ورقة سياسات تجاوز معضلة الإسلاميين والانتقال الديمقراطي في السودان: رؤية استراتيجية أولًا: الخلفية
شهد السودان منذ الاستقلال صراعًا متكررًا حول هوية الدولة بين تيارين أساسيين:
التيار الإسلامي الذي رفع شعار "الإسلام دين ودولة"، وسعى لاحتكار السلطة عبر استخدام الدين.
التيار العلماني أو المدني الذي دعا لفصل الدين عن الدولة كشرط للحداثة والديمقراطية.
هذا الاستقطاب الهوياتي أفضى إلى حروب أهلية، انقلابات عسكرية، وتمزيق النسيج الاجتماعي. ورغم سقوط نظام الإسلاميين في 2019، إلا أن بقايا مشروعهم الأيديولوجي ما زالت فاعلة، وتشكل عائقًا أمام بناء نظام ديمقراطي مستقر.
ثانيًا: المشكلة
المعضلة المركزية هي:
كيف تتجاوز القوى المدنية السودانية استقطاب الإسلاميين/العلمانيين؟
وكيف تقود عملية انتقال ديمقراطي شامل دون تكرار أخطاء الماضي؟
ثالثًا: الأهداف
إعادة تعريف الصراع بوصفه صراعًا بين الديمقراطية والاستبداد، لا بين الإسلام والعلمانية.
بناء جبهة مدنية واسعة تستوعب التنوع وتستبعد فقط دعاة العنف والتسلط.
صياغة عقد اجتماعي جديد يضمن التعددية ويحمي الدين من التسييس.
حسم النقاش حول الهوية الدينية بترحيله إلى عقد اجتماعي ودستور جديد، وعدم جعله شرطًا للانتقال.
تعزيز وحدة الصف المدني عبر جبهة عريضة لا تُقصي إلا دعاة العنف.
التعامل مع الإسلاميين ببراغماتية: العزل للمتطرفين، والاحتواء للمعتدلين.
جعل معيشة المواطن اليومية في قلب المشروع الديمقراطي.
تحييد السودان عن صراعات المحاور عبر دبلوماسية نشطة متوازنة.
استخدام الذاكرة الوطنية (توثيق جرائم النظام السابق) كأداة للتربية السياسية ومنع تكرار الاستبداد.
إن تجاوز معضلة الإسلاميين لا يعني إقصاءهم كأفراد أو قوى، بل كسر احتكار مشروعهم الأيديولوجي السلطوي. الانتقال الديمقراطي في السودان لن ينجح إلا إذا تجاوز ثنائية "الإسلامي vs العلماني" نحو مواجهة الحقيقة: الديمقراطي vs الاستبدادي. وبهذا وحده يمكن للسودان أن يكتب صفحة جديدة في تاريخه، ويصبح نموذجًا لديمقراطية تعددية في المنطقة.
09-01-2025, 02:54 PM
Nasr Nasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 11414
الصراع أو فلنقل الصراعات في السودان لم تك علمانية في مقابل الإسلاموية بل كانت وفي غالبها الأعم صراعات الديمقراطية ضد الديكتاتورية ما هي نفس الاحزاب التي صوتت لمشروع الدستور الإسلامي في أعوام ٦٨ و ٦٩ هي نفس الأحزاب التي وقعت علي ميثاق أسمرا للقضايا المصيرية في عام ١٩٩٥ والذي ينص علي علمانية الدولة ودولة نميري العلمانية الإشتراكية تحولت في يوم واحد في عام ١٩٨٣ لدولة شريعة إسلامية وكان السبب في ذلك رغبة الديكتاتور نميري في إطالة أمد الديكتاتورية بإستخدام الدين والشريعة الإسلامية لأرهاب الشعب الغاضب والرافض لحكمه والديكتاتور البشير الذي أعلن إنتماؤه وحكومته للإسلامويين لم يطبق شريعة ولا ليوم واحدة طيلة ٣٠ سنة من حكمه وحكم الإسلامويين ( النميري طبق حدود قطع يد وحرابة أكثر مما طبق البشير ) الشريعة كانت وما زلت موضوع مزايدة يستعين أو لا يستعين بها الديكتاتور زي سيف في يد الحاكم يشهره للتهديد متي ما أستشعر تمردا من شعبه ويرجعه سالما لجفيره متي ما إطمأن
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة