخ الوطن كثيرة لا تحصى ولا تعد .. بيد أنني أروى منها في هذا المقام واحدة.. لا أرويها لأنني كنت طرفاً فيها.. بل لما فيها من إضاءات عن الإنسان وطباعه، وعن النفس البشرية وخصالها..

    ولقد كنت طرفاً في هذه القصة بما كنته يومها.. ضابطاً تخرج لتوه من الجامعة وانضم- مع كوكبة من الزملاء – إلى التوجيه المعنوي نواة لعمله الإعلامي المنتظر، والذي كانت لحمته وسداه يومها جريدة القوات المسلحة..

    وبما ان صحيفة القوات المسلحة كانت – خلال أيام الانقلاب الثلاثة – صوت الحركة التصحيحية الوحيد، فإن كل خطاب وبرقية واردة من كل بقاع السودان مؤيدة لانقلاب العطا كانت ترد إليها..

    ولقد كان عجيباً وغريباً منظر تلك الزكائب الممتلئة من برقيات وخطابات المباركة والتأييد التي لم يتوقف انهمارها حتى بعد يوم الثاني والعشرين من يوليو.. فقد وصلت مئات من الرسائل الملتهبة الحماس والمتحمسة في تأييدها للماركسية والنظام الجديد بعد ان زال نظام التصحيح.

    وكان الأعجب هو في هوية وأسماء الباعثين .. لقد احتوت تلك الزكائب أسماء لشخصيات وأفراد.. ولجماعات وهيئات ومؤسسات على امتداد الوطن من شماله وشرقه، إلى وسطه وغربه... وكانت بعض تلك الأسماء لامعة ومعروفة، وبعضها له من المواقع والمسؤوليات الاجتماعية مكان رفيع .. بل وكان لبعض من الكاتبين مكانة وتاريخ..

    وقد بالغ بعض باعثي تلك الرسائل والبرقيات واشتط في تأكيد هويته السياسية وانتمائه التقدمي .. وقد غالى بعضهم واشتط في المطالبة بمعاقبة أركان مايو ورجالها .. بل ان بعض تلك الرسائل تبرع بمعلومات وتفاصيل عن أفراد وأشخاص اتهموهم بالعمالة والرجعية..!!

    ولما كان البحث عن الشيوعيين في تلك الأيام قد طال ماضي الناس وصداقاتهم وصلاتهم وحتى جيرتهم.. ولما كان الكشف عن مؤيدي حركة التصحيح ومسانديها – بالقول أو الفعل – قد شمل كل المواقع والفئات والجهات، فإن زكائب الرسائل تلك كانت وثائق إدانة جاهزة لآلاف من البشر على امتداد السودان العريض..

    وبالرغم من ان بعضاً من تلك الرسائل والبرقيات كان قد أذيع ونشر خلال أيام الانقلاب الثلاثة (وقد تعاملت الدولة مع كاتبيها بالعقاب)، فقد كانت هناك آلاف من تلك البرقيات والرسائل التي لم يكشف أمرها لورودها من مصلحة البريد إلى القيادة العامة بعد يوم الثاني والعشرين من يوليو، حيث تم تسليمها لنا في صحيفة القوات المسلحة..

    ولابد ان أصحاب الرسائل التي وصلت بعد سقوط انقلاب العطا، حملوا من القلق والهموم ما تنوء عنه الجبال.. فلقد بعث كل واحد من هؤلاء – طائعاً مختاراً- دليل إدانته الدامغ إما بانتمائه الماركسي أو بتأييده الجازم لذلك النظام الماركسي.. وكان ذلك كافياً في أيام البركان تلك لكي يبعث المرء إلى السجون..

    ولقد كان لأصحاب تلك الرسائل كل الحق في الهم بما يمكن ان يصير إليه أمر تلك الرسائل والبرقيات، فلو سقطت زكائب الرسائل في أيدي سوءٍ لجعلت منها طريقاً للانتقام والتشفي بل وربما الابتزاز لآلاف من أبناء الوطن...

    ولم يكن أمام ثلاثة من صغار الضباط في التوجيه المعنوي يومها إلا ان يستلهموا ضميرهم حسن التصرف أمام ذلك الدليل الدامغ المميت..

    ولقد فعلوا..

    وكانوا يومها أسعد ما يكونون حين وقفوا يرقبون جندياً من جنودهم وهو يطعم النار – على مدى ساعة كاملة – مافي جوف تلك الزكائب من برقيات ورسائل..

    ورغم ان كاتبي تلك الرسائل ما دروا حتى اليوم، فإن تلك النار إنما كانت برداً وسلاماً عليهم...
    ----------------------------
    تصويب: أعتقد بأن دكتورة بيان تنقل توثيق لكتاب للدكتور " قلندر " !

    (عدل بواسطة Elmuez on 07-21-2006, 06:36 PM)

                  

07-21-2006, 07:06 PM

Elmuez

تاريخ التسجيل: 06-18-2005
مجموع المشاركات: 3488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شهداء قصر الضيافة.. ضحايا الإنتهازية السياسية و التكالب علي السلطة ! (Re: Elmuez)

    كتب ميرفي :

    Hi Guys I found this in Al-Ayamm (August 17, 2205)

    I hope it is relavant.

    *الرائد (م) عبد العظيم سرور يواصل الكتابة لـ (الايام)

    *19 يوليو .. التخطيط.. التنفيذ .. الهزيمة

    *الاسباب العسكرية التي قادت لدحر الحركة

    ثانيا: الاسباب العسكرية
    كان اول اخطائنا في هذا الجانب ان القراءة للوضع المزاجي وتقدير الموقف وواقع الحال داخل القوات المسلحة ومسألة (جس النبض) لم تكن سليمة فقد كان الرأي الذي اعتمدناه أن المزاج داخل القوات المسلحة ضد مايو مائة بالمائة، وأنه اذا قامت أي جهة بانقلاب ضدها لن يهب أحد لنجدتها وسيلقي ذلك الانقلاب كل المساندة والتأييد من القوات المسلحة، وبالطبع كان ذلك الاعتقاد خاطئا جدا، وبالرغم من الاقرار بحالة التذمر والاستياء من مايو فهل كان ذلك كافيا لقيام انقلاب من نوع انقلابنا؟ وهل كان يمكن ان يلقي انقلاب يساري تأييد ومساندة كل القوات المسلحة؟ اعتقد اننا لو سألنا انفسنا هذا السؤال قبل التفكير في قيام الانقلاب وأجبنا عليه بصراحة وهدوء ودون جنوح للمغامرة لنبذنا فكرة الانقلاب أو قمنا بتأجيله حتى تأتي الظروف المناسبة، كان يجب ان ندرك ان اي انقلاب يساري لن يحظى بموافقة كل اولئك المتذمرين الكارهين لنظام مايو لان كراهيتهم له بجانب تجاوزاته الكثيرة السيئة كانت بسبب الاعتقاد بأنه نظام شيوعي.
    تحدثت في فصل سابق عن حجم ونوع التحضيرات العسكرية التي أنجزت استعدادا للانقلاب من حيث زيادة القوة وتوفير المعدات واستبدال الحراسات على منازل رئيس واعضاء مجلس قيادة الثورة، لكن احساسي ان ذلك كله لا يعتبر كافيا للقيام بانقلاب ضد مايو وسلاحيها الاساسين: المظلات واللواء الثاني مدرعات الذي كان يقوده العقيد سعد بحر والذي عمل فيه اللواء خالد حسن عباس واشرف عليه منذ بدء تأسيسه، كانت قوة سلاح المظلات في حدود لوائي مشاة تقريبا وكان سلاحا جيد التدريب مكتمل الاسلحة والمعدات وكان يلقي كل الرعاية ويحظى بأهتمام خاص من مجلس قيادة الثورة، فهو السلاح الذي تحرك مع اللواء الثاني مدرعات من خور عمر للاستيلاء على السلطة في 25 مايو 1969م، وقد عمل مجلس الثورة على اعداده وتجهيزه مع اللواء الثاني مدرعات ليكونا يد مايو القوية الضاربة، ولقد اشرت الى ان سلاح المظلات كان اول سلاح دفع به للتصدي لتجمعات الانصار بالجزيرة ابا، وبحساب الارقام لم تكن قوات الحرس الجمهوري تزيد على 1500 ضابط صف وجندي اي اقل من لواء مشاه باعتبار ان اللواء مشاة حسب التنظيم الغربي يعد في حدود الالفين ضابط صف وجندي ذلك اذا كان اللواء يضم ثلاثة كتائب مقاتلة وكتيبة ادارة بدون اسلحة مساعدة مثل المدرعات، المهندسين، المدفعية، الاشارة والطبي، فاذا تم توزيع قوات الحرس الجمهوري على المهام المحددة حسب الخطة وهي القيادة العامة بما فيها سلاح المظلات، كتيبة المظلات بشمبات، كتيبة جعفر بام درمان، حامية بحري، جهاز الامن القومي، الاذاعة، المطار، المواصلات السلكية واللا سلكية، ثم الاعتقالات نستطيع ان ندرك تماما مدى ضعف قواتنا، هذا ما يتعلق بالحرس الجمهوري فقط، ولا تفاصيل لدي عن اي قوات دعم اضيفت اليه، واذا كان هناك اي مجال للدعم في ذلك الوقت فربما كان من قوات مصنع الذخيرة وهي قوات قليلة العدد نسبيا بحكم ان طاقة السلاح محدودة ويعتمد على عدد من الفنيين الذين سبق ان ارسلوا الى المانيا الغربية لتلقي دورات تدريبية في تصنيع الذخائر وعدد محدود من الصف والجنود في الرئاسة والادارة، ومن حيث الاستعدادات في مجال التدريب والتسليح لم يكن الحرس الجمهوري قد استعد بدرجة كافية وذلك لان قواته المدرعة لم تكتمل حينذاك وكانت نواة سرية مدفعيته قد عادت لتوها من عطبرة، ولم تتلق تدريبا كافيا لاكتساب الخبرة ولم تكن معداتها واسلحتها التي تدربت عليها قد وصلت الى الحرس الجمهوري حتى ذلك الوقت، وكان اكبر دليل على عدم استعداد قوات الحرس الجمهوري ان بعض قواته كانت تحمل بنادق ماركة (4) وهي تستعد لاقتحام معسكر سلاح المظلات المنيع بشمبات وتدخل معركة حياة او موت، خصوصا اذا لجأت قوات المظلات لاي مقاومة اما اللواء الاول مدرعات بقيادة العقيد عبد المنعم محمد احمد (الهاموش) فبالرغم من التحسينات والاضافات التي ادخلت عليه فقد كان اقل عددا وخبرة من اللواء الثاني وكان عدد الضباط الذين يقودون قوات الحرس الجمهوري لا يتجاوز التسعة عشر ضابطا من الشيوعيين والديمقراطيين، و على ذكر الضباط الشيوعيين تجدر الاشارة الى ان ثلاثة من الضباط الذين كان يعتمد عليهم في تنفيذ بعض مهام الخطة قد تغيب اثنان منهم لظروف موضوعية اقتضت سفرهما خارج البلاد، وهما الملازم اول (ع) الذي سافر لقضاء شعر العسل والملازم اول عبد المتعال ابراهيم الذي كان ضمن القوات المرابطة في الجبهة المصرية، اما الثالث وكان يعتمد عليه في تنفيذ جزء من الخطة وهو الملازم اول (ب) فقد قال عندما اخطر بمواعيد الانقلاب قولته المشهورة التي تغني عن ذكر اسمه (ادركني يا رسول الله) وسافر الى القاهرة فجأة في اجازة لم يكن قد خطط لها من قبل.
    كانت كل الاستعدادات التي تمت في تقديري لا تعد شيئا اذا قارناها بحجم القوات المعادية من سلاح المظلات ولواء ثاني مدرعات وجهاز امن واستخبارات ولم اكن مقتنعا بما كان يردده بعضنا بان مايو اكتسبت عداء الجميع عداء فئة قليلة من القوات المسلحة ولن تجد من يساندها اذا تحركنا نحن ضدها او تحركت ضدها اي جهة اخرى.
    ظهر ضعف قواتنا حتى بالنسبة للمواطن العادي فقد اشرت في فصل سابق الى ان بعض الاصدقاء والحادبين على يوليو نبهونا الى ضعف قواتنا وقلة عددها فقد كانت الحراسة على مداخل ومخارج العاصمة منعدمة تماما كما كانت حراساتنا على الكباري ضعيفة جدا ولم تكن لنا نقاط للتفتيش او دوريات آلية تطوف نواحي العاصمة.
    لا اعتقد ان موضوع التأمين قد نوقش بالقدر المناسب اثناء التخطيط للانقلاب او في مرحلة ما قبل التنفيذ ولم توضع خطة محددة لتأمين الانقلاب بعد نجاحه ولم يكن التفكير في قيام انقلاب مضاد بالسرعة التي حدث بها في 22 يوليو واردا، وانحصر التفكير في احتمال مقاومة الانقلاب اثناء التنفيذ، ووضعت لذلك بعض المعالجات خصوصا في مواجهة سلاح المظلات الذي كانت مقاومته متوقعة ان سبل ووسائل التأمين كانت ممكنة اذا كان التفكير قد تم فيها بجدية منذ البداية فقد كان يمكن الاستعانة بقوات من الاقاليم مثل قوات القيادة الغربية التي سبقت الاشارة اليها، لقد ثبت لنا ان قواتنا ضعيفة وليست كافية لتأمين الانقلاب وسد الثغرات الكثيرة المفتوحة واقتنعنا بضرورة الاستعانة بقوات اضافية من القيادة الغربية لكن تنفيذ ذلك لم يتم بسبب الربكة وضيق الوقت.
    من اسباب الهزيمة ايضا ضعف الاشراف العسكري وعدم حضور القيادة، فالوضع منذ بدايته كان يتطلب وجود قيادة حازمة في مواقع ثابتة ومحددة لمراقبة الموقف لحظة بلحظة وتصريف الامور بدقة وحذر، وقد افتقدنا ذلك منذ يوم 19 يوليو وخصوصا في الثاني والعشرين منه، وذلك بسبب انشغال القائد العسكري الرائد هاشم العطا بالامور السياسية ولم يكن قد تم ترتيبها من قيل مثل صياغة البيانات والمراسيم الدستورية والاوامر الجمهورية وامور الدولة الملحة مثل تشكيل الوزارة والادارات المختلفة، وكما اشرت فقد كان سبب انشغال هاشم غياب ثلاثة من قادتنا المهمين بابكر وفاروق ومحمد محجوب. واعتقد اننا كنا غير موفقين عندما تركنا قائدا حازما مثل المقدم عثمان حاج حسين (ابشيبة) لمباشرة مهام محدودة في الحرس الجمهوري بدلا من وجوده في مقر قيادة الحركة بالقيادة العامة لتصريف الامور والتعويض عن غياب الرائد هاشم العطا فقد كان بلا شك يستطيع حسم كل تلك الفوضى التي عمت القيادة العامة والتي كانت سببا اساسيا في هزيمتنا.
    اشرت في فصل سابق الى ان عددا كبيرا من الضباط الناقمين على مايو لاسباب موضوعية وغير موضوعية وبينهم عدد من الذين فصلتهم مايو لعدم الكفاءة اسرعوا بعد نجاح انقلابنا للقيادة العامة وسلاح المدرعات والحرس الجمهوري لابداء مساندتهم للنظام الجديد وقد تكدسوا في مكاتب وقاعات القيادة العامة، وبسبب الغياب المستمر لهاشم ومحجوب ومحمد احمد الريح ومحمد احمد الزين، كان بعض اولئك الضباط يديرون الامور ويردون على الاتصالات الهاتفية وكان منهم المقدم صلاح عبد العال مبروك والذي سيرد ذكره لاحقا، تفشت تلك الفوضى بشكل اساسي في القيادة العامة ومثلها في سلاح المدرعات خصوصا بعد ان اعيد اللواء الثاني للخدمة بضباط صفه وجنوده، اما الضباط فقد عادوا لاعمالهم وكان بعضهم برتب اعلى من رتب ضباطنا وبحكم اقدميتهم تولوا تصريف الامور، بالرغم من انه لا علاقة لهم بتنظيم الضباط الاحرار او حركة 19 يوليو، ويبدو ان بعض ضباطنا المتراخين قد استمرأوا ذلك الوضع فتركوا الحبل على الغارب وتفرغ بعضهم للمسائل الاستعراضية مثل مرافقة العقيد الهاموش والرائد هاشم في طوافهم على الوحدات وحضور الاجتماعات السياسية، كان ذلك يجري في القيادة العامة وسلاح المدرعات في الوقت الذي كان فيه ابشيبة لا يفارق مكتبه الا للضرورة القصوى وحتى اللحظات القليلة التي كان يحاول ان ينال فيها قسطا من الراحة كان يقضيها مستلقيا على سرير بمكتب النقباء ولم تكن تغمض له عين وكان يتولى الرد على المحادثات التلفونية بنفسه دون الاستعانة باحد حتى الضابط (النوبتجي) وكان ضباطه لا يتحركون من مواقعهم الا باذنه شخصيا ولتنفيذ مهام يكلفهم بها.
    ظهرت اثار تلك الفوضى التي كانت تجري في القيادة العامة وسلاح المدرعات منذ بداية تمرد اول دبابة وقد كان الذين قادوا التمرد ضد يوليو هم ضباط وصف وجنود اللواء الثاني مدرعات بعد ان اعيدوا للخدمة وباشروا اعمالهم واستلموا دباباتهم واخذوا يحركونها لغرض ولغير غرض وبالرغم مما قيل بأن دبابات اللواء الثاني كانت (ابر ضرب نارها) منزوعة الا ان بعض الدبابات كان بابرها وكامل اشيائها لذا فقد كان تحريكها سهلا، وكان اداؤها فعالا ومدمرا، وكانت الاوامر قد صدرت لضباط اللواء الاول بنزع ابر ضرب نار الدبابات التي لا يستخدمونها، الا انهم بسبب الاهمال والتراخي لم ينفذوا الامر بالدقة المطلوبة، وظهر دور الضباط المتكدسين والمندسين في القيادة العامة واولئك الذين اتخذوا مواقع قيادية في سلاح المدرعات بعد بداية التمرد فقد كانوا يروجون الاخبار المضللة ويجيبون على الاسئلة التي ترد اليهم من الحرس الجمهوري والقيادة العامة، وبعض مواقعنا حول حقيقة الموقف بأن دبابة واحدة قد تمردت وان دباباتنا تطاردها، وكنا في ذلك الوقت كما سبق القول محاصرين في الحرس والقصر الجمهوري بثمان دبابات، وظهر ذلك التأمر الجبان بعد ان تفاقم الامر وظهرت بوادر الهزيمة فقد كانوا يردون على كل من يتصل بهم مستفسرا عن الموقف وكيف يكون التصرف بقولهم (انهزمنا وما عليكم سوى الاستسلام) تلقى تلك الردود اليائسة والمحبطة النقيب معاوية عبد الحي في كتيبة شمبات والملازم احمد الحسين بالاذاعة وتلقاها ضباطنا في مواقع اخرى، وكانوا في تلك اللحظات الحرجة يتصلون بالحرس الجمهوري للتأكد من المعلومات التي وردت اليهم من القيادة العامة وسلاح المدرعات فكان المقدم عثمان ينفي اخبار الهزيمة ويأمرهم بالبقاء في مواقعهم والمقاومة حتى النهاية، ولا شك ان عثمان الذي كان لا يكف عن الاتصال قد تلقى مثل تلك الافادات المضللة، كان الذين يجيبون على الاسئلة حول الموقف في سلاح المدرعات والقيادة العامة اشخاص غير معروفين لدى ضباطنا وجنودنا وكان الجميع يتساءلون في الحرس الجمهوري وفي كل المواقع، اين هاشم، اين طلقة، اين ود الريح، اين ود الزين، اين الهاموش، اين .. اين .. ولا احد يعرف اين كانوا؟
    لا شك ان اتخاذ قرار باعادة ضباط وضباط صف وجنود اللواء الثاني المسرحين الى الخدمة كان (القشة التي قصمت ظهر البعير) كما يقولون، فقد كانت اعادتهم مثيرة للدهشة والغضب وكان عثمان محقا عندما عارض ذلك القرار وكان في قمة غضبه عندما اصر بقية القادة على ذلك القرار المدمر.
    اذ كيف يعقل ان يسمح بعودة قوة ضاربة مثل اللواء الثاني مدرعات وهو سلاح مايو الاساسي الذي رقي الكثيرون من ضباط صفه الى رتبة الملازم ورقي الكثيرين من جنوده الى رتب ضباط الصف مكافاة لهم على تحركهم من خور عمر مع رصفائهم في سلاح المظلات والمجئ بمايو الى الحكم؟ ذلك بجانب انهم لا يمكن ان ينسوا كيف عرضناهم للاذلال والاهانة اثناء اعتقالهم عند تنفيذ الانقلاب، ثم قمنا بتسريحهم من الخدمة.
    لم يخطر بأذهاننا ونحن في اوج انتصارنا ان عدوا اساسيا كان لا يزال طليقا يمرح في اوساط القوات المسلحة وان التنظيمات اليمينية المنافسة التي كنا نعلم بأنها تستعد للقيام بانقلاب ضد مايو يمكن ان تستغل مثل تلك الفوضى التي كنا فيها والقيام بتحرك مضاد وذلك بلا شك كان ناتجا عن الاهمال وسوء التقدير والتراخي والغفلة، ان احد اهم اسباب هزيمتنا واعادة مايو الى السلطة كان تلك التنظيمات التي لم يكن هدفها اعادة مايو بل كان هدفها القضاء على نميري ومجلس قيادة ثورته وزمرته وضباطه في معتقلاتهم والقضاء على يوليو والاستيلاء على السلطة، كانت التنظيمات اليمينية تستعد للقيام بانقلاب مضاد ونحن غافلون عن ذلك واعترف بأنني قد شاركت في تلك الغفلة بالتساهل وسوء التقدير.
    وفي عصر يوم 21 يوليو وبينما كنت اقف امام مدخل معسكر كتيبة المظلات بشمبات توقفت عربة مدنية نزل منها المقدم (ي) وكان يرتدي زيا مدنيا. اديت التحية العسكرية وتعانقنا كاصدقاء او معارف على الاصح اذ لم نكن اصدقاء ابدا وعلى ذكر (ي) الذي كان احد الذين قادوا الانقلاب المضاد، اتذكر جيدا انني التقيت به لاول مرة في حي بانت شرق بمدينة ام درمان وانا طالب في الرابعة الثانوية بمدرسة المؤتمر، كان (ي) في ذلك الوقت ضابطا مظليا برتبة النقيب، كان شابا وسيما وانيقا جدا يدير رؤوس كل بنات الحي والاحياء المجاورة خصوصا عندما كان يرتدي (شورت) ابيضا او ملابس ركوب الخيل ويتجول في انحاء بانت بفرس ابيض او اسود، كان يذكرني بحكايات (الشاطر حسن) او (ود النمير) ذلك الفارس الذي يأتي بفرسه الابيض المجنح ويقوم باختطاب (فاطمة السمحة) ويطير بها الى قصره الخارفي البعيد، كنت معجبا بـ (ي) وتمنيت ان اكون مثله في يوم من الايام، ولسوء حظي ان (حبيبتي) في ذلك الوقت كانت لا تخفي اعجابها بـ (ي) وتتمنى ان ادخل الكلية الحربية كي (اقدل) في الحي ببدلة (الجيردين) التي كان يلبسها طلبة الكلية الحربية في ذلك الوقت ويحملون عصاة خشبية موشاة بالنحاس يحركونها الى الامام والخلف في حركة متناسقة تماما مع حركة القدمين، وكان اعجابنا بـ (ي) يزداد عندما يحدثنا عن الاناقة وانه يحب فصل الشتاء لان البرد يسمح بارتداء البدل وان ارتدائها يعد منتهى الاناقة. الطريف في الامر ان الشاطر حسن اردف حبيبتي فاطمة السمحة او ست الحسن والجمال على فرسه الابيض وبدلا من ان يطير بها الى قصره الخرافي البعيد طار بها الى ميس ضباط سلاح الخدمة المطل على النيل، وبعد قيام انقلاب 25 مايو 1969م، توقعت ان يكون (ي) الذي اعرفه والذي كان من اكثر ضباط المظلات كفاءة عضوا بمجلس قيادة ثورة 25 مايو قبل ابو القاسم وزين العابدين.
    سألني ان كان يوجد بالكتيبة احد من جنود المظلات لانه يبحث عن قريب له فاخبرته بأن الموجودين هم من المجندين الجدد فاستأذنني في الدخول لسؤالهم عن قريبه وقام بجولة داخل المعسكر ثم عاد ليخبرني انه لم يجده وودعني وذهب، الغريب في الامر ان مجئ (ي) بزيه المدني ودخوله وخروجه لم يثر لدي اي شك بالرغم من ان مجيئه كانت له اسباب اخرى فقد كان للاستكشاف او الاستطلاع لامر كان يجري التدبير له وبالطبع لم يكن لينال مأربه لولا الغفلة وعدم اليقظة ولا ادري كيف استطاع (ي) ان يمرر على تلك الخدعة الساذجة اذ انه، وبقليل من الانتباه كان يمكن ادراك مقاصده واعتقاله ولا شك ان ما حدث في كتيبة شمبات حدث مثله او اكثر منه في مواقع اخرى.
    في ضجيج المعركة والضرب المتبادل الذي استمر لاكثر من ثلاث ساعات في القصر الجمهوري حيث كان النميري واعضاء مجلس ثورته رهن الاعتقال ظن البعض ان نميري واصحابه قد لاقوا حتفهم، وانه تم القضاء على حركة 19 يوليو نهائيا، او انها تلفظ انفاسها الاخيرة فتسابق البعض ومنهم المقدم صلاح عبد العال مبروك الى الاذاعة لاعلان البيان الاول للانقلاب الجديد، وعندما كان يستعد لالقاء البيان فوجئ بدخول نميري الى مبنى الاذاعة فاسقط في يده، وراح يكيل السباب للشيوعيين ويصفهم بالغدر والخيانة والعمالة ويعلن عن عودة مايو، وان الرئيس القائد جعفر نميري سيدلي ببيان هام.
    كان المقدم صلاح عبد العال مبروك من اوائل الذين هرعوا الى القيادة العامة بعد نجاح انقلابنا للتهنئة بالانتصار واعلان الولاء لهاشم العطا والنظام الجديد والاستعداد لتقديم خدماته وبالفعل كان صلاح واحدا من اهم الضباط الكبار بالقيادة العامة اهم مواقعنا القيادية والعسكرية وفي موقع هاشم ومحجوب وود الريح وود الزين يصرف الامور ويصدر الاوامر هنا وهناك ويتحدث رسميا باسم حركة 19 يوليو وتنظيم الضباط الاحرار، ومهما نسينا فلن ننسى ان صلاح عبد العال مبروك وهو يحاول ان يبعد عن نفسه اي علاقة تربطه بحركة 19 يوليو قد غدر بالمقدم بابكر النور فقبل رئاسة محكمة ميدانية لمحاكمته واصدر حكما املاه عليه جعفر النميري فحكم على المقدم بابكر بالاعدام، والمثير للضحك والبكاء معا ان النميري قد كافا عبد العال على مايويته التي لا يتطرق اليها الشك وعلى شجاعته ونخوته ورجولته وعينه فيما بعد وزير بالحكومة، وعندما ذكر صلاح عبد العال وموقفه المشين لا بد ان نذكر ونحيي العقيد (أ.ح) تاج السر المقبول ذلك الرجل الانسان الذي ترأس اول محكمة لمحاكمة المقدم بابكر واصدر ضده حكما بالسجن لمدة عامين فلم يعجب السفاح نميري ذلك الحكم واعاد اليه الاوراق فحكم على بابكر بالسجن لمدة ست سنوات فرفض نميري الحكم الثاني وامر العقيد تاج السر بأن يصدر حكما بالاعدام فرفض بشجاعة ورجوله وقد ابى عليه ضميره ان يلطخ يديه بدماء رفيق سلاحه، وكانت نتيجة ذلك ان تم اقصاءه الجنوب ثم احالته للمعاش وتعيينه فيما بعد مديرا لمؤسسة الدولة للسينما.
    هذه في تقديري اهم الاسباب التي قادت الى الهزيمة وذلك بجانب التساهل وحسن النية الذي جعل قادتنا في القيادة العامة وسلاح المدرعات يرحبون بكل من جاءهم مهنئا مبديا رغبة في المساعدة ويضمونه الى صفوفنا وبين اولئك الكثيرون من الانتهازيين والمندسين الذين ظهرت نواياهم الخبيثة عندما بدأت بوادر الهزيمة ولقد ادركت لماذا لم يكن المقدم عثمان مرتاحا عندما جاءه البعض مهنئين عارضين خدماتهم، فكان يبعثهم الى القيادة العامة ليبت هاشم ومن معه من القادة في امرهم بالرغم من ان فيهم بعض الخيرين مثل العقيد يحي عمر قرينات والمقدم عزت فرحات.
    نواصل
                  

07-21-2006, 07:29 PM

Elmuez

تاريخ التسجيل: 06-18-2005
مجموع المشاركات: 3488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شهداء قصر الضيافة.. ضحايا الإنتهازية السياسية و التكالب علي السلطة ! (Re: Elmuez)

    كتب خالد الحاج :

    الرائد (م) عبدالعظيم سرور يواصل الكتابة لـ(الايام)

    19 يوليو .. التخطيط .. التنفيذ .. الهزيمة

    الحلقة الحادية عشر

    كلفنى عثمان بنقل بعض الرسائل الى هاشم ومحجوب في القيادة العامة وعندما دخلت مكتب هاشم وجدت المقدم صلاح عبدالعال والمقدم صلاح فرج وآخرين لا اعرفهم سألت عن الرائد هاشم والرائد محجوب فقيل لى انهما خرجا لبعض المهام وسألنى عبدالعال عن طلباتى فلم اجبه وخرجت وانا في غاية القلق والاستياء فقد كان المكتب يعج بعدد من الضباط لم اسمع بان لهم علاقة بحركتنا.
    عدت الى مكاتب الحرس وكان الغضب باديا على وبنبرة غاضبة حكيت للمقدم عثمان ما شاهدت .. حكيت له عن الموقف المنفلت ووجود عد كبير من الضباط المجهولين يديرون الامور ويتصرفون كما يريدون. قلت لعثمان ان الظروف تتطلب وجود كبار ضباطنا في ذلك المكتب باعتباره مكتب القيادة الذى ترد اليه كل المراسلات وتتم عبره كل الاتصالات، وهذا المكتب مشغول الان بضباط كبار لا علاقة لهم بحركتنا ومع كل هذه الفوضى وضعف قواتنا اتوقع ان يحدث لنا ما حدث للجنرال (او فقير) في المغرب (وكان الجنرال او فقير وزير الداخلية في المغرب قاد محاولة انقلابية منيت بالفشل واعدم مع اعوانه في تلك الايام). استشاط المقدم عثمان غضباً وعلى غير عادته خاطبنى بهياج وهو يضرب على المكتب قائلاً بانه يعلم بتفاصيل كل تلك الفوضى وانه تحدث مع هاشم والباقين كثيراً وهم الاقدم في الرتبة وهم الذين يجب ان يكونوا موجودين بمواقعهم لاتخاذ القرارات وتصريف الامور وسألنى ان كنت ارى نوعا من الفوضى او التقصير في مجال مسئوليتنا نحن كحرس جمهورى اجبت باننى لا ارى اي نوع من الفوضى او القصور في ادائنا هنا وفي كل المواقع التى تحت مسئوليتنا ولكن المسألة ليست مسألة من الذى قصر هنا او هناك اذ ان اي قصور في اي جهة من الجهات سيلحق الضرر بالجميع واخيراً فالموضوع ليس موضوع من الاقدم في الرتبة، ومن حديث عثمان الغاضب وطريقته احسست بان هناك توترا بينه وبين باقى القادة ومسائل خلافية لا يود الافصاح عنها واخيرا حاول ان يطمئننى فقال لى : لا تقلق كثيرا فسوف اتولى معالجة الامور وان على بان استعد للسفر الى الفاشر ونيالا خلال يومين.
    * الاستيلاء .. السلس :
    لم يكن الاستيلاء على المواقع المحددة حسب الخطة صعبا فقد تم كل شئ بهدوء دون اراقة دماء وبالطبع كانت مهمة الاستيلاء على القيادة العامة من اصعب المهام الا ان احكام الخطة وجرأة وشجاعة القوات المنفذة وقيادة وحنكة الرائد هاشم العطا كان لها اثرها في السيطرة السريعة على كل المواقع داخل القيادة العامة بسهولة ويسر، اما حالة العريف الذى حاول المقاومة فلا تعد شيئا يذكر بجانب توقعنا لمقاومة سلاح باكمله وهو سلاح المظلات، اما النقيب معاوية فقد واجهته مشكلة ليست سهلة ولكنه استطاع تجاوزها بهدوء وحسن تصرف، كما سبق واشرت ان بعض صف وجنود القوة المخصصة للاستيلاء على كتيبة شمبات كانوا مسلحين ببنادق ماركة 4، بعد تحرك القوة من مبانى الحرس ووصلوها شارع شمبات وعلى مسافة قريبة من موقع الكتيبة تنبه الرقيب اول محمد عثمان بان كل الجنود الذين يحملون بنادق ماركة 4 ليست لديهم ذخائر، اصيب محمد عثمان بحالة من القلق والاضطراب واسرع بعربته الى النقيب معاوية واخبره بعدم وجود ذخائر للبندقية 4، انزعج معاوية كثيراً ولكنه تمالك نفسه وسأل عن عدد الجنود الذين لا يحملون ذخائر فاخبره بان العدد يزيد على الجماعتين والجماعة تتكون من احد عشر فرداً وتكون عادة بقيادة عريف. فأمر بمواصلة السير بعد ان اوصى محمد عثمان بان يقوم الجنود بتحريك الترباس اي التعمير بدون ذخيرة وان يلقوا باسلحتهم الفارغة واخذ بنادق جنود المظلات وان يتم ذلك باقصى سرعة ولم يكن هناك تصرف غير ذلك يمكن اتخاذه والقوة قد اشرفت على معسكر شمبات.
    * الطريق .. الى المظلات :
    وصلت القوة الى مدخل الكتيبة وكان الملازم ابوبكر يقف عند المدخل فلم تعترضهم حراسة البوابة فدخلت القوة وانتشرت حول جنود المظلات الذين كانوا مستلقين في استرخاء على نمرهم على امتداد برندة العنبر والنمر مفردها نمرة وهى عبارة عن قطعة مستطيلة من مشمع عليها بطانية واحيانا وسادة يسلتقى عليها الجنود للراحة اثناء الخدمة. وكان بعضهم نائما بعد تناولهم وجبة دسمة من الفاصوليا (عمرت) قوة الحرس بنادقها المليئة والفارغة وامر معاوية جنود المظلات بترك الاسلحة على الارض والوقوف ورفع اياديهم ثم امرهم بالتحرك بعيدا عن العنبر واسرع جنود الحرس بالاستيلاء على الاسلحة وامر معاوية جنود المظلات بالجلوس على الارض ووضع اياديهم على رؤوسهم وانتشرت قوات الحرس من نواحى الكتيبة لتأمين الموقف. كانت الخطة المتفق عليها كما ذكرت انه عند وصول قواتنا الى الكتيبة تكون قوات المظلات مشغولة بفك ونظافة وتركيب اسلحتها بادعاء الملازم ابوبكر ان الاسلحة قذرة وتحتاج الى نظافة كاملة، ويبدو ان ابابكر قد اصدر تعليماته للجنود مبكراً فقام الجنود بفك الاسلحة ونظافتها وتركيبها اكثر من مرة حتى اصابه واصابهم الملل فاخلدوا للراحة والاستجمام.
    ليس لدى تفاصيل كثيرة حول ما تم في كتيبة جعفر او ما حدث في حامية بحرى حيث سلاح النقل وسلاح الاشارة او سلاح المدرعات ومصنع الذخيرة وبقية المواقع ولكن حسب علمى ان قواتنا لم تجد اي مقاومة تذكر وتم استيلاؤها على كل المواقع بسهولة وكان احد اهم الاشياء التى جعلت سيطرتنا على بعض المواقع سهلة ان جنودنا من قوات الحرس والمدرعات كانوا يقومون بحراسة تلك المواقع مثل منازل رئيس واعضاء مجلس قيادة الثورة وسلاح المدرعات والاذاعة وهكذا فقد نفذت كل المهام في اقل من ساعتين من الزمن وبقيت بعض المهام التى تم تنفيذها مؤخراً مثل اعتقال عناصر مايو من العسكريين وغيرهم.
    * ثالثاً : المعركة :
    سأتعرض في هذا الفصل لبعض تفاصيل المعارك المحدودة التى دارت يوم 22 يوليو واعتقد ان هذا الفصل سيكون احد اضعف حلقاتى بسبب اننى لم اشهد او اشارك في الاشتباكات التى جرت في اثنين من ثلاثة مواقع هما القيادة العامة وكتيبة جعفر بام درمان وكان لى شرف المشاركة في قيادة جانب من معارك القصر والحرس الجمهورى وحتى هنا فان هناك جوانبا من تلك المعارك لم اشهدها وان شهدت بعض نتائجها واعتمدت في الكتابة عنها او الاشارة اليها على ما رواه لى فيما بعد بعض الذين شاركوا فيها وينطبق ذلك على معارك القيادة العامة وكتيبة جعفر.
    في منتصف نهار 22 يوليو كانت الجماهير محتشدة في ساحة الشهداء وعلى امتداد شارع القصر في موكب مهيب تأييداً لحركة 19 يوليو والاستماع الى خطاب يلقيه الرائد هاشم العطا، وبالرغم من اننى كنت ارغب في رؤية تلك الحشود والاستماع الى خطاب الرائد هاشم، الا اننى لم استطع الذهاب لشعورى بحمى وارهاق شديدين بسبب مصل السل الذى حقنت به في اليوم السابق فقررت الذهاب الى الميس والخلود الى الراحة بعض الوقت ورحت في ثبات عميق. في حوالى الثالثة والنصف ايقظنى صوت انفجار قوى تبينت انه (دانة) مدفع فاسرعت الى مكاتب الحرس وكان الجميع في حالة من الاضطراب، وكان المقدم عثمان يجرى اتصالا هاتفيا فسألته بانزعاج شديد عما حدث فاجابنى بانه اتصل بالقيادة العامة واخبروه بان دبابة قد اطلقت نيران مدافعها على قواتنا في اللواء الاول مدرعات بالشجرة، وان قواتنا تطارد الدبابة المتمردة وان الانفجار الذى حدث قبل قليل هو دانة مدفع اطلقت على القصر لم اعرف الجهة التى تلقى منها عثمان تلك المعلومات وقد لاحظت انه كان منزعجا لعدم وجود هاشم او محجوب طلقه بمواقعهما في القيادة في مثل ذلك الوقت الحرج، وواصل عثمان اتصالاته فكانت الاخبار لا زالت تقول ان دبابة قد تمردت وان دباباتنا تطاردها وبعد اقل من ساعة دوى انفجار جديد هز ارجاء المكان وعلمنا بان دبابة اخرى اطلقت نيرانها على القصر، امرنى المقدم عثمان بان اخذ قوة لقفل شارع النيل من الناحية الشرقية والغربية وبعد ان تم ذلك عدت لاعرف ان دبابة من طراز T55 قد اقتحمت بوابة القصر الجنوبية واستقرت بحديقة القصر. اتصل عثمان بالملازم اول محمد خاطر حمودة وسأله عن الموقف فأكد خبر الدبابة واضاف بانها ركزت نيران مدافعها على القاعة التى كان بها نميرى كما اطلقت نيران رشاشها على الجنود. امر عثمان خاطر بان ينقل المعتقلون الى مبانى الحرس باسرع ما يمكن وعندما تأخر وصولهم عاود الاتصال فلم يتلق اي رد. كان عثمان قد اشرف بنفسه على توزيع الدفاعات على الجهات التى كان يتوقع منها قدوم القوات المعادية وقد شملت البوابة الجنوبية، البوابة الشرقية، البوابة الغربية وامام وحول اماكن احتجاز المعتقلين داخل القصر، في الناحية الجنوبية اتخذ من عدد من الجنود يزيدون على جماعة مشاة بقيادة ملازم دفاعاتهم امام البوابة ووقفت مدرعتا صلاح الدين على جانبيها، وفي الناحية الغربية اتخذ جماعة من المشاة بقيادة الوكيل عرف (ودالزين) مواقعها امام البوابة وكانت مدعومة بمدفع MG42 وبعض مدافع البرين، وفي داخل القصر كان الملازم اول محمد خاطر ومعه اكثر من جماعتى مشاة بقيادة الرقيب على سعيد الجضيل وكانت قواتنا قليلة جداً بسبب ان ثلث قوى الحرس كان قد سمح لها باذن لمدة ثلاث ساعات، في الناحية الغربية اقتحمت دبابتان من طراز T55 البوابة الغربية بعد ان حطمت احدهما المدرعة صلاح الدين واصابت بعض الجنود وبينهم حكمدار القوة بنيران رشاشاتها ولم يستطع الجنود المسلحين باسلحتهم العادية فعل شئ ازاء دبابتين من ذلك الطراز، وبالرغم من اصابة بعضهم ظل الجنود في مواقهم يحاولون تضميد جراحات المصابين منهم وقد تم اخلاؤهم بعد اكثر من ساعين، في داخل القصر تمترس بعض الجنود خلف سياج خرصانى يفصل بين القصر والحديقة وظلوا في اماكنهم يحاولون مع بقية الجنود داخل الحديقة صد المهاجمين الذين كانوا يحاولون الوصول الى مبانى القصر.
    لم ابق في موقعى بالبوابة الشرقية فقد امرنى المقدم عثمان بالذهاب الى القصر لاستطلاع الامر واحضار المعتقلين الى الحرس الجمهورى، اخذت بعض الجنود كى انفذ الى القصر من خلال باب صغير يؤدى الى القصر عبر الحديقة وقبل ان نتخطى الباب انطلق رشاش الدبابة التى كانت مستقرة وسط الحديقة واصيب احد الجنود فاسرعنا بنقله الى الوحدة الطبية، وعدت مع باقى الجنود لاخطار المقدم عثمان بما جرى واستحالة الذهاب الى القصر عبر الحديقة اذ ان الدبابة كانت مصوبة احد رشاشاتها على هذا المدخل الصغير الذى لا يعرفه احد غير الذين عملوا بقوات الحرس الجمهورى (وقررت ان اسلك شارع النيل لكنى فوجئت بوجود دبابتين T55 تقفان امام مدخل القصر الرئيسى، عدت مرة اخرى وابلغت عثمان واخذنا نبحث وسيلة نبعد بها الدبابات عن طريقنا الى القصر وتذكر عثمان بان هناك مدافع (اربجى ماركة 7) جديدة قد وصلت الى الحرس حديثا وبالفعل وجدنا المدافع وبرغم الجهد المضنى الذى بذلناه في الحصول على قذائف الاربجى لم نعثر على شئ منها، وساد جو من القلق والاضطراب بعد ان علمنا ان القصر محاصر بثمانى دبابات اثنتان من الناحية الشمالية امام مدخل القصر واثنتان من الناحية الغربية في الشارع الذى يفصل بين مبانى رئاسة البريد والقصر وثلاثة من الناحية الجنوبية على جانبى البوابة المطلة على ساحة القصر وتمركزت الثامنة وكانت تحت قيادة الملازم (حماد الاحيمر) وسط حديقة القصر، كانت الرشاشات والبنادق تطلق نيرانها بكثافة وبلا انقطاع وقد اطلقت على مبانى القصر اكثر من ثلاث دانات اصابت اثنتان منها القاعة التى كان يحتجز بها جعفر نميرى وكانت دبابة الحديقة لا تكف عن اطلاق النيران وقد ركزت نيرانها على (السلاح ليك) وهو المكان الذى توضع فيه الاسلحة التى تستخدمها قوات الحراسة اليومية ومخزن الاسلحة والذخائر مما ادى الى اصابة العريف عثمان الشايقى امين المخازن، في ذلك الوقت بدأ بعض الجنود الذين اذن لهم بالذهاب الى منازلهم لطمأنة اسرهم واستبدال ملابسهم في العودة ولكن عدد كبير منهم لم يحضر وذلك لتعذر ارسال العربات التى كانت ستمر على مناطق تجمع محددة لاعادتهم وذلك بسبب الحصار المضروب وانشغال الجميع بمن فيهم سائقى العربات بالدفاع.
    كان اطلاق النيران بمثل تلك الكثافة ينبئ باننا نخوض معركة حقيقية وضد عدد كبير من قوات معادية تواصل هجومها بلا انقطاع، وقد اتضح فيما بعد ان المهاجمين كانوا من جنود المظلات المسرحين وعناصر من اللواء الثانى مدرعات وعناصر من وحدات اخرى وقد استطاع بعض المهاجمين الحصول على سلاح بطريقة ما وقد تم توزيعهم على المواقع التى تحتلها قواتنا في القيادة العامة والقصر والحرس الجمهورى وكتيبة شمبات وكتيبة جعفر بام درمان. كان الموقف مثيراً للقلق والارتباك وكان علينا ان نتصرف في مثل تلك الظروف بهدوء ورباطة جأش، ولاشك ان الشعور بالخوف والاحباط كان موجوداً وفي ازدياد مستمر وقد انقطعت اتصالاتنا بهاشم وبقية القيادة وكانت محاولات عثمان في الاتصال غير مجدية وحتى الاجابات التى كان يتلقاها لم يقصد بها سوى التضليل. وبالرغم من انه كان مدركا لسوء الموقف وان قواتنا تقاتل في ظروف يائسة الا انه ظل يحث ضباطه وجنوده على الصمود والمقاومة، واخذ يتابع الاحداث في نواحى القصر المختلفة ويصدر اوامره للضباط من وقت لاخر، في ظل تلك الظروف رأيت ان الرجوع الى عثمان واستشارته فيما يجب ان افعل لم يكن منطقياً وعلى ان اتصرف واحاول معالجة الامور بطريقتى ويجب ان يتصرف كل الضباط وفق ما تمليه عليهم الظروف والمواقف وكان الموقف يحتم علينا جميعا ان ندافع حتى النهاية برغم امكاناتنا الضئيلة، ولما كانت الدبابات المحاصرة لا تزال في مواقعها والطريق الى القصر لا يزال مغلقا كان لابد من التفكير في وسيلة لايجاد منفذ الى القصر، وهدانى تفكيرى الى الاستفادة من مدرعة صلاح الدين كانت تقف امام مدخل الحرس الجمهورى ولما بحثت عن طاقمها لم اجد سوى السائق، سألته اذا كان بالامكان ايجاد بعض افراد الطاقم لمحاولة استخدام المدرعة بدون وجود حكمدار ومعمر ورامى اي وجود ثلاثة اشخاص اضافيين، وبينما كنت في حيرة من امرى وقد شل تفكيرى تماما رأيت احد الرقباء قادما نحوى من جهة البوابة الشرقية وقد عرفت انه من ضباط صف مدرعاتنا ويدعى (الغايب الياس) اخبرته عن الموقف الحرج الذى نحن فيه وانه لابد من ايجاد وسيلة لابعاد الدبابتين المتمركزتين امام القصر. قال لى ان ذلك صعب فالمدرعة صلاح الدين لا تستطيع مجابهة الدبابة T55 وذلك لان مدفع المدرعة من عيار 76 ملم بينما مدفع الدبابة من عيار 100 ملم وكذلك سمك الدرع، وبالرغم من اننى لم اكن متخصصا في المدرعات او الدبابات الا اننى كنت اعرف ان اضعف حلقات الدبابة هما الدرع والجنزير ويمكن تعطيل اي دبابة من ذلك النوع اذا تم تدمير البرج او الجنزير وقد وافقنى الرقيب الغايب فيما قلته وقرر مع السائق تشغيل المدرعة استعداداً لاشتباك غير مضمون العواقب، دار محرك المدرعة ثم تحركت قليلا للوراء ثم الى الامام واطلقت قذيفتها الاولى وكان لذلك دويا يصم الآذان ولان المسافة بين المدرعة والدبابتين قريبة لا تزيد على الخمسمائة متر فقد استطعت رؤية موقع سقوط الدانة على درع الدبابة ولم يكن ذلك مفيدا، امرت الغايب ان يرفع التنشين قليلا، وتحركت المدرعة للخلف حتى اصطدمت بعربة (زيل 66) كانت تقف قريبا مما ادى الى تهشيم جانب منها ثم تحركت للامام واطلقت قذيفتها الثانية فاصابت الدبابة في نفس الموضع ولم يكن ذلك مؤثراً.
    كنت طوال ذلك الوقت الذى كان يقوم فه الغايب بعمله البطولى المغامر اعيش حالة نفسية غريبة يصعب وصفها .. كانت حالة من القلق الشديد والاصرار على انجاز تلك مهما كان الثمن .. لم اكن خائفا او مضطربا كنت متماسكا جدا واحاول ان افكر بهدوء وكنت احس بان فشلى في انجاز تلك المهمة قد يؤدى الى الهزيمة، وحتى مع احتمال نجاح مهمتى فقد كنت احس بان الامور بشكلها التى كانت عليه لا يمكن ان تؤدى الى شئ سوى الهزيمة، ولكن التمكن من نميرى وزمرته واحضارهم الى مبانى الحرس قد يخفف من آثاره، كنت احس اننا اشبه بجنود في معركة محتدمة فقدوا الاتصال بقيادتهم ان لم يكن لتلقى الاوامر او السؤال عن كيف يكون التصرف فعلى الاقل للتآزر والاحساس بوجود القيادة. بعد ان اطلقت المدرعة دانتها الثانية واخذت تستعد لاطلاق الثالثة سمعنا هدير محركى الدبابتين اللتين استدارتا وغادرت المكان، اندهشنا لذلك كثيرأً فقد كنا نتوقع في كل لحظة ان تطلق الدبابتان او احداهما مدافعهما او على الاقل استخدام رشاشاتها الاربعة (القرينوف) وعيار 62، 7ملم، وكان ذلك بلا ادنى شك كافيا لتدميرنا تماما واشعال الحرائق في مبانى الحرس ومخازنه، خصوصا وان ذلك كان ممكنا اذ ان المسافة بين الدبابتين وبيننا قريبة وتسمح بما يسمى بالاشتباك الاعمى لقد خمنت بان الدبابتين لم تكن بهما دانات ولكنى على يقين بان رشاشاتهما لم تكن تخلو من ذخائر فقد استخدمت تلك الرشاشات لضرب وتدمير قوى الحراسة على بوابة القصر القريبة عموما لا يزال عدم استخدام الدبابتين لاسحلتهما ضدنا او ضد مدرعتنا الصغيرة التى قاتلت ببسالة لغزا محيرا حتى الان !
    نواصل
    _________________
    --------------------------------------------------------------------------------

    كتب عصمت العالم :

    اللواء خالد حسن عباس

    يرفض الحديث فى اتصال تلفونى تم مساء الثلاثاء 23 اغسطس..ذاكرا انه غير مسئول عن ما جرى...وما ترتب على مجريات الامور... بعد فشل انقلاب 19 يوليو 1971 وعودة النميرى


    فى حديث تلفونى تم بينى وبين اللواء خالد حسن عباس ..عن وقائع الاحداث التى جرت بعد فشل انقلاب 19 يوليو ورجوع النميرى..ومذبحة القصر ومن قام بها وماهو دور اللواء الثانى مدرعات فيها..وماذا عن التقرير الفنى الذى تم اخفائه عن مذبحة قصر الضيافه والاعدامات.والمحاكمات وقد شوهد ووثق بالصور وهو يستجوب المقدم بابكر النور وعبد الخالق محجوب وهو جالس امام النميرى وبابكرالنور واقفا والنميرى يستجوبه وعبد الخالق محجوب واقفا والنميرى يستجوبه ايضا.ودور المخابرات المصريه..وعن عودته هو للخرطوم وهو يقود الكتيبه السودانيه المرابطه فىالجبهه مع مساندة عسكرية مصرية أنزلت فى دنقلا استعدادا لاسقاط انقلاب 19 يوليو..
    وسالته عن اللقاء الذى تم بينه وبين الرائدفاروق حمد الله فى لندن يوم 18 يوليو 1971 وهو فى طريقه الى بلغاريا فى زيارة رسميه...ماذ ا تناول الحديث بينهما...!!

    استمع الى كل تلك الاسئلله فى أناءة وصبر..حتى اكملت...
    واجاب انه غير مسؤل عن كل ما ترتب على مجريات ردود الفعل التى ترتبت عن فشل الانقلاب وعودة النميرى...وانه ليس لديه ما يقوله ولن يتحدث..وانهى المحادثه فى حزم..رافضا الادلاء...

    لا تعليق لدى....!!

    --------------------------------------------------------------------------------________________
    --------------------------------------------------------------------------------

    كتب ميرفي :

    الرائد عبد العظيم سرور يواصل الكتابة للايام

    19 يوليو .. التخطيط .. التنفيذ .. الهزيمة ..
    الانقلابات العسكرية في السودان

    محمد محمد احمد كرار

    في كتابه "الانقلابات العسكرية في السودان" الصادر عن دار البلد بالخرطوم 1988 أورد الاستاذ محمد محمد احمد كرار الكثير من التفاصيل عن حركة 19 يوليو 1971, وبالرغم من انه كاتب سوداني عاش في مسرح الاحداث وكان بأستطاعته الحصول علي أدق المعلومات والتفاصيل الا انه لم يبذل جهدا مسئولا في البحث عن الحقائق. وفي هذا الجزء الزاخر بالتفاصيل وضح ان الكاتب قد "لملم" اي معلومات أطلع عليها او سمعها دون اهتمام بما اذا كانت تلك المعلومات صحيحة او غير ذلك, لهذا فقد جاء ذلك الجزء من كتابه مليئا بالاكاذيب والتناقضات.
    في بداية تناوله لحركة 19 يوليو, بعد عدة اعوام من قيامها نراه لا يزال مصرا علي ان تلك الحركة كانت انقلابا دبره الحزب الشيوعي السوداني فهو يقول في صفحة 49 من كتابه "...لان هذا الانقلاب ثبت بأعتراف الادلة أنه من تدبير الحزب الشيوعي السوداني...الخ" هكذا ببساطة ودون ان يقدم لنا شيئا من تلك الادلة التي أشار اليها! وأسترسل الكاتب يتحدث عن الماركسية الليننية والانقلابات العسكرية فقال: " لم يوضح الادب الماركسي اللينيني موقفا مفصلا عن الانقلابات العسكرية اذا ما توفرت ظروف الثورة الوطنية الديمقراطية عن طريق قسم مسلح للحزب الطبقي الطليعي, لكن الواقع المعاش في أكثر الدول المعاصرة أكد ان الانقلاب كان الوسيلة المستخدمة للوصول الشيوعي للسلطة. ففي افغانستان وكمبوديا ولاوس واليمن الجنوبي والسودان وبولندا ونيكاراجوا وكوبا وكثير من الدول سلك الشيوعيون هذا الطريق سواء وصلوا ام فشلوا".

    مما تقدم يتأكد لنا ان الكاتب لم يقرأ الماركسية اللينينية جيدا فنراه لا يفرق بين الانقلاب العسكري الذي عادة ما تنفذه القوات المسلحة او الجيش في بلد ما - وغالبا ما يكون ضد أنظمة ديمقراطية - والكفاح المسلح... وهو النضال الذي قوامه الجماهير المسلحة المصممة علي الاطاحة بالنظم الاستعمارية والديكتاتورية والرجعية والعميلة. وبغض النظر عن افغانستان وبولندا نراه يحاول ان يصف أروع ملاحم النضال الانساني في كوبا وكمبوديا ولاوس ونيكاراجوا واليمن الجنوبي بأنها انقلابات عسكرية!

    ومن كتابة "سنة اولي مايو " ص51 وما بعدها نقل لنا: "لكي تتضح الرؤية حول التورط الشيوعي في بركة الانقلاب العسكري, لا بد من اعطاء صورة مختصرة عن علاقة الحزب الشيوعي السوداني بالجيش أو بالأحري بتنظيم الضباط الاحرار بؤرة الانبعاث الانقلابي. بدأ الحزب عام 1957 يتجه نحو اختراق الجيش السوداني وبتكتيك متقدم صار يوزع منشورات بأسم الضباط الاحرار دون أن يكون التنظيم الوليد يعلم بهذا, وقد أستغل الحزب حصوله بطريقته الخاصة علي كشف اقدمية الضباط وأخذ يرسل اليهم المنشورات.
    بعد 1957 صار كل من العقيد "عبدالهادي" وأظنه يقصد العقيد عبدالله الهادي, المقدم حسن ادريس, الرائد مصطفي النديم, الملازم حسن مكي, الملازم محمد محجوب (شقيق عبدالخالق محجوب - سكرتير الحزب), النقيب بابكر النور سوارالدهب (كان عضوا بالحزب الشيوعي منذ المدرسة الثأنوية في حنتوب), الملازم عبدالمنعم محمد احمد, الملازم محجوب طلقة, الملازم هاشم العطا والملازم الحاردلو) ص49...ولم يكن الحاردلو ضمن تلك المجموعة اذ انه تخرج من الكلية الحربية 1968 وتم أعدامه في يوليو 1971.
    لم ينكر الحزب الشيوعي أنه عمل في أوساط الجيش فقد كانت له خلايا منظمة فيه, ولم ينكر اشتراكه في المحاولات الانقلابية الفاشلة ضد نظام الجنرال عبود:"... فقد عارضنا انقلاب نوفمبر 1958 بوصفه انقلابا رجعيا, وأيدنا وشاركنا في محاولات الانقلاب الاربع التي قام بها ضباط وجنود وطنيون لاسقاط الفريق عبود في أول مارس 1959 وفي 4 مارس 1959 وفي 22 مايو 1959" وثيقة تقييم حركة 19 يوليو ص5.
    اما توزيع المنشورات بدون علم التنظيم فذلك غير حقيقي اذ ان الضباط الشيوعيين والديمقراطيين كانوا يشكلون اساس ذلك التنظيم وكانت منشورات التنظيم تطبع بمطابع الحزب الشيوعي السرية.
    تحدث الكاتب عن تردد الحزب الشيوعي في الاشتراك في انقلاب 25 مايو 1969, وعن بداية الخلافات بين الحزب الشيوعي ونظام 25 مايو وقال: " كانت اول بادرة من النظام المايوي ضد الحزب الشيوعي هي موقف مايو من تصريح رئيس الوزراء ونائب رئيس مجلس قيادة الثورة بابكر عوض الله الذي صرح في زيارته لالمانيا الشرقية حيث قال: "أن ثورة مايو لم ولن تنجح الا في ظل تعاونها مع الشيوعيين" غضب النظام من تصريح بابكر عوض الله وكلفه ذلك منصبه الذي تولاه اللواء نميري بنفسه وأقصي بعض الوزراء ذوي التوجه الشيوعي من مجلسه وابدلهم بآخرين غير يساريين وفيهم من اهل اليمين عدد "ص50".
    وتعرض الكاتب لاسباب الانقسام في صفوف الحزب الشيوعي حينذاك ولم يخطئ كثيرا في ذكر تلك الاسباب ولكن نراه لم يفرق بين الانقساميين والقسم الاساسي في الحزب الذي رفض حل الحزب وتذويبه في نظام 25 مايو وأعتبر كل ما فعله الانقساميون مع مايو هو من فعل الحزب الشيوعي السوداني.
    أورد الكاتب رواية ملفقة حول اعتقال جعفر النميري وبعض أعضاء مجلس قيادة الثورة فقال: "فجأة يقتحم المنزل الملازم عبدالعظيم عوض سرور شاهرا سلاحه مدفع رشاش وخلفه كوكبة من الجنود المدججين بالاسلحة في حالة استعداد لاطلاق النار. تأهب ابوالقاسم محمد ابراهيم علي الفور للمقاومة ولكن نميري قال له: "تأخر الوقت قليلا..كانت اعصاب المجموعة متوترة ومتحفرة بحيث يمكنهم التصرف بأطلاق النار لاي مبادرة حماقة من المجموعة المراد اعتقالها. سأل نميري اقرب الجنود اليه :"ألم تكن في حراسة المنزل هذا الصباح؟ فرد بصورة تلقائية :"بل منذ الخامسة من مساء أمس "هنا تنبه الملازم للحوار فطلب من الجميع التحرك فورا امامهم. كان اول ما خطر لنميري ان هذا التحرك تم بواسطة الاحزاب التقليدية, ولكن الملازم عند الباب الخارجي سأل نميري: "لعلك تذكر الاساءات التي وجهتها لحزبنا؟ فسأله نميري كمن وجد ضالته: أي حزب؟ فقال الملازم:" الحزب الشيوعي" فهتف نميري علي الفور يا للحماقة" ص54".

    هذه الرواية تثير الضحك والسخرية معا..فالحقيقة الوحيدة هنا هي وجود الملازم وليس الملازم اول عبدالعظيم عوض سرور مع الملازم احمد جبارة في ذلك الوقت. الضابط الذي اقتحم المنزل هو الملازم احمد جبارة الذي كان مكلفا باعتقال جعفر النميري وقد فوجئ بوجود بعض اعضاء مجلس قيادة الثورة معه, ثم حضر بعد ذلك الملازم عبدالعظيم عوض سرور لمساعدته. اما تأهب ابي القاسم محمد ابراهيم للمقاومة ومنع نميري له وذلك الحديث الذي دار بين النميري واقرب الجنود اليه وبينه وبين الملازم فذلك منطقيا غير صحيح, فقد كان اعضاء المجلس المعتقلين في منتهي الذعر والرعب خصوصا الرائد ابوالقاسم محمد ابراهيم الذي كانت يداه المرفوعتان ترتجفان وعيناه مغرورغتين بالدموع. أما النميري فقد كان في حالة ذهول كامل وعاجز عن النطق تماما. ثم ان الوقت والموقف لم يكونا مناسبين لمثل تلك الاسئلة والاجوبة وذلك النقاش الهادي والمرتب!

    وتحت عنوان :"كيف تمت السيطرة علي اجزاء العاصمة "الحساسة" والحساسة هذه من عند الكاتب! شبه تحركات قوات 19 يوليو لاحتلال بعض المواقع الاساسية في العاصمة المثلثة بتحرك قوات 25 مايو التي كانت مرابطة بخور عمر "لاداء بعض التدريبات كستار للتحرك وتنفيذ الانقلاب فذكر: "القوى الضاربة الاساسية بجبال المرخيات والتي كمنت تحت ستار التدريب, وتحركت صوب العاصمة في الساعة الرابعة ظهرا..جزء منها احتل مدرسة المشاه بكرري وأمن جزء آخر الكلية الحربية وتوجه قسم آخر الي الاذاعة...الخ" ص54".

    بالتأكيد ان ما ذكره الكاتب لا يمت الي الحقيقة بصلة وقد أشرت في الفصل الاول من هذا الكتيب الي كيفية التحرك لتنفيذ الانقلاب وقد كانت قاعدة التجمع والانطلاق الاساسية هو رئاسة الحرس الجمهوري المجاورة للقصر الجمهوري بالخرطوم ورئاسة اللواء الاول مدرعات بالشجرة.
    ذكر الكاتب روي فؤاد مطر في كتابه الحزب الشيوعي السوداني, نحروه ام أنتحر؟) ان الكلية الحربية المصرية التي كانت ترابط بطلابها وقواتها الادارية بجبل اولياء جنوب الخرطوم بدأت بالتدخل وفي طريقها لقلب الخرطوم انضمت اليها بعض الوحدات المواليه لنميري وقد لعبت المخابرات المصرية دورا كبيرا في هذا التحرك) ص60.
    بالطبع لم يكن ما ذكره الكاتب نقلاً عن الكاتب المصري فؤاد مطر صحيحا فالكلية الحربية المصرية لم تتدخل مطلقا, ولم تكن لتقدم علي ذلك في وقت لم يكن فيه توازن القوي واضحا. أن القوات التي تحركت فعلا هي قوات اللواء الثاني مدرعات يدعمها بعض المسرحين من جنود المظلات وكما أشرت في اكثر من موقع في هذا الكثيب ان الهدف من التحرك لم يكن اعادة جعفر نميري للسلطة. ولا أعتقد ان للمخابرات المصرية دور في ذلك التحرك لكن لا يستبعد مطلقا انها كانت تخطط للتدخل.
    ومن التلفيقات التي يزخر بها الكتاب حكاية هروب جعفر النميري من المعتقل, يقول الكاتب: (..بعد ساعة عاد الهدير الذي سمعه من جديد وهو صوت مدافع ودبابات وأزيز رصاص يتداخل مع صوت جماهيري يتوالي مع ايقاع منتظم. ثم صوت جنازير الدبابات يتضح..فجأة انفتح الباب واقتحم مع انفتاح الغرفة هتاف جماهيري: عائد عائد يا نميري... وانتفض الرجل كمن به مس من الجنون وامتلا جسده بروح وعنفوان مهووس..لم يعبأ وراح مندفعا يلقي بالجنود والحراس وكل من يعترضه ارضا وازاحهم عن طريقه وعبر السور المواجه لوزارة المواصلات والبوسته وبقفزة واحدة بحائط ارتفاعه أكثر من اربعة امتار به سلك شائك قفز نميري قفزة واحدة الي الطريق العام...الخ) ص60.

    لا شك ان رواية الكاتب لحكاية "الهروب الكبير" الذي نفذه النميري يثير الضحك والسخرية ايضا, فقد وصف الكاتب نميري وكأنه قد اكتسب فجأة قوى خارقة وحقق رقما قياسيا في القفز العالي اذ قفز ما يزيد علي اربعة امتار قفزة واحدة...بالتأكيد القصة ملفقة وركيكة الصياغة ولا يصدقها احد حتي السذج. والحقيقة ان نميري الذي كان منهارا طيلة ايام اعتقاله لم يكن ليمتلك تلك القوة في ذلك الوقت... ثم ان السور الذي أشار اليه الكاتب لم يكن بذلك العلو الشاهق!
    أقدر محاولة الكاتب في بحثه عن حقيقة ما جري في بيت الضيافة ولكني أري أنه لم يبذل جهدا كافيا او مناسبا في ذلك البحث الذي بدأه باتصاله ببعض شهود العيان ويبدو انه اكتفي بما توصل اليه من افادات ترسخ اعتقاده الشخصي بأن الشيوعيين وحدهم وليس غيرهم نفذوا مجزرة بيت الضيافة. فلو أجتهد في بحثه وتحرياته وجمع أدلة موثوقة المصادر, لكان من الممكن أن يقدم لنا شيئا مفيدا ومقنعا أو اقرب الي ذلك حول حقيقة ما حدث.
    يقول الكاتب: (في يوم الخميس 22 يوليو الساعة الخامسة مساء تقريبا سمع هؤلاء المعتقلون صوت دبابة وسمعوا احدهم يقول: أضربهم كلهم ويجيب عليه شخص آخر: نعم كلهم ولا تترك احدا منهم حيا. وأشتد الضرب في الخارج ثم فجأة انهال عليهم مدفع رشاش...أغلبهم انبطح ارضا وآخرين لاذوا بحمامات الدار وغرفها. وبد قليل تكونت بركة من الدماء في وسط الحجرة التي كانت تجمعهم .. ثم هرب الجناة... ولكنهم عادوا بعد قليل وأخذوا يجهزون علي من لم يمت بأسلحتهم الشخصية . كان من ضمن الضباط العقيد سعد بحر قائد ثاني المدرعات والذي اصيب ولكنه لم يمت ولما فطن لعودة القتله رش جسده بالدمات حتي تبدو أصابته كبيره وكأنها قاتله.. ونجا من الموث ليحكي صحة مسؤولية الانقلابيين عن المذبحة ثم شاهدهم مرة اخري يهرولون خارجين.)
    ويقول كما روي العميد عبدالرؤوف عبدالرازق في رسالة الماجستير التي أعدها بمعهد الدراسات الافريقية والاسيوية ص 103 ان العميد أ.ح. عبدالقادر وأظنه يقصد محمد عبدالقادر, قد أكد في مقابلة معه يوم 31|8|1983 أنه لا صحة لما تردد بأن هناك جهة ثالثة هي التي قامت بذلك بل هم ضباط انقلاب 19 يوليو. والمذكور كان ضمن الضباط المعتقلين بمنزل الضيافة واستطاع الخروج وتمكن من السيطرة علي القيادة العامة في مساء يوم 22 يوليو 1971.)
    ويقول دار الاتهام مباشرة للمقدم عثمان حسين أبوشيبه بأنه أصدر أوامر التخلص من الضباط, كما وجه النظام الاتهام للمقدم محمد احمد الزين, وقيل انه الملازم احمد عبدالرحمن الحاردلو وقيل انه الملازم احمد جباره مختار, وقيل الرائد بشير عبدالرازق وكلهم تم اعدامهم)
    ويقول لقد أثبت التقرير الطبي الاصابات الناتجة عن رصاص من علي بعد قريب ووجد داخل اجسام الموتي رصاصات من النوع المستعمل في السلاح الشخصي لضباط الانقلاب والاسلحة الرشاشة التي عند الجيش السوداني ولم يعط التقرير اي أشارات الي ان بعض الضرب قد تم بواسطة دانات الدبابات او المدافع, كما حاول التنصل من المذبحة مدعياً بأن قوة ثالثة قتلتهم حيث كان هناك انقلاب عسكري داخل محاولة أعادة نميري للسلطة.)
    وتحت عنوان "روايات الشهود عن مذبحة بيت الضيافة يوم الخميس 22|7|1971" ذكر الكاتب نقلا عن العقيد حمدون: (ونحن في غرفتنا يوم الخميس سمعنا صوت الدبابات, كان واضحا انها دبابات اللواء الثاني, ولما اقترب الصوت قلت لهم "ديل دبابات" وفجأة انطلق الرصاص في الغرفة واول مجموعة كانت في رأس العقيد حمودي وكنا علي الارض لا نعرف من الداخل.. سمعنا صوت باب الغرفة فد فتح وكان هناك صوت طلقات متفرقة تطلق علي الجثث حتي يتأكدوا من موتهم وبعد ذلك تناهي الي اسماعنا اصوات نعرفها هي اصوات زملائنا في اللواء الثاني... وركبت دبابة وذهبت الي القيادة العامة.) ص64.
    ويروي الكاتب: (اما الملازم محمد علي كباشي الذي كان معتقلا في بيت الضيافة فيقول: "قابلت في بيت الضيافة عقيد سعد بحر وارتشي واحمد الصادق والملازم اول احمد ابراهيم والرائد سيد المبارك والنقيب سيداحمد وكثير منهم. وقد اجتمع بنا العقيد سعد بحر وقال ان اللواء الثاني غير راضي بالموضوع الحاصل وانهم مجردون من السلاح. ومتوقع اطلاق سراح بعض الضباط الصغار منا , فمن يطلق سراحه عليه الاتصال باللواء الثاني. وقد كنت اول من اطلق سراحه. واتصلت باللواء الثاني وبعض الرقباء والجنود من اللواء الثاني واخبروني انهم علي استعداد للقيام بالحركة. وفي يوم 22 يوليو وفي طريقي الي الشجرة سمعت صوت ضرب وقابلتني دبابة بها الرقيب احمد جبريل وركبت فيها وذهبت الي بيت الضافة. وجددت دبابة قد ذهبت من قبل وضربت القصر. وعندما دخلنا القصر وجدنا بعض المصابين وقد ضربهم الحرس ووجدت العقيد سعد بحر مصابا وأخذته الي الشجرة.) ص64.
    وأورد الكاتب رواية للحاج عبدالرحمن الذي قال: (كنت وأبني محتمين بمكاتب الاتحاد وأتت دبابة اتجهت شرقا في اتجاه بيت الضيافة, وانطلق الرصاص. ومن مكاني شاهدت احد الاشخاص يرتدي فنله خارجا من بيت الضيافة فحصدته الدبابه وأتي آخر وقتلته وبعد ذلك اتجهت الدبابة غربا وانا علي هذه الحاله سمعت صوت سواق تاكسي يهتف : عائد عائد يا نميري)
    وينقل لنا الكاتب رواية العقيد عثمان محمد احمد كنب قائد كتيبة جعفر بامدرمان الذي قال: (أنه اعتقل في تمام الحادية عشر ليلا يوم الانقلاب. ويقول قد تم ترحيلي بواسطة عربة كومر بالمقدمة الملازم احمد حباره وملازم آخر, وكان معي سته من العساكر شاهرين بنادقهم امامي وكانت رائحة البارود تملا المكان مما يوضح بأن هناك ضربا قد حدث... وتحت نور الكبري لاحظت سطح العربة عليه دماء. وأعتقلت في بيت الضيافة. وكان هناك المرحوم سعد بحر وارتشي وسيد المبارك وسألوني يا عثمان الحاصل شنو؟ قلت لا أعرف...الهادي المامون وفتحي ابوزيد اخبروني بأن هناك انقلاب ويظهر ان هناك ضحايا لانه يوجد دم في العربة التي أتت بي واريتهم الدم في حذائي...وفي حوالي الساعة الثانية والنصف كان هناك صوت تعمير للسلاح واحضروا للجنود جبخانة زيادة وكانت هناك حركة غير عادية.. وأخذ الجنود في الخارج ساتر دفاعي وسمعنا ضرب الرشاش في الخارج مما أدي الي تساقط زجاج الغرفة للداخل. وهنا أخذنا نتلو الشهادة ودخل احدهم الغرفة وأخذ يضرب علينا مباشرة..الخ.) ص65

    اما النقيب اسحق ابراهيم عمر فقد ذكر: (..سمعنا صوت قصف من الدبابات وعلمنا بأن المقاومة من جماعتنا باللواء الثاني. وفي هذه اللحظة فوجئنا بأحد الضباط الحراس يدخل الغرفة ويضرب علينا مجموعات من سلاحه... وكان الضرب أشد بالغرفة الثالثة.. وبعد هذا سمعت صوت دبابة تدخل بيت الضيافة وبعدها سمعت صوت يقول الله اكبر...انتصرنا.) ص67.
    ويقول الرائد عبدالقادر احمد محمد: (..وفي اليوم الثالث سمعنا اصوات ضرب عنيفة وأستبشرنا خيرا وأستمر الضرب حتي الساعة الرابعة. وفي ذلك الوقت سمعنا شخصاً بدار الضيافة يصدر أوامر للضباط باعدام جمبع المعتقلين الموجودين بدار الضيافة وفي هذه اللحظات دخل ضابط بسرعة مذهلة الي حجرتنا وبدأ في أطلاق النار من مدفع رشاش..الخ) ص67 - 68.
    تنوية: قبل ان أستطرد في الكتابة رأيت ان أوضح للقراء الكرام ان المقتطفات المتقدمة اخذت من الكتاب مباشرة ودون تصرف منا ولا علاقة لنا بكثرة الاخطاء وسوء الصياغة.‍‍
    بأختصار شديد سأحاول التعليق علي بعض ما نقله الكاتب من اقوال صدرت منه او علي لسان بعض شهود العيان الذين نقل لنا رواياتهم المتضاربة او المتناقضة. أشار الكاتب الي ان المقدم عثمان حاج حسين قد أتهم بأنه هو الذي أصدر الامر بتصفية الضباط المعتقلين جسديا. وان الاتهام قد شمل ايضا المقدم محمد احمد الزين والملازم الحاردلو والملازم احمد جباره والرائد بشير عبدالرازق..قد يكون مقبولا ان يوجه الاتهام بشأن المجزرة للمقدم عثمان بحكم انه كان قائد الحرس الجمهوري الذي كانت قوة منه تقوم بحراسة المعتقلين في بيت الضيافة, في ذلك الوقت, ولكن توجيه الاتهام للرائد محمد احمد الزين والنقيب بشير عبدالرازق فغير منطقي لان كل من ودالزين وبشير كانا لحظة وقوع ذلك الحدث بالقيادة العامة للقوات المسلحة يقودان اشتباكا ضد القوات المعادية ولم يقتربا من الحرس الجمهوري او بيت الضيافة طيلة ايام الثلاثة الي عاشها الانقلاب.

    يقول الكاتب: (أن المعتقلين قد سمعوا صوت دبابة..وان الضرب قد اشتد بالخارج وان الجناة قد هربوا ثم عادوا) ولم يشر الي اي جهة كانت تتبع تلك الدبابة, او بين من ومن اشتد الضري بالخارج. او لماذا هرب الجناة ثم عادوا لتكملة المجزرة؟‍ ان وصول دبابة الي بيت الضيافة في ذلك الوقت يؤكد ان تلك الدبابة لم تكن تتبع لقوات حركة 19 يوليو, فلقد كانت قواتنا في الحرس الجمهوري تنقصها الدبابات, وفي الوقت الذي وقعت فيه المجزرة كان كل من القصر والحرس الجمهوري محاصرين بثمان دبابات تقريبا, ثم انه لم يكن هناك ما يستدعي ارسال دبابة الي بيت الضيافة اذ كانت قوات الحراسة المكونة من (جماعة )بقيادة ملازم كافيه جدا لتغطية الحراسة والقيام بأي مهام أخري.
    من رواية العقيد حمدون يتضح ان اول ما وصل لبيت الضيافة قبل وقوع المجزرة دبابة او دبابات تابعة للواء الثاني مدرعات: (.. ونحن في غرفتنا يوم الخميس سمعنا الدبابات.. كانت واضحة انها دبابات اللواء الثاني..) ثم يقول ان الرصاص اطلق فجأة من الغرفة واول مجموعة كانت في رأس العقيد حمودي. ويقول حمدون انهم كانوا علي الارض ولا يعرفون من الدخل ولم يحدد لنا حمدون من الذي بدأ باطلاق الرصاص الذي كانت اول مجموعة منه في رأس العقيد حمودي.
    نقل لنا الكاتب رواية الملازم محمد علي كباشي وهي بعد رواية العقيد "كنب" التي سيأتي ذكرها اكثر الروايات كذبا وتلفيقا, ولا شك انه في قمة تلك الفوضي وذلك الاضطراب وحب البعض انتهاز الفرصة وادعاء البطولة يمكن نسج الكثير من القصص الخيالية الممعنة في المبالغة, لكن وبقليل من الجهد يمكن كشف ما في تلك الروايات من تناقض وكذب. ذكر الملازم كباشي وحسب رواية الكاتب, ان العقيد سعد بحر قال فيما قال انه من المتوقع اطلاق سراح بعض الضباط الصغار, وان من يطلق سراحه عليه الاتصال باللواء الثاني وانه اول من اطلق سراحه, واتصل باللواء الثاني وبعض الرقباء والجنود.. الخ. والحقيقة المؤكدة مائة بالمائة انه لم يطلق سراح احد في تلك الايام الثلاثة ولا حتي ضباط الصف ناهيك عن الضباط, فالوقت لم يكن يسمح باجراء اي تحقيقات او اطلاق سراح. ويقول كباشي ان دبابه بها الرقيب احمد حبريل قابلته وذهب بها الي بيت الضيافة ووجد ان دبابة قد ذهبت قبله وضربت القصر. الذي يهمنا هنا ان كباشي قد وجد دبابة ذهبت قبله وضربت القصر ويقصد بالقصر قصر الضيافة او بيت الضيافة ولم يشر كباشي الي اي اشتباك بين الدبابة او الدبابات المهاجمة والحراس. وحتي يثبت تلفيق هذه الروايه يحق لنا ان نسأل:
    * كيف علم سعد بحر بعدم رضاء اللواء الثاني وانه مجرد من السلاح وهو تحت حراسة مشددة جدا؟
    * متي اطلق سراح كباشي وكيف أنجز كل تلك الاتصالات باللواء الثاني وبضباط الصف والجنود؟
    حسب رواية الحاج عبدالرحمن الذي وصفه الكاتب بسكرتير اتحاد العمال السابق وعضو الحزب الشيوعي السوداني ان دبابة اتجهت شرقا في اتجاه بيت الضيافة, وانطلق الرصاص ومن مكاني شاهدت احد الاشخاص يرتدي فنله خارجا من بيت الضيافة فحصدته الدبابة وأتي آخر وقتلته وبد ذلك اتجهت الدبابة غربا..الخ) وهنا نري ايضا ان الحاج عبدالرحمن الذي كان محتميا بمباني اتحاد العمال القريب جدا من بيت الضيافة يؤكد ان دبابة قد حصدت وقتلت.
    اما رواية العقيد "كنب" وقد كانت أكثر الروايات كذبا وتلفيقا فهو
    يقول : (...وكانت رائحة البارود تملأ المكان مما يوضح ان هناك ضربا قد حدث...وتحت تور الكبري لاحظت سطح العربة وعليه دماء..) بالرغم من ان العقيد "كنب" عسكريا قديما نراه يتحدث عن رائحة بارود تملأ المكان والمعروف أن رائحة البارود لا تبقي طويلا ويمكن شمها أثناء الضرب وبعده لاقل من دقيقة ولا يمكن شم رائحة البارود بعد ذلك الا اذا وضعت فتحة الانف علي فم ماسورة ضربنار. أما الدماء التي أدعي انه رأها علي سطح العربة فهي من نسج خياله. ولكي تبقي روايته قابله للتصديق نراه قد ربط بين رائحة البارود والدماء ليخرج بنتيجة ان هناك ضربا قد تم. وكما هو معلوم ان اطلاق النار لم يتم في ذلك اليوم الا مرة واحدة وكان عبارة عن طلقة واحدة اطلقها الرائد هاشم من رشاشه علي يد احد ضباط صف سلاح المظلات عندما حاول المقاومة في القيادة العامة. اما حكاية التعمير واحضار الجبخانة منذ الساعة الثانية فهي حكاية ساذجة لانه في ذلك الوقت لم يبدأ التحرك المضاد ولم يفكر احد في تصفية احد جسديا ثم لماذا احضار المزيد من الجبخانة او الذخيرة؟ فالتحرك المضاد بدأ في حوالي الساعة الرابعة مساءا وما حدث قد تم بعد الساعة السادسة. ويقول كنب أخذ الجنود في الخارج ساترا دفاعيا وسمعنا ضرب الرشاش الخارج مما أدي الي تساقط زجاج الغرفة بالداخل) من هذا الجزء من الرواية يتضح بلا أدني شك أن قوة هاجمت بيت الضيافة مستخدمة مدفعا رشاشا ونتيجة لذلك الهجوم اتخذ الجنود ساترا دفاعيا... والدليل الاكيد أن تلك القوة المهاجمة كانت تستهدف الضباط المعتقلين وان الضرب قد ركز علي النوافذ مما أدي الس تساقط زجاج الغرفة بالداخل.
    من هذه الروايات المختلفه ورغم التلفيق والتناقض يؤكد الكاتب نفسه وتؤكد اقوال العقيد حمدون والملازم كباشي والعقيد كنب والحاج عبدالرحمن, ان دبابة واحدة علي الاقل قد هاجمت بيت الضيافة اولا وقد استخدم المهاجمون اسلحة نارية اقلها رشاشات وقد أتخذ الحراس ساترا دفاعيا لمواجهة ذلك الهجوم. وتجدر الاشارة الي ان بالدبابة رشاشان احدهما قرينوف والآخر رشاش من نفس عيار البندقية الكلاشنكوف 7.62ملم.

    Source Al-Ayaam September 5, 2005
    ----------------------------------------
    كتب عبد الله الشقليني :

    الأحباء
    مرفق ملف من ملفات التوثيق :
    اسم السفر : الجيش السوداني والسياسة
    كتاب من القطع المتوسط يحوي ( 572 ) صفحة
    المؤلف : عصام الدين ميرغني طه ( أبو غسان )
    الطبعة الأولى 2002 م القاهرة ـ مصر
    التصميم والطباعة : آفرو ونجي للتصميم والطباعة
    10 شارع الطائف ، الدقي ج .م . ع

    الرقم (2) :

    ونورد من كتاب عصام الدين ميرغني :
    ص 67 :

    نجح التنظيم العسكري في وضع خطة متكاملة لانقلاب 19 يوليو ، كانت في غاية الدقة والتخطيط السليم لمراحل تحرك القوات ، وهي خطة اتسمت بأقصى درجات السرية والأمن في ظروف معقدة وملاحقة أمنية هائلة ، كان يواجهها ذلك التنظيم من السلطة المايوية الحاكمة . وبنفس القدر حققت تلك الخطة سرعة التنفيذ الفائقة والمفاجأة القصوى .
    تكونت القوة الرئيسية التي نفذت انقلاب 19 يوليو من الوحدات العسكرية التالية :

    أ . قوات الحرس الجمهوري : وتتكون من كتيبتي مشاة ومعها سرايا مستجدين تحت التدريب تحت قيادة المقدم عثمان الحاج حسين ( أبوشيبة ) ، وبمشاركة معظم ضباط الحرس الجمهوري ، وقد انطلقت بعض وحداتها للتنفيذ من معسكر خلوي في منطقة ( فتاشة ) غربي امدرمان .

    ب . اللوء الأول مدرع من سلاح المدرعات : تحت قيادة العقيد عبد المنعم محمد أحمد ( الهاموش )

    ج . سرية دبابات ( تي 55 ) من كتيبة جعفر : وهي كتيبة دبابات يقع معسكرها في المنطقة العسكرية بأمدرمان وقاد تحركها الملازم صلاح بشير .
    د. خلايا التنظيم العسكري الشيوعي : قادها ضباط مشاركون في التنفيذ في القياداة العامة للقوات المسلحة ، سلاح المظلات ، ومجموعات صغيرة في سلاح المهندسين ومصنع الذخيرة في الشجرة .

    بدأت قوات انقلاب 19 يوليو 1971 تحركاتها في الساعة الثالثة ظهراً ، وقد تم التنفيذ في سرعة فائقة ، إذ أمكن السيطرة على المعسكرات الرئيسية التي تساند السلطة المايوية في سلاحي المدرعات والمظلات باستخدام القوات المشاركة والخلايا من داخلها ، بينما نفذت وحدات الحرس الجمهوري من معسكرها داخل القصر الجمهوري ، ووحداتها المتحركة من غرب أمدرمان ، تأمين الجسور والنقاط الحيوية في العاصمة القومية . لم تكن مهمة تطويق واعتقال الرئيس نميري وأعضاء مجلس قيادة الثورة من الصعوبة بمكان ، إذ تمت مفاجأتهم وهم يتناولون طعام الغداء بمنـزل الرئيس قرب القيادة العامة ، عندما قامت وحدة من الحرس الجمهوري تحت قيادة الملازم أحمد جبارة مختار باعتقالهم ونقلهم إلى القصر الجمهوري . أما بقية أركان النظام وقادة الوحدات العسكرية الموالية لسلطة مايو ، خاصة أعضاء ( تنظيم أحرار مايو ) فقد تم اعتقالهم خلال فترة الظهيرة بواسطة جماعات صغيرة يقودها ضباط من الحرس الجمهوري ، ونقلوا إلى منـزل الضيافة ( بيت الضيافة ) ـ في شارع الجامعة قرب القصر الجمهوري ، وفي مرحلة لاحقة حول بعضهم إلى مقر جهاز الأمن القومي .

    أحكمت حركة 19 يوليو قبضتها على العاصمة القومية والمناطق العسكرية خلال ساعات ، ولكن ظل التحرك غير معروف لجماهير الشعب السوداني لساعات أخر . ( وبدأ قادة الانقلاب يبحثون عن قيادة الحزب الشيوعي المختفين ليصيغوا لهم بيان الانقلاب الأول . وأذاع هاشم العطا البيان في التاسعة مساءً بعد ست ساعات من وقوع الانقلاب ، كان خلالها الناس يترقبون في قلق ) . ساند الحزب الشيوعي السوداني بكل قدراته وتحالفاته لتثبيت الوضع الجديد ، وقد شمل ذلك استنفار عضويته ، وإصدار البيانات ، وإظهار حجم المساندة الجماهيرية والنقابية للحركة الجديدة . في صباح 22 يوليو نظم الحزب موكباً جماهيرياً ضخماً في ساحة الشهداء امام القصر الجمهوري ، خاطبه الرائد هاشم العطا . عجت ساحة الشهداء باللا فتات الحمراء التي رفعت شعارات شيوعية صارخة ، وهتفت جماهير الحزب ( سايرين سايرين في طريق لينين ) .. أطلقت الخرطوم خلال تلك الأيام الثلاثة موجات من الذعر في دول الإقليم المجاورة ، خاصة مصر وليبيا ، وفي كل دول العالم العربي المحافظة .. بينما راقب المعسكر الغربي ـ خاصة بريطانيا المتهمة بالشأن السوداني ـ في وجل ما يحدث في الخرطوم التي انضمت بوضوح صارخ إلى معسكر اليسار والكتلة الشرقية .

    من ص 71 :عند الساعة الثالثة من بعد ظهر يوم 22 يوليو بدأ التحرك المضاد لإسقاط حركة 19 يوليو التي سيطرت على الأوضاع في السودان خلال الثلاثة أيام الماضية ، كانت خلالها العديد من القوى في الداخل والخارج تتدارس الأمر والخيارات الممكنة . ضربة البداية جاءت من بعض ضباط الصف في اللواء الثاني مدرع ، الذين تمكنوا من تحريك ثلاث دبابات من طراز ( تي 55) السوفيتية الصنع ، سبق أن سحب ضباط 19 يوليو بعض أجزائها الميكانيكية لتحييد ذلك اللواء الموالي للنظام المايوي . كان على رأس ذلك التمرد الأول الرقيب أول حماد الأحيمر ، وهو ضابط صف يمتاز بالشجاعة والمهارة في استخدام الدبابات بعد تلقيه دراسات عليا في الاتحاد السوفيتي . انطلق عشرات من ضباط الصف القاطنين في معسكر الشجرة ، ومعظمهم من سلاحي المدرعات والمظلات ، وقاموا بكسر مخازن السلاح والذخيرة وتزويد الدبابات بالذخائر . حقق تحرك ضباط الصف المفاجأة الكاملة ، وبسرعة فائقة أطلقت الدبابات النيران على معسكر اللواء الأول مدرع الموالي لـ حركة 19 يوليو ، وتم احتلاله خلال دقائق معدودة .سقط معسكر سلاح المدرعات في منطقة الشجرة بالكامل في يد قوة التحرك المضاد ، وتمكن ضباط الصف من اعتقال ضباط اللواء الأول مدرع الموالي لـ حركة 19 يوليو .

    انطلقت الدبابات الثلاث إلأى داخل الخرطوم ، وعلى ظهرها وخلفها في عربات عسكرية أخرى عشرات من ضباط الصف والجنود المسلحين في طريقهم للقيادة العامة ، و منطقة القصر الجمهوري . في منطقة القيادة العامة دارت المعركة الأولى ، وتمكنت دبابات الرقيب الإحيمر من تدمير مدرعة صلاح الدين كانت تدافع عن البوابة الرئيسية ويقودها النقيب بشير الرازق . اقتحم أيضاً بعض ضباط الصف والجنود القادمين من الخلف ، ودارت معارك متفرقة داخل منطقة القيادة العامة قتل خلالها المقدم محمد أحمد الريّح عضو المكتب القائد للتنظيم الشيوعي الذي كان مسئولاً عن تأمين سلاح المظلات ومبنى القيادة . خلال أقل من ساعة سقطت القيادة العامة للقوات المسلحة في أيدي القوات المهاجمة .

    ما حدث في منطقة القصر الجمهوري بالخرطوم ظل اللغز الكبير الذي لم تُحل طلاسمه حتى اليوم ، وسأبدأ بانطباعي الشخصي والذي يشير إلى نقطة واحدة هامة . في دلك اليوم ، الثاني والعشرين من يوليو 1971 ، كنت أعمل ضابطاً مناوباً لكتيبة احتياط القيادة العامة ، ويقع معسكرها آنذاك شمال حي العمارات ( الامتداد ) بالخرطوم ، وتجاوزنا وحدة تابعة للحرس الجمهوري. كان ذلك أول يوم عمل لي بعد عودتي من دورة مدفعية بمدينة عطبرة استمرت لأربعة أشهر . في ذلك الصباح لم يكن هنالك حديث بين ضباط تلك الوحدة سوى انقلاب 19 يوليو ، وما يمكن أن تسير إليه الأحداث بعد وضوح رفض مصر وليبيا لما حدث واحتجاز رئيس مجلس قيادة الثورة الجديد عنوة في ليبيا . كان معظم ضباط تلك الوحدة من المحترفين الذين ليست لديهم انتماءات سياسية ، ولذا فقد أحجموا جميعاً عن كشف ما بصدورهم من تأييد للسلطة الجديدة ، أو تعاطف مع نظام جعفر نميري الذي أطيح به . بعد الظهيرة كنت الضابط الوحيد في المعسكر بعد انصراف الجميع ، وتحت قيادتي قوة من الاستعداد ( للطوارئ ) لا تتجاوز الخمسين جندياً . في الساعة الثالثة ظهراً دوت القذيفة الأولي من مدفع دبابة ثقيلة في منطقة الشجرة ، وكان الدوي مهولاً وأخال أن معظم مناطق الخرطوم قد سمعته ، واستمر دوي الانفجارات في منطقة الشجرة القريبة ، ولم تكن هنالك أي معلومات عما يحدث ، وكما تقضي القواعد العسكرية فقد نشرت قوة الاستعداد في دفاع عن المنطقة حتى ينجلي الموقف . حاولت الاتصال هاتفياً بفرع العمليات الحربية لمعرفة ما يدور فلا مجيب ، ويبدو أن القتال قد انتقل إلى منطقة القيادة العامة ، إذ أفاد أحد ضباط الصف ، الذي كان في وسط الخرطوم ، أن العديد من الدبابات تنطلق من معسكر الشجرة إلى داخل الخرطوم وهي تطلق نيران رشاشاتها . عند الساعة الرابعة تلقيت اتصالاً هاتفياً من الملازم أحمد جبارة مختار ، وهو صديق منذ الدراسة الإبتدائية وأحد المشاركين في الانقلاب . طلب مني الملازم جبارة أن أرسل أحد جنودي لإحضار الضابط المناوب في سرية الحرس الجمهوري المجاورة لمعسكرنا ، والتي لا يوجد بها خط هاتف ليتحدث معه لإرسال ذخائر . كانت المفاجأة لي في عدم معرفته تفاصيل ما يحدث وهو في قيادة الحرس الجمهوري ، القوة الأساسية في انقلاب 19 يوليو . لكنه قال بوضوح تام ( إن هنالك دبابتين تطلقان النار بكثافة على منطقة القصر الجمهوري من موقعين في ساحة حديقة الشهداء المواجهة للقصر .، وقد دمرت نيرانها جزءً من السور وأجزاء من بيت الضيافة ) كان واضحاً لي أن الملازم أحمد جبارة يعرف تماماً هوية تلك الدبابات التابعة للواء الثاني مدرع ، لكنه لا يعرف من يحركها , انقطع الاتصال أثناء المحادثة ولكنه كان كافياً لأعرف أن هنالك انقلاباً مضاداً ، وأن الخرطوم قد تولت إلى ساحة معركة كبيرة .. فصوت الانفجارات وهدير الرشاشات يأتي من عدة اتجاهات .

    لقد سُقت هذه الرواية لتبيان نقطة واحدة ، وهي أن دبابات حماد الإحيمر قد استهدفت القصر الجمهوري ومنزل الضيافة الذي يقع في مواجهة مواقعها في ساحة الشهداء عند شارع الجامعة . لقد رأيت بنفسي ـ بعد يوم من وقوع تلك الأحداث ـ حجم الدمار الذي لحق بالمنطقة ، وبمنزل الضيافة الذي دُمرت واجهته تماماً .. وهذا يقودني إلى ما سمي في تاريخ انقلابات السودان بـ ( مذبحة بيت الضيافة ) . كانت سلطة انقلاب 19 يوليو تحتجز في بيت الضيافة ما يقارب الأربعين ضابطاً ، وهم من رتب مختلفة وجميعهم مصنفين كأعضاء في ( تنظيم أحرار مايو ) الموالي لسلطة مايو ، ويقوده وزير الدفاع اللواء خالد حسن عباس . بعد انحسار معركة عصر يوم 22 يوليو ، قُتل ما يقارب الثلاثين ضابطاً ،و وجرح معظم بقية المحتجزين في بيت الضيافة بعد أن أطلقت النيران بكثافة على واجهة المبنى وعبر نوافذه العديدة .

    ونواصل
    عبدالله الشقليني
    12/09/2005 م_________________
    --------------------------------------------------------------------------------

    (عدل بواسطة Elmuez on 07-21-2006, 07:58 PM)

                  

07-21-2006, 08:14 PM

Elmuez

تاريخ التسجيل: 06-18-2005
مجموع المشاركات: 3488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شهداء قصر الضيافة.. ضحايا الإنتهازية السياسية و التكالب علي السلطة ! (Re: Elmuez)

    وثائق مركز امستردام : (Internationaal Instituut Voor Sociale Geschiedenis):

    http://www.sudaneseonline.com/upload/modified/05970.jpg

    نسبة لصغر حجم الصور انصح بالضغط عليها بالماوس اليسار وسيقوم السستم بتكبير الحجم
    إن لم يكن ذلك مرضيآ أنصح بحفظ الصور في الكمبوتر ومن ثم تكبير حجمها.

    تحياتي

    خالد الحاج

    ------------------------------
    يمكن كذلك الإستعانة بال Magnifier :
    Start
    Program
    Accessories
    Accessibility
    MAGNIFIER
                  

07-21-2006, 08:37 PM

Elmuez

تاريخ التسجيل: 06-18-2005
مجموع المشاركات: 3488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شهداء قصر الضيافة.. ضحايا الإنتهازية السياسية و التكالب علي السلطة ! (Re: Elmuez)

    ابن الشرق
    Member
    الاستاذ الفاضل عبدالله الشقليني
    شدني عنوان البوست الذى يحمل عنوان ( مذبحة بيت الضيافة بين الأسطورة وأحلام العسكرومكرالسياسة ) ولعل البحث فى هذا اللغز استمر لسنوات طوال ..
    حاولت وانا ابحث داخل الوثاثق والتى قاربت الالف مستند ووثيقة تتعلق بأحداث انقلاب 19 يوليو 1971 وقد اسفرت مجهوداتي على اصدار كتاب يحمل عنوان ( 3 أيام هزت العالم )
    واعود الى عنوان الموضوع .. مذبحة بيت الضيافة ..

    كتبت فى الجزء الخاص بهذا الموضوع ..

    لقد شهدت منطقة القصر ما سمي بمذبحة بيت الضيافة حيث قامت حركة 19 يوليو (تموز) بجمع عدد كبير من قادة الأسلحة وقيادات الجيش الذين رفضوا التعاون معهم في بيت الضيافة وعددهم 38 ضابطا وفي حوالي الساعة الخامسة مساء بوم 22 يوليو (تموز) أطلقت مجمــوعة النار عليهم عبر المدخل الأمامي والنوافذ وقتل اغلبهم ..
    إن مذبحة بيت الضيافة ، مازالت وحتى يومنا هذا لغزا يصعب تفسيره بعد ان تبرا منها الحزب الشيوعي السوداني في تقريره الذي نشر في يناير ( كانون الثاني) 1996 .. جــاء في التقرير ص 62
    " القسم المنظم والفاعل في المجموعات التي قادت الانقلاب المضاد في 22 يوليو (تموز) ، كان هدفها الأول ضرب الشيوعيين، وليس إعادة نميري ومجلس مايو للحكم . وقد تجلى هذا في قصف القصر الجمهوري على الجناح الذي كان يحتجز فيه نميري ، وعلى بيت الضيافة حيث كان الضباط الموالون لنميري رهن الاعتقال . ودارت الأيام لتقود نفس المجموعات انقلاب 5 سبتمبر ( أيلول) 1975 ومعها عدد قليل جداً من الضباط – إذا استثنينا الذين ترقوا من الصــــف بعــــد 22 يوليو (تموز) 1971.. "

    - ويتفق الأستاذ محجوب عمر باشري في ذلك عما جــــــــــــاء في كتابه " إعدام شعب " ص 150
    ( .. يظن بعض الناس أن حماد أحيمر هو الذي أحبط الانقلاب ، ولكن حماد أحيمر كان متواطئا مع فريق آخر ضد هاشم العطا وأبى شيبة وجعفر نميري وزملائه .. دخل حماد أحيمر التاريخ وظن الناس أنه منقذ لثورة مايو ، ولكن هكذا أراد الله وقد لقي حماد أحيمر حتفه في انقلاب حسن حسين . )

    أما خالد حسن عباس وزير الدفاع وعضو مجلس قيادة ثورة مايو في حوار مع جريدة البيان في 6 نوفمبر (تشرين الثاني) 1999 فيقول عن الاحيمر ..
    ( .. حماد الاحيمر يعتبر من كوادر صف الضباط الذين اشتغلوا معي فترات طويلة جداً وكان معي في مدرسة المدرعات وأحد المعلمين منذ أن كان في رتبة الوكيل عريف الى ان وصل الى رتبة الرقيب داخل مدرسة المشاة ولعلمك حماد الاحيمر كان جزءا من التنظيم وكانوا على صلة بنا وكان أكثر شخص عمل في حماية الرئيس نميري ولذلك فان الرد الذي قام به باعتباره جزءا من مايو .)
    ويضيف ..
    (.. حماد الاحيمر في 1975 اشترك في حركة المقدم حسن حسين وربما هنا تغلبت عليه العنصرية أو بعض الأخطاء في القوات المسلحة في التعامل مع النـس لأن حماد الاحيمر حتى عندما التقى به أبو القاسم محمد إبراهيم, وكان حماد يسيطر على مباني الإذاعة في ذلك الصباح "5 سبتمبر (أيلول) 1975" اعتقد أبو القاسم انه جاء للدفاع عن مايو ومواجهة المجموعة الانقلابية وحاول مصافحته حتى خرج الاحيمر من دبابته ووجه بندقيته لأبي القاسم قيادة الحرس الذي كان مرافقاً لأبي القاسم بإطلاق النار عليه في تلك اللحظة عرف أبو القاسم لأول مرة أن الاحيمر مع المجموعة الانقلابية, لكن أنا شخصياً وحتى هذه اللحظة اعتقد أن حماد الاحيمر كان هناك خطأ أدى لانضمامه للجهة المناوئة . )

    وطالبت

    بإنشاء لجنة تضامنية مع اسر شهداء 19 يوليو (تموز) ، وذلك من اجل رفع دعاوى قضائية ضد الأشخاص الذين شاركوا في عمليات ضد الإنسانية من تعذيب وقتل ، والسعي لنشر التقرير القضائي الذي كتبه القاضي مولانا حسن علوب (مقيم حاليا بدولة الإمارات) حول مذبحة بيت الضيافة والذي لم تنشره حكومة نميري وقتها لأسباب مجهولة ..
    - وأدعو إلى تكوين لجنة قانونية للبحث في مسألة رفع دعوى قضائية للتعويض فيما يتعلق بحادثة اختطاف طائرة الـ BOAC أســـــــــوه بما تم من تعويضــــــــــــــات في حادثة لوكربي والطائرة الفرنسية "UTA" ..

    طارق أحمد ابوبكر
    --------------------------------------------------------------------------------
    الاخوة الاحرار
    شكرا لكم لهذا الترحيب وارجو ان اكون عند حسن ظن الجميع ..
    لقد قرأت كل ماكتب وحقيقة ورغم انني كنت ضمن افراد اسرة عسكرية تعلمت منها الكثير ..
    لقد كنت دائما اراقب ما كان يكتب ويقال من افادات لتلك الاحداث الدامية التى خلفت جرحا غائرا فى القلب السودان .. مات خيرة رجال السودان وتكالبت القوى الدولية عليه ليكون تابعا لا يملك قرار نفسه ..
    واعود الى احدث 19 يوليو ..
    كنت اشعر ان هنالك حقائق لم تكتمل بعد ان اصدرت الطبعة الاولى ..
    وقررت وانا في زيارة الى القاهرة ان التقي بالصحفي المصرى المعروف أحمد حمروش .. وفعلا تم لقائي به وكان فى ذهني ان اسئلة عدة اسئلة واهمها ماذا دار بينك وبين عبد الخالق وبابكر النور عندما وصلت الى الخرطوم ..
    ولاول مره اكتب جزءا عما قاله والذى سوف يكون ضمن الطبعة الثانية من كتاب 3 أيام هزت العالم ..
    قال أحمد حمروش ..
    في ليلة 19 يوليو ( آيار )1971 كنت أتناول العشاء في دار الصديق المرحوم أمين الشبلي في دار كان يسكنها قريبة من نادى الصيد ويطلق عيها اسم (فيلا مايو) . . عندما أذيع أن انقلابا وقع في السودان تحت قيادة الرائد هاشم العطا ومعه بابكـــر النور وفاروق عثمان حمد الله من مجلس قيادة حركة 25 مايو ( آيار ) إلى جانب أعضاء جدد .
    تدبرت الأمر مع أمين الشبلي .. ورأينا أنه من الواجب أن نبلغ رئيس الجمهورية بذلك ، حرصا على علاقات الصداقة بين مصر والسودان .
    لم يكن هناك مسئول اتصل به ليبلغ رئيس الجمهورية . . فجميع من أعرف كانوا خلف السجون .
    وطلبت نمرة سامي شرف القديمة ، ورد علي صوت ذكرت له اسمي، ووجدته يعرفني ، وان اسمه الدكتور العمرى أبلغته بما سمعت عن أنباء الانقلاب وطلبت منه أن يبلغ رئيس الجمهورية بذلك.
    وعندما وصلت منزلي بعد منتصف الليل أبلغتني ابنتي التي لم تنم انتظارا لعودتي بأن أنور السادات قد اتصل بي ثلاث مرات وترك نمرة تلفون ، طلبتها فجاء رده من مرسى مطروح . . وسألني عما أعرفه عن الحركة العسكرية في السودان .. أبلغته أنني أعرف هاشم العطا معرفة شخصية وأنني أثق في وطنيته وحرصه على وجود علاقات طيبة بين مصر والسودان ، وهنا سألني الرئيس السادات ولم أكن قد التقيت به منذ عين رئيسا للجمهورية ، عما إذا كان ممكنا لي السفر إلى الخرطوم لأن الأخوة في ليبيا وسوريا تساورهم المخاوف من ناحية الحركة العسكرية في السودان ــ على حد تعبيره ــ وأنهم يضغطون عليه .
    ولما أبديت له استعدادي للسفر أبلغني بأن اللواء أحمد إسماعيل مدير المخابرات العامة سوف يتصل بى لأخذ الإجراءات الضرورية للسفر _ وأحمد إسماعيل كان مدرسا لي في كلية أركان الحرب ــ وانتهت المكالمة حوالي الساعة الواحدة والنصف صباحا دون أن أى توجبيه مطلقا ودون ذكر لاسم جعفر نميري .
    وبعد دقائق اتصل بي أحمد إسماعيل وأبلغني أنهم في سيل أعداد طائرة حربية خاصة للسفر إلى السودان . وبعد دقائق اتصل بي عبد القادر حاتم وابلغني أن الرئيس أنور السادات يطلب ان يسافر معي أحمد فؤاد، زميلي السابق في رحلة السودان لمقابلة قادة حركة 25 مايو ( آيار ) 1969 ، ورحبت بذلك .
    وبعد فترة بسيطة اتصل بي اللواء أحمد إسماعيل وابلغني أن السلطات في السودان رفضت التصريح بهبوط طائرة مصرية في الخرطوم . . فطلبت منه أن يبلغهم بأنني سوف أكون في الطائرة .. وانتظرت الرد ..
    وبعد نصف ساعة لتصل بي أحمد إسماعيل ، وأبلغني أن سلطات السودان قد صرحت للطائرة بالهبوط وأن الطائرة جاهزة في مطار الماظة الحربي . . وأن على التوجه إلى هناك .
    لم يعرف النوم طريقه إلى جفونى . . فقد اختلطت الأفكار في رأسي مع رنين التليفون الذي لم ينقطع .
    أي فارق بين هذه المأمورية التي يكلفني بها أنور السادات . . والمأمورية السابقة التي كلفني بها جمال عبد الناصر.

    وتستمر شهادة احمد حمروش .. شعرت يومها ان هنالك الكثير من الحقائق تحتاج الى البحث ومنها
    دور مصر العسكرى حيث كانت الكلية الحربية المصرية بمنطقة جبل اولياء مركزا للعمليات العسكرية التى لم يعلم حتي الان اى سوداني عنها ..
    ولقد التقيت باحد الضباط المصريين الذى الح على عدم ذكر اسمه والذى ذكر انه اشتراك مع قوات خاصة وصلت الى مقربة من القصر الجمهوري وكانوا على حسب قوله يحملون علم الاتحاد السوفيتي للتمويه ..

    ان حادثة مذبحة بيت الضيافة كانت نتاج مجموعة انقلابات عسكرية وتصفية .. لا ندري من ضد من ؟؟ تلك اللحظات كانت تحمل معها الكثير من الاسرار ولعل شهادة بعض الشهود قد يكون فيها جزءا من الحقيقة ..

    ولعل اطلب منكم ان يكون فتح ملف 19 يوليو هو محاولة لرد الاعتبار للذين اخذوا ظلما ..
    نريد ان نعرف اماكن من تم اعدامهم .. نريد ان بستلم ذويهم وصاياتهم واشياءهم الخاصة التى تركوها لاسرهم ..
    نريد لاسر الشهداء رفع قضايا ضد من ارتكب وشارك فى عمليات ضد الانسانية من تعذيب وقتل ..
    واخيرا نريد للقاضي مولانا حسن علوب ان ينشر التقرير الذى اعده حول مذبحة بيت الضيافة ..

    ابن الشرق
    طارق أحمد ابوبكر
    -------------------------------------------------------------------------------
    الاخ عبد الله الشقلينى طاب مساؤك
    فى ذلك الزمان كنت اسكن بميز الهبوب مباشرة خلف دار الضيافة وبجوار نادى الضباط الحيطة بالحيطة كما يقولون
    يوم 19 يوليو وبعد عمودتى من العمل فتحت التلفزيون وكان المذيع يردد انتظروا بيانا هاما من الرايد هاشم العطا
    فى حوالى الخامسة مساء وقفت امام المسكن سيارة جيب عسكرية خرج منها هاشم العطا وكان يبحث عن غاذي سليمان لكى يدله على مكان التجانى الطيب
    غاذى سليمان لم يكن موجودا فى المكان ولا ادرى ان كان يسكن هناك او يتردد على بعض الاصدقاء
    المهم ان بيان هاشم العطا تمت اذاعته فى العاشرة مساء كما تعلم
    هل من المعقول اذا كان هناك تنسيق بين العسكريين والحزب ان تحدث مثل هذه البلبلة فى كتابة البيان الاول000
    اعود الى يوم 22 يوليو وبعد كل الذى جرى فى ساحة القصر رجعنا وبعض الاصدقاء الى الميز وفى حوالى الرابعة عصرا او اكثر سمعنا اطلاقات مدافع الدبابات من جهة شارع الجامعة و دار الضيافة فقررنا الانتقال لغرفة داخلية قد توفر لنا حماية اكثر حيث ان اطلاق النار من جميع انواع الاسلحة قد اشتد
    ونحن فى حالتنا تلك اذ بمجموعة من الجنود تقتحم المنزل رموا اسلحتهم و ملابسهم العسكرية فى وسط الغرفة وارتدوا ما توفر لهم من ملابسى وتسللوا
    اما نحن فتركنا المنزل واتجهنا نحو الباخرة ابردين لنقضى تلك الساعات التى غيرت مسار البلد
    10 3 006
    الاخ خالد
    شكرا على المعلومات المثيرة و مصدر الاثارة ان هؤلاء الضباط كانوا يتعاملون مع اكبر قضايا الشعب بروح من المغامرة غير محسوبة العواقب مع احتقار تام لدور الجماهير و عدم اكتراث لتجاربها الغنية فى دحر الانظمة الشمولية0
    وروح المغامرة و الارتجال هذه تذكرنى بما حدث فى19يوليو 1971
    حينها كنت اسكن بميز الهبوب الذي كان يجاور بيت الضيافة و نادى الضباط بالخرطوم0 في ذلك اليوم و بعد عودتى من العمل سمعت راديو امدرمان يردد بان هناك بيان هام من االرايد هاشم العطا0
    ونحن فى انتظار البيان و فى حوالى الرابعة عصرا اذ بسيارة عسكرية تتوقف امام الدار ليخرج منها الرايد هاشم بشخصه مستقصيا عن غاذى سليمان لكى يدله علي مكان الاستاذ التجاني الطيب0 و قد فسر البعض بان الامر يتعلق بالبيان الاول و من المعلوم ان البيان الاول تمت اذاعته في العاشرة مساء0
    عاشت حركة 19 يوليو حتي 22 يوليو في ذلك اليوم عدنا و بعض الاصدقاء من ميدان القصر محبطين بعد ان سمعنا باعتقال فاروق عثمان حمدالله وبابكرالنور في ليبيا0
    عدنا لميز الهبوب وفي حوالي الرابعة ظهرا سمعنا هدير الدبابت واطلاقاتها حول بيت الضيافة من جهة شارع الجامعة0
    و نحن في هذه الحالة المحبطة اذ بباب الدار يدفع وتدخل علينا مجموعة من الجنود بكامل عتادهم0000حالتهم مزرية000جعلوا يخلعون ملابسهم العسكرية و يرمون بسلاحهم على الطاولة و يبحثون عن ملابس مدنية000000لم اتمالك نفسي00فقلت00لماذا تهربون00و كانت حماقة تلافاها اخي بسرعة فسحبني و فتح لهم الدولاب
    Hassan Farah
    -------------------------------------------------

    (عدل بواسطة Elmuez on 07-21-2006, 08:53 PM)

                  

07-21-2006, 09:14 PM

Elmuez

تاريخ التسجيل: 06-18-2005
مجموع المشاركات: 3488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شهداء قصر الضيافة.. ضحايا الإنتهازية السياسية و التكالب علي السلطة ! (Re: Elmuez)

    و أخيـــــــــــــــرا..
    مساهمة من داخل سودانيز أون لاين.. بوست للأخ Osman Malik
    بعنوان: أسرار 19 يوليو على لسان منفذيها(1)
    نعود بعده لإبداء الملاحظات و تكوين الرأي !
    أرجو الإسهـام بقدر المستطـاع !
    تحياتي لكل من أجهد نفسه بالقراءة..

    19-07-2006, 07:52 ص

    Osman Malik

    http://www.alsudani.info/

    الذكرى الخامسة والثلاثون لانقلاب التاسع عشر من يوليو لعام 1971م.. لا تمر هذه الذكرى وإلا فتحت مزيداً من التساؤلات لكشف غموض تلك المحاولة الانقلابية.. وهل للحزب الشيوعي السوداني، وتحديداً سكرتيره العام عبدالخالق محجوب، دور في ذلك الانقلاب.. وتعزز ذاك الغموض بعد العبارة البليغة التي اطلقها احد قادة الحزب الشيوعي السوداني عن 19 يوليو (إنها تهمة لا ننكرها وشرف لا ندعيه). (السوداني) سعت جاهدة للقاء الضباط الذين نفذوا تلك العملية لتفتح مجدداً ملف التاسع عشر من يوليو!!

    إعداد: الفاتح عباس

    ملازم الصافي: لا أحد يستطيع إنكار دور الحزب الشيوعي في الانقلاب

    موعد التحرك كان مقترحاً في عام 1972ولكن!!

    كل العملية تمت بخمس دبابات فقط!!

    العام الماضي وفي ذات الايام التي تصادف ذكرى انقلاب 19/7/1971م اتصلنا بالاستاذ محمد إبراهيم نقد سكرتير الحزب الشيوعي السوداني طالبين منه إجراء حوار بمناسبة ذكرى انقلاب 19يوليو.. فكان رده: لقد قال الحزب الشيوعي السوداني كل ما يمكن أن يقال عن 19يوليو واذا اردت الجديد فاسأل العسكر الذي نفذوا تلك العملية وقاموا بها.

    (السوداني) سألت عن الضباط الذين شاركوا في تنفيذ عملية 19يوليو والتقت بالملازم عبدالله إبراهيم الصافي وسألته عن حكاية 19 يوليو فقال:

    تنظيم الضباط الأحرار كان يجمع بين الشيوعين والديمقراطيين والقوميين والوطنيين وعندما تم تنفيذ انقلاب (مايو) رأى البعض منا بأن الذين قاموا بهذا الانقلاب ليسوا على المستوى المطلوب من حيث الكفاءة والوطنية فحدث تذمر وسط مجموعة من الضباط الاحرار، خاصة بعد ترقية الرائد خالد حسن عباس من رتبة الرائد إلى رتبة اللواء وتوليه مهام وزارة الدفاع.. فتولد شعور عام بأن (مايو) (انتكست) بالجيش السوداني بتخطي الرتب العسكرية إضافة إلى تخليها عن شعاراتها الوطنية التي رفعتها في صبيحة الخامس والعشرين من مايو

    تصحيح مسار مايو

    بدأنا في العمل لتصحيح مسار مايو ولا أحد يستطيع إنكار دور الحزب الشيوعي في التحضير والإعداد لحركة يوليو.. فقد بدأ ذلك الاعداد عقب قرارات 16نوفمبر 1970م التي توعد فيها نميري بمطاردة الشيوعيين وقام بفصل بابكر النور، فاروق حمد الله وهاشم العطا من مجلس قيادة الثورة.. وتلاحقت الاحداث بعد ذلك حتى تم اعتقال عبدالخالق محجوب ومن ثم هروبه في 26/6/1971م وللحقيقة والتاريخ فالعسكر لم يقوموا طوال تأريخهم بعملية عسكرية إلا وكانت وراء تلك العملية قوى سياسية معينة، بدءاً من انقلاب عبود 1958م ونهاية بانقلاب30 يونيو 1989م.

    الجانب العسكري لحركة 19يوليو كان يرى بأن تتم في عام 1972م لاسباب عسكرية بحتة، اهمها ان اللواء الاول ـ منفذ يوليو ـ كانت القوى الضاربة له تعتمد على المدرعات البريطانية ـ صلاح الدين ـ والتي تفتقد إلى كثافة النيران، في المقابل اللواء الثاني الذي قام بتنفيذ 25 مايو يعتمد على دبابات(T55) ذات النيران الكثيفة.. وقد حددنا عام 1972م للقيام بالثورة التصحيحة لان قيادة القوات المسلحة خططت لتزويد هذا اللواء بمدرعات ذات نيران كثيفة.

    التحرك في 19 يوليو

    حوالي الساعة الواحدة من بعد ظهر 19 يوليو قمت بمقابلة قائد مدرسة المدرعات وأستأذنته في تحريك بعض الجنود لاستلام دبابات من (سرية الشرقية) بقيادة الملازم التجاني شريف.. وفعلاً تم استلام تلك الدبابات وكان عددها (خمس) وبعد الانتهاء من عملية التسليم والتسلم حضر الرقيب أول صالح محمود واخبرني بأنه يريد اللحاق بعربات الترحيل ـ كان هو المشرف على العملية ـ بعد الساعة الثالثة كنا خمسة ضباط بسلاح المدرعات بالشجرة وهم: النقيب عباس عبدالرحيم الاحمدي، النقيب عبدالرحمن مصطفى خليل، ملازم أول هاشم مبارك، ملازم عمر وقيع الله، ملازم عبدالله إبراهيم الصافي.. هذه هي المجموعة الاساسية من الضباط التي قامت بحركة 19 يوليو. في تمام الساعة الثالثة والربع، قمت باعطاء الأوامر (بتشغيل) محركات الدبابات وجمعت العساكر واعطيتهم (تنويراً) عن العملية في هذه الاثناء حضر الشهيد العقيد عبدالمنعم محمد أحمد (الهاموش) وأعطاني الضوء الاخضر بالتحرك.. هنا أقول ملاحظة وهي: في العرف العسكري بمجرد (تدوير) تشغيل (الدبابات يعني نجاح الانقلاب بنسبة 50%!! امرت الرقيب صالح محمود ان يكون على أهبة الاستعداد وذهبت مع النقيب عباس الاحمدي إلى رئاسة اللواء وكسرنا مخزن الذخيرة والسلاح، وامرت الجنود بحمل السلاح واعتلاء عربة نقل عسكرية، اما العربة الاخرى الكبيرة فكان بها الملازم عبدالرحمن حامد والملازم عثمان حسن يوسف وتحركت نحو منازل الضباط الذين يحسبون على (ثورة مايو) وهم الرائد عبدالعظيم محجوب والرائد معتصم بشير، الرائد عبدالصادق حسين عبدالصادق، والملازم عمر عجيب.. اخذنا هؤلاء الضباط إلى رئاسة اللواء الاول ولم نكن نعلم بأنه سوف يتم ترحيلهم لاحقاً إلى قصر الضيافة حيث استشهدوا هناك.

    الملازم اول هاشم مبارك تحرك بثلاث دبابات وانا تحركت باثنتين بعد خروجي مباشرة من معسكر الشجرة قابلت الرائد عبد القادر احمد محمد وهو الضابط العظيم لمنطقة الخرطوم في ذلك اليوم فسألني عن هوية هذا التحرك؟! فهو ضابط مصادم ومايوي فأجبته بأن هناك إشارة تسمح بهذا التحرك.. شعرت بعدم تصديقه لهذه الرواية، وعلى كل عندما وصل المعسكر تم اعتقاله! قمت بتأمين وحراسة كبري أم درمان بالدبابتين ـ واحدة عند كل مدخل ـ حوالي الساعة الرابعة بعد الظهر جاء الملازم إبراهيم عبدالله أبوقرون وكان بسلاح الاستخبارات العسكرية فسألني عن الحاصل فأجبته (يا دفعة امشي البيت وما تطلع!!) وبعد ذلك جاء الملازم الرشيد حمزة المرضي وفي نفس اللحظة وصل عضو مجلس الثورة الشهيد الرائد محمد احمد الزين واقترحت عليه تكليف الملازم الرشيد ببعض المهام.. حوالي الساعة الخامسة جاء النقيب عزالدين هريدي وسألني عن الحاصل؟!

    فأخبرته: هذه حركة تصحيحية لثورة مايو.. وكان شاهد الاتهام الوحيد في محاكمتي!!

    حوالي الساعة الحادية عشرة مساء جاء الشهيد النقيب بشير عبدالرازق ومعه النقيب محيي الدين ساتي وقالا بأننا (نسينا) قاعدة وادي سيدنا الجوية والكلية الحربية.. وقاعدة وادي سيدنا بها كتيبة مدرعات تمت ترقيتهم لمشاركتهم في تنفيذ انقلاب مايو.. تحركنا بدبابة وبالقرب من جامع الخليفة صدمت دبابتنا أحد بصات مواصلات العاصمة فقام بشير ومحيي الدين باخذ المصابين إلى السلاح الطبي.. اما ان فقد واصلت السير حتى وادي سيدنا ودخلت على الملازم (تبن) ودخلنا في (ونسة) عادية حتى وصل النقيب بشير وقام بمخاطبة جنود القاعدة الجوية وأغلق (الممر)(Run way) بعد ذلك تحركنا نحو الكلية الحربية وكانت بها الدفعة (24)ـ أي دفعة (700) ـ طلبنا من الضباط والمعلمين جمع الطلاب وقام بهذه المهمة النقيب محمد عبدالقادر والنقيب عبدالوهاب حسن حسين وآخرون وتحدثنا إليهم عن أهداف حركة 19 يوليو.. بعدها طلب مني النقيب بشير مقابلة قائد الكلية العميد نور الدين مبارك لدعوته لاجتماع مع الرائد هاشم العطا بالقيادة العامة صباح العشرين من يوليو..

    ـ كيف سارت الاحدث بعد ذلك؟!

    في يومي عشرين وواحد وعشرين من يوليو كانت الامور تسير بصورة عادية، لكن كنا نشعر بتذمر وسط الجنود خاصة وسط جنود سلاح المظلات والمدرعات الذين نفذوا انقلاب مايو.. والخطأ الكبير الذي وقع فيه العقيد (الهاموش) هو مخاطبته لكبار الضباط ومطالبتهم بمواصلة العمل بصورة طبيعية ـ كانوا ضباطاً في رتب عليا ـ وبذلك أصبحوا هم الذين يديرون العملية.. الخطأ الثاني اجتماع (الهاموش) بأفراد اللواء الاول مدرعات بعد ان قمنا باعتقالهم فأطلق سراحهم وامر بصرف السلاح لهم!!.. وكانوا السبب الرئيسي في عودة نميري!!

    ملازم سرور: المقدم عثمان أبوشيبة أخبرني بساعة الصفر

    هاشم العطا سمح لكل من (هب ودب) بالانضمام إلينا!

    (الأحيمر) دخل بالدبابة إلى حديقة القصر الجمهوري!

    ـ ملازم عبدالعظيم عوض سرور:

    حضرت من (جبيت) للخرطوم بعد انتهاء (كورس) قادة فصائل وكنت أعلم مسبقاً ان هناك انقلاباً سوف يتم في شهر يوليو حتى قبل ذهابي إلى (جبيت) وعند مقابلتي المقدم عثمان حاج حسين أبوشيبة العضو القيادي في تنظيم الضباط الشيوعيين والضباط الاحرار اكد لي بأن الانقلاب سوف يتم خلال الأيام القليلة القادمة وكان من المقرر عقد (قراني) على خطيبتي (سلمى) في شهر يوليو إلا ان المقدم عثمان طلب مني تأجيل الزواج وقال لي بالحرف الواحد (خلينا نخلص العرس الأكبر!).. كان من المفترض ان يتم الانقلاب في يوم 14/7 وتأجل بسبب قدوم وحدات من الاقاليم للخرطوم وحدد له يوم 17/7 وتأجل كذلك لاحدث وقعت بجامعة الخرطوم ادت إلى اشتباكات بين قوات الامن والطلاب دخل بعدها ابو القاسم محمد إبراهيم حرم الجامعة على ظهر دبابة.. واخيراً تحدد يوم 19 يوليو.. ونفذ الانقلاب في تمام الساعة الثالثة والدقيقة الخامسة والاربعين بعد الظهر. اليوم الاول مر بسلام، حيث تمت فيه الاعتقالات واحتلال كل المواقع العسكرية بالعاصمة، تم ذلك خلال ساعتين فقط وهذا يعتبر اسرع انقلاب في تاريخ الانقلابات العسكرية في العالم!

    ـ خطة وتنفيذ حركة 19 يوليو:

    ضابط برتبة اعلى هو الرائد هاشم العطا ومعه النقيب بشير عبدالرازق احتلا القيادة العامة، ملازم احمد جبارة مختار: اعتقال جعفر نميري، عبدالعظيم عوض سرور: اعتقال الرائد ابوالقاسم محمد إبراهيم، ملازم مدني على مدني: اعتقال الرائد مأمون عوض ابوزيد، الملازم على زروق: اعتقال الرائد ابوالقاسم هاشم، الملازم فيصل: مهمة الاتصالات.

    الرائد مبارك فريجون والملازم صلاح بشير الاستيلاء على (كتيبة جعفر) بام درمان، ملازم هاشم مبارك والملازم احمد الحسين الاستيلاء على الإذاعة، النقيب معاوية عبدالحي الاستيلاء على كتيبة المظلات بشمبات تم تنفيذ الخطة بنسبة نجاح 100% واصيب خلال هذه العملية جندي واحد بجرح في يده بالقيادة العامة حاول المقاومة!

    لاحظنا منذ الساعات الأولى بعد تنفيذ الانقلاب (التساهل) و(التراخي).. او القوات غير كافية لتغطية كل المواقع الاستراتيجية.. الرائد الشهيد هاشم العطا سمح لكل من (هب ودب) بالانضمام الينا واندس الكثيرون وسطنا، كذلك العقيد عبدالمنعم محمد احمد الملقب بـ(الهاموش) بدليل إعادته للخدمة كل اللواء الثاني مدرعات وهو لواء معادي للواء الأول.. فهل يعقل ان تعتقل لواءً كاملاً ثم تعيده للخدمة بكامل سلاحه؟! المقدم عثمان حاج حسين كان صارماً جداً وغضب من إعادة اللواء الثان، كما غضب لوجود حالة من (الهرج والمرج) داخل القيادة العامة تسبب في إشكالات بينه وبين الرائد هاشم العطا والعقيد عبدالمنعم (الهاموش).

    اليوم الثاني كانت الامور تسير بصورة عادية لكن كنا نشعر بالفوضى والاهمال من قيادة انقلاب 19 يوليو.

    ـ اليوم الثالث.. يوم العودة لنميري:

    في نفس توقيت تحركنا ـ الثالثة والدقيقة 45ـ انطلقت دبابات من الشجرة واتجهت نحو القيادة العامة والقصر الجمهوري والإذاعة، قامت احدى هذه الدبابات بإطلاق قذيفة نحو القصر اتجهت نحو (الغرفة) التي كان (نميري) محتجزاً فيها.. وكنا نسأل ناس سلاح المدرعات الحاصل شنو؟!

    وكانوا يجيبون بأن دبابة واحدة قد تمردت وانطلقت دباباتنا في اثرها بينما كنا في الواقع محاصرين بثماني دبابات بالقصر الجمهوري وحده، قاد الهجوم على القيادة العامة والقصر الجمهوري والإذاعة الجنود الذين تم تسريحهم من سلاح المدرعات والمظلات وانضم إليهم آخرون.. دارت معارك في كل الموقع وقد شهدت جانبا من معارك القصر الجمهوري.. وقد فقدنا العريف عثمان الشايقي من سلاح الذخيرة والعريف ود الزين ورقيباً آخر لا أذكر اسمه.

    الهجوم كان من البوابة الجنوبية للقصر واستطاعت احدى الدبابات الدخول إلى حدائق القصر بقيادة (حامد الأحيمر) وبدأت بالضرب الكثيف بين القصر ومباني الحرس الجمهوري مما اعاق الاتصال بجنود الحرس الجمهوري وعدم وصولنا إلى المعتقلين من قيادة مايو ماعدا خالد حسن عباس الذي كان خارج السودان، لقد قمنا باعتقال بعض المدنيين، منهم معاوية سورج وفاروق ابوعيسى، لانهم قادا الانقسام داخل الحزب الشيوعي السوداني واعلنوا كامل الولاء لمايو!!.

    عند شعوري بأن المعركة خاسرة قمت بتسريح الجنود وكان عددهم حوالي 30 ـ يعني فصيلة ـ وجلست على كورنيش النيل قبالة القصر الجمهوري من ثم تم اعتقالي!! داخل معسكر الشجرة شهدت اعدام العقيد (الهاموش).. في التحقيق المبدئي ذكرت بان وجودي بالقصر كان بالصدفة لأنني كنت انتمي للحرس الجمهوري وبعد كورس القادة بجبيت سوف التحق بحامية واو.. لكن اعتقلت بعد ساعات بعد ان تعرف علي احد الضباط المعتقلين ببيت الضيافة وكان اسمه الملازم سيف الدين (حطب)..

    رأي الحزب الشيوعي في الإنقلاب:

    اصدرت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني في يوم الجمعة الموافق السابع من يوليو لعام 1988م بياناً قيمت فيه احداث التاسع عشر من يوليو لعام 1971م جاء فيه:

    كان وقوع الانقلاب ذلك اليوم مفاجأة لكل الحزب بما في ذلك عبدالخالق محجوب واعضاء المكتب السياسي والامانة العامة واللجنة المركزية وحتى بعض العسكريين من اعضاء التنظيم وقادته.. وكان جدول اعمال عبدالخالق محجوب لذلك اليوم يشتمل على الآتي: لقاء مع هاشم العطا في الساعة التاسعة صباحاً لمعرفة وجهة نظر العسكريين في ملاحظات ومناقشات المكتب ومن ثم دعوة المكتب السياسي للاجتماع خلال ثلاثة ايام. كان عبدالخالق في انتظار هاشم العطا بعد ذلك اللقاء مباشرة لمناقشته كي يمارس مزيداً من الضغط على العسكريين لتأجيل تحركهم، كان عبدالخالق ينتظر موعداً للقاء التجاني الطيب والجزولي وشكاك وتحديد موعد ثان مع الشفيع للتشاور حول ما توصل إليه المكتب ورأي العسكريون والتحضير لاجتماع اللجنة المركزية.. كان لاعضاء المكتب السياسي الآخرين مواعيدهم السابقة للاجتماعات واللقاءات في جهات العمل المختلفة.. اتضح في ما بعد ان هاشم العطا قد ذهب قبل التحرك لاتحاد العمال بحثاً عن الشفيع احمد الشيخ فارسل له رسولاً بعد وقوع انقلاب...).

    وتواصل (السوداني) البحث عن اسرار انقلاب 19 يوليو)..
                  

07-23-2006, 09:29 PM

Elmuez

تاريخ التسجيل: 06-18-2005
مجموع المشاركات: 3488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شهداء قصر الضيافة.. ضحايا الإنتهازية السياسية و التكالب علي السلطة ! (Re: Elmuez)

    تلخيص و..

    مشـــــــاهد:

    (1) الأستاذ عبد العظيم سرور:
    ظهرت اثار تلك الفوضى التي كانت تجري في القيادة العامة وسلاح المدرعات منذ بداية تمرد اول دبابة وقد كان الذين قادوا التمرد ضد يوليو هم ضباط وصف وجنود اللواء الثاني مدرعات بعد ان اعيدوا للخدمة وباشروا اعمالهم واستلموا دباباتهم واخذوا يحركونها لغرض ولغير غرض وبالرغم مما قيل بأن دبابات اللواء الثاني كانت (ابر ضرب نارها) منزوعة الا ان بعض الدبابات كان بابرها وكامل اشيائها لذا فقد كان تحريكها سهلا، وكان اداؤها فعالا ومدمرا، وكانت الاوامر قد صدرت لضباط اللواء الاول بنزع ابر ضرب نار الدبابات التي لا يستخدمونها، الا انهم بسبب الاهمال والتراخي لم ينفذوا الامر بالدقة المطلوبة، وظهر دور الضباط المتكدسين والمندسين في القيادة العامة واولئك الذين اتخذوا مواقع قيادية في سلاح المدرعات بعد بداية التمرد فقد كانوا يروجون الاخبار المضللة ويجيبون على الاسئلة التي ترد اليهم من الحرس الجمهوري والقيادة العامة، وبعض مواقعنا حول حقيقة الموقف بأن دبابة واحدة قد تمردت وان دباباتنا تطاردها، وكنا في ذلك الوقت كما سبق القول محاصرين في الحرس والقصر الجمهوري بثمان دبابات، وظهر ذلك التأمر الجبان بعد ان تفاقم الامر وظهرت بوادر الهزيمة فقد كانوا يردون على كل من يتصل بهم مستفسرا عن الموقف وكيف يكون التصرف بقولهم (انهزمنا وما عليكم سوى الاستسلام) تلقى تلك الردود اليائسة والمحبطة النقيب معاوية عبد الحي في كتيبة شمبات والملازم احمد الحسين بالاذاعة وتلقاها ضباطنا في مواقع اخرى، وكانوا في تلك اللحظات الحرجة يتصلون بالحرس الجمهوري للتأكد من المعلومات التي وردت اليهم من القيادة العامة وسلاح المدرعات فكان المقدم عثمان ينفي اخبار الهزيمة ويأمرهم بالبقاء في مواقعهم والمقاومة حتى النهاية، ولا شك ان عثمان الذي كان لا يكف عن الاتصال قد تلقى مثل تلك الافادات المضللة، كان الذين يجيبون على الاسئلة حول الموقف في سلاح المدرعات والقيادة العامة اشخاص غير معروفين لدى ضباطنا وجنودنا وكان الجميع يتساءلون في الحرس الجمهوري وفي كل المواقع، اين هاشم، اين طلقة، اين ود الريح، اين ود الزين، اين الهاموش، اين .. اين .. ولا احد يعرف اين كانوا؟


    (2) حول مذبحة بيت الضيافة عصر 22يوليو كتب الأستاذ عبد العظيم :
    أ . لم يكن للحزب الشيوعي أو تنظيم الضباط الأحرار مسئولية فيما حدث في بيت الضيافة. ولم تكن التصفية الدموية في أي مرحلة من المراحل ضمن خططهم. ما حدث في بيت الضيافة كان تصرفآ فرديآ يستوجب الإدانة.
    ب. أنكرنا (الضباط الأحرار) في البداية ولسنوات طويلة أية علاقة بما حدث في بيت الضيافة، إلا أن جهة آمرة في إنقلاب 19 يوليو أصدرت أمرآ فرديآ بتنفيذها. وقام ضابط أو إثنان مع جنودهما بتنفيذ جزء من المجزرة.
    ج. مذبحة بيت الضيافة جريمة مزدوجة بدأها الضباط والجنود المشاركون في إنقلاب يوليو وأتمتها مجموعة من ضباط الصف الذين عادوا في سبتمبر 1975 ونفذوا انقلاب المقدم حسن حسين.
    د. الإعتقاد السائد مدعومآ بنتائج الكشف الطبي أكد بأن الضحايا في بيت الضيافة ماتو نتيجة إصابات من مسافة قريبة وأن أجسامهم بدت عليها آثار حروقات نتيجة الإصابات بقذائف حارقة يرجح أن تكون من مدافع كلاشنكوف أو رشاشات محمولة علي ظهور دبابات.
    ه. الجنود التابعون للحرس الجمهوري والذين تولوا حراسة المحتجزين في بيت الضيافة كانوا مسلحين ببنادق ج 3 . ولم تكن لديهم دبابات في منطقة بيت الضيافة.

    (3) 8. كتب الأستاذ عبد العظيم "أن جهة آمرة في إنقلاب 19 يوليو أصدرت أمرآ فرديآ بتنفيذها" تطرقنا في موضوع سابق أن الضابطين الذين قصدهما الأستاذ عبد العظيم هما الملازمان أحمد عثمان الحردلو وأحمد جبارة. الأول واجه التهمة أمام محكمة ميدانية وصدرت براءته. والثاني لم تنسب إليه التهمة أصلآ كما أسلفنا. وهنالك الملازم مدني علي مدني من ضباط الحرس الجمهوري وكان لصيقآ بالمقدم عثمان أحمد الحسين (أبشيبة) حتي النهاية، ووجه تهمة مذبحة بيت الضيافة أمام محكمة عسكرية وصدرت براءته. وكما جاء في كتيب الحزب الشيوعي الصادر 1974 حول مجازر الشجرة فان كل الجنود التابعين للحرس الجمهوري والذين تولوا حراسة المعتقلين حتي وقوع المذبحة[[ قد سلموا أسلحتهم بكامل عددها]] (راجع الكتيب)
    من شهادة د.بوب

    (4) ونحن قاعدين يوم الخميس العصر سمعنا صوت دبابات والضرب وصوت الدبابات واضح أنها دبابات اللواء الثاني ولما اقترب الصوت قلت ليهم ديل دباباتي وبدون ما نشعر انفتحت النيران على الأوضة وأول مجموعة كانت في رأس العقيد حمودي وبطبيعة الحال كنا راقدين على الأرض لأنه كان في سرير واحد وباب الحمام كان فاتح ، دخلنا حسن أبونا وأنا وبسرعة قفلنا الباب.
    وبعد شوية سمعنا صوت الباب فتح وأنه في طلقات واحدة... واحدة... مما يدل ان الضرب كان على الجثث حتى يتأكدوا أنهم ماتوا... وبعد شويه الدبابة جات داخله جوه قصر الضيافة وسمعت أصوات ناس وعرفتهم ناسي بتاعين اللواء الثاني
    من شهادة العقيد حمودي

    (5) ذكر نميرى لموسى صبرى مايلى "فى الساعة الرابعة سمعنا طلقة "بم.. بم" ولكنها بعيدة جدا. عرفت انها طلقة دبابة ثم اذا بى أسمع ضربة مدوية كانت فى قلب القصر الذى اهتز كل بنائه.. وهذه الضربة من الدبابات المتقدمة الى القصر.. أصابت مدرعة (صلاح الدين) وهى احدى مدرعات الحرس الجمهورى (وهو ما علمته في ما بعد).. أحسست الآن أن قوات الجيش الوطنى الحر تحركت لانقاذ ثورة مايو...". هذه شهادة إضافية على لسان نميرى بأن الدبابات المهاجمة التى أمطرت القصر بوابل نيرانها لم تكن تابعة للرائد هاشم العطا بل للقوات المضادة له التى يعتقد بأنها تحركت لانقاذه..! علما بأن المشاركين فى انقلاب المقدم حسن حسين عام 1976م ذكروا ضمن إقراراتهم بأنهم تحركوا عصر 22 يوليو بهدف القضاء على أعوان الرائد هاشم العطا ونميرى معا ". وهنالك شهادة مماثلة تتفق مع رواية نميرى أدلى بها الرائد مأمون عوض أبوزيد للأستاذ الفاتح التيجانى فى عدد الأيام بتاريخ 30 سبتمبر 1971م.
    مصطفي عبد الواحد

    (6) أذكر أنني كنت متابعا لأقوال الملازم شامبي والذي ذكر أن تنظيمهم بدأ العمل في منتصف الستينات وهو ملتزم بافكاره منذ فترة الدراسة الثانوية التحق بالكلية الحربية وكان هدفهم هو الاستيلاء على السلطة عن طريق الانقلاب العسكري وكان التنظيم موجود قبل مايو واستمر بعدها وعندما قامت حركة 19 يوليو 1971 وجدوا الفرصة سانحة للقضاء أولا على المايويين ثم بعد ذلك على الشيوعيين للاسيلاء على السلطة تماما فتحركت مجموعتهم في المدرعات قبل المايويين وقامو بضرب "القوميين العرب" المايويين المحتجزين في قصر الضيافة وتحركوا من المنطقة وبدأوا في محاصرة ومطاردة الشيوعيين القاء القبض عليهم. في ذلك الاثناء كان اللواء النميري قد خرج من القصر وذهب إلى سلاح المدرعات وذابت الحركة في تحرك المايويين وأحرار مايو!!
    هذا ملخص ما سمعته أذني لشهادة الملازم شامبي كما اذاعتها الاذاعة السودانية وهي تنقل محاكمات حركة 5 سبتمبر 1975 . وللمفاجأة، في اليوم التالي تم إيقاف أذاعة المحاكمات عن طريق الاذاعة السودانية.
    العقيد أ.ح. هاشم الخير


    (7) وفى الجانب المقابل هنالك عدد مماثل من الضباط والجنود مِنْ مَنْ ألصقت بهم تهمة المجزرة نكاية وامعاناً فى الأذى. من العدل والانصاف أن ينصفوا. وقد تسنى لى التعرف على والد الشهيد أحمد عثمان الحردلو. لقيته مستلق على "عنقريب" وكأنه فى الرمق الأخير من الحياة. وبعد تقديم واجب العزاء فى فقده أخذت العافية تدب فى جسده. فرفع أيديه الى السماء طلبا للقصاص العاجل من الذين ألصقوا بابنه تهمة ارتكاب مذبحة بيت الضيافة، وذكر بأن ابنه بعث اليه قبل أن يخطو الى ساحة الاعدام وصية مقتضبة مع من بقوا على قيد الحياة "قولوا لوالدى إننى لم أقتل أحداً وأن الشبل بتاعك مات بشجاعة". من كل ذلك أخلص الى أن الكاتب لم يوف الموضوع حقه من العناية والدقة. وأن مزيداً من البحث والتمحيص الموضوعى لا يزال على قدر كبير من الأهمية.
    مصطفي عبد الواحد

    ( كان في تنظيم في الجيش إسمو أحرار مايو بيجتمعوا أسبوعيآ وقدرنا ندخل فيهو زول ، سألهم عن أهداف وأهمية التنظيم؟ في ضابط إسمو حمودي قال ليهو : شوفوا يا جماعة بصراحة وبوضوح التنظيم ده غايتو هو دعم اللواء خالد حسن عباس. خالد ولع سجارة وسكت. وضح لينا أنو التنظيم بتاع خالد حسن عباس. في نفس الوكت مررنا المعلومة لي نميري.

    سؤال من قام بتمرير المعلومة؟

    أنا وصلت الكلام للرشيد نور الدين في صورة –قطيعة- وكنت عارف إنو حا يوصلها لي نميري. كنا متابعين ردود الأفعال . جاء خالد تاني يوم وقال ليهم الراجل ده –نميري- فجأة قال داير يحضر الإجتماعات وخالد كان خايف وقال ليهم ما تتكلموا في الغريق. وجا نميري وحضر الإجتماع وقال ده تنظيم جميل وتاني بيحضر معاهم الإجتماعات. وصرف أوامر لخالد بي تبليغو بي أي حاجة بتحصل في الإجتماعات وكان واضح إنو عايز يوري الضباط إنو هو القائد.
    سؤال: ما الذي حدث في بيت الضيافة ومن قام بالمذبحة؟ هناك أقوال عديدة ومتضاربة وصمت من العسكريين وحتي من تحدثوا لم يشهدوا ما حدث وإنما سمعوا بالحدث عن طريقة رواية البعض؟

    التحضير تم بواسطة.. العقيد محمد حاج حسين ابو شيبه.وعبد المنعم محمد احمد الهاموش قائد اللواء الاول مدرعات...وكان سند الانقلاب من الحرس الجمهورى...ورفضت قوات اللواء الاول. صف الضباط الاشتراك..مجموعة..ازهرى جوده.والاحيمر...وتم تسريحهم..وحجر السلاح.....وهذا ما ادى بهم لتحرك بعد ذلك... وكان الشيوعيون ملتزمين براى الحزب فى التحرك..والتنفيذى.وهو ما ادى لبلبله فى التنفيذ..والتأمين
    لان معظم الضباط كانوا بالمعش .محجوب طلقه . خالد الكد.وغيرهم

    الضرب بيت الضيافة هم مجموعة حماد الإحيمر وأذهري جودة . اللواء بتاع الدبابات- تي 55- الروسية.
    العساكر العملوا 25 مايو. شباب متعلم وكانوا طالعين من تجربة أكتوبر وواعين قاموا بي مايو 69 وكانوا متخيلين أنهم حا يلقوا حاجة ولقوا نفسهم مجرد عساكر. كان معاهم محجوب برير ومحجوب كان بيفتكر إنو هو العمل الإنقلاب وصاحب الفكرة. العساكر قالوا ليهو يا سعادتك نحن طلعنا ساكت ، قال ليهم ما تخافوا بناخد حقنا.
    زميلنا المهندس فائز حسين أحمد حسين كان عامل دعوة عشاء في منزلو بمناسبة زواجو كان مزمل غندور من المدعويين قابلو محجوب برير وقال ليهو أنا بسلمك البلد دي بس قول لي أنا موافق. مزمل خاف ومشي لي جعفر نميري محجوب كان جادي لكن مزمل شك فيهو وخاف يورطو. قام نميري وداهم مصر بقيادة محجوب لدراسة –تي 55- وهناك إتوطدت العلاقة بينهم وجو جاهزين لي إنقلاب. محجوب قابل بابكر عوض الله وقال ليهو أنا جاهز وبابكر وافق ليهو لكن سعد بحر قام كشف المسألة وفصلوا محجوب من الجيش.

    أما 19 يوليو فقامت بدبابات عبد المنعم محمد أحمد ودي دبابات إنجليزية لأنهم كانوا خايفين من العساكر بتاعين الدبابات تي 55 . قام العساكر بتاعين الدبابات تي 55 كسروا المخازن بتاعة السلاح وضربو القصر وبيت الضيافة. وإتفاجؤا بخروج نميري في ميدان كتشنر-ميدان الشهداء-
    صلاح عبد العال ركب عربتو وإفتكر ديل "الزنوج الأحرار" ومشي الإذاعة وبدأ يردد لقد عدنا. العساكر لقوا محمد إدريس (دبابة) في الشارع قالوا ليهو ارح ذيع لينا البيان وقالوا ليهو نحن ثورة جديدة. بعد كده تم حل مجلس الثورة والعساكر أخدوهم ودوهم ليبيا لحضور إحتفالات الفاتح وخلوهم هناك. وعملو رئاسة الجمهورية.
    من لقاء " سودانيات.نت " مع اللواء طيار سعيد كسباوي


    (9) سودانيات: دكتور بهاء الدين ماهى معلوماتكم عن انقلاب 19 يوليو 1971 .وعن مذبحة القصر...؟؟
    الاجابه: وقتها كنت اعمل فى المجلس القومى للبحوث..وكانت لدى فكرة عن الصراعات داخل مجلس قيادة ثورة مايو..وداخل القوات المسلحه..وتاكدت من ذلك لاحقا..ما لدى من معلومات كانت هنالك تكتلات د\اخل القوات المسلحه وخاصة سلاح المدرعات جزء منها عرقى. فى تجمع مدرعات تى55 وجزء منها يدين بالولاء للواء خالد حسن عباس.وتفاقم الموقف وادى الى توتر شديد.حسمه اللواء خالد حسن عباس فى اجتماع كبير ضم ضباط وضباط صف وجنود المدرعات والرئيس جعفر نميرى.وابان لهم ان الرئيس والقائد هو جعفر نميرى فى تنوير عام.واثار هؤلاء الجنود فى وعى مطالبهم المتمثله فى عضوية قيادة مجلس الثوره وترقية مجموعات الى ضباط.وهى المجموعه التى نفذت انقلاب مايو 1969..وهذا خلق نوعا من الفراكشن.ولم يجلى الامر كليا...وفى داخل مجلس قيادة الثوره كان هنالك الصراع العقائدى..من مختلف الاتجاهات شيوعيون..وقوميين عرب وبعثيين..وناصرين..فى تطاحن خفى..تم فيه اتفاق على اقصاء الشيوعيين وهما هاشم العطا..وبابكر النور..وفاروق حمد الله لخطورته الشخصيه..على مايو.وهو قد ناوش بعدة مذكرات..ومطالب بانضباط عضوية المجلس .وتجاوز ات الامن.,.بعض الاعتراضات الاخرى..وكانت هنالك احتكاكات شخصيه بينه وبين ابو القاسم محمد ابراهيم...هذا ما اعرفه عن الصراعات.فى المجلس والقوات المسلحه..
    وتم انقلاب 19 يوليو 1971 بعمليه عسكريه ناجحه استلمت البلاد فى اقل من ساعه.القياده العامه الاذاعه.المدرعات والمظلات..وسرحت المدرعات اللواء الاول.وسلاح المنظمات..وهذا على راى العسكريين وانا لست عسكريا.ان هذه هى القشة التى قسمت ظهر البعير..تسريح المدرعات خلق ضعف اسناد لقوة النيران من المدرعات..ولقد عرفت ان سبب تسريحهم وعدم اشراكهم فى الانقلاب هو الخوف من انهم قد يجنحوا بالانقلاب وهو يمتلكون قوة نيران ضاربه لا تقاوم.لذا استبعدوا وسرحوا..
    بعد نجاح الانقلاب واعتقال النميرى وعضوية المجلس..كانت هنالك خطة وخطوه..عاجله للتدخل العسكرى المصرى..واستغلال الكتيبه السودانيه المتواجده فىمصر.ولقد تم انزالهم فى دنقلا مع كتيبة مصريه.وكان لوجود اللواء خالد حسن عباس فرصة لكى يقود القوات لاستعادة مايو.وهذ طبقا لاتفاقيات التضامن المصرى الليبى السودانى..فى الوحده الثلاثيه..
    22 يوليو كسر صف ضباط وجنود المدرعات مخازن السلاح واستولوا على ابر الدبابات وتحركوا صوب القصر والقياده..طواقم تى 55 بقيادة حماد الاحيمر تمركزت على كبرى الحريه وضربت بكثافه قصر الضيافه من الجهه الجنوبيه.اثار الضرب كانت ظاهره بعد سقوط الانقلاب .وحتى زمن طويل.ولعل تقرير اللجنه الفنيه برئاسة اللواء محمود عبد الرحمن الفكى..قد اشارت الى ذلك وصدت اوامر عليا بالتحفظ واخفاء التقرير..
    تنضاربت الاقوال حول تليفون ابوشيبه بعد ضرب المدرعات والذى ذكر فيه انه اعطى اوامر بالتخلص من المعتقلين..هروب النميرى ساعده فيه الضباط المناط بحراسته وعلى ما اعتقد هو ملازم حسن عماس ..الذى اخذ الامان من جعفر نميرى بان لا يمسه ضر ان ساعده فى الهروب..ورفع النميرى على كتفيه حتى الحائط حيث قفز والتقى هنالك بالفنان سيد خليفه الذى اخذه للاذاعه


    (10) سودانيات : البعض يقول ومنهم زين العابدين أن الإنقلاب قام علي أساس التصفيات لقادة مايو هل هذه حقيقة ؟

    اللواء منير ده كلام غير صحيح لأن هاشم العطا شخصيآ قام بزيارتهم وتفقد أحوالهم ، لكن أي إنقلاب بيحصل بيكون فيهو ردود أفعال. أي إنقلاب حصل. وفي يوليو كان الصراع بين سلاح المدرعات وسلاح المظلات جزء إعتقل الآخر، وكان رد الفعل أن تحرك الناس وردو علي الإنقلاب ومشو رجعوا الوضع.

    سودانيات : ما هو دور ضباط الصف ؟

    اللواء منير : لم يكن لهم دور في 19 يوليو 71 بل لقد تجاوزوهم وطلبوا منهم وضع السلاح فشعروا أنهم تم تهميشهم. فتحركوا لإستعادة الوضع.

    سودانيات : من قام بمذبحة بيت الضيافة ؟

    اللواء منير : إتحركت الدبابات بتاعة ضباط الصف وضربت القصر ولما ضربت القصر حصلت لخبطة.

    سودانيات : في إنقلاب حسن حسين إعترف ضباط الصف –شامبي- بأن هدفهم كان ضرب نميري وحركة يوليو؟


    (11) وفي الواقع كان انقلاب العطا قد عمل على شكل كل قدرة للجيش على الانقلاب المضاد.. فقد اعتقل القادة ونوابهم ومعظم كبار الضباط في كل الأسلحة .. كما جرد معظم الجنود والضباط (إلا الموالين له تماماً) من أسلحتهم الشخصية.. ونزعت معدات إطلاق النار من الدبابات والمدرعات.. كما أفرغت خزانات الطائرات من وقودها..

    وكانت هذه الخطوات هي في واقعها خطوات استفزازية أكسبت القيادة الجديد مشاعر العداء من الضباط والجنود أكثر من ان تعود عليها بالرضي والتأييد .. بل لعل هذه الخطوات هي عينها التي كانت وقود التحرك المضاد.. فقد تبادل الجنود يومها الحديث عن تسريح لهم بالآلاف سيتم من بعد تثبيت أركان النظام.

    وكانت العاصمة يومها قد تناقلت نبأ تحطم الطائرة العسكرية العراقية التي كانت في طريقها للخرطوم وفيها المعدات والأسلحة. وقد تناقل الجيش أمر تلك الطائرة باعتبارها بداية التدفق لجنود وسلاح غير سوداني..

    ومع غياب معظم القادة أو تحييدهم بتجريدهم من السلاح فإن أي تحرك ضد حركة التصحيح كان لابد ان يعتمد على كوادر من غير الضباط..

    وكانت تلك الحقيقة هي مدخل ضباط الصف إلى واقع الفاعلية السياسية في البلاد.. فبالرغم من ان الوثائق تشير إلى أنه كانت هناك نواة لتنظيمات خاصة بضباط الصف في سلاحي المظلات والمدرعات، إلا أن هذه التنظيمات كانت شبحاً من غير أثر في غالب الأحيان...

    ولكن حينما وجد ضباط صف المدرعات – خاصة الكتيبة الثانية مدرعات – والتي كانت تعرف باسم كتيبة جعفر (نسبة إلى قائدها الأسبق جعفر نميري)، ان قادتهم وكثيراً من ضباطهم تحت القيد، فإنهم آثروا ان ينسقوا مع بعض الملازمين وبعض ضباط الصف من الوحدات الأخرى.. وقد جاء بيان خالد حسن عباس المذاع من ليبيا ليعطى دفعة قوية لأولئك الجنود في تحركهم، فهو من ناحية القائد العام الفعلي للقوات المسلحة.. ومن ناحية أخرى فإن إذاعة بيانه ذلك جعلت هاشم العطا يقوم بإعادة السلاح الشخصي إلى الأفراد تحسباً لاحتمال ورود قوات من الخارج..

    استطاع ضباط صف المدرعات تحريك الدبابات دون (إبر ضرب النار)، وهي القطع الحاسمة في تحويل الدبابة إلى آلة ذات قدرة قتالية .. ولكن بعد قليل تمكن عدد من الضباط من استعادة (إبر ضرب النار) ومن ثم أصبحت الدبابات ذات فاعلية .. وكانت تلك هي بداية التحرك من الشجرة نحو منطقة وسط الخرطوم.. تحركت دبابة في اتجاه القيادة العامة بينما اتجهت أخرى صوب القصر الجمهوري...

    مع هدير الدبابات ودوي مدافعها وهي تتجه من الشجرة نحو القيادة والقصر... ومع الصراخ الفزع للإذاعة وهي تدعو المواطنين لحماية ثورتهم من التدخل الأجنبي.. كانت القوة المعنوية للانقلابيين تنهار رويداً رويدا... وبدأ الاضطراب وسوء التقدير يسيطر على تصرفات قادة الانقلاب..

    مع اشتداد صوت الهدير والدوي، هجر كثير من طواقم الدبابات مدرعاتهم الرابضة في مداخل المدن الثلاث.. ومن ثم فقد امتطى عدد من مؤيدي مايو – الذين التهبوا حماساً ببدء التحرك المضاد – تلك الدبابات، وكان أشهرهم الوزير المهندس محمد إدريس محمود الذي عرف من يومها (بإدريس دبابة)...

    حينما اقتربت إحدى الدبابات التي كان على متنها صلاح عبد العال من القصر شاهدوا نميري وهو يقفز من فوق سور القصر المواجه لوزارة المواصلات.. قفز نميري إلى داخل الدبابة الموالية وأنطلق من القصر إلى الشجرة ثم إلى الإذاعة..

    كان نميري قد خرج من الأسر بجلابية.. وفي معسكر الشجرة ارتدى زياً عسكرياً لجندي توجه به إلى مبنى التلفزيون حيث أطل على الناس ليقول لهم إن واجب الشعب هو مطاردة كل شيوعي.. وكان من أشهر ما قاله نميري يومها أنه أشار إلى الضباط الشيوعيين ولم يذكر إلا اسم النقيب خالد الكد حيث ذكره بتعبير (something الكد). وقد اختفى خالد الكد لبعض الوقت ثم سلم نفسه. وحين سأله نميري عن سبب اختفائه قال له أنك لم تستطع تذكر أي اسم سوى اسمي.. وتنتظر مني ان لا أختفي؟

    المذبحة في قصر الضيوف

    بعد ان آلت الأمور إلى مايو مرة أخرى.. هرع الناس لإطلاق سراح المعتقلين ... في قصر الضيافة الواقع في شارع الجامعة، فوجئ الجميع بالمنظر المروع .. كان مسيل الدماء قد سرى من داخل المبنى على الدرج وحتى خارج المبنى.. في داخل المبنى كان هناك ستة عشر ضابطاً تم حصدهم بالرصاص.. لم ينج إلا عدد قليل، بعضهم عانى من عاهات مستديمة وبعضهم خرج بعناية الله وبشكل هو أقرب ما يكون إلى المعجزات...

    ما الذي جرى في قصر الضيوف؟ ومن وراء تلك المجزرة الشهيرة ...؟

    لابد ان أسجل هنا ان كاتب هذه السطور عكف على مدى ليال طويلة على ملف التحقيقات حول أحداث 19-22 يوليو.. وقد حرص الكاتب على ان يطلع على كل كلمة قيلت في هذا الصدد ليعرف الحقيقة في أمر المذبحة الشهيرة.. وألخص فيما يلي ما خرجت به من تلك القراءات..
    أولاً: كانت هناك (تعليمات مصروفة) بالتخلص من الأسرى في حالة حدوث أية انتكاسة. فقد جاءت أقوال بعض الضباط الذين اعتقلوا في مبنى جهاز الأمن القومي لتشير إلى ان الضابط الموكل بحراستهم كان يتحدث في اللحظات الأخيرة من انقلاب العطا إلى شخص ما. وقال المعتقلون أنهم سمعوه يؤكد ويكرر للطرف الآخر أنه لا يستطيع تنفيذ ما هو مطلوب.. ومع إلحاح الطرف الآخر قال الضابط (متأسف سعادتك أنا ما حأعمل كده). ثم ان ذلك الضابط أخبر أسراه بعد ذلك ان الأمر قد فلت .. وأنهم أحرار منذ تلك اللحظة.. ثم اختفى ذلك الضابط. وقد عرف الجميع يومها ان الضابط رفض تنفيذ تعليمات التخلص من الأسرى..

    ثانياً: ليس هناك ما يشير إلى ان هذه التعليمات قد صدرت من أي شخص آخر سوى المقدم أبو شيبة . فقد ذكر ضابط الحراسة المكلف بنميري في القصر أن المقدم أبو شيبة سأله: (ما نفذت تعليماتي ليه ما كان كلامي واضح) ثم أعقب ذلك بقوله: (على العموم أعدم الباقين).. وهو ما يشير على ان التعليمات كانت تتعلق بإعدام المعتقلين(31).

    ثالثاً: لم يجد هذا الكاتب أية معلومات في أي من ملفات التحقيق بما يمكن ان تشير إلى الضلوع المباشر للحزب الشيوعي كهيئة سياسية في عمليات الاغتيال تلك..

    رابعاً: ليس هناك أية دليل على ان جهة ثالثة- أو حتى رابعة – قد قامت بتنفيذ الاغتيالات. فالعقيد سعد بحر مثلاً كان معتقلاً في قصر الضيوف ونجا من ضمن الناجين... وكان هناك آخرون قد نجوا، منهم المقدم عبد القادر أحمد محمد، والملازم أول عثمان عبد الرسول. أما قوات لواء القنال (القوات السودانية بقناة السويس) فإنها لم تصل إلا في وقت متأخر من تلك الليلة(32).

    خامساً: تعرف الضباط الناجون من مذبحة قصر الضيوف على الملازم الذي قام بإطلاق الرصاص عليهم وكان واحداً من الضباط التابعين للمقدم أبو شيبة. وقد أشار أولئك الناجون إلى أن حواراً دار خارج المبنى كان فيه شخص يخاطب شخصاً آخر بعبارة يا ضابط ويطلب منه تنفيذ التعليمات المعطاة له.. وقد أعقب ذلك دخول الملازم إلى غرفة الأسرى وإفراغه الرصاص في أجساد زملائه..

    خلاصة القول في هذا الأمر هو ان المذبحة هي من صنع الانقلابيين بلا جدال .. وهي ان لم تكن لها مبرر سياسي فإن مبرراتها الشخصية- في اعتقادي الخاص- تتصل بظروف التكوين النفسي لأولئك الذين أقدموا على المغامرة وهم يضعون حسابات الفشل قبل حسابات النجاح.. فقد أقدموا على الفعل وعزموا – متى ما أحسوا بالخطر – على هدم المعبد عليهم وعلى أعدائهم..

    حين انكشف غيوم الليلة الكئيبة اتضح ان ضحايا الليلة الدامية قد بلغ 16 ضابطاً وأربعة ضباط صف وعدد الجرحى 119 من الضباط والصف والجنود..
    د.بيان re د. قلندر


    ( 12) كتب عصمت العالم :

    اللواء خالد حسن عباس

    يرفض الحديث فى اتصال تلفونى تم مساء الثلاثاء 23 اغسطس..ذاكرا انه غير مسئول عن ما جرى...وما ترتب على مجريات الامور... بعد فشل انقلاب 19 يوليو 1971 وعودة النميرى


    فى حديث تلفونى تم بينى وبين اللواء خالد حسن عباس ..عن وقائع الاحداث التى جرت بعد فشل انقلاب 19 يوليو ورجوع النميرى..ومذبحة القصر ومن قام بها وماهو دور اللواء الثانى مدرعات فيها..وماذا عن التقرير الفنى الذى تم اخفائه عن مذبحة قصر الضيافه والاعدامات.والمحاكمات وقد شوهد ووثق بالصور وهو يستجوب المقدم بابكر النور وعبد الخالق محجوب وهو جالس امام النميرى وبابكرالنور واقفا والنميرى يستجوبه وعبد الخالق محجوب واقفا والنميرى يستجوبه ايضا.ودور المخابرات المصريه..وعن عودته هو للخرطوم وهو يقود الكتيبه السودانيه المرابطه فىالجبهه مع مساندة عسكرية مصرية أنزلت فى دنقلا استعدادا لاسقاط انقلاب 19 يوليو..
    وسالته عن اللقاء الذى تم بينه وبين الرائدفاروق حمد الله فى لندن يوم 18 يوليو 1971 وهو فى طريقه الى بلغاريا فى زيارة رسميه...ماذ ا تناول الحديث بينهما...!!

    استمع الى كل تلك الاسئلله فى أناءة وصبر..حتى اكملت...
    واجاب انه غير مسؤل عن كل ما ترتب على مجريات ردود الفعل التى ترتبت عن فشل الانقلاب وعودة النميرى...وانه ليس لديه ما يقوله ولن يتحدث..وانهى المحادثه فى حزم..رافضا الادلاء...

    لا تعليق لدى....!!


    (13) يقول الكاتب: (في يوم الخميس 22 يوليو الساعة الخامسة مساء تقريبا سمع هؤلاء المعتقلون صوت دبابة وسمعوا احدهم يقول: أضربهم كلهم ويجيب عليه شخص آخر: نعم كلهم ولا تترك احدا منهم حيا. وأشتد الضرب في الخارج ثم فجأة انهال عليهم مدفع رشاش...أغلبهم انبطح ارضا وآخرين لاذوا بحمامات الدار وغرفها. وبد قليل تكونت بركة من الدماء في وسط الحجرة التي كانت تجمعهم .. ثم هرب الجناة... ولكنهم عادوا بعد قليل وأخذوا يجهزون علي من لم يمت بأسلحتهم الشخصية . كان من ضمن الضباط العقيد سعد بحر قائد ثاني المدرعات والذي اصيب ولكنه لم يمت ولما فطن لعودة القتله رش جسده بالدمات حتي تبدو أصابته كبيره وكأنها قاتله.. ونجا من الموث ليحكي صحة مسؤولية الانقلابيين عن المذبحة ثم شاهدهم مرة اخري يهرولون خارجين.)
    ويقول كما روي العميد عبدالرؤوف عبدالرازق في رسالة الماجستير التي أعدها بمعهد الدراسات الافريقية والاسيوية ص 103 ان العميد أ.ح. عبدالقادر وأظنه يقصد محمد عبدالقادر, قد أكد في مقابلة معه يوم 31|8|1983 أنه لا صحة لما تردد بأن هناك جهة ثالثة هي التي قامت بذلك بل هم ضباط انقلاب 19 يوليو. والمذكور كان ضمن الضباط المعتقلين بمنزل الضيافة واستطاع الخروج وتمكن من السيطرة علي القيادة العامة في مساء يوم 22 يوليو 1971.)
    ويقول دار الاتهام مباشرة للمقدم عثمان حسين أبوشيبه بأنه أصدر أوامر التخلص من الضباط, كما وجه النظام الاتهام للمقدم محمد احمد الزين, وقيل انه الملازم احمد عبدالرحمن الحاردلو وقيل انه الملازم احمد جباره مختار, وقيل الرائد بشير عبدالرازق وكلهم تم اعدامهم)
    ويقول لقد أثبت التقرير الطبي الاصابات الناتجة عن رصاص من علي بعد قريب ووجد داخل اجسام الموتي رصاصات من النوع المستعمل في السلاح الشخصي لضباط الانقلاب والاسلحة الرشاشة التي عند الجيش السوداني ولم يعط التقرير اي أشارات الي ان بعض الضرب قد تم بواسطة دانات الدبابات او المدافع, كما حاول التنصل من المذبحة مدعياً بأن قوة ثالثة قتلتهم حيث كان هناك انقلاب عسكري داخل محاولة أعادة نميري للسلطة.)
    وتحت عنوان "روايات الشهود عن مذبحة بيت الضيافة يوم الخميس 22|7|1971" ذكر الكاتب نقلا عن العقيد حمدون: (ونحن في غرفتنا يوم الخميس سمعنا صوت الدبابات, كان واضحا انها دبابات اللواء الثاني, ولما اقترب الصوت قلت لهم "ديل دبابات" وفجأة انطلق الرصاص في الغرفة واول مجموعة كانت في رأس العقيد حمودي وكنا علي الارض لا نعرف من الداخل.. سمعنا صوت باب الغرفة فد فتح وكان هناك صوت طلقات متفرقة تطلق علي الجثث حتي يتأكدوا من موتهم وبعد ذلك تناهي الي اسماعنا اصوات نعرفها هي اصوات زملائنا في اللواء الثاني... وركبت دبابة وذهبت الي القيادة العامة.) ص64.
    ويروي الكاتب: (اما الملازم محمد علي كباشي الذي كان معتقلا في بيت الضيافة فيقول: "قابلت في بيت الضيافة عقيد سعد بحر وارتشي واحمد الصادق والملازم اول احمد ابراهيم والرائد سيد المبارك والنقيب سيداحمد وكثير منهم. وقد اجتمع بنا العقيد سعد بحر وقال ان اللواء الثاني غير راضي بالموضوع الحاصل وانهم مجردون من السلاح. ومتوقع اطلاق سراح بعض الضباط الصغار منا , فمن يطلق سراحه عليه الاتصال باللواء الثاني. وقد كنت اول من اطلق سراحه. واتصلت باللواء الثاني وبعض الرقباء والجنود من اللواء الثاني واخبروني انهم علي استعداد للقيام بالحركة. وفي يوم 22 يوليو وفي طريقي الي الشجرة سمعت صوت ضرب وقابلتني دبابة بها الرقيب احمد جبريل وركبت فيها وذهبت الي بيت الضافة. وجددت دبابة قد ذهبت من قبل وضربت القصر. وعندما دخلنا القصر وجدنا بعض المصابين وقد ضربهم الحرس ووجدت العقيد سعد بحر مصابا وأخذته الي الشجرة.) ص64.
    وأورد الكاتب رواية للحاج عبدالرحمن الذي قال: (كنت وأبني محتمين بمكاتب الاتحاد وأتت دبابة اتجهت شرقا في اتجاه بيت الضيافة, وانطلق الرصاص. ومن مكاني شاهدت احد الاشخاص يرتدي فنله خارجا من بيت الضيافة فحصدته الدبابه وأتي آخر وقتلته وبعد ذلك اتجهت الدبابة غربا وانا علي هذه الحاله سمعت صوت سواق تاكسي يهتف : عائد عائد يا نميري)
    وينقل لنا الكاتب رواية العقيد عثمان محمد احمد كنب قائد كتيبة جعفر بامدرمان الذي قال: (أنه اعتقل في تمام الحادية عشر ليلا يوم الانقلاب. ويقول قد تم ترحيلي بواسطة عربة كومر بالمقدمة الملازم احمد حباره وملازم آخر, وكان معي سته من العساكر شاهرين بنادقهم امامي وكانت رائحة البارود تملا المكان مما يوضح بأن هناك ضربا قد حدث... وتحت نور الكبري لاحظت سطح العربة عليه دماء. وأعتقلت في بيت الضيافة. وكان هناك المرحوم سعد بحر وارتشي وسيد المبارك وسألوني يا عثمان الحاصل شنو؟ قلت لا أعرف...الهادي المامون وفتحي ابوزيد اخبروني بأن هناك انقلاب ويظهر ان هناك ضحايا لانه يوجد دم في العربة التي أتت بي واريتهم الدم في حذائي...وفي حوالي الساعة الثانية والنصف كان هناك صوت تعمير للسلاح واحضروا للجنود جبخانة زيادة وكانت هناك حركة غير عادية.. وأخذ الجنود في الخارج ساتر دفاعي وسمعنا ضرب الرشاش في الخارج مما أدي الي تساقط زجاج الغرفة للداخل. وهنا أخذنا نتلو الشهادة ودخل احدهم الغرفة وأخذ يضرب علينا مباشرة..الخ.) ص65

    اما النقيب اسحق ابراهيم عمر فقد ذكر: (..سمعنا صوت قصف من الدبابات وعلمنا بأن المقاومة من جماعتنا باللواء الثاني. وفي هذه اللحظة فوجئنا بأحد الضباط الحراس يدخل الغرفة ويضرب علينا مجموعات من سلاحه... وكان الضرب أشد بالغرفة الثالثة.. وبعد هذا سمعت صوت دبابة تدخل بيت الضيافة وبعدها سمعت صوت يقول الله اكبر...انتصرنا.) ص67.
    ويقول الرائد عبدالقادر احمد محمد: (..وفي اليوم الثالث سمعنا اصوات ضرب عنيفة وأستبشرنا خيرا وأستمر الضرب حتي الساعة الرابعة. وفي ذلك الوقت سمعنا شخصاً بدار الضيافة يصدر أوامر للضباط باعدام جمبع المعتقلين الموجودين بدار الضيافة وفي هذه اللحظات دخل ضابط بسرعة مذهلة الي حجرتنا وبدأ في أطلاق النار من مدفع رشاش..الخ) ص67 - 68.
    تنوية: قبل ان أستطرد في الكتابة رأيت ان أوضح للقراء الكرام ان المقتطفات المتقدمة اخذت من الكتاب مباشرة ودون تصرف منا ولا علاقة لنا بكثرة الاخطاء وسوء الصياغة.‍‍
    بأختصار شديد سأحاول التعليق علي بعض ما نقله الكاتب من اقوال صدرت منه او علي لسان بعض شهود العيان الذين نقل لنا رواياتهم المتضاربة او المتناقضة
    عبد العظيم سرور يتناول فؤاد مطر في كتابه الحزب الشيوعي السوداني, نحروه ام أنتحر?

    (14) عند الساعة الرابعة تلقيت اتصالاً هاتفياً من الملازم أحمد جبارة مختار ، وهو صديق منذ الدراسة الإبتدائية وأحد المشاركين في الانقلاب . طلب مني الملازم جبارة أن أرسل أحد جنودي لإحضار الضابط المناوب في سرية الحرس الجمهوري المجاورة لمعسكرنا ، والتي لا يوجد بها خط هاتف ليتحدث معه لإرسال ذخائر . كانت المفاجأة لي في عدم معرفته تفاصيل ما يحدث وهو في قيادة الحرس الجمهوري ، القوة الأساسية في انقلاب 19 يوليو . لكنه قال بوضوح تام ( إن هنالك دبابتين تطلقان النار بكثافة على منطقة القصر الجمهوري من موقعين في ساحة حديقة الشهداء المواجهة للقصر .، وقد دمرت نيرانها جزءً من السور وأجزاء من بيت الضيافة ) كان واضحاً لي أن الملازم أحمد جبارة يعرف تماماً هوية تلك الدبابات التابعة للواء الثاني مدرع ، لكنه لا يعرف من يحركها , انقطع الاتصال أثناء المحادثة ولكنه كان كافياً لأعرف أن هنالك انقلاباً مضاداً ، وأن الخرطوم قد تولت إلى ساحة معركة كبيرة .. فصوت الانفجارات وهدير الرشاشات يأتي من عدة اتجاهات .
    لقد سُقت هذه الرواية لتبيان نقطة واحدة ، وهي أن دبابات حماد الإحيمر قد استهدفت القصر الجمهوري ومنزل الضيافة الذي يقع في مواجهة مواقعها في ساحة الشهداء عند شارع الجامعة . لقد رأيت بنفسي ـ بعد يوم من وقوع تلك الأحداث ـ حجم الدمار الذي لحق بالمنطقة ، وبمنزل الضيافة الذي دُمرت واجهته تماماً .. وهذا يقودني إلى ما سمي في تاريخ انقلابات السودان بـ ( مذبحة بيت الضيافة ) . كانت سلطة انقلاب 19 يوليو تحتجز في بيت الضيافة ما يقارب الأربعين ضابطاً ، وهم من رتب مختلفة وجميعهم مصنفين كأعضاء في ( تنظيم أحرار مايو ) الموالي لسلطة مايو ، ويقوده وزير الدفاع اللواء خالد حسن عباس . بعد انحسار معركة عصر يوم 22 يوليو ، قُتل ما يقارب الثلاثين ضابطاً ،و وجرح معظم بقية المحتجزين في بيت الضيافة بعد أن أطلقت النيران بكثافة على واجهة المبنى وعبر نوافذه العديدة .

    من كتاب لعصام الدين ميرغني طه( إسم الكتاب غير متوفر! )


    (15) أما خالد حسن عباس وزير الدفاع وعضو مجلس قيادة ثورة مايو في حوار مع جريدة البيان في 6 نوفمبر (تشرين الثاني) 1999 فيقول عن الاحيمر ..
    ( .. حماد الاحيمر يعتبر من كوادر صف الضباط الذين اشتغلوا معي فترات طويلة جداً وكان معي في مدرسة المدرعات وأحد المعلمين منذ أن كان في رتبة الوكيل عريف الى ان وصل الى رتبة الرقيب داخل مدرسة المشاة ولعلمك حماد الاحيمر كان جزءا من التنظيم وكانوا على صلة بنا وكان [[أكثر شخص عمل في حماية الرئيس نميري]] ولذلك فان الرد الذي قام به باعتباره جزءا من مايو .)
    ويضيف ..
    (.. حماد الاحيمر في 1975 اشترك في حركة المقدم حسن حسين وربما هنا تغلبت عليه العنصرية أو بعض الأخطاء في القوات المسلحة في التعامل مع النـس لأن حماد الاحيمر حتى عندما التقى به أبو القاسم محمد إبراهيم, وكان حماد يسيطر على مباني الإذاعة في ذلك الصباح "5 سبتمبر (أيلول) 1975" اعتقد أبو القاسم انه جاء للدفاع عن مايو ومواجهة المجموعة الانقلابية وحاول مصافحته حتى خرج الاحيمر من دبابته ووجه بندقيته لأبي القاسم قيادة الحرس الذي كان مرافقاً لأبي القاسم بإطلاق النار عليه في تلك اللحظة عرف أبو القاسم لأول مرة أن الاحيمر مع المجموعة الانقلابية,[[ لكن أنا شخصياً وحتى هذه اللحظة اعتقد أن حماد الاحيمر كان هناك خطأ أدى لانضمامه للجهة المناوئة]] . )


    (16) اعود الى يوم 22 يوليو وبعد كل الذى جرى فى ساحة القصر رجعنا وبعض الاصدقاء الى الميز وفى حوالى الرابعة عصرا او اكثر سمعنا اطلاقات مدافع الدبابات من جهة شارع الجامعة و دار الضيافة فقررنا الانتقال لغرفة داخلية قد توفر لنا حماية اكثر حيث ان اطلاق النار من جميع انواع الاسلحة قد اشتد
    ونحن فى حالتنا تلك اذ بمجموعة من الجنود تقتحم المنزل[[ رموا اسلحتهم]] و ملابسهم العسكرية فى وسط الغرفة وارتدوا ما توفر لهم من ملابسى وتسللوا
    اما نحن فتركنا المنزل واتجهنا نحو الباخرة ابردين لنقضى تلك الساعات التى غيرت مسار البلد
    طارق أحمد أبوبكر(إبن الشرق)/ موقع sudaniyat.net
                  

07-23-2006, 09:55 PM

Elmuez

تاريخ التسجيل: 06-18-2005
مجموع المشاركات: 3488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شهداء قصر الضيافة.. ضحايا الإنتهازية السياسية و التكالب علي السلطة ! (Re: Elmuez)

    كتب سلطان :

    الصحافة 17/8/2005

    يوليو 1971م - عرض تقرير اللجنة الوزاري
    «الحلقة الأخيرة»

    د. محمد سعيد القدال

    تناول الفصل الثاني من الباب الثاني دور الاتحاد السوفيتي والدول الشيوعية الأخرى في المؤامرة. وانتهى إلى أنه لم يكن لهم دور مباشر فيها. ويتناول الفصل الثالث دور الامبريالية في المؤامرة. وأصبحت الحرب الباردة هي التي تحكم العلاقات الدولية. والسلاح الرئيسي فيها هو فن المخابرات. وقد برهنت التجربة أنها وراء كثير من الانقلابات، فهل كانت للامبريالية مصلحة في وقوع انقلاب شيوعي وقيام حكم شيوعي في السودان؟ مما لا جدال فيه أن هذا الأمر لا يتفق مع مصالح الامبريالية العالمية، مما قد يترتب عليه من تحول السودان إلى المعسكر الشيوعي الذي تصارعه الامبريالية، بدلا من أن يقف على الحياد بين دول العالم الثالث، كما أن قيام حكم شيوعي في السودان يفقد الامبريالية أية فرصة للاستثمارات أو العلاقات الاقتصادية الواسعة.

    أما إذا لم يعش الانقلاب الشيوعي طويلا، ويمكن للامبريالية أن تصطاد أكثر من عصفورين برمية واحدة. أولا التخلص من المد الثوري المعادي لها منذ قيام ثورة مايو والسياسة التي انتهجتها ثورة مايو والمعادية للامبريالية. وقد كشفت محاكمة اشتاينر دور الامبريالية في حوادث الجزيرة أبا عام 1970م، وقدمت وكالة المخابرات المركزية 18 مليون دولار لتدبير حركة الثورة المضادة في الجزيرة أبا، كما شجعت الامبريالية حركة التمرد في الجنوب. وامتد خطر ثورة مايو إلى المنطقة العربية باشتراكها في ميثاق طرابلس. وإلى أفريقيا برفضها الحوار مع نظام جنوب أفريقيا، ثم جاء الاعتراف بألمانيا الشرقية. وكل هذه أسباب كافية لسعي الامبريالية للتخلص من النظام في السودان، فإذا تيسر القضاء على النظام القائم بانقلاب شيوعي يستخدم فيه الحزب الشيوعي كطعم، فإن هذا سوف يسهل القضاء على الحزب الشيوعي باعتباره أكبر حزب منظم في العالم العربي وفي أفريقيا، مركزا لنشر الشيوعية في القارة الأفريقية.

    ولن يمكث أي انقلاب شيوعي طويلا في السودان، كما لن يبقى بعده الحزب الشيوعي سافرا أو مستترا، كما سينجرف معه المتعاونون والمتحالفون معه. وسوف ينفتح الطريق بعد القضاء على ثورة مايو أمام الرجعية للعودة إلى مواقعها وتشديد تحالفها مع أصدقائها القدامى.

    ما هي الظروف والدلائل التي تشير إلى أصبع الامبريالية في مؤامرة 19 يوليو؟ كانت مخابرات الدول الامبريالية وراء كثير من المشاكل والانقلابات التي تشهدها القارة الأفريقية، فكانت المخابرات الإنجليزية والأميركية وراء فتنة الجزيرة أبا في مارس 1970م واحتضنت المخابرات الأمريكية فليب عباس غبوش. وطلب مندوب المخابرات الأميركية من اشتاينر تقييما للتمرد في الجنوب، وقال المندوب إن اهتمام أميركا بجنوب السودان ليس كبيرا، ولكن هدفها قلب نظام الحكم في السودان وإحلال نظام موالٍ لأميركا. وأشار المندوب الى أنهم وراء المحاولة الانقلابية الفاشلة في أغسطس 1969م التي كان وراءها فليب غبوش.

    وتشير الدلائل إلى أن المخابرات الأميركية والبريطانية كانت تتخذ لها عملاءً من بين صفوف الحزب الشيوعي، تستقي من خلالهم أخباره وتتابع نشاطه. وتلقى جهاز الأمن القومي تقريرا من مصدر في الخارج يقول 'ن الأخوان المسلمين يرون أن الانقسام أصبح كاملا بين حكومة الثورة والحزب الشيوعي أحد أقوى الأحزاب في السودان. وقد زادت قوته بعد نجاح ثورة مايو. ويستمر الإخوان قائلين إن الحزب في عدائه للنظام الحالي لن يقف عند حد، وأن فترة الشهر الماضي كانت فترة استعداد خطير للحزب، وأن كميات من الأسلحة وصلت من اريتريا وأثيوبيا وبعلم المخابرات الأميركية والبريطانية عن طريق الشيوعيين المنشقين. وعلمت تلك المخابرات عن طريق عملائها في صفوف الحزب الشيوعي، أن قبائل في غرب السودان تم حشدها فكريا لنصرة الإسلام، ومستعدة للتحرك في حالة تهديد الوجود الإسلامي في السودان على يد الشيوعيين. ويقول الإخوان إن هذا أمر تعلمه الحكومة وتسكت عنه، وهذا أيضا ما يدفع الشيوعيين إلى سرعة التحرك لقلب نظام الحكم، كما أن بريطانيا عادت للتدخل الصريح مع أميركا في السودان، وأنها تؤيد الشيوعيين في موقفهم من ثورة مايو وفي معارضتهم لميثاق طرابلس. وإذا انفجر الصراع بين الحكومة والشيوعيين، سيقضي عليهم معا ويفتح الطريق لعودة حزب الأمة حليف بريطانيا، وكذلك الأخوان. ولو أدى انفجار الصراع إلى انفصال الجنوب، حتى ولو سيطر عليه الانفصاليون الشيوعيون، فهذا أمر يمكن تدبيره في المستقبل بانقلاب يميني، كما أن أميركا تصر وتخطط لإنهاء أمر السودان قبل حل مشكلة الشرق الأوسط وفتح قناة السويس، ولا تمانع أن يطيح اليساريون بالرئيس نميري، ثم يطيح الأمة والاتحادي والأخوان بالجميع، خاصة أن القاهرة ستظل مقيدة الحركة لعدة شهور. وكان الأخوان خلال موسم الحج متفائلين جدا، وأن النصر سيكون للمهدية والأخوان بعد الصراع الذي سينفجر خلال هذا الشهر أو على أقل تقدير قبل موعد الاحتفال بالذكرى السنوية للثورة. وقد نقل هذه المعلومات مصدر دائم الاتصال بجماعة الأخوان المسلمين.

    ويقول المصدر إنه صدر منشور باسم جبهة المقاومة الشعبية التابع للأخوان، ويعمل بمساعدة بعض العناصر الأجنبية والعميلة في كل من لندن وبيروت وجدة. يقول المنشور يدور هذه الأيام صراع رهيب على السلطة في السودان، وينحصر الصراع في هذه المرحلة فقط داخل الحزب الشيوعي من ناحية وصراع في أوساط العسكريين من ناحية أخرى، فهل يا ترى من انتصار آخر لنميري، هل ينجح في عزل المجموعة الصغيرة من الضباط التي تساند الشيوعيين؟ إن الأسابيع التي بين أيدينا كفيلة بالإجابة على هذا السؤال، فالأزمة قد بلغت حداً لا يمكن تجاوزه دون انتصار نهائي لفريق على آخر. وأيا كانت النتيجة فإن نظام الحكم في السودان ضعيف وخائر إلى أبعد الحدود.

    ويعلق التقرير على هذا المنشور الذي كان متداولا في إنجلترا في أواخر شهر مايو عام 1971م، أنه يدل على براعة التنبؤ. ولم يصدر ذلك التنبؤ فقط نتيجة لتحليل الوضع، بل عن علم بخفايا الأمور.

    تعليق على التقرير19 يوليو:

    كثر الحديث عن هذا التقرير، حتى وصلت بعض الشائعات إلى أنه تم إحراقه. وهذا التقرير جهد أكاديمي متميز، سواء اتفقنا أو اختلفنا معه. إن البحث الأكاديمي لا يقوم على اتفاق الآراء، وإنما على صرامة المنهج الذي يعتمد عليه الباحث. وهذا ما يجعل الحياة الأكاديمية تنمو وتزدهر.

    واعتمد التقرير على وثائق حكومية وتقارير أجهزة الأمن المحلية والخارجية، وعلى أدب الأحزاب السياسية. واستمع إلى العديد من الشخصيات التي عاصرت الأحداث. ولكن كل الشهود الذين استمع إليهم من الجماعة التي انقسمت عن الحزب بعد المؤتمر التداولي في أغسطس 1970م، ورغم وقوع الانقسام في 1970م، إلا أن جذوره تمتد إلى الستينيات، ودخلت فيه منذ ذلك التاريخ قوى أجنبية بأجهزة مخابراتها. وما كان لتلك اللجنة إلا أن تستمع إلى تلك المجموعة، لأن المجموعة التي يسميها التقرير «جناح» عبد الخالق، إما أعدموا أو في السجون أو في المنفى. ورغم أن اللجنة يرأسها قاضٍ مقتدر أعطاها طبيعة شبه قضائية كما يقول التقرير، وأضفى عليها الكثير من الاتزان، إلا أن بقية عضويتها كانوا يمثلون أجهزة السلطة: القوات المسلحة، الشرطة، جهاز الأمن، وزارة العدل، مما أضفى عليها بعض ظلال السلطة وانحازت لها. مثال ذلك أنها اعتبرت أي استيلاء على السلطة بالقوة يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون. ولكن واجهها انقلاب مايو الذي استولى على السلطة بالقوة. فقال التقرير: تستثنى حالة الثورات التي تستمد شرعيتها من قدرتها على البقاء وتقبل الشعب لها، وقدرتها في المحافظة على السلطة التي استولت عليها وفقا لتلك المبادئ. وهذا بلا شك تبرير لانقلاب مايو وليس حكما مبدئيا صارما. ومثل هذا الحكم يعطي بلا شك تبريرا لأي انقلاب يستمر في السلطة لبضع سنوات ويدعي الشرعية، كما أن الاستيلاء على السلطة بانقلاب هو عمل فوقي ولا يملك التأهيل التاريخي الذي يمنحه الشرعية الحقيقية، ولن يستمر مهما طال أمده، وسوف يمضي إلى مزبلة التاريخ بعد أن يكون قد أحدث أضرارا بعضها مدمر.

    وأدى اعتماد التقرير على مصدر أحادي إلى وقوعه في خطأ آخر، فقال إن الحزب الشيوعي أصدر بيانا بعد اعتقال عبد الخالق في 16 نوفمبر 1970م، قال فيه إن حياة عبد الخالق معرضة للخطر نسبة للظروف الشاقة التي يواجهها في معتقله، فقال التقرير إنه زار مكان اعتقال عبد الخالق في سلاح الذخيرة ووجده مكاناً ملائما للسكن. ولكن التقرير قال نصف الحقيقة. عندما اعتقل عبد الخالق في البداية وضع في أم درمان في زنزانة سيئة جداً حتى أصيب بالتهاب رئوي. وهدد الطبيب الذي كان يشرف على علاجه الدكتور عبد الرحمن الدرديري، بأنه سوف يفجر الأمر إذا لم ينقل عبد الخالق إلى مكان آخر، وتم نقله بعد ذلك. والدكتور عبد الرحمن خالي وصديق عمري، وهو الذي حكى لي تلك الحادثة.

    ورغم أن التقرير استوفى أغلب الجوانب المتعلقة بانقلاب 19 يوليو، إلا أن هناك جوانب أخرى تحتاج للمزيد من الاستقصاء، ولعلها لا تقع ضمن مهام اللجنة التي أوكلت لها. ولكن هذا لا يعفينا من طرحها، أولها أن تحديد دور الحزب الشيوعي يحتاج لوقفة. فهل طرحت مسألة الانقلاب في مؤسسات الحزب التي فصل أمرها التقرير؟ هل كان تنظيم الحزب في القوات المسلحة يخضع لتلك المؤسسات، أم أنه بطبيعته الحساسة كان له وضع مختلف، وأن ذلك القرار جعل تحديد الانقلاب وموعده لا يخضع تماما لتلك المؤسسات؟ إن مشاركة الحزب في الانقلاب أمر لا يحتاج إثباته لكبير عناء. ولكن ما مدى مشاركة الحزب بمؤسساته في الانقلاب؟ لقد أيدت عضوية الحزب الانقلاب كما أيدت انقلاب 25 مايو من قبل. ولكن نميري وزمرته صبوا جام غضبتهم الهمجية على كل الحزب، سواء خطط له أم كان ذلك تأييدا عاما بعد وقوع الانقلاب.

    لم يكن انقلاب 19 يوليو الأول في تاريخ السودان الحديث ولم يكن الأخير. ولكن رد الفعل الذي قوبل به ذلك الانقلاب كان همجياً لم يشهد السودان له مثيلا من قبل، وجاءت بعده ردود فعل لا تقل همجية. وشاركت في رد الفعل ذاك قوى أجنبية. فقد روى الأستاذ محمد حسنين هيكل أن برماريوف، أحد قادة الحزب الشيوعي السوفيتي، اتصل بالسادات وطلب منه أن يتوسط لدى نميري حتى لا يعدم الشفيع القائد العمالي الفذ. واتصل السادات بنميري وطلب منه أن يعدم الشفيع ويعدم معه «رأس الحية» يقصد عبد الخالق. ولم تكن المنازلة مع مجموعة قامت بانقلاب، ولكنها كانت منازلة دموية لاقتلاع حزب سياسي من الحياة السياسية. وهذا أمر يعبر عليه كثير من الناس سريعا ولكنه لبُّ المأساة.

    ولم يتعرض التقرير لمذبحة بيت الضيافة.. من نفذها؟ وهل جماعة هاشم العطا هم الذين قتلوا ذلك النفر من الضباط وأبقوا على حياة نميري وزمرته؟ أم أن هناك قوى أخرى لها مصلحة في القضاء على ذلك النفر من الضباط الذين يمثلون تيارا داخل سلطة مايو، لا تريد لذلك النفر البقاء؟ ولماذا يبقى أمر تلك المذبحة لغزا أو يسكت عنها ويذهب دم ذلك النفر هدراً؟
    نتمنى أن يفتح التقرير شهية الباحثين للمزيد من الاستقصاء والتحري، بنفس المنهج الذي اتبعته اللجنة.
                  

07-23-2006, 10:04 PM

Elmuez

تاريخ التسجيل: 06-18-2005
مجموع المشاركات: 3488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شهداء قصر الضيافة.. ضحايا الإنتهازية السياسية و التكالب علي السلطة ! (Re: Elmuez)

    خــاتمة و رأي:

    لي عودة لتبيان ما استخلصته من تصور لطبيعة ما تم في قصر "الضيافة" و في حدود ما تيسر من شهادات و معلومات .. فهل من مزيد!!!

    تحياتي للجميع.
                  

07-24-2006, 00:54 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شهداء قصر الضيافة.. ضحايا الإنتهازية السياسية و التكالب علي السلطة ! (Re: Elmuez)

    المعز العزيز
    شكرا لك على هذا الخيط..


    Quote: لي عودة لتبيان ما استخلصته من تصور لطبيعة ما تم في قصر "الضيافة" و في حدود ما تيسر من شهادات و معلومات .. فهل من مزيد!!!


    ساقوم بكتابة وجهة نظري فيما حدث...

    عند قيام الانقلاب اقيمت ثلاثة حراسات
    واحدة في القصر الجمهوري بها نميري وبعض الناس وعين عليها حارس

    ثم ثانية في قصر الضيافة بها قيادات الجيس والضباط الذين شكوا في انهم
    قد يفشلون الانقلاب ...
    ثم الثالثة في القيادة بها الوزراء المدنيين

    على كل حراسة كان هناك حارس...
    عين بواسطة ابو شيبة..
    فشل الانقلاب
    اطلق حارس نميري نميري ومن معه وتعهد له نميري بالتخفيف
    ثم وصل اتصال لحارس القيادة
    كان يردد الحارس
    انه لا يستطيع ان ينفذ ما يامر به لان شرفه العسكري لا يسمح له بقتل المدنيين العزل
    وكان يكرر ما بقدر يا سيادتو
    ما بقدر يا سياداتو..
    بعدها اخبر المساجين ان الانقلاب فشل
    وساعدهم للهروب بطريق آمن واخبرهم انه سيسلم نفسه
    فيما بعد شهد هؤلاء له خفف عليه الحكم ويعيش الان في السعودية...
    في قصر الضيافة كان هناك مشهد آخر
    رجال عزل غالبيتهم في ملابسهم الداخلية. فجأة فتحت طاقة الجحيم..
    وتم رشهم برشاشات .. ثم قام احدهم بتمشيط داخلي طارد الاحياء
    حيث تم قتل واحد في الحمام بعد ان طلب منه الثبات بلهجة آمرة..

    كونت لجنة لدراسة الحيثيات بواسطة القاضي علوب
    دكتور قلندر قرأ هذا التقرير بحكم منصبه في التوجيه المعنوي..
    قالك ان التقرير وصل الى انه لم يكن هناك توجيه من الحزب الشيوعي السوداني
    لاعدام من في القصر وانا ما حدث حدث من منتسبين للحزب كسلوك فردي..

    قال قلندر انه بعد القراءات والمقابلات يعتقد ان
    ابو شيبة هو المسؤول عن ما حدث في بيت الضيافة
    لانه اولا هو المسؤول عن تعيين الحراس
    وثانيا لماضيه الدموي اذ انه مشهور بانه دموي...

    اذن لم يجتمع الحزب ويقرر اعدام ضباط بيت الضيافة..
    ولكن منسوبيه نفذوا هذ المجذرة في انقلاب قام به الحزب,,
    محاولة اقحام جهة ثالثة ورمي المسؤولية عليها عمل غير اخلاقي
    لقد كان هؤلاء المساجين تحت سطوة من قام بالانقلاب وهو الحزب الشيوعي
    لم يؤمن لهم او يحيمهم من الجهة الثالثة هذه.
    وبذلك مسؤوليتهم تقصيرية..اولا ثم مسؤولية كاملة
    اذ انا نفذت بوساطة عضو حزب بامر من عضو حزب,,
    اثارة البلبة بذكر ما سمي باعترافات شامبي
    لا يوجد ما يسمى باعتراف شامبي الا في غقل الحزب الشيوعي
    لتنصل من المسؤولية بالقائها على جهة ثانية
    شامبي من مناسيب حزب الامة لم يحاول اي شخص من حزب الامة
    الرجوع لنفي هذه الفرية رغم التنبهات المتكررة مني...

    اليوم قبل باكر على الحزب الشيوعي ان يعترف بهذه الجريمة
    وبقبوله للعنف الثوري في التغير. بدلا عن ان يحتهد مؤرخيه في كتابة
    تأريخ مزيف..
    الاعتراف والاعتذار والتكفير بنبذ العنف الثوري.
    والتحول الى الديمقراطية والاعتراف بالتغيير الديمقراطي
    فعليا وليست صوريا..كما حدث.
    ينقذ الحزب من ماضيه الدموي...

    هذه وجهة نظري الامينة المنزهة عن الغرض الا الوصول الى الحقيقة..
    وانصاف من مات غدرا..
    وشكرا يا معز
                  

07-24-2006, 00:28 AM

Elmuez

تاريخ التسجيل: 06-18-2005
مجموع المشاركات: 3488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شهداء قصر الضيافة.. ضحايا الإنتهازية السياسية و التكالب علي السلطة ! (Re: Elmuez)

    حســنا,
    أجد نفسي أقرب للإقتناع بالسيناريو الحربي الآتي:

    1- هناك ما يكفي من أدلة من ما يشير بصورة منطقية و مقنعة ( ذات معني ) أنه قد تحركت قوة عسكرية ثالثة للقضاء علي ( يوليو و مايو معا! ) و هي القوة اللتي إتجهت مسرعة نحو القصر الرئاسي و قصر الضيافة و القيادة العامة مستخدمة في ذلك دبابات تي 55 الحارقة المدمرة,

    2- واضح أو من المنطقي أن يكون قد تفاجأ من هم بداخل سور قصر الضيافة من حراس و محروسين بجدية القصف الموجه نحوهم , بالنسبة للحراس من جنود الحرس الجمهوري التابع لأحد قادة يوليو منفذي الإنقلاب و هو المقدم عثمان حاج حسين أبوشيبة , فمن الأرجح أنهم كانوا قد إعتقدوا لحظتها أنه قد بدأت لهم معركة مع ( مايو ) نفسها, أي معركة بقاء لأحد الفصيلين الرئيسيين في الصراع ( يوليو و مايو ) دون أ يكون لأحد ( بما في ذلك قادة يوليو و يقع ضمنهم عثمان حاج حسين أبوشيبة ) علما بأن القوات المهاجمة هنا و هناك ( قصر الضيافة و القصر الجمهوري و القيادة العامة و أماكن أخري ) هي في حقيقتها قوات مناوئة للطرفين ( ليوليو و لمايو معا ) , لذلك فشهادة بعض الضباط الناجين حول إستدارة أحد أو بعض الحراس نحو المعتقلين و ضمه/هم لرصاص مدفعه/مدافعهم لذلك القصف الكثيف ( مدفع دبابة و رشاش دبابة ) القادم من خارج القصر ( التنظيم المناوئ ليوليو و مايو و المسمي بأحرار مايو أو الزنوج الأحرار ) , شهادة لا يمكن ردها و تجاوزها و إنما, في اعتقادي , يجب أن تؤخذ في معني هذا التصور ( توهم الحراس بدء العراك الحربي بينهم و بين مايو ) لكن يبقي السؤال: لماذا لم يكتفي هؤلاء الجنود بفكرة الفرار , من الناحية الأخري للقصر مثلا , دون التعرض لأناس عزل غير مسلحين ! .. هنا لا أستطيع الجزم بأن القائد أبوشيبة كان قد أصدر تعليماته لهم بذلك , و ربما كان قرار " زنقة " إتخذه أحدهم أو بعضهم بصورة تلقائية !

    3- الملاحظ أن عدد من هؤلاء الجنود قد أشير لهم في مداخلة الأخ (طارق أحمد أبوبكر(إبن الشرق) )و الذي روي مشاهدته لهم:16)
    Quote: اعود الى يوم 22 يوليو وبعد كل الذى جرى فى ساحة القصر رجعنا وبعض الاصدقاء الى الميز وفى حوالى الرابعة عصرا او اكثر سمعنا اطلاقات مدافع الدبابات من جهة شارع الجامعة و دار الضيافة فقررنا الانتقال لغرفة داخلية قد توفر لنا حماية اكثر حيث ان اطلاق النار من جميع انواع الاسلحة قد اشتد
    ونحن فى حالتنا تلك اذ بمجموعة من الجنود تقتحم المنزل[[ رموا اسلحتهم]] و ملابسهم العسكرية فى وسط الغرفة وارتدوا ما توفر لهم من ملابسى وتسللوا
    اما نحن فتركنا المنزل واتجهنا نحو الباخرة ابردين لنقضى تلك الساعات التى غيرت مسار البلد
    طارق أحمد أبوبكر(إبن الشرق)/ موقع sudaniyat.net


    4- تبين معظم شهاداة الرواة أن قيادة الإنقلاب مجتمعة لم تكن تنوي ممارسة أي نوع من التصفية الجسدية و إنما أتت ببرنامج يشمل مشروع عقد محاكمات لقادة مايو إضافة لما ذكر حول زيارة الشهيد هاشم العطاء لنميري و أعضاء مجلسه القيادي في معتقلهم بالقصر الجمهوري في فترة نجاح الإنقلاب و تأكيده لهم برغبته في المساعدة إن كانت لهم حوائج يودونها إضافة لنية الإنقلاب تقديمهم لمحاكمات .. إطلعت كذلك علي معلومة مفادها أنه( هاشم ) قد طلب من حراس المحتجزين بقصر الضيافة أن يأتوهم بالطعام من مطعم أتينيه الشهير بالخرطوم !

    .. خلاصة , ففي رأي المتواضع أن أولئك الرجال فقدوا أرواحهم نتيجة ركض و تكالب علي السلطة ( أحرار مايو ) و نتيجة هلع الرغبة الأنانية الضعيفة للبقاء علي قيد الحياة و ربما علي سلطة في متناول اليد ( بعض حرس القصر ) !

    المجد و الخلود لهم,
    أطالب بأن يبقي ملفهم مفتوحا علي الحقوق و الحقائق و أن تجد قضيتهم طريقها إلي التداول و التناول بصورة أفضل تحفظ لهم و لآلهم و شعبهم و وطنهم الأمر علي ما يجب أن يكون عليه..
    رحمهم الله و عوضهم جنان عدن.. أللهم آمين.

    (عدل بواسطة Elmuez on 07-24-2006, 00:45 AM)

                  

07-24-2006, 03:15 AM

Elmuez

تاريخ التسجيل: 06-18-2005
مجموع المشاركات: 3488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شهداء قصر الضيافة.. ضحايا الإنتهازية السياسية و التكالب علي السلطة ! (Re: Elmuez)


    العزيزة bayan ,
    لكي التحايا و شكرا علي المساهمة..

    Quote: محاولة اقحام جهة ثالثة ورمي المسؤولية عليها عمل غير اخلاقي


    حقيقة هنا أذكر أني رأيت ( بأم عيني ) في زيارة لخارج قصر الضيافة بعد الأحداث و كنت صغيرا , رأيت آثار ( رصاص ) في أعلي السور الخارجي للقصر مما أكد لي حقيقة وقوع ضرب من الخارج , و لا زالت الصورة في ذهني إضافة للتخريب العام الكان موجود علي السور المعني !
    Quote: ثم وصل اتصال لحارس القيادة
    كان يردد الحارس
    انه لا يستطيع ان ينفذ ما يامر به لان شرفه العسكري لا يسمح له بقتل المدنيين العزل
    وكان يكرر ما بقدر يا سيادتو
    ما بقدر يا سياداتو..
    أعتقد أن المشهد المبين أعلاه قد تم في الحقيقة في مباني جهاز الأمن القومي قرب القيادة العامة حيث كان قد تم ترحيل جزء من الظباط المعتقلين في قصر الضيافة إليه بعد شكواهم من ضيق مساحات غرف القصر الثلاثة مقارنة بعدد الظباط المعمول علي احتجازهم,
    موقف الظابط أعلاه يدلل علي أن قرار التصفية, إن كان كذلك, فيكون قد صدر من جهة واحدة , أبو شيبة أو غيره , بعد حصول المعمعة, لأنه لو كان القرار قد تضمنته خطة الإنقلاب لما رفض الظابط تنفيذه و لما رفض حارس ناس نميري كذلك التنفيذ , إذن يكون بذلك قرار قد تم بي صورة لحظية بعد تحرك الجهة المضادة ,
    إلتقيت ظابط قديم دفعة المرحوم أبو القاسم هاشم و علي معرفة بهاشم العطاء و أبو شيبة و الهاموش و هو يرفض تماما مجرد فكرة أن هؤلاء الرجال ممكن أن يصدروا تعليمات بالتصفية بل ذكر لي أن فكرة التصفية كانت قد تمت مناقشتها داخل إجتماعات الإعداد للإنقلاب ( الضباط الأحرار ) و أن هاشم العطا كان قد زجر صاحب الفكرة بحجة أن هؤلاء زملاء لا يمكن قتلهم !
    Quote: اثارة البلبة بذكر ما سمي باعترافات شامبي
    لا يوجد ما يسمى باعتراف شامبي الا في غقل الحزب الشيوعي
    هنا توجد أكثر من شهادة أو حديث أورد ليك منهم حديث العقيد أ.ح. هاشم الخير و الباقي تجديه ضمن الشهادات الأخري ( بعضها مايوي ):
    Quote: 6) أذكر أنني كنت متابعا لأقوال الملازم شامبي والذي ذكر أن تنظيمهم بدأ العمل في منتصف الستينات وهو ملتزم بافكاره منذ فترة الدراسة الثانوية التحق بالكلية الحربية وكان هدفهم هو الاستيلاء على السلطة عن طريق الانقلاب العسكري وكان التنظيم موجود قبل مايو واستمر بعدها وعندما قامت حركة 19 يوليو 1971 وجدوا الفرصة سانحة للقضاء أولا على المايويين ثم بعد ذلك على الشيوعيين للاسيلاء على السلطة تماما فتحركت مجموعتهم في المدرعات قبل المايويين وقامو بضرب "القوميين العرب" المايويين المحتجزين في قصر الضيافة وتحركوا من المنطقة وبدأوا في محاصرة ومطاردة الشيوعيين القاء القبض عليهم. في ذلك الاثناء كان اللواء النميري قد خرج من القصر وذهب إلى سلاح المدرعات وذابت الحركة في تحرك المايويين وأحرار مايو!!
    هذا ملخص ما سمعته أذني لشهادة الملازم شامبي كما اذاعتها الاذاعة السودانية وهي تنقل محاكمات حركة 5 سبتمبر 1975 . وللمفاجأة، في اليوم التالي تم إيقاف أذاعة المحاكمات عن طريق الاذاعة السودانية.
    العقيد أ.ح. هاشم الخير
    لكي تحياتي.


    ---------------------------------------------

    كذلك نفتح المجال لمساهمات , تعليقات و شهادات من الإخوة و الأخوات من غير أعضاء سودانيز أونلاين بغرض الدعم و إثراء الحقائق ..

    يمكن المراسلة علي البريد الإلكتروني:

    [email protected]

    و شكرا
                  

07-24-2006, 03:23 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شهداء قصر الضيافة.. ضحايا الإنتهازية السياسية و التكالب علي السلطة ! (Re: Elmuez)

    Quote: هذا ملخص ما سمعته أذني لشهادة الملازم شامبي كما اذاعتها الاذاعة السودانية وهي تنقل محاكمات حركة 5 سبتمبر 1975 . وللمفاجأة، في اليوم التالي تم إيقاف أذاعة المحاكمات عن طريق الاذاعة السودانية.
    العقيد أ.ح. هاشم الخير


    هذه الشهادة غير كاملة حتي لم تؤكد بواسطة اي سامع آخر
    بل صارت تردد هي نفسها على انها حقيقة..ومن اوردها شخص واحد..
    حيث قابلت من حقق في هذا الامر وذكر انه لم يعترف او يذكر شامبي ضرب بيت الضيافة..
    فقط تحدث عن تنظيمه .. ليت الاداعة كانت تحفظ هذه المحاكمات التى كانت تذاع..
    واكد لي اكثر من مصدر ان الافادة اعلاه لم تكن صحيحة.. ومحض كذب مخلط...

    وننتظر من يثني سماعه لمحاكمة شامبي..
    ابو شيبة هو الامر المباشر للحراس
    ولمادا لم يمت الحراس وتم اعدامهم بتهمة تصفية من في بيت الضيافة
    ااذا كان الضرب عشوائيا؟
                  

07-24-2006, 04:11 AM

wadalzain
<awadalzain
تاريخ التسجيل: 06-16-2002
مجموع المشاركات: 4701

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شهداء قصر الضيافة.. ضحايا الإنتهازية السياسية و التكالب علي السلطة ! (Re: bayan)


    لكى نكون حكما بين الجميع

    على كل من يدلى بدلوه ان

    1 - يحدد لنا مصادر اقواله

    أ - ان كان اشخاص ليقل لنا من هم ويجب الا يلقى الكلام على عواهنه مثل مايقوله الاعلاميون او الصحفيون الذين يرغبون فى دس الرسائل مثل ( علمت من مصدر موثوق ، حدد لى مصدرى ... الخ ) وليذكر مناسبة الحديث هل هو لقاء شخصى , اذاعى , صحفى

    ب - ان كان كتاب او مرجع ليقول لنا المرجع واسمه وصفحته ومؤلفه

    بعد ذلك القراء لهم عقل يميزون به اذا كان المرجع موثوق به ام فاقد المصداقيه او له غرض

    اما اذا كان تحليل فهذا امر آخر , فمن اراد ان يحلل عليه ان يعتمد معلومات صحيحه لا ان يلتقط معلومات مشكوك فيها ومن ثم يبنى عليها تحليله


    الذين يتصدون لكتابة التاريخ عليهم ان يتحلوا بالصرامه العلميه والصرامه العلميه لها شروطها المتعارف عليها فى كتابة الرسائل العلميه والابحاث

    اما اذا كتابة هواة وسياسيين منحازين فهذا امر آخر يقبل ويرد وتكون نصوصهم مفتوحه قابله للحذف والاضافه


    والسلام ختام
                  

07-27-2006, 11:42 PM

القلب النابض
<aالقلب النابض
تاريخ التسجيل: 06-22-2002
مجموع المشاركات: 8418

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شهداء قصر الضيافة.. ضحايا الإنتهازية السياسية و التكالب علي السلطة ! (Re: wadalzain)

    أب
                  

07-28-2006, 01:56 PM

القلب النابض
<aالقلب النابض
تاريخ التسجيل: 06-22-2002
مجموع المشاركات: 8418

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شهداء قصر الضيافة.. ضحايا الإنتهازية السياسية و التكالب علي السلطة ! (Re: القلب النابض)

    up
                  

07-28-2006, 07:38 PM

Elmuez

تاريخ التسجيل: 06-18-2005
مجموع المشاركات: 3488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شهداء قصر الضيافة.. ضحايا الإنتهازية السياسية و التكالب علي السلطة ! (Re: Elmuez)

    شكرا القلب النابض علي حفظ البوست مرفوعا,

    تاني:

    لنتصور السيناريو المفترض , بصورة أوضح و مختصرة, و نحن جلوسا داخل قصر الضيافة( أي القراء و أنا ) في اللحظات الأخيرة قبل بدء الهجوم علي القصر , أرجو أن نضع في الإعتبار إفتراضا بدهيا بأن الأحداث أدناه تتم و تسير بسرعة تتناسب و الموضوع :

    (1) أصوات ضرب قادمة من بعيد ناحية القصر الجمهوري غرب قصر الضيافة حيث بدأ الضرب هناك أولا:
    ((ويقول الرائد عبدالقادر احمد محمد: (..وفي اليوم الثالث سمعنا اصوات ضرب عنيفة وأستبشرنا خيرا وأستمر الضرب حتي الساعة الرابعة.))الرائد عبدالقادر احمد محمد

    (( ونحن قاعدين يوم الخميس العصر سمعنا صوت دبابات والضرب وصوت الدبابات واضح أنها دبابات اللواء الثاني))العقيد حمدون

    (2) إقتربت الدبابة أو الدبابات نحو قصر الضيافة و اتخذ حراس المعتقلين ساترا:
    (( ولما اقترب الصوت قلت ليهم ديل دباباتي ))العقيد حمدون
    ((وأورد الكاتب رواية للحاج عبدالرحمن الذي قال: (كنت وأبني محتمين بمكاتب الاتحاد وأتت دبابة اتجهت شرقا في اتجاه بيت الضيافة, وانطلق الرصاص. ومن مكاني شاهدت احد الاشخاص يرتدي فنله خارجا من بيت الضيافة فحصدته الدبابه وأتي آخر وقتلته وبعد ذلك اتجهت الدبابة غربا وانا علي هذه الحاله سمعت صوت سواق تاكسي يهتف : عائد عائد يا نميري))الرائد (م) عبد العظيم سرور

    ((وينقل لنا الكاتب رواية العقيد عثمان محمد احمد كنب قائد كتيبة جعفر بامدرمان الذي قال: (أنه اعتقل في تمام الحادية عشر ليلا يوم الانقلاب. ...وفي حوالي الساعة الثانية والنصف كان هناك صوت تعمير للسلاح واحضروا للجنود جبخانة زيادة وكانت هناك حركة غير عادية.. وأخذ الجنود في الخارج ساتر دفاعي ))العقيد عثمان محمد احمد
    (((( عند الساعة الرابعة تلقيت اتصالاً هاتفياً من الملازم أحمد جبارة مختار ، وهو صديق منذ الدراسة الإبتدائية وأحد المشاركين في الانقلاب . طلب مني الملازم جبارة أن أرسل أحد جنودي لإحضار الضابط المناوب في سرية الحرس الجمهوري المجاورة لمعسكرنا ، والتي لا يوجد بها خط هاتف ليتحدث معه لإرسال ذخائر))من كتاب عصام الدين ميرغني طه..للأسف إسم الكتاب غير متوفر.. نرجو المساعدة !

    (( من هذا الجزء من الرواية يتضح بلا أدني شك أن قوة هاجمت بيت الضيافة مستخدمة مدفعا رشاشا ونتيجة لذلك الهجوم اتخذ الجنود ساترا دفاعيا... والدليل الاكيد أن تلك القوة المهاجمة كانت تستهدف الضباط المعتقلين وان الضرب قد ركز علي النوافذ مما أدي الس تساقط زجاج الغرفة بالداخل. ))الرائد (م) عبد العظيم سرور



    (3) بادرت دبابات شامبي و الإحيمر إطلاق الرصاص و الدانات" أختلف مع عبد العظيم سرور هنا حيث ذكر أن المبادرون هم الحراس " ! :
    ((ولما اقترب الصوت قلت ليهم ديل دباباتي وبدون ما نشعر انفتحت النيران على الأوضة وأول مجموعة كانت في رأس العقيد حمودي وبطبيعة الحال كنا راقدين على الأرض لأنه كان في سرير واحد وباب الحمام كان فاتح ، دخلنا حسن أبونا وأنا وبسرعة قفلنا الباب.))العقيد حمدون
    ((
    اما النقيب اسحق ابراهيم عمر فقد ذكر: ((..سمعنا صوت قصف من الدبابات وعلمنا بأن المقاومة من جماعتنا باللواء الثاني.))النقيب اسحق ابراهيم
    (( عند الساعة الرابعة تلقيت اتصالاً هاتفياً من الملازم أحمد جبارة مختار ، وهو صديق منذ الدراسة الإبتدائية وأحد المشاركين في الانقلاب . طلب مني الملازم جبارة أن أرسل أحد جنودي لإحضار الضابط المناوب في سرية الحرس الجمهوري المجاورة لمعسكرنا ، والتي لا يوجد بها خط هاتف ليتحدث معه لإرسال ذخائر . كانت المفاجأة لي في عدم معرفته تفاصيل ما يحدث وهو في قيادة الحرس الجمهوري ، القوة الأساسية في انقلاب 19 يوليو . لكنه قال بوضوح تام ( إن هنالك دبابتين تطلقان النار بكثافة على منطقة القصر الجمهوري من موقعين في ساحة حديقة الشهداء المواجهة للقصر .، وقد دمرت نيرانها جزءً من السور وأجزاء من بيت الضيافة ...........
    لقد سُقت هذه الرواية لتبيان نقطة واحدة ، وهي أن دبابات حماد الإحيمر قد استهدفت القصر الجمهوري ومنزل الضيافة الذي يقع في مواجهة مواقعها في ساحة الشهداء عند شارع الجامعة . لقد رأيت بنفسي ـ بعد يوم من وقوع تلك الأحداث ـ حجم الدمار الذي لحق بالمنطقة ، وبمنزل الضيافة الذي دُمرت واجهته تماماً .. وهذا يقودني إلى ما سمي في تاريخ انقلابات السودان بـ ( مذبحة بيت الضيافة ) . كانت سلطة انقلاب 19 يوليو تحتجز في بيت الضيافة ما يقارب الأربعين ضابطاً ، وهم من رتب مختلفة وجميعهم مصنفين كأعضاء في ( تنظيم أحرار مايو ) الموالي لسلطة مايو ، ويقوده وزير الدفاع اللواء خالد حسن عباس . بعد انحسار معركة عصر يوم 22 يوليو ، قُتل ما يقارب الثلاثين ضابطاً ،و وجرح معظم بقية المحتجزين في بيت الضيافة بعد أن أطلقت النيران بكثافة على واجهة المبنى وعبر نوافذه العديدة .))من كتاب عصام الدين ميرغني طه..للأسف إسم الكتاب غير متوفر.. نرجو المساعدة !

    (4) حتي هذه اللحظة, أدت دبابات شامبي و الإحيمر دورها في القصف الذي من المؤكد قد راح ضحيته بعض المحتجزين ليبدأ ( الحراس ) في المقابل مواصلة حصد الأرواح:
    ((تعرف الضباط الناجون من مذبحة قصر الضيوف على الملازم الذي قام بإطلاق الرصاص عليهم وكان واحداً من الضباط التابعين للمقدم أبو شيبة. وقد أشار أولئك الناجون إلى أن حواراً دار خارج المبنى كان فيه شخص يخاطب شخصاً آخر بعبارة يا ضابط ويطلب منه تنفيذ التعليمات المعطاة له.. وقد أعقب ذلك دخول الملازم إلى غرفة الأسرى وإفراغه الرصاص في أجساد زملائه..))موسي صبري,
    ((وفي هذه اللحظة فوجئنا بأحد الضباط الحراس يدخل الغرفة ويضرب علينا مجموعات من سلاحه... وكان الضرب أشد بالغرفة الثالثة..))النقيب اسحق ابراهيم
    ((ويقول الرائد عبدالقادر احمد محمد: ((..وفي اليوم الثالث سمعنا اصوات ضرب عنيفة وأستبشرنا خيرا وأستمر الضرب حتي الساعة الرابعة. وفي ذلك الوقت سمعنا شخصاً بدار الضيافة يصدر أوامر للضباط باعدام جمبع المعتقلين الموجودين بدار الضيافة وفي هذه اللحظات دخل ضابط بسرعة مذهلة الي حجرتنا وبدأ في أطلاق النار من مدفع رشاش..الخ) ص67 - 68.))
    (( يقول الكاتب: (في يوم الخميس 22 يوليو الساعة الخامسة مساء تقريبا سمع هؤلاء المعتقلون صوت دبابة وسمعوا احدهم يقول: أضربهم كلهم ويجيب عليه شخص آخر: نعم كلهم ولا تترك احدا منهم حيا. وأشتد الضرب في الخارج ثم فجأة انهال عليهم مدفع رشاش...أغلبهم انبطح ارضا وآخرين لاذوا بحمامات الدار وغرفها. وبد قليل تكونت بركة من الدماء في وسط الحجرة التي كانت تجمعهم .. ))

    -طارق أحمد ابوبكر:
    اعود الى يوم 22 يوليو وبعد كل الذى جرى فى ساحة القصر رجعنا وبعض الاصدقاء الى الميز وفى حوالى الرابعة عصرا او اكثر سمعنا اطلاقات مدافع الدبابات من جهة شارع الجامعة و دار الضيافة فقررنا الانتقال لغرفة داخلية قد توفر لنا حماية اكثر حيث ان اطلاق النار من [[جميع انواع الاسلحة]] قد اشتد))
    [[..((وفى الجانب المقابل هنالك عدد مماثل من الضباط والجنود مِنْ مَنْ ألصقت بهم تهمة المجزرة نكاية وامعاناً فى الأذى. من العدل والانصاف أن ينصفوا. وقد تسنى لى التعرف على والد الشهيد أحمد عثمان الحردلو. لقيته مستلق على "عنقريب" وكأنه فى الرمق الأخير من الحياة. وبعد تقديم واجب العزاء فى فقده أخذت العافية تدب فى جسده. فرفع أيديه الى السماء طلبا للقصاص العاجل من الذين ألصقوا بابنه تهمة ارتكاب مذبحة بيت الضيافة، وذكر بأن ابنه بعث اليه قبل أن يخطو الى ساحة الاعدام وصية مقتضبة مع من بقوا على قيد الحياة "قولوا لوالدى إننى لم أقتل أحداً وأن الشبل بتاعك مات بشجاعة". من كل ذلك أخلص الى أن الكاتب لم يوف الموضوع حقه من العناية والدقة. وأن مزيداً من البحث والتمحيص الموضوعى لا يزال على قدر كبير من الأهمية.))..]] مصطفي عبد الواحدsudaniyat.net

    (5) ثم فر الحراس بجلدهم و بكامل أسلحتهم( علي العكس مما جاء في أحد تقارير الحزب الشيوعي),
    ((وكما جاء في كتيب الحزب الشيوعي الصادر 1974 حول مجازر الشجرة فان كل الجنود التابعين للحرس الجمهوري والذين تولوا حراسة المعتقلين حتي وقوع المذبحة[[ قد سلموا أسلحتهم بكامل عددها]] ))(راجع الكتيب),الرائد (م) عبد العظيم سرور


    ((وبد قليل تكونت بركة من الدماء في وسط الحجرة التي كانت تجمعهم .. ثم هرب الجناة...))
    ((طارق أحمد ابوبكر:
    ((اعود الى يوم 22 يوليو وبعد كل الذى جرى فى ساحة القصر رجعنا وبعض الاصدقاء الى الميز وفى حوالى الرابعة عصرا او اكثر سمعنا اطلاقات مدافع الدبابات من جهة شارع الجامعة و دار الضيافة فقررنا الانتقال لغرفة داخلية قد توفر لنا حماية اكثر حيث ان اطلاق النار من جميع انواع الاسلحة قد اشتد
    ونحن فى حالتنا تلك اذ بمجموعة من الجنود تقتحم المنزل[[ رموا اسلحتهم]] و ملابسهم العسكرية فى وسط الغرفة وارتدوا ما توفر لهم من ملابسى وتسللوا
    اما نحن فتركنا المنزل واتجهنا نحو الباخرة ابردين لنقضى تلك الساعات التى غيرت مسار البلد
    10 3 006 ))member of sudaniyat.net
    ((عدنا لميز الهبوب وفي حوالي الرابعة ظهرا سمعنا هدير الدبابت واطلاقاتها حول بيت الضيافة من جهة شارع الجامعة0
    و نحن في هذه الحالة المحبطة اذ بباب الدار يدفع وتدخل علينا مجموعة من الجنود [[بكامل عتادهم]]0000حالتهم مزرية000جعلوا يخلعون ملابسهم العسكرية و يرمون بسلاحهم على الطاولة و يبحثون عن ملابس مدنية000000لم اتمالك نفسي00فقلت00لماذا تهربون00و كانت حماقة تلافاها اخي بسرعة فسحبني و فتح لهم الدولاب))
    Hassan Farah
    sudaniyat.net

    (6)الجزء ده معقد شوية حيث يوجد تضارب أقوال يصعب معه تصور المشهد الآتي(لذلك إفترضت حقيقة أحد المشهدين
    a or b ):

    a-أحس جند دبابات الإحيمر بالصمت و خلو المكان فاقتحموه و عملوا علي التأكد من موت الضحايا!
    OR
    b- عاد أحد الحراس سريعا للتأكد من موت الجميع حتي يمحي أي شهادة مستقبلية محتملة ثم انضم لزملائه و لاذوا بالفرار!:

    ((وبعد شوية سمعنا صوت الباب فتح وأنه في طلقات واحدة... واحدة... مما يدل ان الضرب كان على الجثث حتى يتأكدوا أنهم ماتوا... وبعد شويه الدبابة جات داخله جوه قصر الضيافة وسمعت أصوات ناس وعرفتهم ناسي بتاعين اللواء الثاني ))العقيد حمدون
    ((أغلبهم انبطح ارضا وآخرين لاذوا بحمامات الدار وغرفها. وبد قليل تكونت بركة من الدماء في وسط الحجرة التي كانت تجمعهم .. ثم هرب الجناة... ولكنهم عادوا بعد قليل وأخذوا يجهزون علي من لم يمت بأسلحتهم الشخصية .))

    ((اما النقيب اسحق ابراهيم عمر فقد ذكر: (..سمعنا صوت قصف من الدبابات وعلمنا بأن المقاومة من جماعتنا باللواء الثاني. وفي هذه اللحظة فوجئنا بأحد الضباط الحراس يدخل الغرفة ويضرب علينا مجموعات من سلاحه... وكان الضرب أشد بالغرفة الثالثة..[ وبعد هذا سمعت صوت دبابة تدخل بيت الضيافة وبعدها سمعت صوت يقول الله اكبر...انتصرنا].)) ص67. ))

    ---------------------------------------------------------------
    هوامش:


    -اما الملازم محمد علي كباشي الذي كان معتقلا في بيت الضيافة فيقول: "قابلت في بيت الضيافة عقيد سعد بحر وارتشي واحمد الصادق والملازم اول احمد ابراهيم والرائد سيد المبارك والنقيب سيداحمد وكثير منهم. وقد اجتمع بنا العقيد سعد بحر وقال ان اللواء الثاني غير راضي بالموضوع الحاصل وانهم مجردون من السلاح. ومتوقع اطلاق سراح بعض الضباط الصغار منا , فمن يطلق سراحه عليه الاتصال باللواء الثاني. وقد كنت اول من اطلق سراحه. واتصلت باللواء الثاني وبعض الرقباء والجنود من اللواء الثاني واخبروني انهم علي استعداد للقيام بالحركة. وفي يوم 22 يوليو وفي طريقي الي الشجرة سمعت صوت ضرب وقابلتني دبابة بها الرقيب احمد جبريل وركبت فيها وذهبت الي بيت الضافة. وجددت دبابة قد ذهبت من قبل وضربت القصر.

    - أما خالد حسن عباس وزير الدفاع وعضو مجلس قيادة ثورة مايو في حوار مع جريدة البيان في 6 نوفمبر (تشرين الثاني) 1999 فيقول عن الاحيمر ..
    ويضيف ..
    (.. حماد الاحيمر في 1975 اشترك في حركة المقدم حسن حسين وربما هنا تغلبت عليه العنصرية أو بعض الأخطاء في القوات المسلحة في التعامل مع النـس لأن حماد الاحيمر حتى عندما التقى به أبو القاسم محمد إبراهيم, وكان حماد يسيطر على مباني الإذاعة في ذلك الصباح "5 سبتمبر (أيلول) 1975" اعتقد أبو القاسم انه جاء للدفاع عن مايو ومواجهة المجموعة الانقلابية وحاول مصافحته حتى خرج الاحيمر من دبابته ووجه بندقيته لأبي القاسم قيادة الحرس الذي كان مرافقاً لأبي القاسم بإطلاق النار عليه في تلك اللحظة عرف أبو القاسم لأول مرة أن الاحيمر مع المجموعة الانقلابية,[[ لكن أنا شخصياً وحتى هذه اللحظة اعتقد أن حماد الاحيمر كان هناك خطأ أدى لانضمامه للجهة المناوئة]] ).

    -ونحن قاعدين يوم الخميس العصر سمعنا صوت دبابات والضرب وصوت الدبابات واضح أنها دبابات اللواء الثاني ولما اقترب الصوت قلت ليهم ديل دباباتي وبدون ما نشعر انفتحت النيران على الأوضة وأول مجموعة كانت في رأس العقيد حمودي وبطبيعة الحال كنا راقدين على الأرض لأنه كان في سرير واحد وباب الحمام كان فاتح ، دخلنا حسن أبونا وأنا وبسرعة قفلنا الباب.
    وبعد شوية سمعنا صوت الباب فتح وأنه في طلقات واحدة... واحدة... مما يدل ان الضرب كان على الجثث حتى يتأكدوا أنهم ماتوا... وبعد شويه الدبابة جات داخله جوه قصر الضيافة وسمعت أصوات ناس وعرفتهم ناسي بتاعين اللواء الثاني

    - تعرف الضباط الناجون من مذبحة قصر الضيوف على الملازم الذي قام بإطلاق الرصاص عليهم وكان واحداً من الضباط التابعين للمقدم أبو شيبة. وقد أشار أولئك الناجون إلى أن حواراً دار خارج المبنى كان فيه شخص يخاطب شخصاً آخر بعبارة يا ضابط ويطلب منه تنفيذ التعليمات المعطاة له.. وقد أعقب ذلك دخول الملازم إلى غرفة الأسرى وإفراغه الرصاص في أجساد زملائه..موسي صبري,

    *الرائد (م) عبد العظيم سرور يواصل الكتابة لـ (الايام)

    *19 يوليو .. التخطيط.. التنفيذ .. الهزيمة

    لم يخطر بأذهاننا ونحن في اوج انتصارنا ان عدوا اساسيا كان لا يزال طليقا يمرح في اوساط القوات المسلحة وان التنظيمات اليمينية المنافسة التي كنا نعلم بأنها تستعد للقيام بانقلاب ضد مايو يمكن ان تستغل مثل تلك الفوضى التي كنا فيها والقيام بتحرك مضاد وذلك بلا شك كان ناتجا عن الاهمال وسوء التقدير والتراخي والغفلة، ان احد اهم اسباب هزيمتنا واعادة مايو الى السلطة كان تلك التنظيمات التي لم يكن هدفها اعادة مايو بل كان هدفها القضاء على نميري ومجلس قيادة ثورته وزمرته وضباطه في معتقلاتهم والقضاء على يوليو والاستيلاء على السلطة، كانت التنظيمات اليمينية تستعد للقيام بانقلاب مضاد ونحن غافلون عن ذلك واعترف بأنني قد شاركت في تلك الغفلة بالتساهل وسوء التقدير.
    في ضجيج المعركة والضرب المتبادل الذي استمر لاكثر من ثلاث ساعات في القصر الجمهوري حيث كان النميري واعضاء مجلس ثورته رهن الاعتقال ظن البعض ان نميري واصحابه قد لاقوا حتفهم، وانه تم القضاء على حركة 19 يوليو نهائيا، او انها تلفظ انفاسها الاخيرة فتسابق البعض ومنهم المقدم صلاح عبد العال مبروك الى الاذاعة لاعلان البيان الاول للانقلاب الجديد، وعندما كان يستعد لالقاء البيان فوجئ بدخول نميري الى مبنى الاذاعة فاسقط في يده، وراح يكيل السباب للشيوعيين ويصفهم بالغدر والخيانة والعمالة ويعلن عن عودة مايو، وان الرئيس القائد جعفر نميري سيدلي ببيان هام.
    كان المقدم صلاح عبد العال مبروك من اوائل الذين هرعوا الى القيادة العامة بعد نجاح انقلابنا للتهنئة بالانتصار واعلان الولاء لهاشم العطا والنظام الجديد والاستعداد لتقديم خدماته وبالفعل كان صلاح واحدا من اهم الضباط الكبار بالقيادة العامة اهم مواقعنا القيادية والعسكرية وفي موقع هاشم ومحجوب وود الريح وود الزين يصرف الامور ويصدر الاوامر هنا وهناك ويتحدث رسميا باسم حركة 19 يوليو وتنظيم الضباط الاحرار، ومهما نسينا فلن ننسى ان صلاح عبد العال مبروك وهو يحاول ان يبعد عن نفسه اي علاقة تربطه بحركة 19 يوليو قد غدر بالمقدم بابكر النور فقبل رئاسة محكمة ميدانية لمحاكمته واصدر حكما املاه عليه جعفر النميري فحكم على المقدم بابكر بالاعدام، والمثير للضحك والبكاء معا ان النميري قد كافا عبد العال على مايويته التي لا يتطرق اليها الشك وعلى شجاعته ونخوته ورجولته وعينه فيما بعد وزير بالحكومة، وعندما ذكر صلاح عبد العال وموقفه المشين لا بد ان نذكر ونحيي العقيد (أ.ح) تاج السر المقبول ذلك الرجل الانسان الذي ترأس اول محكمة لمحاكمة المقدم بابكر واصدر ضده حكما بالسجن لمدة عامين فلم يعجب السفاح نميري ذلك الحكم واعاد اليه الاوراق فحكم على بابكر بالسجن لمدة ست سنوات فرفض نميري الحكم الثاني وامر العقيد تاج السر بأن يصدر حكما بالاعدام فرفض بشجاعة ورجوله وقد ابى عليه ضميره ان يلطخ يديه بدماء رفيق سلاحه، وكانت نتيجة ذلك ان تم اقصاءه الجنوب ثم احالته للمعاش وتعيينه فيما بعد مديرا لمؤسسة الدولة للسينما.
    هذه في تقديري اهم الاسباب التي قادت الى الهزيمة وذلك بجانب التساهل وحسن النية الذي جعل قادتنا في القيادة العامة وسلاح المدرعات يرحبون بكل من جاءهم مهنئا مبديا رغبة في المساعدة ويضمونه الى صفوفنا وبين اولئك الكثيرون من الانتهازيين والمندسين الذين ظهرت نواياهم الخبيثة عندما بدأت بوادر الهزيمة ولقد ادركت لماذا لم يكن المقدم عثمان مرتاحا عندما جاءه البعض مهنئين عارضين خدماتهم، فكان يبعثهم الى القيادة العامة ليبت هاشم ومن معه من القادة في امرهم بالرغم من ان فيهم بعض الخيرين مثل العقيد يحي عمر قرينات والمقدم عزت فرحات.
    نواصل

    تقييم حركة 19 يوليو ص5.

    وتحت عنوان "روايات الشهود عن مذبحة بيت الضيافة يوم الخميس 22|7|1971" ذكر الكاتب نقلا عن العقيد حمدون: (ونحن في غرفتنا يوم الخميس سمعنا صوت الدبابات, كان واضحا انها دبابات اللواء الثاني, ولما اقترب الصوت قلت لهم "ديل دبابات" وفجأة انطلق الرصاص في الغرفة واول مجموعة كانت في رأس العقيد حمودي وكنا علي الارض لا نعرف من الداخل.. سمعنا صوت باب الغرفة فد فتح وكان هناك صوت طلقات متفرقة تطلق علي الجثث حتي يتأكدوا من موتهم وبعد ذلك تناهي الي اسماعنا اصوات نعرفها هي اصوات زملائنا في اللواء الثاني... وركبت دبابة وذهبت الي القيادة العامة.) ص64.
    ويروي الكاتب: (اما الملازم محمد علي كباشي الذي كان معتقلا في بيت الضيافة فيقول: "قابلت في بيت الضيافة عقيد سعد بحر وارتشي واحمد الصادق والملازم اول احمد ابراهيم والرائد سيد المبارك والنقيب سيداحمد وكثير منهم. وقد اجتمع بنا العقيد سعد بحر وقال ان اللواء الثاني غير راضي بالموضوع الحاصل وانهم مجردون من السلاح. ومتوقع اطلاق سراح بعض الضباط الصغار منا , فمن يطلق سراحه عليه الاتصال باللواء الثاني. وقد كنت اول من اطلق سراحه. واتصلت باللواء الثاني وبعض الرقباء والجنود من اللواء الثاني واخبروني انهم علي استعداد للقيام بالحركة. وفي يوم 22 يوليو وفي طريقي الي الشجرة سمعت صوت ضرب وقابلتني دبابة بها الرقيب احمد جبريل وركبت فيها وذهبت الي بيت الضافة. وجددت دبابة قد ذهبت من قبل وضربت القصر. وعندما دخلنا القصر وجدنا بعض المصابين وقد ضربهم الحرس ووجدت العقيد سعد بحر مصابا وأخذته الي الشجرة.) ص64.
    وأورد الكاتب رواية للحاج عبدالرحمن الذي قال: (كنت وأبني محتمين بمكاتب الاتحاد وأتت دبابة اتجهت شرقا في اتجاه بيت الضيافة, وانطلق الرصاص. ومن مكاني شاهدت احد الاشخاص يرتدي فنله خارجا من بيت الضيافة فحصدته الدبابه وأتي آخر وقتلته وبعد ذلك اتجهت الدبابة غربا وانا علي هذه الحاله سمعت صوت سواق تاكسي يهتف : عائد عائد يا نميري)
    وينقل لنا الكاتب رواية العقيد عثمان محمد احمد كنب قائد كتيبة جعفر بامدرمان الذي قال: (أنه اعتقل في تمام الحادية عشر ليلا يوم الانقلاب. ...وفي حوالي الساعة الثانية والنصف كان هناك صوت تعمير للسلاح واحضروا للجنود جبخانة زيادة وكانت هناك حركة غير عادية.. وأخذ الجنود في الخارج ساتر دفاعي وسمعنا ضرب الرشاش في الخارج مما أدي الي تساقط زجاج الغرفة للداخل. وهنا أخذنا نتلو الشهادة ودخل احدهم الغرفة وأخذ يضرب علينا مباشرة..الخ.) ص65

    اما النقيب اسحق ابراهيم عمر فقد ذكر: (..سمعنا صوت قصف من الدبابات وعلمنا بأن المقاومة من جماعتنا باللواء الثاني. وفي هذه اللحظة فوجئنا بأحد الضباط الحراس يدخل الغرفة ويضرب علينا مجموعات من سلاحه... وكان الضرب أشد بالغرفة الثالثة.. وبعد هذا سمعت صوت دبابة تدخل بيت الضيافة وبعدها سمعت صوت يقول الله اكبر...انتصرنا.) ص67.
    ويقول الرائد عبدالقادر احمد محمد: (..وفي اليوم الثالث سمعنا اصوات ضرب عنيفة وأستبشرنا خيرا وأستمر الضرب حتي الساعة الرابعة. وفي ذلك الوقت سمعنا شخصاً بدار الضيافة يصدر أوامر للضباط باعدام جمبع المعتقلين الموجودين بدار الضيافة وفي هذه اللحظات دخل ضابط بسرعة مذهلة الي حجرتنا وبدأ في أطلاق النار من مدفع رشاش..الخ) ص67 - 68.))
    حسب رواية الحاج عبدالرحمن الذي وصفه الكاتب بسكرتير اتحاد العمال السابق وعضو الحزب الشيوعي السوداني ان دبابة اتجهت شرقا في اتجاه بيت الضيافة, وانطلق الرصاص ومن مكاني شاهدت احد الاشخاص يرتدي فنله خارجا من بيت الضيافة فحصدته الدبابة وأتي آخر وقتلته وبد ذلك اتجهت الدبابة غربا..الخ) وهنا نري ايضا ان الحاج عبدالرحمن الذي كان محتميا بمباني اتحاد العمال القريب جدا من بيت الضيافة يؤكد ان دبابة قد حصدت وقتلت.
    ويقول كنب أخذ الجنود في الخارج ساترا دفاعيا وسمعنا ضرب الرشاش الخارج مما أدي الي تساقط زجاج الغرفة بالداخل) من هذا الجزء من الرواية يتضح بلا أدني شك أن قوة هاجمت بيت الضيافة مستخدمة مدفعا رشاشا ونتيجة لذلك الهجوم اتخذ الجنود ساترا دفاعيا... والدليل الاكيد أن تلك القوة المهاجمة كانت تستهدف الضباط المعتقلين وان الضرب قد ركز علي النوافذ مما أدي الس تساقط زجاج الغرفة بالداخل.
    من هذه الروايات المختلفه ورغم التلفيق والتناقض يؤكد الكاتب نفسه وتؤكد اقوال العقيد حمدون والملازم كباشي والعقيد كنب والحاج عبدالرحمن, ان دبابة واحدة علي الاقل قد هاجمت بيت الضيافة اولا وقد استخدم المهاجمون اسلحة نارية اقلها رشاشات وقد أتخذ الحراس ساترا دفاعيا لمواجهة ذلك الهجوم. وتجدر الاشارة الي ان بالدبابة رشاشان احدهما قرينوف والآخر رشاش من نفس عيار البندقية الكلاشنكوف 7.62ملم.

    Source Al-Ayaam September 5, 2005
    ----------------------------------------
    -ابن الشرق
    Member
    لقد شهدت منطقة القصر ما سمي بمذبحة بيت الضيافة حيث قامت حركة 19 يوليو (تموز) بجمع عدد كبير من قادة الأسلحة وقيادات الجيش الذين رفضوا التعاون معهم في بيت الضيافة وعددهم 38 ضابطا وفي حوالي الساعة الخامسة مساء بوم 22 يوليو (تموز) أطلقت مجمــوعة النار عليهم عبر المدخل الأمامي والنوافذ وقتل اغلبهم ..
    - ويتفق الأستاذ محجوب عمر باشري في ذلك عما جــــــــــــاء في كتابه " إعدام شعب " ص 150
    ( .. يظن بعض الناس أن حماد أحيمر هو الذي أحبط الانقلاب ، ولكن حماد أحيمر كان متواطئا مع فريق آخر ضد هاشم العطا وأبى شيبة وجعفر نميري وزملائه .. دخل حماد أحيمر التاريخ وظن الناس أنه منقذ لثورة مايو ، ولكن هكذا أراد الله وقد لقي حماد أحيمر حتفه في انقلاب حسن حسين . )
    حماد الاحيمر حتى عندما التقى به أبو القاسم محمد إبراهيم, وكان حماد يسيطر على مباني الإذاعة في ذلك الصباح "5 سبتمبر (أيلول) 1975" اعتقد أبو القاسم انه جاء للدفاع عن مايو ومواجهة المجموعة الانقلابية وحاول مصافحته حتى خرج الاحيمر من دبابته ووجه بندقيته لأبي القاسم قيادة الحرس الذي كان مرافقاً لأبي القاسم بإطلاق النار عليه في تلك اللحظة عرف أبو القاسم لأول مرة أن الاحيمر مع المجموعة الانقلابية, لكن أنا شخصياً وحتى هذه اللحظة اعتقد أن حماد الاحيمر كان هناك خطأ أدى لانضمامه للجهة المناوئة . )

    -طارق أحمد ابوبكر:
    اعود الى يوم 22 يوليو وبعد كل الذى جرى فى ساحة القصر رجعنا وبعض الاصدقاء الى الميز وفى حوالى الرابعة عصرا او اكثر سمعنا اطلاقات مدافع الدبابات من جهة شارع الجامعة و دار الضيافة فقررنا الانتقال لغرفة داخلية قد توفر لنا حماية اكثر حيث ان اطلاق النار من جميع انواع الاسلحة قد اشتد
    ونحن فى حالتنا تلك اذ بمجموعة من الجنود تقتحم المنزل رموا اسلحتهم و ملابسهم العسكرية فى وسط الغرفة وارتدوا ما توفر لهم من ملابسى وتسللوا
    اما نحن فتركنا المنزل واتجهنا نحو الباخرة ابردين لنقضى تلك الساعات التى غيرت مسار البلد
    10 3 006

    -Hassan Farah : عدنا لميز الهبوب وفي حوالي الرابعة ظهرا سمعنا هدير الدبابت واطلاقاتها حول بيت الضيافة من جهة شارع الجامعة0
    و نحن في هذه الحالة المحبطة اذ بباب الدار يدفع وتدخل علينا مجموعة من الجنود بكامل عتادهم0000حالتهم مزرية000جعلوا يخلعون ملابسهم العسكرية و يرمون بسلاحهم على الطاولة و يبحثون عن ملابس مدنية000000لم اتمالك نفسي00فقلت00لماذا تهربون00و كانت حماقة تلافاها اخي بسرعة فسحبني و فتح لهم الدولاب
    Hassan Farah

    - حول مذبحة بيت الضيافة عصر 22يوليو كتب الأستاذ عبد العظيم :
    أ . لم يكن للحزب الشيوعي أو تنظيم الضباط الأحرار مسئولية فيما حدث في بيت الضيافة. ولم تكن التصفية الدموية في أي مرحلة من المراحل ضمن خططهم. ما حدث في بيت الضيافة كان تصرفآ فرديآ يستوجب الإدانة.
    ب. أنكرنا (الضباط الأحرار) في البداية ولسنوات طويلة أية علاقة بما حدث في بيت الضيافة، إلا أن جهة آمرة في إنقلاب 19 يوليو أصدرت أمرآ فرديآ بتنفيذها. وقام ضابط أو إثنان مع جنودهما بتنفيذ جزء من المجزرة.
    ج. مذبحة بيت الضيافة جريمة مزدوجة بدأها الضباط والجنود المشاركون في إنقلاب يوليو وأتمتها مجموعة من ضباط الصف الذين عادوا في سبتمبر 1975 ونفذوا انقلاب المقدم حسن حسين.
    (3) 8. كتب الأستاذ عبد العظيم "أن جهة آمرة في إنقلاب 19 يوليو أصدرت أمرآ فرديآ بتنفيذها" تطرقنا في موضوع سابق أن الضابطين الذين قصدهما الأستاذ عبد العظيم هما الملازمان أحمد عثمان الحردلو وأحمد جبارة. الأول واجه التهمة أمام محكمة ميدانية وصدرت براءته. والثاني لم تنسب إليه التهمة أصلآ كما أسلفنا. وهنالك الملازم مدني علي مدني من ضباط الحرس الجمهوري وكان لصيقآ بالمقدم عثمان أحمد الحسين (أبشيبة) حتي النهاية، ووجه تهمة مذبحة بيت الضيافة أمام محكمة عسكرية وصدرت براءته. وكما جاء في كتيب الحزب الشيوعي الصادر 1974 حول مجازر الشجرة فان كل الجنود التابعين للحرس الجمهوري والذين تولوا حراسة المعتقلين حتي وقوع المذبحة[[ قد سلموا أسلحتهم بكامل عددها]] (راجع الكتيب)
    من شهادة د.بوب
    ----------------
    أذكر أنني كنت متابعا لأقوال الملازم شامبي والذي ذكر أن تنظيمهم بدأ العمل في منتصف الستينات وهو ملتزم بافكاره منذ فترة الدراسة الثانوية التحق بالكلية الحربية وكان هدفهم هو الاستيلاء على السلطة عن طريق الانقلاب العسكري وكان التنظيم موجود قبل مايو واستمر بعدها وعندما قامت حركة 19 يوليو 1971 وجدوا الفرصة سانحة للقضاء أولا على المايويين ثم بعد ذلك على الشيوعيين للاسيلاء على السلطة تماما فتحركت مجموعتهم في المدرعات قبل المايويين وقامو بضرب "القوميين العرب" المايويين المحتجزين في قصر الضيافة وتحركوا من المنطقة وبدأوا في محاصرة ومطاردة الشيوعيين القاء القبض عليهم. في ذلك الاثناء كان اللواء النميري قد خرج من القصر وذهب إلى سلاح المدرعات وذابت الحركة في تحرك المايويين وأحرار مايو!!
    هذا ملخص ما سمعته أذني لشهادة الملازم شامبي كما اذاعتها الاذاعة السودانية وهي تنقل محاكمات حركة 5 سبتمبر 1975 . وللمفاجأة، في اليوم التالي تم إيقاف أذاعة المحاكمات عن طريق الاذاعة السودانية.
    العقيد أ.ح. هاشم الخير


    - وفى الجانب المقابل هنالك عدد مماثل من الضباط والجنود مِنْ مَنْ ألصقت بهم تهمة المجزرة نكاية وامعاناً فى الأذى. من العدل والانصاف أن ينصفوا. وقد تسنى لى التعرف على والد الشهيد أحمد عثمان الحردلو. لقيته مستلق على "عنقريب" وكأنه فى الرمق الأخير من الحياة. وبعد تقديم واجب العزاء فى فقده أخذت العافية تدب فى جسده. فرفع أيديه الى السماء طلبا للقصاص العاجل من الذين ألصقوا بابنه تهمة ارتكاب مذبحة بيت الضيافة، وذكر بأن ابنه بعث اليه قبل أن يخطو الى ساحة الاعدام وصية مقتضبة مع من بقوا على قيد الحياة "قولوا لوالدى إننى لم أقتل أحداً وأن الشبل بتاعك مات بشجاعة". من كل ذلك أخلص الى أن الكاتب لم يوف الموضوع حقه من العناية والدقة. وأن مزيداً من البحث والتمحيص الموضوعى لا يزال على قدر كبير من الأهمية.
    مصطفي عبد الواحد

    - كان نميري قد خرج من الأسر بجلابية.. وفي معسكر الشجرة ارتدى زياً عسكرياً لجندي توجه به إلى مبنى التلفزيون حيث أطل على الناس ليقول لهم إن واجب الشعب هو مطاردة كل شيوعي.. وكان من أشهر ما قاله نميري يومها أنه أشار إلى الضباط الشيوعيين ولم يذكر إلا اسم النقيب خالد الكد حيث ذكره بتعبير (something الكد). وقد اختفى خالد الكد لبعض الوقت ثم سلم نفسه. وحين سأله نميري عن سبب اختفائه قال له أنك لم تستطع تذكر أي اسم سوى اسمي.. وتنتظر مني ان لا أختفي؟


    - يقول الكاتب: (في يوم الخميس 22 يوليو الساعة الخامسة مساء تقريبا سمع هؤلاء المعتقلون صوت دبابة وسمعوا احدهم يقول: أضربهم كلهم ويجيب عليه شخص آخر: نعم كلهم ولا تترك احدا منهم حيا. وأشتد الضرب في الخارج ثم فجأة انهال عليهم مدفع رشاش...أغلبهم انبطح ارضا وآخرين لاذوا بحمامات الدار وغرفها. وبد قليل تكونت بركة من الدماء في وسط الحجرة التي كانت تجمعهم .. ثم هرب الجناة... ولكنهم عادوا بعد قليل وأخذوا يجهزون علي من لم يمت بأسلحتهم الشخصية . كان من ضمن الضباط العقيد سعد بحر قائد ثاني المدرعات والذي اصيب ولكنه لم يمت ولما فطن لعودة القتله رش جسده بالدمات حتي تبدو أصابته كبيره وكأنها قاتله.. ونجا من الموث ليحكي صحة مسؤولية الانقلابيين عن المذبحة ثم شاهدهم مرة اخري يهرولون خارجين.)
    ويقول كما روي العميد عبدالرؤوف عبدالرازق في رسالة الماجستير التي أعدها بمعهد الدراسات الافريقية والاسيوية ص 103 ان العميد أ.ح. عبدالقادر وأظنه يقصد محمد عبدالقادر, قد أكد في مقابلة معه يوم 31|8|1983 أنه لا صحة لما تردد بأن هناك جهة ثالثة هي التي قامت بذلك بل هم ضباط انقلاب 19 يوليو. والمذكور كان ضمن الضباط المعتقلين بمنزل الضيافة واستطاع الخروج وتمكن من السيطرة علي القيادة العامة في مساء يوم 22 يوليو 1971.)
    ويقول دار الاتهام مباشرة للمقدم عثمان حسين أبوشيبه بأنه أصدر أوامر التخلص من الضباط, كما وجه النظام الاتهام للمقدم محمد احمد الزين, وقيل انه الملازم احمد عبدالرحمن الحاردلو وقيل انه الملازم احمد جباره مختار, وقيل الرائد بشير عبدالرازق وكلهم تم اعدامهم)
    ويقول لقد أثبت التقرير الطبي الاصابات الناتجة عن رصاص من علي بعد قريب ووجد داخل اجسام الموتي رصاصات من النوع المستعمل في السلاح الشخصي لضباط الانقلاب والاسلحة الرشاشة التي عند الجيش السوداني ولم يعط التقرير اي أشارات الي ان بعض الضرب قد تم بواسطة دانات الدبابات او المدافع, كما حاول التنصل من المذبحة مدعياً بأن قوة ثالثة قتلتهم حيث كان هناك انقلاب عسكري داخل محاولة أعادة نميري للسلطة.)
    اما النقيب اسحق ابراهيم عمر فقد ذكر: (..سمعنا صوت قصف من الدبابات وعلمنا بأن المقاومة من جماعتنا باللواء الثاني. وفي هذه اللحظة فوجئنا بأحد الضباط الحراس يدخل الغرفة ويضرب علينا مجموعات من سلاحه... وكان الضرب أشد بالغرفة الثالثة.. وبعد هذا سمعت صوت دبابة تدخل بيت الضيافة وبعدها سمعت صوت يقول الله اكبر...انتصرنا.) ص67.
    ويقول الرائد عبدالقادر احمد محمد: (..وفي اليوم الثالث سمعنا اصوات ضرب عنيفة وأستبشرنا خيرا وأستمر الضرب حتي الساعة الرابعة. وفي ذلك الوقت سمعنا شخصاً بدار الضيافة يصدر أوامر للضباط باعدام جمبع المعتقلين الموجودين بدار الضيافة وفي هذه اللحظات دخل ضابط بسرعة مذهلة الي حجرتنا وبدأ في أطلاق النار من مدفع رشاش..الخ) ص67 - 68.))
    تنوية: قبل ان أستطرد في الكتابة رأيت ان أوضح للقراء الكرام ان المقتطفات المتقدمة اخذت من الكتاب مباشرة ودون تصرف منا ولا علاقة لنا بكثرة الاخطاء وسوء الصياغة.‍‍
    بأختصار شديد سأحاول التعليق علي بعض ما نقله الكاتب من اقوال صدرت منه او علي لسان بعض شهود العيان الذين نقل لنا رواياتهم المتضاربة او المتناقضة
    عبد العظيم سرور يتناول فؤاد مطر في كتابه الحزب الشيوعي السوداني, نحروه ام أنتحر?


    - عند الساعة الرابعة تلقيت اتصالاً هاتفياً من الملازم أحمد جبارة مختار ، وهو صديق منذ الدراسة الإبتدائية وأحد المشاركين في الانقلاب . طلب مني الملازم جبارة أن أرسل أحد جنودي لإحضار الضابط المناوب في سرية الحرس الجمهوري المجاورة لمعسكرنا ، والتي لا يوجد بها خط هاتف ليتحدث معه لإرسال ذخائر . كانت المفاجأة لي في عدم معرفته تفاصيل ما يحدث وهو في قيادة الحرس الجمهوري ، القوة الأساسية في انقلاب 19 يوليو . لكنه قال بوضوح تام ( إن هنالك دبابتين تطلقان النار بكثافة على منطقة القصر الجمهوري من موقعين في ساحة حديقة الشهداء المواجهة للقصر .، وقد دمرت نيرانها جزءً من السور وأجزاء من بيت الضيافة ) كان واضحاً لي أن الملازم أحمد جبارة يعرف تماماً هوية تلك الدبابات التابعة للواء الثاني مدرع ، لكنه لا يعرف من يحركها , انقطع الاتصال أثناء المحادثة ولكنه كان كافياً لأعرف أن هنالك انقلاباً مضاداً ، وأن الخرطوم قد تولت إلى ساحة معركة كبيرة .. فصوت الانفجارات وهدير الرشاشات يأتي من عدة اتجاهات .
    لقد سُقت هذه الرواية لتبيان نقطة واحدة ، وهي أن دبابات حماد الإحيمر قد استهدفت القصر الجمهوري ومنزل الضيافة الذي يقع في مواجهة مواقعها في ساحة الشهداء عند شارع الجامعة . لقد رأيت بنفسي ـ بعد يوم من وقوع تلك الأحداث ـ حجم الدمار الذي لحق بالمنطقة ، وبمنزل الضيافة الذي دُمرت واجهته تماماً .. وهذا يقودني إلى ما سمي في تاريخ انقلابات السودان بـ ( مذبحة بيت الضيافة ) . كانت سلطة انقلاب 19 يوليو تحتجز في بيت الضيافة ما يقارب الأربعين ضابطاً ، وهم من رتب مختلفة وجميعهم مصنفين كأعضاء في ( تنظيم أحرار مايو ) الموالي لسلطة مايو ، ويقوده وزير الدفاع اللواء خالد حسن عباس . بعد انحسار معركة عصر يوم 22 يوليو ، قُتل ما يقارب الثلاثين ضابطاً ،و وجرح معظم بقية المحتجزين في بيت الضيافة بعد أن أطلقت النيران بكثافة على واجهة المبنى وعبر نوافذه العديدة .

    من كتاب لعصام الدين ميرغني طه( إسم الكتاب غير متوفر! )


    - أما خالد حسن عباس وزير الدفاع وعضو مجلس قيادة ثورة مايو في حوار مع جريدة البيان في 6 نوفمبر (تشرين الثاني) 1999 فيقول عن الاحيمر ..
    ويضيف ..
    (.. حماد الاحيمر في 1975 اشترك في حركة المقدم حسن حسين وربما هنا تغلبت عليه العنصرية أو بعض الأخطاء في القوات المسلحة في التعامل مع النـس لأن حماد الاحيمر حتى عندما التقى به أبو القاسم محمد إبراهيم, وكان حماد يسيطر على مباني الإذاعة في ذلك الصباح "5 سبتمبر (أيلول) 1975" اعتقد أبو القاسم انه جاء للدفاع عن مايو ومواجهة المجموعة الانقلابية وحاول مصافحته حتى خرج الاحيمر من دبابته ووجه بندقيته لأبي القاسم قيادة الحرس الذي كان مرافقاً لأبي القاسم بإطلاق النار عليه في تلك اللحظة عرف أبو القاسم لأول مرة أن الاحيمر مع المجموعة الانقلابية,[[ لكن أنا شخصياً وحتى هذه اللحظة اعتقد أن حماد الاحيمر كان هناك خطأ أدى لانضمامه للجهة المناوئة]] . )

    (عدل بواسطة Elmuez on 07-28-2006, 07:56 PM)
    (عدل بواسطة Elmuez on 07-28-2006, 08:07 PM)
    (عدل بواسطة Elmuez on 07-28-2006, 08:25 PM)
    (عدل بواسطة Elmuez on 07-28-2006, 08:30 PM)

                  

07-30-2006, 10:29 AM

القلب النابض
<aالقلب النابض
تاريخ التسجيل: 06-22-2002
مجموع المشاركات: 8418

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شهداء قصر الضيافة.. ضحايا الإنتهازية السياسية و التكالب علي السلطة ! (Re: Elmuez)

    أب
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de