|
Re: اليوم ذكرى تأسيس (الحزب الشيوعي ) (Re: زهير ابو الزهراء)
|
مسيرة الفكر الثوري: الحزب الشيوعي السوداني من "حستو" إلى تحديات 2024 التأسيس: بذور الماركسية في تربة السودان (1946 – 1956)
في 16 أغسطس 1946، اجتمع عدد من المثقفين السودانيين في منزل حسن أبوجبل بحي بيت المال بأم درمان، ليؤسسوا تنظيمًا جديدًا أطلقوا عليه اسم "الحركة السودانية للتحرر الوطني" (حستو). كان من بين المؤسسين:
عبد الوهاب زين العابدين (أول سكرتير عام)
خضر عمر (مهندس السكك الحديدية)
عبد القيوم محمد سعد (قيادي طلابي)
اختير الاسم كغطاء قانوني في ظل الاستعمار البريطاني – المصري، فيما حملت الفكرة جوهرًا ماركسيًا يدعو لربط التحرر الوطني بالصراع الطبقي ضد الإقطاع والاستعمار. قاد الحزب الوليد إضرابات كبرى عام 1947 في مشروع الجزيرة والسكك الحديدية، وشارك في "الجبهة الاستقلالية" عام 1952.
من البرلمان إلى المشانق: ذروة الصعود والصدام (1956 – 1971)
بعد الاستقلال، تحول الاسم رسميًا إلى "الحزب الشيوعي السوداني" عام 1956. برزت شخصيتان مؤثرتان:
عبد الخالق محجوب: مفكر الثورة الوطنية الديمقراطية.
الشفيع أحمد الشيخ: قائد الحركة النقابية.
قاد الحزب المعارضة ضد ديكتاتورية عبود، ولعب دورًا محوريًا في ثورة أكتوبر 1964. لكن في 1965، صدر قرار برلماني بحظر الحزب، ما فتح الباب لصراع داخلي بين تيار يميني إصلاحي وآخر يساري راديكالي.
ذروة المأساة جاءت في يوليو 1971، حين قاد الضابط الشيوعي هاشم العطا انقلابًا ضد جعفر نميري. فشل الانقلاب خلال ثلاثة أيام، وتبعه إعدام عبد الخالق محجوب، الشفيع أحمد الشيخ، وجوزيف قرنق، إضافة إلى تصفية آلاف الكوادر في "معسكر الشجرة". تحول الحزب بعدها إلى العمل السري.
النضال السري وإعادة البناء (1971 – 1989)
قاد محمد إبراهيم نقد مرحلة إعادة التنظيم من تحت الأرض، مع مراجعة نقدية لمغامرة 1971. شارك الحزب في انتفاضة أبريل 1985 وأسهم في إسقاط نميري، وفاز بعدد من المقاعد في برلمان 1986.
المواجهة مع الإسلامويين (1989 – 2019)
رفض الحزب انقلاب الإنقاذ في 1989، وتعرض أعضاؤه لموجات اعتقال واسعة. انضم لتحالفات المعارضة مثل "نداء السودان"، وطور خطابه من التركيز الماركسي الصرف إلى الدفاع عن الحقوق الدستورية والتحالف مع حركات الهامش \ في دارفور والنيل الأزرق. شارك بفعالية في احتجاجات 2011 – 2013، وكان أحد القوى الداعمة لثورة ديسمبر 2018.
في قلب العاصفة: الحزب والحرب الأهلية (2019 – 2024)
خلال الفترة الانتقالية، رفض الحزب أي شراكة مع العسكريين، وانتقد اتفاق جوبا للسلام لغياب القوى المدنية. ومع اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في 2023، دعا إلى مؤتمر وطني شامل ورفض أي حل عسكري محذرًا من تفكك الدولة.
الإرث والتحديات
رغم التراجع الجماهيري وتقدم حركات يسارية جديدة غير أيديولوجية، ما زال الحزب الشيوعي السوداني يمثل أقدم وأرسخ تنظيم سياسي في البلاد. جمع بين الفكر الماركسي وتجربة سودانية خاصة تراعي قضايا المركز والهامش وحافظ على إرث نضالي دفع ثمنه آلاف الشهداء.
كما قال عبد الخالق محجوب قبل إعدامه:
"نحن أبناء المشانق... عندما تُعلق رؤوسنا في الميادين، ننبت كالقمح في الجراز."
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: اليوم ذكرى تأسيس (الحزب الشيوعي ) (Re: زهير ابو الزهراء)
|
من وحي الواقع السوداني الراهن الذكرى 79 للحزب الشيوعي السوداني: متحف الوثائق وساحة المعركة الفارغة (قراءة نقدية في أرشيف بلا فعل) المقدمة- شعارات تُعلَّق على جدار التاريخ يصادف الذكرى الـ79 لتأسيس الحزب الشيوعي السوداني (1946-2025) في لحظةٍ مفارقة: السودان ينهار تحت حرب أهلية. الحزب يُجمّع وثائقه كأنه يُعدّ نَصْبًا جنائزيًا لذاته. تاج السر عثمان - في مقاله التوثيقي - يقدّم لنا أضخم مكتبة عن ثورة لم تحدث، وكأن الحزب يختار أن يكون "مؤرخًا" لمعارك خسرها بدل أن يكون "مقاتلًا" في معارك الحاضر. الوثائق: ماذا تُخبرنا عن أزمة الحزب؟ قائمة المصادر الطويلة ليست دليل عظمة، بل مرآة لأزمات متجذرة: 1. هوس التوثيق بديلًا عن التغيير الحزب أنتج مجلدات عن "تصحيح الخطأ" (عبد الخالق محجوب) و"تجديد البرنامج" (نقد)، لكنه فشل في تصحيح علاقته بالجماهير. الوثائق تُحَوِّل الهزائم (يوليو 1971، حلّ 1965) إلى "بطولات ورقية". 2. انشطار الذاكرة وثائق "المناقشة العامة" (1990s) تكشف: • صراعًا بين جيل المؤسسين (عبد الخالق) وجيل النقد (الخاتم عدلان). • انقسامًا حول التحالف مع العسكر (مايو 1969) الذي حوّل الحزب إلى رهين في زنزانة النميري. 3. التمساح في الأرشيف! كتب مثل "انقلاب 19 يوليو: الإعداد - التنفيذ - الهزيمة" (عوض سرور) تروي تفاصيل انقلاب فاشل، لكنها تتجاهل السؤال الجوهري: لماذا ظلّ الحزب يغازل البنادق بعد أن مزّقتها تجربة نميري؟ المشكلة ليست في التوثيق بل في العقلية الحزب يعاني من انفصام خطير: الشعار الواقع "الطبقة العاملة قائدة التغيير" انفصال كامل عن نقابات العمال بعد 2005 "معارك الجماهير" احتكار القرار لـ"اللجنة المركزية" "الاشتراكية العلمية" خطاب طقوسي يُردّد ضد "الليبرالية" دون تحليل واقعي ثمن التمترس خلف الشعارات الجمود التكتيكي: تمسّكٌ بدعوة "إسقاط النظام" منذ 1989 بديلاً عن بناء تحالفات مرنة. تحوّل الشعار إلى طقس مقدس يُتلى في المؤتمرات بينما الخرطوم تحترق. الانكفاء على الذات: إصدار 30 كتابًا عن "تاريخ الحزب" خلال عقدٍ واحدٍ (كما في القائمة) أكثر من الكتب عن راهن السودان. فقدان البوصلة الطبقية: في ذكرى التأسيس الـ79، لا صوت للحزب في مخيمات النزوح بدارفور، ولا في أحياء الفقراء بالخرطوم. المقارنة الأكثر إيلامًا: أحزاب نجحت حيث فشلنا الحزب الشيوعي الجنوب إفريقي (SACP): تحالف مع "المؤتمر الوطني" لإنهاء الفصل العنصري بدون ذوبان. الحزب الشيوعي السوداني: تحالف مع نميري (1969) فـ سُحِقَ، وحُـلّ، وأُعدِم قادته. الخاتمة: هل يُصلح الأرشيف ما أفسده الواقع؟ الذكرى الـ79 ليست احتفالاً بل مناسبة لمحاكمة تاريخ: الحزب يملك أغنى أرشيفٍ سياسي في السودان، لكنه أفقر الأحزاب تأثيرًا. قادة الحزب يُجمِّلون الهزائم بكلمات عبد الخالق بينما الشارع يسأل: "أين كنتم حين دُمّرت جامعة الخرطوم؟" "لماذا صمتّم على تدمير مصانع الجزيرة؟" السؤال الذي يتجنبه المقال: هل يُولد الحزب من رماد وثائقه؟ أم أنَّ هذه القوائم الطويلة هي رصاصة الرحمة؟ "نحن أحفاد من أعدموا عبد الخالق، لكننا ورثنا ثقافة التقديس لا ثقافة الثورة." — تعليق لشاب سوداني على مقال تاج السر ملاحظة منهجية هذا النقد لا يقلل من قيمة التوثيق، بل يضع الوثائق في سياقها التاريخي كشاهد إدانة: الأرشيف مفيد للباحثين، لكنه غير كافٍ لخلق مستقبل. الحزب يحتاج إلى جراحة نقدية جذرية تبدأ بالاعتراف: "لقد تحوّلنا إلى حركة تأبين لأنفسنا." 1. من الأرشيف إلى العجز: أزمة الذاكرة النضالية رغم التدهور العنيف الذي يشهده السودان بعد 2023، ظل الحزب الشيوعي يراكم الوثائق بدلًا من الاستجابات السياسية الحيّة. يُظهر ذلك نوعًا من التحوّل المرضي من "الفعل النضالي" إلى "عبادة الذاكرة"، حيث يصبح الأرشيف قيدًا لا منبعًا.
2. غياب الصوت في لحظة النداء: في لحظة تشظي الدولة، وانهيار الخدمات، وانفلات السلاح، يغيب صوت الحزب الشيوعي من ساحات الفعل المباشر. المفارقة أن "الحزب الطليعي" يبدو اليوم أبعد ما يكون عن الجماهير التي ادّعى تمثيلها تاريخيًا.
3. الأرثوذكسية الثورية مقابل التحول المدني: بينما تطورت قوى الثورة نحو أفكار شبابية مرنة (مثل تيارات اللاعنف، وصعود المبادرات المدنية)، بقي الحزب متجمّدًا في سرديات الطبقة والعمال دون تحديث أدوات التحليل. بذلك، فَقَد المبادرة لصالح فاعلين مدنيين غير حزبيين.
4. المركزية البيروقراطية أمام اللامركزية الشعبية: اللجنة المركزية للحزب تمثل اليوم نقيضًا لروح العمل الشعبي الأفقي الذي أفرزته ثورات 2019 وما بعدها. وهذا يفسر انحسار النفوذ حتى داخل النقابات المهنية التي كانت ذات يوم حليفة للحزب.
5. الوثيقة بدلاً عن الوسيط الرقمي: في عصر الشاشات والوسائط، يُصدر الحزب مجلدات على الورق، لا بيانات مؤثرة على "تويتر" أو بث حي في "تيك توك"، حيث توجد الجماهير فعلًا. هذا يعكس فجوة هائلة بين الوسيط التقليدي والمنصة السياسية المعاصرة.
6. فخّ الطهورية السياسية: يرفض الحزب أي تحالفات تكتيكية، ما دام الشريك لا ينتمي لأطيافه الأيديولوجية. هذه الطهورية تقطع الطريق على أي عمل جبهوي عريض، وهو بالضبط ما تحتاجه السودان اليوم في مواجهة الحرب والانهيار.
7. مأزق الرمزية: عبد الخالق محجوب، رمز الحزب الأكبر، تحوّل إلى صورة معلقة أكثر من كونه إلهامًا ديناميكيًا. الرموز التاريخية تحولت من محفزات إلى قوالب مقدسة، تمنع التفكير النقدي، وتحبط أي تجديد حقيقي.
8. الحزب كصورة مضادة للهزيمة.. لا بديل للواقع: رغم تراجعه، يتمسّك الحزب بدور "المثقف العضوي"؛ لكن الواقع يقول إن "منظمات المجتمع المدني" و"المبادرات الشبابية" أصبحت هي الفاعل السياسي والاجتماعي الحقيقي، بينما اكتفى الحزب بالتعليق من الشرفة.
9. من ذكرى إلى مرثية: الاحتفال بالذكرى 79 بدا أقرب إلى مراسم تأبين. لا قرارات مصيرية، لا تحوّلات فكرية، لا مراجعات بنيوية. فقط "وثائق" تغلّف القبر.
10. النقد الذاتي: جراح مؤجلة ما لم يبدأ الحزب الشيوعي من نقطة الصفر — أي نقد جذري لبنيته الأيديولوجية والتنظيمية — فسيظل يكتب عن "الطبقة العاملة" في بلد بلا مصانع.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: اليوم ذكرى تأسيس (الحزب الشيوعي ) (Re: زهير ابو الزهراء)
|
الصراع بين الشيوعيين والإسلاميين في السودان: تحليل مفصل للمراحل الفكرية والسياسية
المرحلة الأولى- النشأة والخمسينيات – تأسيس الماركسية السودانية في بيئة متدينة
مع تأسيس الحزب الشيوعي السوداني عام 1946، كان الهدف الرئيسي هو نشر الوعي الطبقي وبناء قاعدة جماهيرية من العمال والمزراعين والطلاب. وقد تبنى الحزب في هذه المرحلة ماركسية مرنة، تعترف بالدين كجزء من الواقع الاجتماعي، لكنها تنتقد استغلال الدين كأداة للهيمنة. كتب عبد الخالق محجوب في "آفاق جديدة" (1956) عن دور الدين في المجتمع، مؤكداً أن الماركسية تهدف إلى فهم الدين نقديًا وليس مهاجمته شخصيًا. الإسلاميون في هذه المرحلة كانوا ناشئين، ولكنهم بدأوا بالفعل في رصد نشاط الحزب الشيوعي باعتباره تهديدًا للقيم التقليدية، خاصة فيما يتعلق بالتعليم وحقوق العمال.
المرحلة الثانية- الستينيات – تصاعد المواجهة الفكرية والسياسية مع تصاعد النشاط السياسي للحزب، أصبحت المواجهة مع الإسلاميين أكثر حدة. الإسلاميون استخدموا الدين كأداة لتعبئة الجماهير ضد الشيوعيين، متهمين إياهم بالإلحاد وتشويه الدين. كتب محمد إبراهيم نقد مقالات عديدة تُبرز ضرورة فصل الدين عن الدولة، مع التأكيد على احترام المعتقدات الفردية وضرورة معالجة الظواهر الاجتماعية التي يتم استغلال الدين فيها. الصراع ظهر في المناطق التعليمية والنقابية والجمعيات الطلابية، حيث كان كل طرف يحاول غرس رؤيته في الجيل الجديد، سواء كان نقد الدين السياسي والاجتماعي من قبل الشيوعيين، أو تعزيز الدين كشرعية للسلطة من قبل الإسلاميين. المرحلة الثالثة- السبعينيات – الانقلابات والمواجهة المباشرة شهدت هذه المرحلة تحول المواجهة من الصراع الفكري إلى صراع على السلطة السياسية. الانقلابات العسكرية والاضطرابات السياسية جعلت من نقد الدين عند الشيوعيين قضية سياسية حساسة بينما الإسلاميون استخدموا الدين لتأكيد الشرعية السياسية للأنظمة المختلفة أو المعارضة. عبد الخالق محجوب في خطابه الدفاعي أمام المحكمة العسكرية بعد انقلاب 1971 ركز على موقف الحزب من الدين، موضحًا أن الماركسية تهدف إلى تحرير الإنسان من الهياكل الطبقية المهيمنة، وليس مهاجمة الإيمان الفردي. الإسلاميون ربطوا الدين بالهوية الوطنية، وحاولوا التأثير على الرأي العام ضد أي نقد للشريعة أو المؤسسات الدينية. المرحلة الرابعة- الإرث الفكري – الثمانينيات وما بعدها رغم تراجع قوة الحزب الشيوعي نتيجة الانقلابات والقمع السياسي، إلا أن كتاباته ومواقفه الفكرية حول الدين تركت إرثًا مهمًا لفهم العلاقة بين الماركسية والدين في السودان. الوثائق الرسمية للحزب، مثل دستور الحزب وتقارير سياسية حول الماركسية وقضايا الثورة، تؤكد الالتزام بفصل الدين عن الدولة وتحليل تأثيره الاجتماعي والسياسي. الصراع بين الإسلاميين والشيوعيين يظهر أن النقد الفلسفي للمعتقدات الدينية في السودان ليس مجرد نقاش فكري، بل عنصر عملي في الصراع على السلطة والوعي الاجتماعي.
تجربة الشيوعيين في السودان تبين أن الماركسية يمكن أن تتكيف مع بيئة متدينة، حيث يكون النقد الفلسفي والديني أداة لفهم البنى الاجتماعية والسياسية، وليس أداة لهدم المعتقدات الفردية. بينما الإسلاميون استغلوا الدين لتعزيز الشرعية السياسية وحشد الجماهير، مما حول نقد الدين إلى محور مواجهة سياسية عملية.
إن دراسة هذه المراحل تعطي فهمًا أعمق لكيفية تشابك الأيديولوجيا، الدين، والسياسة في السودان، وتوضح التوازن الدقيق الذي حاول الحزب الشيوعي الحفاظ عليه بين الماركسية واحترام الواقع الديني.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: اليوم ذكرى تأسيس (الحزب الشيوعي ) (Re: زهير ابو الزهراء)
|
بالمناسبة الجميلة دي كتب حسن الجزولي بجريدة الميدان قبل سنين : شيوعيين كانوا شغالين بالدعاية لإنتخابات 66 بالحصاحيصا، جاءهم واحد قال ليهم ممكن أساعدكم في حملتكم دي بتدوني كم؟ قالوا ليهو ما عندنا ليك قروش لو داير تساعد مجاناً مرحب بيك. قال ليهم؛ والله، ما يتلمّن عليّ اتنين؛ كُفر وفلس - تحية للرفاق وللحزب
| |
 
|
|
|
|
|
|
|