السيطرة على مقر الفرقة السادسة مشاة: الدعم السريع أكدت أنها أسرت مئات المقاتلين من الجيش السوداني داخل المدينة.
معارك عنيفة في الأحياء الشرقية والشمالية: شهدت الفاشر اشتباكات ضارية بين الجيش والدعم السريع، استخدمت فيها المدفعية والمسيرات.
تصريحات الدعم السريع: وصفت العملية بأنها "نصر تاريخي"، وأكدت أنها دمرت آليات عسكرية واستولت على العتاد الحربي.
ردود فعل متباينة: أثار هذا التطور تساؤلات واسعة حول مستقبل السودان، خاصة في ظل غياب تعليق رسمي من الجيش السوداني حتى الآن.
أزمة إنسانية متفاقمة: تقارير محلية ودولية تشير إلى أن المدينة تعاني من الجوع ونقص الإمدادات، وسط حصار استمر نحو 18 شهراً.
أعلنت قوات «الدعم السريع»، الأحد، سيطرتها على مقر «الفرقة السادسة مشاة» في الفاشر، المعقل الأخير للجيش السوداني في شمال إقليم دارفور، غرب البلاد، وأسر مئات المقاتلين في المدينة.
ويُعد هذا التطور الميداني أبرز انتصار عسكري حققته «قوات الدعم السريع»، بعدما فشلت أشهراً طويلة في اقتحام المدينة التي صمدت أمام عشرات من الهجمات العنيفة، منذ اندلاع الحرب في أبريل (نيسان) 2023، بينما لم يصدر أي تعليق رسمي فوري من الجيش بشأن ما يجرى في المدينة.
وجاءت هذه التطورات الميدانية بينما تجري في العاصمة الأميركية واشنطن اجتماعات لـ«الرباعية الدولية» بشأن الوضع السوداني. وأعلن كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والأفريقية، مسعد بولس، السبت، أن اجتماعاً استضافته واشنطن وشاركت فيه السعودية والإمارات ومصر، ناقش سبلَ دفع عجلة الانتقال إلى حكم مدني في السودان، ووقف التدخل الخارجي في الصراع المسلح.
وشهدت الأحياء الشرقية والشمالية من مدينة الفاشر، صباح الأحد، معارك عنيفة بين الجيش و«الدعم السريع»، قبل أن تنشر الأخيرة مقاطع مصورة، تؤكد إحكام سيطرتها على مقر قيادة الفرقة العسكرية، وانهيار دفاعات الجيش.
أعلنت قوات «الدعم السريع»، الأحد، سيطرتها على مقر «الفرقة السادسة مشاة» في الفاشر، المعقل الأخير للجيش السوداني في شمال إقليم دارفور، غرب البلاد، وأسر مئات المقاتلين في المدينة.
ويُعد هذا التطور الميداني أبرز انتصار عسكري حققته «قوات الدعم السريع»، بعدما فشلت أشهراً طويلة في اقتحام المدينة التي صمدت أمام عشرات من الهجمات العنيفة، منذ اندلاع الحرب في أبريل (نيسان) 2023، بينما لم يصدر أي تعليق رسمي فوري من الجيش بشأن ما يجرى في المدينة.
وجاءت هذه التطورات الميدانية بينما تجري في العاصمة الأميركية واشنطن اجتماعات لـ«الرباعية الدولية» بشأن الوضع السوداني. وأعلن كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والأفريقية، مسعد بولس، السبت، أن اجتماعاً استضافته واشنطن وشاركت فيه السعودية والإمارات ومصر، ناقش سبلَ دفع عجلة الانتقال إلى حكم مدني في السودان، ووقف التدخل الخارجي في الصراع المسلح.
وشهدت الأحياء الشرقية والشمالية من مدينة الفاشر، صباح الأحد، معارك عنيفة بين الجيش و«الدعم السريع»، قبل أن تنشر الأخيرة مقاطع مصورة، تؤكد إحكام سيطرتها على مقر قيادة الفرقة العسكرية، وانهيار دفاعات الجيش.
«محطة مفصلية»
وقال المتحدث الرسمي باسم «الدعم السريع»، الفاتح قرشي: «إن قواتنا ألحقت بالجيش خسائر فادحة في الأرواح، وتدمير آليات عسكرية ضخمة، والاستيلاء الكامل على العتاد العسكري». وأضاف أن تحرير «الفرقة السادسة مشاة»، يمثل «محطة مفصلية في مسار المعارك التي تخوضها ملامح الدولة الجديدة»، مؤكداً أن «قوات الدعم» ستعمل على توفير الحماية الكاملة للمدنيين، وتسهيل عودة النازحين إلى منازلهم، وتوفير احتياجاتهم الضرورية.
وفي بيان لاحق، أعلنت «الدعم السريع» بسط سيطرتها الكاملة على المدينة، بعد معارك وصفتها بـ«البطولية» تخللتها عمليات نوعية وحصار أنهك قوات الجيش، و«حطَّم خطوط دفاعه، وأوصلته للانهيار التام».
وكانت قيادة «الفرقة السادسة» قد أكدت -في بيان السبت- أن «الجيش والقوات المشتركة تصدوا لهجوم واسع شنته (قوات الدعم) من 3 محاور، ودمروا عربات قتالية، وقتلوا أعداداً كبيرة من المهاجمين».
يأتي هذا التطور بعد أكثر من عامين ونصف من المعارك الضارية والحصار المدمر الذي فرضته «الدعم السريع» على المدينة، وقالت في بيان على منصة «تلغرام»، إن قواتها «تمكنت من تحرير الحامية العسكرية الاستراتيجية، ودك آخر حصون الجيش والحركات المسلحة المتحالفة معه في الفاشر».
بدورها، قالت «تنسيقية لجان مقاومة الفاشر» (مجموعة حقوقية محلية) في بيان على موقع «فيسبوك»، إن «كل قيادات الجيش والقوة المشتركة بأمان، وتدير المعارك من داخل الفاشر»، بعد أن راجت معلومات حول أسر قائد «الفرقة السادسة مشاة» آخر وحدات الجيش في دارفور.
«القتال لا يزال مستمراً»
وأفادت مصادر محلية في الفاشر لـ«الشرق الأوسط» بأن «القتال لا يزال مستمراً». وقالت المصادر إن «قوات الدعم السريع» نفَّذت انتشاراً واسعاً في الأحياء السكنية بالقرب من مقر الفرقة، وتحاول التقدم، وسط مقاومة كبيرة من قوات الجيش المنتشرة في نطاق المنطقة.
وبثَّت «قوات الدعم السريع» السودانية مقاطع فيديو مصورة على منصات التواصل الاجتماعي، قالت إنها تمكنت من أسر أعداد كبيرة من قوات الجيش والحركات المسلحة التي تقاتل إلى جانبه. وسارع «تحالف السودان التأسيسي» (تأسيس)، المرجعية السياسية للحكومة الموازية في البلاد، بقيادة «قوات الدعم السريع»، إلى إعلان السيطرة الكاملة على المدينة. وقال في بيان: «إن تحرير الفاشر تتويج لمسيرة الكفاح العادل والتضحية من أجل الحرية».
من جهتها، قالت «المقاومة الشعبية» التي تقاتل في صفوف الجيش السوداني في الفاشر: «إن المعركة مستمرة والمدينة لم تسقط». وأضافت -في بيان- أن الفاشر تتعرض إلى حملة إعلامية تستهدف النيل من الروح المعنوية العالية للقوات في ميدان المعركة، وأن الاستيلاء على رئاسة الفرقة العسكرية لا يعني سقوط المدينة.
وفي حين لم يتأكد بعد سقوط الفاشر بالكامل التي يقطنها نحو 260 ألف مدني، أُجبرت قوات الجيش السوداني على الخروج من المواقع العسكرية الرئيسية، وسط أنباء متداولة عن مواجهات محتدمة بين الطرفين في أطراف المدينة.
كما لم يصدر أي تعليق من حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، الذي تُشكِّل قواته العمود الفقري للقوات المتحالفة مع الجيش في الدفاع عن المدينة.
وتُعد معركة الفاشر الأطول بين الجيش السوداني والقوات المساندة له من جهة، و«قوات الدعم السريع» من جهة أخرى، في الحرب الحالية، ووصفت بأنها الأعنف بالنظر لما ألحقته من خسائر فادحة في صفوف الطرفين.
وفي الأشهر الأخيرة، تقدمت «قوات الدعم السريع» تدريجياً في تطويق المدينة الاستراتيجية من محاور عدة، وقطع كل خطوط الإمداد عن قوات الجيش المحاصرة فيها، كما منعت إيصال المساعدات الإنسانية إلى آلاف من المدنيين المحاصرين هناك.
ومنذ أسابيع، تواصل «قوات الدعم السريع» تقدمها في محاور بالمدينة، وتُكثف من القصف المدفعي على الأحياء السكنية، واستخدام المُسيَّرات، ما أدَّى إلى سقوط أعداد كبيرة من القتلى والمصابين وسط المدنيين والمقاتلين من الطرفين المتقاتلين.
وقال المتحدث الرسمي باسم «الدعم السريع»، الفاتح قرشي: «إن قواتنا ألحقت بالجيش خسائر فادحة في الأرواح، وتدمير آليات عسكرية ضخمة، والاستيلاء الكامل على العتاد العسكري». وأضاف أن تحرير «الفرقة السادسة مشاة»، يمثل «محطة مفصلية في مسار المعارك التي تخوضها ملامح الدولة الجديدة»، مؤكداً أن «قوات الدعم» ستعمل على توفير الحماية الكاملة للمدنيين، وتسهيل عودة النازحين إلى منازلهم، وتوفير احتياجاتهم الضرورية.
وفي بيان لاحق، أعلنت «الدعم السريع» بسط سيطرتها الكاملة على المدينة، بعد معارك وصفتها بـ«البطولية» تخللتها عمليات نوعية وحصار أنهك قوات الجيش، و«حطَّم خطوط دفاعه، وأوصلته للانهيار التام».
وكانت قيادة «الفرقة السادسة» قد أكدت -في بيان السبت- أن «الجيش والقوات المشتركة تصدوا لهجوم واسع شنته (قوات الدعم) من 3 محاور، ودمروا عربات قتالية، وقتلوا أعداداً كبيرة من المهاجمين».
يأتي هذا التطور بعد أكثر من عامين ونصف من المعارك الضارية والحصار المدمر الذي فرضته «الدعم السريع» على المدينة، وقالت في بيان على منصة «تلغرام»، إن قواتها «تمكنت من تحرير الحامية العسكرية الاستراتيجية، ودك آخر حصون الجيش والحركات المسلحة المتحالفة معه في الفاشر».
بدورها، قالت «تنسيقية لجان مقاومة الفاشر» (مجموعة حقوقية محلية) في بيان على موقع «فيسبوك»، إن «كل قيادات الجيش والقوة المشتركة بأمان، وتدير المعارك من داخل الفاشر»، بعد أن راجت معلومات حول أسر قائد «الفرقة السادسة مشاة» آخر وحدات الجيش في دارفور.
«القتال لا يزال مستمراً»
وأفادت مصادر محلية في الفاشر لـ«الشرق الأوسط» بأن «القتال لا يزال مستمراً». وقالت المصادر إن «قوات الدعم السريع» نفَّذت انتشاراً واسعاً في الأحياء السكنية بالقرب من مقر الفرقة، وتحاول التقدم، وسط مقاومة كبيرة من قوات الجيش المنتشرة في نطاق المنطقة.
وبثَّت «قوات الدعم السريع» السودانية مقاطع فيديو مصورة على منصات التواصل الاجتماعي، قالت إنها تمكنت من أسر أعداد كبيرة من قوات الجيش والحركات المسلحة التي تقاتل إلى جانبه. وسارع «تحالف السودان التأسيسي» (تأسيس)، المرجعية السياسية للحكومة الموازية في البلاد، بقيادة «قوات الدعم السريع»، إلى إعلان السيطرة الكاملة على المدينة. وقال في بيان: «إن تحرير الفاشر تتويج لمسيرة الكفاح العادل والتضحية من أجل الحرية».
من جهتها، قالت «المقاومة الشعبية» التي تقاتل في صفوف الجيش السوداني في الفاشر: «إن المعركة مستمرة والمدينة لم تسقط». وأضافت -في بيان- أن الفاشر تتعرض إلى حملة إعلامية تستهدف النيل من الروح المعنوية العالية للقوات في ميدان المعركة، وأن الاستيلاء على رئاسة الفرقة العسكرية لا يعني سقوط المدينة.
وفي حين لم يتأكد بعد سقوط الفاشر بالكامل التي يقطنها نحو 260 ألف مدني، أُجبرت قوات الجيش السوداني على الخروج من المواقع العسكرية الرئيسية، وسط أنباء متداولة عن مواجهات محتدمة بين الطرفين في أطراف المدينة.
كما لم يصدر أي تعليق من حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، الذي تُشكِّل قواته العمود الفقري للقوات المتحالفة مع الجيش في الدفاع عن المدينة.
وتُعد معركة الفاشر الأطول بين الجيش السوداني والقوات المساندة له من جهة، و«قوات الدعم السريع» من جهة أخرى، في الحرب الحالية، ووصفت بأنها الأعنف بالنظر لما ألحقته من خسائر فادحة في صفوف الطرفين.
وفي الأشهر الأخيرة، تقدمت «قوات الدعم السريع» تدريجياً في تطويق المدينة الاستراتيجية من محاور عدة، وقطع كل خطوط الإمداد عن قوات الجيش المحاصرة فيها، كما منعت إيصال المساعدات الإنسانية إلى آلاف من المدنيين المحاصرين هناك.
ومنذ أسابيع، تواصل «قوات الدعم السريع» تقدمها في محاور بالمدينة، وتُكثف من القصف المدفعي على الأحياء السكنية، واستخدام المُسيَّرات، ما أدَّى إلى سقوط أعداد كبيرة من القتلى والمصابين وسط المدنيين والمقاتلين من الطرفين المتقاتلين.
++++++++++++++++++++
حرب السودان.. مهمة جديدة يخوضها ترمب في محاولة لإخمادها
فورين بوليسي: ترامب قادر على إنهاء الحرب في السودان
ترامب وحده قادر على صنع السلام في السودان
ترامب وحده قادر على صنع السلام في السودان. عادةً ما لا تحتل أفريقيا مرتبة متقدمة في قائمة أولويات السياسة الخارجية لأي رئيس أمريكي قادم. ولكن، في تطور نادر من القدر، يبرز السودان الآن كدولة تشتد فيها الحاجة إلى مشاركة الولايات المتحدة، وحيث قد يكون نفوذ واشنطن في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العنصر المفقود الحاسم لإنهاء الحرب الأهلية الحالية في السودان.
على عكس معظم الدول في أفريقيا، لترامب تاريخ طويل مع السودان. ففي عام 2019، اندلعت الثورة الشعبية التي أدت إلى الإطاحة بالديكتاتور السوداني عمر البشير، وأسفرت عن فترة حكم مدنية واعدة، وإن كانت قصيرة. في ذلك الوقت، كان دعم الولايات المتحدة للقوى المؤيدة للديمقراطية متواضعًا، نظرًا لشبكة العقوبات والقيود القديمة المعقدة التي قيدت الدعم الأمريكي. كان من أبرز تلك العقبات استمرار تصنيف السودان كدولة راعية للإرهاب، وهو تصنيفٌ سيء السمعة احتفظت به البلاد منذ أيام استضافتها لأسامة بن لادن في منتصف التسعينيات.
بدأت إدارة ترامب عمليةً معقدةً ومستهلكةً للوقت لإزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، في محاولةٍ لوضع البلاد على مسارٍ نحو تخفيف عبء الديون والتعافي الاقتصادي؛ وأصبح رفع اسم السودان رسميًا في ديسمبر 2020. وتضمنت هذه الجهود تصديقًا من أجهزة الاستخبارات، والتفاوض على اتفاقية تعويضات بقيمة 335 مليون دولار لضحايا الهجمات الإرهابية في الولايات المتحدة، وكسب دعم الكونغرس. كما وعدت بتطبيع العلاقات بين واشنطن والخرطوم بأول تبادلٍ للسفراء منذ 25 عامًا.
ثم، في خطوةٍ لم تكن مفاجئةً بالنظر إلى الماضي، قام وزير الخارجية آنذاك، مايك بومبيو، بزيارةٍ أخيرة إلى الخرطوم ليُشير إلى أن تحقيق السلام مع إسرائيل، من خلال توقيع اتفاقيات أبراهام التي أُعلن عنها مؤخرًا، سيكون ضروريًا أيضًا للمساعدة في تأمين إزالة السودان من قائمة الإرهاب. في تلك اللحظة، رفض القادة العسكريون والمدنيون في السودان، حيث جادل الجانبان بأن الطبيعة الانتقالية لحكومتهما وعدم وجود برلمان قائم لا يمنح أيًا منهما التفويض للدخول في التزامات تعاهدية جديدة.
في النهاية، لم يكن لدى السودان أي نفوذ للمقاومة، واضطر إلى الرضوخ إذا كان لديه أي أمل في التخلص من العقوبات الأمريكية المتبقية. بعد موافقة السودان على شروط وزارة العدل الأمريكية لرفعه من قائمة الإرهاب، أعلن ترامب منتصرًا، في أكتوبر 2020، تطبيع السودان للعلاقات مع إسرائيل كواحدة من ثلاث دول عربية فقط وقعت على اتفاقيات إبراهيم.
لقد كانت صفقة. وكانت نبوءة.
مع عودة ترامب إلى منصبه، يرث ملفًا سودانيًا مختلفًا تمامًا عن الملف الذي سلمه إلى جو بايدن قبل أربع سنوات. إن أمل وتفاؤل الحكومة المدنية الانتقالية في السودان والانتفاضة الشعبية اليوم مدفونان تحت الأنقاض المشتعلة لبلد مزقته قرابة عامين من الحرب. يُمثل السودان الآن أكبر أزمة إنسانية ونزوح في العالم؛ ففي بداية عام 2025، كان أكثر من 30 مليون شخص في السودان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، بينما نزح أكثر من 12 مليون شخص من ديارهم منذ بدء الحرب الحالية في أبريل 2023.
قد لا تلقى الحجة الأخلاقية للاستجابة لمعاناة السودان الجماعية صدى لدى إدارة ملتزمة بتعزيز سياسة خارجية أمريكية أولاً. لكن لواشنطن مصالح استراتيجية ونفوذ غير مستغل في السودان يتجاوز بكثير الخسائر البشرية للصراع، مما يجعل ترامب في وضع فريد للدفع بحلول لإنهاء الحرب.
ربطت إدارة ترامب نفسها عن غير قصد بمصير السودان عندما روّج بومبيو لرحلته الجوية التاريخية الأولى من تل أبيب إلى الخرطوم في عام 2020، بهدف وحيد هو تعزيز السلام مع إسرائيل. واليوم، يبدو أن فريق ترامب يستأنف من حيث توقف، ويوضح خططه لإحياء وتوسيع اتفاق التطبيع التاريخي. على سبيل المثال، صرّح مستشار الأمن القومي مايك والتز الشهر الماضي قائلاً: "مصالحنا الأساسية هي داعش وإسرائيل وحلفاء الخليج العربي". لكن ما هو واضح تمامًا هو أن الإدارة لا تستطيع إحياء اتفاقيات إبراهيم في الوقت الذي تشهد فيه انهيار وتفكك أحد الموقعين الخمسة عليها.
ذلك لأن الصراع في السودان ليس مجرد حرب بين جنرالين متنافسين يتقاتلان على السلطة في البلاد. إنه يُشعل صراعًا أعمق بين حلفاء الولايات المتحدة في الخليج العربي على السلطة والهيبة والثروة والنفوذ في البحر الأحمر والقرن الأفريقي. إن تكلفة هذه المنافسة هي ما يتحمله شعب السودان.
يشمل هذا الصراع الإقليمي دولًا مجاورة مثل مصر، التي لا يزال مصيرها وتاريخها مرتبطين بالسودان، إذ يتشاركان موارد مائية وجودية لنهر النيل والبحر الأحمر. كما يشمل المملكة العربية السعودية، التي لطالما سعت إلى نظامٍ مُذعن في الخرطوم لضمان علاقات ودية وتسهيل الوصول إلى أنواع الصادرات الزراعية والحيوانية التي تحتاجها البلاد. قطر أيضًا طرفٌ فاعل؛ إذ إن استضافة الدوحة سابقًا لمحادثات سلام دارفور ودعمها الصامت للقوات المسلحة السودانية يُعزز سمعتها كشريك موثوق وصانع سلام محتمل.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة