اتفاق وحدة اندماجية بين حركة تحرير السودان ومجموعة من فصيل العدل والمساواة: نحو توحيد الصف الوطني
التاريخ: السبت 2 أغسطس 2025 المكان: أديس أبابا، إثيوبيا إعداد: زهير عثمان حمد – صحفي ومحلل سياسي
في خطوة وُصفت بالمهمة لتوحيد الحركات المسلحة السودانية خارج مسارات التسوية التقليدية، وقعت اليوم حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي اتفاق وحدة اندماجية مع مجموعة من فصيل حركة العدل والمساواة بقيادة السياسي المعروف أحمد حسين آدم، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا. مضمون الاتفاق الاتفاق الذي جرى توقيعه برعاية الاتحاد الإفريقي وبدعم من وسطاء إقليميين، تضمن البنود التالية:
الاندماج الكامل بين الهيكلين السياسي والعسكري للطرفين.
إنشاء قيادة موحدة ومجلس سياسي مشترك.
تنسيق المواقف في المحافل الإقليمية والدولية.
تشكيل لجنة مشتركة لمتابعة تنفيذ الاتفاق، ووضع جدول زمني للخطوات العملية خلال ثلاثة أشهر.
التأكيد على أن الهدف الأساسي هو بناء مشروع وطني جامع لا يقتصر على دارفور بل يشمل السودان كله.
تصريحات القادة في كلمته خلال التوقيع، قال مني أركو مناوي إن هذه الخطوة تأتي استجابة لنداء الوطن و"للتاريخ الذي لن يرحم من يشتت قوى التغيير في لحظة فارقة تمر بها البلاد". وأضاف أن التوحد ضرورة أخلاقية وسياسية لمواجهة التحديات.
أما أحمد حسين آدم، فاعتبر أن الوحدة تعني "وضع حد للتشرذم الذي أضعف قضية السودان العادلة"، مؤكدًا أن المشروع الجديد يسعى لتأسيس تحالف مدني-عسكري قومي يُعيد صياغة العلاقة بين المركز والأطراف.
خلفيات سياسية يُذكر أن فصيل أحمد حسين آدم كان قد انشق عن حركة العدل والمساواة عقب خلافات هيكلية وسياسية بشأن إدارة الملفات العسكرية والتفاوضية. وتمتاز مجموعة آدم بخطاب سياسي أكثر انفتاحًا على القوى المدنية وقضايا الانتقال الديمقراطي.
من جانبها، تعتبر حركة مناوي أحد أبرز المكونات الموقعة على اتفاق جوبا للسلام، لكنها خاضت مؤخرًا مراجعات داخلية حول فعالية الاتفاق في ظل استمرار الحرب والانقسام السياسي.
قراءة أولية في دلالات الاتفاق محاولة لإعادة ترتيب أوراق الهامش في ظل حرب متعددة الجبهات بالسودان.
رسالة للمجتمع الدولي بأن القوى المسلحة لا تزال فاعلة وتستطيع تجاوز خلافاتها.
تعزيز لخطاب "المشروع الوطني الجامع"، في مقابل مشاريع التمكين العسكري أو الطائفي أو الإثني.
خطوة قد تؤسس لتحالف سياسي أكبر يضم قوى الهامش المدني والعسكري.
ردود الفعل الحكومة السودانية (الجيش) لم تصدر بيانًا رسميًا بعد، لكن مصادر مقربة وصفت الخطوة بـ"الإيجابية شرط ألّا تصب في صالح الدعم السريع".
قوى الحرية والتغيير رحّبت مبدئيًا بالاتفاق، وأكدت أهمية توحيد القوى في مواجهة الحرب والعمل على مسار ديمقراطي مستدام.
في المقابل، التزمت قوات الدعم السريع الصمت حيال الاتفاق، ما يثير تساؤلات عن تأثيره المحتمل على موازين القوى في دارفور.
في خضم تعقيدات المشهد السوداني، يمثل توقيع هذا الاتفاق بصيص أمل لعودة منطق "التحالف السياسي" بدلًا من "الحرب المفتوحة". وإذا ما تم استثماره بحكمة، فقد يشكل نواة لتحالف أوسع، يُعبّر عن الهامش، دون أن يغرق في حسابات السلاح أو يذوب في مركزية فاشلة.
08-03-2025, 06:54 AM
Ali Alkanzi Ali Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 10940
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة