أشتاقُ لورقةٍ طازجة - نصار الصادق الحاج

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 04:53 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-08-2005, 02:53 PM

عصام عيسى رجب

تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 193

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أشتاقُ لورقةٍ طازجة - نصار الصادق الحاج

    بعيداً عن صخب ساس يسوس (ولو إلى حين من هدأة النفس)، يكتب نصار حنينه البليل ذا إلى صنو روحه / محمد الصادق الحاج .... كتابة الإنسان لأخيه الإنسان، حيث لا صوت يعلو على صوت إنسانية الإنسان ....


    أشتاقُ لورقةٍ طازجة

    نصار الصادق الحاج
    (السودان)

    ( 1 )

    يا محمد الصادق الحاج
    يا رفيق الشوق والمحبة والكتابة ...
    في هذه اللحظة بَرَقَ في روحي رسول الحبر .
    يبدو لي انه يبحث عن ورقة " فلسكاب " يغويني لأكتب على جسدها رعونات الليل، رسائل الغربة، سيرة الفقدان، أسئلة الكتابة، مفاتيح الكون، حوارات الحياة اليومية، أشواق صداقتنا التي ذهبت بنا إلى محبة رسوله، أو هي أنهار المحبة النبيلة التي ظلّت ينبوعاً أسطورياً يفتح كهوف ذاتنا نحو مغاليق صلبة، نعبرها بجنونِ المعرفة، لنرصف طريق أشواكها بتواصل إنساني ماهر .

    ( 2 )

    إنه الحنان يا محمد
    وردة الروح الهاربة من جحيم الفقدان
    إنه الحنان،
    النهر الذي يُواقعُ الأرض بمحراث المياه الخالقة
    نهار يكشف عتمة الذات وهي تقترف الرّحيل
    لذّة تقتل الموت بعناق المسافات
    إنه الحنان
    القادم من سلالة المحبةِ
    يرصف الورقةَ بأطفال الحبر الأزرق
    ويُغنَي في سرداب الروح أغنية " البلابل - قطار الشوق " .

    ( 3 )

    في هذا الوقت المشحون بالعاطفة والمحبة والحنان وسيرة الغياب، تذكّرت تلك الرسائل يا محمد، التي كانت مثل قطار يرحل بي من محطة الصمت والغربة والوحشة والفقدان والحنين للشوارع والبيوت والناس والشوق إلى إلى ورديات البوليس وتجليات " عَشَّهْ باكستان " وهي ثملة تدلق برقاً ناصعاً من رؤيا الكون، رغم أنها سليلة الشوارع والأزقة والقمامة وصديقات الليل الساحرات، تذكّرت مشاوير أُمْ دُرْمَانْ ومنتدياتها وصداقاتها والشوق إلى اُمْ بَدَّهْ وتفاصيلها وتسكعاتها وجنونها الزاخر الذي يخصني ودُكَّانْ أحمد الأمين - نافذة الحياة اليومية في ذلك الشارع الواسع والميدان العريض .... وحتماً لن تسقط من بلّور الروح " مبروكة " تلك القرية التي رّعّتْ طفولتنا بأصوات أراها الآن أكثر وضوحاً مثل إلهٍ يضخُّ مياه إكتشافاته في صلصال الخليقة بعناية ماهرة . كانت تلك الرسائل تسد الكثير من الفراغات التي أزهرت في الروح بفعل الرحيل ومغادرة تلك الذاكرة الحيّة، التي تتوالد يومياً في تلك المراعي الساحرة .

    ( 4 )

    أذكر يا محمد رسالة خلقك الأولى،
    صراخ أمّي المرعب وهي تتهيأ لولادتك بالمنزل كعادة القرويات جميعاً، كان الوقت عصراً، لم أستطع احتمال ذلك الألم رغم فرحة الشوق التي تسكنني تجاه كائنٍ جديد كنّا نتمناه بنتاً، إضافة لأماني أختنا الوحيدة بين أربعة أولاد، هرباً من هذا الألم الذي تعيشه أمي تحت جحيم المخاض أو لَذّة المخاض، ذهبت إلى أحد أطراف القرية القريب من بيتنا، أنضممت لمجموعة من الأطفال كانوا يلعبون " التِّيِوَهْ "، كنت ظاهرياً أبدو كمن يشارك في اللعب، لكني في الواقع كنت أرتعد من الخوف على أمي ..
    دخل الليل، عدت إلى البيت، لم أجد أمي، كانت لحظة انتظار غارقة في الهلع والخوف، تعثرت ولادتها فأُخذت لمستشفى أُمْ جَرْ المجاور لقريتنا / ياااااااه ما هذه المصادفات الغريبة، كل المدن التي حضرت هنا في هذه الكتابة تبدأ بـ أُمْ / أُمْ دُرْمَانْ / اُمْ بَدَّهْ / أُمْ جَرْ / وكلها ذات صلة مضيئة بهذه الذاكرة التي تتأمل حياتها، ربما هذا جزء من الحنين والمحبة الدائمة للأمهات . يوماً قلتُ في جزء من قصيدة " مهاجر " :

    يا لهذا الغريب
    ينامُ على شرفة الرّيح
    خائفاً من صهيل الأمهات في الحلم البعيد .

    في وقت متأخر من ذلك المساء، ولدت أنت يا محمد، فرحنا لأن أمي تخلصت من ألم الولادة وحَزِنّا بضجرٍ ظاهرٍ لأنها لم تنجب لنا بنتاً، وعادت بك من المستشفى ربما في اليوم الثاني أو بعد ذلك، وتبدَّدَ الحزن، حزن أنها لم تنجب بنتاً، وفرحنا بكَ، خاصَةً وأن المسافة بينك وعاطف أربع سنوات، وربما شعرت بحزننا ذلك وشاركتنا الرغبة، فقد جاءت بعدك " رندة " بوقت قليل، أختاً ثانية وحتى الآن، أذكر طفولتك الرائعة وكيف كنت أحملك وأذهب بك خارج القرية المُغَطَّى تماماً بأعشاب الخريف، تحبو أنت وتعبث بالعشب، لم يكن هنالك حدائق ولا أماكن ترفيهية عامة، كانت هنالك الطبيعة طازجة تنمو على صوت المطر والتربة اليانعة وموسيقى العصافير التي تحضر بكل أحلامها إلى القرية في هجرتها الموسمية ، وأذكر من المشاهد السابقة لهطول المطر سعادتنا حينما يُنادى علينا نحن الأطفال ليُحضر كل واحد منا إناء ملئ بحبوب الذرة اليابسة أو الليِّنة أو اللوبيا أو الفاصوليا وتخلط وتطهى جميعاً في قِدْرٍ ضخم مع الماء ولحم بهيمةٍ تُذبح خصيصاً لهذا الغرض، بمثابة نداء كي يهطل المطر، يُمْتعنا جدا هذا الطقس الذي يتم في الشارع، تحت ظل شجرة حاج الصديق . وبحجم الإناء الذي أحضره الطفل يُمنح نصيبه من تلك الوجبة اللذيذة جداً بمغايرتها ومخالفتها للمألوف وطقس إعدادها النادر لنلتهمها بنهمٍ في الشارع ونعيد الإناء فارغاً للبيت .

    ( 5 )

    بمناسبة عيد الأم لهذا العام 21 مارس 2005، طلبت مني الصحفية بجريدة الحياة اللندنية فضيلة الجفال إن كان لدي رسالة لأمي بمناسبة هذا العيد أن أكتبها لتنشرها ضمن تحقيق دعت آخرين للمشاركة فيه، قبلت الدعوة فوراً وفرحت جداً بهذه السانحة الجيدة، إذ أنها المرة الأولى التي أُوجهُ فيها كلمة مكتوبة لأمي على إيقاعات عيد الأمهات وهي الأمية التي لا تقرأ ولا تكتب، أذكر كنت أكتب لها رسائل عادية تتعلق بالسؤال عن الحال والاطمئنان لتُقرأ لها أو أرسل لها رسالة مشتركة هي وأبي / ذلك الكائن الفريد هو الآخر / وهو يقوم بقراءتها لها، وقد كان، كتبت لها رسالة قصيرة بمناسبة عيد الأم ونشرت الصحافية فضيلة الجفال ذلك التحقيق بجريدة الحياة تحت عنوان " أبناء يعتذرون إلى الأم في يومها ... لم نكن نعلم " وكانت كلماتي لها :
    هاهو اليوم عيد الأم
    إشارة رمزية، عبرها أدلقُ مياهاً وأشواقاً ومحبات كثيرة .
    أشياء لا تُحصى بقواميس الكون كنت جاهدة دائماً لتخلقينها وتفعلينها لأجلنا
    وتغمرينَ دروب حياتنا بها
    لذلك
    صدِّقيني
    لن تكفي أكواب الخريف كلها لتردَ لكِ بعضٌ من مطر الحنان الذي سكبته روحك بداخلي
    ولكِ أبداً أيتها الرائعة في صنع الحياة
    بحرٌ من قداسة لن أدعها تبهتْ
    وأنا أعرف بحالٍ حتمي
    أن كل هذا
    لن يعدل جزءاً يسيراً من ينابيع محبتك الأزلية التي ما زلت أرْعى في حقولها بأمانٍ ساطعٍ
    بل وجودكِ بداخلي هو أعظم هدية إنسانية
    تجعلني دائماً أغتسل في محرابها لأواجهَ هذا العالم بأحضانِ أمٍ نادرة .
    لك يا أمي " آمنة " وكل الأمهاتِ
    رفيف أرواحنا ..... بأمل أن نحجب هجير الحياة اللاسع وقسوتها عنكن،
    ونفرح بكن يا ينابيع الكون الآمنة .

    ( 6 )

    إنها الرسائل تفتح صهيل الذاكرة والذات ....
    تفتح النوافذ المغلقة وأنهار السيرة الراكدة ...
    اشتقت لذلك الوقت / ذلك الطقس
    طقس الكتابة بالمواد الخام الأولية - القلم والورقة .
    البريد الإلكتروني رغم إمكانياته واحتمالاته الأكثر إتساعاً وجدواه الأكثر نصاعة مع هذا الواقع الراكض بجنون نحو سباقات لا نهائية، ظل هذا البريد الإلكتروني يستهلكنا في الرسائل التلغرافية القصيرة والحكايات العادية في الماسنجر التي تخضع كلها لجنون الوقت ولهاث الإنترنت وسرعتها ودروبها الشائكة والوعرة وكمائنها التي لا تكف عن إغواءات أبدية ومستمرة .
    البريد الإلكتروني خلقَ رسائلَ تشبه ثقافته وتشبه بيئته والراهن المشتت والممزق والمرتبك والشائك في احتياجاته ومعادلاته ومتطلباته ونسَقه المتشابه .... وأيضاً وفرة الهاتف التي تناسلت في كل البيوت وفي كل يدٍ أحرقت الكثير من مبررات الرسائل بمخيلتها الوفيرة وقوة دفعها السحرية وركلتها في ركن قصيٍ من إرث الماضي البطيء . واختفى طقس الرسائل بأصواته الطازجة وإنتظاراته اللذيذة التي تكشف عن رغبةٍ فارعة لقراءة نصوص أخرى تنتمي لجنس أدبي / ثقافي / اجتماعي / إنساني، اسمه الرسائل، يتسكع في الطريق على حقيبة مسافر أو في اتجاه صندوق البريد بما يمثله من صلة سحرية مع هذا العالم / الرسائل .

    ( 7 )

    صَدِّقني يا محمد
    في هذه اللحظة احتلتني تلك الرغبة الجامحة وذلك الطقس في الكتابة / كتابة الرسائل بحبر يخرج كأنما يسيل من أعالي الغيب، الغيب الوحيد الذي نملكه - الذاكرة بكائناتها التي نخلقها ونرعاها بمشاهداتنا، بقراءاتنا، بسلوكياتنا، بصداقاتنا، بالمشاوير اليومية، بالانتهاكات المستمرة لبراءة الفطرة الخاملة، باللهاث المجنون نحو رياحٍ تشتهي بذار اللغة وعلف المخيلة لتنجز نص الروح وأشجار الكون الخالدة .
    الرياح واحدة من كهنة الحرية المخلصين يا محمد، لا تعرف الموت ولا تعرف الصمت الطويل، الرياح القادمة من سلالة الحركة هذه الفاعلية المدهشة، الكافية لكشط غطرسة الشمس وتحريك الغيوم الراكدة وزلزلة الجليد المطمئن في النوافذ والطرقات ونثر بذور الشّجر النادر في حقول الأرض النائية . الرياح رفيقة العشب في هجراته الكثيرة ومرشدة الطيور إلى أوطانها العديدة .

    الرياح
    شبيهة الرسائل .
    هكذا تبدو لي سيرة الرياح وأنا أتأمل سيرة الرسائل .
    الرسائل شبيهة الرياح .
    الرسائل صهيل الذات وغابة الروح المفتوحة لكل الوحوش كي ترعى بسلام، كي تركض في دهاليز الداخل وتُخرج ما قالته العتمة وما نسجه الضوء وما اقترفته الذاكرة وما أنتجته المخيلة من نبوءات ...
    الرسائل هي سيرتنا الذاتية الوحيدة الصادقة في ظل واقعٍ مهشم وخائفٍ ومقموعٍ ووجل، لا يحتفي بكتابة السيرة الذاتية كعمل أدبي مثلها مثل الرواية والقصة والشعر وأدب الرحلات ربما يعترف بالسيرة الذاتية المهادنة جداً والمتفقة تماماً مع الرغبة الاجتماعية السائدة بكل صناديق أسرارها وحشمتها .
    ومكتبتنا السودانية فقيرة جداً في أدب السيرة الذاتية بل المكتبة العربية بكاملها ليست بأحسن حالاً، لكن يجب أن لا ننسى المغربي محمد شكري، وحده الذي أنتج سيرته الذاتية الصادقة وبمهارة إبداعية فذّة ، التي أصبحت نصاً أدبياً رفيعاً يحمل بداخله إجابات ثقافية وجغرافية وتاريخية واجتماعية ونفسية واقتصادية وإنسانية شاملة، ليست سيرة خاصة بالنزوات والطيش وحياة المجتمع السرية فقط كما يرى البعض، بل لو حاول محمد شكري كتابتها وفق المسموح به، لقدم للقارئ سيرة مجتمع كاذبة وزائفة وصناعة حياة مختلفة لا تخصه .
    لذلك لو قُدر لكائن أسطوري أن يجمع رسائل كاتب ما أو سياسي ما، مُدجّن تحت الخوف من كتابة السيرة الذاتية بكل ملامحها، لو قدر لهذا الكائن الأسطوري أن يرصد ويجمع تلك الرسائل التي كتبها الكاتب أو ذلك السياسي منذ أبجدية الكتابة التي عرّفته كيف يكتب الرسائل وحتى الراهن الذي يعيشه، أعني رسائله إلى أهله وأصدقائه وحبيباته وصديقاته وأعدائه ومناصريه ومعارضيه ومخالفيه والمتفقين معه، لاستطاعت تلك الرسائل أن تكشف كل ما يمكن أن تغيبه السيرة الذاتية الخاضعة لقوانين الحشمة ولأفادت هذه الرسائل في تكملة النص الغائب والغاطس في تلك السيرة الذاتية لذلك الكاتب أو ذلك السياسي أو أولئك الذين أدرجوا سيرتهم الجزئية في كتب تحت مسميات " حياتي " أو روائيون ينثرون سيرتهم في كتابات روائية محايدة وأبطال وشخصيات يمكن التخلص منهم ونكران حياتهم .

    إذن
    هكذا يا محمد
    يجب أن تكون للرسائل محبتها الخاصة، وهكذا لمعت في روحي سيرة الرسائل القديمة، تذكرت رسائلنا العاصفة بمحبتها وحواراتها وآرائها، تلك الرسائل التي كتبناها خلال التسعينات بعد خروجي من السودان وأيضاً لا يمكن أن أنسى رسائل صديقنا الشاعر والقاص ستيفن جوزيف ميان، الذي أختار هذا الاسم كحق إنساني محض، وكتفسير لمفردات تخص رؤيته وحريته وعلاقته بهذا العالم، أذكر رسالته التي ختمها لي : عذراً حبيبي، سمَّيْتني : ستيفن جوزيف ميان، وظل من وقتها في منتصف التسعينات يوقّع أعماله وينشرها بهذا الاسم حتى وقت قريب، لكنه يا محمد في آخر مكالمة من منفاه في أميركا، تقريباً في سبتمبر 2004 قال لي قررت أن أعود لاسمي : نجم الدين علي جمعة وأرجو إذا نشرتَ لي أي نص أن تنشره باسمي الحقيقي .وأيضاً لا أنسى رسائل صديقتي وحبيبتي وخطيبتي - زوجتي لاحقاً اعتدال، وذكرت كل هذه المحطات الخاصة باعتدال لان لكل مرحلة نزقها وجنونها ومشاكساتها ومحبتها وصوتها ومفرداتها وكهوفها ورسائلها، خاصة أن ما بين أول محطة وآخر محطة أربع سنوات متتالية من الغياب نسجت سفراً ضخماً من الرسائل وسيرة الروح والذات ومستودع أفكار وتصورات واحتمالات .
    الرسائل، أجزاء من سيرة طويلة، يجب نمسك بخيوطها وخرائط روحها.

    ( 8 )

    الآن يا محمد
    تمر علينا عشرة أعوام ولم نلتقي، إنها سنوات حكم الإنقاذ بكل بؤسها وعذاباتها، زرعت صخرة الرحيل والهجرة والمنفى في كل بيت، حولت السودان إلى مستودع أحزان كبير، حولت السودان إلى مستعمرة تديرها عصابة حاقدة على المجتمع والناس، حيث غادرت أنت للقاهرة بكل ضجيجها وحياتها الصاخبة وحيوتها وربما إحباطاتها من زوايا أخرى وستيفن جوزيف ميان إلى القاهرة ثم أميركا وصار الهاتف صلة التواصل اليتيمة بيننا وأنا قبلكم غادرت الىالرياض، وكما قال صديقي الشاعر عصام عيسى رجب حين سئل في حوار لجريدة الزمان اللندنية عن علاقته بالشعر والشعراء هنا ومدى التواصل الشعري هنا، قال نحن هنا لأسباب مهنية وليست شعرية، ربما لم يُرِد أن يقول لم أتعرف على هذا الوجه هنا، لذلك يا صديقي تستهلكنا آلة العمل الطاحنة وأي فعل آخر خارج طبيعة العمل والمهنة التي نؤديها يحدث فقط ضمن هامش صغير من الوقت، حتماً لا يشبع الروح بما يكفي من كائناتها التي نحبها، القراءة، الكتابة، الأنشطة الثقافية وما إلي ذلك . فالواقع الثقافي هنا يبدو سجيناً في وتيرة معينة ونشاطات طقوسية يعلو فيها صوت الشعر الشعبي والتجارب التقليدية بدرجة عالية جداً والأندية الثقافية المنحازة للرسمي بكل ترسانته المحافظة، واقع ثقافي لم يسعى بعد للانفتاح على تجارب الآخرين بداخل رقعته الجغرافية بل حتى لم ينفتح على تجارب أبنائه الأكثر حداثة وتجاوزاً للنص التقليدي ولقد قرأت نصوصاً شعرية وروائية وقصصية عالية المستوى ورفيعة جداً في حفرياتها الإبداعية المتميزة لكتاب محليين استطاعوا أن يتجاوزوا محابس الداخل ويخترقون دروباً وعرة وشائكة وينسجون لهيب أصواتهم العابر لمتاريس الواقع المحافظ.

    ( 9 )

    أخي محمد
    ظللت في كل إجازاتي للسودان لا أجدك هناك، وهذه واحدة من برك الفقدان المريرة، أي أن وجودي هناك ظل دائماً ناقصاً والأصدقاء كلهم يسألون عنك بشوق ساطع كأنما كانوا ينتظرونك قادماً معي أو كانوا ينتظرون مني إجابة مني بقرب عودتك لهم . يسألون عن روايتك " هيسبرا " متى ستصدر وعن " جنائن الهندسة " وعن " التماثيل العزيزة " وعن نصوصك الجديدة واقتراحاتك المستمرة في جمالياتها على مستوى النص الذي تكتبه ورغبتك الدائمة في كتابة مختلفة ومغايرة ومغامرة .
    وهذا هو الناقد محمد الربيع محمد صالح في حوار أجرته معه جريدة الرأي العام السودانية في 18 فبراير 2005م الذي كان هنالك في إجازة قصيرة قادماً من دولة قطر، يقول عنك شهادة تراهن بقوة على مشروعك الإبداعي :
    " محمد الصادق الحاج، أقول عن تجربته بمنتهى المسئولية أنه أحد أعظم الكتاب المعاصرين وأعلن استعدادي للمنافحة عن هذه التجربة والدفاع عنها وتبريرها نقدياً، محمد الصادق الحاج كاتب جسور ومقاوم كبير تقصر قامة المؤسسات الثقافية عن نشر إبداعه الكبير بما يحويه من كشوف معرفية، هو كاتب رفيع بالمستوى المحلي والإقليمي والعالمي ."

    ( 10 )

    محمد
    كيف هو الصديق الشاعر أمير شمعون، رفيقك في الكتابة والغربة والغياب والوحشة والانتظار وشوارع القاهرة والكثير من الأحلام والبؤس والآلام وماذا أنجز من كتابات أخري بعد مجموعته الشعرية " التي بعد البرجل " هذا العمل الشعري المغامر والمختلف والذي يبشر أيضاً بمشروع شعري وكتابي يخص أمير شمعون ويحمل فرادته وجدته ومغايرته وجرأته العالية .
    وصديقنا الجميل الشاعر ناجي البدوي الذي كنت كلّمتني عنه منذ سنوات وأرسلت لي بعض نصوصه، إلتقيته في السودان وأنت غائب، كان دائماً قريباً مني، إنساناً نبيلاً وشاعراً عظيما، يقتله الشوق والحنين إليك، ويكتب بمحبة عالية للنص وإرهاصاته الجديدة وفي مقطع من قصيدته " الرغبة يا قلنسوة قمامتي المضيئة " يقول :

    للحنانِ والشَّغفِ الأمين
    لشبابيكِ الإلفةِ المُطلّةِ على شوارعِ يأسي
    لعضلاتِ المياه المجنونةِ
    للرِّيشِ
    لتقريعةٍ حادّة ثَقَّبتني
    سأضع القُلنسُوةَ
    على رأس الريح
    وأرقص ......

    ( 11 )

    إنه الشوق يا محمد لورقةٍ طازجة ما زال مُورقاً
    ورسول الحبر الطازج الذي دخل عليّ وقادني لكل هذه المحطات والإشتياقات والتفاصيل لم يكمل مهمته الرسالية، لقد ورّطني على صفحة الكمبيوتر البيضاء، وجعلني أخدش براءتها بالكيبورد ولم يمارس غوايته الكاملة في استدراجي لورقة " فلسكاب " أختصها بكل هذا الحنين وأضمها لسلالة الرسائل السابقة من منتصف التسعينات وحتى نهايتها وبعد ذلك بقليل .
    الأكيد أن الذي هزمه هو الآخر /أي رسول الحبر الطازج / هي سطوة التكنولوجيا والإنترنت كواحدة من أبهى تجلياتها وانتصاراتها على ذاكرتنا التقليدية وشهوتها التقليدية ورغبتها الأثرية في ذلك الطقس اللذيذ من كتابة الرسائل ودلق آبار الذات كلها في ماعون الورقة بسائل الحبر الذي يحبه أي من كائنات الأرض كيفما شاء .
    حتماً سأزورك هذا العام بالقاهرة ونفتح كل الكمائن التي كاد أن يأكلها الصدأ، ونكشط عن دماء الروح غبار السنوات الفاجع ونرى كل ما قالته هذه السنوات في سيرتنا وهذا العالم .

    ولك صهيل المحبة الأبدية .

    أخوك
    نصار الصادق الحاج
    3 - 5 أبريل ‏2005م
                  

04-08-2005, 03:19 PM

mansur ali
<amansur ali
تاريخ التسجيل: 03-27-2004
مجموع المشاركات: 576

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أشتاقُ لورقةٍ طازجة - نصار الصادق الحاج (Re: عصام عيسى رجب)

    للرِّيشِ
    لتقريعةٍ حادّة ثَقَّبتني
    سأضع القُلنسُوةَ
    على رأس الريح
    وأرقص ......

    *****
    أدلقْ أشواقـكَ كُـلِّها
    يا صديق المحبة والكتابة
                  

04-08-2005, 06:17 PM

ودرملية
<aودرملية
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 3687

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أشتاقُ لورقةٍ طازجة - نصار الصادق الحاج (Re: mansur ali)

    سلامات
    وعوافي
    شكرا
    عصام
    ............

    الي نصار الحاج
    في علياء وصاله وسموق اكوانه
    الي نصار الحاج
    كائن يلهث قلبه بالحنين وتفيض ذاكرته بعذب الحديث
    الي نصار الحاج
    رجل احترمه احبه اقسده حق القداسة
    الي نصار الحاج
    انسان يمشي في اكواني حبرا وورق ومثال
    شكرا استاذي نصار علي هذا الدفق الحنون علي هذه المشاعر القوية الفاتنة وعلي هذه الالفة التي ترد الروح عن غربتها ..وغربة اشتهاءاتها ...اسكرني خمر سردك المهذب العالي.... ونفس المحنة الشاهق الشفاف انساب في صدري ليعلمني كيف تكون الروح اذا ماداهمها (وحي)الكتابة الباذخة بالمودة والتفاصيل النبيلة .....كتابة مشبعة بالمشاهد الدرامية الكثيفة واراها كعالم انساني فريد تطل من بين (امهاته) (ام درمان ام جر امبدة)عوالم بهية ناصعة البراءة تشاكس الخاطرة وتداعب الذاكرة اللعينة التي تفتحنا كل يوم علي وجع ..وجع الاشتهاء وجع الامنيات المتينة بلقاء الاحباب او الكائنات التي تمشي في عالمنا الداخل بدم ولحم لتحيي فينا جزوة الانتماء ونار المحبة الاصيلة ...شخوص مقدسة تسير في احشاء الكتابة لتسرد عبرنا معاني الاخوة الصداقة و الجيرة والزمالة ..هكذا هو العالم الان يانصار اشتات واغتراب وذاكرة ...غربة سخيفة سرقتنا من بين اشياءنا الحميمات لتحط في ارواحنا بصمة الحزن والشوق الشديد ....والغريب ان نفس هذه الغربة هي الداعم والدافع الاساسي لكتابة شقية ودامعة ..كتابة نتجول فيها يارواحنا وبذاكرتنا ..ونظل خلالها في حالة تلبس كاملة نكون فيها كاالاطفال او اكثر بياضا منهم ..هي هي يانصار الامكنة والجغرافيا القديمة لم تمسها رياح العولمة ولم تشغلنا عنها رطوبة الجو ووحشة الاغتراب ولا جمال الامكنة ...واذا عدنا اليها نجدها هي هي كل المناظر برغم ان يد التغيير قد طالتها لكننا نرمقها بنفس سحرها القديم فدكان احمد الامين قد يكون الان بقالة وثبة الاسود ..نعم قد تكون وثبة الاسود ولكن لن تقفذ ابدا فوق ذاكرتنا واشياءنا القديمات العتيقات سنظل نذكرها دوما بنفس الاسماء الحميمة القديمة فاذا ابتعنا منها شيئا سيرتد الينا المشهد القديم وتلعب( كان) لعبتها في ميدان الذاكرة الفسيح ....
    دوما ستؤرقك كل اشياءك القديمة .. انظر كيف داهتمك عشة باكستان السكيرة ربيبة الازقة وامكنة القمامة داهمتك يكل تفاصيلها برغم وضاعتها في مجتمعنا وبرغم انها قد تكون واحدة من اللائي سقطنا من قطار الحياة الشريفة قسرا وعنوة فصارت منتبذة في كل شيء الا الذاكرة فالذاكرة لاتخضع للعرف السائر ولا للتقليد العام...طلت عليك لالوضاعتها ولكن لتوقد فيك نار الشوق ..الشوق للمكان والزمان تسوقك برغم رائحتها الطاردة تسوقك بدفء نبيل وشجو اصيل الي عالمك الذي تركته خلفك غصبا عن امنيات الروح ...ومشاهدات دكان احمد الامين اطلت عليك بنفس القدر علي نسق صوفي ودود تشرق شموس الحياة اليومية عبره لتري الشارع غائص في حراكه المألوف واقدام الكادحين تخيطه جيئة وذهابا وتظهر اجواء المكان وكانها لوحة سريالية يطل عبرها الممكن والمحبوب والمستحيل والمكروه ...هو هو نفس الشارع الذي احتضن خطوات الناظر والاستاذ وامام الجامع والسكير والعربيد والناشز ظل اسير اركان الذاكرة لاتخدشه غربة ولاتبدله مصيبة قابع في سكونه ريثما تحين فرصته ليطل عليك بكل جماله البرئ ..جمال الكتابة الناصعة ....مشاهدات وتفاصيل عميقة برغم اننا تعودنا عليها بكل دقائقهاوقسماتها ..ولكننا ان بعدنا عنها قيد غربة رجعنا اليها واجتررناها بالم كثيف وشوق رهيب وذاكرة حاضرة وقوية ..نرجع اليها لانها الحضن الدافيء الذي احتضننا ذات ماضي جميل اشعل فينا الشهوات العفيفات وبذر فينا بذرت الحب الطاهرة التي مافتأت تنمو ..تنمو لتنسج في شغاف القلب اروع ثوب يغطي احزاننا يوم ان (تكابسنا) المصائب والارزاء ..
    وهانحن ترهقنا الغربة وتشجينا اصوات اليفة كنا في الماضي نختلط بها اختلاط الهواء بالهواء ..اصوات تنسرب ذبذباتها في اذاننا بدفء حنين يصل الي عمق ارواحنا ليشق صمتها الغريب ويحرك سكونها المريب ..ليخلد فينا الي ابد الابدين ..تبا يانصار للزمان للمكان للسياسة الساسة للحروب لضيق الحاجة لرغبات العصر وقسوة الواقع تبا لكل سارق امتدت يده في خفاء الليل لتنشلنا من جحيمنا الجميل ..جحيم الاهل والاصدقاء ....
    تبا لهذه اللحظة الضيقة التي اكتب فيها وتبا للعمل الذي جعلني اكتب خلاف ماابطن ففي الروح بقايا من حديث عذب وتفاصيل من كتابة لطيفة لم تخرج فانا الان في خضم جوطة العمل استرق الدقائق لاكتب لك ولكن هيهات ان اكتب لك كل مااريد فمازال في الكأس جلً شراب ومازال في القلب كل الحنين...
    تحياتي عبرك لمحمد الصادق الحاج الكائن الباعث علي الامل الموشي بالجمال ..(صديق التقيته في هذه السانحة الف مرة فاغرقني في ثبج جماله الاخآذ ..جمالا يطل من بين عباراتك القوية ومن بين كثافة الاحساس الذي غطي ساحتي فضمني اليه بالف قبلة وسلام ..ومازلت انتظر صديقي عثمان شنقر ليوهبني بعض كتابات محمد الصادق الحاج وكم ندمت اليوم اذ انني كنت ومحمد الربيع وعثمان في مكان واحد (عندي في البيت) تسامرنا وتحادثنا عن الشعر والرواية وعن السودان وما آل اليه الحال وتحدثنا عن السامق الطيب صالح وعن سعدي يوسف وواسيني الاعرج ود.عبدالله ابراهيم ولكن لم افطن قط الي انه يمكن ان يشاركني فيكم وندمت كثيرا في هذه اللحظة كوني لم اطلعه علي حبي لنصار الحاج ولمحمد الحاج اصدقاء لم التقيهم ولكني احببتهم هكذا علي سجيتي القروية ...عثمان شنقر تحدث عنك وعن محمد حديث العالم الاديب الاريب وعلمت لحظتها انه (هل يستوي اللذين يعلمون واللذين لايعلمون) وادهشني بطيبته ولباغته وكثافته وثقافته ..والان اتوجس خيفة وعثمان يحزم امتعت الاوبة الي وطن ..وطن اصيل ليتركني اضاجع غربتي من جديد ...برغم من انه قضي معي نيف وعشرون يوما الا انني اراها قرونا طويلة ...اتي فقط بدعوة لتعطية مهرجان الثقافة الرابع بالدوحة ولم يدري قط انه اتي ليخفف دموع هطيلة ارهقت المقل وجففت المآقي..وشكرا لله علي كل حال ..حال ان احبك وان اكون سوداني وحال وجودي في كون زاخر بالجواهر برغم غبار الاحن وصداء المحن وشقاء الغربة الغبية...
    ..........
    للرِّيشِ
    لتقريعةٍ حادّة ثَقَّبتني
    سأضع القُلنسُوةَ
    على رأس الريح

    وأرقص ......
    .....
                  

04-16-2005, 05:34 AM

khallo

تاريخ التسجيل: 08-11-2003
مجموع المشاركات: 70

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أشتاقُ لورقةٍ طازجة - نصار الصادق الحاج (Re: ودرملية)

    UP
                  

04-16-2005, 07:42 AM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أشتاقُ لورقةٍ طازجة - نصار الصادق الحاج (Re: khallo)

    نصار يا لهذه الكتابة . ويالهم من عفاريت محمد وصحبه نشم أريج طالع بساتينهم الفواح من وراء الأسوار ويضنون علينا بها.
    سعدت لهذه العلاقة الراقية بينكما وبتدفق هذه الرسالة وبالشعرية .
    خفت حقيقة حين وصفت إنتقال والدتك للمستشفى لولادة محمد كان يكفي جملة واحدة بعدها كي تجعلني أحزن فقد شهدت في بطن الجزيرة صوراً ماساوية لنساء ذهبت بهن نقالات وسط المطر لمستشفى مدني ولم يعدن.
    بإمكانك أن تكتب سبرة ذاتية شيقة رغم فرادة محمد شكري . لكنني على قناعة بأن هذه الهمهات كانت برأسك قبل البحث عن البياض.
    دمت
    بشرى
                  

04-16-2005, 10:41 AM

Salah Yousif
<aSalah Yousif
تاريخ التسجيل: 01-24-2004
مجموع المشاركات: 176

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أشتاقُ لورقةٍ طازجة - نصار الصادق الحاج (Re: عصام عيسى رجب)

    (شكرا لكمو شكرا
    طيبتم بالبسمة خاطري المتعب)

    هذه الجملة الشاعرية من قصيدة للشاعر عبد الله شابو

    والشكر هنا موصول للشاعر عصام عيسى رجب وللمبدع نصار الصادق الحاج ولأخيه محمد

    لقد كانت الرسالة قطعة أدبية رائعة حركت في داخلي الكثير من الذكريات0
    وكان التناول رفيعا ومرهفا ولم يخالجنى أدنى شك في أن نصار كتبه بنفس
    واحد رغم التقسيمات العددية التي أرد بها أن يمنحنا الفرصة لالتقاط أنفاسنا0

    فيا لها من مهارة ويا له من حسن اختيار

    صلاح يوسف

    (عدل بواسطة Salah Yousif on 04-16-2005, 10:44 AM)

                  

05-15-2005, 02:52 PM

إيمان أحمد
<aإيمان أحمد
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 3468

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أشتاقُ لورقةٍ طازجة - نصار الصادق الحاج (Re: عصام عيسى رجب)

    Quote: بعيداً عن صخب ساس يسوس (ولو إلى حين من هدأة النفس)، يكتب نصار حنينه البليل ذا إلى صنو روحه / محمد الصادق الحاج .... كتابة الإنسان لأخيه الإنسان، حيث لا صوت يعلو على صوت إنسانية الإنسان ....



    شكرا أستاذ عصام
    هذه الكتابة لنصار طرية حقاً. وترجعنا إلي زمان تعلو فيه قيم الحب الأصفي
    علي جميع أشكال الضوضاء؛ هو زمان موجود في كل الأوقات، لكنه بعيد،
    وعلينا أن نفتش عنه حتي نجده.

    لك ولنصار التحية
    وللشاعر محمد الصادق وكل شخوص النص المُتَوَردة بالإلفة.

    إيمان
                  

05-15-2005, 06:59 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أشتاقُ لورقةٍ طازجة - نصار الصادق الحاج (Re: إيمان أحمد)

    عصام عيسي رجب ونصار الحاج اشهد انكما مدرسة في الابداع الشعري وظللت اتابع قصائدكما منذ بداية التسعينات . كيف عبد الناصر يا عصام , آمل ان يكون علي خير , وهو الاخر احد المبدعين في الشعر.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de