امس فى دبى امين حسن عمر يتهرب من الاجابة عن سؤال حول الفساد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 07:58 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-26-2006, 00:11 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8788

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
امس فى دبى امين حسن عمر يتهرب من الاجابة عن سؤال حول الفساد

    امس وبالنادى السودانى بدبى تحدث امين حسن عمر
    اتصلت فبل اللقاء بالكثير من الاصدقاء ادعوهم للحضور فكانت الاجابة الزول الثقيل دا يسمعو كيف
    حضرت اللقاء والذى تحدث فيها مطولا عن التدخل الخارجى وتاثير الصراع بين الجمهوريين والديمقراطيين فى امريكا...وعن اتفاقية ابوجا ولماذا لم يوفقوا على مطالب الحركات
    طلبت فرصة الحديث مباشرة تدخل مقدم اللقاء وطلب منى توجيه سؤال مباشر رديت عليه قائلا
    حدد لى وقت ولكن لا تحدد لى كيف اتحدث
    قلت ان التدخل الخارجى امر واقع فى السياسة الدولية
    ما يهمنا فى الداخل ان اتفاقية ابوجا لم تلبى مطالب اهل دارفور فى السلطة نائب رئيس وفى الاقليم الواحد وفى توزيع الثروة
    ثم تحدثت عن اهمية التحول الديمقراطى كضمانة لتنفيذ الاتفاقيات
    وان الحركات المسلحة تطالب بالقوات الدولية نتيجة لعدم الثقة فى الحكومة
    اجاب د امين
    ان الحكومة لن توافق على دخول قوات دولية تحت البند السابع واستغرب لماذا يتم استنكار دخولها فى السودان وهى تتواجد فى كل الدول العربية ماعدا الجزائر ودولة اخرى
    وقال ان الحركات المسلحة لم تتعرض لضغوط فى ابوجا
    اكثر من ايراد الامثلة عن امريكا ونظامها السياسى وتحدث بغرور كبير عن نفسه باعتباره دكتور فى العلوم السياسية وقال انا لا اعتبر حزبى انا رجل سياسة محترف
    لاادرى من اين اتى بمعلومة ان جميع الدول العربية بها قوات اجنبية
    كذلك استغرب نفيه لتعرض حركات دارفور لضغوط وفى حقيقة الامر هى كانت اكثر من ضغوط وصلت مرحلة التهديد عندما قيل لخليل ابراهيم اذا لم توقع نلتقى فى لاهاى

    اشاد اكثر من متحدث من اهل المؤتمر الوطنى بحديث دا امين ووصفوه بالمثقف صاحب المعلومات الغزيرة
    الاخ ناصر النورانى قدم مداخلة قوية اثرات اعتراضات من امين ومن جمهور متشنج
    عندما سالت عن الفساد وذكرت عمارات عبد الرحيم محمد حسين
    تهرب من الاجابة وقال ساخرا
    لقد تركت الجامعة منذ اكثر من 30 سنة ولن ارد على اسئلة اركان النقاش فى الجامعات
    طبعا حيرد يقول شنو قلنا ليهو قضية الفساد وحددنا ليهو الزول لازم يتهرب
                  

05-26-2006, 04:55 AM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 24980

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: امس فى دبى امين حسن عمر يتهرب من الاجابة عن سؤال حول الفساد (Re: mohmmed said ahmed)

    الاخ الكريم/ محمد سيد احمد

    حسناً فعلت بفتح سيرة أحد عرَابي النظام المتهالك


    حضر المدعو أمين حسن عمر الى الزقازيق عاصمة المحافظة الشرقية بمصر ضمن وفد من منظراتية

    النظام أواخر الثمانينات من القرن المنصرم للمشاركة في الإسبوع الثقافي الذي كان ينظمه الإتحاد

    العام للطلاب السودانيين بمصر، وكان يروج في الندوة التي شارك فيها بمفرده لفكرة تطبيق

    النموذج الفيدرالي في السودان كحل ومخرج سياسي رشيد لقضية نظام الحكم عندنا ، وساق العديد من

    نماذج الفيدراليات المتبعة في عدداً من الدول مثل الامارات ونيجيريا وسويسرا وكندا والولايات

    المتحدة واشاد بها أيما إشادة، ولم تخلوا المحاضرة بالطبع من إسلوبه الرخيص في التهكم

    والإستهزاء بعقلية الحاضرين من الطلاب والطالبات وهي صفة ملازمة له ملازمة الروح للجسد.

    وبعد إنتهائه من المحاضرة تقدمت إليه بسؤال يتعلق بالشان الثقافي وكيفية إستيعاب (النموذج

    الفيدرالي الذي يبشَر له) للتعددية الإثنية والدينية في السودان وإستشهدت في ثنايا السؤال

    بابيات مشهورة من جنوبيات الشاعر محمد المهدي المجذوب:

    ليتني في الزنوج ولي رباب تميد بها خطاي وتستقيم

    وفي حقوي من خرز حزام وفي صدغي من ودع نظيم

    أجترع المريسة في الحواني وأهذر لا ألام ولا ألوم

    وأصرع في الطريق وفي عيوني ضباب السكر والطرب الغشوم

    طليق لا تقيدني قريش بأحســاب الكــرام ولا تمـيم

    إقتصر إجابته بقوله أن المجذوب لم يكن في كامل وعيه عندما كتب هذه القصيدة (يعني كان سكران )

    وأنه لو قدَر للمجذوب أن ينهض من قبره لما تردد في إنكاره لهذه الابيات.

    ولدهشته فوجئ بوجود أحدى سليلات آل المجذوب بين الطلاب الحضور الجمت لسانه القذر قائلة له أن

    المجذوب لم يعاقر الخمر في حياته وأن المريسة التي ورد ذكرها في القصيدة ما هي إلا خمرة صوفية

    أوردها كثير شعراء الصوفية في أشعارهم وأن المجذوب يحاول أن يعكس من خلالها الكثير من

    المضامين النبيلة للانسان البوهيمي السوداني في محاولاته للتخلص من القيود التي كانت تكبل

    إنسان ذلك الزمان، وطالبته بأن يتقدم بإعتذار فوري لهذه السقطة وأن يراعي الله فيما يقوله.

    ما كان من هذا المعتوه إلا أن زجرها قائلاً لها يا (بنت أسكتي) وردت عليه بكل أدب (أنا طالبة

    لو سمحت .. لا تقول لي بنت) وإمعاناً في نرجسيته المفرطة بإضطهاد الأخر إذا كان يختلف معه في

    الرآي قال لها (إنتي في الاخر بنت قبل ماتكوني طالبة ) بكل هذه الوقاحة، والله على ماقول شهيد.

    لم يراعي هذا المعتوه - على الاقل - شعور طالبات الإتجاه الإسلامي اللائي حضرن للندوة مبكراً،

    ومما لاشك فيه أن وقاحته أصابتهن بصدمة كبيرة من نظرته الضيقة وذهنيته الذكورية المتحجرة تجاه

    الفتاة المتعلمة إلا أنهن عاجزات للتصدي لغطرسة عراب النظام ،بالله من ستسوَل لها نفسها بمقارعته؟

    لكن عنجهيته هذه كلَفته الكثير حيث تصدى له أحد الطلبة بضربة قاضية في وجهه كادت أن تفقده

    توازنه رغم تواجد عدد غير قليل من طلبة الإتجاه الاسلامي حوله بغرض حمايته.

    يارعاك الله هذه نماذج سيئة من البشر أفرزتها سياسة الطغمة النتنة التي لاترى في نفسها مايراه

    فيها الاخرين من نتانة وغطرسة
                  

05-26-2006, 08:20 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8788

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رد (Re: mohmmed said ahmed)

    الاخ حيدر
    الزول دا امس كان مسخرة
    قمة النرجسية
    فى اجابة لسؤال لماذا لم يشرك فى المفاوضات خبراء سياسة
    اجاب انا محترف ودارس للعلوم السياسية
    وعن الاحداث فى الشرق قال واحد اسمو مبروك معاهو 300 شخص والسودانيين بحبهم للدراما بالرغم من فشلنا فيها ضخموا موضوع الشرق
    عن الوضع العسكرى فى دارفور قال الحكومة ما عاجزة عن ضرب شوية جماعة فوق الجبل
    وفى حديثه عن المفاوضات قال ناس الحركات جابوا لينا زول من سويسرا قالوا خبير
    اكثر من ثلاث مرات ردد الانتخابات جاية والحشاش يملا شبكتو
    وفى تفسير غريب
    قال ان المؤتمر الوطنى سوف يكتسح الانتخابات لان الناس ما بيقدروا يكاجرو الفى السلطة عشان بتضرهم
    يعنى الدكتور بتاع العلوم السياسية يفترض يقول انو المؤتمر الوطنى حيكسب الانتخابات عشان برنامجو او عشان انجازاتو لكن نظرية عدم المكاجرة دى لازم تدرس كاكتشاف جديد للفيلسوف
                  

05-26-2006, 08:37 AM

السنجك
<aالسنجك
تاريخ التسجيل: 05-27-2002
مجموع المشاركات: 2695

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الى متى يامغتربى الخليج؟؟؟ (Re: mohmmed said ahmed)

    الاخوان فى دبى التحيه للذين تصدوا لامين لكن الواضح انهم كانوا اقليه الى مات نتوارى عن مواجهة الانقاذ يااخواننا فى الخليج والى متى ترتعد فرائضنا من اقتناص مثل هذه الافرص وتلقين امثال امين درس لن ينسوه كما تم تلقين البشير فى نيويورك الدرس فتوقف عن لقاء الجاليات السودانيه وكما تم تلقين محمد الامين خليف فى ايام الانقاذ الاولى فى المغرب وكما لقن الاخوان فى فلادلفيا بالامس كرتى درسا سيظل فى ذاكرته لينقله لبقية اخوان السوء فى الخرطوم
    واتمنى من الاخوه ان ينقلوا لنا كلام أمين فهو كلام خطير يلخص راى الانقاذ فى ثورات الاقاليم
                  

05-26-2006, 10:21 PM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8788

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
د (Re: mohmmed said ahmed)

    لاحظت غياب ابناء دارفور
    عن الحضور او المشاركة فى الحوار
    كانت فرصة للتعرف على افكار الحكومة وكيف تحاور وتناور
                  

05-27-2006, 01:00 AM

Omer54

تاريخ التسجيل: 02-10-2003
مجموع المشاركات: 783

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: امس فى دبى امين حسن عمر يتهرب من الاجابة عن سؤال حول الفساد (Re: mohmmed said ahmed)

    الاخ محمد سيد أحمد

    السلام عليكم

    دكتور امين حسن عمر يتصف بكثير من العنجهية و الغرور و الافراط في الاعجاب بالنفس.

    (اكثر من ثلاث مرات ردد الانتخابات جاية والحشاش يملا شبكتو)
    هذا هو المخيف في الامر!. معظم او كل الانتخابات النقابية التي اجريت كسبها المؤتمر الوطني سواء كان ذلك عن طريق ننظيف او غير نظيف.

    نعم لا توجد اغلبية للمؤتمر الوطني و لكن المؤسف ان الاحزاب و القوي السياسية الموجودة في الساحة لا تلبي طموحات الكثيرين. الحركة الشعبية اثبتت انها لها استرابجتهاالخاصة (6 اعوام ليست بعيدة) في اشارة الي انها تنتظر انقضاء الفترة الانتقالية و من ثم تفصل الجنوب لذلك تتحاشي الدخول مع المؤتمر الوطني في احتكاكات.

    و كما تري فأن ماذكره دكتور امين حسن عمر بشأن الفوز في الانتخابات هو متوقع في ضوء ماذكرته سابقا, اللهم الا ان تنتظم قطاعات الوطنيين و المتقفين في تنظيم جديد يقلب الطاولة علي الجميع.

    وشكرا
                  

05-27-2006, 04:29 AM

عبدالرحمن الحلاوي
<aعبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: امس فى دبى امين حسن عمر يتهرب من الاجابة عن سؤال حول الفساد (Re: Omer54)

    Quote: اللهم الا ان تنتظم قطاعات الوطنيين و المتقفين في تنظيم جديد يقلب الطاولة علي الجميع.

    أضم صوتي لصوتك في إيجاد تنظيم سياسي موحد ، يقوم برنامجه على وحدة التراب والإنسان ، ويؤمن بالتعدد والديمقراطية والتبادل السلمي ، ويحارب الجهوية والإقصائية ، ويضمن للجميع حق المشاركة الفاعلة ، ويمثل كل السودان .. لقد آن الأوان لهذه الأحزاب الخردة أن تذهب وزعامتها إلى عير عودة لأنها بعيدة عن روح العصر ، ولتنازل القوى الحديثة ، المؤتمر الوطني بزخمه السلطوي وترهاته المهووسه ( الحاكم المطلق صاحب البراءة من الرب ( الثيوغراسي ) .. وإلا مزيد من المهازل ولن تكفكف مناديل العذارى دموع الأسى لهذا البلد الكبير الذي سرى فيه هذا السرطان العضال .. شكراً محمد سيد أحمد لهذه اللفتة ولو كنت أعرف لصاقعت هذا الدكتور المتغنج .. قال دكتور .. للمعلومية شهادة الدكتوراة في السودان أسهل من الكتابة في هذا البورد .
                  

05-27-2006, 07:44 AM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 24980

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: امس فى دبى امين حسن عمر يتهرب من الاجابة عن سؤال حول الفساد (Re: عبدالرحمن الحلاوي)

    فوق

    لتعرية المرجفين
                  

05-27-2006, 10:12 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8788

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رد (Re: mohmmed said ahmed)

    فى عمود الحاج وراق فى صحافة اليوم يقول
    (لاحظ د عبد الوهاب الافندى بان تلامذة الترابى وخصوصا الحاكمين يضمرون احتقارا بالغا للشعب السودانى)

    كان هذا الامر جليا فى حديث د امين حسن عمر
    عندما قلت له ان هناك رفض شعبى لاتفاقية ابوجا
    اجاب شوية طلبة محرضين فى الخرطوم ومظاهرة فى معسكر للاجئين ما رفض شعبى
    وعندما توقع حصول حزب المؤتمر الوطنى على اغلبية فى الانتخابات القادمة يرجع ذلك لان الناس لا يكاجرون السلطة لانها سوف تضرهم

    يعنى تصوتو لينا بالكرباج
    شوفو احتقار الجماهير دا كيف
                  

05-31-2006, 03:24 AM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 24980

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد (Re: mohmmed said ahmed)

    Quote: يعنى تصوتو لينا بالكرباج

    شوفو احتقار الجماهير دا كيف


    ده لسبب بسيط لانهم يدركون خسارة رهانهم على الشعب الذي لفظهم في إنتخابات حرة ونزبهة

    كيف يراهنون على من إكتوى بنارهم طويلاً؟
                  

06-01-2006, 05:15 AM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 24980

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد (Re: حيدر حسن ميرغني)

    الاخ / محمد سيد احمد

    اسمح لي ان ارفق المقال ادناه لانه يخدم الغرض

    اللنك الخاص بالمقال:

    http://www.elaph.com/ElaphWeb/AsdaElaph/2006/5/151994.htm


    Quote: نهاية ثورة الإسلاميين في السودان

    إبراهيم علي إبراهيم المحامي



    --------------------------------------------------------------------------------


    كان سر قوة الحركة الإسلامية السودانية يكمن في دعوتها للدولة الإسلامية وتطبيق الشريعة،

    والعدالة الاجتماعية والمساواة، واقتصاد السوق الحر التي عادة ما تجد قبولا وسط الشعوب المسلمة

    البسيطة. إلا انه بعد تجربة أكثر من عقد ونصف في الحكم تلاشت تماماً هذه القوة بموجب فكرة القوة

    نفسها التي أجهضت تلك المبادئ. وكان على الإسلاميين بعد توليهم أمر الحكم ارتكاب العديد من

    الأخطاء الجسيمة "الضرورية" في سبيل تحقيق القضايا الأمنية الكبرى وتطبيق تلك المبادئ الإسلامية،

    شأنهم شأن غيرهم من السياسيين الذين ينظرون دائما للمستقبل.

    وبالطبع يرجع الفضل في صياغة هذه المبادئ والأفكار ونجاح الحركة الإسلامية في السيطرة على

    مقاليد الأمور في السودان في صبيحة 30 يونيو 89 إلى أفكار الشيخ حسن الترابي دون منازع، فقد

    وهبها سني عمره وعقله وعاطفته، إلى أن أوصلها للسلطة عبر الانقلاب العسكري. وكما يحلو للإسلاميين

    العرب تسميته بالشيخ الوحيد الذي أتى للحركة بدولة! وللأسف بفضله أصبح السودان في عهده وطناً

    للإسلاميين المتشددين الذين طردوا من أوطانهم نتيجة لتطرفهم وأفكارهم التكفيرية والانتحارية.

    كذلك كان سر قوة الحركة الإسلامية في السودان يرجع إلى ذلك المزيج النادر بين الرجال الحركيين

    والأفكار التي كان يروج لها الترابي آنذاك.

    أما النائب علي عثمان طه الذي نال مؤخرا أيضا لقب "الشيخ" فمنذ أن أوكل إليه أمر تنفيذ

    الانقلاب قام بتكوين مجموعات تجارية واقتصادية داخلية ضخمة، من الأقارب والموالين وذوي العصبة،

    تتبع له مباشرة، وظف لها كل إمكانيات الحركة من قوة ومال وإعلام، كما قام بتكوين شبكة أمنية

    أوعز لها بتوظيف الموالين له فقط، ومن أهله وعشيرته، وحدد لها مهمة محددة هي تمكينه من

    السلطة، وحشد الأصوات اللازمة لأي عمل سياسي. كما أسس حلقات سياسية منظمة داخل الحركة ليضمن

    ولاءها له وحده لدرجة انه استطاع أن يحشد كل الأصوات لصالح موقفه في إقصاء الشيخ الترابي. كذلك

    لعب علي عثمان دورا كبيرا في تصعيد دور العسكريين المتحالفين مع الحركة والذين اتضح ضعفهم

    السياسي والفقهي بعد كل هذه السنوات في الحكم والتجربة.

    وبعزل الترابي فقدت الحركة الإسلامية السودانية عقلها وقلبها النابض وأصبحت ضعيفة تتناوشها

    الرياح الدولية وتعصف بها أنواء القضايا المحلية المستفحلة، ويواجه قادتها أوامر القبض التي

    أصدرتها محكمة الجنايات الدولية. وهكذا بدأت نهاية ثورة الإسلاميين في السودان. صحيح أن علي

    عثمان والبشير لا يزالان يقبضان على السلطة، ولكن لهيب النار قد خبأ واختفى بريقه، وان

    الاستراتيجيات والسياسات التي شكلت توجهات الإنقاذ في الفترة الماضية التي وضعها الترابي

    ورفاقه لا تحكم إنقاذ اليوم.

    يقول بعض الإسلاميين أن نهاية الحركة الإسلامية قد بدأت قبل ذلك بوقت طويل. وان الثورة ماتت يوم

    قفزت الجبهة القومية الإسلامية للأمام لاستلام السلطة بالانقلاب العسكري، تاركة برنامجها الديني

    ورائها. وماتت الثورة بسبب التكلفة البشرية والمادية الباهظة للجهاد الذي أعلنته ضد أجزاء

    أساسية من مواطني الدولة التي تريد أن تنفذ فيها مشروعها الحضاري، وماتت بسبب العنف غير

    المبرر أخلاقيا ضد معارضيها في المعتقلات وبيوت الأشباح سيئة الذكر التي يمارس فيها التعذيب

    والإذلال والتصفيات بصورة سبقت وفاقت سمعة أبو غريب. فمنذ أيامه الأولى ابتعد النظام الإسلامي عن

    كريم الأخلاق الإسلامية الحسنة لدرجة وصفته الصحافة العالمية بأنه نظام خليط بين الحكم الديني

    وجماعات المافيا، ووصفه بن لادن الذي كان ضيفاً عليه بأنه "نظام للجريمة المنظمة".

    وماتت الثورة بسبب ما ظنه الإسلاميون "متطلبات ومستحقات السلطة والحكم" وعواقب استخدام سياسة

    القوة التي حكمت بها الإنقاذ في دولة مفككة ومنقسمة على نفسها وتحمل مزيدا من أسباب الفرقة

    والشتات، وبسبب الحرب التي شنتها ضد المسلمين أنفسهم في دارفور وشرق السودان، والنيل الأزرق

    وجبال النوبة، وبسبب تحول مراكز القوى في الحركة الإسلامية إلى القصر الجمهوري ومكاتب الأمن

    والمخابرات نتيجة لهذه السياسات.

    فمثلها مثل باقي الأنظمة اعتمدت الإنقاذ على ثابت في السياسة السودانية لم يتغير في كل الأزمنة

    والحكومات ولم تشاء الإنقاذ تغييره، وهو علاقة الخرطوم بالأقاليم المختلفة تلك العلاقة التي

    تستند إلى تاريخ طويل من الاستغلال والحروب. وحقيقة قد جسدت الإنقاذ هذه العلاقة وكرست سياسات

    الظلم وانعدام العدل والمساواة، فوطدت سلطتها في الخرطوم عبر تحالف ومزج لثلاثة عناصر هي:

    تحالف قبلي واسري، تحت غطاء إيديولوجي إسلامي، تسنده آلة عسكرية أمنية. والغريب في الأمر رغم

    ظاهر الحال لا زالت الإنقاذ تتجاهل حقيقة تنوع السودان الديني والثقافي والعرقي، ولا تزال

    متمسكة بتطبيق مشروعها الثقافي الآحادي على كافة أقسام الشعب المختلفة والمتعددة فاندلعت

    الحرب عليهم من كل جانب في القطر، يقودها بنوها في بعض الجهات. وهذه مسيرة غباء نسجتها

    الإنقاذ بنفسها فلم تجد يوماً بلا حروب لتلتفت إلى قضايا التنمية والبناء والعدالة الاجتماعية

    والمساواة التي نص عليها الإسلام المتسامح.

    ليس هذا فحسب، بل أن الإنقاذ عزلت نفسها عن قطاعات الشعب المسلمة التي "جاءت من اجلها" ولبناء

    دولتها، ففشلت في تحقيق تحالف بين المسلمين، وفضلت الانفراد بالسلطة والثروة، فلم تستوعب في

    أجهزة الحكم إلا كادرها الملتزم، ونأت بنفسها عن تيار الإسلام الوسطي العريض الذي يشكل السودان،

    كما نأت بتجربتها عن إشراك الطائفتين الدينيتين الكبيرتين والطوائف الأخرى رغم تمسكها بالإسلام.

    وهكذا أصبحت أداة الثورة ومحركها "الإسلام الحركي والأصولية" أداة عرقلة وفشل "للدولة الإسلامية"

    بعد أن كانت أداة جمع وحشد للحركة الإسلامية.

    إن عزل الترابي في نهاية التسعينات كان بمثابة المؤشر الأخضر لتحرك الإنقاذ نحو نهايتها

    المحتومة الدانية. فالحركة الإسلامية التي ظلت تدعو وتطالب بدستور إسلامي حاربت من اجله منذ

    الستينات واتهمت معارضيه بالإلحاد والكفر عندما استلمت السلطة أتت بدستور دكتاتوري شبه

    علماني، لم ترد فيه كلمة أو إشارة لدين الدولة أو إسلاميتها. وهكذا انتهى حلم الإسلاميون

    بجمهورية إسلامية على أيديهم.

    والآن يواجه إسلاميو السودان أسوأ وضع تشهده حركتهم في تاريخها الطويل، حيث يواجهون مشاكل

    معقدة ليس في يدهم حلها مثل قضية دارفور وسلسلة طويلة من النزاعات مع الحركة الشعبية الشريك

    في الحكم، وتكاثر وجود القوات الأجنبية والإفريقية ووقع حوافر القوات الدولية على الأبواب.

    وتواجه قيادتهم عدد من البلاغات الجنائية وأوامر القبض التي طالت حوالي ستين منهم لارتكابهم

    جرائم الحرب وانتهاك حقوق الإنسان، وسلسلة من الفضائح الدينية والأخلاقية مثل التصفيات التي

    أعقبت محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك الفاشلة، والتي كشف عنها تفاصيلها المثيرة الترابي

    بنفسه مؤخرا.

    فمثلما كشف الشيخ الترابي "صاحب الثورة" عن سوءاتها وجرمها وانحلالها الأخلاقي والديني، كشفت

    تصريحاته الأخيرة عن الغطاء الإيديولوجي المتهالك الذي كان يوفره لها الشيخ نفسه. وبالفعل

    أصبحت الإنقاذ بلا غطاء أيدلوجي بعد إزاحة الترابي وعزله، حيث لم تمنعهم قدسيته وأبويته للحركة

    و"ثورتها" من اعتقاله فأصبحت ثورتهم أول ثورة في التاريخ "تأكل أباها" كما قال د. قرنق. كذلك

    انكشفت أفكار الشيخ الدينية "باعتباره المرجعية الدينية" بعد جرأته الأخيرة في الفتيا التي

    البت عليه شيوخ الإسلام في بقاع الدنيا.

    هذا الانكشاف والتعري الإيديولوجي جرد الحركة الإسلامية من أهم أسلحتها وهو قدرتها على تعبئة

    الجماهير وراء قراراتها بتوظيف سحر العباءة الدينية لصالحها. وفي ظل تنكر الترابي لأحكام ترى

    غالبية المسلمين صحتها وثباتها، تواجه الحركة الإسلامية إشكالا موضوعيا في شرعيتها الدينية

    نفسها.

    لإنعاش الحركة الإسلامية وثورتها يقترح البعض انجاز وحدة بين الفريقين الوطني والشعبي وإعادة

    الروح للشعارات القديمة: جمهورية إسلامية بدستور إسلامي ومشروع حضاري ودولة عدالة اجتماعية

    ومساواة! ولكن هناك استحالة في حدوث تلك الوحدة خاصة أن الجراح التي تركها الانقسام ما زالت

    تنزف وقد زادتها تصريحات الترابي الخطيرة نزفا، لدرجة تؤكد أن صراعات الحركة الإسلامية قد وصلت

    مرحلة "علي وعلى أعدائي" في حرب البقاء. وهذه آخر مراحل الثورات. فكيف يتسنى للإنقاذ إعادة

    الروح لجسدها بعد أن فقدت جذوتها وقوتها والرؤية والأشخاص الذين يستطيعون القيام بتغيير وجهة

    الإنقاذ أو تغيير الواقع السياسي الماثل.


    فعلى مدى عقد ونصف من الحكم فقدت الإنقاذ صدقيتها الدينية وفقد شيوخها القدرة على التأثير

    المعنوي ليس على الآخرين فحسب بل على أتباعهم بصفة خاصة. وحقيقة لا يوجد الآن اتفاق وسط

    المفكرين الإسلاميين في السودان حول ما تعنيه "ثورة الحركة الإسلامية"، وان الإسلاميين الآن لا

    يقودون حركتهم ولا يملكون شيء في ثورتهم، وان المفكرين الإسلاميين لا مكان لهم إلا في صفحات

    الصحف. وأصبحوا ضيوفا على "ثورتهم" لا يساهمون في دعمها إلا بأضعف الإيمان وتمني عدم زوالها،

    فاختاروا طريقاً ثالثاً هو طريق الصمت بعد أن جبلوا على الحركة والثورة. لهذا أصبحت "الثورة"

    في أيدي قلة قليلة تربط بينها روابط عرقية وجهوية، لا زالت تمسك بزمام عسكري وامني، ولها

    خلافات شديدة مع الإسلاميين الحركيين والمفكرين في كل شيء تقريباً، وتعمل على تهميشهم كل يوم.

    وفي ظل غياب الايدولوجيا والأفكار المتماسكة أصبحت البرجماتية هي التي تحكم الإنقاذ. كل هذه

    تحديات قوية قد تعصف بما تبقى من الإنقاذ إن لم ينقذها منقذ آخر.


    أما حزب "الثورة" المؤتمر الوطني فهو حزب صنيعة الإنقاذ الذي اختزلت فيه الحركة الإسلامية

    السودانية فتحول إلى اتحاد اشتراكي آخر، وأصبح ولاءه مقسما بين البيوت والأسر المستنفذة في

    الإنقاذ، كما صار ناديا لاقتسام غنائم السلطة والصراعات بين أقطاب الحركة. وبعد أن كان مقررا

    له أن يصبح الحزب الوحيد في الدولة وضعته الأقدار إلى جانب شركاء آخرين داخل قبة البرلمان

    ففقد الأغراض التي من اجلها صنع. وسوف يشهد هزيمة نكراء في أول انتخابات حرة ونزيهة تشهدها

    البلاد.

    ونتيجة لهذه الأزمات السياسية المتفاقمة والقضايا التي تورط فيها قادة الإنقاذ يبدو أنهم

    عاجزين عن الدفاع عن أنفسهم ناهيك عن الدفاع عن حركتهم التي بنوها وثورتهم التي أتوا بها.

    وهكذا انتهت ثورة الإسلاميين في السودان!.


    إبراهيم علي إبراهيم المحامي

    واشنطن

    * متخصص في شئون الكونجرس.


                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de