استقبلت جامعة الجزيرة اول دفعة طلاب في ١٩٧٨. كان العدد حوالي ٤٠٠ طالب تم توزيعهم على ٤ كليات في ٥ كليات أساسية بدأت بهم الجامعة. كانت كليات الجامعة هي : الاقتصاد و التنمية الريفية. العلوم الزراعية العلوم الصحية. العلوم و التكنولوجيا.
كانت الكلية الخامسة هي الكلية الإعدادية و التي يبدأ بها جميع طلاب الجامعة الحياة الجامعية. حيث يقضي طلاب : الاقتصاد ، الزراعة ، و الطب بها فصلين دراسية. بينما يقضي بها طلاب التكنولوجيا ٤ فصول دراسية.
لعبت الكلية الإعدادية دورا محوريا مهما في تأهيل طلاب الجامعة للدراسة الجامعية. كانت اللغة الانجليزية و الرياضيات صاحبة اكبر عدد من ( الساعات المعتمدة) في هيكل الكلية الإعدادية الدراسي. تكون الهيكل الدراسي للغة الانجليزية أقسام اللغة المهمة: * communication skills * composition * research and learning skills
بينما تكون الهيكل الدراسي للرياضيات الأقسام المهمة:
* algebra * calculus * geometry * set theory
فاتني القول ان الجامعة هي اول جامعة تعتمد نظام الفصول الدراسية ( السمستر) نظاما اكاديميا للجامعة. وكان التطبيق صارما من حيث حساب ال GPA و الانزارات الأكاديمية و حتى الفصل من الجامعة اذا استنفذ الطالب كل الفرص المتاحة له للحصول على ال GPA المطلوب.
امر آخر انفردت به الجامعة : حيث كانت الجامعة تصمم المقررات الدراسية من اجل ( مخرجات) محددة مطلوب تحقيقها من المقرر و ليس من اجل ( الغرض)
course learning outcomes Rather than Course objectives
09-09-2025, 05:27 PM
Zakaria Fadel Zakaria Fadel
تاريخ التسجيل: 01-24-2013
مجموع المشاركات: 2288
اول اختبار تعرضت له الجامعة ( بحكم تفردها في تسميات الكليات و التخصصات) كان على يد طلابها أنفسهم. ماتعرضت له الجامعة ( من مضايقات) كشف بكل وضوح صعوبة احداث تغيير في السودان. اي خروج ( عن المألوف) كان يجابه ب ( حرب شعواء) من الحرس القديم ( الذي اعتادوا نمط معين ) تمت وراثته منذ زمن الاستعمار. كان وجود تخصص للتنمية الريفية ( ضمن تخصصي الاقتصاد و المحاسبة ) في كلية الاقتصاد امر غير مألوف. كان الاهتمام الكبير بالبيئة و طب الأسرة في كلية الطب ( والتي سميت بكلية العلوم الطبية) امر غير مألوف. كان الاهتمام الكبير بتكنولوجيا الاغذية و تطبيقات الفيزياء و الكيمياء و علوم الأجهزة و الالكترونيات في كلية العلوم والتكنولوجيا امر غير مألوف.
الكلية الوحيدة التي نشأت على نمط مألوف بالجامعة كانت كلية الزراعة ( هذا الأمر كان مرده لوجود كادر سوداني من حملة الدكتوراة داخل السودان بكثافة كبيرة و في محيط الجامعة نفسها بمدينة ود مدني حيث البحوث الزراعية و مشروع الجزيرة).
و كانت المواجهة بين الطلاب و إدارة الجامعة ( عاصفة) بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
09-09-2025, 06:34 PM
Zakaria Fadel Zakaria Fadel
تاريخ التسجيل: 01-24-2013
مجموع المشاركات: 2288
صمدت إدارة الجامعة في وجه المقاومة العنيفة من الطلاب. تخللت فترة الصراع تلك باضرابات ادت لتوقف الدراسة بالجامعة عدة مرات. كان صمود الإدارة أمرا ( remarkable) . ولكن لم يدم ذلك الصمود في وجه طلاب الطب كثيرا. أدى انحياز بعض الاطباء الذين كان ( يمارسون) التدريس في الكلية إلى جانب الطلاب إلى توقف الدراسة في عام ١٩٨٢- ١٩٨٣ لفترة طويلة بعض الشئ انعقد في تلك الفترة مؤتمر كبير لبحث تحديد هوية و مسار كلية العلوم الطبية. نجح على اثره الطلاب في جعل الكلية نسخة من كلية طب جامعة الخرطوم ( مع اختلاف في هيكلة المقررات و بدء العمل - سريريا- و عدد سنوات الدراسة و الاحتفاظ بالنهج الأكاديمي - نظام السمستر- مع افراغه من محتواه...الخ)
اما في الاقتصاد كان لوجود أساتذة في قامة بروفسور علي محمد الحسن و بروفسور علي عبد القادر كافيا القناع الطلاب انهم في ايد أمينة تعرف ماذا تفعل و لذا كانت ثقة الطلاب فيهم كبيرة جدا فكانت الكلية على قدر كبير من الاستقرار.
اما عن ( كليتي) العلوم و التكنولوجيا....هنا مربط الفرس. كان الصراع على أشده بين الإدارة و الطلاب ( كان لي دور ما في جانب الطلاب)... تمخض الصراع عن اضراب أدى لتوقف الدراسة لفترة ما. و اسمحوا لي أن اسرد بعض التفاصيل و التي قد توضح لماذا كان فشل الطلاب هنا ( عكس طلاب الطب) فيه خير كثير للطلاب أنفسهم و للسودان برمته.
09-09-2025, 07:16 PM
Zakaria Fadel Zakaria Fadel
تاريخ التسجيل: 01-24-2013
مجموع المشاركات: 2288
كانت كلية العلوم و التكنولوجيا بكل المقاييس أمرا جديدا و غير مألوف في البلاد. نعم كان هناك معهد الكليات التكنولوجية ( جامعة السودان حاليا) في البلاد. ولكنه كان يدعم البلد بكوادر فنية ( تعمل تحت قيادة خريجي البكالوريوس. كان به تخصصات للكيمياء و الفيزياء و الالكترونيات و المحاسبة و الأشعة و البصريات ...الخ.
في البدء دعوني أوضح ان الكلية أنشأت بواسطة لجنة خبراء في التعليم العالي جميعهم كانوا انجليز ( بدعم كامل من اختيار للاعضاء و تحمل كل التكلفة المالية بواسطة المجلس البريطاني ( British Council ) في السودان. هؤلاء الخبراء هم من وضعوا المنهج الدراسي للكلية و التخصصات و اختيار أساتذة على قدر كبير من الخبرة بل وحتى اختيار ( فنيين) اجانب جميعهم كان يتحمل نفقاتهم و مخصصاتهم المجلس البريطاني مع وجود مكون مادي محلي للمعيشة و توفير السكن بواسطة الجامعة. قرر الخبراء قيام تخصصات ثلاث لبداية. * قسم الفيزياء التطبيقية و الالكترونيات و الأجهزة. * قسم الكيمياء التطبيقية و تكنولوجيا الكيمياء. * قسم تكنولوجيا الغذاء و السكر.
وقد مول المجلس البريطاني وفود أساتذة اجانب للاقسام الي جانب أساتذة لتدريس طلاب الكلية في الاعدادية في مجال : الرياضيات و الفيزياء و الكيمياء و اللغة الانجليزية ( جميعهم من لهم خبرة طويلة في التدريس في جامعات بريطانية و فني من الجنسية الهولندية كان متخصصا في الالكترونيات و الأجهزة.
09-10-2025, 03:09 AM
Zakaria Fadel Zakaria Fadel
تاريخ التسجيل: 01-24-2013
مجموع المشاركات: 2288
( اول إدارة) فعلية للجامعة كانت تحت قيادة بروفسور محمد عبيد المبارك. وانا هنا اقول إدارة فعلية لان الجامعة كان مقرر ان يقودها شخص آخر عندما صدر قرار تأسيس الجامعة في ١٩٧٥ و لكن تم تغييره قبل استقبال اول دفعة ( ربما بعامين). بروفسور عبيد ( رحمه الله) كان رجلا مدفوعا ( لاحراز) نتائج... لا يكتفي بحث الجميع على العمل بل يريد أن يرى ( نتيجة) العمل امام ناظريه. استغل علاقاته المحلية و الاجنبية جيدا جدا. وبالرغم ان الجامعة كانت ( قطاع عام) الا انه ادارها و كأنها ( قطاع خاص). كان للجامعة حساب مالي ( مستقل تماما) في احد مصارف انجلترا. سمحت حكومة السودان لإدارة الجامعة باستخدام ذلك الحساب ( في الإيداع و السحب) دون الرجوع للبروقراطية الحكومية فيما يتعلق بحسابات المؤسسات العامة المصرفية. صحيح ان ذاك الأمر لم يكن مستقيما و لكن ( نزاهة) بروفسور عبيد نفسه ( عصمت) ذلك الحساب من ان يتم التلاعب فيه. ( المدير الذي عين بعد استقالة بروفسور عبيد كان اول قرار له هو جلب ذلك الحساب تحت إشراف وزارة المالية و بالتالي إيقافه فعليا).
مكن ذلك الحساب المالي ( المستقل) و الذي كان يستقبل دعما مقدرا من شخصيات خليجية عامة و شخصيات سياسية بارزة و رجال اعمل محليون...مكن ذلك الحساب من تغطية المصاريف الباهظة التي تتطلبها تكلفة انشاء جامعة وفي زمن وجيز. صحيح ان الجامعة ورثت مبان كلية ناصر الطبية في مدينة ود مدني و التي كانت عبارة عن عقارين ( مبنى ذو طابقين تم تاهيله ليصبح مكتبة فوقها قاعة رئيسية سميت MLT ... و المبنى الآخر كان عبارة عن معمل طبي تم تاهيله ليصبح أيضا يحوي معمل الكيمياء)... ابتدأ العمل رسميا في الإنشاءات عام ١٩٧٦ في موقعين : الاول : موقع يضم مبان و معامل الكلية الاعدادية و هو بمدينة ود مدني بالقرب من مستشفى ود مدني و اطلق عليه مبنى الاعدادية. الثاني: موقع كان من المفترض أن يضم كليات الجامعة الأربع و هو بمنطقة النشيشيبة على محيط ود مدني حيث منحت الجامعة مساحة ضخمة جدا لاحتواء كل المباني التي تحتاجها الكليات اضافة لمزرعة الجامعة. وقد كان لل ( Robust) ستايل في الإدارة من جانب بروفسور عبيد ان نجحت الجامعة في اضافة مبنى من ثلاث طوابق حوى ٤ قاعات دراسية و ٢ معمل كبير و عدد كاف من مكاتب لهيئة التدريس . تم إنشاء مبنى ارضي كبير يحوى كافتيريا للطلاب تحيط بها مكاتب لإدارة شؤون الطلاب و أخرى لإدارة شؤون العمال بالجامعة تحت إشراف و تنظيم ما سمى بادارة الخدمات بالجامعة. تم بناء مبنى ضخم اخر من ثلاث طوابق يبعد قليلا عن المبان الأخرى واستخدم ذلك المبنى كداخلية للطلاب ( تم تأجير منزل كبير جدا لإسكان طالبات الدفعة الأولى بالقرب من مدرسة مدني بنات و التى كانت تجاور موقع الاعدادية) في محيط الداخلية أيضا تم بناء مبنى ضخم ذو طابقين كان القسم الأرضي منه ( سفرة) للطلاب و الطالبات ( نعم كانت السفرة مختلطة) و القسم العلوي كان صالة ترفيه للطلاب بها تجهيزات لرياضة تنس الطاولة و طاولة بلياردو و تلفزيون و أدوات تسلية ( عادة ما يولع بها الشباب)
في نفس التوقيت كانت الإنشاءات قد بدأت أيضا في موقع النشيشيبة.
09-11-2025, 02:55 AM
Zakaria Fadel Zakaria Fadel
تاريخ التسجيل: 01-24-2013
مجموع المشاركات: 2288
جاءت اول دفعة بالجامعة قدمت الجامعة نفسها للسودان برمته ك ( حاملة لواء تجديد في التعليم العالي) كان التعليم العالي حينها يضم : جامعة الخرطوم : جامعة القاهرة ( فرع الخرطوم) : الجامعة الاسلامية: الأحفاد ( للنساء) : جامعة جوبا ( انضمت عام ١٩٧٧ للركب) ...ثم معهد الكليات التكنولوجية و توابعه.
انضمت الجامعة للركب. ولكنه كان انضماما ( مختلفا)... * تخصصات جديدة ( لم يعهدها السودان) و كلية مختلفة تماما عن باقي الكليات في البلاد. * نظام اكاديمي جديد كليا لم يشهده السودان من قبل. * هيكلة جديدة للتدرج التعليمي مختلف تماما حيث كل طلاب الجامعة يدرسون في كلية واحدة اول أعوام في المسيرة. * نظام إشراف اكاديمي للطلاب لم يعيده التعليم العالي في السودان. * الاهتمام بالمجتمع كان رأس الرمح رسم سياسة الجامعة الوليدة.
جاءت اول دفعة للجامعة و وجدت ان إدارة الجامعة قد نجحت في : * تهيئة المقر بصورة لائقة نسبيا ( صحيح ان الطلاب كان يدرسون و معدات البناء تمارس عملها) ولكن كانت احتياجات اول دفعة من قاعات و معامل و سكن و طعام و ترفيه شبه مكتملة. * تم ابتعاث عدد كبير جدا من خريجي جامعة الخرطوم المتميزين للدراسة بالولايات المتحدة الأمريكية و المملكة المتحدة لنيل درجات عليا خاصة في التخصصات الجديدة التي تقدمت بها الجامعة. * تم ابتعاث عدد ( قليل نسبيا) من طلاب الصف الثاني من كلية العلوم بجامعة الخرطوم ( بعد ال intermediate ) إلى بريطانيا ( تحديدا) لنيل البكالوريوس في ( العلوم التطبيقية) و من ثم مواصلة التحضير للدرجات العليا في هذا المجال. * كانت المعاملة بين الاساتذة و الطلاب و بين الطلبة و الطالبات على درجة عالية من الانسجام كان يتشاطرون قاعة واحدة للطعام ...الخ.
و نسبة ل ( حداثة) الجامعة نشطت إدارة الجامعة في توفير كوادر ( مختلفة) من نوعية الاساتذة. و نجحت ( بمعاونة مقدرة من المجلس البريطاني و مؤسسة فورد الأمريكية) في تمويل وفود أساتذة اجانب ذوي خبرة طويلة في التدريس الجامعي ليعملوا بالجامعة لدرجة توفير ( native speakers) في اللغة الإنجليزية أحدهم لتدريس اللغة الانجليزية بصورتها العامة و الآخر لتدريس ال ( Scientific English) وقد كان الاهتمام باللغة الإنجليزية كبيرا جدا في الكلية الاعدادية من ناحية عدد الساعات المعتمدة و وجود أساتذة ذوي خبرة واسعة.
09-11-2025, 06:44 AM
Zakaria Fadel Zakaria Fadel
تاريخ التسجيل: 01-24-2013
مجموع المشاركات: 2288
بالرغم مما سبق ...لم تكن الحياة ( وردية) في الجامعة بعد وصول اول دفعة. في اعتقادي ان أكبر خطأ ارتكبته إدارة الجامعة ( و ساسة التعليم العالي ككل) انهم لم يجلسوا مع طلاب الجامعة لتوضيح فلسفة و ( رؤية) الجامعة. والخطأ الأكبر ان التعليم العالي يضع مسميات للكليات ( تتماشى) مع ماهو سائد في الجامعات الموجودة و على رأسها جامعة الخرطوم متجاهلا امرين مهمين: الاول : اتساق ما يكتبه التعليم العالي في وثائقه مع المسمى الذي ارتضته الجامعة لكلياتها. والثاني : هو استصحاب الاجسام المهنية ( مثل المجلس الهندسي او الطبي ...الخ) في فهم و استعياب هذه الكليات الجديدة.
هذا الخلط هو الذي أوقع اكبر الصدامات بين الطلاب و إدارة الجامعة
09-11-2025, 11:11 AM
Zakaria Fadel Zakaria Fadel
تاريخ التسجيل: 01-24-2013
مجموع المشاركات: 2288
في ابريل عام ١٩٨٠ جلسنا لامتحان الشهادة السودانية. وقتها استمارة القبول ( فيها الرغبات) تملأ قبل الامتحان. كانت الاستمارة وقتها مصممة بحيث يرمز لجامعة الجزيرة ب G جامعة الخرطوم ب K و جامعة جوبا ب J كتب لنا في الاستمارة ان هناك كلية طب و هندسة بالجزيرة . مما يعني ان هناك عمودين امام كلية الهندسة و الطب أحدهما تكتب فيه خيارك الاول اما J او K تم ملأ الاستمارة على هذا الأساس. فوجئنا عندما دخلنا جامعة الجزيرة بأن لجنة معاينة الجزيرة تخبرك بكل وضوح: ليس عندنا كلية اسمها الهندسة توجد كلية اسمها العلوم و التكنولوجيا. ليس عندنا كلية اسمها كلية الطب توجد كلية اسمها العلوم الصحية.
هذا الامر خلق confusing كبيرا وسط الطلاب. بعضهم قدم استقالته على الفور. و البعض قرأ فصل دراسي واحد ثم استقال ( منهم عبد الرحمن الغالي بتاع حزب الأمة و الذي استقال من طب الجزيرة ليلتحق بصيدلة الخرطوم. اما البقية ( خاصة في الكليتين) فقد دخلا في صراع كبير مع إدارة الجامعة.
09-12-2025, 05:17 AM
Zakaria Fadel Zakaria Fadel
تاريخ التسجيل: 01-24-2013
مجموع المشاركات: 2288
كان الصراع بين الإدارة و الطلاب محتدما. اغلقت الجمعة بسببه ( و بسبب صراع الطلاب مع مايو عام ١٩٨٢) لعدة مرات. كما اسلفت لم يدخل طلاب كلية الاقتصاد التنمية الريفية في الصراع لوجود two powerhouse ( علي محمد الحسن و علي عبد القادر) كلية الزراعة لم تدخل أيضا في صراع مع الإدارة نسبة لوجود عدد كبير جدا من الاساتذة بالكلية و وجود محطة البحوث الزراعية و مشروع الجزيرة في محيط الجامعة الأمر الذى أدى إلى وجود كلية مكتملة الأركان: أساتذة ، بنية تحتية من قاعات و معامل ، وكل الدعم الفني.
الصراع بدأته كلية العلوم و التكنولوجيا و التي كانت تعاني من نقص مريع في الاساتذة و البنية التحتية ( معامل تحديدا). هذ الصراع ( has been picked up by) كلية الطب ( او العلوم الصحية وقتها). الاختلاف الجذري بين أطراف الصراع في الكليتين تمثل في ( تدخل) أساتذة كل كلية في الصراع. ونبدأ بكلية الطب: كان أكثر من ٩٥% من أساتذة كلية الطب من خريجي كلية الطب جامعة و عدد ( ليس بالكثير منهم) تلقى دراسات عليا ( per se) تؤهله ليكون استاذا جامعيا. الكلية أيضا لم تكن تعاني نقصا كبيرا في الاساتذة ( حتى الذين ابتعثوا و لم يرجعوا للجامعة كان هناك عرض كبير في السودان لتغطية النقص. كان من الواضح أن فلسفة الكلية التي وضعت عند اصدار قانون الجامعة لم تكن مقبولة ( او مفهومة) لدى غالبية هؤلاء الاساتذة. الأمر الذي أدى لوقوف حوالي ٩٩% من الاساتذة في جانب الطلاب لتغيير اسم الكلية ( إلى كلية الطب) وفي ان تصبح نسخة شبيهة من كلية الطب بجامعة الخرطوم ( وفي مؤتمر حضره ساسة و اكاديميون و المجلس الطبي أثناء فترة توقف الدراسة إبان احداث ١٩٨٢، رفعت إدارة الجامعة الراية البيضاء و رضخت لضغط الاساتذة و قبيلة الاطباء عموما و على رأسهم المجلس الطبي و الذين أرادوا كلية يعرفونها لا كلية يجب أن يفهموها و تم تغيير فلسفة الكلية مع حفظ ماء وجه إدارة الجامعة في الاحتفاظ ببعض خصوصية الجامعة فيما يتعلق بالكلية).
وعندما عدنا بعد فترة التوقف فوجئنا بالتغيير الذي تم. وكانت فرحة الطلاب في الكلية لا توصف.
ثم نات للصراع بين الإدارة و طلاب كلية العلوم و التكنولوجيا
09-12-2025, 11:35 AM
Zakaria Fadel Zakaria Fadel
تاريخ التسجيل: 01-24-2013
مجموع المشاركات: 2288
في البدء لابد من الإشارة إلى أن صراع طلاب كلية العلوم و التكنولوجيا مع إدارة الجامعة بدأته الدفعة الثالثة والتي دخلت الجامعة في ٢٥ نوفمبر ١٩٨٠. و منبع الصراع كان في استمارة القبول لدخول الجامعات في ١٩٨٠ و الذي ذكر بكل وضوح وجود كلية هندسة في الاستمارة. وطريقة التقديم و التي أجبرت الطلاب على وضع كليات الهندسة في الخرطوم و الجزيرة قبل ( على سبيل المثال) كلية المعمار في جامعة الخرطوم. مما يعني ان الطلاب الذين كانوا يحق لهم ولوج كلية المعمار و كتبوا هندسة الجزيرة في الصف الأول مع هندسة الخرطوم تم قبولهم مباشرة لجامعة الجزيرة دون النظر الى الصف الثاني في الرغبات ( شخصيا انا متأكد ان احد منسوبي الدفعة الثالثة كان يحق له الدخول لمعمار الخرطوم اذا لم تكتب هندسة الجزيرة في صف واحد مع هندسة الخرطوم كان البوكسنق للهندسة في الخرطوم ٢٣٧ و كان المعمار في الخرطوم ٢٣٥ بمعنى ان كل الذين احرزوا ٢٣٥ او اكثر اختيروا مباشرة للجزيرة اذا تخطاهم القبول للهندسة في الخرطوم و الادهى و الأمر أن اكثر من ٩٠% من طلاب الدفعة الثالثة كان يحق لهم القبول في هندسة الخرطوم عام ١٩٨١ اذا تقدموا باستقالاتهم من الجزيرة فورا لان البوكسنق للهندسة في الخرطوم كان قد تدنى ل ٢٣١ في ١٩٨١).
كانت جامعة الجزيرة قد قبلت حوالي ٤٠ طالب في الدفعة الثالثة ولكن في أول عام كان العدد قد تقلص ل ٢٨ بفعل الاستقالات الفورية و امتداد فترة الصراع مع إدارة الجامعة. إطالة الصراع و دور الاساتذة و ال mobilisation الذي تم لبقية طلاب الكلية سيكون هو موضوع البوست التالي.
09-13-2025, 05:14 AM
Zakaria Fadel Zakaria Fadel
تاريخ التسجيل: 01-24-2013
مجموع المشاركات: 2288
محور الصراع بالنسبة لنا كطلاب ( is very simple). الإدارة التعليمية في البلاد ادخلتنا ( او قبلتنا) في كلية هندسة بجامعة الجزيرة. و جامعة الجزيرة اخبرتنا بأن ليس لديها كلية اسمها هندسة ، الكلية بها اسمها العلوم و التكنولوجيا. من الذي قرر بأن الكلية في الجزيرة اسمها هندسة ( وهو امر خاطئ تماما من ناحية الاسم على الاقل). ولماذا لم يتنبه احد في الجامعة لنشر هذه المعلومة الخاطئة؟
كل هذه الأفكار و الأسئلة طرحناها و بكل قوة على منسوبي الجامعة و الذين جلسوا معنا نحن طلاب الدفعة الثالثة في اجتماعات متعددة . بالنسبة للجامعة فقدان دفعة كاملة في بداية مسيرة الجامعة امر في غاية الخطورة على مستقبل الجامعة. ولذا وجه بروفسور عبيد ( مدير الجامعة ) كل طاقته لحسم هذا الموضوع. وبدأ في إدارة ( معركة استمالة) بينه و بين الدفعة. وكان السلاح الوحيد المتوفر له هو ( الاساتذة). ولما كان توفر عنصر أساتذة سودانيين بالكلية ضعيفا ، كان عليه الاعتماد على الاساتذة الأجانب. ورغم انها كانت ( رمية من غير رام) كما يقال، اتجه إليها مدير الجامعة مجبرا... الا انها ( تقريبا) أنقذت الجامعة و أعطت درسا للإدارة التعليمية في البلاد ( والتي كانت تجهل تماما الصورة العامة لرسم سياسة جادة نحو اهمية مؤسسات التعليم العالي في مسيرة و مستقبل البلاد). بدأت محاولات الاساتذة الأجانب معنا منذ الفصلين الدراسيين الأولين. كان Michael Robertshaw استاذ الرياضيات بالكلية الاعدادية و Angus Smith استاذ الفيزياء بالكلية الاعدادية و Colin Butt استاذ اللغة الإنجليزية بالكلية الاعدادية هم الذين اوكلت لهم عملية ( الاهتمام) بنا و كانت لهم نقطة واضحة ( كثيرا ما رددوها لنا ) في جلسات خاصة. ( كانت الاستراتيجية المتبعة من جانبهم هو عدم قيام اجتماعات رسمية بل التحدث معنا كثيرا قبل و بعد كل محاضرة ). وقد ذكر ( لاحقا) استاذ مهم في إدارة الجامعة وقتها ( بعد عدة سنوات) ان هؤلاء الاساتذة الأجانب وجهوا النقاش نحو نقطة مهمة غابت عن كل العناصر السودانية. ( نحن كطلاب صغار في السن و التعليم و الخبرة وقتها كان لنا العذر في عدم الانتباه لها). كان مايكل روبرتشو يقول لنا بكل وضوح ان ( كل الهندسة) ليست تلك في جامعة الخرطوم. وكان كولين بط يؤكد خطأ التعليم العالي و يؤكد لنا تقصير الجامعة في إعداد كليتنا ( الهندسية) الاعداد الذي يتناسب مع إدارتها. بينما كان انقس سميث أكثرهم تفاؤلا بأن الكلية ستنجح. وبعد شد و جذب و تداخلات واسعة من جانب كل طلاب الكلية في الصراع و مواجهات صارمة قالها الجسم النقابي لطلاب الكلية ( رابطة طلاب كلية العلوم و التكنولوجيا) نجح مدير الجامعة ( بتخطيط من عصبة الاساتذة الأجانب و عميد الكلية و الذي كان شبه اجنبي) في توجيه مسار الصراع نحو القصور الواضح في إعداد الكلية بشكل ضروري من ناحية ( كم و كيف) الاساتذة ، ما تحتاجه الكلية من معامل و ورش ...الخ. ورويدا رويدا بدأ ال ( argument) و الذي كنا نعتمد عليه ( الخطأ الجسيم المشترك بين مكتب القبول و الجامعة) في الوهن إلى أن تلاشى تماما.
09-14-2025, 06:39 AM
Zakaria Fadel Zakaria Fadel
تاريخ التسجيل: 01-24-2013
مجموع المشاركات: 2288
بعد أقل من عامين ( تقريبا) من دخولنا الكلية ، قام مدير الجامعة بتغيير عميد الكلية. تغيير غادر على اثره دكتور فيليب موصلي ( اول عميد للكلية) الجامعة نهائيا. فيليب كان استاذا للكيمياء الفيزيائية بجامعة الخرطوم ، و اختياره للكلية تم بعناية ( كان الرجل معتدا برأيه، مؤمن تماما برسالة الكلية و يملك رؤيا واضحة حول مستقبل الكلية ، و توسيع مفهوم الهندسة بالسودان) و لكنه كان كثير الاختلاف مع مدير الجامعة ، عندما احترم الصراع بينهما ( كنت وقتها عضو اللجنة التنفيذية لرابطة طلاب الكلية) تبادل الرجلين الاتهامات في اجتماعين عقدا مع الرابطة كلا على حدة. اذكر ان الاجتماع الاول كان مع المدير بعد أن رفعت له الرابطة مذكرة تفصيلية بكل اوجه القصور في الكلية كال فيه الرجل كل أنواع السباب لعميد الكلية متهما اياه بالقصور في تنفيذ مهامه كعميد ، و متهكما حول غيابه الطويل عن الكلية ...الخ وفي الاجتماع مع عميد الكلية ابتدر الرجل الاجتماع مناقشا ( your bloody VC ) كما كان يطلق عليه. في ذلك الاجتماع اتضح لنا جليا بأن ( هذا الامر سينتهي بمغادرة أحدهم)... كانت نتيجة الصراع ان اغلقت الجامعة لفترة و عند عودتنا في ١٩٨٢ كان فيليب موصلي قد غادر الجامعة ، و وجدنا عميدا للكلية اسمه : دكتور بشير الفاضل!!!!! Basheir WHO؟ هكذا كان التساؤل الذي دار في الشفاه بعد أن سمعنا النبأ عند عودتنا للجامعة. قبل مغادرتنا للجامعة لم يكن هناك استاذ بالكلية اسمه بشير الفاضل . عندها تذكرت انا معلومة عابرة ذكرها لنا مدير الجامعة في آخر اجتماع له مع الدفعة الثالثة ( قبل الإضراب الذي أغلق الجامعة عدة شهور) ، كان الاجتماع قد طلبه المدير مع الدفعة ليبلغنا بخبر عودة بعض الاساتذة للجامعة بعد إكمال البعثة و انه سوف يحضر أحدهم معه لمخاطبة الدفعة. اذكر ان الاجتماع عقد في المساء في احدي القاعات الدراسية تم بحضور المدير، عميد الكلية الاعدادية، و الاستاذ الوافد الجديد : دكتور عبد المتعال قرشاب. وقتها قال لنا المدير ان عدد مقدر من الاساتذة قد اكمل البعثة وأنهم الان يستعدون للعودة منهم دكتور عبد المتعال ( تكنولوجيا نسيج) وهناك اخر سيعود بعد فترة قصيرة اسمه بشير الفاضل ( تكنولوجيا نسيج ايضا).
تذكرت تلك المعلومة و التي ذكرت في ذلك الاجتماع و اندهشت جدا كيف يمكن أن يتولى شخص عاد من البعثة لتوه منصب عميد لكلية بها هذا الكم من المشاكل؟!!!! لم أكن قد رأيت الرجل وقتها... ولكن بعد أن رايته و استمعت له في أول اجتماع مع رابطة الكلية ثم دعوته لبعض الاساتذة السودانيين العائدين من البعثة للاجتماع أدركت تماما لماذا تم اختياره للعمادة.
09-15-2025, 05:36 AM
Zakaria Fadel Zakaria Fadel
تاريخ التسجيل: 01-24-2013
مجموع المشاركات: 2288
كان دكتور بشير الفاضل ( رحمه الله) خير واجهة اتخذوا بروفسور عبيد مدير الجامعة ( رحمه الله) لكي يدير الكلية بنفسه حسب فلسفة الجامعة . كان موضوع خطأ مكتب القبول قد تلاشى تماما. و كنا ( كطلاب) ندفع باتجاه توفير المعدات الضرورية لكل معامل و أقسام الكلية خاصة و ان الدفعة الأولى كانت على أعتاب التخرج. وفي سبيل ذلك وقف الإقليم الأوسط بقيادة عبد الرحيم محمود ( ابن مدني و حاكم الإقليم وقتها ) بقوة مع إدارة الجامعة. تم جلب فرقة مسرحية أجنبية لاقامة عروض مسرحية دعما لميزانية الكلية. واذكر اننا في الرابطة في اجتماع عاصف سخرنا من الأمر... ولكن ما كنا نجهله هو ان هنالك امر كبير نجح الحاكم و مدير الجامعة في التخطيط له و سط ضجيج العروض المسرحية . وقتها كانت البنك الدولي قد وافق على مشروع إعادة تأهيل و تعمير مشروع الجزيرة. وكان هناك وفد ياباني كبير يزور المشروع لإعداد الاحتياجات الفنية . نجح الحاكم و المدير في اقناع وزارة المالية و النميري في اعتماد جامعة الجزيرة جزءا من أقسام المشروع مما جعل بعض اعضاء الوفد يقومون بزيارات متكررة للجامعة و بتخطيط مباشر من مدير الجامعة نالت الكلية نصيب الأسد من اهتمام الوفد ( بعض اعضاء الوفد حضر عرضا مسرحيات في مسرح الجزيرة بعدني أقيم لدعم الكلية). غادر الوفد الاجنبي السودان محملا باحتياجات إعادة تأهيل مشروع الجزيرة و من ضمنها احتياجات جامعة الجزيرة وعلى رأسها كلية العلوم و التكنولوجيا. ولكن لم يكن الزمن في صالحنا كطلاب. ( عموما نحن كطلاب لم نكن نعلم امر موضوع تأهيل مشروع الجزيرة). بالنسبة لنا أن الدفعة الأولى قد اكملت الفصل الدراسي السابع و ( نظريا ) تبقى لها فقط ٣ فصول دراسية للتخرج. عمليا كان الطلاب مفتقرين لكل التأهيل التكنولوجي ( و الهندسي) لكي تنتج الجامعة خريجا مؤهلا بالمواصفات التي ذكرتها كتيبات قانون الجامعة. بدأ ضغط الطلاب ... سياسيا لم يكن حاكم الإقليم يريد اضطرابات في الجامعة. أسر مدير الجامعة لرئيس رابطة طلاب الكلية ( طالب من الدفعة الأولى) بأنه لا يريد خلق مشكلة مع الحاكم لانه سيخدم الجامعة كثيرا. وهنا وفي اجتماع للجنة التنفيذية للرابطة اطلق رئيسنا عبارة صارت مشهورة في اوساطنا كطلاب عندما اتخذناها مثلا لل ( التمويه). كان محور الاجتماع يدور حول اصرار رئيس الرابطة على اننا سنواصل الحوار مع إدارة الجامعة حول توفير الاحتياجات دون اللجوء لإيقاف الدراسة. وقال لنا حرفيا ( توجد ورقة في دهاليز الإدارة تقول لا حوار مع اعتصام) وهي العبارة التي صارت مثلا. وفي الاجتماع العاصف الذي عقدته الجمعية العامة لطلاب الكلية في قاعة الطعام بالنشيشيبة جلبنا له نحن طلاب الدفعة الثالثة من الكلية الاعدادية و استمر إلى منتصف الليل تقريبا اعتمدت الجمعية قرارا بالتوقف عن الدراسة اذا لم يتلق الطلاب ردا حاسما من إدارة الجامعة حول توفير احتياجات الكلية في ظرف ٣ ايام. رفعت الرابطة القرار للعميد و الذي نقلها للمدير و الذي غضب غضبة ( مضرية) ليصدر قرارا عاجلا بإغلاق الجامعة تسريح كل الطلاب إلى مناطقهم على حساب الجامعة ( ماعدا ابناء الجنوب و دارفور ). و بالفعل في ظرف يومين كانت ( بصات الجزيرة ) تنقل الطلاب إلى مدنهم المختلفة. ثم و بترتيب مباشر بين إدارة الجامعة و طلاب الدفعة الأولى تم وضع حل عاجل للدفع الأولى. طلاب قسم تكنولوجيا الأغذية و السكر تم نقلهم إلى جامعة في جمهورية مصر على حساب جامعة الجزيرة. طلاب قسم الكيمياء التطبيقية و تكنولوجيا الكيمياء تمت استضافتهم في جامعة الخرطوم قسم الهندسة الكيميائية على حساب جامعة الجزيرة. طلاب قسم الفيزياء التطبيقية و الالكترونيات و الأجهزة تم توفير أساتذة ( مؤهلين) لاكمال بعض الجوانب العملية و تكملة بعض المقررات المتخصصة بصورة عاجلة.
09-15-2025, 08:14 AM
Zakaria Fadel Zakaria Fadel
تاريخ التسجيل: 01-24-2013
مجموع المشاركات: 2288
عدنا للجامعة بعد توقف دام لعدة أشهر. خلال فترة التوقف هذي ...كانت الجامعة قد نظمت الحل العاجل لطلاب الدفعة الأولى من كلية العلوم و التكنولوجيا. اكملت الجامعة الفصل الدراسي الثاني لطلاب الدفعة الرابعة ( لوحدهم بالجامعة). بدأت إجراءات قبول الدفعة الخامسة بالجامعة. اكملت بناء عدة مبان ( قاعات دراسية، مكاتب للاساتذة، تم نقل المكتبة لمقر أوسع بالنشيشيبة ...الخ) اكتملت إجراءات نقل كلية الاقتصاد للمقر الرئيسي بالنشيشيبة. تم بناء عدة داخليات في النشيشيبة لاستعياب نقل الدفعة الثالثة تكنولوجيا و طلاب الاقتصاد .
والأهم من ذلك كله في نظر طلاب كلية العلوم و التكنولوجيا
هو الشروع في بناء ثلاث ورش ضخمة بناء على توصية الخبراء الأجانب في مشروع إعادة اعمار و تأهيل الجزيرة لان وصول المعدات سيبدأ قريبا.
تقريبا الان بدأت الملامح الحقيقية للكلية في الظهور فقد عاد عدد كبير من المبعوثين السودانيين للجامعة خاصة من الولايات المتحدة وبريطانيا. ازداد عدد الاساتذة في كلية العلوم و التكنولوجيا بصورة واضحة تم تطبيق ( فكرة) ال ( industrial training) في الكلية بكل نجاح و هذا الامر لعب دورا كبيرا في تقبل المؤسسات بالسودان لخريجي الكلية و الذين اسهروا مقدرة فائقة في فهم و تعلم كل المعدات الحديثة بتلك المؤسسات أثناء فترة التدريب. و سوف اقوم الان بتفصيل كيف نجحت الكلية في إعداد الخريجين بصورة أكثر من ممتازة و الذي لعب فيه الطلاب و الاساتذة ( خاصة الاجانب) دورا مهما جدا.
09-15-2025, 11:14 AM
حيدر حسن ميرغني حيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 29480
سلام يا حبيب المعذرة في قطع إسترسالك التاريخي الجميل هذا سرد عظيم يستحق ان يحتل مكاناً في مكتبة الجامعة حقيقة اخذت اتتبع سردك منذ إبتدارك البوست لدرجة اني أأجل القراءة يوم يومين حتى احظى بمطالعة مداخلتين ثمنتين على الأقل مع بعض من شدة متعة قراءتها حقيقة لغة السرد عندك رهيبة ودالة على التشويق شكراً لك أن جعلت من هذه (الثورة) مادة / موضع بستحق القراءة تحية مستحقة لهذه الجامعة العريقة
09-15-2025, 05:22 PM
Zakaria Fadel Zakaria Fadel
تاريخ التسجيل: 01-24-2013
مجموع المشاركات: 2288
عليكم السلام ورحمة الله اخونا حيدر بارك الله فيك حقيقة مادفعني لتسطير هذه الحروف هو انني عند عودتي من البعثة و حاولت مقابلة كل او معظم زملاء الدراسة بالجامعة لفت نظري ان معظم هؤلاء الرفاق يحقق نجاح تلو نجاح في مسيرته المهنية ثم خلال فترة عملي بالجامعة وجدت ان الطلب لازال عاليا لخريجي الكلية خاصة في مجال الالكترونيات.
09-16-2025, 05:22 AM
Zakaria Fadel Zakaria Fadel
تاريخ التسجيل: 01-24-2013
مجموع المشاركات: 2288
بمنتصف عام ١٩٨٣ ، كان عدد كبير جدا من الاساتذة السودانيين قد عاد من البعثة. كان للكلية نصيب الأسد من هؤلاء. أصبح لقسم الفيزياء التطبيقية والالكترونيات و الأجهزة معملين ( ذوي مساحة واسعة) خاصين به تم اضافة كادر فني جيد للمعامل تحت قيادة فني ( هولندي الجنسية) اسمه ليكس بوصلار كان الرجل متخصصا في الالكترونيات. ووضع منهج اكثر من ممتاز لمقررات كورس المعامل. ( كان العملي عبارة عن مقرر منفصل في القسم له درجاته الخاصة) سأعود لهذا المنهج بالتفصيل لانه كان السبب في تأهيل و تهيئة طلاب القسم بصورة أكثر من جيدة.
قسم الكيمياء التطبيقية و تكنولوجيا الكيمياء أصبح له أيضا معملين بمساحة أكبر أيضا تم دعم الكادر الفني بالمعامل. وصل الي القسم ثلاث أساتذة كان قد تم ابتعاثهم من كلية الهندسة قسم الهندسة الكيميائية من جامعة الخرطوم. وبالتالي تمت تغطية جميع المقررات الهندسية في منهج القسم
قسم تكنولوجيا الأغذية و السكر أصبح له أيضا عدة معامل أيضا استقبل القسم عدد من المبعوثين في مجالي علوم و تكنولوجيا الأغذية
أيضا القسم استقبل استاذ عائد متخصصا في تكنولوجيا البناء. و اثنان من حملة الدكتوراة في الهندسة الميكانيكية وافتتحت الكلية قسما رابعا و بدأ استقبال الطلاب له وهو قسم تكنولوجيا المنسوجات.
لم يقتصر الأمر على وجود هؤلاء الاساتذة بل كان هناك عدد مقدر من الاساتذة الأجانب والذين لعبوا دورا مقدرا في تأهيل الطلاب. على سبيل المثال كان استاذ رافنهول ( انجليزي الجنسية مدعوما من المجلس البريطاني) و المتخصص في الالكترونيات الطبية و قد درس لأكثر من ٤ سنوات بالكلية : يدرس الفيزياء الطبية مستعينا ب projector فيه شرحا مفصلا لكيفية عمل دوائر الأجهزة الطبية الالكترونية ( معوضا نقصان معامل متخصصة في المجال لم تصل للقسم بعد) وقد فهمنا و راينا كيف تعمل أجهزة ال: ECG, EMG , EEG و كأننا في معمل وبحلول عام ١٩٨٤ كانت الدفعة الأولى ( وبعد ٦ سنوات من انضمامها للجامعة) جاهزة للتخرج.
09-16-2025, 10:37 AM
Zakaria Fadel Zakaria Fadel
تاريخ التسجيل: 01-24-2013
مجموع المشاركات: 2288
تخرجت الدفعة الأولى في منتصف ١٩٨٤ وكان اهم ثمار تلك الدفعة اخونا العزيز ( رحمه الله) المليح البشير والذي أزعم انه رائد الهندسة الطبية في السودان وسبق لي أن كتبت ( بعد وفاته) في هذا المنبر : لماذا انه رائد الهندسة الطبية في السودان و عن بعض ذكرياتي معه الاتي:
كان الهيكل الدراسي لقسم الفيزياء التطبيقية و الإلكترونيات و الأجهزة يحوي ثلاث مقررات دراسية عبارة عن Industrial training و قد اختار المليح ان يعمل الكورس الأخير بمستشفى الذرة بالخرطوم هذا الأمر ساعده في نيل وظيفة مساعد باحث بالمستشفى عند التخرج بعد اجتيازه لمعاينات ضمت عشرات الخريجين اختير المليح ضمن ثلاث لنيل الوظائف المتاحة وقتها ولم تمر عدة شهور على وجوده بقسم الطب النووي حتى اثبت وجوده الضروري بالقسم
وقد كان نجاح المليح باهرا لدرجة ان المركز القومي للعلاج بالاشعة طلب منه استجلاب خريجين من القسم للعمل بالمركز وفعلا عند تخرج الدفعة الثانية تم تعيين احد الخريجين بالمركز وعند تخرج الدفعة الثالثة ( دفعتي و كان بعد ٤ أشهر من تخرج الدفعة الثانية) ان طلب المركز خريجين للعمل بلجنة الطاقة الذرية مساعد باحث بها فأرسل لي المليح رسالة بأن احضر للخرطوم على وجه السرعة
وصلت الخرطوم مطلع ابريل ١٩٨٦ كنت قبلها قد حاولت الذهاب لبورتسودان للعمل بهيئة المواني البحرية بعد أن تم تعيين زميل الدفعة حسن عثمان ولكني غيرت رأي فذهبت الوظيفة لزميل الدفعة محمد عبد الله جرنقو من السوق الشعبي ذهبت مباشرة لمستشفى الذرة قابلت المليح الذي احسن استقبالي و بعد الإفطار طاف بي حول مكان عمله حيث الأجهزة الطبية ثم ذهبنا لمقابلة المدير الذي ذكر لي بالحرف ( لجنة الطاقة الذرية بعد ان خبرت المليح جيدا تريد خريج من نفس قسم المليح و سيتم تعيينك دون أي معاينة) اخذت المعلومات اللازمة و ذهبت في اليوم التالي لمقر اللجنة حدثت بعض الأمور جعلتني ارجع لمدني مباشرة بعد ٣ إيام الأمر الذي اغضب المليح جدا جدا وشاء القدر ان يحل محلي خريج القسم لادو و خريج الدفعة الرابعة ( عضو المنبر) منير عبد الرحيم قبل تعيين المليح بالمركز القومي للعلاج بالأشعة، لم يكن هناك قسم للهندسة الطبية بالمركز وقد تم تعيينه بالقسم الموجود وهو الفيزياء الطبية في أول ثلاث أشهر له بالمركز حدث ان تعرض مريض لجرعة كيميائية زائدة تم استنفار في كل المركز - كما يحكي المليح - وتمت مراجعة بروتوكلات العلاج لكل المرضى هل كان الخطأ في تحديد كمية الجرعة؟ نسبتها؟ تقديرها؟ ام من الجهاز؟ على ضوء ذلك الحدث تلقى المركز دعما من الوكالة الدولية للطاقة في شكل حاسبة علمية قابلة للبرمجة لتقدير الجرعات و نسبتها كان المليح قد تلقى كورسات برمجة بالجامعة مع تدريب جيد جدا في معمل الحاسوب بالجامعة أهله ذلك لبرمجة الآلة لتحدد كيفية إدارة الجرعات للمرضى وقد أنفق المركز أياما للتأكد من صحة نتائج الآلة مقارنة بالحسابات اليدوية فكانت النتائج مطابقة فتم اعتماد برنامج المليح لإدارة الجرعات
الحدث الثاني و الذي رسخ أقدام المليح و دفع المركز دفعا نحو إنشاء قسم للهندسة الطبية كان يتعلق ببعض الأجهزة الطبية المهمة و التي لم تكن تعمل رغم تكلفتها الباهظة و أهميتها بالنسبة للطب النووي يحكي المليح ان أحدا بالمركز لم يطلب منه معاينة تلك الأجهزة بل قام من تلقاء نفسه باختيار احد اهم الأجهزة المتعلقة بتشخيص الغدد و الأورام وبدأ في دراسته لمعرفة اسباب تعطله يقول المليح انه كان يمكث بعد الدوام ( كان العمل ينتهي في الثانية ظهرا) متفحصا للجهاز ووسط سخرية بعض الفيزيائيين من زملاءه ( ياخي خواجات ناس فيليبس ما صلحوه) وبعد حوالي ٦ اسابيع يقول المليح ان الجهاز بدأ يستجيب للاوامر الإلكترونية و أصبح يعطي إشارات في ال screen جاء مدير المركز لموقع الجهاز و شاهد نتيجة عمل المليح ثم طلب إجراء معايرة للجهاز استمرت فترة من الزمن و بعدها تم ضم الجهاز للبرتوكول العلاجي بالمركز
تلقى المليح اشادات من الجميع ولكنه يقول ان التقدير الأكبر الذي اسعده هو موافقة المركز على إنشاء قسم للهندسة الطبية يقوم عليه المليح وبدأ القسم في تلقى الدعم الفني من الوكالة الدولية للطاقة وكان هذا القسم هو أول قسم للهندسة الطبية بالسودان في مؤسسة أكاديمية او بحثية
يؤكد المليح ان التطور الذي حدث بالمركز بإضافة قسم الهندسة الطبية كان له انعكاس ايجابي على الطب النووي في السودان فقد امدت الوكالة الدولية للطاقة عبر شركتي فيليبس و سيمنز السودان بمعدات كانت الأولى من نوعها في افريقيا جنوب الصحراء ووفرت لهم فرص تدريب خارجي في اوروبا على هذه الأجهزة ومولت وصول خبير من فيليبس للسودان لمدة عام كامل لكي يسهم في التدريب الداخلي كان ذلك في العام ١٩٨٥ ( اي بعد عام واحد من تعيين المليح بالمركز) توسع قسم الهندسة الطبية بعد إضافة الأجهزة الجديدة وكان لابد من إضافة كوادر جديدة فقام المركز بتعيين خريج جامعة الجزيرة الدفعة الثالثة جون افروت اكيد ( الان بروفسور و مدير جامعة جوبا بجنوب السودان ) ومع ازدياد العنصر البشري رأت إدارة المركز ابتعاث المليح للدراسات العليا في بريطانيا لنيل درجة الماجستير في الهندسة الطبية
09-17-2025, 05:16 AM
Zakaria Fadel Zakaria Fadel
تاريخ التسجيل: 01-24-2013
مجموع المشاركات: 2288
توزع خريجو الدفعة الأولى من الجامعة في شتى المؤسسات داخل البلاد و لكني اذكر بكل وضوح ابناء الدفعة الأولى من القسم الذي درست به ( الفيزياء التطبيقية و الإلكترونيات و الأجهزة) تقريبا كان عددهم ١١ خريج ٣ منهم تم تعيينهم مساعدي تدريس بالقسم ( كانت الجامعة وقتها على أعتاب قبول دفعتها السادسة). ٢ منهم تم تعيينهم في مصنع سكر كنانة ( قسم الأجهزة) ٢ منهم تم تعيينهم في شركة الكهرباء ( قسم الحاسوب) ٢ منهم تم تعيينهم في محطة البحوث الهيدروليكية ( حاسوب و اجهزة). ١ ( هو المليح البشير) مستشفى الذرة ( قسم الفيزياء الطبية). ١ اغترب سريعا في المملكة العربية السعودية.
بعد تخرج الدفعة الأولى بأشهر قلائل كانت المبان جاهزة لاستقبال معدات ( منحة) البنك الدولي. تلقت الجامعة منحا لتدريب بعض الاساتذة و الفنيين . من قسم الكيمياء ( استاذ كيمياء عضوية إلى السويد، و استاذ هندسة كيميائية إلى المانيا الغربية) من قسم الفيزياء ( استاذ إلكترونيات إلى بريطانيا) من قسم النسيج ( استاذ إلى اليابان) ومجموعة فنيين و مهندس الكلية إلى اليابان و السويد و بريطانيا. وفي نفس الوقت كانت المنح من المجلس البريطاني و فلبرايت الأمريكية لتأهيل مساعدي التدريس مستمرة. ثم ابتدأ وصول المعدات ( على دفعات) أيضا في البنية التحتية كانت هناك ٥ مبان ضخمة ( ٤ منها داخليات للطلاب و ١ داخلية للطالبات) تم إكمال ٦ مبان كبرى ( من طابقين ) تحوي قاعات و معامل و مكاتب للكليات الثلاث ( تكنولوجيا ، اقتصاد ، و زراعة). أصبح للجامعة معمل كبير للحاسوب بعد ازدياد عدد الأجهزة بصورة ملحوظة. أيضا أصبح للجامعة مكتبة ضخمة تم بناء كافتيريا ( نشاط) مشابه للكافتيريا بالاعدادية. كانت هناك شركة صينية تقوم بصيانة لكبري حنتوب ، أقنعها حاكم الإقليم بتشييد شوارع ( اسفلتية) بين المبان المختلفة و الداخليات تم بناء مسرح على ميدان ضخم تم تشييد مسجد تم إنشاء مجموعة جميلة من الحدائق مكسوة بعشب ( نجيلة) جميل بين الكليات و الداخليات. تم تطوير ملاعب كرة القدم. ازداد بصورة ملحوظة المنازل التي شيدت لإسكان الاساتذة في المساحة التي تفصل مزرعة الجامعة وال ( campus ) أصبحت مزرعة الجامعة تصدر إنتاجها من اللحوم و الالبان ( بتنوع مخلفاتها) و البيض إلى الاستهلاك داخل وخارج الجامعة.
باختصار شديد أصبحت النشيشيبة ( بحق) مدينة جامعية وفي منتصف عام ١٩٨٥ ( تقريبا) و في وسط هذا الزخم، قبل الرئيس جعفر نميري استقالة بروفسور محمد عبيد المبارك من منصب مدير جامعة الجزيرة.
09-17-2025, 05:46 AM
Zakaria Fadel Zakaria Fadel
تاريخ التسجيل: 01-24-2013
مجموع المشاركات: 2288
تصحيح من أخ عزيز زميل بالجامعة حول استقالة بروفسور عبيد من الجامعة. و قد قال لي ضاحكا ( عبر الهاتف) : يبدو أنك خرفت الانتفاضة ضد نميري بدأت أواخر مارس ١٩٨٥ و اطيح به في ٦ ابريل... فكيف قبل استقالة بروفسور عبيد في منتصف ١٩٨٥؟
نعم لقد أخطأت في تلك العبارة فالمعذرة. الصحيح ان بروفسور عبيد استقال في الشهور الأخيرة من عام ١٩٨٤.
وزميلي نبهني إلى نقطة قد يجهلها كثير من منسوبي الجامعة. وهي انه عند صدور قانون انشاء الجامعات الجديدة ( جوبا و الجزيرة) في ١٩٧٥. كان القرار يقضي بتولي بروفسور عبد الله احمد عبد الله إدارة جامعة الجزيرة وتولي بروفسور محمد عبيد المبارك إدارة جامعة جوبا. ولكن بعد اسبوع تقريبا من القرار ، حدث خلاف كبير جدا بين بروفسور عبد الله الطيب ( مدير جامعة الخرطوم،) و دكتور جعفر محمد علي بخيت الوزير بحكومة مايو و مجلس إدارة جامعة الخرطوم، قام الرئيس نميري باقالة بروفسور عبد الله الطيب من جامعة الخرطوم تحويل بروفسور عبد الله احمد عبد الله إلى إدارة جامعة الخرطوم تحويل بروفسور محمد عبيد المبارك لإدارة جامعة الجزيرة و تعيين ( ابن كوستي) دكتور السماني عبد الله يعقوب لإدارة جامعة جوبا.
09-18-2025, 05:37 AM
Zakaria Fadel Zakaria Fadel
تاريخ التسجيل: 01-24-2013
مجموع المشاركات: 2288
غادر بروف عبيد الجامعة و التي استلمها عبارة عن مبنيين بالقرب من مدني الثانوية بنات على طريق مدني بركات المسفلت، كانت تسمى كلية ناصر الطبية، و غادرها بعد أن أصبحت: مقر الكلية الاعدادية: أصبح يضم عدد: ٢ مبنى ذوي مساحة ضخمة تضم عدد ٤ معامل و ٨ قاعات دراسية و عدد كبير من مكاتب للاساتذة. ١ مبنى كبير يضم كافتيريا و ثلاث مكاتب ملحقة بها اثنان لشؤون الطلاب و واحد لاتحاد الطلاب . ٣ مبان ضخمة ( كل منها يحتوى على ٣ طوابق) استخدمت كداخلية للطلاب. ٢ مبنى ارضي واسع المساحة كانتا قاعة طعام للطلاب. اكثر من ٢٥ منزل بمحيط الموقع لإسكان الاساتذة. ثم مجمع المعامل بالاعدادية و هو عبارة عن مبنى ضخم جدا من ثلاث طوابق و مساحة واسعة جدا شيد بتصميم رائع ليحوي جميع المعامل التي تحتاجها الكليات، و قد صرفت الجامعة ( دم قلبها) على هذا المبنى ( لينتهي به الأمر مقرا لكلية الطب في واحدة من أكبر المآسي التي لحقت بالجامعة). المقر كان به أيضا مسجد جميل ضخم المساحة تبرع به احد الخيرين من المدينة. اضافة لمبنى المكتبة و القاعة الرئيسية. تم بناء سور جميل أصبح يحيط بالمقر باجمعه رغم المساحة الواسعة.
مقر النشيشيبة: هذا المقر كان يضم : ٧ مبان واسعة المساحة ( كل مبنى مكون من طابقين) كانت تضم إدارات كليات : التكنولوجيا، الزراعة، الاقتصاد اضافة لقاعات دراسية كافية لكل الكليات، و عدد مقدر من المعامل و مكاتب الاساتذة. كان المبنى رقم ٨ شبه مكتمل و اضاف عدد من المكاتب للاساتذة اضافة إلى امرين مهمين هما المكتبة الرئيسية، و معمل كبير تمت تهيئته للحاسوب ( كانت الجامعة تهتم جدا بالحاسوب و مقرراته منذ اول دفعة)
٥ مبان ضخمة المساحة، كل واحد منها يتكون من طابقين كانوا عبارة عن داخليات للطلاب و الطالبات ( ٤ للطلاب، ١ للطالبات).
مبنى ارضي ذو مساحة ضخمة كان يستخدم قاعة طعام للجميع .
مبنى كبير كان يضم الكافتيريا و مكاتب لشؤون الطلاب و اتحاد الطلاب.
مزرعة ضخمة جدا جدا كانت تبعد بعدة أميال من مباني الجامعة، هذه المزرعة الت لجامعة الجزيرة من محطة بحوث بيطرية كانت تتبع لمشروع الجزيرة، كان يعمل بها عدد كبير من العمال و تحوي عددا اكبر من المواشي، و تقوم برعاية ابحاث كلية الزراعة الأكاديمية.
المساحة الشاسعة بين الكليات و المزرعة تم بناء اكثر من ٦٠ منزل فيها لإسكان الاساتذة.
عدد ٣ ( جملونات) ضخمة كانت على وشك الانتهاء تم بناؤها بناء على توصيات لجنة البنك الدولي لاستعياب المعدات الهندسية و التكنولوجية و التي ستمنح للجامعة ضمن مشروع إعادة تأهيل وتعمير الجزيرة.
كان بالمقر أيضا مسجد و ( كنتين صغير لبيع بعض الضروريات). من الناحية الأكاديمية: ترك بروف عبيد الجامعة و بها ال ٥ كليات التي بدأت بها: الكلية الاعدادية امتلكت مقرها ( بمشاركة كلية الطب) ازداد عدد الاساتذة بها معامل الكيمياء و الفيزياء و علوم الحيوان و النبات مكتملة أجهزة و طاقم فني.
كلية الطب : صحيح انها ( انحرفت قليلا) و لكنها اثبتت وجودها وسط قبيلة الاطباء في السودان.
كلية الاقتصاد: تكاثر عدد الاساتذة فيها بصورة واضحة بعد عودة معظم مبعوثيها من امريكا و بريطانيا ( كان منهم دكتور إبراهيم البدوي وزير مالية حمدوك) كان للكلية مركز للدراسات السكانية ( انفصل عنها لاحقا ليصبح جسما مستقلا) كان هناك ضعفا واضحا في كوادر قسم الإدارة بالكلية يقابله كادر قوي في تخصصي المحاسبة و التمويل و التنمية الريفية.
كلية الزراعة ...الكلية المكتبة
كلية العلوم و التكنولوجيا: وهي التي وضعها بروف عبيد على أعتاب تحقيق ثورة كبرى في عالم التكنولوجيا بالبلاد.
09-19-2025, 04:34 AM
Zakaria Fadel Zakaria Fadel
تاريخ التسجيل: 01-24-2013
مجموع المشاركات: 2288
فترة إدارة بروف عبيد للجامعة كانت قمة في النجاح، رغم ال mishandling لبعض المشاكل الكبرى والتي عصفت بالجامعة ، و على رأسها ( غض الطرف) عن ال fiasco الذي ارتكبه مكتب القبول و وزارة التعليم في قبول الدفعة الثالثة بجامعة الجزيرة.
( انا دائما ما احب ان اتخيل كيف كان سيكون مستقبل اي جهة تتعرض لفعل خاطئ قام به احد منسوبيها موجها هذه الجهة نحو مستقبل اقل اشراقا، اذا قام بفعل مغاير).
على الفور السؤال الذي دار بذهني: كيف كان سيكون مستقبل جامعة الجزيرة لو وقفت الجامعة بقوة في وجه وزارة التربية مشيرة إلى الخطأ الكبير الذي ارتكبته الوزارة في حق الجامعة و الطلاب. * هل كانت كلية الطب ( ستتجه بقوة ) نحو طب المجتمع كما أراد لها مؤسسوها، وهل كان السودان سيكون اكثر حظا في التعامل مع أمراض المناطق الحارة و الاستوائية مثل: الملاريا، البلهارسيا، حمى الضنك...الخ. * هل كانت كلية العلوم و التكنولوجيا ستظل على اسمها، و صوتها قائدة للتعليم في مجال العلوم التطبيقية و التكنولوجيا بدلا من ( المسخ ) الذي عليه الآن في وجود أقسام ( صورة بالكربون) من اقسام جامعة الخرطوم * هل كان بالإمكان وجود كلية للاداب و العلوم و الصيدلة و المختبرات الطبية و القانون ...الخ بجامعة الجزيرة وهو الأمر الذي لم يذكر اطلاقا في قانون تأسيس الجامعة و الذي أوضح بكل جلاء الغرض من انشاء الجامعة للاتجاه نحو المجتمع خاصة في القضايا الملحة فيما يتعلق بصحته و سبل كسب عيشه من صناعة و زراعة و اقتصاد لمعالجة قضاياه وهو امر كان يشير بكل وضوح إلى اختلاف جامعة الجزيرة عن جامعة الخرطوم...
رغم هذه الأسئلة شخصيا اعتبر ان فترة بروف عبيد من أنجح الإدارات التي مرت على الجامعة. فقد تسلم ارض بها عدد مبنى في موقع الاعدادية و مساحة ضخمة بها محطة ابحاث صغيرة في موقع النشيشيبة، محولا هذين الموقعين إلى مدن جامعية تنبض بالحياة يقطنها عدة آلاف من البشر ... موقع ساهم في نهضة البلاد ( بقدر الامكان)... كلية للطب في وقت من الأوقات كانت من ضمن الكليات المرموقة في الوطن العربي كلية للتكنولوجيا انتشر ( انتاجها) حتى وصل لشركة آبل في وادي السيلكون بكالفورنيا، كلية آمنت برسالتها مؤسسات تمويلية عريقة ( مثل البنك الاسلامي بجدة، و البنك الدولي) ليتم تمويل معاملها و معداتها و ابحاثها بعشرات الملايين من الدولارات ( لياتي القطيع الان ويدمر هذه المعامل و المعدات في ظرف ايام)... هذا عن بروف عبيد ....
وماذا عن بشير الفاضل مكي و الذي عين عميدا لكلية العلوم و التكنولوجيا من عام ١٩٨٢ إلى ١٩٨٦
يؤسفني القول انني اعتبره عكس بروف عبيد تماما ( وهذا ليس ذكر سيئات للموتى ... ولكن لتجنب أخطأ لكل من أراد قيادة كلية جديدة بها مشاكل و تحتاج لميزانية ضخمة).
هذا سيكون محور الحديث في البوست التالي و بعدها سيدخل في ( الثورة) التي أحدثها خريجو كلية العلوم و التكنولوجيا بالبلاد.
وغير ذلك
09-19-2025, 04:44 AM
Zakaria Fadel Zakaria Fadel
تاريخ التسجيل: 01-24-2013
مجموع المشاركات: 2288
تصحيح عبارة ( غير ذلك ) و التي وردت في آخر المداخلة السابقة ( لا محل لها من الاعراب) حقيقة انا استخدم التلفون و اكتب مباشرة ما يتداعى من افكار تعينني عليها الذاكرة، و أحيانا يكون ( المؤشر في مكان ليس هو المقصود) فالمعذرة.
09-19-2025, 07:37 AM
Zakaria Fadel Zakaria Fadel
تاريخ التسجيل: 01-24-2013
مجموع المشاركات: 2288
في مطلع يناير ١٩٨٢ اغلقت الجامعة لظروف سياسية كان قد توفي على اثرها طالب ثانوي في مدينة ود مدني ( أظن أن اسمه طه). عدنا بعد أن فتحت الجامعة أبوابها لنجد أن بروف عبيد قد تخلص من دكتور فيليب موصلي وتم تعيين دكتور بشير الفاضل مكي عميدا للكلية. شخصيا كنت من اكثر الناس ( اندهاشا) لهذا التعيين . لا لشئ سوى أن الرجل عاد لتوه من البعثة من إحدى مؤسسات التعليم العالي المشهورة في مدينة مانشستر ( UMIST) لم أكن قد رأيت الرجل ولكن لان معظم الاساتذة العائدين من البعثة كانوا في مطلع الشباب ، تخيلت انه مثلهم. اول مرة رايته فيها، كان عند ذهابي للنشيشيبة مع زملائي من الاعدادية في رابطة طلاب التكنولوجيا لاجتماع هناك قصد منه العميد الجديد التعرف على الرابطة. رأيت رجلا ( كبيرا) في السن مقارنة باساتذة الكلية ( عدا الاساتذة الأجانب) وعندما قدم نفسه علمت انه قضى زمنا طويلا في معهد البحوث و الاستشارات الصناعية بعد تخرجه من الهندسة الميكانيكية جامعة الخرطوم. و بعد قيام الجامعة تعين بها و اوفد فورا لانجلترا للتحضير في تكنولوجيا المنسوجات. منذ ذلك الاجتماع الاول ادركت تماما لماذا اختاره بروف عبيد عميدا رغم وجود أساتذة قدامى بالكلية ( على سبيل المثال دكتور احمد عبد الرحمن طه). هو الاستاذ الوحيد ذو خبرة و يحمل تخصصا هندسيا. كان الرجل وقتها فرحا بالتعيين ولا ( يستطيع ) ان يجادل مدير الجامعة في اي قرار يتخذ. كان ضعيف الشخصية ( نوعا ما) خاصة في قيادة الاساتذة الشباب الذين بدأوا في العودة للجامعة بصورة متسارعة. وكانت الصدمة الكبرى في تهاونه الشديد ( و جبنه) في التصدي للصراع الذي دار بين الاساتذة. ( طرف يمثل حملة التخصصات الهندسية، و طرف يمثل خريجو العلوم). صراع ( كما قيل لي مؤخرا) كان مصدر سخرية أساتذة الكليات الأخرى ( الذين كانوا يطلقون على اجتماعات ال faculty board في الكلية اجتماع ال شكلتي بورد) نسبة للصراع الذي كان يدور في كل اجتماع. هذا الأمر دفع بروف عبيد لأخذ دفة القيادة بنفسه إلى أن تمكن من توفير الدعم الكبير من البنك الدولي ( الأمر الذي أشرت له سابقا). لم يتحمل دكتور بشير هذا الصراع طويلا، فاصيب بنوبة قلبية بعد تخرج الدفعة الأولى و استقال من عمادة الكلية. يحمد لدكتور بشير الفاضل انه اجتهد جدا في توفير الاساتذة في كل فصل دراسي لتغطية جميع احتياجات الأقسام. كان الرجل اجتماعيا ولكنه كان ( شبيها ) بسيدنا عثمان رضى الله عنه، الاختلاف كان أن عثمان رضي الله عنه (يستعين) بعشيرته، بينما كان العميد ( يستعين) بمن ( تصيبه عيناه بالرضى). نال استاذ الكيمياء العضوية منحة السويد لانه كان ( اعرف بالكلية) من جميع الاساتذة بها و كانت له ( مهابة) هذا الاستاذ نفسه اختار الفني الذي يذهب معه للمنحة. نال فني معين من قسم النسيج منحة اليابان، لشهرة الاذعان المطلق لسيادة العميد نال فني قسم تكنولوجيا الأغذية المنحة لانه كان الوحيد بالقسم ( رغم امتعاض العميد) نال استاذ الإلكترونيات بقسمنا منحة انجلترا لانه كان خيار العميد ( الاسلم). بينما نال الفني من قسمنا المنحة لانه وحيدا وقتها. اولى بشائر منحة البنك الدولي كانت في كمية سيارات حديثة يابانية وصلت للجامعة، تمثلت نزاهة بروف عبيد في انه لم يستبق لنفسه منها شيئا فكانت اغلبها للكلية...فاذا بالعميد يتعامل معها بغير ( استقامة)
أعظم انجازات دكتور بشير تمثلت في انه لم ( يتلاعب كثيرا) في المكون المحلي الذي تطلبته المنحة اليابانية ( رغم وجود اتهامات كثيرة حامت حوله) وبعد تأخير كثير في الزمن نجح في تهيئة مبان ( تم التشكيك في جودتها) لاستيعاب المعدات.
كثر الطعن و اللمز حول أداء العمادة و التصرف حيال المنح و السيارات إلى عدم تحمل دكتور بشير كل هذا الضغط ، ليتخلى عن العمادة قبل تخرجنا من الجامعة.
09-20-2025, 04:53 AM
Zakaria Fadel Zakaria Fadel
تاريخ التسجيل: 01-24-2013
مجموع المشاركات: 2288
بعد عملي بالجامعة مساعدا للتدريس. وقراءة الكثير من وقائع الاجتماعات الخاصة بالقسم و مجلس الكلية في الفترة من ١٩٨٤- ١٩٨٦، تكونت لدي رؤية واضحة حول لماذا كان دكتور بشير الفاضل ( safe bet) لمدير الجامعة بروف عبيد في ان يصبح عميدا للكلية بدلا من شخصيات مؤثرة في الجامعة وقتها. كان يمكن لظروف عبيد ان يقوم بتعيين بروف ( دكتور وقتها) حسين سليمان ادم عميدا للكلية ( الرجل أخبرني مؤخرا انه كان مستعدا لتولي المسؤولية لحين عودة المبعوثين المختصين ) صحيح ان تخصصه ( فيزياء و ارصاد) كان يبعد قليلا عن التكنولوجيا، الا ان خبرته العلمية و العملية، و شخصيته القيادية كان يمكن أن تضمن مسيرة جيدة للكلية. ولكن كان يبدو أن هذه الصفة الأخيرة ( الشخصية القيادية) كانت هي السبب في ابعاده. الخيار الآخر كان دكتور احمد عبد الرحمن طه، ولكن كانت الخشية من رد فعل طلاب الكلية تقف حائلا في وجه هذه الخطوة. بقية الاساتذة ( السودانيين) بالكلية كانوا حديثو عهد بالكلية و الجامعة ككل. بإستثناء أحدهم كان اقدم استاذ ( منذ عام ١٩٨١ ) ولكنه كان صغيرا (سنا، و هيبة) في ان يصير عميدا. المهم كانت الكلية تحت قيادة بشير الفاضل قد بدأت في تسلم اول عناصر النمو الأكاديمي تمثل في المنحة الدولية
وصلت لقسم الكيمياء التطبيقية و تكنولوجيا الكيمياء قسم تكنولوجيا الأغذية و السكر أحدث الأجهزة المعملية في الكيمياء التحليلية و العضوية: على سبيل المثال: Spectrometers بانواعه :NMR - IR- Mass Spectrometers و ال Gas Chromatography و ال HPLC
ثم معدات معامل الهندسة: Fluid mechanics Heat transfer Process control Separation equipment Heat exchange equipment
و غيرها من المعدات
قسم تكنولوجيا المنسوجات تلقى : معمل حديث جدا في ال. Quality control و معمل ( عبارة عن مصنع صغير) للغزل والنسيج ( شاهدنا باعيننا في ذلك المصنع كل العمليات التي تنتج من القطن قماشا ( في معارض الكلية) ومعمل لل ( صبغ الاقمشة) قسم الأغذية اضافة لمشاركته قسم الكيمياء في معامل الكيمياء التحليلية و العضوية ، كانت له معامله الخاصة في ال Food processing و ضبط الجودة ( و كم تمتعنا بانتاج مربى شهية من معامل القسم في المعارض ايضا)
قسم الفيزياء التطبيقية و الإلكترونيات و الأجهزة تلقى مجموعة كبيرة ( كانت تكفي ضعف عدد الطلاب الموجود بالقسم وقتها،) من أجهزة القياس الكهربائية، و مصادر الطاقة، ال Function generator، و ال Oscilloscopes، وعدد مهول من ال Components. اضافة لل integrated circuits بمختلف التكنولوجيات TTL و CMOS أيضا تلقى القسم أجهزة Microprocessor programmes و أجهزة حاسوب IBM وغيرها من المعدات. بوصول هذه المعدات ، اضافة للعدد الهائل من الساعات المعتمدة في الهيكل الدراسي للاقسام. ( تخيلوا ان عدد الساعات المعتمدة حاليا لمثل هذه الأقسام لا يتجاوز ١٣٠ ساعة معتمدة، و قتها كان الهيكل الدراسي لكل أقسام كلية العلوم و التكنولوجيا يتجاوز ال ٢٠٠ ساعة معتمدة) هذا الكم الهائل من الكورسات مع وجود معدات حديثة لا يضمن خريجا جيدا ... الا اذا توفر الاستاذ المؤهل و التدريب الجيد
وهما الأمرين الذين سيكونا محور الحديث في المداخلة المقبلة.
09-21-2025, 04:39 AM
Zakaria Fadel Zakaria Fadel
تاريخ التسجيل: 01-24-2013
مجموع المشاركات: 2288
هبة الله لجامعة الجزيرة تمثلت في ( نوعية ) الاساتذة الذين التحقوا بها. صحيح ان فيهم بعض ال ( bad apples) لكن الغالبية كانت من نوعية جيدة جدا. ابتداءا من الاساتذة الأجانب و الذين بدأوا الكلية الاعدادية مرورا بالكفاءات المؤهلة و التي كانت موجودة في محيط مدني او بالعاصمة الخرطوم. نهاية بالنوعية الممتازة من خريجي جامعة الخرطوم الذين تم ابتعاثهم بواسطة جامعة الجزيرة. و نوعية الاساتذة هذي، لم تكن حكرا على كلية العلوم و التكنولوجيا وحدها، بل جميع كليات الجامعة.
في عام ١٩٨٤ ، و بعد تخريج الدفعة الأولى، بدأ وصول أفواج من الاساتذة المبتعثين وساتناول هنا موقف كلية العلوم و التكنولوجيا.
قبل ذلك التاريخ كان قسم الكيمياء التطبيقية و تكنولوجيا الكيمياء به من الاساتذة السودانيين: احمد عبد الرحمن طه و يونس ( شهادات من خيرة جامعات انجلترا)، يوسف على رجب ( من امريكا) ، صابر ( من انجلترا) و الأخيرين كانا من ضمن هيئة التدريس بالاعدادية بعد ذلك التاريخ استقبل القسم في مجال الهندسة الكيميائية: علي الزين، و اسماعيل حسن حسين، غوبريال ( انجلترا). في الكيمياء الفيزيائية: صالح ابكر، فتح الرحمن ( من امريكا) والاخير يجب علي أن ( اتجمل كثيرا) ان اردت ان اكتب عنه سطر واحد ايجابي. في الكيمياء التحليلية: محمد عثمان، مختار ( انجلترا). في الكيمياء العضوية : كيرلوس، صلاح النعيم ( انجلترا) ( عندما كنت مبعوثا قابلت سودانيا اكمل الدكتوراة في الكيمياء و لم يرجع للجامعة، وقد ذكر لي أيضا ان رياك مشار كان مبعوثا أيضا ولكنه آثر الزواج من سكرتيرة الملحقية الثقافية في لندن ( الاسكتلندية ايما) على الرجوع للجامعة، ثم متمردا على السودان برمته في النهاية. من الطريف أيضا في هذا القسم ان دكتور لام اكول كان يأتي من كلية الهندسة جامعة الخرطوم استاذا متعاونا بالقسم.
قسم تكنولوجيا الأغذية و السكر: استقبل القسم هؤلاء الاساتذة: تكنولوجيا الأغذية: النور ابو صباح، عبد المجيد ( انجلترا) حسين عثمان، جمال الخليفة ( امريكا) علوم الاغذية: الامين الخليفة، معاوية الدرديري ( امريكا) محمد زين ( انجلترا). قسم الفيزياء التطبيقية و الإلكترونيات و الأجهزة: في الكهرباء و الإلكترونيات و الأجهزة استقبل القسم: عبد الرحيم ساتي، مصطفى نواري ،صلاح الخضر ( انجلترا) ابوبكر الصديق، ( امريكا) في الفيزياء التطبيقية: سليمان الدبيلو ، والذي تلحقه العبارة التي ذكرتها عن فتح الرحمن عباس بتاع الكيمياء( امريكا) ثم مجموعة من الاساتذة الأجانب لتدريس الهندسة الطبية و ميكانيكا الكم و الرياضيات و بعض الفنيين. كما استعان القسم ببعض المتعاونيين لتدريس مواد الاتصالات.
في الرياضيات، استقبلت الكلية: من امريكا: سعد الدين، عبد الفتاح ، باسل من بريطانيا: دفع الله ، ابراهيم اوكير اضافة لوجود عصام البوشي منذ بداية الجامعة
09-21-2025, 07:15 AM
Zakaria Fadel Zakaria Fadel
تاريخ التسجيل: 01-24-2013
مجموع المشاركات: 2288
فاتني ان اذكر ان الكلية أيضا استقبلت أساتذة لقسم المنسوجات عبد المتعال قرشاب، بشير الفاضل ( انجلترا) حضرا قبل افتتاح القسم الفاتح يوسف ( انجلترا) كمال الجاك ( انجلترا) بابكر بدري ( انجلترا).
الكلية أيضا استقبلت روني شاؤول ( كيمياء عضوية ، انجلترا) و محمد صلاح امبابي ( تكنولوجيا البناء ، انجلترا) عادل .... ( احياء ، انجلترا) مكي الطيب ( مايكرويف، انجلترا)
كان الاهتمام في التدريس وبذل أقصى جهد واضحا عند الاساتذة ( عدا قلة) كان التعامل مع الطلاب راقيا يكفي ان مفتاح معمل الحاسوب ( و الذي كان يدرسه استاذ إيراني الجنسية) عندنا نحن الطلاب، ندخله وقتما نشاء و عندما نشاء صحيح ان عدد الطلاب كان قليلا جدا مما زاد من عملية الاهتمام كان نظام الاختبارات المتعددة و تجميع ( درجات المقرر) خلال فترة الفصل الدراسي أمرا محفزا للطلاب على الدراسة بتركيز.
أيضا كان ( هيكلة) الجانب العملي في مقررات اي قسم ك( كورس) قائم بذاته امر غير مسبوق جعل الطلاب يهتمون جدا بالعملي لان نتيجته تدخل في حساب ال GPA. العملي في قسمنا ( الإلكترونيات و الأجهزة) كان عاملا مهما في فهمنا و درايتنا التامة بكل خبايا دراسة الإلكترونيات توفر القطع و الأجهزة اللازمة لاداء تجارب مختلفة في الإلكترونيات بشقيها ( التماثلي، و الرقمي) كان من أكبر عوامل نجاح الخريجين في الاستيعاب السريع لكل ماهو جديد في التكنولوجيا
09-22-2025, 07:53 AM
Zakaria Fadel Zakaria Fadel
تاريخ التسجيل: 01-24-2013
مجموع المشاركات: 2288
كان الجانب العملي الممتاز و المقررات المكثفة ( اكثر من ٢٠٠ ساعة معتمدة دراسة في كل قسم)، جعلا من الطلاب على درجة عالية من التأهيل ثم نأتي إلى ال ( icing on the cake ) وهو مقرر التدريب الصناعي Industrial training كان هذا المقرر ( في الحقيقة ٣ مقررات) احد اهم العوامل في صقل تأهيل الطلاب ب ( خبرة) عملية جيدة جدا في مجال تخصصه. كانت هيكلة هذه المقررات كالآتي: المقرر الاول ( 0 credit hour) عبارة عن mechanical traing يعمل في ورشة مشروع الجزيرة بمارنجان فيه يتدرب الطلاب على مبادئ ميكانيكا السيارات و الآلات المختلفة مدته ٤٥ يوم. كان طلاب الكلية يمكثون بداخلية الجامعة في الكلية الاعدادية و يتم ترحيلهم يوميا إلى الورشة بواسطة بصات الجامعة. بعد نهاية التدريب يكتب الطلاب تقريرا ( اكاديميا) عن هذه الفترة و يقدمون ( presentation) عنها. كان هذا التدريب يتم بعد انتهاء فترة الطلاب بالكلية الاعدادية. ثم هناك المقررين industrial traing I and industrial training II. هذين المقررين لهما تقييم و كلا منهما يقيم ب ( 3 credit hours)
وانا أزعم بأن هذين المقررين هما الذين فتحا الباب واسعا لل ( الثورة) التي حققتها الكلية في مجال التكنولوجيا الحديثة بالبلاد، وهذا هو موضوع المداخلة القادمة.
09-23-2025, 07:53 PM
Zakaria Fadel Zakaria Fadel
تاريخ التسجيل: 01-24-2013
مجموع المشاركات: 2288
اضافة لورش مشروع الجزيرة في مارنجان وبركات ( آليات ثقيلة و خفيفة) كانت بعض المؤسسات التي استضافت طلاب الكلية في ال industrial training هي : معامل ضبط الجودة - وزارة الصناعة مصنع اليونين كاربايد - المنطقة الصناعية بحري المدبغة الحكومية - مدني البحوث و الاستشارات الصناعية - بحري مصنع سعيد للمواد الغذائية- بحري وكالة سونا للانباء - الخرطوم محطة بحري الحرارية - قسم التشغيل مؤسسة المواصلات السلكية واللاسلكية- دار الهاتف شركة بطاريات الروبي معامل اميفارما مطار الخرطوم - قسم الأجهزة NCR - الخرطوم مستشفى الذرة- الخرطوم شركة الكهرباء- الخرطوم
09-29-2025, 05:32 PM
Zakaria Fadel Zakaria Fadel
تاريخ التسجيل: 01-24-2013
مجموع المشاركات: 2288
كان الطلاب في الكلية مستعدون تماما لهذا التدريب. طلاب قسم الأغذية: كانوا قد تلقوا مقررات مكثفة في الكيمياء ( التحليلية، العضوية، الفيزيائية) مقررات جيدة في الأحياء ( بشقيها علوم النبات و الحيوان..) كانت لهم قدرات جيدة في الرياضيات و الإحصاء. اضافة لمقرر ممتاز في الحاسوب
كل هذه المقررات كان لها جانب عملي ممتاز.
طلاب قسم الكيمياء: اضافة للمقررات المكثفة في الكيمياء ( والتي درسوها مشاركة مع طلاب قسم الأغذية) كان لهم أكثر من مقرر في الكيمياء غير العضوية. مقررات جيدة في الهندسة الكيميائية ( انتقال الحرارة، الانتقال الكلي، تحكم العمليات...الخ) كذلك مشاركة طلاب الكلية في مقررات الحاسوب و الرياضيات و الإحصاء. مع الجانب العملي و الذي كان ممتازا.
طلاب قسم الفيزياء التطبيقية و الإلكترونيات و الأجهزة:
كانت لهم مقررات في (الكيمياء الفيزيائية، فيزياء الحالة الصلبة) مقررات في (الميكانيكا الكمية، ميكانيكا الموائع ، انتقال الحرارة) مقررات في ( الاهتزازات و الموجات ، تحليل الاشارات رقمية و تماثلية، تصميم الاجهزة، ) مقررات في الهندسة الكهربائية ( تحليل الدوائر الكهربائية، الشبكات الكهربائية، الاتصالات، التحكم)) مقررات في هندسة الإلكترونيات ( إلكترونيات تماثلية و رقمية ، التصميم الرقمي المنطقي ، المعالج الرقمي، computer interfacing) الرياضيات (كان لطلاب القسم اضافة لمشاركة طلاب الكلية في الرياضيات و الإحصاء كان لهم ثلاث مقررات اضافية في ال advanced calculus درس فيه الطلاب تحويلات فورير و لابلاس و z transform اضافة لمقررين في علوم الحاسوب. كان الجانب العملي في القسم اكثر من ممتاز
بكل هذه التجهيزات و الأسلحة دخل الطلاب سوق العمل من باب هذا التدريب الصناعي Industrial training
10-05-2025, 07:00 AM
Zakaria Fadel Zakaria Fadel
تاريخ التسجيل: 01-24-2013
مجموع المشاركات: 2288
عندما كنت مساعدا للتدريس بالكلية، وقع تحت بصري ملف ضخم عن التقارير التي كانت تأتي للقسم من مؤسسات قضى بها طلاب الكلية مقرر التدريب الصناعي. كان أكثر من ٩٠% من هذه التقارير تحمل اشادة كبرى بمدى قدرات الطلاب في الاستيعاب السريع لكل المتطلبات و المقدرة على التعامل مع العناصر البشرية و التكنولوجية بمهارة واضحة و في زمن وجيز. وقتها لم نكن نعلم ( نحن في القسم) بأن الكلية قد ( وضعت اولى بذور) الثورة التكنولوجية في سوق العمل بالسودان. سارت دفة العمل بصورة روتينية في الكلية. وقتها كنت ( اضافة لعملي كمساعد تدريس بالقسم) عنصرا مهما في مكتب الإمتحانات بالكلية. الأمر الذي جعلني قريبا جدا من إدارة الكلية في صيف عام ١٩٨٦. كنت بداخلية طلاب الكلية في عصر يوم عادي. فاذا ب احد ( الصبية) و الذين يعملون بمقهى النشاط، و كانت تربطني بهم علاقة قوية جدا ( منذ أن كنت طالبا) جاء الصبي إلى الغرفة التي كنت ( مقيلا) بها ليخبرني بأن أشخاص حضروا بسيارة عليها شعار شركة كنانة يسألون عني. ذهبت معه إلى المقهى و هناك وجدت ٣ من خريجي الدفعة الأولى يجلسون على طاولة هم الإخوة: عبد الرازق الجاك و الفاضل عكاشة ( من قسمنا) و كندا توتو كوريا ( من قسم الاغذية)، بعد التحايا أخبروني انهم يريدون لقاءا مع عميد الكلية في موضوع مهم جدا جدا. و انهم يريدون مني ان احضر هذا اللقاء لكي امثل حلقة وصل بينهم كخريجين و بين إدارة الكلية و عندما سألتهم هل الأمر يخصهم شخصيا ام لكل الخريجين؟ جاءني ردا من الأخ كندا لم ندرى( وقتها) جميعا بأنهم في الطريق لتصحيح مفهوم ( الهندسة ) في السودان و بصورة تفتح الباب واسعا لاطراف عدة. توكلت على الله و قلت لهم هيا بنا إلى منزل العميد ...... وقد كان
10-06-2025, 09:02 AM
Zakaria Fadel Zakaria Fadel
تاريخ التسجيل: 01-24-2013
مجموع المشاركات: 2288
سوف اعود للرد الذي قاله الأخ كندا لاحقا لانه كرره عندما التقينا بالسيد العميد دكتور النور ابوصالح ( وقتها) في منزله. ركبت معهم العربة و ارشدتهم لمنزل العميد الذي أعلمه جيدا وقد كان وقتها بحي بانت العريق بودمدني. وصلنا المنزل قبل صلاة المغرب ثم طرقت الباب. فتح الباب ابن العميد الأكبر. كان يعرفني، و بعد التحية سألته عن والده. لم يجبني مباشرة بل طلب منا الدخول ، وقادنا إلى صالون المنزل ثم رجع إلى داخل المنزل. عاد بعد برهة حاملا معدات شاي و حليب. ثم أخبرنا بأن والده في المسجد القريب لاداء صلاة المغرب. ( الأمر الذي اثار إعجابنا و علق عبد الرازق على جودة تربية الابن). ثم جاء العميد و رحب بنا ترحيبا حارا. ثم دار بيننا حوارا مطولا أزعم انه كان سببا في وضع الكلية في الموقع الذي تستحقه و فاتحا الباب لاجراءات تتابعت ( رغم أنها قادت لاضراب كاد ان يتسبب في إغلاق الجامعة ولكن الله سلم)...
10-07-2025, 03:54 AM
Zakaria Fadel Zakaria Fadel
تاريخ التسجيل: 01-24-2013
مجموع المشاركات: 2288
دكتور النور ابوصباح ( عميد الكلية وقتها) كان اداريا جيدا. وكانت له ميزة ، قبل أي اجتماع كان يعلم - موهبة في إدراك - اي اتجاه سيأخذه النقاش في هذا الاجتماع ، من محاولة ( فهم) الشخصيات في هذا الاجتماع. بدأت انا الحديث بعد ترحيب العميد معرفا د. النور بالحضور ( بالطبع هو كان يعرف كندا توتو جيدا). واذكر انه داعب كندا قائلا: اثبتوا نفسكم في كنانة جيدا ، قبل أن تروح كلمة sugar من اسم القسم ( في إشارة للصراع الذي كان قائما بين الزراعيين و المهندسين في قسم تكنولوجيا الأغذية). ثم جاء دور خريجي الدفعة الأولى في الحديث. كان اول المتحدثون اخونا عبد الرازق الجاك، قال ( بعد أن شكر الكلية على المجهودات): نحن الآن في كنانة نواجه مشكلة كبيرة ، تتمثل في تصنفينا ( نقابيا) في المصنع.وهذا بالتالي سيؤثر على مسيرتنا المهنية. نقابة المهندسين رفضت اعتبارنا اعضاء بها ، بحكم اننا لم نتخرج من كلية تحمل كلمة هندسة. نقابة العلميين رفضتنا لأننا نعمل في أقسام هندسية. كثير من الامتيازات التي يحظى بها خريجي الهندسة لا ننالها. وعندما كثر الاحتجاج من جانبنا قيل لنا : ارجعوا للكلية ثم احضروا لنا اعترافا من المجلس الهندسي بالسودان ان هذه الكلية ( رغم اسمها ) هي كلية هندسة. ثم جاء دور كندا في الحديث و قال عبارة شغلت العميد كثيرا ( كان قد قالها لي في النشاط) هذه العبارة هي التي جعلت العميد يبذل قصارى جهده في محاولة ( ضم ) الكلية للمجلس الهندسي كان كندا قد قال ( بعد التأمين على كلام عبد الرازق) : مهنيا في المصنع ، لا تواجهنا اي مشكلة من ناحية العمل بل ان زميلنا ابراهيم جاليلو يرتقي جيدا في مجال الإدارة بالقسم الذي نعمل به. المشكلة هي أن الذين يؤمنون بنا وبقدراتنا في المصنع هم الإداريين الأجانب و قد يأتي يوم و تصبح الإدارة وطنية عندها لن نجد من يفهم طبيعة خريج الكلية، و لذا لابد من مواجهة هذه المشكلة الان ، و لابد أن تفهم كل المؤسسات ذات الصلة بأن مفهوم ( الهندسة) عالميا الان يشمل مجالات عدة غير موجودة حاليا في السودان و لكنها قد تأتي.
هذا الحديث وجد اهتماما كبيرا من دكتور النور. بل شكل له نقطة مهمة جدا في صراعه مع ( محور الشر) في الكلية و الذي كان يحارب بقوة ( اي ميل من الكلية نحو الأجسام الهندسية)
امتد النقاش إلى حين موعد صلاة العشاء، غادرنا بعدها منزل العميد وفي الطريق إلى مكان سكني تم ( تحريشي) من قبل الزملاء بأن انقل ما دار لرابطة طلاب الكلية ، و دفعهم لأخذ زمام مبادرة ما من اجل دفع مجهود العميد في الإتجاه نحو المجلس الهندسي
10-08-2025, 06:30 AM
Zakaria Fadel Zakaria Fadel
تاريخ التسجيل: 01-24-2013
مجموع المشاركات: 2288
اذكر انه في اليوم التالي لهذه الزيارة، و عندما وصلت الكلية في الصباح ، و جدت كل الكلية قد علمت بنبأ زيارة الخريجين لمنزل العميد. كان مكتبي ( كمساعد تدريس) في الطابق الثاني لمبنى القسم ( حيث توجد ال ٣ معامل الأساسية). دخلت المكتب و الذي كان له باب جانبي ثان يفتح على معمل الإلكترونيات الأساسية...و عندما فتحته وجدت دكتور عبد الرحيم ساتي رئيس القسم جالسا في المعمل مع بعض الفنيين. بادرتهم بالتحية ، و على الفور جاءني دكتور ساتي في المكتب مغلقا هذا الباب الجانبي متسائلا: هل تمت زيارة الأمس بتخطيط مني ام مبادرة من الخريجين؟ السؤال كان دافعه هو ان القسم ( و الكلية برمتها) كانت تشهد صراعا صامتا حول ( إلى من تنتمي الكلية). بعد تأكيد ان الزيارة ليس لي اي دخل في الاعداد لها، دار بعض الحوار حول ما جاء فيها، ثم انتهى بأن أخبرني رئيس القسم بإعداد قائمة بخريجي كل الدفع من القسم ( وقتها كان مجمل الخريجين من القسم يفوق ال ٤٠ خريجا بقليل من ٤ دفع) والقالمة يجب أن تحوي ( بقدر الإمكان) مكان و طبيعة عمل الخريج و تقديم هذه القائمة في اجتماع القسم المقبل. خرج رئيس القسم من مكتبي ليصبح المكتب بعدها قبلة للزوار. كل له رواية و ( شمار زايد) لما حدث بالأمس في منزل العميد. في أثناء ذاك اليوم تمكنت من لقاء رئيس رابطة طلاب الكلية ( في دهاليز القسم) و أخبرته بضرورة لقاءنا مساء اليوم في نشاط الجامعة. كانت الرابطة و اتحاد الطلاب وقتها يهيمن عليهما تنظيم رابطة الطلاب المستقلين ( لم تكن علاقتي بالتنظيم جيدة فقد كنت دائم التهكم على الرابطة منذ أن كنت طالبا ) في المساء التقيت برئيس الرابطة و ٢ من اللجنة التنفيذية. رغم الشك الذي يعتريهم من ناحيتي الا انني تمكنت من اقناعهم بضرورة ان تتحرك الرابطة في اتجاه دفع جهد العميد لكي تنتزع الكلية اعترافا من المجلس الهندسي بأنها كلية هندسية. كان لي جهد أيضا مع بعض التنظيمات السياسية الطلابية بالكلية فقد أصدر الاتجاه الاسلامي بالجامعة بيانا دعى فيه إدارة الجامعة لتبنى قضية خريجي الكلية العادلة ( كما اسماها) في تحديد هوية الخريج. كانت اهم مشاركة تنظيمات الطلاب السياسية هو نجاح طلاب الجبهة الديمقراطية بالجامعة في نقل قضية خريج الكلية بصورة رائعة إلى صفحات جريدة الميدان و عرضها للسودان كله. ففي صفحة كاملة كتب ( مهندس فني) مقالا رائعا بعد عدة ايام من الزيارة عن الكلية و خريجيها و عن قصور المجلس الهندسي في ( تطوير مهنة الهندسة و الالمام بكل تفاصيلها) وقد كان للمقال صدى كبير في الاوساط العلمية و ساسة التعليم العالي في البلاد. ثمرة المقال تمخضت عن زيارات متتالية لبعض اعضاء المجلس الهندسي للكلية على رأسهم عمر البكري ابو حراز و المغفور له محمود شريف ولكن فجر هذا الحراك صراعا كبيرا ( كان صامتا داخل اروقة الكلية) بين أساتذة الكلية بين جناح يرفض انضمام الكلية للمجلس الهندسي و آخر يريد لها الانضمام. صراع تدنى فيه مستوى بعض الاساتذة لاسفل سافلين.
10-08-2025, 12:08 PM
Zakaria Fadel Zakaria Fadel
تاريخ التسجيل: 01-24-2013
مجموع المشاركات: 2288
كان قائد الجناح الذي يرفض انضمام الكلية للمجلس الهندسي من كل قسم: من قسمنا كان دكتور سليمان الدبيلو احد أسوأ الاساتذة بالقسم خاصة في الجانب الأكاديمي الرجل كان خريجا من جامعة الخرطوم كلية العلوم قسم الفيزياء، نال درجة الدكتوراة من امريكا في مجال الارصاد.
من قسم الكيمياء التطبيقية و تكنولوجيا الكيمياء كان دكتور فتح الرحمن عباس احد أسوأ الاساتذة سلوكا و اكاديميا الرجل كان خريج جامعة الخرطوم كلية العلوم قسم الكيمياء و نال درجة الدكتوراة من امريكا في مجال الكيمياء الفيزيائية
من قسم الأغذية كان دكتور معاوية الدرديري، كان ممتاز اكاديميا و نال درجة الدكتوراة من امريكا في مجال علوم الأغذية. يناصرهم دكتور الامين الخليفة ( دكتوراة من امريكا، علوم الاغذية) دكتور محمد الامين صابر ( دكتوراة من بريطانيا، كيمياء غير عضوية) دكتور محمد زين ( دكتوراة من بريطانيا ، علوم الاغذية) دكتور بابكر بدري ( دكتوراة من بريطانيا، قسم النسيج)
اما الجناح الآخر ( وقد كانوا أغلبية بالكلية) كان يقودهم دكتور النور ابو صباح. عميد الكلية ( خريج هندسة كيميائية جامعة الخرطوم ، دكتوراة من بريطانيا) دكتور على الزين. و دكتور اسماعيل حسن حسين ( ايضا من قسم الهندسة الكيميائية و دكتوراة من بريطانيا) دكتور بشير الفاضل، عميد سابق ( خريج هندسة ميكانيكية و دكتوراة من بريطانيا) دكتور عبد الرحيم ساتي و دكتور مصطفى نواري ( هندسة كهربائية و دكتوراة من بريطانيا) دكتور ابوبكر الصديق ميرغني ( هندسة كهربائية و دكتوراة من امريكا) و تقريبا كل باقي أساتذة الكلية. وجدت الكلية دعما قويا من دكتور محمود شريف الاستاذ التعاون بقسمنا و رئيس قسم التحكم في هيئة الكهرباء.
اثمرت الاجتماعات المكثفة مع المجلس الهندسي لإجراء بعض التعديلات في الهيكل الدراسي للكلية ثم موافقة المجلس الهندسي على اعتبار خريجي الكلية ( مهندسين) اعتبارا من الدفعة السادسة
كنت من اشد الرافضين لهذا الإجراء و تقريبا كل طلاب الكلية. أوشكت الجامعة على الاغلاق بسبب الرفض الطلابي ولكن الجامعة مضت قدما في تطبيق شروط المجلس الهندسي.
10-09-2025, 03:42 AM
Zakaria Fadel Zakaria Fadel
تاريخ التسجيل: 01-24-2013
مجموع المشاركات: 2288
كان مدير الجامعة وقتها بروفسور ميرغني عبد العال حمور ( رحمه الله) كان ( طيب القلب) هينا و لينا. لا يحب اغضاب اي فرد حتى لو اختلف معه. كانت قرارته دائما تصب في محاولة إرضاء الجميع. و عبر إدارته... تمت عملية ( تمييع) الغرض من انشاء الكلية. فقد: رضخت إدارة الجامعة ( الكلية) على تخفيض فترة الكلية الاعدادية بالنسبة لكليتنا من ٤ فصول دراسية إلى فصلين دراسيين. ( برر المجلس الهندسي هذا الإجراء بحتمية تخفيض نسبة مقررات العلوم في الهيكل الدراسي لجميع الاقسام)
رضخت إدارة الكلية لعملية إلغاء ( العملي) كمقرر منفصل ، و ربطه بالمقرر الذي يناسب التجارب العملية ( كما يتم الأمر في جميع الجامعات) اذكر انني كنت من الرافضين لهذا الأمر ( اعتبرني البعض معترضا لفقداني سطوة بحكم مقرر العملي لطلاب القسم كنت انا المسؤول عنه، ولكن عندما يلحق العملي بمقرر ما يصبح استاذ المقرر هو المسؤول) وقد كتبت مذكرة لعميد الكلية ( عبر رئيس القسم) عن ان هذا الإجراء سيفقد القسم عدة مميزات مهمة جدا : اولا سيقل اهتمام الطلاب بالعملي كثيرا طريقة كتابة تقرير كل تجربة لن تكون مفيدة ( كما في نظامنا السابق) لان الطلاب سوف يتبادلون كتابة التقارير خارج المعمل كنا في السابق لا نطلب تقريرا عن التجربة، بل كان لدينا ما يعرف ب ال log book وهو ( دفتر ) لا يخرج من المعمل اطلاقا، بل كان الطلاب يكتبون ( التقرير ) في هذا الملف داخل المعمل و أثناء تطبيقهم للعملي، كان هذا الإجراء يضمن تماما ان الطالب يكتب تقريره بنفسه تحت سمع و بصر مساعد التدريس.
أيضا رفع المجلس الهندسي نسبة مقررات ( التصميم) في كل أقسام الكلية. انخفضت الساعات المعتمدة للغة الانجليزية إلى ٨ ساعات معتمدة بدلا من ١٦ ساعة ، الأمر الذي أضعف مهارات الطلاب في التعاطي مع اللغة الانجليزية كتابة و مخاطبة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Zakaria Fadel
حيدر حسن ميرغني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست