الحرائق لا تُطفأ بالطبول- إلى من يختزلون دم السودان في شعار الاغتصاب وحده#

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 10-18-2025, 08:00 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
المنبر العام
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-01-2025, 08:00 PM

زهير ابو الزهراء
<aزهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 12447

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحرائق لا تُطفأ بالطبول- إلى من يختزلون دم السودان في شعار الاغتصاب وحده#

    08:00 PM August, 01 2025

    سودانيز اون لاين
    زهير ابو الزهراء-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر





    في صمت البلاد المشتعل، حين تنطفئ الأصوات الحرة تحت رماد المدافع، ويُختصر الألم الوطني في شعارٍ معطوب، هناك من ينفخ في نار الكراهية بلسانٍ ملغوم، لا يسكنه غير الغبن الانتقائي
    ولا يحرّكه سوى نداءات معركة يُراد لها أن تكون مقدسة، لكنها في حقيقتها مشروعة للنهب، ومحرّفة للحقائق، ومزوّرة لآلام الناس.
    كنتُ في يوم من الأيام أظن أن التعامل الراقي مع "البلابسة"، أو الكناصـر الجدد، هو الطريق الأمثل للتعايش مع أفكار الحرية والعدالة.
    \ كنتُ أعتقد أن الحوار الهادئ والمنطق السليم يمكن أن يفكك خطابهم المليء بالكراهية، وأن إظهار حسن النية قد يفتح عيونهم على حقيقة أن الوطن أكبر من أي فصيل أو انتماء ضيق.
    لكن، للأسف، أثبتت الأيام أن محاولة إطفاء الحرائق بالطبول ليست أكثر من وهم. لقد استغلوا هذا الرقي كفرصة لتعزيز خطابهم، بينما كانت أجساد السودانيين منسية تحت رابض الدمار.
    هؤلاء البلابسة، الذين يرتدون جلد الوطنية بينما يقفون على جثث الفكرة ذاتها، يصرخون اليوم بصوتٍ واحد: "اغتصاب الحرائر".
    شعار لا جدال في قبح مضمونه، لكنه تحوّل إلى ذريعة صوتية تمسح بها كتائب الإسلاميين ومن دار في فلكهم الدم عن وجوههم، وتخفي جرائم لا تقل فظاعة، ولا تنتمي إلا لجحيمٍ واحد اسمه: الحرب التي بلا ضمير.
    هل تُختصر حرب السودان، بكل ما فيها من جراح ممتدة من دارفور إلى الجزيرة، ومن الخرطوم إلى الجنينة، في الاغتصاب وحده؟
    أليس من الخيانة الفكرية أن يُحوّل مشهد الدماء والخراب والتمزيق الوطني إلى "كرت دعائي" أخلاقي، لا يُستخدم إلا في محطات التحريض الإعلامي، ليغطي على ذبح المدنيين، وحرق القرى، وتدمير منازل السودانيين من غرب البلاد
    في قلب العاصمة؟
    أي كفر بالوطنية هذا؟
    من يرفع راية "الشرف" بينما يمر على مذابح الكنابي في الجزيرة كأنها سراب؟ من يُعين "الجيش" في خندقه، لكنه يرفض أن يتحدث عن الذبح المتكرر في دار السلام، والعد حسين، وسوق ستة، وأبو آدم، بدعوى "عدم التعاون مع العدو"؟
    هذه ليست وطنية، بل وطنية معاقة، تنتعل الفردية، وتحمل في قلبها رُهاب الهوية السودانية الجامعة. هي طعنة في خاصرة الذاكرة الجماعية، حيث لا أحد يُحاسَب، ولا أحد يُذكر إلا بمقدار ما يخدم الرواية الرسمية.
    إن أخطر ما يفعله هؤلاء هو تزييف وعي الناس، عبر صناعة خطاب كراهية منمق، يحمل لهجة الضحية، لكنه يُدار من غرف الظلام، ومن جبهات التبرير، ومن معسكرات "الولاء السياسي المربح".
    يفتحون أفواههم حين يخدمهم الدم، ويصمتون كالصقيع حين يُذبح سوداني من غرب البلاد، ويُرمى اسمه تحت قانون "الوجه الغريب".
    كم بيتًا تم تفجيره في أم درمان لأن صاحبه "من هناك"؟ كم امرأة شُرّدت في الجزيرة لأنها تنتمي للضفة الأخرى من السودان؟ وكم شابًا اختفى اسمه في دفاتر الموت لأن سحنته لا توافق الذاكرة الرسمية للعاصمة المختطفة؟
    الوطنية ليست معركة فيسبوكية تُدار بلغة ملغومة، ولا هي سوق شعارات تُنتجها اللجان الإلكترونية لمن تبقّى من كتائب المشروع الحضاري. الوطنية لا تعني الوقوف مع الجيش لمجرد أنه "جيش"
    كما لا تعني الوقوف مع الدعم السريع لأنك من ضحاياه. بل هي الوقوف مع السودان، ذلك الكائن المنكوب الذي تشتته الخرائط، وتقاسمه السلاح، وتلاعبت به القوى الإقليمية تحت عناوين إنسانية زائفة.
    *نحن لا نبرّر جريمة، ولا نغضّ الطرف عن ألم، لكننا نرفض أن يُختزل كلّ هذا النزيف في مقطع مرئي مشوّه ومقتطع من سياقه، فيما يتم تجاهل المجازر التي يرتكبها الجيش ومناصروه
    سواء في الجزيرة أو في أطراف الخرطوم، تحت صمت إعلامي مقصود، وتواطؤ نخبوي لا يقل وحشية عن رصاص البنادق.

    هل من أحد يذكر منازل السودانيين من دارفور وهي تُقتحم تحت دعاوى "التفتيش"؟
    هل من صوتٍ يعلو على صوت الذين أُحرقت حقولهم لأنهم من قبائل ليست مرغوبة؟
    وهل يحق لأحد أن يطالبنا بالصمت، فقط لأن الجلاد يرتدي بزّة رسمية؟

    نحن نكتب لا لنحاكم الضحية، ولا لنعفي أي مجرم، لكن لأن الذاكرة الانتقائية أخطر من الرصاص، ولأن الوطن لا يُبنى بالكراهية، بل بالاعتراف المتبادل بالألم، والتسوية الأخلاقية مع الضمير.

    أيها "البلابسة"، أيتها الكتائب التي تخوض الحرب بشعارات مغشوشة، توقفوا عن بيع الوهم للناس، فالسودان لا يحتاج إلى خطاب أخلاقي مشروط، بل إلى شجاعة أخلاقية ترى كل الجرائم
    وتُدين كل الفظائع، دون أن تتحول إلى "وزير دعاية" في جيش لا يريد حتى أن يعتذر.

    الخراب لا يعرف سحنة القاتل، ولا اسم الضحية، والعدالة لا تُجزأ.

    والصمت عن ذبح الأبرياء، تحت أي شعار، هو مشاركة صريحة في الجريمة.






                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de