تفكيك السرد الاجتماعي في رواية "نمر الكندو": تمثلات المرأة السودانية بين الهياكل التقليدية ومساحات المقاومة مقدمة تفكيكية تقدم رواية "نمر الكندو" للكاتبة عفاف أبوكشوه نموذجاً ثرياً للتفكيك الاجتماعي من خلال سردها الذي يعيد تشكيل التمثلات التقليدية للمرأة السودانية. لا تكتفي الرواية بسرد حكاية فردية، بل تقوم بتفكيك الخطاب الاجتماعي السائد وإعادة تركيب الهويات ضمن شبكة معقدة من العلاقات السلطوية. تفكيك الثنائيات التقليدية ثنائية الخاص/العام تعمل الرواية على تفكيك التمييز التقليدي بين الفضاء الخاص (المنزلي) والفضاء العام (السياسي). فتحولات أم دلال تظهر كيف أن الشخصي هو سياسي بطبيعته، وأن المعارك اليومية في الفضاء المنزلي تمثل أساس الصراع في المجال العام. ثنائية الذكورة/الأنوثة تقاوم الرواية التصنيفات الجندرية الثابتة من خلال تقديم "النمر" كرمز يتجاوز الثنائيات التقليدية. القوة الكامنة في المرأة ليست نسخة من الذكورة ولا نقيضاً للأنوثة، بل هي كينونة متجاوزة لهذه التصنيفات. تفكيك خطاب السلطة سلطة التقاليد تعيد الرواية قراءة الخطاب التقليدي ليس ككيان monolithic بل كنسق قابل للتفكيك. التمييز بين الذكور والإناث في الأسرة لا يظهر كقمع خالص، بل كبنية قابلة للمقاومة وإعادة التشكيل.
سلطة السرد التاريخي تستدعي الرواية شخصيات تاريخية مثل فاطمة أحمد إبراهيم ليس لتقديم سرد بطولي، بل لتفكيك خطاب التاريخ الرسمي وإدخال الأصوات المهمشة ضمن السردية التاريخية.
الانزياحات السردية وتفكيك المركز الانزياح اللغوي تمزج الرواية بين الفصحى والمحكية السودانية، مخلخة مركزية اللغة الفصحى التقليدية في الأدب، ومؤسسة لخطاب هجين يعكس التعددية الثقافية.
الانزياح الزمني الارتدادات الاسترجاعية لا تخدم فقط تطوير الحبكة، بل تعمل على تفكيك الخطاب الزمني الخطي، مقدمة بديلاً من الزمن المتشابك الذي تتعايش فيه الماضي والحاضر.
تفكيك مفهوم الهوية الهوية كعملية متغيرة تمثل أم دلال نموذجاً للهوية المتغيرة غير الثابتة، التي تتشكل عبر الصراع والتفاعل مع البنى الاجتماعية، وليس وفقاً لتصنيفات ثابتة.
الهوية الجمعية المفككة الذاكرة الجمعية التي تستحضرها الرواية ليست نسقاً موحداً، بل فسيفساء من التجارب المتعددة التي تتحدى فكرة الهوية الأحادية.
سردية ما بعد التفكيك تقدم "نمر الكندو" سرداً ما بعد تفكيكي يتميز بعدة خصائص:
رفض المركزيات: ترفض مركزية الذكور، مركزية الخطاب التاريخي الرسمي، ومركزية التصنيفات الثابتة.
تبني التعددية: تتبنى تعددية في الأصوات، المستويات اللغوية، والرؤى.
إبراز الهوامش: تعيد اكتشاف المساحات الهامشية (المرأة، الأمدرماني الشعبي) وتحولها إلى مراكز سردية.
تفكيك الثوابت: تقوم بتفكيك الثوابت الاجتماعية وتكشف عن طبيعتها المُنشأة اجتماعياً.
الرواية بهذا المعنى لا تروي قصة المرأة السودانية فحسب، بل تشارك في إعادة تشكيل تمثلاتها عبر تفكيك الخطابات التقليدية وبناء سردية بديلة متعددة الأصوات والمراكز.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة