خفافيش الظلام.. قتل وتشويه.. و(21) شخصاً تورطوا بشكل مباشر في الفضيحة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 11-02-2025, 04:10 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
المنبر العام
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-31-2025, 01:03 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 51875

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
خفافيش الظلام.. قتل وتشويه.. و(21) شخصاً تورطوا بشكل مباشر في الفضيحة

    01:03 PM October, 31 2025

    سودانيز اون لاين
    Yasir Elsharif-Germany
    مكتبتى
    رابط مختصر



    عثرت على هذه المادة في الفيسبوك أثناء بحثي عن علاقة المرحوم عثمان مكاوي بعملية فض اعتصام القيادة وخفافيش الظلام. أصل الحكاية هي مقال كتبه بشرى أحمد علي عن أبو لولو سأضعه في المداخلة القادمة.


    Quote: ركة 27نوفمبر #جبهة_مدنية_واسعة_لإيقاف_الحرب
    Maha Hashim Taha
    [12 يونيو 2020ُُ]
    خفافيش الظلام.. قتل وتشويه.. و(21) شخصاً تورطوا بشكل مباشر في الفضيحة
    رقيب أول في القوات المسلحة يقودنا إلى من وراء الفيلم وهذا الضابط اسمه تردد
    زكية قتلوا ابنها وأجبروا شقيقها المريض على التمثيل في “الخفافيش”
    تحقيق : فريق السياسي
    “أنا بس عايزة أقابل حميدتي أو البرهان أو أي مسؤول عسكري.. عشان أسأله سؤال واحد بس: هم مالهم معانا؟ نحن ما عندنا علاقة بالسياسة، ما عندنا حزب، عشنا حياتنا كلها في السعودية، وعندما ضاق بينا الحال رجعنا بلدنا عشان نعيش بي كرامة ليه هم عملوا فينا كدا؟!”. هكذا أتاني صوتها عبر الهاتف.. زكيَّة لم تكن قصتها التي روتها قبل شهور مضت الصحافية شمائل النور في تقرير نشرته صحيفة (التيار) غائبةً عنّا. ونحن نُقلِّب هذه القضية افترضنا في مخططنا المبدئي أننا سنعمل على قصة إنتاج “فيلم العار.. خفافيش الظلام”، لكن كل الخيوط متداخلة وكل نقطة تقودك إلى الأخرى: فض الاعتصام، خفافيش الظلام، كتائب الظل، جهاز الأمن والمخابرات، المجلس العسكري الانتقالي، والعديد من منسوبي الحركة الإسلامية الذين باعوا ضميرهم للشيطان.. كان الجو خانقاً، رائحة الدماء تكاد تشمُّها في كل شبر من شوارع الخرطوم حتى تلك التي لم يسقط فيها شهيد، لكنها هكذا بدت، لا شيء غير الغبن والضجر والإحساس بالهزيمة والغدر، الشوارع كانت مغلقة تماماً، ولا يستطيع الناس الحركة، أو قل إنهم لا يرغبون فيها.. ضابط الأمن الذي يحمل رتبة عميد، يشعر بسرور غامر، أنجز المهمة بأقل كلفة مُمكنة، واستحلَّ ما تبقى من المبلغ الذي جادت به قيادته لإنتاج مجموعة أفلام، جُمِعَتْ مادتها على عجل، نعم هو من اختار اللقطات من مجموعة كبيرة من الفيديوهات سُلِّمت له، بعضها كان مجموعاً في إذاعة القوات المسلحة بواسطة بعض منسوبي النظام البائد الذين كانوا يستغلّون مقر الإذاعة القريب من الاعتصام في جمع “الرش”، وهم ثلاثة: أحدهم مذيع تبنَّى الآن خط الثورة، ويملأ شاشة قناته التي طالما كانت منبراً للإساءة للثورة والثوار، بكاءً زائفاً على الشهداء، واثنان آخران أحدهما مخرج في القناة القومية والآخر أستاذ في كلية الموسيقى والدراما، والبعض الآخر أمدَّته به إدارته في الجهاز بينما تكفَّل عضوٌ في المجلس العسكري ببقية الفيديوهات التي طاف بها وحدات التوجيه المعنوي في الأفرع المختلفة للقوات المسلحة مستجدياً من يعمل له عليها إلى أن هداه تفكيره السوداوي إلى إدارة الإعلام بجهاز المخابرات.
    خيوط اللعبة
    ” خفافيش الظلام”، الاسم الذي اختاروه لأحد الأفلام الأربعة وأكثرها سوءاً وإيغالاً في الإساءة للشعب السوداني، ينطبق على مجموعة كبيرة من الإسلاميين الذين كانوا يحيطون حينها بأعضاء المجلس العسكري إحاطة السور بالمعصم، يزودونهم بالتقارير ويُملون عليهم التفكير ويكتبون لهم حتى الخطابات. المجلس العسكري والمكون في معظم أعضائه من لجنة البشير الأمنية، كان واقعاً بشكلٍ كاملٍ تحت تأثير تلك المجموعات، فما يزال يعتمد في معلوماته على تقارير أجهزة النظام المحلول، وما يزال مُتّبعاً خطة قوش القائمة على أن يتم “الاحتفاظ برأس النظام في مكان آمن”، وبقية جسده يدعونها تعمل وفقاً للاتفاق الذي أُبرم في وقت سابق مع قيادات الإسلاميين، الذين تمت تخبئتهم في منزل “أ، و”، على أن تقود اللجنة الأمنية تسيير دولاب الدولة لمدة عام كمجلس عسكري، ومن ثم إعلان انتخابات عامة يكون الإسلاميون قد رتبوا حالهم بعدها ليعودوا بواجهة جديدة للحكم، دونما المساس بأيٍّ من منسوبيهم في الخدمة العامة الذين صدرت توجيهات مُحدَّدة لهم بأن “ابقوا في أماكنكم لا يدوسنكم البرهان وجنوده”. انقلبت الخطة رأساً على عقب، وبدأ الأمر يُفلت من أياديهم، غير أن الموظفين ما يزالون موظفين ومستشارين وما يزال حلم العودة يُراود الجميع.
    قلتُ لمُحدّثي: “من أين أتى اسم “خفافيش الظلام”؟ وكيف كانت الفكرة؟”، ضحك ومن ثم قال: “الفكرة مسروقة والاسم مُحبَّبٌ لدى الإسلاميين عموماً واستخدموه كثيراً في قنواتهم الفضائية، فالاسم مسروق، وحتى التكنيك الإخراجي – إن كان في الفيلم تكنيك إخراجي – مسروق، فما عليك إلا أن تكتب في قوقل “خفافيش الظلام”، وستعلم من أين أتى الاسم”، ومن ثم استرسل: “مجموعة الأفلام لم تكن فكرتها وليدة عملية فض الاعتصام، وإنما قامت ضمن خطة واسعة غرضها تشويه صورة والاعتصام والثوار، بدأت كما قلت لك سابقاً بمجموعة ضباط الأمن الذين تم نشرهم بزي القوات المسلحة داخل الاعتصام، وكذلك بعضهم بالزي المدني الاعتيادي، والغرض نشر الشائعات ومحاولة تخويف الناس حتى لا يعودوا إلى ميدان القيادة، ومن ضمن الخطة كانت الأطعمة المسمومة التي حاولوا كثيراً إدخالها، إلى جانب استخدام بعض المواقع الإلكترونية والصحف والصحافيين في التحريض على الاعتصام، وأنه بات مكاناً للرذيلة، وأنه معطل لحياة الناس، وأن الولايات تُعاني من انعدام السلع الغذائية بسبب إغلاق المعتصمين للسكة الحديد، وهكذا، الخطة كانت تمضي والترتيب للأفلام كان يمضي من خلال جمع المادة وتوظيف بعض الجهات التي يسمح لها المعتصمون بالدخول لتصوير مشاهد ومزجها بأُخرى لتُؤدِّي في النهاية إلى أن المجموعة المُعتصِمة هي مجموعة محددة، وبأخلاق مُحدَّدة”؛ وأردف: “حتى بعض القنوات الفضائية تم استخدامها لهذا الغرض”، ثم استطرد: “ارجع لتقارير بعض المراسلين في تلك الفترة والاستطلاعات التي تتم وستجد الرسالة واضحة”. ويضيف محدثي وهو ضابط أمن سابق ولصيق الصلة ما يزال بالعديد من الضباط في الخدمة: “كل شيء كان مدروساً بدقة وعناية، ويمضي وفقاً لخطة مدروسة، نعم كانت المجموعات المنوط بها تنفيذ الخطة الإعلامية تلتقي يومياً، والخلايا التي يستخدمها جهاز الأمن في جميع المؤسسات كانت نشطة جداً، بل أضيفت لها مجموعات جديدة، مقرات تلك المجموعات ربما تمَّ تغييرها ولكنها كانت تعمل، الجهاز نعم تراجع قليلاً في الظاهر، لكنه كان يعمل عبر أذرعه، التوجيهات كانت تذهب إلى تلك الأذرع والتنفيذ يتم بصورة ناعمة حتى لا يُؤدِّي إلى بلبلة”.
    هنا هاتَفْنا مراسل العربية والحدث الزميل سعد الدين حسن للتأكد من المعلومات التي أدلى بها المصدر، وسألناه إن كانت هناك جهات تُتابع عملهم خلال الفترة التي أعقبت سقوط نظام البشير. يقول سعد الدين: “لم تكن هناك متابعة بالشكل الذي عهدناه في فترة ما قبل السقوط، ولا توجد مضايقات، كنا نعمل بحرية كاملة إلى حد كبير، وإذا كانت للدولة ملاحظات على ما نبثّه كانت تأتينا في شكل عتاب، أو تنبيه من مكتب الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري حينها الفريق الكباشي”. عاجلنا سعد الدين بسؤال: “هل تم توجيهكم بعدم استضافة شخوص بعينهم، أو تغطية حدث معين أو عدم تغطية آخر؟”, أكد سعد الدين أن ذلك لم يحدث غير أنه عاد وقال: “كانت هناك بعض الشخصيات ترفض الشركات المالكة لأجهزة البث استضافتها، أو مؤتمرات ترفض تغطيتها لصالحنا، وعندما نسألهم عن السبب كانت الإجابة بأن توجيهاً صدر لهم من هيئة البث بعدم التعامل مع هذه الشخصية أو تغطية ذلكم الحدث”. انتهى الحوار مع سعد الدين، وعُدنا مرة ثانية إلى مُحدِّثنا وسألناه عن هيئة البث، ودورها في تلك الفترة. لم نجد عنده معلومات ذات أهمية، وبما أن الموضوع قد يُخرِجنا من هيكل القصة الرئيسة في هذا التحقيق، تركنا هذا الخيط.
    حاولنا مع ضابط الأمن السابق الاستزادة في المعلومات، غير أنه على ما يبدو استشعر الخطر فتحفَّظ، غير أنه في سياق حديثه السابق معنا وردت عدة أسماء، فكانت الرحلة الأولى مع تلكم الأسماء، وكنا قد سألناه عن دور عبد الماجد هارون في إنتاج الأفلام، فضحك وقال: “لا أدري”، وسألناه أيضاً: “ما هو دور المذيع أسامة عبد الرحيم الخليفة؟”، فأكد أن لا علاقة لأسامة بـ”خفافيش الظلام”، ولكن ربما قرأ التعليق في فيلم “الربيع السوداني”. عُدنا من جديد إلى الأفلام واستمعنا إليها جيداً، وربما كان تحليله هو الأصوب. إذن من هو الصوت الذي أدى التعليق في فيلم “خفافيش الظلام”، وكانت تلك رحلة بحث أُخرى سنعرض لها في حينها وأوانها.
    اكتملت خيوط المنفذين، وبعد رحلة بحث مضنية جمعنا عشرات الأسماء. استعنَّا بخبراء صوت ومخرجين ومنتجين، راجعنا الأفلام الثلاثة “الربيع السوداني”، “خفافيش الظلام” و”الخرطوم تنتحب”؛ بينما تعذَّر علينا الحصول على تسجيلات في الشبكة العنكبوتية للفيلم الرابع. تابعنا الخيوط، وانحصرت القائمة في 21 اسماً هم المتهمّون بإنتاج وبث فيلم “خفافيش الظلام” و14 آخرين اشتركوا في الأفلام الثلاثة الأخرى. استعرضنا الأسماء، وصورة زكية التي افتتحنا بها القصة تتعملق وتتعملق أمامنا، هل يعلم هؤلاء وبعضهم من سخريات القدر زملاء مهنة جمعتنا بهم ظروف السفر والعمل وتشاطرنا معهم الحديث، وربما نكون طَعمنا من صحن واحد؛ هل يعلمون ما حاق بهذه الأسرة من ضرر؟ كيف لهم ومن أين لهم هذه القلوب السوداء؟ أي بؤس تجلبه علينا هذه المهنة الشقية؟ وبأيِّ من البشر جمعتنا؟ أيُعقل أن ضمائر هؤلاء ميتة أصلاً؟!
    زكية تلكم الفتاة التي ترعرعت ونشأت في المملكة العربية السعودية، والرواية هنا بعضها مُقتبس من نص كتبته الصحافية شمائل النور، ونشرته في صحيفة (التيار): تزوجت زكية هناك وأنجبت بنين وبنات، غير أن تبدُّل الحال هناك أجبرها على العودة إلى السودان. كانت سلطات المملكة وفقاً لسياساتها رحّلت شقيق زكية إلى السودان دون علم أسرته. عبد اللطيف (31) عاماً، وجد نفسه في وطن لا يعرفه ولا يعرف أهله، هي أرضه لكنه لم يُولد فيها ولا حتى والديه، حيث لا أسرة ولا معارف ولا أصدقاء هنا. تعرَّض عبد اللطيف لصدمة نفسية قوية جرَّاء ترحيله القسري من بلد يعتقد أنه بلده إلى وطن غلّق أبوابه عليه.
    التعافي النفسي
    بدأت رحلة زكية لمُساعدة شقيقها على الخروج من الصدمة النفسية، فعرضته على إحدى المَصحّات، فاعتذرت لأنها لا تقبل مريضاً بلا مُرافِق. ولما كانت زكية تكابد الحياة وحدها برفقة أبنائها، جرت مُحاولات عدة لينتهي الأمر عند أحد المستشفيات التي لا تشترط وجود مرافق. بدأت رحلة التعافي النفسي لعبد اللطيف، وكان كل شيء يمضي بهدوء، وكان المستشفى يمنحه أسبوعاً كل شهر يقضيه بين أسرته؛ لكنّ الأسبوع الأخير كان فاصلاً في تحول دراماتيكي في حياة الأسرة. بينما كان شقيق عبد اللطيف يُرافقه إلى المستشفى بعد انتهاء الأسبوع الشهري، مرَّت الحافلة التي كانت تُقلُّهما عبر القيادة العامة للجيش، ووقتها كان اعتصام القيادة في أوجه، فصادف مرور حافلة عبد اللطيف موكباً، فأطلقت القوات النظامية الغاز المسيل للدموع بالقرب من الحافلة، ففر جميع الركاب من كثافة الدخان، تشتّت الركاب وهنا فُقِدَ عبد اللطيف أمام ساحة الاعتصام.
    رحلة بحث
    مُباشرةً شرعت الأسرة في إجراءاتها، وظلَّت تنتظر اليوم تلو الآخر حتى ما أطل فجر التاسع والعشرين من رمضان، واستيقظت البلاد على مجزرة القيادة. لم تدرِ زكية أن الغدر الذي وقع في محيط الجيش سوف تصلها شظاياه حتى منطقة سوبا جنوب الخرطوم. بعد فض الاعتصام الوحشي، عاشت الخرطوم ثلاث ليالٍ من الرعب والرصاص؛ فبينما سكان مجمع “جوهرة العودة” الذي تسكنه زكية كانوا في الشارع يترقبون ويُتابعون الموت العبثي، انتاشت ثلاث رصاصات غادرة الطفل عثمان (12 عاماً)، تقول والدته زكية إن عساكر على ظهور سيارات يرتدون زيّ الدعم السريع أطلقوا الرصاص على ابنها دون البقية، ولم يكتفِ مُطلِقُ الرصاص بواحدة، كان الهدف بشكل واضح القتل وسط رعب وصدمة الجميع وتهديد العساكر الذين أشهروا السلاح في وجوه سكان المجمع مُحذِّرين من الاقتراب من الجثمان. وجع زكية ليس فقط أن ابنها قُتِل، بل الوجع الأكبر أنها لم تستطِع إنقاذه حتى فارق الحياة أمام عينيها. الطفل عثمان لحظة إطلاق الرصاص كان يُحاول إنقاذ طفل ذي ستّ سنوات لم تستطِع والدته حمله مع شقيقه الآخر، فهرول الطفل عثمان لمساعدتها، لكن الرصاص كان جزاءه. وبينما الأسرة تعيش حزنها المطبق على فراق ابنها الطفل وفقدان الخال ذي الظرف الصحي الخاص، كان القدر يُخبئ فظاعة أخرى.
    “خفافيش الظلام”
    تقول زكية: “كنتُ في المطبخ، أُحاول إنجاز بعض الأعمال المنزلية، فجأة سمعت صرخات أبنائي وبناتي تتعالى، كانوا يشاهدون التلفاز، فأسرعت نحوهم.. كانت المفاجأة والفاجعة: شقيقي المفقود يظهر في التلفزيون في الفيلم سيئ السمعة “خفافيش الظلام”، أظهروه باعتباره عسكرياً، وأن الثوار اعتدوا عليه وأوسعوه ضرباً وتعذيباً وانتزعوا أسنانه، وهو ليس عسكرياً بالطبع ولا يعرف شيئاً عن السودان، بل هو مريضٌ وكان يتعافى.. كان مشهداً بشعاً أن أرى شقيقي بهذه الصورة. لجأت الأسرة للنشر الموسع في وسائل التواصل الاجتماعي مُرفِقةً صوره وأرقام هواتف للأسرة، وبعد فترة تلقّت زكية اتصالاً هاتفياً: “العثور على، عبد اللطيف في منطقة جبل أولياء، هرولت الأسرة إلى هناك، فوجدته بحالة مُزرية”. تقول الأسرة إن المواطنين هناك عثروا عليه ملقياً على الأرض، وبعض الشهود يقولون إن عربة بوكس رمت به وتركته ملقياً على الأرض.
    عادت الأسرة إلى منزلها بسوبا برفقة عبد اللطيف الذي مكث معهم لأيام، قبل أن تنتكس حالته. تروي زكية أنه طيلة الأيام التي مكثها عبد اللطيف معها وأبنائها كان يتحدث عن “أيام الجهاد”، وعن حرق الخيام والاغتصابات، و”أيام الجهاد” يقصد بها المجزرة، “طلبوا مني حرق الخيام، أنا قلت لهم حرام”، هذا ما قاله عبد اللطيف لشقيقته. تقول زكية: “كان كثيراً ما يُجسِّد مشاهد فض الاعتصام”. وتواصل زكية طبقاً لرواية (التيار): “بدا عنيفاً بعض الشيء، كان يقول لابني مُهدِّداً: (سوف انتزع أسنانك)”.
    انتكاسة
    لم نكتفِِ برواية (التيار) المُوثَّقة والمنشورة. اتصلنا على الصحفية شمائل النور باعتبار أن القصة ارتبطت بعقدة في التحقيق الذي نُجريه، والعقدة هي ما لفت انتباهنا له المنتج التلفزيوني طارق أبو عبيدة، بعد مشاهدته للفيلم بطلب منّا أن هناك العديد من المشاهد مؤداة، أي أن هناك من قام بتمثيلها وهي مشاهد غير حقيقية، لنصل إلى هذه الأسرة التي تُثبت قصتها ما ذهب إليه طارق في حديثه. بدورها أحالتنا شمائل إلى أحد النشطاء في المجال الإنساني، الذي أوصلنا بدوره إلى الأسرة، وكانت الفاجعة أن وجدنا أن عبد اللطيف اختفى للمرة الثانية بعد أن تدهورت حالته النفسية بشكل كبير. تقول زكية التي بدَتْ غاضبة وحزينة: “ماذا يُريدون منا؟ عايزة أقابلهم حميدتي وبرهان، أي عسكري، ماذا يريدون منا؟ قتلوا طفلي أمام عينَي، وعذبوا شقيقي”؛ وتسترسل: “ليس لدينا حزب سياسي ولا انتماء”، وتضيف المرأة المكلومة: “عبد اللطيف كان يخشى أيَّ عربة عسكرية ويرتعد خوفاً، ويختبئ بمجرَّد رؤيته لها، عذبوه وما خافوا فيه الله سبحانه وتعالى، والآن اختفى بعد أن باتت إحدى عربات الجيش تقف بالقرب من منزلنا، لم أستطع البحث عنه لأني لم أعد أملك المال الذي يُمكّنني من ذلك، فقد خسرت كل شيء في سبيل علاجه، نعم وجدنا مساعدة من بعض المنظمات المُهتمّة بأُسر الشهداء والمفقودين، غير أن العلاج كان مُكلّفاً والآن فقدناه، عبد اللطيف كان يتعافى قبل المجزرة، ولكن بعد المجزرة أصبح شخصاً آخر”. وتمضي متحدثة لنا عن كيف أن شقيقها كلما استرجع مشهداً من مشاهد فض الاعتصام كانت تنتابه حالات من الهيجان، وخاصة عندما يشاهد النار أو يسمع أصواتاً عالية. يقول طارق أبوعبيدة: “هناك عدد من المشاهد واضح أنها مشاهد تمثيلية، استُجلب فيها العاملون على هذا العمل البائس شكلاً وموضوعاً ممثلين، وقاموا بدور ثوار، وذلك واضحٌ في اللقطة التي يظهر فيها أحدهم يتحدّث عن أنه يدعو الناس إلى جلسة شراب وتعاطي مخدرات في ميدان القيادة”. ويمضي أبو عبيدة والذي سنستعرض مقابلتنا معه في الجزء الثالث من التحقيق قائلاً: “برنامج أو فيديو خفافيش الظلام التوثيقي، فيديو كارثي بكل المقاييس لأنه وبعيداً عن انعدام المهنية في صناعة برنامج وثائقي، اجتهد صانعو العمل في صياغة عريضة اتهام لجهة سياسية، واجتهدوا أيّما اجتهاد في تجريم كل من ورد رسمه في كاميرا برنامجهم، بل استعانوا بممثل ردئ الصنعة ليتحدث عن تكفُّله بتوريد الخمور للثوار المعتصمين، لتأكيد موضوع البرنامج وهو سرقة اليسار للثورة السودانية، ووصم اليسار بالسفور وتعاطي الخمور والعداء للدين في مقابل اليمين المُسلم”.
    برنامج كارثي
    ويزيد: “برنامج خفافيش الظلام، برنامج كارثي بكل المقاييس، ولا يمت للعمل الإعلامي بِصِلة، ويصلح دليلَ إدانة على صانعيه أمام القضاء، لاحتوائه على اتهامات طالت أبرياء، كل ذنبهم أنهم شاركوا في اعتصام شعبي مفتوح ضد ربيب الإسلاميين المخلوع عمر البشير”. حاولنا الوصول إلى ذلكم الشاب الذي ظهر في الفيديو ويُدعى بحسب تقصينا “ص. ع”، ويعمل في المهن الحرة تجنَّبنا ذكر الاسم كاملاً لأنه نفى بشدة أن يكون هو من ظهر في الفيديو، وأنه لا يعلم شيئاً عن الفيلم ولم يسمع به، غير أن كل الشواهد تؤكد أنه هو بعد أن تجنّب مقابلتنا تماماً، واكتفى في الأيام الأولى بالحديث معنا عبر الهاتف، والذي يبدو أنه تخلص منه بعد إلحاحنا على مُقابلته حتى نُقارن شكله بصورته تلك التي ظهرت في الفيديو”.
    عودة إلى البداية
    لم يكن من السهل الوصول للحلقة الضيقة التي قررت إنتاج هذه الأفلام، وأعطت الضوء الأخضر ببثّها، غير أنه وبالعودة إلى عددٍ من المصادر بدأت الرؤية تتضح شيئاً فشيئاً، الدوائر التي عملنا عليها هي القصر الجمهوري، مقر المجلس العسكري حينها وأمانته العامة، إلى جانب دائرة الإعلام في جهاز الأمن والمخابرات حينها، وقيادة القوات المسلحة. قادتنا الخيوط إلى منتج تلفزيوني كنا نظنُّه مغموراً في البدء باعتبار أننا لم نسمع به من ضمن المنتجين، ولكن بعد تقليبنا لاسمه وجدنا أن الرجل أخطبوط، فهو يحمل رتبة الرقيب أول في الإعلام الحربي بالقوات المسلحة، وفي ذات الوقت عمل مصوراً في تلفزيون السودان ضمن فريق برنامج “في ساحات الفداء”، والدهشة الكبرى أنه تولّى إدارةً تُعَدُّ من أهم الإدارات في قناة أم درمان الفضائية؟ بحثنا عن أرقام هواتف للرجل فمنحونا رقمين: الأول زين، وكان مغلقاً، أما السوداني فلا مجيب. وتقول مصادرنا إن الرجل يُعَدُّ من الأيادي التي شاركت في إنتاج الفيلم، بل كان يتباهى وسط زملائه بذلك، واستعرض جزءاً من الفيلم معهم قائلاً إنه شارك في إعداد فيلم “سيعمل ضجة”. تابعنا دائرة الرجل ومخالطيه وعلاقاته بعد أن تعذّر تواصلنا معه عبر الهاتف؛ فقادنا ذلك مباشرة إلى أن الرجل تربطه علاقة مباشرة بالرئيس المُكلّف للمؤتمر الوطني المحلول أحمد هارون، إلى جانب علاقة أُخرى بوكيل وزارة الإعلام ليوم واحد عبد الماجد هارون، وكذلك يرتبط الرجل بشكل أو بآخر بالشاذلي المادح الضابط في جهاز الأمن والمخابرات الذي تردَّد اسمه على أكثر من لسان في عملية بحثنا وتقصِّينا عن إنتاج الفيلم.
    ونُواصِل،،






                  

10-31-2025, 01:09 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 51875

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفافيش الظلام.. قتل وتشويه.. و(21) شخصاً تور� (Re: Yasir Elsharif)





    Quote: بشري علي.....✍
    [أمس الخميس 30 أكتوبر 2025]
    قصة ابو لولو..
    معظم الذين تطرقو لقصة ابو لولو ما عندهم مشكلة في القتل في حد ذاته
    المشكلة عندهم تدور حول يقتل منو ولصالح منو ؟؟ ..
    وانا قلتها وقتها الحرب بتبدأ بناس وبتنتهي بناس تانيين ..
    الحرب بدأت بالمرحوم مكاوي وانتهت بالمصباح طلحة حيث أنتهت المؤسسة الرسمية للجيش وحلت في مكانها المليشيات والتي بلغ عددها 100 مليشيا ..

    ولو ابو لولو حارب مع كتائب البراء بن مالك لقالوا عنه أبو محجن الثقفي كما قالوا عن كيكل أنه خالد بن الوليد...

    كيكل أحرق 147 قرية وكمبو في الجزيرة وقتل أكثر من 50 ألف وهجّر أكثر من مليوني مواطن سوداني في ولاية الجزيرة ووجد بعد ذلك الترقية والثناء الحسن لأن القصة كانت حول من هم الذين يقوم بقتلهم ومن أي إثنية ينحدرون ...

    ولو حارب ابولو في صفوف الجيش لطاروا بخبره بين الركبان ولوصفوه بالقائد الشجاع الذي لا تأخذه بأولاد الضيف والملاقيط رحمة ولا شفقة ...

    وكان ممكن تكون صورتو تكون خلفية في صفحات البلابسة مثله ومثل نار مختار ومهند الفضل ..

    وبسبب هذا الإعتلال في المعايير حدتث هذه الحرب ، وبتذكر عندما أدانت المحكمة الجنائية الدولية المجرم أحمد هارون قام المخلوع البشير بتعيينه وزيراً للشئون الإنسانية لدرجة ان المحقق أوكامبو وصف ذلك القرار بأنه Fox looks after the chickens
    وتكريم أحمد هارون بذلك المنصب لأنه كان حاسماً في حرب دارفور الأولى وقالها بوضوح :
    الزغاوة والفور والمساليت هم غنائم حرب
    وكانت عقيدة أحمد هارون هي أمسح أكسح قشو وما تجيبو حي وتحدث بصراحة عن عبء الأسرى ..

    لذلك ظاهرة ابو لولو انتجتها الحرب والترويج للشعارات العنصرية مثل أولاد الضيف وام كعوك والدعوة لأكل الكباب البشري المشوي ثم قانون الوجوه الغريبة ..

    ابو لولو حالة نفسية سببها الجهل وإهمال دولة 56 لمجتمعات غرب السودان ، ولو كان هناك تعليم ونشر لقيم الدين الصحيحة لما وجد ابولولو طريقه إلى رقاب الناس ، ولكن دولة 56 كانت ترى في شباب دارفور انهم مجرد أدوات قتل يحاربون أعدائها ...
    حتى كوشيب حارب من أجل دولة 56 ولم يحارب من أجل نفسه والذين سلحوه وأعطوه الأوامر هم مطلوبين ويعيشون الآن تحت ضيافة البرهان..

    واحد سألني كم قتل ابو لولو من الناس ؟؟
    صحيح انه ذكر عدة أرقام بعضها على طريق المزاح bragging ، ولا يوجد عقل يصدق مزاعمه ، ولا يوجد مجرم يتحدث عن عدد ضحاياه بهذه الكيفية أو أنه سوف يصفر العداد لأنه نسى الحصيلة القديمة لكن بتذكر المخلوع البشير عندما سألوه في مقابلة أن قواتك قتلت أكثر 500 ألف مواطن في دارفور ؟؟
    ضحك وحك ظهره بعصاه وضحك وقال : جيبو لي أسماء هؤلاء القتلى !!!
    ثم أردف قائلاً : في الحقيقة قتلنا عشرة آلاف !!!

    ولو راجعنا التاريخ السياسي السوداني فسوف نجد الالاف من أمثال ابولولو وقد قتلوا الناس بمبررات عديدة ولكن افعالهم وجدت الإحتفاء والتكريم ..

    جرائم من حرق الجنوبيين في قطار الضعين إلى قصف الجزيرة أبا بالطائرات ، ثم الإنتهاكات التي ارتكبها ابراهيم شمس الدين في حرب الجنوب حيث كان يدفن أسرى الجيش الشعبي وهم أحياء أو يلقي بقادتهم من طائرة اليوشن ...
    وليه نمشى بعيد ؟؟

    شوفو الهالك المجرم الخفاش قال شنو عن مجزرة القيادة ؟؟ حيث تحدث عن خفافيش الظلام الذين قتلوا الثوار في الليل حتى ضاقت بهم الأرض الواسعة ...
    وبعدها أصبح الخفاش قائد عسكري وحظيت جنازته بتحية عسكرية رغم أنه مليشياوي قاتل لا يقل سوءاً عن ابو لولو ولكن سبب الحفاوة به كما ذكرت كانت حول من هو الضحية التي قام بقتلها..

    الخفاش قتل خصوم الكيزان في ميدان الإعتصام ثم تباهى بذلك أمام الاشهاد...
    وحتى ابراهيم بقال رغم الدور الإعلامي الذي لعبه في هذه الحرب و كان أيضاً يأخذ الأموال من ذوي الاسرى حتى يعطيهم معلومات عنهم هو الآن وجد الإحتفاء والعفو ...
    القصة هي حول taking side
    وابراهيم بقال يُعتبر أخطر من ابو لولو .

    بشرى أحمد علي
                  

10-31-2025, 01:32 PM

صديق مهدى على
<aصديق مهدى على
تاريخ التسجيل: 10-09-2009
مجموع المشاركات: 11428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفافيش الظلام.. قتل وتشويه.. و(21) شخصاً تور� (Re: Yasir Elsharif)

    حبيبنا ياسر الشريف لسع انت مع حكاوى بشرى علي طيب سؤال :-
    من هو بشرى علي هذا يا ياسر حتى تعتمد على تحليله يا رجل اصحى
                  

10-31-2025, 02:31 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 51875

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفافيش الظلام.. قتل وتشويه.. و(21) شخصاً تور� (Re: صديق مهدى على)

    أخي الكريم صديق
    تحية المودة والتقدير

    Quote: حبيبنا ياسر الشريف لسع انت مع حكاوى بشرى علي طيب سؤال :-
    من هو بشرى علي هذا يا ياسر حتى تعتمد على تحليله يا رجل اصحى

    لا يهمني معرفة الشخصية وإنما أقيس الأقوال بما أجمع من الوقائق وبعدها أتحقق إن كانت صحيحة أم لا. كثير من المعلومات أخذتها من البعشوم وأنا لا أعرف من هو البعشوم.

    أخي ترهاقا
    تحية المودة والتقدير
    أنا لا أعرف إذا كان المقصود ابراهيم البزعي أم لا.
    نحن نتحرك وسط حقول ألغام.
                  

10-31-2025, 01:39 PM

ترهاقا
<aترهاقا
تاريخ التسجيل: 07-04-2003
مجموع المشاركات: 9768

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفافيش الظلام.. قتل وتشويه.. و(21) شخصاً تور� (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: والآخر أستاذ في كلية الموسيقى والدراما،

    لو المقصود ابراهيم البزعي، ده حتى ما كان معيد ناهيك إنو كان استاذ، ولم يكن حتى طالبا نجيبا،
    وتعيينه مديرا لهيئة التلفزيون عكس لي ضحالة القائمين بالامر
                  

10-31-2025, 02:38 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 51875

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفافيش الظلام.. قتل وتشويه.. و(21) شخصاً تور� (Re: ترهاقا)


    Quote:
    شبكة رصد السودان Rasd Sudan Network
    [3 يونيو 2020]


    #صحيفة_السياسي | “فيلم العار”.. حكايا لم تُروَ (1)
    “خفافيش الظلام”.. هكذا بدأت القصة ..
    تنظيم بلا أخلاق.. ورجال أعْمَتْهم شهوة السلطة
    تحقيق: فريق السياسي
    الخيوط لم تكن مكتملة، كل شيء يشير إلى أن الغوص في هذا الملف كذاك الذي أراد أن يبحث عن إبرة في كومة من القش، لا معلومات، أو معلومات مبتورة، البداية كانت التقاط لونسة بين اثنين من الصحفيين المحسوبين على النظام البائد، قال أحدهم للآخر: (فتلة إزاحة البشير أخوانا ما حسبوها صاح، أرادوا الاستفادة من المظاهرات والثورة والتقاط الثمرة، لكن تخطيطهم كان فاشلاً جداً لأنهم انتبهوا متأخرين)، وتركوا الأمر لجهاز الأمن ليديره منفرداً. رد الآخر دونما انتباه: (ياخ ديل لحدي ما بثوا فيلم خفافيش الظلام.. كانوا متخيلين إنهم ح يقلبوا الطاولة على الحرية والتغيير).. فجأة انتبه أحدهم لوجودي بينهما، فعَلَتْ وجهه ابتسامة بلهاء كشفت عن أسنان كانت تستجدي فرشاة ومعجوناً ليُزيل ما بها من أوساخ أو هكذا خُيِّل إلي. حاولت الاستزادة في المعلومات عن “خفافيش الظلام”، لم يدلِ بالكثير ولكنه قال: “إن أردت المزيد عليك بفلان”. وفلان هذا مخرج ذائع الصيت، رغم محدودية خياله وضعف ما وهبه الله من ملكات، إلا أنه وبرافعة الحزب وكلمة “أخونا في الله” بات من أرقام الإعلام في بلادي المغلوبة على أمرها.. هاتفناه فكان رده: (والله تجيبوا سيرتي في الموضوع ده أفتح فيكم بلاغ وما حتقدروا تثبتوا حاجة).. فعلاً لن نستطيع أن نثبت (حاجة) مثلما ذكر، لأن الأمر محصور بينه وعدد من إخوانه في الله الذين لن يناصرونا ويخذلوه إن ذهب الأمر إلى المحاكم حتى وإن كان الأمر تحت القسم، وما أسهل حنوثهم به! فهم الذين أدوا قسم الجندية فخانوها وأدوا قسم الطب فخانوه لصالح حزبهم وإخوتهم فما بالك بنا نحن الصحافيين المغلوبين على أمرنا.
    انقطع خيط المخرج.. كادت الفكرة أن تموت في صدورنا رغم الإحساس بالغبن والفجيعة وضرورة كشف كل من شارك في هذا العمل الذي يجلس بلا منافس في الدرك الأسفل من أخلاق مهنة الإعلام. لكن الصدفة وحدها قادت إلى خيط جديد، وهذا ما سيتكشف في مقبل الحلقات.
    فلاش باك
    الخرطوم الحياة فيها مشلولة بالكامل، والكل يترقب المسيرة المعلنة في السادس من أبريل، التقارير الواردة من جميع المصادر إلى مكتب رئيس جهاز الأمن والمخابرات صلاح عبد الله قوش تؤكد أن السادس من أبريل لن يكون يوماً عادياً أو مجرد تظاهرات يؤمها آلاف الشباب، ويعمل جنده فيها ضرباً وتقتيلاً لتتفرّق بنهاية اليوم.
    الرأي العام بات معبأً تماماً، والأخطاء في المعالجة الأمنية أجَّجت الرغبة في التغيير، ولم تعد التظاهرات كما في السابق،عقب تزايدها وإنتشارها في كل انحاء البلاد،رغم التسريب المقصود الذي تم للقاء له بالقيادة الإسلامية وسخريته من المتظاهرين الذي قال إنهم قلة.
    ولمع ذهن الرجل الطامح للسلطة واعتملت في صدره فكرة أن يكون جزءاً من التغيير أو أن يقفز لقيادته، وهو الذي ينتظر هذه الفرصة منذ زمان بعيد، وحاول الوصول إليها حتى عبر الانقلابات العسكرية متحالفاً مع “ود إبراهيم”، فبدأ تحركاته مع حلول شهر ابريل بحسب مصدر مقرب منه وأول من استشار كان نائبه جلال الدين الشيخ الطيب الأحمر؛ المعبأ أصلاً ضد البشير. اتفق الرجلان على ضرورة اغتنام الفرصة وإزاحة البشير، ومن ثم قيادة الأمر ليكون التغيير في أيديهم وبالاتفاق مع الكل. دعا الرجلان إلى اجتماع سري ضم عدداً ممن يثقون فيهم من الجهاز العسكري للحركة الإسلامية، وتم تنويرهم بأن التغيير قادم قادم، وأن النظام “ساقط ساقط”، هكذا قالها قوش بحسب المصادر، وإن كان هناك أملاً هو ضرورة أن نكون جزءاً من التغيير، لا أن نقف في وجهه، وأردف: “زولكم ده – في إشارة للبشير – أديناه خطة كان يفترض يمشي عليها، وهي أن يقوم بتغييرات كبيرة في مقدمتها الابتعاد عن المؤتمر الوطني والاكتفاء برئاسة شرفية، وإشراك القوى السياسية في حكومة قومية، لكنه رفض وتراجع في آخر لحظة، بعد كدة نحن ما بنقدر ننقذه والوقوف معاه مخاطرة كبيرة وح يغرق ويغرقنا معاه”. انتهى الاجتماع بتوسيع دائرة الاتصالات إذ تكفّل قوش بالتواصل مع أعضاء اللجنة الأمنية، بينما كُلِّفَتْ شخصية أخرى بالتواصل مع قيادات ورموز الحركة الإسلامية لإخطارهم بالموقف.
    كان البلاغ يتلخّص في ثلاث نقاط:
    الأولى
    النظام ساقط ساقط
    الثانية
    ضرورة الالتفاف على الحراك حتى لا تفقد الحركة الإسلامية سلطتها
    الثالثة
    الالتفاف لن يتم إلا بالتخلص من البشير
    أيام هزّت عرش الطاغية
    يقول محدثي إن قوش لم يكن ليكتفي بالمجموعة التي التقاها، وإنما باشر اتصالات أخرى، بأجهزة مخابرات دولية وشخصيات وطنية – رفض تحديدها – عاجلته بسؤال: الاتصالات تمت قبل السادس من أبريل؟ رد: نعم تمت في الفترة من الأول من أبريل وحتى السادس منه، وما تلا ذلك من أيام عصيبة، ويضيف: “عقب إلقاء البشير لخطاب الاستقلال والذي تراجع فيه عن خطة قوش لـ”إنقاذ نظام الإنقاذ” والقائمة على الرئاسة الشرفية وإشراك القوى السياسية في حكومة قومية، والدخول في مرحلة انتقالية تنتهي بنهاية فترة البشير الرئاسية مع إعلانه الكامل عدم الترشح لدورة رئاسية جديدة، عقب هذا التراجع بدأت الاتصالات، لأن جميع التقارير كانت تشير إلى أن النظام لن يصمد، ولذا انخرط قوش في عملية الإنقاذ الأخيرة والتي لم يعد البشير جزءاً منها، وإن كان يستبطن بحسب محدثي ضرورة أن يكون هو بديل البشير، وأن يستغل الظرف الحالي ليقفز إلى سدة الحكم رئيساً للبلاد، حتى ولو لفترة انتقالية، أو على الأقل يحتفظ بمنصب الرجل الثاني في الدولة، لذا عمل قوش على عدة دوائر، كل دائرة لا تدري عن الدائرة الأخرى شيئاً”، ويضيف: “هذا أسلوب متبع في علم الاستخبارات، أراد الاستفادة منه – والحديث للرجل المقرب من مدير جهاز المخابرات إلى وقت قريب – ولكن فات على قوش المنتشي بالانتصارات الصغيرة التي حققها أن حكم البلاد لن يتم بالتآمر والخداع. رتب الرجل خطته لإزاحة البشير وأقنع قادة التنظيم الإسلامي بأن تتم وفقاً لتطورات الأحداث”.
    أسهب الرجل في تفاصيل تلك الفترة وما جرى خلف الكواليس من تحركات كان القاسم المشترك فيها قوش، ربما نوردها في مكان آخر باعتبار أننا الآن معنيون بتتبع خيوط “فيلم العار”. أخذنا تلك المعلومات وبدأنا التقصي، لم يكن الأمر سهلاً: من أين نبعت الفكرة؟ ومن الذي أشار بها؟ وإلى ماذا كانت تهدف؟ ولأي سبب وضع التلفزيون القومي هذا الموضع الذي لا يسر؟ كل الخيوط كانت تشير إلى الجهاز الخاص بالحركة الإسلامية ومجموعة صلاح قوش، التي بدأت تشعر بأن الأمر بدأ يفلت من بين أيديها، وأنه لا بد من استعادة الخيوط. عقب السادس من أبريل والجموع التي احتشدت وأذهلت العالم كله، بدأت العقول التي كانت تخطط للحركة الإسلامية تشعر بخيانة قوش ومحاولته استخدام الارتباك الماثل للقفز إلى سدة السلطة، الاعتصام كان على أشده، تسربت تسجيلات من داخل المجموعات العسكرية تنادي بفض الاعتصام باعتبار أن الذي يجري يهدد سلطة الحركة الإسلامية والتي كانوا مطمئنين من أنها لن تتضعضع، أولاً للاتفاق الذي تم إنجازه مع المجموعة التي ستستلم السلطة من عضوية اللجنة الأمنية، وثانياً لعلمهم التام بسيطرتهم على القوة الصلبة” جيش، شرطة، جهاز الأمن والمخابرات”.. بدأ الهلع يدب في النفوس وأخذ القادة يتلاومون، ليبدأ تنسيق جديد وإن كانت خيوطه واهية ويشوبه حاجز الثقة المفقود، والسؤال الملح: كيف يستعيدون سلطة بدأت تنسرب من بين أيديهم؟
    ذعر وهلع
    استشعر منسوبو التنظيم الخطر الداهم وبدأوا في التفكير. وبما أن الدولة بوليسية ومسيطر عليها من قبل جهاز الأمن والمخابرات، تُرِكَ الأمر لضباط المخابرات حسب تخصصاتهم للقيام بفعل ما يعيد زمام المبادرة، فوُضعت الخطة التي تقوم على استخدام أئمة المساجد والدعاة لتشويه صورة المعتصمين ومحاولة إظهارهم بأنهم مجرد صبية غائبين عن الوعي، وأن وجودهم في ذلك المكان يمثل خطراً على الأمن والسلم الاجتماعي والضغط على المجلس العسكري الذي لم يكن بعض ضباطه بعيدين عن الخطة الجديدة والتي تولى عضو التنظيم الخاص علي أحمد كرتي بالتعاون مع قوش وضع لمساتها الأخيرة، لاتخاذ مواقف تجاه ما يجري، استخدم جهاز الأمن سلاح الشائعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لتفشي المخدرات والجنس والخمور وسط المعتصمين، واستعان الجهاز بحسب عدة مصادر التقتها (السياسي) بضباط من القوات المسلحة بينما صرف لعدد من ضباطه أزياء قوات مسلحة برتب متفاوتة لاستغلال الشعبية التي وجدها ضباط الجيش وسط المعتصين وذلك للتأثير على من هم داخل محيط الاعتصام، وحددت لهذه الخلية مهمة اصطياد الناس الذين يشعرون بأن لا انتماء لهم والحديث معهم بضرورة الامتناع عن الحضور لساحة الاعتصام باعتبارها بقعة انحلال وفجور وكذلك محاولة بث الفتن بين المعتصمين، وذلك لتقليل التفاف الناس حول الاعتصام وتقليل أعداده تدري
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de