استمرت الحرب الأهلية الوحشية في السودان لأكثر من عامين ونصف، مما أدى إلى نزوح الملايين ومقتل ما يزيد عن ١٥٠ ألف شخص، ما يجعلها من بين أكثر الصراعات دموية في العالم اليوم.
في ديسمبر ٢٠٢٥، يبدو أن قوات الدعم السريع شبه العسكرية تُحرز تقدمًا، حيث سيطرت على حقل نفط رئيسي في وسط السودان وأجبرت القوات المسلحة السودانية على التراجع في مدن رئيسية غرب البلاد.
لكن القتال شهد مدًا وجزرًا طوال فترة الحرب، حيث تبادلت السيطرة على أجزاء من البلاد عدة مرات. وقد خلّف ذلك صورة معقدة لأمة غارقة في العنف. إليكم دليلًا مرئيًا يساعد على فهم ما يجري والخسائر التي تكبدها الشعب السوداني.
ما هي القوات العسكرية المشاركة؟
الطرفان الرئيسيان المتحاربان هما القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
القوات المسلحة السودانية هي الجيش الرسمي للبلاد. قبل الحرب الأهلية، كانت مسؤولة عن حماية الحدود، وحماية البلاد من الجهات الأجنبية، والحفاظ على الأمن الداخلي. وبلغ قوام القوات المسلحة السودانية، اعتبارًا من أبريل 2023، ما يُقدّر بنحو 200 ألف جندي.
أفراد من وحدة قوات الدعم السريع يقفون على مركبتهم خلال مسيرة مدعومة من الجيش. حسين مالا/غيتي
قوات الدعم السريع شبه العسكرية هي منظمة شبه مستقلة أُنشئت عام ٢٠١٣ لمواجهة الجماعات المتمردة. تعود جذورها إلى ميليشيا الجنجويد سيئة السمعة التي اكتسبت شهرة دولية واسعة بسبب تكتيكاتها الوحشية، وعمليات القتل خارج نطاق القانون، والاعتداءات الجنسية التي ارتكبتها خلال حملة في دارفور بين عامي ٢٠٠٣ و٢٠٠٥.
بعد تغيير اسمها إلى قوات الدعم السريع، تطورت هذه القوة شبه العسكرية لتصبح قوة الأمن الشخصي للرئيس عمر البشير قبل الإطاحة به عام ٢٠١٩.
بعد ذلك، تعاونت قوات الدعم السريع مع القوات المسلحة السنغافورية لتنفيذ انقلاب عام ٢٠٢١ ضد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك. إلا أن صراعًا على السلطة نشب بين قادة القوات المسلحة السنغافورية والقوات المسلحة السنغافورية وسط خلافات حول مستقبل البلاد وما إذا كان سيتم دمج قوات الدعم السريع في الجيش.
مع اندلاع الحرب الأهلية عام ٢٠٢٣، حشدت قوات الدعم السريع نحو ١٠٠ ألف جندي.
وقدّمت جماعات مسلحة أخرى دعمها لقوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية خلال النزاع، بما في ذلك الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال، التي تدعم قوات الدعم السريع، وحركة العدالة والمساواة الموالية للجيش.
زار عبد الفتاح البرهان مخيم اللاجئين في الولاية الشمالية، في 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2025. (وكالة أنباء الأناضول/غيتي)
من هم القادة الرئيسيون؟
يقود القوات المسلحة السودانية الفريق أول عبد الفتاح البرهان، القائد العسكري الأعلى في البلاد ورئيس الدولة الفعلي. تدرّج هذا الجندي المخضرم في الرتب حتى وصل إلى رتبة قائد إقليمي عام ٢٠٠٨، ثم رُقّي بعد عقد من الزمن إلى منصب رئيس أركان الجيش.
بعد الإطاحة بالبشير عام ٢٠١٩، عُيّن البرهان رئيسًا للمجلس العسكري الانتقالي، ثم خلفه المجلس السيادي، وهو كيان مدني-عسكري. وبصفته رئيسًا للمجلس السيادي، شغل البرهان أعلى منصب في البلاد.
لكن سمعته تضررت جراء هجمات جيشه على المدنيين في دارفور مطلع الألفية الثانية، ومؤخرًا، اعتماده على دعم الجماعات الإسلامية.
حضر محمد حمدان دقلو حفل تخرج عسكري للقوات الخاصة في الخرطوم. محمود حجاج/وكالة الأناضول عبر غيتي
كان محمد حمدان دقلو، المعروف أيضاً باسم "حميدتي"، قائد قوات الدعم السريع، الرجل الثاني في قيادة برهان.
وُلد حميدتي لعائلة فقيرة استقرت في دارفور، وكان عضواً في ميليشيا الجنجويد التي نشرها الرئيس البشير لقمع المقاومة غير العربية في غرب البلاد. وبعد أن أصبح قائداً للجنجويد قبل أن يتولى قيادة قوات الدعم السريع، اكتسب حميدتي سمعة القائد القاسي الذي أثارت أساليبه الوحشية استياء بعض زملائه الضباط.
تسلسل زمني للحرب الأهلية في السودان
١٥ أبريل ٢٠٢٣
اندلعت أعمال عنف بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في الخرطوم، وتطورت إلى حرب شاملة.
يونيو ٢٠٢٣
اغتيل مسلحو قوات الدعم السريع خميس أبكر، حاكم غرب دارفور، وهو أبرز شخصية قُتلت في النزاع حتى الآن.
أكتوبر - نوفمبر ٢٠٢٣
استعادت قوات الدعم السريع السيطرة على ولاية جنوب دارفور من القوات المسلحة السودانية. الفاشر، عاصمة شمال دارفور، تبقى العاصمة الوحيدة في دارفور التي لم تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع.
فبراير 2024
تقدم القوات المسلحة السودانية في أم درمان (ثاني أكبر مدن السودان، وتقع بالقرب من الخرطوم) لأول مرة.
مارس 2024
لاجئون من قبيلة المساليت في تشاد يُفيدون بأن قوات الدعم السريع ارتكبت تطهيراً عرقياً.
سبتمبر 2024
الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، يدعو قوات الدعم السريع إلى وقف حصارها لمدينة الفاشر، حيث أُعلن عن مجاعة في أحد مخيمات النازحين في أغسطس من ذلك العام.
يناير 2025
في الأيام الأخيرة من ولاية الرئيس بايدن، اتهمت الولايات المتحدة رسمياً قوات الدعم السريع بارتكاب إبادة جماعية، وفرضت عقوبات على زعيمها، حميدتي.
أبريل 2025
أعلنت قوات الدعم السريع عن تشكيل حكومة السلام والوحدة، منافسةً للحكومة السودانية المعترف بها دولياً، لإدارة المناطق التي سيطرت عليها القوات المتمردة.
30 أغسطس ٢٠٢٥
أعلنت قوات الدعم السريع تشكيل حكومة جديدة في نيالا، جنوب دارفور، مما أثار مخاوف من تقسيم البلاد.
أكتوبر ٢٠٢٥
ارتكبت قوات الدعم السريع مجزرة بحق مئات المدنيين عقب سيطرتها على الفاشر، في دارفور.
ديسمبر ٢٠٢٥
استهدفت غارات جوية بطائرات مسيرة روضة أطفال ومستشفى في جنوب كردفان، مما أسفر عن مقتل عشرات الأطفال. وحمّلت وزارة الخارجية السودانية قوات الدعم السريع مسؤولية الهجمات.
من أين تأتي الأسلحة والتمويل؟
بعض الأسلحة التي تم التحقق من استيرادها ورصد استخدامها من قبل طرفي النزاع. منظمة العفو الدولية - أسلحة جديدة تغذي الصراع السوداني
رغم انحصار القتال إلى حد كبير داخل حدود السودان، إلا أنه يتلقى إمداداً من خارج البلاد.
وقد أفادت منظمة العفو الدولية بأنه على الرغم من حظر الأسلحة المفروض منذ عقود من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فقد استخدم كلا طرفي النزاع أسلحة ومعدات حديثة الصنع من الصين وروسيا وتركيا والإمارات العربية المتحدة.
صدّرت الإمارات العربية المتحدة معدات ثقيلة إلى السودان، مثل ناقلات الجنود المدرعة هذه، بالإضافة إلى طائرات مسيّرة ومعدات أخرى. منظمة العفو الدولية - أسلحة جديدة تُؤجّج الصراع في السودان
اتهمت الحكومة السودانية الإمارات العربية المتحدة بتقديم مساعدات عسكرية لقوات الدعم السريع، والتي بدورها اتُهمت باستخدام الإمارات العربية المتحدة في تهريب الذهب غير المشروع.
اشترت الإمارات العربية المتحدة معظم احتياطيات الذهب السوداني عام ٢٠٢٣.
إضافةً إلى تقديم المساعدات العسكرية، وُجهت اتهامات للإمارات بتقديم دعم اقتصادي لقوات الدعم السريع. وفي يناير ٢٠٢٥، فرضت إدارة بايدن عقوبات على سبع شركات مقرها الإمارات تموّل حميدتي.
وقدّمت السعودية، التي تعتبر السودان حليفًا لمواجهة النفوذ الإيراني الإقليمي، دعمًا ماليًا للقوات المسلحة السودانية. وفي أكتوبر ٢٠٢٥، أعلنت الحكومة السودانية المدعومة من القوات المسلحة أن السعودية تعتزم استثمار ٥٠ مليار دولار أمريكي إضافية في السودان، إضافةً إلى ٣٥ مليار دولار استثمرتها سابقًا.
وقدّمت مصر، المتحالفة مع برهان في نزاع مع إثيوبيا حول سد النهضة الإثيوبي الكبير، طائرات حربية وطيارين للقوات المسلحة السودانية.
وفي الوقت نفسه، قدّمت كل من إيران وروسيا دعمًا للحكومة السودانية. ويُعتقد أن إيران، التي جددت علاقاتها الدبلوماسية مع السودان في أكتوبر ٢٠٢٣، زوّدت القوات المسلحة السودانية بطائرات مسيّرة هجومية، بينما قدّمت روسيا دعمًا دبلوماسيًا وعسكريًا للحكومة السودانية.
ما هي الدول التي تدعم قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية؟
بعض الدول، مثل إثيوبيا وروسيا، دعمت كلا الجانبين، أو غيرت موقفها الداعم منذ بداية الحرب.
مصر، إثيوبيا، السعودية، والإمارات
تتمتع الدول الأفريقية المجاورة للسودان بنفوذ كبير على الوضع الراهن. ففي الشرق، تدعم إثيوبيا وإريتريا حاليًا قوات الدعم السريع، التي قاتلت مؤخرًا إلى جانب إثيوبيا ضد جبهة تحرير شعب تيغراي، التي بدورها تدعم القوات المسلحة السودانية. كما تقاتل جماعات متمردة سابقة أخرى في دارفور وجماعات مسلحة في شرق السودان إلى جانب قوات الدعم السريع. ويدعم موسى محمد أحمد، رئيس مؤتمر البجا ومستشار الرئيس السابق عمر البشير، القوات المسلحة السودانية. وقد عاد مؤخرًا من إريتريا بعد أن أمضى شهورًا بين جنوده المتبقين ومجنديه، ومعظمهم ينتمون إلى قبيلته البجا.
ولأسباب تاريخية، لطالما دعمت مصر الجيش السوداني، الذي تأسس خلال فترة الحكم الاستعماري البريطاني المصري قبل أكثر من مئة عام. في ذلك الوقت، كان الجيشان السوداني والمصري كيانًا واحدًا. الآن، اتُهم سلاح الجو المصري بالتدخل في السودان من قبل قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو حميدتي، في خطابه الأخير بتاريخ 10 أكتوبر/تشرين الأول، عقب هزيمة القوات في جبل مويا بولاية سنار.
وقد زاد سد النهضة الإثيوبي الكبير، الذي تعارضه مصر بشدة، من تعقيد الوضع. وتقف القاهرة إلى جانب القوات المسلحة السودانية، إذ يُقال إنها تدعم جبهة تحرير شعب تيغراي.
وإلى الغرب، اتُهمت تشاد، التي تتشارك مع السودان في أكثر من 20 مجموعة عرقية، بتسهيل وتوصيل أسلحة من الإمارات العربية المتحدة عبر مطاراتها الشرقية في مدينتي أبشي وأم جاراس، مسقط رأس الرئيس السابق إدريس دباي، قائد قوات الدعم السريع؛ وقد نفى البلدان هذه الاتهامات. ومع ذلك، استمر قادة الجيش السوداني ومسؤولوه في ترديد هذه الاتهامات علنًا. وقد أكدت تقارير إعلامية والأمم المتحدة بشكل مستقل وصول أسلحة من الإمارات إلى قوات الدعم السريع السودانية.
أنشأت الإمارات العربية المتحدة مستشفى في أبشي شرق تشاد لتقديم خدمات طبية مجانية للاجئين السودانيين والشعب التشادي. وتشير التقارير إلى استخدام مرافق طبية في شرق تشاد لأغراض عسكرية وتهريب أسلحة، وقد أكد لي أطباء يعملون هناك أنهم لا يعلمون شيئًا عن هذه العمليات العسكرية التي تجري داخل مرافقهم الطبية.
أما جنوب السودان، الذي يعتمد اقتصاديًا بشكل كامل على السودان، فقد وافق أخيرًا مع الطرفين على ضمان استمرار تدفق صادراته النفطية. ويمثل النفط، الذي يمر عبر السودان فقط، حوالي 90% من الدخل القومي. وقد استقبلت البلاد مئات الآلاف من اللاجئين السودانيين الفارين من حرب الخرطوم الأخيرة، وهي الثالثة بعد حربي تشاد ومصر.
روسيا وأوكرانيا وتركيا وإيران
ومن المفارقات أن روسيا وأوكرانيا تقفان في نفس الجانب في حرب الخرطوم. فكلتاهما تدعم القوات المسلحة السودانية دبلوماسيًا وعسكريًا. وتواصل روسيا دعمها للنظام السوداني كما فعلت تاريخيًا في مجلس الأمن الدولي. وجاء دعم أوكرانيا للقوات المسلحة السودانية في ضوء معارضتها لمجموعة فاغنر، التي دعمت قوات الدعم السريع قبل الحرب وبعدها. إن تورط مجموعة فاغنر في الصراع الأوكراني واضحٌ جليّ.
أفاد مصدرٌ في قاعدة الجيش الجوية بأم درمان، المدينة التوأم للعاصمة السودانية، أن فرقًا أوكرانيةً قدمت إلى قاعدتهم في بداية الحرب لإصلاح بعض الطائرات المقاتلة التي تضررت بأسلحة قوات الدعم السريع. ويُعدّ سلاح الجو الميزة الوحيدة التي يتمتع بها الجيش السوداني على قوات الدعم السريع، التي زادت عدد جنودها خلال هذه الحرب؛ إذ زعم قادتها أن قوامها يتجاوز المليون جندي.
شوهد مقاتلون أوكرانيون وروس في مناطق متفرقة من السودان، في أم درمان ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، كما شوهد مقاتلون روس في الجينيانة، عاصمة ولاية غرب دارفور.
وتفيد التقارير بأن تركيا عرضت طائراتها المسيّرة الشهيرة من طراز بيرقدار على الجيش، كما تدعم قطر الجيش السوداني. ومن المفهوم تمامًا سبب دعم هاتين الدولتين للجيش، الذي باتت فصائل إسلامية تقاتل إلى جانبه، مثل لواء البراء بن مالك. وصل نظام عمر البشير السابق، المدعوم من الإسلاميين، إلى السلطة بانقلاب عسكري وحكم لمدة ثلاثين عامًا.
عادت إيران، حليفة السودان القديمة، إلى دعمها بعد سنوات من المقاطعة خلال فترة حكم البشير، قبل أن يعيدها قائد القوات المسلحة السودانية، عبد الفتاح البرهان. والآن، عادت إيران لدعم الجيش النظامي، مقدمةً طائرات "مهاجر-6" المسيّرة، التي ساهمت في دحر قوات الدعم السريع من مواقع أم درمان الاستراتيجية باتجاه شمال الخرطوم العام الماضي. ويتجول عناصر إيرانيون في فنادق بورتسودان، العاصمة السودانية الجديدة، تحت حرارة خانقة، بعد أن فقد الجيش والمجلس السيادي السيطرة على معظم الخرطوم مع بداية الحرب العام الماضي.
كما عرضت الجزائر طائرات مقاتلة على الجيش السوداني، مبررةً دعمها للقوات المسلحة السودانية بدعم الإمارات العربية المتحدة لقوات الدعم السريع والمغرب.
ما هي المناطق الخاضعة لسيطرة كل جهة؟
اعتبارًا من ديسمبر 2025، تسيطر قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية على نصفي البلاد، موزعين على امتداد محور شمالي-جنوبي تقريبًا. وتسيطر القوات المسلحة السودانية على ما يزيد قليلًا عن نصف البلاد.
وتتمركز القوات المسلحة السودانية في العاصمة الخرطوم. وفي الشرق، يسيطر الجيش على مدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر. كما تسيطر القوات المسلحة السودانية على ما يقارب ثلاثة أرباع الحدود السودانية مع مصر شمالًا.
المناطق الخاضعة لسيطرة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في السودان
ينقسم السودان بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، مع سيطرة المتمردين على بعض المناطق.
من الناحية الاستراتيجية، توفر المناطق الخاضعة لسيطرة القوات المسلحة السودانية مزايا الوصول إلى البحر الأحمر، وهو مركز نقل حيوي يمر عبره 12% من التجارة البحرية العالمية، فضلاً عن كونها المركز الديموغرافي والإداري التاريخي للخرطوم، الواقعة عند ملتقى النيلين الأزرق والأبيض، وولاية كسلا الغنية بالثروة الحيوانية.
وبالتالي، يُقدّر الباحث السوداني جهاد مشامون أن القوات المسلحة السودانية كانت تسيطر على 60% من البلاد بحلول نوفمبر 2025.
في الوقت نفسه، عززت قوات الدعم السريع سيطرتها على دارفور، المنطقة الغربية الشاسعة التي كانت مركزًا لتعدين الذهب وطرق التهريب، وعلى عاصمة الإقليم الفاشر، وهي مركز اقتصادي يربط الطرق المؤدية إلى ليبيا شمالًا، والنيل شرقًا، وتشاد غربًا.
وكما أشار الباحث برافين أونديتي، فإن سقوط الفاشر في يد قوات الدعم السريع أواخر أكتوبر قضى على آخر معاقل القوات المسلحة السودانية في دارفور التي كانت تُمكنها من بسط نفوذها في غرب السودان.
خارج دارفور، تسيطر قوات الدعم السريع على معظم حقول النفط في البلاد، والعديد من حقول الذهب في وسط وجنوب غرب السودان، وتتقاسم السيطرة على مراعي مهمة مع القوات المسلحة السودانية.
ما هي الخسائر التي تكبدها المواطنون السودانيون؟ من أبرز فظائع الحرب تكرار حوادث قتل المدنيين.
اتُهم كلا الطرفين بارتكاب جرائم حرب، تشمل هجمات مُستهدفة على المدنيين والمراكز الطبية وأنظمة الغذاء. وتعكس عمليات القتل الجماعي في ولايات الخرطوم ودارفور وكردفان والجزيرة وسنار والنيل الأبيض النطاق الواسع للمجازر التي اجتاحت البلاد.
عدد القتلى شهرياً في الحرب الأهلية السودانية
في بعض الحالات، اتخذ هذا العنف بعداً عرقياً واضحاً. أفادت منظمة هيومن رايتس ووتش أن قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها سعت، من أواخر أبريل/نيسان إلى أوائل نوفمبر/تشرين الثاني 2023، إلى تهجير سكان الجنينة، عاصمة غرب دارفور، بشكل ممنهج، بما في ذلك القتل.
في أكتوبر/تشرين الأول 2025، عقب حصار الجيش الأحمر لمدينة الفاشر، شاهد العالم في رعب صوراً التقطتها الأقمار الصناعية تُظهر تجمعات جثث وبقعاً حمراء داكنة على الأرض. وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً طارئاً أدان فيه قيام قوات الدعم السريع بقتل نحو 500 شخص في مستشفى الولادة السعودي بالفاشر.
يوجد في السودان 9.5 مليون نازح داخلياً.
في 30 سبتمبر/أيلول 2025، قُدّر عدد النازحين داخلياً في السودان بنحو 9,584,349 شخصاً.1 ويمثل هذا الرقم انخفاضاً قدره 2,001,035 شخصاً مقارنةً بأعلى عدد للنازحين داخلياً سجلته مصفوفة تتبع النزوح في السودان، والذي بلغ 11.5 مليون نازح داخلياً في يناير/كانون الثاني 2025. ويعكس هذا الانخفاض في إجمالي عدد النازحين زيادة في حركات العودة. ومن بين 9.58 مليون نازح داخلياً، نزح حوالي 7.25 مليون نازح بعد اندلاع النزاع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في أبريل/نيسان 2023.
ويُصنّف أكثر من 9.5 مليون شخص كنازحين داخلياً، بعد فرارهم من العنف. وتشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن ولايتي شمال وجنوب دارفور تستضيفان أكبر عدد من النازحين داخلياً، تليهما ولايتا وسط وشرق دارفور.
في غضون ذلك، فرّ أكثر من أربعة ملايين شخص إلى الدول المجاورة: مصر وجنوب السودان وتشاد.
كريستوفر تونسيل
أستاذ مشارك في التاريخ، جامعة واشنطن
أنا مؤرخ متخصص في تاريخ السودان الحديث، مع تركيز خاص على العرق والدين كأدوات سياسية. صدر كتابي الأول، "الشعوب المختارة: المسيحية والخيال السياسي في جنوب السودان"، عن دار نشر جامعة ديوك عام ٢٠٢١. رُشِّح كتاب "الشعوب المختارة" لجائزة الكتاب الأول من جمعية دراسة الشتات الأفريقي العالمي، كما رُشِّح لجائزة كتاب "كريستيانتي توداي" لعام ٢٠٢٢ (قسم التاريخ/السيرة الذاتية). أما كتابي الثاني، "حدود السواد: الأمريكيون الأفارقة، السودان، وسياسات التضامن"، فهو قيد التعاقد مع دار نشر جامعة كورنيل.
الخبرة
٢٠٢٢ - حتى الآن: أستاذ مشارك، جامعة واشنطن
الشعوب المختارة: المسيحية والخيال السياسي في جنوب السودان
تونسيل، كريستوفر، ١٩٨٧ - مؤلف.
٢٠٢١، كتاب، ٢٢٤ صفحة
*Chosen Peoples: Christianity and the Political Imagination in South Sudan*
🧠 لماذا يصعب تحديد ما إذا كان النص مكتوبًا بواسطة الذكاء الاصطناعي - حتى بالنسبة للذكاء الاصطناعي نفسه؟
(شرح واضح وشامل)
تتناول مقالة من موقع The Conversation سؤالًا يبدو بسيطًا للوهلة الأولى: هل يمكننا تحديد ما إذا كان نص ما قد أُنتج بواسطة نموذج ذكاء اصطناعي مثل ChatGPT؟ الإجابة، بحسب المؤلفين، هي لا - وإليكم السبب.
١. ✅ يبدو النص المُولّد بواسطة الذكاء الاصطناعي شديد الشبه بالنص البشري
تُدرَّب نماذج اللغة الحديثة للذكاء الاصطناعي على كميات هائلة من النصوص البشرية، لذا فهي تتعلم:
المفردات البشرية
بنية الجملة البشرية
النبرة والأسلوب البشري
أنماط التفكير البشري
لهذا السبب، فإن النص الذي تُنتجه هذه النماذج يُشابه الكتابة البشرية إحصائيًا. لا توجد "بصمة" واضحة تُشير إلى أنه من صنع الآلة.
النص الذي تُنتجه هذه النماذج يُشبه الكتابة البشرية إحصائيًا. لا توجد "بصمة" واضحة تُشير إلى أنه من صنع الآلة.
النص الذي تُنتجه هذه النماذج يُشبه الكتابة البشرية إحصائيًا. ٢. ✅ تبحث برامج الكشف عن الأنماط، لكن البشر يكتبون أيضاً وفق هذه الأنماط.
عادةً ما تبحث برامج الكشف عن النصوص المدعومة بالذكاء الاصطناعي عن أمور مثل:
القدرة على التنبؤ
التكرار
سلاسة الصياغة
الافتقار إلى التفاصيل الشخصية
بصمات إحصائية معينة
لكن تكمن المشكلة هنا:
يكتب البشر أحياناً بطرق متوقعة أو متكررة أو عامة. غالباً ما ينتج الطلاب، والمتحدثون غير الأصليين، والأشخاص الذين يكتبون تحت ضغط الوقت، نصوصاً تصنفها برامج الكشف خطأً على أنها نصوص ذكاء اصطناعي.
يؤدي هذا إلى نتائج إيجابية خاطئة، وهو ما يمثل مشكلة أخلاقية كبيرة.
٣. ✅ يمكن لنماذج الذكاء الاصطناعي إعادة صياغة النصوص بسهولة لتجنب الكشف عنها.
توضح المقالة أن الذكاء الاصطناعي يستطيع:
إعادة صياغة نفسه
إضافة عنصر عشوائي
تغيير بنية الجملة
إدخال أخطاء بسيطة
محاكاة الخصائص البشرية
هذا يجعل الكشف أكثر صعوبة. يمكن لتوجيه بسيط مثل "أعد كتابة هذا النص ليبدو أكثر إنسانية" أن يتغلب على معظم برامج الكشف.
٤. ✅ حتى نماذج الذكاء الاصطناعي نفسها لا تستطيع اكتشاف النصوص التي يكتبها الذكاء الاصطناعي بدقة.
قد تتساءل: "لماذا لا نطلب من الذكاء الاصطناعي اكتشاف نصوص الذكاء الاصطناعي؟"
لكن المقال يوضح أن:
نماذج الذكاء الاصطناعي لا تحتفظ بذاكرة لما كتبته.
لا تترك علامات مخفية.
ليس لديها وعي داخلي بهوية الكاتب.
إنها تحلل النص إحصائيًا فقط، تمامًا كما تفعل برامج الكشف.
لذا فهي تواجه نفس القيود التي يواجهها البشر، ولكن بشكل أسرع.
٥. ✅ لا تعمل العلامات المائية (حتى الآن).
اقترح الباحثون تضمين "علامات مائية" في النصوص التي يُنشئها الذكاء الاصطناعي، وهي عبارة عن أنماط إحصائية دقيقة يمكن لبرامج الكشف رصدها.
لكن المقال يشير إلى:
يمكن إزالة العلامات المائية عن طريق إعادة الصياغة.
لا تعمل في جميع اللغات.
تتعطل عند ضبط النماذج بدقة.
يمكن تزييفها من قِبل البشر.
لذا فإن العلامات المائية ليست حلاً موثوقًا.
٦. ✅ المشكلة الحقيقية: الذكاء الاصطناعي والبشر يتشاركان نفس مساحة الكتابة
تتمحور فكرة المقال الرئيسية حول ما يلي:
لا يختلف نص الذكاء الاصطناعي جوهريًا عن نص الإنسان، فهو مُشتقٌّ منه.
لهذا السبب، لا يوجد حدٌّ فاصلٌ واضحٌ بينهما. وكلما ازداد تطور الذكاء الاصطناعي، كلما تلاشت هذه الحدود.
٧. ✅ تحذر المقالة من استخدام برامج الكشف عن المخالفات لأغراض العقاب.
يؤكد المؤلفون على ما يلي:
برامج الكشف غير موثوقة.
تُصدر اتهامات خاطئة.
قد يتعرض الطلاب والكتاب لعقوبات غير عادلة.
لا ينبغي للمؤسسات الاعتماد عليها في القرارات التأديبية.
بدلاً من ذلك، يقترحون التركيز على:
تصميم التقييم.
الكتابة القائمة على العملية.
الدفاع الشفهي.
تتبع المسودات.
تعليم مهارات استخدام الذكاء الاصطناعي.
٨. ✅ المستقبل: قد نحتاج إلى التسليم باستحالة الكشف.
تخلص المقالة إلى ما يلي:
لن يكون الكشف باستخدام الذكاء الاصطناعي مثاليًا أبدًا.
سيستمر الذكاء الاصطناعي في التطور.
ستبقى أدوات الكشف متأخرة دائمًا.
قد نحتاج إلى التحول من "الكشف عن الذكاء الاصطناعي" إلى "استخدام الذكاء الاصطناعي بمسؤولية".
يرى المؤلفون أن على المجتمع التكيف مع الكتابة بمساعدة الذكاء الاصطناعي بدلاً من محاولة مراقبتها بأدوات غير موثوقة.
✅ باختصار
يصعب كشف النصوص المُولّدة بواسطة الذكاء الاصطناعي للأسباب التالية:
يكتب الذكاء الاصطناعي بأسلوب البشر
يكتب البشر أحيانًا بأسلوب الذكاء الاصطناعي
تعتمد أدوات الكشف على مؤشرات إحصائية ضعيفة
يستطيع الذكاء الاصطناعي إعادة صياغة النصوص لتجنب الكشف
لا توجد بصمة رقمية خاصة بالذكاء الاصطناعي في النصوص
العلامات المائية هشة وسهلة الإزالة
رسالة المقال: يجب أن نتوقف عن الاعتماد على أدوات كشف النصوص المُولّدة بواسطة الذكاء الاصطناعي في القرارات المصيرية، وأن نعيد النظر في كيفية تقييم الكتابة في عالمٍ يزخر بالذكاء الاصطناعي.
أمبوج تيواري
أستاذ الإحصاء، جامعة ميشيغان
مجال بحثي الرئيسي هو الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على التعلّم الآلي. يركز فريقي البحثي على التحليل النظري الدقيق لنماذج وخوارزميات الذكاء الاصطناعي والتعلّم الآلي. كما نعمل على تطبيقات عملية معقدة، لا سيما في الكيمياء والطب النفسي. حظي عملي بدعم منحة NSF CAREER (2015)، وزمالة سلون البحثية (2017)، وجائزة أدوبي لأبحاث علوم البيانات (2020)، وجائزة فيسبوك البحثية (2021). في عام 2022، تم اختياري زميلًا في معهد الإحصاء الرياضي. وفي عام 2023، حصلت على جائزة التميز في بداية المسيرة المهنية في الإحصاء وعلوم البيانات من الجمعية الإحصائية الهندية الدولية.
تخرجتُ من المعهد الهندي للتكنولوجيا في كانبور (بكالوريوس هندسة، ٢٠٠٢) وجامعة كاليفورنيا في بيركلي (ماجستير، ٢٠٠٥ ودكتوراه، ٢٠٠٧، بإشراف بيتر بارتليت). عملتُ أستاذاً مساعداً باحثاً في مركز تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من عام ٢٠٠٨ إلى عام ٢٠١٠. ومن عام ٢٠١٠ إلى عام ٢٠١٢، كنتُ زميلاً لما بعد الدكتوراه في جامعة تكساس في أوستن، حيث عملتُ مع إندرجيت ديلون وبراديب رافيكومار.
الخبرة
–حتى الآن: أستاذ إحصاء، جامعة ميشيغان
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
مصر ترسم خطوطها الحمراء في السودان: لا مجال لأجندات انفصالية أو كيانات موازية
مصر ترسم خطوطها الحمراء في السودان: لا مجال لأجندات انفصالية أو كيانات موازية
القاهرة والرياض تتشاركان ذات الهواجس حيال ما يجري في السودان.
القاهرة - قطع البيان الصادر عن الرئاسة المصرية، الخميس، مع المضمون الدبلوماسي المعهود في التطرق للمعضلة السودانية، ورسم بشكل واضح وحازم "خطوطا حمراء" لا يمكن السماح بتجاوزها أو التهاون بشأنها، فيما يتعلق بالحرب الدائرة في البلد الجار، ما يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت مصر مستعدة للتدخل العسكري في حال تم تجاوز تلك الخطوط، خاصة وأن الرئاسة أشارت إلى استعدادها لتفعيل اتفاقية الدفاع المشترك بين البلدين؟.
ويعكس بيان الرئاسة المصرية، الذي جاء بمناسبة زيارة لرئيس مجلس السيادة الانتقالي قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان إلى القاهرة، وجود تخوفات جدية من أجندة تستهدف تقسيما جديدا للسودان، على ضوء ما يجري على الميدان، حيث نجحت قوات الدعم السريع في فرض قبضتها على إقليم دارفور غرب البلاد، وهي تتمدد حاليا بدعم من "الحليف الجديد" الحركة الشعبية- قطاع الشمال بزعامة عبدالعزيز الحلو في إقليم كردفان المجاور.
ويقول متابعون إن قوات الدعم السريع حصلت في الأشهر الأخيرة على دعم عسكري كبير من قوى إقليمية، ما جعلها تتجاوز سريعا خسارتها السيطرة على العاصمة الخرطوم، لتفتح جبهة واسعة في غرب البلاد ووسطها، فيما يبدو الجيش عاجزا عن مجاراة نسقها.
وأعربت الرئاسة المصرية في بيانها عن "قلقها البالغ من استمرار حالة التصعيد والتوتر الشديد في السودان، وما نجم عن هذه الحالة من مذابح مروعة وانتهاكات سافرة لأبسط قواعد حقوق الإنسان في حق المدنيين السودانيين، خاصة في الفاشر"، في إشارة إلى سيطرة قوات الدعم السريع في السادس والعشرين على عاصمة شمال دارفور، وبالتالي خسارة الجيش السوداني لآخر موطئ قدم له في الإقليم الاستراتيجي.
وأكدت الرئاسة المصرية "أن هناك خطوطاً حمراء لا يمكن السماح بتجاوزها أو التهاون بشأنها باعتبار أن ذلك يمس مباشرة الأمن القومي المصري، الذي يرتبط ارتباطًا مباشرا بالأمن القومي السوداني".
وشددت في البيان "على أن الحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه وعدم العبث بمقدراته ومقدرات الشعب السوداني هي أحد أهم هذه الخطوط الحمراء، بما في ذلك عدم السماح بانفصال أي جزء من أراضي السودان".
وجددت في ذات السياق رفضها القاطع لإنشاء أية كيانات موازية أو الاعتراف بها باعتبار أن ذلك يمس وحدة السودان وسلامة أراضيه، في إشارة إلى الحكومة الموازية التي شكلتها قوات الدعم السريع مع عدد من القوى المسلحة والسياسية في غرب البلاد.
وقال بيان الرئاسة المصرية إن "الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية ومنع المساس بهذه المؤسسات هو خط أحمر آخر لمصر، وتؤكد مصر على حقها الكامل في اتخاذ كافة التدابير والإجراءات اللازمة التي يكفلها القانون الدولي واتفاقية الدفاع المشترك بين البلدين الشقيقين لضمان عدم المساس بهذه الخطوط الحمراء أو تجاوزها".
وإلى وقت قريب حرصت مصر على تبني لغة دبلوماسية هادئة نسبيا، رغم تأكيدها المستمر على دعمها للمؤسسة العسكرية السودانية وباقي مؤسسات الدولة، لكن تسارع الأحداث الميدانية، وما يرافقه من تسريبات عن قيادة الدعم السريع لمخطط تقسيمي، دفع مصر إلى الخروج من مربع الدبلوماسية "الناعمة" وتبني "لغة خشنة".
ويشير محللون إلى أن الموقف المصري الأخير يعكس استعداد القاهرة لجميع السيناريوهات، ومنها فرضية التدخل العسكري، في حال تم المساس بأحد الخطوط الحمراء التي أعلنتها الرئاسة المصرية.
ويقول المحللون إن موقف القاهرة وإن بدا مفاجئا للبعض، لكن له دوافعه فما يحدث بالسودان يشكل تحديا كبيرا للأمن القومي المصري، وينذر بفرض وقائع جديدة على خارطة النفوذ في المنطقة.
ويوضح المحللون أن المخاوف المصرية تنسحب أيضا على السعودية التي لا تخفي بدورها هواجسها حيال ما يجري في السودان بالنظر لتأثيراته المباشرة على أمنها القومي.
وقبل زيارته إلى القاهرة، كان البرهان زار الرياض بدعوة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وأجرى قائد الجيش السوداني هناك لقاء مع المبعوث الأميركي للسودان مسعد بولس، أعلن بعده البرهان عن استعداده للتعاون مع الإدارة الأميركية لتحقيق السلام وإنهاء الحرب في بلاده.
وفي نوفمبر الماضي، حرص ولي العهد السعودي خلال لقائه بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض على طلب تدخل الأخير بشكل مباشر لوضع حد للصراع الدائر في السودان.
ويقول المحللون إن هناك تنسيق مصري- سعودي على أعلى مستوى فيما يتعلق بالسودان، حيث يدرك الجانبان أنهما معنيان مباشرة بأي مخططات يجري العمل عليها في هذا البلد.
ويلفت المحللون إلى أن الرياض تحرص على معالجة الصراع السوداني دبلوماسيا وهي تقود حاليا جهودا حثيثة للدفع نحو تهدئة يتم من خلالها التوصل إلى تسوية مستدامة، لكن الأمر يبقى رهين مدى تجاوب طرفي النزاع ولاسيما قوات الدعم السريع التي تشعر حاليا أنها في موقع قوة يتيح لها تحقيق المزيد من الانجازات العسكرية، وإن أبدت في السابق ترحيبها بهدنة الرباعية.
ويوضح المحللون أن مصر تتابع عن كثب الجهود الدبلوماسية الجارية لكونها طرف أيضا في الرباعية الدولية المعنية بالسلام في السودان، لكن أي فشل قد يدفعها إلى تبني التدخل العسكري، باعتباره خيار الضرورة.
وجددت الرئاسة المصرية في بيانها حرصها الكامل على استمرار العمل في إطار الرباعية الدولية بهدف التوصل إلى هدنة إنسانية، تقود إلى وقف لإطلاق النار، يتضمن إنشاء ملاذات وممرات إنسانية آمنة لتوفير الأمن والحماية للمدنيين السودانيين، وذلك بالتنسيق الكامل مع مؤسسات الدولة السودانية.
وأكدت على دعمها الكامل لرؤية الرئيس الأميركي، الخاصة بتحقيق الأمن والاستقرار في السودان، وذلك في إطار توجه الرئيس ترامب لإحلال السلام وتجنب التصعيد وتسوية المنازعات في مختلف أنحاء العالم.
السعوديون لا يبحثون عن حليف أو تابع ولا يدعمون فريقا على حساب آخر ما يهمهم هو الضغط على القادة السودانيين للبحث عن المشترك الذي ينهي الحرب ويخفف معاناة السودانيين.
تمثل زيارة قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان إلى السعودية محطة مهمة للسلام في السودان إذا فهم السودانيون أن مسارات السلام المختلفة تصب في الرياض، فأي تدخلات ثنائية أو جماعية للحل تتعامل مع السعودية كطرف رئيسي بدءا من منبر جدة ثم جنيف ونيروبي. لكن إذا نظر إليها البرهان من جانب المغالبة وتسجيل نقاط على حساب خصمه قائد الدعم السريع محمد دقلو (حميدتي)، فهذا يعني أنه لم يفهم ما تريده القيادة السعودية من الزيارة ومن دعوتها الرئيس الأميركي ترامب إلى دعم الحل في السودان.
لا يبحث السعوديون عن حليف أو تابع، ولا يدعمون فريقا على حساب آخر، ما يهمهم هو الضغط على القادة السودانيين للبحث عن المشترك الذي ينهي الحرب، لكن قبل ذلك وقف إطلاق النار وتخفيف المعاناة عن السودانيين وإيصال المساعدات إلى النازحين من لهيب نار الإخوة الأعداء.
تسيطر على جمهور الحركة الإسلامية، التي تتحكم في البرهان ومن ورائه المؤسسة العسكرية، فكرة أن السعودية تدعم الجيش السوداني دون شروط، وذلك ضمن توازنات إقليمية تسعى فيها المملكة إلى أن تكون طرفا مؤثرا، وهي فكرة مهزوزة ودون أسس لأن السعوديين سبقوا أن انتقدوا طرفي الحرب في السودان دون تخصيص من معهم ومن ضدهم. كما أن هذا الإيحاء ليس أسلوب السعودية في بناء نفوذها الإقليمي، فهي لا تدعم الصراعات البينية داخل الدول، ولا تنافس دولا إقليمية على النفوذ، وأدوات نفوذها بعيدة عن تمويل الحروب والإنفاق على شراء الأسلحة وتهريبها وتشكيل الميليشيات.
يتأتي نفوذ السعودية في أغلب مظاهره من طبيعتها كدولة وازنة لديها أوراق قوة مالية واستثمارية ونفطية، وأخرى رمزية تتعلق بكونها مركزا دينيا يلتف حولها العالم الإسلامي، وهو ما يجعل من شبه المستحيل رهانها على دعم جيش سوداني تتخفى وراءه حركة إسلامية بهوية إخوانية تتناقض كليا مع المقاربة الدينية للسعودية وتصنفها جماعة إرهابية.
قد تكون المملكة فتحت أمام قيادات إخوانية الباب للتدريس و”أكل الخبز” في عقود سابقة، لكن فرصة انفتاح السعودية الجديدة على الجماعة وفروعها وممثليها لم يعد أمرا ممكنا ليس فقط بسبب تغيير القوانين والمناهج والتخلي عن السردية الدينية للجماعة التي كانت تدرّس للسعوديين، ولكن، وهذا الأهم، أن المملكة اختارت نهج الانفتاح الديني والثقافي والاندماج الإيجابي في المجتمع الدولي، ولا سبيل للعودة إلى الوراء.
وبالنتيجة، فإن ما يهم السعوديين من استقبال البرهان وقبله وفودا سودانية في منبر جدة هو جمع السودانيين على طاولة التفاوض مستفيدة من وزنها الاعتباري لديهم وفي الإقليم، وخاصة من حيادها في الصراع السوداني – السوداني، ومن حرصها على تأمين الاستقرار الإقليمي في منطقة حيوية مشاطئة للبحر الأحمر.
سيؤمن السعودية فرصة أخرى وبارقة أمل أخيرة للسودانيين تحت مظلة منبر جدة، خاصة أنه مدعوم من الولايات المتحدة، التي تحركت مجددا لدعم الحل السياسي في السودان بطلب مباشر من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال زيارته الأخيرة لواشنطن ولقاء القمة الأخير مع الرئيس دونالد ترامب. وتصب مختلف مسارات السلام الخاصة بالسودان في السعودية التي سيكون دورها مؤثرا في إنجاح الحل سياسيا وماليا.
وانطلقت أولى جولات منبر جدة في السادس من مايو 2023 برعاية سعودية وأميركية مشتركة. وشهد المنبر قبل توقف أعماله في نوفمبر 2023، الاتفاق على هدنة إنسانية لكن لم يجر الالتزام بها من الطرفين، وخاصة من جانب قيادة الجيش السوداني، التي كانت تضع أولوية لها خيار الحل العسكري، لكن تطورات الحرب في الأشهر الستة الماضية قلبت المعادلة رأسا على عقب.
ومن شأن التحرك السعودي أن يسحب المبررات من البرهان ويقيم عليه الحجة، بعد أن رفض التعاطي مع دعوة الرباعية الدولية (الولايات المتحدة، السعودية، مصر، الإمارات) إلى التهدئة، وهي المبادرة التي طرحها مستشار ترامب لشؤون أفريقيا والشرق الأوسط مسعد بولس ووصفها البرهان بأنها “أسوأ الأوراق لأنها تلغي وجود الجيش وتطالب بحل الأجهزة الأمنية وتبقي على الدعم السريع”، مردفا “لن نقبل بذلك”.
وخلال زيارته للسعودية، قال البرهان إنه سيعمل مع مستشار ترامب من أجل إحلال السلام في السودان، ولا يعرف إن كان كلام قائد الجيش السوداني جديا أم أنه مجرد حديث مجاملة للسعودية ولبولس نفسه الذي التقى به في الرياض. لكن لا شك بأن البرهان قد سمع كلاما سعوديا واضحا ودقيقا بشأن الوضع، وهو ما كان عبر عنه وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان أمام الجمعية العامة في سبتمبر الماضي.
وأكد الأمير فيصل بن فرحان على حرص المملكة على استقرار السودان ووحدة وسلامة أراضيه، مشددا على أهمية استمرار الحوار عبر منبر جدة، ورفضها لأي خطوات خارج إطار مؤسسات الدولة التي قد تمس وحدة السودان ولا تعبّر عن إرادة شعبه، وهو ما يعني أن السعودية ترفض تفكيك السودان وتفتيته وقيام دولة للجيش وأخرى لقوات الدعم السريع.
السعودية وسيط، وعلى السودانيين أن يتحملوا مسؤوليتهم لإنقاذ بلادهم. يمكن للرياض أن تساعد بالنصيحة وأن تجمع الفرقاء وتبني الثقة وأن تقدم مساعدات للنازحين، لكنها لن تفعل أكثر من ذلك إن لم تر مؤشرات جدية على رغبة الجميع في السلام، هل يتصور البرهان بأن السعودية ستحتفي به وهو يستمر في المكابرة ويتمسك بالحسم العسكري، كيف لها أن تقدم الدعم المالي والاستثماري لتأكله نار الحرب أو تلتهمه سوق السلاح المهرب.
من المهم تنشيط مسارات الحوار السوداني – السوداني وتنويع الشركاء في الحوار، والابتعاد به عن مسارات التجميع القائمة على اعتبارات عسكرية أو قبلية ووعود التقسيم. ومن الواضح في المزاج الإقليمي والدولي وجود توجه لتحييد القوى العسكرية وبناء مقاربات لحكم مدني بعيدا عن الاستقطاب الذي تلا سقوط نظام الرئيس السابق عمر البشير ومحاولة السطو على السلطة تحت مسميات مختلفة.
لقد بلغ السودانيون مرحلة عرفوا فيها بأن دول الإقليم، سواء تلك التي تقف في صف الجيش أو الدعم السريع، لم يعد لديها الاستعداد ولا الوقت للقبول باستمرار حرب مفتوحة على المجهول تهدد أمن الإقليم، من ذلك أن مصر، التي تدعم الجيش السوداني، تفضل الاحتكام إلى الحلول الدبلوماسية لحل النزاع في الدولة الجارة، وتخشى من أن يؤدي استمراره إلى تداعيات ستؤثر عليها مستقبلا.
وسيكون أول اختبار لنتائج زيارة البرهان للمملكة مرهونا بمدى استجابته للمشاركة في اجتماعات منبر جدة 2، وقبل ذلك اتخاذ إجراءات لبناء الثقة مع الوسيط السعودي من مثل تسهيل وصول المساعدات الإنسانية وفتح الممرات الآمنة، والكف عن خطاب خلط الأوراق إقليميا، واستدعاء أكثر من دولة إلى النزاع لإظهار قدرته على المناورة، فماذا سيمكن أن يستفيد البرهان من وجود إيران أو روسيا وتركيا في نزاع مطلوب حله إقليميا، وخاصة من الدول المشاطئة للبحر الأحمر أفريقيا وعربيا.
بورتسودان (السودان) - انقطعت الكهرباء عن مدن رئيسية في السودان بينها الخرطوم وبورتسودان إثر قصف جوي بمسيّرات استهدف محطة توليد كهرباء رئيسية في شرق البلاد.
وباتت الطائرات المسيرة، السلاح الأبرز المستخدم في الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023.
وذكر مصدر عسكري سوداني الجمعة، أن قوات الدعم السريع شنّت فجر الخميس 35 هجوما بطائرات مسيّرة على مدن في شرق السودان من بينها عطبرة، حيث توجد محطة كبيرة للطاقة الكهربائية.
من جهتها أوضحت شركة الكهرباء الوطنية أنّ الضربات استهدفت محوّلات كهرباء في محطة المقرن لتوليد الطاقة في عطبرة بولاية نهر النيل.
وقال مسؤول في محطة توليد الكهرباء إن اثنين من عناصر الدفاع المدني قُتلا أثناء محاولتهما إخماد حريق اندلع عقب الغارة الأولى التي اتهم قوات الدعم السريع بتنفيذها.
وأكدت حكومة ولاية النيل في بيان مقتل العنصرين. وتُعدّ هذه المحطة مركزا استراتيجيا في شبكة الكهرباء السودانية، إذ تستقبل الطاقة المولّدة من سد مروي الذي يشكّل أكبر مصدر للطاقة الكهرومائية في البلاد، قبل توزيعها على مختلف المناطق.
ويأتي هذا التطور مع احتدام المعارك بين قوات الدعم السريع والجيش في إقليم كردفان، وسط السودان.
ويرى مراقبون أن استهداف مناطق ومدن في شرق السودان الخاضع لسيطرة الجيش، يندرج في سياق مساعي قوات الدعم السريع لزيادة الضغط على المؤسسة العسكرية وتشتيت قواها.
وأفاد شهود عيان بأن الجيش فعّل أنظمة دفاعه الجوي قرابة الساعة 2,00 (منتصف الليل بتوقيت غرينتش)، مشيرين إلى رؤية ألسنة اللهب والدخان تتصاعد فوق المدينة الخاضعة لسيطرة الجيش السوداني.
وطال انقطاع الكهرباء ولايات عدة، من بينها ولايات في النيل والبحر الأحمر حيث تقع بورتسودان (التي يتخذ منها الجيش ومؤسساته عاصمة مؤقتة)، بالإضافة إلى العاصمة الخرطوم، وفق شهود عيان، بينما لا يزال الحريق خارج السيطرة. ولم تُعلّق قوات الدعم السريع على الهجوم بعد.
في الأشهر الأخيرة، وُجّهت اتهامات لقوات الدعم السريع بشنّ ضربات بطائرات مسيّرة على مناطق واسعة يسيطر عليها الجيش، مستهدفة منشآت مدنية ومتسببة في انقطاع التيار الكهربائي عن ملايين الأشخاص.
ويتخذ الصراع الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع في الأشهر الأخيرة منعرجا خطيرا، وسط مطالبات دولية بهدنة إنسانية.
وذكر تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الخميس، أن أكثر من 1000 مدني قتلوا عندما سيطرت قوات الدعم السريع على مخيم للنازحين في منطقة دارفور في أبريل، نحو ثلثهم تعرضوا لعمليات إعدام خارج نطاق القانون.
وقال فولكر تورك مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان في بيان مصاحب للتقرير المكون من 18 صفحة "مثل هذا القتل المتعمد للمدنيين أو من يعجزون عن القتال قد يشكل جريمة حرب تتمثل في القتل العمد".
وكان مخيم زمزم في منطقة دارفور غرب السودان يضم نحو نصف مليون نازح بسبب الحرب الأهلية وشنت قوات الدعم السريع حملة السيطرة عليه في الفترة من 11 إلى 13 أبريل.
وأسفرت الحرب عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين، وأدّت إلى ما وصفته الأمم المتحدة بـ"أسوأ أزمة إنسانية في العالم".
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
إسرائيل توافق على صفقة بقيمة 37 مليار دولار لتصدير الغاز إلى مصر
إسرائيل توافق على صفقة بقيمة 37 مليار دولار لتصدير الغاز إلى مصر
يُعدّ منح إسرائيل رخصة التصدير الخطوة الأخيرة لإتمام الصفقة، التي أعلنت عنها شركات الطاقة لأول مرة في أغسطس/آب.
نيويورك تايمز
بقلم إفرات ليفني وجوناثان ريس
نُشر في 17 ديسمبر/كانون الأول 2025، وتم تحديثه في 18 ديسمبر/كانون الأول 2025، الساعة 4:19 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة
يتناول مقال صحيفة نيويورك تايمز موافقة إسرائيل على صفقة ضخمة لتصدير الغاز الطبيعي إلى مصر بقيمة 37 مليار دولار، وهي إحدى أكبر اتفاقيات الطاقة في تاريخ المنطقة.
إليكم السياق والأهمية:
1. تفاصيل الصفقة: وافقت إسرائيل على تصدير الغاز الطبيعي إلى مصر على مدى فترة طويلة.
القيمة: 37 مليار دولار.
كانت الخطوة الأخيرة هي منح إسرائيل ترخيص التصدير، وهو ما ورد في المقال.
أُعلن عن الصفقة في الأصل من قبل شركات الطاقة المعنية في أغسطس 2025.
سيأتي هذا الغاز من حقول إسرائيل البحرية الرئيسية، مثل:
ليفياتان
تامر
وربما خزانات أخرى في البحر الأبيض المتوسط
2. لماذا ترغب مصر في الغاز؟
تمتلك مصر محطتين رئيسيتين للغاز الطبيعي المسال:
إدكو
دمياط
تتيح هاتان المحطتان لمصر ما يلي:
استخدام الغاز الإسرائيلي محليًا
إعادة تصدير الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، التي تتوق إلى مصادر طاقة غير روسية
تعزيز دورها كمركز إقليمي للطاقة
يشهد إنتاج مصر من الغاز انخفاضًا، لذا تساعد الواردات في استقرار إمداداتها المحلية.
3. لماذا وافقت إسرائيل على الصفقة؟
تستفيد إسرائيل من عدة جوانب:
✅ اقتصاديًا: عشرات المليارات من الدولارات كعائدات طوال مدة الصفقة
تعزيز قطاع الطاقة
جذب المزيد من الاستثمارات في التنقيب البحري
✅ جيوسياسيًا: تعميق العلاقات مع مصر، الشريك الإقليمي الرئيسي
زيادة نفوذها في سوق الطاقة في شرق المتوسط
✅ استراتيجيًا: مساعدة أوروبا على تنويع مصادرها بعيدًا عن الغاز الروسي بشكل غير مباشر من خلال صادرات مصر من الغاز الطبيعي المسال
4. السياق الإقليمي والعالمي: تندرج هذه الصفقة ضمن سياق جيوسياسي أوسع:
أزمة الطاقة في أوروبا: تسعى أوروبا منذ عام 2022 إلى استبدال الغاز الروسي. وتساهم صادرات مصر من الغاز الطبيعي المسال - المدعومة جزئيًا بالغاز الإسرائيلي - في سد هذه الفجوة.
التعاون في مجال الطاقة في شرق المتوسط تعمل إسرائيل ومصر وقبرص واليونان على بناء تحالف في مجال الطاقة، يشمل ما يلي:
مشاريع غاز مشتركة
خطوط ربط كهربائية
تنسيق صادرات الغاز الطبيعي المسال
السياسة الداخلية في إسرائيل لطالما كان تصدير الغاز قضية حساسة سياسياً:
يرى بعض الإسرائيليين ضرورة بقاء المزيد من الغاز داخل البلاد
بينما يرى آخرون أن الصادرات تجلب فوائد اقتصادية ودبلوماسية
يشير منح ترخيص التصدير إلى أن الحكومة تولي أولوية للشراكات الإقليمية والإيرادات.
5. لماذا تُعد هذه الصفقة ضخمة؟
تُعد اتفاقية الطاقة البالغة قيمتها 37 مليار دولار ضخمة وفقاً للمعايير العالمية. وهي تشير إلى:
تعاون طويل الأمد بين إسرائيل ومصر
ثقة في احتياطيات الغاز البحرية الإسرائيلية
تحول في خريطة الطاقة في المنطقة
شريان حياة اقتصادي رئيسي لمصر
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
دراسة تقول إن البشر ليسوا أحاديي الزواج كما تعتقد
بحث جديد يُظهر أن بعض الفئران أكثر إخلاصًا من البشر
أظهرت دراسة جديدة أن أغنام سواي بعيدة كل البعد عن الزواج الأحادي. مارتن زويك/ريدا/مجموعة الصور العالمية/جيتي إيميجز
عالم يُصدر تصنيفًا للزواج الأحادي لعشرات الثدييات، بما في ذلك الإنسان
أظهرت دراسة جديدة أن البشر أقل ميلًا للزواج الأحادي من بعض الفئران، لكنهم يتفوقون على سلالة من الأغنام.
بقلم: أيلين وودوارد
9 ديسمبر 2025، الساعة 7:05 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة
يتناول المقال دراسة علمية جديدة صنّفت عشرات أنواع الثدييات، بما في ذلك الإنسان، وفقًا لمدى ميلها للزواج الأحادي. وقد ابتكر الباحث "مؤشرًا للزواج الأحادي" من خلال مقارنة السمات السلوكية والبيولوجية بين الأنواع.
الفكرة الأساسية: الزواج الأحادي ليس سمة ثنائية بسيطة، بل تتدرج الأنواع على طيف واسع.
🐭 أهم النتائج التي يسلط عليها المقال الضوء
1. البشر يميلون للزواج الأحادي بدرجة متوسطة - ليسوا الأكثر ولا الأقل. نحن أكثر التزامًا بالزواج الأحادي من بعض الثدييات، ولكن أقل من غيرها. يُظهر البشر مزيجًا من:
الترابط الزوجي طويل الأمد
الزواج الأحادي الاجتماعي (تربية الأطفال معًا)
ولكن أيضًا معدلات عالية نسبيًا للخيانة الزوجية والزواج الأحادي المتسلسل
2. بعض الفئران أكثر التزامًا بالزواج الأحادي من البشر. تشتهر أنواع مثل فأر البراري بما يلي:
الترابط الزوجي مدى الحياة
المشاركة في تربية الأطفال
الشعور بالضيق عند الانفصال
تفضيل الشريك بشدة
تحصل هذه الأنواع على درجات عالية جدًا في مؤشر الزواج الأحادي.
3. يتفوق البشر على سلالة واحدة على الأقل من الأغنام. تُظهر بعض سلالات الأغنام ما يلي:
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة