قبل الحرب، وعندما كان الجيش مسيطر على كل السودان وكانت قوات الدعم السريع مجرد فصيل شبه عسكري وتتبع مثل بقية الفصائل والوحدات للجيش السوداني كانت الخرطوم آمنة مطمئنة سعيدة هنيئة رغم قسوة الحياة ، كانت المزارع تنبنت والمصانع تنتج والمدارس تعلم وتربي.. وكانت الجامعات والطرق والجسور والكباري والمحاكم والشرطة والامن.. والجيوش والاحزاب والثورات والندوات والحفلات تعمل بصخب وصمت وكان ياسر عرمان حرا متجولا ليها، وخالد سلك يسف امام الكاميرات وكان جعفر سفارات يهدد في الندوات وبابكر فيصل ينذر ومريم المهدي تكورك.. وإبراهيم الميرغني آمنا في بيته في بحري.. وحمدوك مازال محتفطا بفلته الحكومية وكانت اسرتي مستقرة في بيتي في الخرطوم ، وبيت بكري أبوبكر امنا مستقرا في بحري تاتيه الكهرباء والمياه رغدا أني شاء وارسل المصاريف.. وكان حميدتي يشتري في العمارات والجيوش ويصدر الذهب عبر مطار الخرطوم دون حسيب او رقيب.. وكان البشير وبكري صالح وعشرات الإسلاميين في السجون هادئين منتظرين الفرج.. عندما تمرد حميدتي وقرر الاستيلاء على السلطة.. انقلب كل شئ في حياة ثمانية مليون مواطن في الخرطوم.. ومافعله الجنجويد في الخرطوم لم يفعلوا عشره في الفاشر.. الا ان الاعلام كان مكتوما والكاميرات محرمة.. فجأة توقفت الحياة تماما ولم يكن شئ يعمل في الخرطوم غير الجنجويد والشفشافة ومجرموا السجون نهب الجنجويد كل شى في الخرطوم.. في اليدء احتلوا بيوت المواطنين و سرقوا منها كل شى واي شئ يخطر على البال.. سرقوا كل العربات والذهب والأجهزة الكهربائية وملحقاتها والأبواب والمطابخ وادوات المطبخ والملابس.. وحتى السراميك واخواض الغسيل انتزعوها من البيوت وتركوها خاوية على عروشها.. ثم انطلقوا نحو البنوك و المصانع ومؤسسات الدولة.. فنهبوها نهب من يريد دمارها.. سرقوا الكوابل، والاسلاك ، والمصانع ومولدات الطاقة والمحولات وخطوط الانتاج والحزن والأموال و.. ومالم يجدي نفعا معهم حرقوه حتى لاتقوم الخرطوم قائمة.. وعندما زحف نحوهم الجيش وطردهم منها كانوا يهدمون ويخرقون خلفهم حتي لا تقم الخرطوم قائمة خرجوا منها مذعورين وتركوها جثة هامدة وظلوا يرددون (هم والقحاتة) ان الخرطوم لم تعد صالحة للسكن..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر التاج
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست