البرهان في «وول ستريت جورنال»: تسويق الأزمة على جثة الوطن وهروب من المحاسب
لم يكن مقال عبد الفتاح البرهان في «وول ستريت جورنال» محاولة لتفسير الأزمة السودانية، بل عملية علاقات عامة مكلفة وممنهجة تهدف إلى احتكار السردية أمام العالم، في اللحظة التي فقد فيها الجيش السيطرة على الأرض ، وفقد قائده السيطرة على المشهد السياسي برمته. هو ليس خطاباً لشعب ينزف، بل رسالة مشفرة إلى واشنطن فقط: «صدّقوا روايتي، وامنحوني الشرعية، وسأبيع لكم أمن الإقليم بالجملة».١. تعقيم التاريخ: الحرب «تمرد مفاجئ» وليست نتيجة تواطؤ طويليصر البرهان على تقديم الحرب كـ«تمرد مفاجئ» أشعله الدعم السريع وحده، متجاهلاً تماماً أن الدولة نفسها هي التي صنعت قوتين مسلحتين متوازيتين، مولتهما، شرعنتهما، ثم تركتهما تتنافسان حتى الانفجار. هذه ليست رواية بريئة، بل عملية مسح منظم للذاكرة القريبة أمام قارئ أمريكي لا يعرف عن السودان سوى عناوين عابرة. الحرب لم تبدأ في ١٥ أبريل ٢٠٢٣، بدأت منذ اليوم الذي قرر فيه النظام (باشر ومن بعده البرهان أن يحتضنوا \«الجنجويد» ويحولوهم إلى كيان اقتصادي وعسكري موازٍ، ثم تفاجأوا حين انقلب السحر على الساحر.٢. خطاب موجه حصرياً لواشنطن: مقايضة الشرعية بأمن البحر الأحمرأخطر ما في المقال ليس ما قيل، بل لمن قيل. البرهان لم يكتب للسودانيين، ولا حتى للأفارقة أو العرب. كتب لصناع القرار في واشنطن ولوبيات الضغط في الكونغرس. حين يربط الحرب بـ«الإرهاب» و«أمن البحر الأحمر» و«الهجرة غير الشرعية» و«مصالح إسرائيل»، فهو لا يحلل، بل يعرض صفقة علنية: «أبقوني على رأس الجيش وفوق القانون، وسأضمن لكم ألا يقترب أي تهديد من ممراتكم التجارية والاستراتيجية». هذه ليست دبلوماسية دولة، بل مزاد جيوسياسي يُباع فيه موقع السودان مقابل بقاء فرد في السلطة.٣. الديمقراطية كشعار بروتوكولي… لا مشروع وطنييت يتحدث البرهان عن «إعادة السودان إلى المسار الديمقراطي» بنفس البرود الذي يتحدث به عن «الانتقال المدني» منذ ٢٠١٩. لكن الانقلاب الحقيقي لم يحدث في أبريل ٢٠٢٣، بل في أكتوبر ٢٠٢١ حين أجهض الشراكة مع المدنيين، ثم أكمل الإجهاضها بتمكين الدعم السريع حتى صار قوة موازية. الديمقراطية هنا مجرد طلاء تجميلي يُدهن على بيانات موجهة للغرب، بينما المدن تحترق والجيش منقسم والدولة مفككة. لا يمكن بيع وعد لا تملك لا القدرة ولا النية لتنفيذه إلا لمن يريد أن يصدق الوهم.٤. ذهنية أمنية ترفض المحاسبة حتى في اللغة الإنجليزيةيتحدث المقال عن «تهديدات» الدعم السريع بطول وعرض، لكنه لا يقترب أبدًا من الأسئلة الجوهرية التي يطرحها كل سوداني: من مول الدعم السريع ومنحه مناجم الذهب والشركات والحدود؟ من صمت على تجاوزاته في دارفور وكردفان و الجزيرة؟ من وقّع اتفاق جوبا ثم ترك بنوده تُنتهك يومياً؟ من جعل «دولة داخل الدولة» ثم تفاجأ حين استقلت بالقوة؟
المقال ليس مراجعة ولا اعتراف ولا حتى دفاع شريف. إنه بيان اتهام مغلف بلغة دبلوماسية إنجليزية، يعكس نفس الذهنية الأمنية القديمة: «نحن نملك الحقيقة المطلقة، وعلى العالم أن يصفق» الوطن ليس سلعة تُسوَّق في واشنطنأن تكتب للعالم شيء… وأن تكتب لشعبك شيء آخر تماماً. مقال البرهان ليس تفسيراً للأزمة، بل محاولة يائسة لتفادي المحاسبة الوطنية عبر استجداء شرعية خارجية. هو يريد من واشنطن أن تصدق رواية لم يعد يصدقها معظم السودانيين، ويحول الحرب إلى حملة علاقات عامة بينما البلاد تنزف وتُقسَّم وتُحرق.السودان لا يحتاج مقالات مصقولة في صحف أجنبية. يحتاج شجاعة سياسية تعترف بالأخطاء، وإرادة حقيقية توقف الدم، ومحاسبة وطنية لا تُؤجّل إلى ما بعد «انتهاء الحرب». لأنه ما لم نواجه أنفسنا بلا رتوش ولا ميكروفونات خارجية، فسنظل نبيع الوطن بالقطاعي في أسواق لا تهتم إلا بمصالحها، بينما يدفع الشعب الثمن دماً وتهجيراً وجوعاً.
* كتب بواسطة الذكاء الاصتناعي
11-26-2025, 08:41 PM
Hassan Farah Hassan Farah
تاريخ التسجيل: 08-29-2016
مجموع المشاركات: 13149
شكرا احمد طه البرهان يحاول ان يخادع الامركان بحديثه عن اعترافه باسرائيل وهذه ليست المرة الاولى الامركان على علم بعضويتك فى تنظيم الاخوان وقد طالبوابتحريم هذا التنظيم فى عدة دول عربية والدورعليكم الامركان ان جيشك معظم قياداته من الكيزان وانت تنكر ذلك ورقتك مكشوفة
11-26-2025, 09:32 PM
Hassan Farah Hassan Farah
تاريخ التسجيل: 08-29-2016
مجموع المشاركات: 13149
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة