أكذوبة "جيشٌ واحد شعبٌ واحد" النور حمد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-18-2025, 11:29 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
المنبر العام
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-16-2025, 08:02 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 52026

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أكذوبة "جيشٌ واحد شعبٌ واحد" النور حمد

    08:02 AM December, 16 2025

    سودانيز اون لاين
    Yasir Elsharif-Germany
    مكتبتى
    رابط مختصر




    Quote:
    Elnour Hamad
    [14 ديسمبر 2025]
    جرعة التضليل الأخيرة
    (9)
    النور حمد
    أكذوبة "جيشٌ واحد شعبٌ واحد"
    إن أكثر الشعارات تضليلاً لهو شعار "جيشٌ واحدٌ شعبٌ واحد"، الذي ما فتئ يردده، بعد اشتعال هذه الحرب الكارثية اللعينة، الفريق البرهان والمحيطون به من الإخوان المسلمين، ومن اتَّبعهم من المُغَيَّبين. كما أصبح يردده معهم، أيضًا، من أسموا أنفسهم "الجذريين". ولكن، على اختلافٍ يسيرٍ جدًا في السفسطة التبريرية، عما هو عليه لدى الإخوان المسلمين، والمضلَّلين المنقادين وراءهم. في عموم الأمر ترديد هذا الشعار الزائف، من أي جهةٍ كانت، إنما يصب، في حقيقة الأمر، في عودة العسكر والإخوان المسلمين إلى السلطة. فلو صح ترديد هذا الشعار في حقبة حكم الفريق عبود، أو في فترة حكم المشير جعفر نميري، لأمكن ابتلاعه على ما فيه من قدرٍ من المرارة. أما أن يُقال بعد أن استولى الإخوان المسملون على الجيش، استيلاءً تامًا، وجعلوا منه منذ 1989 جيشًا للتنظيم، فهذه عجيبةٌ من الأعاجيب. فالذي يردد "جيشٌ واحدٌ شعبٌ واحد"، وقد رأى مجازر دارفور، ومجازر جنوب كردفان، ومجازر النيل الأزرق، ومجازر شرق السودان، ومجزرة كجبار، ومجزرة العليفون، ومجزرة 2013 ومجزرة فض اعتصام القيادة العامة، وقنص الشبان والشابات ببنادق القنص من أسطح البنايات في شوارع المدن، منذ اندلاع ثورة ديسمبر 2018 وغير ذلك من الفظائع، لابد أن يكون مُعتلّاً عقليًّا ووجدانيًا بصورةٍ بشعة.
    الحقيقة الساطعة التي لا مراء فيها أن الجيش السوداني لم يقف في تاريخه إلى جانب الشعب. فهو أصلاً لم يجر إعداده لهذه المهمة وإنما أنشئ ليكون ذراعًا للمستعمر. وعبر تلك الفترة الطويلة، زرع فيه المستعمر نزعة التعالي على الشعب والنظر إليه كعدو. فتلك هي عقيدة الجيش المستعمر في كل زمان ومكان. والمرَّتان اللَّتان قيل أن الجيش قد انحاز فيهما إلى جانب الشعب، عقب ثورة أبريل 1985، وعقب ثورة ديسمبر 2018، إنما كانتا مجرد مناورة ومؤامرة لإجهاض تلكما الثورتين. لقد ظل الجيش السوداني، على طول المدى يقف على الضفة الأخرى المواجهة للضفة التي يقف عليها الشعب؛ أي، يقف في وضعٍ نقيضٍ للشعب ومصالحه الحيوية. ففي ظل بنية الوعي الرعوية القبلية السائدة في البلاد، التي يجري فيها استخدام الدولة كأداةٍ لاحتكار السلطة، والثروة، والفرص، وتحقيق الجاه، لم يكن الجيش سوى أداةٍ تعمل لخدمة نفسها كقبيلةٍ جديدةٍ ترى أنها الأحق بالسلطة والوجاهة والفرص. وبناءً على ذلك، وبناءً على امتلاكها آلة العنف الكبرى، فقد منحت نفسها امتيازاتٍ خاصة. كما منحت امتيازاتٍ أخرى لقطاعٍ عريضٍ من النخب السودانية التي ظلت ملتصقةً، على الدوام، بمؤسسة الحكم، ومن يجلس على رأسها.
    كما سبق أن أشرت، فإن الجيش السوداني، أو قل نواة الجيش السوداني، تعود إلى حقبتين استعماريتين استمرتا لمدة بلغت 123 عامًا. فالحقبة الخديوية استمرت 65 عامًا، والحقبة البريطانية استمرت 58 عامًا. طيلة هاتين الحقبتين ظل الجيش خادمًا لأهداف المستعمر، وفقًا للعقيدة الاستعمارية التي ترى في الشعب عدوًا أوحدًا للنظام الاستعماري القائم. فهو بحكم النشأة الاستعمارية، جيشٌ طبيعته الأصيلة الاستعلاء على الشعب واحتقاره وقهره. وحين خرج المستعمر من البلاد، وجد هذا الجيش نفسه، فجأةً، واقفًا في فراغٍ لم يعهده. فطفق يتلفَّت يمنةً ويسرةً باحثًا عن عقيدةٍ جديدة. فقد خرج المستعمر حاملاً معه عقيدته التي وظَّف وفقها الجيش، وهي: "الجيش ضد الشعب". وقد ورث منه الجيش الوطني، وبالضرورة، تلك العقيدة. ولم يستطع عبر عهود الحكم الوطني أن يتحول عن تلك العقيدة الاستعمارية، لينشئ لنفسه عقيدةً وطنيةً صحيحةً، تتمثل في: حماية البلاد من العدوان الأجنبي، وفي حراسة النظام الدستوري الديمقراطي، وبذل كل جهدٍ ممكنٍ للحفاظ على أمن الدولة وشعبها. وما نحن فيه الآن من خرابٍ ودمارٍ غير مسبوقٍ، سببه فشل الجيش في مراجعة بنيته وعقيدته الاستعمارية المتمثلة في الاستحواذ على السلطة والثروة. وقد بلغ الاستحواذ على السلطة والثروة بواسطة الجيش، في فترتي حكم المشير عمر البشير والفريق عبد الفتاح البرهان، حدًّا أدى إلى هذا الخراب والدمار العظيم الذي نحن فيه الآن، وإلى اضمحلال مؤسسة الدولة، حتى أضحت شبحًا "لا يهش ولا ينش".
    بسبب تلك البنية المعتلة والعقيدة التي ورثها الجيش من المستعمر، جرى أول انقلابٍ عسكري في تاريخ السودان المستقل على النظام الديمقراطي. وهو الانقلاب الذي قاده الفريق إبراهيم عبود في عام 1958. وقد جرى ذلك بعد عامين فقط من الاستقلال. فالجيش الذي كان موظفًا من قبل المستعمر لقمع الشعب، قاده وضعه هذا لكي يفهم، خطأً، أنه الأحقُّ بالحكم، وأنه الأقدر عليه من غيره. ولذلك، عندما غادر المُستعمِر، الذي كان يحكم بقوة السلاح، رأى الجيش، بصورةٍ تلقائيةٍ، أنه الأحق بخلافته على الحكم. وتدل على هذا المفهوم الخاطئ كثرة الانقلابات العسكرية التي قام بها هذا الجيش، مسجِّلةً أعلى رقمٍ على مستوى الكوكب كله. فقد بلغت الانقلابات ما بين ناجح وفاشل، منذ الاستقلال وإلى اليوم، 20 انقلابًا.
    لقد كانت سلطة شيخ القبيلة، أو سلطة كبيرها، في كل التجارب الإنسانية، هي الصورة الأولى لنشوء السطلة المركزية المتحكِّمة في جماعةٍ كبيرة، وهي القبيلة. فقبل نشوء هذه السلطة الواسعة، كانت هناك سلطة رأس الأسرة على الأسرة، وسلطة رأس العشيرة على العشيرة. ثم تقدمت المجتمعات البشرية وجاءت الأنظمة الملكية والإمبراطورية، التي أخضعت القبائل لسلطتها بمختلف الوسائل؛ من ترهيبٍ وترغيب. وقد استخدمت هذه الأنظمة الملكية والإمبراطورية رجال الدين كقوةٍ ساندةٍ لسلطتها ومشاركةٍ فيها. والآن، فقد تراجعت، بل وانمحت في مناطق كثيرةٍ من العالم، كل تلك الصورة للسلطة، إلا قليلاً، نتيجةً لظهور الأنظمة الدستورية الديمقراطية. ولذلك، يمكن القول إن الجيوش التي ما فتئت تقفز إلى السلطة في مختلف الدول النامية، ليست سوى انتكاسة إلى النظامين الملكي والإمبراطوري الإقطاعيين، ولكن في صيغةٍ جديدةٍ، أكثر تعقيدا. فاليوم، لم يعد هناك ملك، أو إمبراطور، إلا في جيوبٍ محدودةٍ من العالم. غير أن هناك فئة تملك أكبر آلة للعنف الفيزيائي والمعنوي، وهي فئة الجيش، وأعني بها، تحديدًا، فئة الجيش الذي لا يفتأ ينقلب على الأنظمة الديمقراطية. ولربما جاز أن نقول، بناءً على هذا، أن الجيش الممسك بالحكم ضد إرادة شعبه، في عديد الدول النامية، هو القبيلة الجديدة، وهو الإمبراطور الجديد، وهو المَلِك الجديد، وهو الإقطاعي الجديد، وهو أيضًا رجل الدين الذي ظل عبر التاريخ يسند تلك الأوضاع ويبررها عبر تضليل القطاع العريض من العامة الذين يمكن خداعهم باسم الدي.
    الجيش وصناعة الحواضن الشعبية الزائفة
    بسبب محاولات الانقلابات العديدة التي واجهها الرئيس الأسبق جعفر نميري، أحس الجيش بالحاجة إلى حاضنةٍ شعبيةٍ تشرعن له إمساكه بمقاليد الحكم. فقام بإنشاء ما سمي "الاتحاد الاشتراكي السوداني". وقد جرى ذلك على النسق المصري، حيث أنشأ الرئيس المصري الأسبق، جمال عبد الناصر، ما أسماه "الاتحاد الإشتراكي العربي". وبما أن جعفر نميري قد ناصب الأحزاب الطائفية الكبيرة العداء، وحل الإدارات الأهلية، وفتك بالحزب الشيوعي السوداني، وقمع غيره من القوى اليسارية، فقد كان لزامًا عليه أن يفتح الباب لقوى جديدة من خارج هذه الدائرة، ومن بعض الانتهازيين ممن هم بداخلها أيضًا، لتصبح حاضنته الشعبية، التي تشرعن وجوده في السلطة. في ذلك المنعطف، انفتح الباب كأوسع ما يكون لطائفةٍ من المتسلِّقين والانتهازيين من النخب ومن عامة الجمهور، ومن بعض القوى الحزبية ليصبحوا الحاضنة المشرعِنة لنظام جعفر نميري. وهذا هو ما أعاد تكراره الفريق البرهان الآن، في صورةٍ جديدةٍ، أصبح ساندوه فيها هم: تنظيم الإخوان المسلمين، وما تُسمَّى "الكتلة الديمقراطية"، التي صنعها بمساعدة النظام المصري. وقد لاحظ الدكتور حيدر إبراهيم علي، في كتابه "السودان الوطن المضيع"، الصادر عن دار نشر جزيرة الورد في عام 2011، أن بعض السياسيين الذين كانوا نوابًا في برلمانات فترات الحكم الديمقراطي الثلاث: (1956-1958) و(1965-1969)، و(1986-1989)، قد شاركوا، أيضًا، في البرلمان الزائفة التي أنشأها العسكر. فقد شارك بعضهم في أسماه الفريق عبود "المجلس العسكري"، (1958-1964). كما شاركوا، أيضًا، في البرلمان الزائف المسمى، "المجلس الوطني"، الذي أقامه جعفر نميري، (1969-1985). وقد استمرت هذه المشاركات من قبل قيادات الأحزاب المختلفة، في مختلف مراحل نظام الإخوان المسلمين الحالي، فيما سُمِّي "المؤتمر الوطني" الذي تعود جذوره إلى عام 1989.
    الشاهد، في كل ما تقدم، أن هناك نخبًا، حزبيةً وغير حزبيةٍ، لا تحتمل البقاء بعيدًا عن السلطة. فهي تسعى على الدوام للالتصاق بالحكومة القائمة؛ سواءً كانت حكومةً ديمقراطيةً، أو حكومةً عسكرية. فالحكومة بالنسبة لهذه النخب تمثل في هذه الدولة السودانية، المفتقرة للمؤسسية حد الإدقاع، الأداة الوحيدة لتحقيق الثروة والنفوذ والجاه والشهرة. ولذلك لا تحتمل هذه النخب، الفطام من حالة الالتصاق بجهاز الدولة. لذلك، لم يفشل أي ديكتاتور، حكم السودان، في أن يجد حاضنةً شعبية تؤيده، من رجال الأحزاب، ومن رجال الخدمة المدنية، ومن المثقفين، ومن أساتذة الجامعات، ومن الطرق الصوفية، ومن الشباب والطلاب، ومن القوى النسوية، ومن قادة العشائر، ومن الفنانين والرياضيين، وكل من لمعت نجومهم في المجتمع من العوام الذين اشتهروا بحضور مراسيم دفن الجنائز، حتى تلك التي لا تعنيهم.
    بنظرةٍ سريعةٍ إلى ما أسماه نميري "الاتحاد الاشتراكي" بأماناته المختلفة، وإلى ما أسماه عمر البشير "المؤتمر الوطني"، بأماناته المختلفة، وإلى ما أسماه البرهان "الكتلة الديمقراطية"، تتضح هذه الحقيقة المؤسفة. أعني: حقيقة النخب التي تغيَّر لونها لينسجم مع لون النظام القائم، سواءً كان مدنيًا، أو عسكريًا. وإذا نظرنا إلى مجريات هذه الحرب اللعينة الجارية اليوم، التي لم تكن سوى تتويجٍ للجهود القمعية الوحشية المتصلة التي قام بها قادة الجيش لإجهاض ثورة ديسمبر 2021، وتأملنا الانقسامات وسط كل هذه القوى، فسوف تتضح لنا حقيقة مؤسفة للغاية. تتمثل تلك الحقيقة المؤسفة في حرص هذه العقلية الرعوية الاستحواذية الإقصائية، التي تتشاركها فئاتٌ مجتمعيةٌ مختلفة، على حجز مقاعد لنفسها فيما ترى أنه الوضع الأرجح الذي سوف ترسى عليه الأمور، غدا.
    هناك خللٌ بنيويٌّ في فهم الجيش السوداني لدوره، وفي طبيعة عقول أكثرية الذين يتسنَّمون منه المواقع القيادية. وبطبيعة الحال، فإن للمناهج التي يجري تدريسها في الكلية الحربية دورًا في كل هذه المفاهيم الخاطئة المنتشرة وسط ضباطه؛ خاصةً التدخل في السياسة، وتمكُّن النزعة الانقلابية من عقول العديد من ضباطه. لقد أصبحت الكلية الحربية، بالنسبة لعامة من يلتحقون بها، معبرًا للوضع الاجتماعي الممَّيز، ولتأمين المستقبل الأسري بالمعاش المريح، وغير ذلك من الامتيازات، التي تزداد دومًا، ولا تتناقص. أما الطموحون من ضباط الجيش، فقد أصبحت الانقلابات العسكرية هي أداتهم المركزية، التي يستخدمونها للإمساك الفردي بمقاليد السلطة، وحيازة الوجاهة الأعلى مرتبةً، ثم، ما يتبع ذلك من فرص الثروة والجاه العريض.
    الجيش من قبيلة إلى أوليغاركية كليبتوقراطية
    يمكن تعريف الأوليغاركية بأنها نظام الحكم أو البنية الإدارية التي تتحكم فيها مجموعةٌ صغيرةٌ من الناس. في هذا الوضع تكون سلطة الحكم في يد نخبٍ قليلة، تغلب عليها الأُسر الثرية، والقادة العسكريون، والأحزاب السياسية، أو غير ذلك من المجموعات المؤثرة. أما الكليبتوقراطية، فتعني النظام الذي يستخدم فيه الحكام قوتهم لسرقة الموارد لتحقيق الثراء لأنفسهم. ويكون الحاكم في مثل هذا الوضع: القادة الفاسدون، وقد يكون ديكتاتورًا واحدًا، وقد تكون مجموعة من النخب، وقد تكون طبقةً حاكمةً كاملة. فالأوليغاركية هي وصف من يحكم، وهي المجموعة الصغيرة من النخب. أما الكليبتوقراطية، فهي وصف الكيفية التي تحكم بها هذه النخب القليلة، وهي السرقة. ولذلك يمكن أن تترادف الأوليغاركية مع الكليبتوقراطية في بعض الأحيان، وربما في كثير منها.
    لقد سيطر الجيش السوداني على السلطة في السودان لمدة 57 عامًا من مجموع 69 عاما هي عمر السودان المستقل. عبر هذه الفترة الزمنية الطويلة تحول الجيش، تدريجيَّا، من سيطرةٍ جزئيةٍ على السلطة والموارد، إلى سيطرةٍ كاملةٍ عليها. ففي فترة ما قبل الاستقلال، كان الضباط السودانيون تحت سلطة الضباط البريطانيين. لكن، ما أن ذهب البريطانيون أخذ الجيش في التطلع إلى الحكم. لكن، أثر الانضباط الإداري البريطاني لم يفارقهم تماما. ولذلك فقد كان النهم للاستحواذ على الامتيازات والموارد العامة محدودًا. وعندما قام جعفر نميري بانقلابه ساء الوضع أكثر، لكنه لم يقارب قط درجة السوء التي بلغها على يد جيش الإخوان المسلمين الذي تحوَّل إلى عصابةٍ همها الأول والأخير الاستحواذ على الموارد بلا حدود. وهو ما جعل سلطة الجيش والإخوان المسلمين سلطةً أوليغاركيةً وكليبتوقراطيةً، بل على أبشع الصور التي يمكن أن تكون عليها الأوليغاركية والكليبتوقراطية.
    الاتجار بالوطن نفسه
    لقد أنشأ جيش الإخوان المسلمين لنفسه دولةً موازيةً، خاصةً به وحده، لا يعرف شعب السودان شيئًا عن إدارتها للأموال العامة. تدير هذه الدولة الموازية اقتصادًا كاملاً في الخفاء، وضعت به البلاد والعباد تحت نظامٍ أشبه ما يكون بنظامٍ مَلَكِيٍّ، إقطاعيٍّ، قروسطي. أصبح فيه قادة الإخوان المسلمين مليارديرات، وقادة الجيش مليونيرات، يديرون استثماراتٍ خارجيةٍ ضخمة، وشركاتٍ داخليةً كبيرة. فهذه الحرب الجارية الآن هي حربٌ بين الجيش وبين الشعب، جرى منحها تعريفاتٍ مضللة. فالشعب يريد استرداد دولته المسلوبة المنهوبة. أما الجيش، فقد أصبح في نهاية المطاف، في وضعٍ لا يهمه معه أن يبيع نفسه للشيطان، لكي يبقى في السلطة. ويحافظ، من ثم، على الأوضاع القائمة لملياديرات الإخوان المسلمين، الذين أوصلوه إلى هذه المِنْعَةِ والمِكْنَةِ، التي جعلت من كبار ضباطه مليونيرات، بل، ورجال أعمالٍ كبارٍ عابرين للأقطار. ولذلك، لا غرابة أن فقدت البلاد سيادتها وكرامتها، وأصبح جيشها يستعين ضد شعبه بالقوى الأجنبية الطامعة في ثروات السودان، وخاصةً مصر، لكي تعينه على البقاء في الحكم لخدمة أجندتها في السودان. بل، ومستعينًا في ذلك بالأجانب، من أوكرانيين، وإريتريين، وتقراي إثيوبيين، وأتراك، ومصريين، وجنوب سودانيين، غيرهم. ومع ذلك يحاول تضليل الشعب بأن البلاد مستهدفةٌ بمؤامرةٍ دوليةٍ خارجية، وأن عليهم أن يردِّدوا "جيشٌ واحدٌ شعبٌ واحد"، في حين أنه هو أداة تلك المؤامرة الدولية، ورأس رمحها.
    لقد تخلى جيش الإخوان المسلمين عن حلايب وشلاتين لمصر، نظير دعمه للبقاء في السلطة. ولقد فتح لشاحناتها الضخمة لتدخل إلى عمق الأراضي السودانية لتنهب ثرواتها الثرة بعملة سودانية مزيفة. كما نظام الفريق البرهان والإخوان المسلمين مصر، في بضع أعوامٍ، تراكم من ذهب السودان، رصيدًا لم تحصل عليه في كل تاريخها. كما جيش البشير والبرهان والإخوان المسلمين مصر تصدِّر المنتجات السودانية، نيابةً عن السودان. وفي الداخل، حين صحا الجيش الإخواني المنشغل بالأعمال التجارية، ووجد نفسه جيشًا بلا أنياب، استدعى حركات الارتزاق الدارفورية لتناصره في معركته ضد الشعب وثورته، نظير منحهم مناجم للذهب، ومناصب في وزاراتٍ اقتصاديةٍ مفتاحية تمكنهم أن يراكموا عبرها الثروات لأنفسهم. كما أنشأ عشرات المليشيات من متطرفي الإخوان المسلمين، ومن غيرهم من الباحثين عن الثراء السريع، في أوقات الحرب لكي يبقى في السلطة عن طريق القهر والغلبة، وهيهات. هذه هي السيرة المؤسفة لهذا الجيش المهترئ. وهذا هو الوضع المحزن الذي أوصل إليه نفسه، وأوصل إليه البلاد وشعبها. ولذلك لا مناص البتة من إعادة إنشائه من جديد، ليصبح جيشًا يستحق اسمه. وكل مغالطةٍ حول مؤسسيته ووطنيته هراءٌ مفضوحٌ، لا أكثر.
    (يتواصل في الحلقة العاشرة والأخيرة)






                  

12-16-2025, 12:48 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 52026

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أكذوبة andquot;جيشٌ واحد شعبٌ واحدandquot; النور حم (Re: Yasir Elsharif)


    Quote: تصريح صادم يكشف عمق الأزمة.. الإخوان يقودون المعارك في السودان؟ | #الظهيرة

    سكاي نيوز عربية
    7,09 Mio. Abonnenten


    196


    Teilen

    Herunterladen

    Sky News Arabia wird ganz oder teilweise von der Regierung der Vereinigten Arabischen Emirate finanziert. Wikipedia (Englisch)

    20.967 Aufrufe 12.12.2025
    أحمد عباس، القيادي في الحركة الإسلامية ووالي ولاية سنار السابق أكد أن الحركة هي التي تدير الحرب في السودان وأنها تُشكل النسبةَ الأكبر من أعداد المقاتلين في صفوف الجيش السوداني.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de