لقد بات من الصعب إيجاد تعريف جامع ومانع لمُصطلح «الثقافة الشعبية»؛ وهو أمر يرجع إلى غناه وتنوعه بأكثر مما يُرَد إلى قصور في عمل المُنظِّرين، ومع ذلك، فإن معناه قد لا يخرج عن مُجمع الموروث السردي، والفلكلور، والرقصات، وطقوس الاحتفال والحزن، والنكت، والأمثال الشعبية، والأقوال المأثورة، والأفكار الشائعة، والأشعار الشعبية الرائجة.
ولا تعبِّر «الثقافة الشعبية» السائدة في مجتمع ما عن تاريخه وتنوعه وثرائه الفني فقط، ولكنها أيضاً توضح درجة تماسكه، وتعكس القيم السائدة فيه، وتبلور نظرته لذاته وللعالم، وتكشف عواره واختلالاته. وهي في تباينها مع «الثقافة النُخبوية»، أو مع الثقافة التي تتبناها «السلطة» عبر تحكمها في آليات الإنتاج والتوزيع العمومية، إنما تكشف عن حجم الهوة الثقافية في المجتمع، وقد تشير إلى أدوار مطلوبة ومُلحة في مجال الإصلاح الثقافي.
من جانبي، سأقول إن مواقع «التواصل الاجتماعي» -وفي مقدمتها «يوتيوب» و«تيك توك»- باتت ديوان «الثقافة الشعبية» السائدة، ولو كانت هذه المواقع فعالة ورائجة قبل الثورة التكنولوجية وفورة «الإنترنت» المُذهلة، لتغيرت أنماط كثيرة في التراث الثقافي العالمي.
ويلفت الباحث البريطاني جون ستوري، في كتابه «النظرية الثقافية والثقافة الشعبية»، أنظارنا إلى أن تلك الثقافة ذات طابع تجاري، وأنها تُنتَج بكميات كبيرة بغرض الاستهلاك الشامل، بواسطة مجموعات واسعة من المُنتجين غير المُحددين بالضرورة، ولأنها كذلك، فإن أثرها يكون واسعاً وفاعلاً، وله قدرة على الاستدامة.
وبينما يرى المفكر ستيورات هول أن هذه الثقافة ليست محض ترفيه سطحي؛ بل هي ساحة صراع رمزي بين القوى المُهيمنة والجمهور، فإنه يركز أيضاً على عدم مركزيتها، بداعي أنها تُنتَج حصرياً من قبل الناس أنفسهم، وليس بواسطة نُخب ثقافية أو مؤسسات رسمية.
وبسبب عدم المركزية، والطابع الاستهلاكي، والنزعة الحسية، والمنحى الربحي، فإن تلك الثقافة التي أضحت تُنشَر عبر «السوشيال ميديا»، تعاني غياباً واضحاً للوحدة الموضوعية، ويشيع فيها عدم الاتساق، وتحفل بهشاشة مزرية للُّغة بلهجاتها المختلفة، كما تشهد درجة مُقلقة من الإباحية والابتذال، فضلاً عن نبرات الاستعلاء والتجبر، والفردانية، والازدراء العميق لـ«الآخر»... أي «آخر»، والميل الواضح للصدام، واستخدام لغة العنف.
وسيُدافع بعض النقاد عن تجليات «الثقافة الشعبية» السائدة في مواقع «التواصل الاجتماعي»، بداعي أن بقاء هذه الساحة حرة، مع كل مشكلاتها، أفضل من إخضاعها لـ«السُّلطة» بكل ما نعرفه عن قصورها. وسأختلف معهم؛ لأن الاستسلام لهذا الدفق العارم المأفون، سيُعمق تشوهات تلك الثقافة، وسيجلب أخطاراً وخيمة على المجتمعات.
ولذلك، فإن نقاداً ومفكرين كثيرين سيدقون أجراس الخطر بعنف، وسيحذرون من انفلات وانحلال يعتري «الثقافة الشعبية»، بسبب اعتماد منتجيها أساليب الإلهاء وجذب الانتباه، لتحقيق الرواج، ومن ثم جني الأرباح الوفيرة التي تدفعها المنصات، بغرض إدامة التفاعل، وتكثيفه.
لقد حدث الصدام بين «صُناع المحتوى» وتلك المنصات من جانب، والسلطات المُختصة من جانب آخر، في دول كثيرة، وفي العالم العربي باتت تلك المنصات -وفي مقدمتها «تيك توك»- تشكل مُعضلة حقيقية، حتى إن دولاً أغلقتها، أو حجَّمت التفاعل عبرها، أو راحت برلماناتها تدرس حظرها، أو تقييدها.
والشاهد: إن جزءاً كبيراً من مشكلة فساد المحتوى الرائج عبر «السوشيال ميديا» يعود إلى مُنتجي المحتوى الرديء والمُبتذل، وشركات التكنولوجيا القائمة على إدارتها، بكل تأكيد، ولكن إعفاء الجمهور نفسه من المسؤولية ليس عملاً صائباً.
إن «مشكلة التلقي» هي إحدى أهم أسباب التردي الراهن في المجال الإعلامي؛ إذ لم يتأصل مفهوم «التربية الإعلامية» بعد في بلدان كثيرة؛ وبالتالي فإن قطاعاً كبيراً من الجمهور لم يتعلم الطريقة الصحيحة للتعاطي مع وسائل الإعلام.
وفي كثير من دول العالم العربي، يُشجع الجمهور الممارسات الحادة والمُنفلتة والمُبتذلة، بإقباله عليها، وترويجها، والحديث عنها، وتعزيز أثرها، ومكافأة «نجومها»، عبر استخدام وسائل الاتصال الجديدة.
ورغم أن الجمهور ينتقد غالباً الممارسات الحادة والمُنفلتة، ويعرب عن استيائه منها، ولا يعلن عن تعلقه بها؛ فإن الأدوات التي منحتها لنا تكنولوجيا التحقق من الانتشار باتت تؤكد أن بعض هذا الجمهور «يُراوغ»، وأنه يُقبل على استهلاك الأنماط الإعلامية الحادة، ويستمتع بها، ويبقى معها مدة أطول، ويشجع الآخرين على التعرض لها.
إن مشكلة «تيك توك» ونظرائه لا تكمن فقط في مُنتجي المحتوى الفالت والرديء، ولا في مُشغلي المنصات وحدهم، ولكنها تنبع أيضاً من مراوغات الجمهور وادعاءاته، حين يلعن الممارسات المُبتذلة من جانب، ويروج لها، ويستهلكها بشغف ونهم، من جانب آخر.
والنتيجة أضحت –مع الأسف الشديد- كارثية بامتياز؛ إذ تم تعكير «الثقافة الشعبية»، وتحويل نسبة غير قليلة من منتجاتها إلى مستنقع للنفايات الثقافية، ومعرض لأسوأ ما تنتجه الجماعات البشرية من أثر.
د. ياسر عبد العزيز
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
الحب في عصر واتساب - فيلسوف يشرح كيف تُضعف التكنولوجيا قوة العلاقة
تاريخ النشر: ١ أغسطس ٢٠٢٥، الساعة ٤:٥٤ مساءً بتوقيت غرينتش
إليكم شرحًا مفصلاً لمقال "الحب في عصر واتساب - فيلسوف يشرح كيف تُضعف التكنولوجيا قوة العلاقة" من موقع The Conversation UK، بالإضافة إلى رؤى من مصادر أخرى:
💬 النقاط الرئيسية من المقال
التكنولوجيا تُغير طبيعة المسافة الرومانسية
لطالما انطوى الحب الرومانسي على شكل من أشكال المسافة - سواءً كانت جسدية أو عاطفية.
تُخفف التكنولوجيا مثل واتساب وفيس تايم هذه المسافة، لكنها تُغير طريقة شعورنا بالشوق والتواصل.
العلاقات عن بُعد قد تدوم - لكن شعورها مختلف
يُجادل الفيلسوف (توني ميليغان) بأن الحب عن بُعد ليس محكومًا عليه بالفشل بطبيعته.
مع ذلك، فإن الإفراط في استخدام التكنولوجيا قد يجعل الحب يبدو ثانويًا، ويفتقر إلى عمق الوجود المادي.
الشك والأصالة في الحب الرقمي
يمكن للتواصل الرقمي أن يُفاقم الشكوك: هل الطرف الآخر صادق؟ هل هو كما يدّعي؟
نسعى إلى العمق العاطفي، وليس مجرد ردود ذكية أو رموز تعبيرية.
المساحات المادية المشتركة مهمة
يؤكد ميليغان أن التواجد معًا في أماكن حقيقية ومألوفة - مثل المنزل - أمرٌ أساسيٌّ للعلاقة العاطفية.
غالبًا ما يتجاهل الفلاسفة هذا الأمر، لكن مفكرين يابانيين مثل نيشيدا وواتسوجي يُسلّطون الضوء على أهمية المساحة المشتركة.
الحب ليس قابلًا للتغيير بشكل لا نهائي
للحب جذور بيولوجية وتطورية. إنه ليس مجرد مفهوم اجتماعي يُمكننا إعادة تشكيله إلى ما لا نهاية.
يُقارن ميليغان بين فيس تايم ورفاق الذكاء الاصطناعي، مُشيرًا إلى أن الحب الحقيقي يتضمن شخصًا ملموسًا - وليس مجرد خوارزمية مُستجيبة.
🌐 رؤى من مصادر أخرى
الآثار الإيجابية للتكنولوجيا على العلاقات
التواصل: تساعد تطبيقات مثل واتساب وزووم الأزواج على البقاء على تواصل رغم المسافات.
التجارب المشتركة: يمكن أن تُحافظ مشاهدة الأفلام معًا عبر الإنترنت أو إرسال رسائل صوتية على العلاقة الحميمة.
شبكات الدعم: تُقدم المنتديات الإلكترونية وتطبيقات العلاج النفسي نصائح للعلاقات ودعمًا عاطفيًا.
الآثار السلبية للتكنولوجيا
انخفاض التفاعل المباشر: يمكن أن يُضعف الاعتماد المفرط على الشاشات التعاطف والتواصل غير اللفظي.
مشاكل الثقة: يمكن أن تُغذي وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات المواعدة الغيرة وسوء التواصل والانفصال العاطفي.
الإرهاق الرقمي: يمكن أن تُشعر الإشعارات المستمرة وتعدد المهام الشركاء بالإهمال.
صعود الذكاء الاصطناعي في المواعدة
تُعيد أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ريز وريبليكا صياغة طريقة المواعدة، حيث تُقدم اقتراحات للدردشة ورفقة افتراضية.
مع ذلك، تُخاطر هذه الأدوات بتفريغ العمق العاطفي وتعزيز التحيزات الجندرية.
خلاصة فلسفية
يُعدّ ادعاء ميليغان الرئيسي جريئًا: ليس كل حب متساوٍ، والوجود الجسدي بالغ الأهمية. مع أن التكنولوجيا قد تدعم العلاقات، إلا أنها لا ينبغي أن تحل محل التجربة المتجسدة للوجود مع شخص ما. يُجادل بأن الحب متأصل في طبيعتنا البشرية - حاجتنا للمس، ومشاركة المساحة، والشعور.
توني ميليغان
زميل باحث في فلسفة الأخلاق، كلية كينغز لندن، المملكة المتحدة
بصفتي باحثًا في علم الأخلاق، متخصصًا فيما يُعرف بنظرية الفضيلة، أعمل على محورين. المحور الأول، وهو المحور السائد، يتعلق بعلم الأحياء الفلكي واستكشاف الفضاء. يتضمن هذا قدرًا كبيرًا من التداخل مع زملاء من علوم الفضاء وعلوم الأرض. أريد أن أعرف ما هي السمات الشخصية التي تؤدي إلى علم جيد ومبتكر. المحور الثاني يتعلق بالزمن، وتحديدًا بزمنية الحب. يتضمن هذا العمل عملًا متجذرًا في العلوم الإنسانية. في حين أن هذه الاهتمامات العلمية والإنسانية قد تبدو متباينة تمامًا، إلا أن هناك تداخلات مثيرة للدهشة - على سبيل المثال، عندما يتعلق الأمر بحماية البيئة الكوكبية في الأماكن ذات الأهمية الثقافية المتشكلة تاريخيًا. اتضح أن البشر يهتمون بالماضي بطرق غير آلية. هذا النوع من الاهتمام متجذر بعمق في الحالة الإنسانية.
الخبرات
حتى الآن: باحث أول في الأخلاقيات في مشروع "الرؤى الكونية"، كلية كينغز لندن
التعليم
جامعة غلاسكو، قسم الفلسفة
++++++++++++++++++++++++++
هل تعاني من حساسية البنسلين حقًا؟ يشرح صيدلي سبب احتمالية عدم إصابتك به، وكيف يمكنك التأكد من ذلك.
تاريخ النشر: ٣١ يوليو ٢٠٢٥، الساعة ٨:٣٥ صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة
إليكم شرحًا واضحًا وخاليًا من المصطلحات المتخصصة لمقال "هل تعاني من حساسية البنسلين حقًا؟ يشرح صيدلي سبب احتمالية عدم إصابتك به، وكيف يمكنك التأكد من ذلك" من موقع The Conversation الأمريكي:
🧪 ما هو البنسلين؟
البنسلين نوع من المضادات الحيوية يُستخدم لعلاج الالتهابات البكتيرية مثل التهاب الحلق العقدي، والالتهاب الرئوي، والتهابات الجلد.
تم اكتشافه عام ١٩٢٨، وهو مشتق من نوع من العفن.
يُعد من أكثر المضادات الحيوية شيوعًا في جميع أنحاء العالم.
🚨 ماذا يعني أن تكون مصابًا بحساسية البنسلين؟
الحساسية الحقيقية تعني أن جهازك المناعي يتفاعل بشكل مبالغ فيه مع البنسلين، مما قد يسبب أعراضًا مثل الطفح الجلدي، والتورم، وصعوبة التنفس، أو حتى رد فعل تحسسي يهدد الحياة يُسمى التأق.
الآثار الجانبية مثل الغثيان أو الإسهال ليست حساسية، بل هي مجرد ردود فعل مزعجة لا علاقة لها بالجهاز المناعي.
❓ لماذا يعتقد الكثيرون أنهم يعانون من حساسية (ولكنهم ليسوا كذلك)
يقول حوالي 10% من الناس إنهم يعانون من حساسية تجاه البنسلين، لكن 1 من كل 50 فقط يعانون منها بالفعل.
أسباب الاعتقادات الخاطئة:
قد يكون سبب الطفح الجلدي الذي ظهر في مرحلة الطفولة أثناء تناول البنسلين هو فيروس، وليس الدواء.
يخلط بعض الناس بين الآثار الجانبية (مثل عسر الهضم) والحساسية.
في الماضي، لم يكن البنسلين يُنقى جيدًا، لذلك قد تكون ردود الفعل ناتجة عن شوائب، وليس عن الدواء نفسه.
🧬 هل يمكن الشفاء من حساسية البنسلين؟
نعم! حتى لو عانى شخص ما من حساسية حقيقية منذ سنوات، فقد تختفي مع مرور الوقت.
يمكن للجهاز المناعي أن "ينسى" الحساسية، خاصةً إذا لم تُثار منذ سنوات.
🧪 كيف تكتشف ما إذا كنت تعاني من حساسية فعلية؟
يمكن للأطباء إجراء اختبار جلدي:
يتم حقن كمية صغيرة من البنسلين تحت الجلد.
إذا لم يكن هناك رد فعل، فمن المرجح أنك لست مصابًا بالحساسية.
هذا الاختبار آمن ويساعد على تجنب تجنب البنسلين دون داعٍ.
⚠️ أهمية هذا الأمر
قد يؤدي تجنب البنسلين دون داعٍ إلى:
استخدام مضادات حيوية أوسع نطاقًا تقتل المزيد من البكتيريا - بما في ذلك البكتيريا النافعة.
زيادة خطر مقاومة المضادات الحيوية، حيث يصبح علاج البكتيريا أصعب.
علاجات أكثر تكلفة وأقل فعالية.
إقامة أطول في المستشفى ونتائج صحية أسوأ.
خلاصة القول 🧠
إذا كنت تعتقد أنك تعاني من حساسية تجاه البنسلين، فمن المرجح أنك لست كذلك.
يساعدك إجراء الفحص على الحصول على العلاج الأكثر فعالية وتجنب المضاعفات.
" target="_blank">
يمكن لاختبار الجلد للبنسلين تحديد ما إذا كنت تعاني من حساسية تجاه البنسلين بأمان، ولكن قد يتمكن أخصائي الرعاية الصحية أيضًا من معرفة ذلك بطرح بعض الأسئلة المحددة عليك.
إليزابيث دبليو. كوفينجتون
أستاذة سريرية مشاركة في الصيدلة، جامعة أوبورن، ألاباما، الولايات المتحدة الأمريكية
إليزابيث دبليو. كوفينجتون، الحاصلة على دكتوراه في الصيدلة، وزمالة في الصيدلة السريرية، هي أستاذة سريرية مشاركة في قسم ممارسة الصيدلة بكلية هاريسون للصيدلة بجامعة أوبورن. حصلت على بكالوريوس العلوم في الكيمياء من جامعة فورمان عام ٢٠١٢، وأكملت درجة دكتوراه الصيدلة في كلية هاريسون للصيدلة عام ٢٠١٦. بعد تخرجها، أكملت برنامج إقامة للدراسات العليا معتمدًا من الجمعية الأمريكية لممارسي الصيدلة (ASHP) في المركز الطبي الإقليمي DCH في توسكالوسا، ألاباما. في عام ٢٠١٩، أصبحت صيدلانية معتمدة في الأمراض المعدية. تشمل خبرة الدكتورة كوفينجتون إدارة مضادات الميكروبات والأمراض المعدية، مع التركيز بشكل خاص على تحسين وصف المضادات الحيوية في مراحل الرعاية الانتقالية وحساسية المضادات الحيوية.
الخبرة
حتى الآن: أستاذ مشارك في الصيدلة السريرية، جامعة أوبورن
التعليم
دكتوراه في الصيدلة، كلية هاريسون للصيدلة، جامعة أوبورن، ٢٠١٦
++++++++++++++++++++++++++
الطائرات بدون طيار، والتضليل الإعلامي، والمرتزقة يُعيدون تشكيل الصراع في أفريقيا: كتاب جديد يتتبع الاتجاهات
تاريخ النشر: 3 أغسطس/آب 2025، الساعة 8:21 صباحًا بتوقيت جنوب أفريقيا
فيما يلي تحليل مُفصّل لمقال من موقع "ذا كونفرسيشن أفريقيا" حول كيفية إعادة أدوات الحرب الحديثة - الطائرات بدون طيار، والتضليل الإعلامي، والمرتزقة - تشكيل الصراع في جميع أنحاء أفريقيا:
🧨 1. الطبيعة المتغيرة للصراع في أفريقيا
يتطور الصراع: تُستبدل الحرب التقليدية بتكتيكات هجينة تشمل التكنولوجيا، والجهات الفاعلة الخاصة، وحرب المعلومات.
تُعدّ أفريقيا بؤرةً ساخنة: فبفضل مواردها الطبيعية الغنية ومؤسساتها السياسية الهشة، تُعدّ القارة عُرضةً بشكل خاص لهذه الأشكال الجديدة من الصراع.
🕵️♂️ 2. صعود المرتزقة والشركات العسكرية الخاصة
عاد المرتزقة: بعد أن كانوا بارزين في الحروب الأهلية التي أعقبت الاستعمار، عادوا بنفوذ أكبر وأدوات أفضل.
دور مجموعة فاغنر: عملت مجموعة فاغنر الروسية في ليبيا والسودان ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى، جامعةً بين القوة شبه العسكرية وحملات التضليل.
إعادة صياغة هويتها بعد سقوط فاغنر: بعد وفاة قائد فاغنر، أعادت روسيا هيكلة عملياتها تحت اسم "فيلق أفريقيا"، مواصلةً نفوذها الجيوسياسي.
الشركات العسكرية الخاصة التركية: ينشط المقاولون الأتراك من طرابلس إلى مقديشو، حيث يجمعون بين القوات البرية وقدرات الطائرات المسيرة لخدمة المصالح الاستراتيجية لأنقرة.
مقاولو الأمن الصينيون: حماية الاستثمارات الصينية في المناطق المضطربة مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية والسودان وجنوب السودان، وخاصةً في إطار مبادرة الحزام والطريق.
💣 ٣. الطائرات المسيّرة: سلاح الجو الجديد
بأسعار معقولة وقاتلة: الطائرات المسيّرة الانتحارية أقل تكلفة بكثير من الدبابات، لكنها قادرة على تدميرها بدقة، مما يُغيّر اقتصاديات ساحة المعركة.
السودان كدراسة حالة: استخدمت قوات الدعم السريع الطائرات المسيّرة في أوائل عام ٢٠٢٥ لقصف مواقع استراتيجية، على الرغم من افتقارها لسلاح جوّ رسمي.
الحرب عن بُعد: تُوفّر الطائرات المسيّرة إمكانية إنكار معقولة وقدرةً عاليةً على الفتك، مما يجعلها جذابةً للجهات الفاعلة غير الحكومية.
🧠 ٤. التضليل والدعاية القائمة على الذكاء الاصطناعي
وسائل التواصل الاجتماعي كساحة معركة: يستهلك الشباب في أفريقيا، الذين يشكل الشباب غالبية سكانها، الأخبار عبر منصات مثل تيك توك، مما يجعلهم عرضة للتلاعب.
الذكاء الاصطناعي يُضخّم الأكاذيب: تُنشر التزييفات العميقة والدعاية القائمة على الخوارزميات خطاب الكراهية والمعلومات المضللة على نطاق واسع.
دور تيك توك: تعرّض مُحرّك التوصيات الخاص به لانتقادات بسبب ترويجه لمحتوى سامّ، مما يزيد من زعزعة استقرار الخطاب العام.
⚔️ ٥. التداعيات الاستراتيجية
مفارقة المرتزقة: على الرغم من إدانتهم في كثير من الأحيان، إلا أن المرتزقة لا غنى عنهم في البيئات الفوضوية. وجودهم قد يعيق السلام والمصالحة.
تكتيكات السيطرة الروسية: حتى بعد تراجع فاغنر، ضمنت موسكو الاستمرارية بنشر جنرالات للحفاظ على نفوذها.
العواقب العالمية: قد تتفاقم التصدعات في المشهد الأمني في أفريقيا إلى أزمات دولية أوسع نطاقًا إذا تُركت دون رادع.
🌍 ٦. دعوة للتحرك
التنظيم ضروري: يحث المقال على توافق عالمي بشأن تنظيم الجهات المسلحة غير الحكومية وتطبيق الآليات القائمة.
تبادل المعلومات الاستخباراتية: من الضروري تعزيز التعاون الدولي لتتبع تحركات المرتزقة ونفوذهم.
حماية المعلومات: أصبح الدفاع ضد التضليل الإعلامي الآن بنفس أهمية حماية البنية التحتية المادية.
أليساندرو أردوينو
محاضر منتسب، كلية كينغز لندن، المملكة المتحدة
يعمل الدكتور أليساندرو أردوينو منتسبًا إلى معهد لاو الصيني، وكلية كينغز لندن، والمركز الدولي لإدارة الأمن والأزمات في أكاديمية شنغهاي للعلوم الاجتماعية. تمتد خبرته لعقدين من الزمن في تحليل الأمن وإدارة الأزمات. تشمل اهتماماته البحثية الرئيسية الشركات العسكرية والأمنية الخاصة، والعلاقات مع الصين وآسيا الوسطى والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأمن روسيا وتركيا والسياسة الخارجية الصينية. ألّف الدكتور أردوينو العديد من الكتب، ونشر أوراقًا بحثية وتعليقات في مجلات مختلفة باللغات الإيطالية والإنجليزية والصينية. يناقش بودكاسته "Bots off the Ground" (BOTG) كيف يتم استبدال الجنود النظاميين، أو ما يُعرف بالجنود على الأرض، بشركات عسكرية خاصة وأسلحة آلية. ويتنبأ أحدث كتاب له "أموال للفوضى: المرتزقة والشركات العسكرية الخاصة والطائرات بدون طيار ومستقبل الحرب" (Rowman and Littlefield) بمستقبل الحرب في عالم تهيمن عليه الجيوش الخاصة.
الخبرة
–حتى الآن: زميل باحث رئيسي، معهد ميشيغان للهندسة، الجامعة الوطنية في سنغافورة
+++++++++++++++++++
أعلنت قوات الدعم السريع السودانية تشكيل حكومة موازية: ما الذي يعنيه هذا للحرب؟
تاريخ النشر: ٥ أغسطس ٢٠٢٥، الساعة ٤:٣٨ مساءً بتوقيت جنوب أفريقيا
🇸🇩 الحكومة الموازية في السودان: شرح للأزمة المتفاقمة
فيما يلي تحليل شامل للمقال من موقع "ذا كونفرسيشن أفريقيا" ومعلومات إضافية من مصادر أخرى:
🛑 ماذا حدث؟
في ٢٠ يوليو ٢٠٢٥، أعلنت قوات الدعم السريع والجماعات المتحالفة معها تشكيل حكومة موازية في نيالا، جنوب دارفور.
تُسمى هذه الإدارة الجديدة "حكومة السلام والوحدة".
وتضم ٢٤ جماعة مسلحة وسياسية من دارفور وكردفان، المنطقتين اللتين تُشكلان ٤٦٪ من مساحة السودان.
🧭 لماذا شُكِّلت؟
فشلت قوات الدعم السريع، المنتمية أصلاً إلى ميليشيات الجنجويد، في كسب الحرب ضد القوات المسلحة السودانية.
تهدف هذه الخطوة إلى:
ترسيخ سيطرة قوات الدعم السريع في غرب السودان.
إعادة صياغة هوية قوات الدعم السريع سياسياً وسط اتهامات بالتطهير العرقي والعنف الجنسي وفظائع بحق المدنيين.
مخاطبة المجتمعات المهمشة التي استبعدتها النخبة المركزية في السودان.
هيكل الحكومة الموازية:
الرئيس: قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي).
نائب الرئيس: عبد العزيز الحلو، زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال (المؤيد للعلمانية).
رئيس الوزراء: محمد التعايشي، من قبيلة التعايشة العربية.
المتحدث: فضل الله برمة، من فصيل حزب الأمة.
🌍 الديناميكيات الإقليمية والدولية
قامت قوات الدعم السريع ببناء علاقات مع كينيا وتشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى وجنوب السودان وليبيا لكسب الشرعية3.
أدان الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية هذه الخطوة، ووصفاها بأنها تهديد لسيادة السودان.
وأكد الاتحاد الأفريقي تعليق عضوية السودان، وحثّ على عملية سلام بقيادة سودانية.
⚔️ التداعيات العسكرية والسياسية
تسيطر قوات الدعم السريع على معظم دارفور وأجزاء من كردفان، لكنها لا تسيطر على الفاشر، عاصمة شمال دارفور.
تحتفظ القوات المسلحة السودانية بالتفوق الجوي وتسيطر على شرق وشمال السودان5.
أدى عجز قوات الدعم السريع عن التوسع شرقًا إلى تشكيل حكومة لتعزيز المكاسب الغربية.
🚨 أزمة إنسانية
الفاشر تحت الحصار؛ والمدنيون يضطرون لتناول علف الماشية للبقاء على قيد الحياة.
تسبب تفشي الكوليرا في وفاة المئات؛ وتم الإبلاغ عن أكثر من 4000 حالة.
طرق المساعدات مقطوعة، وقوات الدعم السريع متهمة باستغلال وصول المساعدات الإنسانية كسلاح.
🔥 المخاطر المستقبلية
التصعيد في الفاشر: قد تُكثّف قوات الدعم السريع جهودها للسيطرة على المدينة.
الحرب الجوية: قد تسعى قوات الدعم السريع للحصول على أسلحة متطورة لمواجهة الهيمنة الجوية للقوات المسلحة السودانية.
النفوذ الإنساني: قد تستغل قوات الدعم السريع وصول المساعدات لكسب الاعتراف.
🛠️ ما يجب أن يحدث
توسيع حظر الأسلحة للحد من تدفقها.
عملية سلام جديدة أقل عرضة للتنافسات الإقليمية.
إيصال المساعدات الإنسانية مباشرةً، بما في ذلك الإنزال الجوي، لتجاوز الحصار.
هذا الوضع يتطور بسرعة، وقد يؤدي إلى تقسيم السودان على غرار ما حدث في ليبيا إذا لم يُعالج. قد يُؤجج سعي قوات الدعم السريع للحصول على الشرعية الصراع بدلًا من حلّها.
سمير رمزي
باحث، جامعة حلوان، مصر
سمير رمزي حاصل على درجة الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة حلوان (مصر). وهو باحث في العلوم السياسية وباحث غير مقيم في مركز الإمارات للسياسات. تعاون رمزي مع مؤسسات بحثية رائدة، منها مؤسسة كارنيجي في نيويورك، وجامعة إكستر، ومركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، والمركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات. وهو أيضًا زميل في المجلس العربي للعلوم الاجتماعية. درس الشؤون السياسية السودانية وديناميكيات الصراع لأكثر من سبع سنوات.
الخبرة
حتى الآن: دكتوراه، جامعة حلوان
التعليم
2025 كلية التجارة، العلوم السياسية
+++++++++++++++++++++++++++++++
في بلدٍ يقول ترامب إنه لم يسمع به أحد، تُسبب الرسوم الجمركية فوضى
وعد الرئيس ترامب أفريقيا بأن التجارة ستحل محل المساعدات، لكن إدارته في واحدة من أفقر دول العالم تُقلص كليهما.
فيما يلي تحليل شامل للنقاط الرئيسية من مقال صحيفة وول ستريت جورنال بعنوان "في بلدٍ يقول ترامب إنه لم يسمع به أحد، تُسبب الرسوم الجمركية فوضى":
🇱🇸 البلد المُسلط عليه الضوء: ليسوتو
ليسوتو، دولة صغيرة غير ساحلية تقع في جنوب أفريقيا، هي محور إجراءات ترامب التجارية المثيرة للجدل.
أفادت تقارير أن ترامب وصف ليسوتو بأنها مكان "لم يسمع به أحد من قبل".
لطالما استفادت هذه الدولة من برنامج تجاري أمريكي أتاح وصولاً مُعفىً من الرسوم الجمركية للصادرات الأفريقية.
📉 تهديدات التعريفات الجمركية والتداعيات الاقتصادية
هدد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على ليسوتو، وهي من بين أعلى الرسوم الجمركية المقترحة عالميًا.
على الرغم من تخفيض الرسوم الجمركية النهائية إلى 15%، إلا أن الضرر كان قد وقع بالفعل:
انخفضت طلبات المنسوجات
أغلقت المصانع
سُرِّح آلاف العمال
أعلنت حكومة ليسوتو حالة كارثية في يوليو/تموز بسبب الانهيار الاقتصادي.
🧵 التأثير على صناعة الملابس
يُعد قطاع الملابس أكبر جهة توظيف خاصة في ليسوتو.
تستورد العلامات التجارية الأمريكية الكبرى، مثل ليفايس وريبوك ووول مارت، الملابس من ليسوتو.
بما أن الولايات المتحدة تُمثل 20% من صادرات ليسوتو، فقد أدى تهديد الرسوم الجمركية إلى تدمير اقتصادها.
🏛️ توترات سياسية وقانونية
يبدو أن إجراءات ترامب تتجاوز قانون النمو والفرص في أفريقيا (AGOA)، الذي يسمح لـ 32 دولة أفريقية بالتصدير معفاة من الرسوم الجمركية إلى الولايات المتحدة.
من المقرر أن ينتهي العمل بقانون AGOA هذا العام، ويشكك الخبراء في أن الكونغرس سيجدده في ظل سياسة ترامب التجارية المتشددة في فرض الرسوم الجمركية.
💰 فضيحة مزعومة لوبيات الضغط
زعم وزير التجارة في ليسوتو أن جماعة ضغط يُزعم أنها مرتبطة بعائلة ترامب طالبت بمبلغ 1.5 مليون دولار لحملة من أجل تخفيف الرسوم الجمركية.
ويُزعم أن الجماعة رفضت ضمان أي نتائج، وطالبت بدفعة فورية.
🚨 إجراءات طارئة من ليسوتو
استجابةً للأزمة، قامت الحكومة بما يلي:
التنازل عن رسوم تسجيل الشركات الجديدة
إنشاء صندوق لدعم الشركات الناشئة
إعادة توجيه الموارد لمعالجة بطالة الشباب
يرسم هذا المقال صورة قاتمة لكيفية زعزعة سياسات الرسوم الجمركية العدوانية لاستقرار الاقتصادات الضعيفة، خاصةً عند سحب المساعدات أيضًا.
+++++++++++++++++++++++++++++
المجلات العلمية لا تستطيع مواكبة سيل الأبحاث المزيفة
"مصانع الورق" تُنتج دراساتٍ احتياليةً أسرع من قدرة الناشرين على سحبها
بقلم نيدهي سوبارامان، 4 أغسطس/آب 2025، الساعة 3:00 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Mohamed Omer
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست