|
Re: د. حامد برقو : ( الغباء الدبلوماسي وسط تعق (Re: دينق عبد الله)
|
الغباء الدبلوماسي وسط تعقيدات العالم من حولنا...!
(١) ك ساسة أشك أننا كنا حضوراً يوم أن قسمت الكياسة بين سكان الأرض هذه . الا و لما تعامل من يظهر ابلغ صور الإنكسار أمام مواطني دول جامعة أحمد ابو الغيط بالتعالي الأجوف كعمل تعويضي تجاه أبناء جلدته - لا لشيء غير أنه يحمل ملامح إخوتنا (الذين ينازعوننا أرض الفشقة بإيعاز من قبل من نمده بذهب بلادنا و هو يتكرم علينا بأدوات الفناء في أبشع صور رد الجميل ) بينما الآخر( أقصد به ابن جلدته) تغلب عليه سمات أهل مالي أو النيجر.
غيابنا ( و أعني المشتغلين بالسياسة) عن يوم تقسيم الفطنة بين العالمين هو ما تسبب في حجز بلادنا مقاعداً متقدمة في أسفل كل قائمة مجد و أعلى مقابلها في البؤس و البقاء فيها رغبة من البعض برغم أن أكثرنا لها كارهون بعجز و ببعض الألم .
(٢) تداول مهمة تسيير أمور الناس في ذلك البلد الشرق أفريقي يشبه واقعنا الي حد كبير ؛ حيث لم يسمح للمنحدرين من غير مجموعتين فقط مجرد التفكير في الجلوس بالقصر الرئاسي ، كما جرت العادة عندنا في السودان ( و العادة لا تجري على قول مدربي معسكرات التدريب العسكري). لذا فإن أي محاولة من قبل من ينحدرون من خارج تلك المجموعات تعد مغامرة مرفوضة من قبل الجميع ( بما فيهم ضحايا التمييز انفسهم ، لأن العادة جرت على ذلك النحو). و لأن طريقة منح العطاءات الحكومية هناك نسخة منقحة من عبقريتنا السودانية و التي في العقدين الأخيرين من عمر نظام المخلوع عمر البشير وصلت مرحلة يستحيل معها الفوز بعطاء حكومى دون أن تكون شريكاً (لأرملة وزير دفاع سابق) أو شريكاً لأحد أشقاء الرئيس البشير - هذا عوضاً عن الأقليم الذي ولد فيه أسلافك ( دون أن يكون لك في الأمر أي يد) . للأسباب الآنفة الذكر؛ كان أمراً غريباً أن يتلقى المدير التنفيذي للمؤسسة الربحية مكالمة إستدعاء من قبل موقع سامي بالدولة . هناك أخبر الرجل التنفيذي بأن عطاءً لتوريد نفط خام قد منح للمؤسسة . و الأغرب ان المدير التنفيذي لمؤسستي كان من عامة الناس. على نقيض أحد اقربائي الذي وظف أحد أشقاء الرئيس المخلوع ليكون الرجل التنفيذي الاول لمؤسسته في الخرطوم حتى يضمن سلاسة تسيير أعماله و حمايتها من تغول الآخرين و أولهم؛ الإبتزاز الحتمي من قبل الفريق أول صلاح قوش....!!
(٣) أصل القصة :- ما يقارب العقدين تماما كان هنالك انتخابات رئاسية في ذلك البلد الذي يمثل اليوم رأس الرمح التنسيقي و اللوجستي في الحرب التي تشن على السودان من قبل قوى الشر منذ منتصف ابريل ٢٠٢٣
و المنافسة كانت محتدمة بين يساري من عامة الناس اي من خارج المنظومة المسموح لها بالحكم و منافس اخر بطبيعة الحال من المنظومة الحاكمة منذ استقلال بلادهم . و لأن حظوظ المرشح اليساري كانت أكبر ؛ هرول الحكام التقليديون للدولة نحو الغرب طلبا للمساعدة المالية و غير المالية . بزعم أن منافسهم شيوعي و يساري مسنود من قبل المعسكر الشرقي الأحمر ( إن وجد). و لأن النظام المالي للدولة المسؤولة لا يسمح بمثل تلك المساعدات تم توجيههم الي أحد بلدان الشعوب التي يمنح حكامها مليارات الدولارات للاخرين رغبة و رهبة دون أي رقيب أو حسيب من قبل الشعوب النائمة. بذلك تمكنت المؤسسة من إتمام المهمة بنجاح في إطارها التجاري البحت. لكن ظل السؤال قائماً لماذا مؤسستنا دون الاخريات و خاصة أننا لسنا من المقربين ؟ ببساطة كان لإيقاع أسم المؤسسة الكلمة الأخيرة. أي أن الاسم كان يوحي بأنه ملك للشعب و بذلك تم الإخراج في ثوب المنح و المساعدات لحكومة شعب فقير . (٤) بالنتيجة قد أُسقط مرشح الشعب و نجح المدعوم من قبل الغرب بالمال و الآلة الإعلامية المصاحبة. إنه العالم الذي نحن جزء منه..
لذا حاوروا كفيل المليشيا المتمردة وقتما هو رغب في ذلك. برغم أن الميليشيا المقيتة في طريقها إلى الهزيمة النكراء.
و رغم الأداء البطولي و الاستثنائي لقواتنا الوطنية في جبهات القتال الا أن ادائنا الدبلوماسي ( بإستثناء سفير واحد تقريبا و هو الحارث إدريس ) أكثر من متواضع، بل باعث للإشفاق. و هو انعكاس طبيعي للفعل الانتقائي الاقصائي في اختيار موظفي السلك الدبلوماسي منذ استقلال بلادنا.
و الأمر الاخر؛ مازال بيد الكفيل الإقليمي الورقة الرابحة لدي الغرب و الإدارة الأمريكية بشكل خاص. و هي تكمن في الاستثمارات الهائلة لصندوقه السيادي في سوق العمل الأمريكي أو الغربي.
لهذا و ليس إستسلاماً لكن من الصعب أن ترى اي مظلمة ضد ذلك الكفيل النور في المحاكم الدولية بسهولة و يسر - على الأقل في عهد صاحب عقلية تاجر الأواني المنزلية المستخدمة في السياسة الدولية - الرئيس دونالد ترامب...!!
د. حامد برقو عبدالرحمن [email protected]
| |

|
|
|
|