تصريحات قائد الجيش اليوغندي.. سياساتنا الهوجاء و دبلوماسيتنا العرجاء ..!
(١) أبان ذروة الإستعداء المتبادل بين البلدين في فبراير ٢٠٠٩ كتبت مقالا تحت عنوان: (تشاد و السودان .. القط و الفأر ) و أقتبس منه ما يلي ((لا احد يغريه وصف الفأر طالما القط هو الطرف الاقوى لكن في افلام الكرتون الشهيرة - توم و جيري غالبا ما ينتهي العرض بخسارة القط . على اية حال لا ادري من منا القط و من الفأر الا ان العلاقة التي تربطنا بالجارة تشاد تجسد ذلك الفلم الكرتوني بامتياز)) ((طالما الدولتان- تشاد و السودان في صراع فمن الطبيعي ان تدعم كل واحدة منهما معارضة الاخرى و هذه الامور من المسلمات.. لكن هنالك حقيقة يجب على اخوتنا في القصر الرئاسي في السودان ان يفهموها و هي ان المعادلة الدولية و الحسابات الاقليمية لا تسمح بقيام نظام موال للحكومة السودانية وخاصة بتركيبتها الحالية في دول الجوار على الاقل في هذه المرحلة........ والي حين الوعي بتلك الحقيقة سنظل في لعبة القط و الفأر)). انتهى الاقتباس...!!
(٢) في١٧ ديسمبر ٢٠٢٤ كتب قائد الجيش اليوغندي و ابن الرئيس موسيفيني الجنرال موهوزي كاينيروجابا يوري موسيفيني؛ على منصة إكس تغريدة مفادهها أنهم ينتظرون تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب أنذاك دونالد ترامب لإحتلال الخرطوم. اعتذرت يوغندا على الفور بطلب من الخارجية السودانية لكن عاود التغريدة في ال٢٣ من الشهر نفسه، قائلاً: سنحتل الخرطوم غدا اذا ما سمح لنا الرئيس اليوغندي ( وهو والده يوري موسيفيني بطبيعة الحال ) بذلك . وهي التغريدة التي نقلها إسكاي نيوز العربية ( و المعادية للسودان) بإبتهاج بالغ. قدم أبناء السودان الذين يقاتلون صفا واحدا كالبنيان المرصوص الكثير من التضحيات ليغيروا الأمور على ارض المعارك قبل أن يلتقي سفير السودان لدي يوغندا ابراهيم احمد جردة قائد الجيش اليوغندي بمكتب الأخير بعنتبي الاول من أكتوبر الحالي ٢٠٢٥؛ حيث أكد الجنرال موهوزي موسيفيني تاريخية العلاقة مع السودان و أهميتها ثم امتنانهم لسماح السودان لهم بملاحقة متمردي جيش الرب داخل الأراضي السودانية قبل سنوات. برغم أن اللقاء كان بمبادرة من قبل السفارة السودانية الا أن التصريح يعد تحول كبير في الموقف اليوغندي على الأقل في ظاهره المهادن (بعمد). تلك التصريحات تكتسب أهميتها عن كونها صادرة من قبل الشخص الأوفر حظا لخلافة والده الطاعن في السن.
(٣) بإعتبار أن اخوتنا أبناء الشريط النيلي هم من يحكمون السودان منذ خروج المستعمر حتى تاريخ يومنا هذا ؛ هل سبق لهم أن سألوا أنفسهم لماذا أتخذت جميع دول الجوار الافريقي و العربي معا( عدا دولة إريتريا و ذلك لحسابات خاصة بها) مواقف معادية إزاء الحرب التي فرضت على السودان في ابريل ٢٠٢٣ ؟ بجانب الاموال الإماراتية التي اغدقت على بعض دول الجوار الفقيرة ماليا و أخلاقيا و فهما للأوضاع الجيواستراتيجية ؛ نحن ندفع ثمن السياسات الهوجاء و الدبلوماسية المعادية تجاه دول الجوار أبان حكم نظام الإنقاذ. لم تسلم دولة إفريقية مجاورة قط من حركة تمرد مدعومة من قبل الحكومة السودانية. حتى منظمة جيش الرب اليوغندي التي كانت تقطع أوصال الاطفال و النساء في قرى شرقي يوغندا و الكونغو و جنوب السودان والتي تحدث عنها الجنرال موهوزي موسيفيني بإمتنان مصطنع تجاه السودان كانت تحت الرعاية الكاملة من قبل حكومة البشير . أي أننا اليوم نجني ثمار ما زرعه البشير و زمرته. السؤال الذي يثور لماذا انتهجت النخبة النيلية الحاكمة سياسات معادية تجاه دول الجوار؟ الاجابة ببساطة هي محاولات بائسة لإشعال حدود تلك الدول بالنزاعات و التوترات بغية حرمان المجموعات الإثنية الممتدة أو المتاخمة لها في الجانب السوداني من مجرد التفكير في العيش بشيء من العدالة و الانصاف داخل حدود وطنهم السودان . (٤) من المفارقات التي لا يمكن حدوثها في اي بلد غير السودان؛ أن يحمل من ولد بمعسكرات النزوح و اللجوء السلاح ليكون في خندق واحد مع من تسبب في إجبار والديه للذهاب الى تلك المعسكرات و ذلك للدفاع عن وحدة تراب بلادهم و صون كرامة أهلهم. ذلك التلاحم هو ما كسر شوكة التمرد. التمرد الذي في الأصل صنعه حليف معركة الكرامة اليوم لإفناء والدي ربيب معسكرات المعاناة و الذي يشاطره الخندق للإبقاء على رقعة السودان في خارطة بلدان هذا الكوكب. برغم الخلفية الجهوية و التفكير الجمعي المشترك؛ الا ان الفريق أول عبدالفتاح البرهان أفضل من سابقه عمر البشير. مأخذنا على الأخ البرهان تنحصر في عدم إستخدامه للقوة المفرطة في ردع المليشيا المتمردة في بواكير التمرد، بجانب أنه مراوغ بشكل مخيف، الا أن الرجل يتسم بالذكاء و الشجاعة و التريث ، على نقيض المشير عمر البشير المعروف عنه الجبن و التسرع و السطحية القاتلة. المؤكد لو كان البشير في موضع البرهان ايام سقوط معظم أجزاء الخرطوم لهرب و طلب اللجوء لدي العربية السعودية أو تركيا.
(٥) برغم الموبقات التي اقترفها بعض كبار الإسلاميين ( و ليس الشباب الملتزم ) بحق الوطن و انسانه؛ منها آفة الدهر - صناعة مليشيا الجنجويد. الاستعانة بالأوباش المجرمين لقتل حفظة القرآن في أطراف السودان، تعميق الشرخ الإجتماعي بين المكونات الإثنية، نهب المال العام ؛ الا ان هذا السودان لن يبقى و لا يتقدم شبرا واحدا دون مشاركة الشباب الإسلامي في صنع القرار الوطني . و هم يخضون اليوم اشرس المعارك مع رفقائهم في الجيش و القوات المشتركة و قوات درع السودان و القوات الخاصة و المقاومة الشعبية. في خضم تقدم قواتنا الوطنية المنضوية تحت قيادة الجيش على الأرض أمام الهزائم المتلاحقة التي تلحق بالمليشيا المتمردة ؛ علينا بالتفكير لتغيير سياساتنا الداخلية الإقصائية و الخارجية العدائية ذلك من أجل غد افضل لنا و للعالمين من حولنا ..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة