السودان بين انهيار الدولة وإعادة التأسيس

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 10-18-2025, 06:34 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
المنبر العام
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-11-2025, 07:11 PM

زهير ابو الزهراء
<aزهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 12447

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السودان بين انهيار الدولة وإعادة التأسيس

    07:11 PM August, 11 2025

    سودانيز اون لاين
    زهير ابو الزهراء-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر




    يقف السودان اليوم أمام أزمة وجودية هي الأخطر في تاريخه الحديث، أزمة لم تنشأ بين عشية وضحاها، بل هي نتاج تراكمات سياسية واقتصادية واجتماعية ممتدة منذ سبعة عقود.
    فمنذ استقلاله عام 1956، عجزت النخب المتعاقبة عن تحويل شعارات الوحدة الوطنية والدين إلى ركائز لبناء الدولة، واستبدلتها بأدوات للتلاعب السياسي وحشد الولاءات
    ما فتح الباب أمام دورة مستمرة من الانقلابات والحروب الأهلية والتفكك المؤسسي.

    أولًا: الجذور التاريخية للانهيار
    التحذيرات المبكرة: تنبؤات الإداريين البريطانيين بصعوبة استدامة الكيان السوداني، وصيحة محمود محمد طه "هذا أو الطوفان"، كانت إشارات مبكرة لمسار الانهيار.

    الإسلام السياسي وأدوات التفكيك: بلغت ذروة استغلال الدين في السياسة مع قوانين سبتمبر 1983، التي أدت إلى تآكل النسيج الاجتماعي وتوسيع الهوة بين المكونات الثقافية والإثنية.

    شبكة الإنقاذ الكليبتوقراطية: خلال ثلاثة عقود، أعاد نظام الإنقاذ صياغة مؤسسات الدولة كأدوات نهب منظم، محولًا الوزارات والأجهزة الأمنية إلى واجهات لشبكة مصالح حزبية – إخوانية، مرتبطة إقليميًا ودوليًا.

    ثانيًا: الأزمة الراهنة – من بورتسودان إلى الفاشر
    المشهد الحالي يكشف أن ما يجري ليس مجرد صراع على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع، بل هو تنافس بين شبكات مصالح داخلية وخارجية.

    بورتسودان: تحولت إلى مركز بديل للسلطة، تديره تحالفات تجمع العسكريين، زعماء قبائل، وتجار حروب، بدعم مصري مباشر يهدف لضمان تبعية السودان، إضعافه أمام إثيوبيا، واستمرار تدفق موارده.

    الفاشر: تمثل جبهة معقدة حيث يتقاطع البعد الإنساني (حصار المدينة) مع الأجندات السياسية والعسكرية، وسط استخدام مكثف للتسويق الإعلامي من الطرفين لتصوير النصر أو المظلومية.

    ثالثًا: القوى الفاعلة في الداخل
    تحالف "تأسيس": يرفض أي تسوية مع بقايا النظام، لكنه يفتقر إلى التنظيم المركزي والموارد الكافية.

    تحالف "صمود": أكثر مرونة في التفاوض، ما يجعله عرضة للاختراقات الإقليمية، خاصة من القاهرة.

    القوى المدنية المستقلة: لجان المقاومة، النقابات، والمبادرات الشبابية، التي تمتلك شرعية شعبية ولكنها تعاني من الانقسام الجغرافي وغياب القيادة الموحدة.

    الأحزاب العقائدية: تراجعت شعبيتها وانكشفت براغماتيتها، كما أظهرت زيارات قيادات الحزب الشيوعي لمسؤولين من النظام السابق.

    رابعًا: العوامل الإقليمية والدولية
    مصر: لاعب أساسي يسعى للحفاظ على نفوذ استراتيجي عبر دعم الجيش السوداني.

    الإمارات والسعودية: مواقف متأرجحة بين الاستثمار في الاستقرار ودعم أطراف بعينها لضمان النفوذ الاقتصادي.

    إثيوبيا: تنظر إلى ضعف السودان كفرصة لتعزيز موقفها في ملف سد النهضة وترسيم الحدود.

    روسيا والغرب: روسيا تركز على الوصول إلى البحر الأحمر (قاعدة بورتسودان المحتملة)، فيما ينشغل الغرب بتجنب فوضى شبيهة بليبيا دون التزام استراتيجي عميق.

    خامسًا: السيناريوهات المحتملة
    سيناريو إعادة التأسيس: توحيد القوى المدنية والمسلحة المعارضة في إطار برنامج وطني، بدعم دولي، لإعادة بناء مؤسسات الدولة.

    سيناريو التسوية الهشة: اتفاق تقاسم سلطة بين الجيش والدعم السريع برعاية إقليمية، يحافظ على البنية الكليبتوقراطية.

    سيناريو الانهيار الكامل: تفكك السودان إلى كيانات جهوية متصارعة (غرب، شرق، وسط)، وتحوله إلى ساحة صراع إقليمي ودولي دائم.

    سادسًا: مداخل بناء كيانات مدنية في إطار "دولة تأسيس"
    صياغة ميثاق وطني مدني يحدد مبادئ الحكم الانتقالي ويمنع تغول العسكر والإسلاميين.

    تأسيس جبهة مدنية موحدة تضم لجان المقاومة والنقابات والمبادرات الشبابية، تتجاوز الانقسامات الأيديولوجية.

    بناء هياكل ظل مؤسسية (وزارات بديلة، مجالس خدمات) في المناطق المحررة أو المستقرة، كنواة للدولة القادمة.

    إطلاق حملة دبلوماسية دولية لنزع الشرعية عن أي حكومة أمر واقع مدعومة بالعسكر أو الخارج.


    *السودان اليوم أمام لحظة تاريخية فاصلة: إما أن ينجح في إنتاج دولة جديدة من رحم الأزمة، أو يسقط في هاوية تفكك طويل الأمد تحكمه شبكات نهب داخلية وخارجية.
    المعركة لم تعد فقط بين الجيش والدعم السريع، بل بين مشروعين: مشروع التأسيس المدني لدولة عادلة، ومشروع الكليبتوقراطية العابرة للحدود.
    النصر في هذه المعركة لن يُحسم بالبندقية وحدها، بل بقدرة القوى المدنية على التنظيم، ووضع رؤية جامعة، وفرض نفسها كطرف لا يمكن تجاوزه في أي تسوية قادمة.






                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de