|
|
|
Re: ثورة خارج الدولة: نحو تحول مدني جديد ومختل (Re: محمد جمال الدين)
|
شكراً الأخ محمد جمال
طرح معتبر .. لكن نحن محتاجين لخطة إسعافية لأعادتنا للحالة الطبيعية. مشكلتنا النخب منقسمة ومبعثرة المواقف. هل من خطة أسعافية مثل شيئ يشبه ال pledge من أجل وحدتنا يوقع عليه جميع مثقفى السودان؟ ومن ثم يكون نقطة بداية لحراك جديد.
---------------- ما زلت مواصل القراءة فى الأرفاقات ..
بريمة
| |
    
|
|
|
|
|
|
|
Re: ثورة خارج الدولة: نحو تحول مدني جديد ومختل (Re: Biraima M Adam)
|
في إصلاح الفهم الخاطئ لفكرة "ثورة خارج الدولة"
إشارة إلى المقالة المنشورة يوم امس وما اثارته من جدل موجب في عدة مواقع سايبرية وكانت تحت عنوان "ثورة خارج الدولة" !
البعض فهم أنّ هذه فكرة جديدة شاطحة أو شاذة، وربما مجنونة. والبعض الآخر فهم أنّها فكرة ابتكرها صاحبها أو أصحابها. والحقيقة: لا هذا ولا ذاك.
فالمجتمع المدني الذي يعمل في حِلٍّ عن الدولة، ولا تربطه بها علاقة مباشرة ـ لا خيرًا ولا شرًّا ـ موجود منذ أزمان سنّار وحتى يومنا هذا. ويتجلّى ذلك في الأشكال الصوفية العملية مثل المسيد والخلوة، وكذلك في تجليات مجتمع العشيرة مثل النفير وحماية الحمى وشعائر الجنازة، وأشكال التضامن الاجتماعي المتعددة في الأفراح والأتراح. كلّها تحدث خارج فضاء الدولة وفي حلٍّ عنها. (وهنا يمكن ضرب المزيد من الأمثلة).
وقد يسأل سائل: وهل أشكال النفير والمسيد مجتمع مدني؟ طبعًا. فكل شكل من أشكال التجليات الاجتماعية، الهيكلية وغير الهيكلية، خارج إطار الدولة هو مجتمع مدني وبغض النظر عن رؤيك الخاصة له انطلاقا من موقفك الذاتي.
سنعرف بعد قليل على معنى الدولة بايجاز وفق هذه الرؤية، لكن قبل ذلك دعنا نتعرف على المجتمع المدني وأقسامه بناءً على طبيعته الوجودية والتنظيمية والوظيفية. وهنا نجد مجتمعين مدنيين من حيث الطبيعة الوجودية في السودان وهو ما يميزه عن المجتمعات الغربية على سبيل المثال:
مجتمع مدني طبيعي /قديم في الوجود/ كلاسيكي
.ومجتمع مدني حديث
والقديم منه خدمي بالكامل، بينما الحديث ـ من حيث الوظيفة ـ ينقسم إلى خدمي وحقوقي.
أما المجتمع المدني الخدمي، فهو غالبًا ما يتكامل مع الدولة، مثل منظمات الإغاثة والتعليم والتدريب ونشر ثقافة السلام (ويمكن ضرب مزيد من الأمثلة). بينما المجتمع المدني الحقوقي، ففي الغالب يتصادم مع الدولة ـ على الأقل في حالة دولتنا ـ ومن أمثلته منظمات حقوق الإنسان والمراة والنقابات العمالية والمهنية.
ومن الضروري لنا، كناشطين في فضاء المجتمع المدني، أن نكون على دراية بقيم ووظائف وأدوار المجتمعات المدنية السودانية، إذ إن المجتمع المدني يختلف في تجلياته وادواره من شعب إلى آخر، ومن مكان إلى مكان، ومن زمان إلى آخر.
كما لا يجب أن نخلط بين أدوار المجتمع المدني وأدوار المجتمع السياسي. هذه نقطة مهمة:
فـالسياسي وظيفته الجوهرية: تشكيل وتسيير مؤسسات الدولة عمليا ونظريا ومنه ايضا تتشكل معارضة الاجهزة التنفيذية للدولة = الحكومة ان لزم.
بينما المجتمع المدني: بنية اجتماعية تحتية قيمية ـ خدمية ـ حقوقية .. ليس من اهدافه الجوهرية تشكيل مؤسسات الدولة او معارضتها.
وأخيرًا: تعريف الدولة: هي الأجهزة الرسمية المدنية والعسكرية والشرطية والأمنية، والأجهزة التشريعية والبرلمانية والقضائية كما التنفيذية = الحكومة. تلك هي تجليات الدولة في العادة، أي تجليات "المجتمع الرسمي = الدولة" في مقابل "المجتمع المدني".
.والهدف من كلامنا هذا لا نرجوه نظريا فحسب بل عملي .. ان نثير حوارا بناءا يفيد كل منا في ان يعرف مكانه ودوره كناشط وفاعل او قائد في المجتمع المدني وان تفهم موقعك من المجتمع السياسي ومجتمع الدولة " الرسمي"
بعبارة اخرى هذا الفهم قد يساعدنا على رؤية أنواع المجتمع المدني وفرز أدواره المختلفة وأقسامه، وتجلياته الكلاسيكية والحديثة. وبذلك نستطيع أن نتحدث عن إصلاح وتثوير أدواره وتكاملها، وتخليصه من الفساد الذاتي ومن إفساد الدولة له ومحاولات تجييره لمصلحتها، والعكس: تصادم المدني مع الرسمي، ذلك التصادم المدمّر لكليهما.
والحقيقة أنّ الواحد منّا قد يكون ناشطًا مدنيًا، وفي اللحظة نفسها عضوًا ناشطًا في المجتمع السياسي. وهنا يصبح فرز الأدوار ضرورة شديدة الالحاح، لأن هذه الأدوار قد تتعارض أو تتداخل بصورة تُربك الفاعلية وتشوّه المهام الأساسية لكل مجال.
ذلك هو الهدف الاساسي المرجو من اثارة مثل هذا الحوار وليس نشر فكرة مجنونة او شاذة لكن بعد لا بد من ان نفكر مرة خارج الصندوق لان التحديات كبيرة والاخطاء متراكمة وسوء الفهم عريض.
--- ملاحظة: اعادة تعريف ومراجعة وتثوير دور المجتمع المدني احد اهم اهداف منظمة سدرة https://sidraintl.org/https://sidraintl.org/
رابط من فيسبوك:
https://www.facebook.com/share/p/1BzNmPjs93/
| |

|
|
|
|
|
|
|