|
Re: النخبة العسكرية في السودان – فساد السلطة (Re: Mustafa Eisa)
|
الفصل الأول: نشأة الدولة وتدخل الجيش في السياسة
إرث الاستعمار: تأسيس الجيش السوداني وفق مصالح بريطانية – مصرية.
الانقلاب الأول (1958): بداية عسكرة الدولة بقيادة الفريق إبراهيم عبود.
العسكر كمنقذين: خطاب دائم يبرر الانقلابات على أنها "تصحيح للمسار". الإرث الاستعماري وبذور عسكرة الدولة
الحكم الثنائي (الإنجليزي–المصري) ترك دولة هشة، فيها جيش مُنظَّم نسبيًا لكنه بلا مؤسسات مدنية قوية.
اعتمد الاستعمار على القوات السودانية (قوة دفاع السودان) كأداة أمنية، بينما أهمل التعليم والتنمية السياسية.
عند الاستقلال 1956، كان الجيش مؤسسة أكثر انضباطًا من الأحزاب المدنية، مما شجع العسكريين على اعتبار أنفسهم الأجدر بقيادة الدولة.
ضعف الحكومات المدنية بعد الاستقلال
الحكومات الأولى (1956–1958) واجهت انقسامات حزبية بين الأمة والاتحاديين، وصعوبات في إدارة الجنوب.
البرلمان انشغل بالصراع الحزبي أكثر من بناء الدولة.
الأزمة الاقتصادية (انخفاض أسعار القطن) جعلت الحكومة تبدو عاجزة أمام الرأي العام.
انقلاب 1958: البداية الرسمية
الفريق إبراهيم عبود برر الانقلاب بأنه "حماية الوطن من الفوضى الحزبية".
تم حل البرلمان، تجميد الأحزاب والنقابات، وفرض حالة الطوارئ.
عبود حاول التركيز على مشاريع اقتصادية (سدود وزراعة)، لكنه واجه تصاعد المعارضة خصوصًا من الجنوب والطلاب.
هذا الانقلاب أرسى قاعدة: الجيش هو الحكم عند كل أزمة سياسية.
الفصل الثاني: دور النخبة العسكرية في إجهاض الديمقراطيات
إسقاط حكومة الأحزاب (1969, ، 1969، 1958).
تكرار الدورة: ثورة شعبية ➝ انتقال ديمقراطي هش ➝ انقلاب عسكري.
هيمنة العسكر على السلطة: رفض التداول السلمي للحكم. انقلاب مايو 1969 بقيادة جعفر نميري
جاء على خلفية ضعف حكومة الأحزاب بعد ثورة أكتوبر 1964.
نميري تحالف بداية مع الشيوعيين ثم انقلب عليهم لاحقًا، ليؤكد أن العسكر يستخدمون الأحزاب كأدوات ثم يتخلصون منها.
قام بتأميمات واسعة في الاقتصاد (مستوحاة من التجربة الناصرية)، لكنها فشلت في تحقيق الاستقرار.
لجأ لاحقًا إلى الإسلاميين في الثمانينيات، مما يوضح براعة النخبة العسكرية في تبديل التحالفات للبقاء في السلطة.
انقلاب 1989 بقيادة عمر البشير
تم بتنسيق مع الجبهة الإسلامية القومية (حسن الترابي).
أُعلن قيام "ثورة الإنقاذ الوطني" التي مزجت بين الحكم العسكري والأيديولوجيا الإسلامية.
استخدم النظام الجديد "اللجان الشعبية" والأجهزة الأمنية لفرض رقابة كاملة على المجتمع.
تم تدمير النقابات المستقلة، قمع المعارضة، وإشعال الحروب في الجنوب ودارفور.
نتائج متكررة عبر العقود
كل تجربة ديمقراطية قصيرة (1956–1958، 1964–1969، 1985–1989) أُجهضت عبر انقلاب عسكري.
الحجة المتكررة للعسكر: إنقاذ البلاد من الانقسام الحزبي أو الفوضى.
النتيجة الفعلية: تكريس سلطة ضيقة، فساد اقتصادي، إضعاف الدولة، وانفجار النزاعات الأهلية
| |

|
|
|
|
|
|
|