في مشهد يعكس تعقيد الوضع السوداني، تتصاعد الدعوات من أطراف موالية للإسلاميين لإقالة رئيس الوزراء كامل إدريس، مستغلة زيارته الأخيرة للمملكة العربية السعودية وما رافقها من انتقادات. هذه الدعوات ليست عشوائية، بل هي جزء من استراتيجية مدروسة لتيار الإخوان المسلمين لاستعادة النفوذ والسيطرة على مقاليد الحكم. الهيمنة الخفية في بورتسودان: العاصمة البديلة تحت السيطرة تشير التقارير إلى أن الإسلاميين يسيطرون بشكل تدريجي على مفاصل الدولة في بورتسودان، العاصمة الإدارية البديلة للخرطوم. هذا التمدد لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج تحالفات خفية مع أجنحة داخل المؤسسة العسكرية، تسمح لهم بإدارة دفة الأمور من خلف الكواليس. الأسئلة المطروحة الآن: هل يدرك القادة العسكريون، وعلى رأسهم البرهان، خطورة هذا التمدد؟ أم أن تحالفات سرية مع الإسلاميين تمنعهم من التصدي لهذه المحاولات؟ فشل حكومة "الأمل": بين الطموحات والواقع المر حكومة الدكتور كامل إدريس، التي جاءت تحت شعار "إنقاذ ما يمكن إنقاذه"، لم تستطع تحقيق الإنجازات المرجوة رغم النوايا الحسنة. الأسباب تعود إلى: غياب الرؤية الواضحة: افتقدت الحكومة لخطة عمل واضحة وقابلة للتنفيذ في ظل الظروف المعقدة. الولاءات المتضاربة: وزراء يحملون ولاءات متعددة خارج إطار الحكومة، مما عرقل عملها. الفساد الهيكلي: مؤسسات الدولة تعاني من تفشي الفساد، مما حال دون تنفيذ أي إصلاحات جذرية.
التحديات الدولية- فشلت الحكومة في كسب دعم دولي حقيقي بسبب انعدام الثقة في قدرتها على الاستمرار. الدعوة لتعيين دفع الله الحاج: حل أم استسلام؟ الدعوة لتعيين السفير دفع الله الحاج رئيساً للوزراء تطرح تساؤلات حول جدواها:
هل يمثل الحاج حلاً توافقياً قادراً على تجاوز الأزمات؟ أم أن اختياره يمثل استسلاماً لضغوط الإسلاميين ورغبتهم في وضع شخصيات قريبة منهم في مواقع القيادة؟
المخاطر القائمة- سيناريوهات مستقبلية استمرار التمدد الإسلامي: في حال عدم وجود رادع، قد يتمكن الإسلاميون من السيطرة الكاملة على الدولة بشكل غير مباشر.
تصاعد الصراع الداخلي- قد يؤدي استمرار التمدد الإسلامي إلى تفجير صراعات داخل التحالف الحاكم نفسه.
انهيار الدولة- استمرار الأزمات دون حلول حقيقية قد يدفع بالبلاد نحو الانهيار الكامل.
الخيارات المتاحة: بين الإنقاذ والانهيار إصلاح حقيقي- تشكيل حكومة كفاءات حقيقية ذات رؤية واضحة وخبرة عملية. مواجهة الإسلاميين- كشف وتحجيم محاولاتهم للسيطرة على مؤسسات الدولة. دعم دولي حقيقي- بناء تحالفات إقليمية ودولية داعمة لاستقرار السودان.
السودان على مفترق طرق السودان يقف عند منعطف خطير، والخيارات المتاحة محدودة. إما المضي نحو إنقاذ ما تبقى من الدولة عبر إصلاح حقيقي ومواجهة جادة لمحاولات الهيمنة، أو الاستسلام للواقع المر والانجراف نحو الانهيار الكامل. الوقت ليس في صالح السودان، والقرارات المصيرية يجب أن تتخذ الآن قبل فوات الأوان.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة