في تاريخنا السياسي الحديث، وقف قادة كثيرون أمام شعوبهم، مدّوا أياديهم على المصحف الشريف، وحلفوا بأغلظ الأيمان أن يكونوا أوفياء للعدل والحرية. قالوا لنا إن الأمان عهدهم، وإن مستقبل البلاد أمانة في أعناقهم. فصدّقناهم ومنحناهم ثقة ثمينة، كأنها الروح تُسلَّم في لحظة طمأنينة. لكن ما الذي حدث بعد ذلك؟ تكسرت الوعود، وانقلبت الأيمان إلى حبال خانقة. الذين أقسموا بالله، هم أنفسهم من حكموا بالنار والحديد، شرّدوا الملايين، أهلكوا الحرث والنسل، وأغرقوا البلاد في بحرٍ من الدم والخراب. ثم جاء مشهد مختلف تمامًا- عبد العزيز الحلو، نائب رئيس كيان التأسيس، لم يضع يده على أي كتاب سماوي حين طُلب منه القسم. بل رفع يديه إلى السماء، وأعلن أن التزامه هو عهد مع الشعب، وأنه لن يكون سوى خادم لهم. هنا انطلقت سهام الاتهامات - علماني، كافر، زنديق. لكن السؤال الجوهري يظل قائمًا: أليس الورع الحقيقي أن يخشى الإنسان أن يحلف بالله كاذبًا؟ أليست التقوى أن يترفع المرء عن القسم بالمقدس إن كان لا يضمن الوفاء؟ إن الذي يرفض تلويث قداسة القسم بلسانٍ غادر، أكثر صدقًا من الذي يحلف وهو يضمر الغدر. الرجل الذي رفع يديه إلى السماء علّمنا أن القسم ليس كلمات على كتاب، بل فعل أخلاقي يتجسّد في الوفاء للشعب والالتزام بالعدل.
لقد خانونا بالأيمان المغلظة، بينما الذي لم يحلف قدّم درسًا بليغًا: أن أعظم قسم هو العمل الصالح، وأقدس يمين هو خدمة الناس، وأغلظ إيمان هو أن تحكم بضميرك قبل أن تحكم بسلطانك. فيا من تاجرتم بالمقدسات وسرقتم مستقبل البلاد، بأي وجه ستقابلون التاريخ؟ وبأي حجة ستخاطبون أطفال هذا الوطن غدًا؟ *إن الشعب السوداني لن ينسى. التاريخ لن يغفر. والله يمهل ولا يهمل وحقيقة الكفار أوثق عهد منكم .
أما ذاك الرجل الحلو فينا ** ما مدَّ يداً على كتابٍ بل رفعَها للسماءِ يقولُ: ** "قسمي أن أكونَ خادماً" *** لكم لا سيداً عليكم أبدًا ** فرمَوه بالزندقةِ والضلالِ لم يفهموا أن الورعَ صدقٌ ** ليس في كثرةِ الحلفانِ أيَّ وجهٍ ستلقون اللهَ به ** وكيفَ ستواجهونَ التاريخَ وكيفَ تجيبونَ أطفالاً تساءلُ ** لماذا خنتمونا باسمِ الله؟
08-31-2025, 05:17 AM
Biraima M Adam Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 34306
شوفوا دين الكيزان يعمل شنو؟ عبد العزيز كان مسلماً وولد لأبوين مسلمين. الأن يؤدى القسم إلي السماء دون الركون لكتاب مقدس. كلمناكم يا كيزان أن التشدد في الدين مدعاة لأبتعاد الناس عن الدين.
بريمة
08-31-2025, 09:14 AM
Zein Abdalla Zein Abdalla
تاريخ التسجيل: 10-30-2023
مجموع المشاركات: 506
الحليفة علي المصحف ليست بامر ديني وفي بداية الاسلام لم تكن هناك مصاحف ليتم الحلف عليها. حتى الحليفة برفع اليد واظهار الكف غير ضرورية ولكن جرت العادة عليها فالهدف منها كان معرفة اذا كان الشخص لديه سجل اجرامي فكان يتم وضع علامة دائمة في كف اي مجرم ويسمح للشخص بالشهادة بعد اظهار كفه للقاضي.
08-31-2025, 12:02 PM
Biraima M Adam Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 34306
Quote: الحليفة علي المصحف ليست بامر ديني وفي بداية الاسلام لم تكن هناك مصاحف ليتم الحلف عليها. حتى الحليفة برفع اليد واظهار الكف غير ضرورية ولكن جرت العادة عليها فالهدف منها كان معرفة اذا كان الشخص لديه سجل اجرامي فكان يتم وضع علامة دائمة في كف اي مجرم ويسمح للشخص بالشهادة بعد اظهار كفه للقاضي.
علم والله يا دكتور زين. أحسنت.
بريمة
08-31-2025, 02:34 PM
هدى ميرغنى هدى ميرغنى
تاريخ التسجيل: 10-27-2021
مجموع المشاركات: 6466
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة