شهدت القاهرة، الاثنين الماضي، اختراقاً سياسياً لافتاً باتجاه توسيع جبهة القوى الرافضة للحرب والداعية للسلام، في وقت قررت فيه “إيقاد” ــ بطلب من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ــ إلغاء اجتماع كانت قد رتّبت له في جيبوتي كان من المقرر أن يجمع التحالفات السياسية الرئيسية الثلاث: صمود، تأسيس، والكتلة الديمقراطية، إلى جانب قوى أخرى غير منضوية، بينها الحزب الشيوعي، حزب البعث، وحزب الأمة بقيادة مبارك الفاضل.
وبحسب مصادر متطابقة، فإن قرار الإلغاء جاء لإتاحة مزيد من الوقت للتنسيق بين أعضاء الخماسية الراعية للمسار السياسي، والتي تضم الاتحاد الأفريقي، إيقاد، الاتحاد الأوروبي، الأمم المتحدة، والجامعة العربية. وأبلغت المصادر «أفق جديد» أن الأمم المتحدة نجحت في انتزاع موافقة الجيش والدعم السريع على عقد جولة مفاوضات في جنيف خلال الأيام المقبلة، لمناقشة وقف غير محدد المدة لإطلاق النار لأسباب إنسانية، إلى جانب وقف الحملات الإعلامية وتهيئة المناخ لإنهاء الحرب والدخول في عملية سياسية تقود إلى حكومة مدنية لفترة انتقالية.
وأكدت المصادر أن المنظمين رأوا أن فتح مسار موازٍ، مثل اجتماع جيبوتي، قد يؤثر على نتائج مفاوضات جنيف التي ترعاها المنظمة الدولية، ولذلك فضّلوا إرجاء الاجتماع. ونفت المصادر بشدة أن يكون الإلغاء ناجماً عن رفض أي طرف سوداني المشاركة مؤكدة أن الترتيبات كانت قائمة على ثلاث غرف منفصلة في حال تعذّر جلوس الأطراف معاً، وأن جميع المدعوين أكدوا مشاركتهم خلافاً لما جرى ترويجه خلال الساعات الماضية.
وفي تطور موازٍ، التأم في القاهرة الاثنين الماضي اجتماعٌ نادر بدعوة من القيادة المركزية العليا لضباط وضباط الصف والجنود المتقاعدين (تضامن)، جمع للمرة الأولى الحزب الشيوعي السوداني، وأحزاباً من تحالف صمود، ومبارك الفاضل إلى جانب حركة عبدالواحد محمد نور. وشهد الاجتماع توافقاً على العمل المشترك لوقف الحرب ورفع صوت السلام، واستعادة الحكم المدني، ومواجهة الأصوات الانقسامية الساعية لتفتيت البلاد، والتصدي لمحاولات عودة النظام البائد.
ووفقاً لمعلومات حصلت عليها «أفق جديد»، فقد شكّل المجتمعون لجنة مشتركة من مختلف القوى السياسية لصياغة إعلان مبادئ يتم التوافق عليه، إضافة إلى وضع آلية لقيادة التنسيق بين هذه القوى خلال الفترة المقبلة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة