ليست القوى المدنية في السودان بمحتاجةٍ لشهادة براءة من أحد، لا من المجتمع الدولي، ولا من جهات خارجية. فهي لم تلوث يدها بدماء السودانيين، ولم تبارك قاتلاً، ولم تتواطأ مع مجرم. وليست في حاجةٍ لمباركة "البلابسة" وأدعياء الوطنية، فبراءتها تنبع من مواقفها الثابتة، لا من إقرار المعترفين. تقرير مجلس حقوق الإنسان الأممي لم يأتِ سوى مُؤَكِدًا للواضح، ومُسَجِلًا للحقيقة التي عاشها الشارع السوداني: لم تكن القوى المدنية من أشعل فتيل حربٍ عبثية تطحن البشر والحجر. ولم تكن من والى قاتلاً، أو رفع راية طائفة فوق جثث الضحايا. ولم تصفق للبطش، ولم تتغافل أو تتغابى عن جريمة، مهما كان مرتكبها. لقد وقفت حيث يجب أن يقف الضمير الإنساني فهي مع الإنسان وحياته وسلامته. وهذا بالضبط ما لم تقدمه، ولن تقدمه، أيّ من العصابات المسلحة التي لا ترى في السودان وأهله سوى غنيمة ورقعة حرب. فالأرواح التي تُزهق، والبيوت التي تُدمّر، والأحلام التي تُحطم، ليست سوى أرقاماً في حساباتها الدموية.
الخلاصة التي لا مِراء فيها: الدماء تشهد لمن وقف إلى جانبها، والحق يعلو فوق كل تصفيق.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة