حفل خيري بالنادي السوداني – Hayward, CA لدعم السودانيين بالمعسكرات والتكايا
|
Re: حوار ودي مع الأستاذ بريمة وآخرين عن تاريخ (Re: عبد الصمد محمد)
|
الأخ عبد الصمد، دا موضوع طويل ومتشعب. نحاول
الزعامات القبلية بدارفور عبر القرون تؤرخ الفترة التي سبقت قيام سلطنة الفور وشهدت تسلط الداجو والتنجر,هجرة القبائل العربية من المنطقة الواقعة شمال شرق دارفور وانتشار كثير من مظاهر الثقافة الاسلامية من الشمال و من الغرب واستقرت مجموعات من هؤلاء العرب في سهول دارفور الجنوبية وهم من عرفوا بالبقارة ويقطنون جنوب خط 12 وهم الرزيقات ,الهبانة,البني هلبة ,التعايشة,الترجم ,الحوطية,التعالبة ,المهادي ,السلامات, المسيرة والفلاتة .
واختلط البقارة بالسكان الوطنيين كثيرا,وهؤلاء البقارة فضلوا زالك الجزء من جنوب دارفور لجودة المرعى واعتدال الطقس وتوفر الماء , وهزه القبائل تنتسب الى قبيلة جهينة وفي الشمال استقرت مجموعات اخرى من العرب الرحل وهم يحترفون تربية الابل ,حيث ان الطقس في شمال دارفور بناسبهم ,نسبة لتعودهم لتلك البيئة وهؤلاء هم العرب الماهرية,العريقات,ابو الجلول, العطيفات,الزيادة والشطية وهزه القبائل
تتسبب لعبد الله الجهيني ,ما عدا الزيادية,فتسبب لفزارة ومعم اولاد قوي .وهناك قبائل اخرى خلاف البقارة و الابالة المزكورين انفا استوطنوا دارفور منذ القدم , قبل دخول القبائل العربية لدارفور, وقد فضل هؤلاء الانتماء لسلطنة الفور منذ القرن الخامس عشر , اى منذ السلطان سليمان سلونق وكان تعدادهم قبل سقوط دولة دارفور سبعة وعشرون زعامة او قبيلة , مع العلم ان دار فور الان بها اكثر من مائة وستين قبيلة قائمة بزاتها
السلطنات : 1ـ سلطنة المساليت 2 ـ سلطنة القمر 3ـ سلطنة البيقو 4 ـسلطنة زغاوة كوبى 5 ـ سلطنة زغاوة كبقا 6 ـ سلطنة مسلات
النظارات: 1 ـ نظارة الرزيقات 2ـ نظارة الهبانية 3ـ نظارة التعايشة 4 ـ نظارة البنى هلبة 5 ـ نظارة المسيرية 6ـ نظارة الفلاتة 7ـ نظارة بنى حسين 8 ـ نظارة ترجم 9ـ نظارة البرقد
الملوك 1 ـ ملك الميدوب ( مالحة ) 2 ـ ملك البرتى ( مليط ) 3 ـ ملك الكايتنقا ( الدور ) 4 ـ ملك زغاوة دار توير (امبرو ) 5 ـ ملك زغاوة اولاد دقيم (كرنوى ) 6 ـ ملك زغاوة ارتاج ( مزبد ) 7 ـملك دادينقا ( قوز بينه ) 8ـ ملك مسلات (قريضة ) 9 ـ ملك التنجر ( كتم ) 10 ـ ملك فور كونجقا ( برنقل ).
الفرش 1ـ فرشة المساليت ( مورنى ) 2 ـ فرشة المسلات ( مسترية ) 3 ـ فرشة ارينقا ( سريا ) 4 ـ فرشة المهادى ( ام طجوك ) 5 ـ فرشة اسنتقورى ( ابوسروج ) 6 ـ فرشة مدنفورى ( تندلتى ) 7 ـ فرشة قرقه ( كندوبى ) 8 ـ فرشة سيينار ( فروبرنقا ) 9 ـ فرشة جبل مون ( صليعة )
المقاديم 1ـ مقدوم الغرب ( الديمناقوى ) 2 ـ مقدوم الشمال 3 ـ مقدوم الشرق ( الامينقاوى ) 4 ـ مقدوم الصعيد ( المقدومية ) 5 مقدوم بنى لبد ( كبم )
المشايخ 1 ـ شيخ عرب الماهرية ( غرة ) 2 ـ شيخ عرب ابو جلول ( امو ) 3 ـ شيخ عرب العطيفات ( ام سيالة ) 4 ـ شيخ عرب العريقات ( مصرى ) 5 ـ شيخ عرب الزيادية ( مليط ) 6 ـ شيخ عرب الزبلات ( كبكابية )
الشراتى 1ـ شرتاى البرقد ( كجمر ) 2 ـ شرتاى برتى ( الطويشة ) 3ـ شرتاى فور زامى تويا 4ـ شرتاى فور دار كرنى 6 ـ شرتاى فور زامى بايا 7ـ شرتاى المسبعات ( جوقو جوقو ) ( تارنى و جنقى ) 8 ـ شرتاى جبل سى 9 ـ شرتاى الداجو فاشا 10ـ شرتاى التنجر ( جبل حريز ) 11 ـ شرتاى الميما ( ودعة ) 12- شرتاى دار قلا ( كرنوى )
العموديات 1ـ عمودية بنى منصور ( الملم ) 2 ـ عمودية التعالبة ( كاس ) 3 ـ عمودية الحوطية ( ريفى ) 4 عمودية الصعدة ( ريفى الملم ) 5 ـ عمودية المهادى ( برام و ديتو ) 6 ـ عمودية ابو درك ( ود هجام ) 7 عمودية تاما ( كبكابية ) 8 عمودية النقة ( سنقو ) 9 ـ عمودية دنقو ( برام الردوم ) 10 ـ عمودية المراريت ( ريفى نيالا ) 11 ـ عمودية الحزام ( زالنجى ) 12 ـ عمودية عرب بشير ( الفاشر ) 13 ـ عمودية المعاليا ( المنطقة الشرقية ) 14 ـ عمودية البزعة ( ابو حميرا ) 15 ـ عمودية بنى عمران ( الشريف كباشى ) 16 ـ عمودية الاسرة ( ابو جميرا ) 17 ـ عمودية بنى فضل و بنى بدر ( ابو حميرا ) 18 ـ عمودية الجليدات ( ام كداده ) 19 ـ عمودية اولاد قوى ( لوابد ) 20 ـ عمودية السلامات ( رهيد البردى ) 21 ـ عمودية باقرما ( نيالا ) 22 ـ عمودية برقو صليحاب ( نيالا ) 23 ـ عمودية برنو ( منواشى ) 24 ـ عمودية المسبعات ( شعيرية ) 25 ـ عمودية اولاد مانا ( لبدو ) 26 ـ عمودية يولو ( طوال ) 27 عمودية كنين ( سويلنقة ) 28 عمودية الاسرة (القردود) 29 عمودية اولاد مانا (السريف)
قبائل دارفور عبر التاريخ: ( ا) ا سرة ارينغا ـ ابو درق ـ اولاد قوى ـ اسنقور ـ اولاد مانا ـ اولاد غانم ـ اولاد ريف ـ اولاد جنوب ـ اولاد تاكو ـ اولاد ادريس ـ اولاد نعمات
( ب ) برتى ـ بيقو ـ برقد ـ بديرية ـ بزعة ـ برنو ـ برقو ـ بنقة ـ باقرما ـ بديات ـ بندة ـ بلالة ـ باكابايا ـ باسينقة ـ بنى هلبة ـ بنى حسين ـ بنى منصور ـ بنى عمران ـ بنى لبيد ـبنى ـ بنى بدر ـ بنى عاطف ـ بنى فضلـ ـ بنى جرار ـ بكرية ـ بنى منضور ـ
(ت ) تنجر ـ تعايشة ـ تعالبة ـ ترجم ـ تاما ـ تروج ـ تكارير ـ تمام ـ تبئة
( ج ) جليدات ـ جوامعة ـ جلول ـ جلابة نمرو ـ جمع ـ جخيسات ـ جموعية ـ جوجا ـ جعليين ـ جبا مون ـ جبل
(ح ) حيماد ـ حويطة ـ حوازمة ـ حسناب ـ خزام ـ خوابير
( د ) داجو ـ دادينقا ـ دنقو ـ دروق ـ دناقلة ـ ديقة ـ دار سهيل ـ دار عقيل ـ دار جبل
(ر ) رزيقات ـ رونقة ـ راشد ـ رشدان ـ رواس
(ز ) زغاوة ـ زيادية ـ زملقة ـ زيود ـ زبلات
(س ) سميات ـ سينار ـ سلامات ـ سرارية ـ سوة ـ سميرية ـ سارا ـ سد
(ش ) شطية ـ شات ـ شعارنة ـ شتابلة ـ شالا ـ شرفة ـ شقيرات ـ شناقيط ـ شايقية شاناتو
(ص ) صعدة ـ صليحاب
(ض ) ضباينة
(ط ) طريفية ـ طليحى
(ع ) عريقات ـ عطيفات ـ عطرية ـ عورة ـ عدوية ـ عطوية ـ عقاباب ـ عرب بشير ـ عتامنة ـ عديانية
(ف ) فور ـ فروقى ـ فزازة ـ فنقرو ـ فلاتة فيارين
( ق ) قمر ـ قولا ـ قادينقا ـ قرقر ( ك ) كيرا ـ كبقا ـ كايتنقا ـ طريش ـ طروبات ـ كنوز ـ كنجارة ـ كتكو ـ كارا ـ كنانة ـ كنين ـ كوكا ـ كجكا ـ كراسى ـ كونجينقا ـ كسيرنة ـ كاجا ـ كوتويا
( م ) مسبعات ـ مساليت ـ ميدوب ـ مسيرية ـ معاليا ـ مراريت ـ مهادى ـ ميما ـ مروقى ـ محس ـ مغاربة ـ مدنقورى ـ مكركا ـ مراسة ـ مورو ـ مادى منضلة ـ منقايات ـ مرامره ـ مجانين (ن ) نصارية ـ نقولقى
(و ) وشاهيب ـ وئلية ـ واحية
(ه ) هبانية ـ هوارة ـ هبابين
(ى ) يولو
المرجع ـ ( تاريخ دارفور عبر القرون ) ـ عبد القادر ارباب
جمال حسن احمد / الامارات
[email protected]
هذه هى مكونات النسيج الدارفور .. وهى تعطى ملمح لتوزيع القبائل جغرافياً علي حسب حواكيرها ومواقعها.
بريمة
| |
    
|
|
|
|
|
|
Re: حوار ودي مع الأستاذ بريمة وآخرين عن تاريخ (Re: Biraima M Adam)
|
السودان من التاريخ القديم إلى رحلة البعثة المصرية (الجزء الأول)
الفصل الحادي عشر سلطنة الفور المتواتر في السودان أن سلطنة الفور من أصل عربي من سلالة بني العباس، ومن الروايات المسموعة، أنه كان بين العباسيين الذين تفرَّقوا بعد زوال دولة بني العباس شقيقان: أكبرهما يدعى عليًّا، والأصغر أحمد سفيان، وكانت زوجة «علي» تحب «أحمد سفيان»، وعلم «علي» بهذا السر، فاستلَّ سيفه وضرب أخاه في رجله فعقرها، وتركه، وعولج «أحمد» ونُقِل إلى جبل مرة في دارفور، حيث كان فيها — يومئذٍ — ملك يدعى دورشيت، وكان همجيًّا وكريمًا، فزوَّج ابنته من «أحمد»، ووُلِد لأحمد ابن سماه سليمان خَلَفَ جدَّه، وبدأت سلطنة دارفور بالسلطان سليمان الأول سنة ٨٤٨ﻫ و١٤٤٥م، وكان يتبع الفور ٢٧ ملكًا من المجوس والمسلمين.
وخلف سليمانَ السلاطينُ: عمر، وعبد الرحمن، ومحمود، ومحمد صول، ودليل، وشرف، وأحمد، وإدريس، وصالح، ومنصور، وشوش، وناصر، وتوم، وكورد، وسليمان الثاني، وموسى، وأحمد، ومحمد دورة، وعمر الثاني، وأبو القاسم، وتيراب، وعبد الرحمن أخوه، الذي كان في فترة فتح نابليون مصر، وقد راسله، ومحمد الفضل في عهد محمد علي الذي طلب إليه الخضوع، ومحمد حسين ابنه، وقد عاصر سعيد وإسماعيل، وبادلهما الهدايا، وأهدى سعيد إليه مركبة، وإبراهيم، وهو آخر سلاطين الفور، وانتهت مدته ١٢٩١ﻫ و١٨٧٥م.
وقد قتل الزبير باشا السلطان إبراهيم في بلدة منواشي في ٢٤ أكتوبر سنة ١٨٧٥، وزال سلطان دارفور، وقد قبضت الحكومة المصرية على بقية أمرائهم وأسكنتهم سوق السلاح، وسقطت دارفور في يد المهدي، وحاول بقية الأمراء استرداد الحكم في أثناء المهدية ففشلوا، وقد أصبح الأمير علي دينار بن الأمير زكريا بن السلطان محمد الفضل سلطانًا على دارفور، وكان يدفع جزية إلى أن قُتل في بداية الحرب الكبرى، بعد أن هزمته الحملة المصرية، إثر انتقاضه وانضمامه إلى الأتراك، وأصبحت دارفور مديرية.
•••
وقد جاء في «كتاب السودان» — تأليف العالم الأزهري الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بن عمران بن عامر، من علماء القرن الحادي عشر — عن بعض ملوك السودان في سنار وغيرها ما يلي عن ملوك سغي: أما الملك الأول زا الأيمن، أصل اللفظ جاء من اليمن، قيل إنه خرج من اليمن هو وأخوه سائرين في أرض الله تعالى حتى انتهى بهما القدر إلى بلد كوكيا، وهو قديم جدًّا في ساحل البحر في أرض سغي، كان في زمن فرعون، حتى قيل حشر منه السحرة في مناظرته مع الكليم — عليه السلام— وقد بلغاه في بئس الحال، حتى كادت صفة البشرية أن تزول عنهما من التقشب والتوسخ والتعري، إلا خرق الجلود على أجسادهما، فنزلا عند أهل ذلك البلد، فسألوهما عن مخرجهما، فقال الكبير جاء من اليمن، وبقوا لا يقولون إلا زا الأيمن، فغيروا اللفظ لتعسر النطق به على لسانهم لأجل ثقله من العجمة، فسكن معهم، ووجدهم مشركين لا يعبدون إلا وثنًا، فيتمثل لهم الشيطان في صورة الحوت يظهر لهم فوق الماء في البحر والحلقة في أنفه، في أوقات معلومة، فيجمعون إليه ويعبدونه، فيأمرهم وينهاهم، فيتفرقون عن ذلك ويتمثلون بما أمر ويجتنبون ما نهى، وهو يحضر ذلك معهم، فلمَّا علم أنهم على ضلال مبين أضمر في قلبه، وعزَّم عليه، فأعانه الله في ذلك، فرماه بالحديد في يوم الحضور وقتله، فبايعوه وجعلوه ملكًا.
قيل إنه مسلم لأجل هذا الفعل، والارتداد طرأ في عقبه بعده، ولا نعلم من ابتدأ به منهم، ولا تاريخًا لخروجه من اليمن، ولا لوصوله إليهم، ولا ما هو اسمه، وبقي اللفظ علمًا له، وصدره لقبًا لكل من تولى بعده من الملوك، فتناسلوا وتكاثروا حتى لا يعلم عدتهم إلا الله سبحانه، وكانوا ذوي قوة ونجدة وشجاعة وعظم جثة وطول قامة، بحيث لا يخفى ذلك على من كان عنده معرفة بأخبارهم وأحوالهم.
دويلات وممالك وقد ورد ذكر «الفور» في كتاب مخطوط اسمه «تشحيذ الأذهان بسيرة بلاد العرب والسودان»، تأليف الشيخ محمد بن السيد عمر التونسي بن سليمان، وكتابة المؤلف تدلُّ على ظلام التاريخ القديم للسودان، وتخبُّط المؤلِّفين وخرافات الأقدمين وخيالات المؤرخين وقد قام برحلة في بلاد الفور، قال في «الفصل الأول»:
«أما دارفور فهو الإقليم الثالث من ممالك السودان، وذلك أن للقادم من المشرق إلى بلاد السودان أول مملكة وإقليم يعرض هي مملكة سنار، ثم كردفال «كردفان»، ثم دار الفور، فظهر أنها الإقليم الثالث، وبحسب ذلك إقليم ودداي هو الرابع، والباقرمه الخامس، وبرنوا السادس، وأدقز السابع، ونفه الثامن، ودار تنبكتو التاسع، ودار ملا أو ملي العاشر، وهي قاعدة ملك الفلان وهم الفلانة، وأما الذي يأتي من المغرب فإنه يعدُّ ملا الأول، وتنبكتو الثاني، ونفه الثالث، وهكذا.
واعلم أن القدماء يطلقون على بعض أهل السودان اسم التكرور، ويعنون به أهل مملكة برنو، لكن الآن قد عمَّ هذا الاسم على ممالك متعددة؛ أولها: داروداي أو ودداي، المعروفة أيضًا بدار صليح، وآخرها: برنو، فيدخل في ذلك باقرمه وكتكو ومندرة، فيقال لأهل كل منهم تكرمور، حتى إنه صار عرفًا بينهم.»
ثم قال: «وفي خلال دارفور مملكة البرقد، ومملكة برقو، والتنجور، وميمة، إلا أن مملكة البرقد والتنجور في الوسط، ومملكة البرقو والميمة من جهة الشرق، ومملكة الداجو والبيقوا من الجهة الجنوبية، وكذا مملكة فراوجيه، ولكل من هذه الممالك حاكم يسمَّى سلطانًا، لكن يوليه عليهم سلطان الفور، وكلهم على نسق واحد في الهيئة والملبوس، إلا ملك التنجور، فإنه يلبس عمامة سوداء، وسألته عن سبب سواد عمامته فأخبرني أن أصل مملكة دارفور لأجدادي، وتغلَّب عليها سلطان الفور، فلبس العمامة السوداء إشعارًا بحزنه على فقد مملكته.»
ثم قال المؤلف: «إن طول دارفور بملحقاتها لا تبلغ نحو خمسين يومًا، وهذه الملحقات هي البلاد الجنوبية التي بعد دار الفراوجيه؛ لأن الفراوجيه آخره حدود ممالك الفوراوية الحقيقية، وما يسمون أهل الفور بالسعيد المساحة الممتدة من ريل لآخر دارفور من جهة الجنوب، ودار أباديما هو دار تموركه، وأباديما اسم منصب — كما سنذكره — معناه الجناح الأيمن للسلطان، والحاكم المسيحي بهذا الاسم يحكم على دار تموركه، فسمِّي لذلك دار تموركه بدار أباديما، ويقابله التكنياوي، الذي هو أيضًا اسم منصب معناه الجناح الأيسر للسلطان، ويحكم التكنياوي على اثني عشر ملك أيضًا، وهو حاكم الزغاوة وما يليها لجهة الشرق؛ ولذلك أيضًا سمي دار الزغاوة بدار التكنياوي.
ثم اعلم أن دارفور منظَّمة تنظيمًا على وجه محكم؛ لأننا ذكرنا أن جبل مرة يشقها، وأن نصفها من جبل مرة إلى جهة الشرق سهل، وعرض جبل مرة — بقطع النظر عن ارتفاع الجبال — نحو يومين، ووراءه من جهة الغرب سهل أيضًا، لكن من جهة الشمال الزغاوة والبرتي، وهما قبيلتان عظيمتان، فالبرتى من جهة الشرق والزغاوة من جهة الغرب، وفي وسطها من جنوب جديد كريو يسكنها التنجور والبرقد، وهما قبيلتان عظيمتان، وهكذا إلى جديد رأس الفيل وأزيد، بل إلى تبلدية، وإن كان بينهما بلاد وقبائل صغار.
ثم من هناك إلى الخلاء من جهة الجنوب والشرق وجهة دار أباديما، يسكنه الداجو والبيقو من جهة المشرق، وشرقي جديد كريو يسكنه البرقور والميمة، وهما قبيلتان عظيمتان، ثم إن جبل مرة لا يسكنه إلا أعجام الفور، وأعجام الفور ثلاث قبائل؛ أحدها: كفجارة، وهي تسكن من قرلي إلى بعد الجبيل الصغير المسمى مرة بالخصوص وهو مرة حقيقة: وبعده بقليل إلى حد دار أباديما فيسمونه تموركه، وبعد دار أباديما دار روكة ودار فراوجيه، ولكن روكة من جهة المغرب وفراوجيه من جهة المشرق، ودار فنقرو بعد دار فراوجيه، وبعد دار روكة دار سلا، لكن تميل إلى المغرب أكثر؛ ولهذا يحكمها أهل الوادي.
واعلم أن جبل مرة ليس جبلًا واحدًا كله، بل هو عدة جبال كبار وصغار، وقبل الدخول في دار أباديما ينقطع الجبل وتبقى أرض سهلة يسكنها الفلان، حتى إنهم يقربون من المساليط من جهة المغرب، ويليهم بنو حلبة والمسيرية الزرق، وجميع ما ذكرناه غير البدو الحافين فيها من شمالها وشرقها وجنوبها، وغير المولَّدين من القبائل، والفور يسمونهم الداراوية؛ أي: المنسوبين للدار، فإنهم في الوسط لا يعتبرون بقبيلة.»
ثم قال: «ثم اعلم أن أعمر البلاد من جهة الشمال بلاد البرتي والزغاوة؛ لكثرة ما فيهما من العالم، وانظر حكمة الله؛ فإن القبيلتين في خط واحد، لكن البرتي أرق قلوبًا وأحسن وجوهًا وأجمل نساء، والزغاوة بالعكس، كما أن الداجو والبيقو في خط واحد، وبنات البيقو أجمل من بنات الداجو، وأما البرقد والتنجور فيوجد في كل منهما المليح والقبيح، لكن البرقد خائنون سرًّا، وليلًا ونهارًا، لا يخافون الله ولا رسوله، والتنجور معهم بعض دين، وبعض عقل يمنعهم، وأما أهل الجبل فكلهم على حد في الوحاشة والوخاشة، لكن متى جئت في دار أباديما، تجد الرجال والنساء حسانًا؛ فسبحان من هذا صنعه! وأما المساليط فنساؤهم يسبين العقل ويذهبن باللب، وأجمل النساء في دار الفور على الإطلاق نساء العرب، بل رجالهم كذلك.»
عادات الفور ولغتهم وقال المؤلف: «وليعلم أن الرجال في دارفور لا يستقلون بأمر البتة، إلا الحرب، فليس للنساء دخل فيه، وما سوى ذلك فهم والنساء سواء، بل أكثر الأشغال وأشقها على النساء، وللرجال اختلاط عجيب بهن بالليل والنهار في جميع الأعمال، ومن العجب في أهل جبل مرة أنهم لا يأكلون من القمح الذي يزرعونه، بل يبيعونه ويستبدلون بثمنه دخنًا.»
ثم قال عن لغتهم: «وأما لغتهم فهي لغة فيها حماس، ألفاظها تشبه ألفاظ اللغة التركية؛ لأنهم إذا دعوا إنسانًا يقولون له: كلا، والترك يقولون: كال، وقَوْلي تشبه اللغة التركية ليس معناه أنهما متقاربتا المعنى، بل وجه الشبه في مجرد الألفاظ وإن اختلف موضوع معنى كل منهما، وذلك أن الفور يقولون للفرس: يا مورتا، وعند الترك هو اسم للبيض، والقبيح عند الفور اسمه: لجتي، وعند الترك فعل ماضٍ بمعنى ذهب، ولم أسمع لغة أنقص من لغتهم؛ لأن العدد بلغتهم ينتهي إلى ستة ويكمل بالعربي. فيقولون: ديك واحد، أو اثنان، إيس ثلاثة، أوكل أربعة، أوس خمسة، أو صنانديك ستة، ثم يقولون بالعربي: سبعة، ثمانية، تسعة، ثم يقولون: وأيه، وهو لفظ يدل على عشر الأعداد.»
وقال عن خرافاتهم القديمة: «من أعجب ما سمعته بجبل مرة أن الجن ترعى مواشيهم التي ترعى في الكلأ بدون راعٍ معهم، ولقد أخبرني عدة رجال ممن يُظنُّ صدقها أن الإنسان إذا مرَّ بمواشيهم ورأى أن لا راع لها، ربما طمع فأخذ منها شاة أو بقرة أو غير ذلك، فإن ذبحها تلتصق يده بالسكين على منحرها، ويعجز عن فكاكها، حتى أرباب الماشية، فيقبضون عليه ويغرِّمونه ثمنها بأغلى قيمة، بعد إهانتهم له وضربهم إياه الضرب المؤلم.
ولقد تكرَّر عليَّ سماع ذلك حتى بلغ مبلغ التواتر، مع أني لا أصدقه، وحين كنت في جبل مرة توجَّهت إلى دار رجلٍ منهم في غلية أسأل عنه، فما رأيت في داره أحدًا، لكن سمعت داخل الدار صوتًا غليظًا مرعبًا، اقشعر منه جلدي، يقول لي: أكبا، يعني أنه ليس هنا، وفي ذلك الوقت أردت أن أتقدَّم وأسأل أين ذهب، فمرَّ بي إنسان وجذبني وقال: ارجع، فإن الذي يخاطبك غير آدمي! فقلت: وما هو؟ فقال: هذا الحارس الجني؛ لأن لكل إنسان منَّا حارسًا من الجن، ويسمى بلغة الفور: دمزوقة.
فخفت ورجعت من حيث أتيت، ولمَّا رجعت من هذه السفرة وتوجهت إلى الفاشر واجتمعت مع الشريف أحمد بدوي، الذي أخذني من مصر وذهب بي إلى دارفور، فأخبرته القصة، فقال صدقٌ، وأسمعني أعجب من ذلك، وقال لي: يا ولدي، اعلم أني كنت في أول أمري أسمع أن الدمازيق تباع وتشترى، ومن أراد منها دمزوقًا يذهب إلى من يعلم أن عنده دمازيق فيشتري منه واحدًا بما يرضيه، ثم يأتي بقرعة فيها لبن ويدفعها إلى رب المنزل، فيأخذها ويدخل إلى المحل الذي هن فيه، فيسلم عليهن ويعلق القرعة التي فيها اللبن في علاقة في البيت، ثم يقول لهن إن صاحبي فلانًا عنده مال كثير، وخائف عليه من السرقة، وأراد مني حارسًا، فهل إحدى منكن تذهب إلى داره؛ لأن عنده لبنًا كثيرًا وخيرًا غزيرًا، وقد أتى بهذه القرعة مملوءة لبنًا؟
فيتمنَّعن أولًا ويقولن لا أحد يذهب معه، فيتحنَّن لهن ويتملق حتى يرضين، فيقول من أراد الذهاب منكن فلينزل في القرعة، ويبعد عنهن قليلًا، وحين يسمع بصوت وقوعه في اللبن يغطي القرعة بطبق من سعف، ويأخذها من علَّاقتها مغطاة، ويدفعها لصاحبه المشتري فيأخذها ويذهب بها إلى داره ويعلقها في بيته، ويوكِّل بالقرعة جارية أو امرأة تأتي كل يوم على الصباح وتأخذ القرعة وتريق ما فيها من اللبن، وتغسلها جيدًا ثم تضع فيها لبنًا آخر محلوبًا في ساعته وتعلقها، وحينئذ يأمن الإنسان على ماله من السرقة والضياع.
وكنت أكذِّب ذلك حتى كثر مالي، وصارت العبيد والخدم يسرقونه، فاحتلت على منع السرقة بكل حيلة فلم يمكنني ذلك، وشكوت لبعض أصحابي فأمرني أن أشتري دمزوقة وأني أكفى شر السرقة، فحداني حب المال أن توجهت إلى رجل سمعت أن عنده دمازيق، وقلت له: أعطني دمزوقة تحرس لي مالي، وأعطيته ما طلبه، فقال لي: اذهب واملأ قرعة من لبن حليب وهاتها، ففعلت وأتيت بالقرعة مملوءة لبنًا، فأخذها وذهب، وبعد ساعة جاءني والقرعة مغطاة وقال لي: علِّقها حيث مالك مخزون، وعرَّفني ما ينبغي أن يُفعل كل يوم من غسل الآنية وتجديد اللبن، ففعلت ذلك ووكَّلت جارية بذلك، وأمنت على مالي حتى إني كنت أترك بيت مالي مفتوحًا ولا يقدر أحد على الوصول إليه، وفيه من العين والأمتعة شيء كثير، وكل من رام أخذ شيء بغير إذني تكسر رقبته، فقُتل لي عدة عبيد، وعِشت آمنًا على مالي مدة حتى كبر لي ولد كان اسمه محمد، فلما شبَّ واحتلم تعلَّقت آماله بالبنات، وأراد أن يهاديهن ببعض خرز وحلي، فترقَّب غفلتي يومًا وأخذ المفاتيح وفتح خزينة الأمتعة، وأراد أن يدخل فكسر الدمزوقة رقبته ومات في الحال، وكنت أحبه حبًّا شديدًا، فلما أُخبرت بموته جزعت عليه جزعًا عظيمًا، وسألت عن سبب ذلك، وأُخبِرت أنه أراد أن يأخذ شيئًا من الأمتعة فقتله الدمزوقة، فحلفت يمينًا أن الدمزوقة لا يجلس في بيتي، وأردت إخراجه فأعجزني، وشكوت لبعض أحبابي فأشار عليَّ أن أصنع وليمة وأجمع فيها أناسًا كثيرين، يكون مع كل واحد منهم بندقية وبارود، ويأتون كلهم دفعة واحدة يطلقون البنادق ويصيحون بصوت واحد بكلام الفور دمزوقة أيئيه، ومعناه: أين الشيطان؟ ويكررون الطلق ويرفعون أصواتهم بذلك حتى يدخلوا إلى المحل الذي فيه المال، فربما خاف وهرب منه، ففعلت ذلك ففرَّ ولله الحمد، وخلصت من معاشرة الدمازيق، أي: الشياطين.
ولقد أخبرني عدة رجال أن النقاقير التي في بيت السلطان فيها واحدة تسمَّى منصورة، متملكها الشياطين، وإنها ربما ضُرِبت بغير ضارب، فإذا وقع ذلك يحدث في دارفور أمر عظيم؛ إما حرب عدو لهم، أو حرب بينهم، وسيأتي لهذا مزيد توضيح حين نتكلم على عوائد الملوك، وأما عوائد القبائل الأُخَر، كالبرتي والداجو والبيقو والزغاوة والبرقو والميمة وغيرهم، فإن بعضها يقرب من عوائد أهل الجبل، وبعضها يخالفها، أما المخالِفة، فبعض هذه القبائل فيه كرم ونجدة ورقة طبع؛ وذلك لمخالطتهم للعرب أهل البادية، وللتجار الذين يذهبون من أرض مصر وغيرها، فتراهم إذا رأوا أضيافًا أقسموا عليهم وأحسنوا ضيافتهم، وإن رأوا غريبًا أكرموه، وذلك بخلاف الفور الأعجام، كأهل جبل مرة وتموركه، فإنهم يكرمون الضيف ولا يألفونه، ولا ينزل الضيف عندهم إلا قهرًا عنهم.»
تقاليد ملوك الفور وقال المؤلف عن عادات ملوك الفور: «عادة ملوك الفور مخالفة لعوايد غيرهم من الملوك، ولملكهم السلطنة التامة عليهم؛ فإذا قتل منهم ألوفًا لا يسئل لماذا، وإن عزل ذا منصب لا يسئل لماذا، فهو تام التصرف في كل أمر يريده، وإذا أمر بأمر لا يُراجع فيه ولو كان منكرًا، إلا من قبيل الشفاعة، ولا تُرد له كلمة، لكنه إذا فعل ما لا يليق من الظلم والعسف يحصل له بغض في قلوبهم، ولا يقدرون له على شيء!
فأول عوائدهم: أن الملك لا يكون إلا من بيت الملك، أي: من سلالتهم، ولا يمكن تولية أجنبي منهم، ولو شريفًا وتحقَّق نسبُه عندهم. وثانيها: أن الملك إذا تولَّى يجلس في بيته سبعة أيام لا يأمر ولا ينهى، ولا تقوم بين يديه دعوة، وكلهم على ذلك إلا السلطان عبد الرحمن، فإنه خرق عادتهم. وثالثها: أن لهم عجائز تسمى الحبوبات، وهن طائفة عظيمة، ولهن رئيسة تسمَّى ملكة الحبوبات، فعند خروج السلطان يوم الثامن يجتمعن ويأتين إليه، وكل واحدة منهن بيديها أربع قطع من الحديد تسمَّى القطعة منها كرباجًا، وفي كل يد كرباجان يضربنها على بعضها فيحصل منها صوت، وبيد إحداهن قبضة من سعف أبيض ومعها ماء، اختلف أهل دارفور فيما تركب منه، فتبلُّ العجوز السعف من ذلك الماء وترش به على السلطان مع قول كلام لا يعقله إلا هن، ويأخذن السلطان في وسطهن، ويطفن به البيت، ويتوجَّهن إلى دار النحاس، وهو المحل الذي فيه النقاقير، وهي طبول السلطان، فيدخلن البيت ويأتين إلى النقارة المسماة بالمنصورة، فيقفن حلقة ويجعلنها في الوسط والسلطان وحده معهن، ويضربن الكرابيج على بعضها ويقلن من كلامهن، ثم يرجعن بالسلطان إلى كرسي مملكته، وبعد جلوسه ذاك تدخل إليه الدعوى ويتناول الأحكام.
ومن عادتهم أن السلطان لا يسلِّم على غيره إلا بترجمان، صغيرًا كان أو كبيرًا، عظيمًا أو حقيرًا؛ وكنية ذلك أنه إذا دخل عليه أناس يجثون على ركبهم، ثم يتقدَّم الترجمان ويسميهم واحدًا بعد واحد إلى آخرهم، وهو أنه يقول: إنولورا فلان دوكة كنبجي داري، ومعناه: أن هنا برا فلان سلام يعطي طاعة.»
منقول ..
بريمة
| |
    
|
|
|
|
|
|
Re: حوار ودي مع الأستاذ بريمة وآخرين عن تاريخ (Re: Biraima M Adam)
|
نعود للمرجع السابق وونقل .. شيئ من تراث دارفور الخصيان ومن الرقيق الخصيان، وهم الغلمان العبيد، تُحفر الحفرة ويوضعون فيها جماعات بعد إزالة أعضائهم التناسلية بحديد محمي، وهي عملية قاسية ووحشية يموت بها أكثر من سبعين في المائة من الغلمان، ويعانون من جرائها آلامًا محزنة، ومن الخصيان أولئك الأغوات٣ في قصور الملوك والأمراء والعظماء، يؤمنون على خدمة «الحريم» لانتفاء شبهة التعرض للأعراض عنهم. ••• وقد جاء في كتاب «تشحيذ الأذهان بسيرة بلاد العرب والسودان» تحت عنوان: «فصل في الخصيان المعروفين في مصر بالطواشية» ما يلي: ولما كانت ملوك السودان أكثر الناس للنساء جمعًا وأبذلهم في ذلك وسعًا، كان يوجد عند الملك من الخصيان عدد كثير وجمٌّ غفير، فيوجد عند سلطان دار الفور نحو الألف أو أكثر، وعليهم ملك منهم، وهم له كالعساكر، وهو الذي يرتِّب في بيت السلطان ما يلزم منهم للحراسة، ويبقي عنده ما زاد إلى وقت الحاجة. والخصيان مكرمون عند الأكابر؛ خصوصًا في دار الفور، فإن لهم فيها سطوة، وأي سطوة! والكلمة النافذة والقوة ومقام ومقال وحال لا يماثله حال، حتى إن لهم هناك منصبين جليلين لا يتولاهما غير خصي؛ أحدهما: منصب الأبوة، والثاني منصب الباب، وأقول إن منصب الباب غير مختص بدار الفور، بل في تونس، وفي قسطنطينية كذلك، وأصل الخصيان الذين في دارفور من بلدروكا، يخصونهم هناك ويأتون بهم إلى دارفور.
طريقة الخصي ثم قال: يوتى بمن يُراد الفعل به فيضبط ضبطًا جيدًا، وتمسك المذاكير «أعضاء التناسل عند الذكور» وتستأصل بموسٍ حادٍّ، ويوضع في ثقب مجرى البول أنبوبة صغيرة من صفيح؛ لئلا ينسد، ويكون قد سخن السمن على النار تسخينًا جيدًا حتى غلي، ثم يكوى به محل القطع، وبعد أن يكون محل القطع جرحًا حديديًّا ينقلب جرحًا ناريًّا، ثم يداوى بالتغيير عليه بالتفتيك والأربطة، حتى يشفى أو يموت، ولا يشفى منه إلا القليل.
فإن قيل إن في هذا تعذيبًا للحيوان الناطق، وقطعًا للتناسل المأمور بكثرته شرعًا، فهو حرام؟ قلت نعم، قد صرَّح غير واحد من العلماء بحرمته؛ خصوصًا جلال الدين السيوطي — رحمه الله — فإنه صرَّح بالتحريم في كتابه الذي ألفه في حرمة خدمة الخصيان لضريح سيد ولد عدنان، لكن الحرمة على الفاعل، وإنما يخصي الخصيان قوم من المجوس، ويأتون بهم إلى بلاد الإسلام فيبيعونهم ويهادون بهم، ولا يخصى على يد المسلمين منهم إلا القليل النادر، وأما استخدامهم بعد الخصي فلا ضرر فيه، بل فيه ثواب عظيم؛ لأنهم لو لم يستخدموا لحصل لهم الضرر من وجهين؛ الأول: مما وقع عليهم من الخصي الموجب لفقده اللذة العظيمة وقطع التناسل، والثاني: من ضيق المعيشة. أنتهى.
شيئ في غاية القسوة وموثق في أكثر من مرجع ..
بريمة
| |
    
|
|
|
|
|
|
Re: حوار ودي مع الأستاذ بريمة وآخرين عن تاريخ (Re: Biraima M Adam)
|
شرح لبعض المسميات التى وردت في المداخلة الأولي
ترتيب الادارة الأهلية فى دارفور
دارفور كانت لها ثلاثة مرتكزات أساسية. 1. الإدارة الأهلية ( Ába kuriŋa) وهى السلطة العليا في الدولة. 2. الحواكير وتعنى ملكية الارض او تقسيم الأراضى (A̱kʉ́roŋa) 3. قانون دالى ( Dáálí ) وهى القانون الصاعد فى الدولة.
ترتيب الإدارة الأهلية او سلسلة السلطة في سلطنة دارفور. 1. السلطان هو السلطة العليا فى الدولة. و تسمى (آبوه - Á̱bʉ او Ábakuri).
2. الديمينقاوى. وهى السلطة الثانية فى الدولة. و تسمى (آبا ديما - Ába Dima)
3. المقدوم وهى السلطة الثالثة في الدولة. وتسمى (مقدوم - Ma̱gdʉ̂m)
4. الشرتاى. وهى السلطة الرابعة فى الدولة. وتسمى (كيسو - kɨ́so). هذه السلطات الاربعة لكل المقيمين فى الدولة، بالأحرى لكل قبائل دارفور.
5. العمدة. و هو المسوؤل الاولى فى القبيلة و الخامسة فى الدولة. و تسمى (ديلمونق - Dɨlmoŋ).
6. الشيخ. وهو المسؤول المباشر للقبيلة والسلطة السادسة فى الدولة وتسمى (سقل - Sagal) واكثر شخص ملم بالتفاصيل.
7. العقيد هو الرابط الأساسى لتلك الأجسام. و تسمى (ورنق - Ǒrnaŋ).
8. الملك. 9. *الناظر. الملك والناظر هم سلطات رفيعة أو عالية جدا بمثابت سلطان. الملك و الناظر فقط بتمثلوا القبيلة واحد فقط. إذا صادف فى منطقة خاصة بهم يمثلون اعلى سلطة بمثابت سلطان مثل سلطنة دارفور. و لكن إذا ضيف فى المنطقة هم بمثابت شرتاى.
و فى بعض الحواكير الفور يوجد ملوك على رأس الحكورة. السيدات لهن سلطة خاصة تسمى آياء كورى و هى أيضأ تمثل السلطة الثالثة في الدولة. وغالبا بتكون شخصية قوية فى الاسرة الحاكمة او زوجة السلطان، و زوجة السلطان تسمى ميرم، و فى حالة وفاة السلطان بتكون هى السلطة العليا لحين انتخاب او تكليف سلطان جديد.
1- السلطان 2- الديمنقاوى 3- المقدوم 4- الشرتاى 5- العمدة 6- الشيخ
7/1- الملك أعلى سلطة فى القبيلة 8/1- الناظر أعلى سلطة فى القبيلة 9- العقيد ولكل مسؤول له عقيد خاص).
تحياتى/ عمر سوبا 22 ديسمبر 2019م
منقول .. بريمة
| |
    
|
|
|
|
|
|
Re: حوار ودي مع الأستاذ بريمة وآخرين عن تاريخ (Re: Biraima M Adam)
|
هذا أيضاً مقال من الباحث السوداني جمال حسن وحسب علمي أنه كان يقيم في الأمارات
قبائل الرزيقات .. بقلم: جمال حسن احمد حامد الرزيقات في نشر في سودانيل يوم 13 - 12 - 2009
قبيلة الرزيقات هي من اكبر قبائل الشعوب العربية , واهم عمائرها هم عرب هلال ويعرفون بالجنوب الغربي لجمهورية الجزائر ب,,اغواط اكسال,, نسبة لمجاورتهم لجبل اكسال بنواحي البيّض , و تعيش حياة البداوة التي تتميز بالحل و الترحال ، الإيواء في الخيام ، ممارسة حرفة الرعي , الفروسية و نظم الشعر, و قد ورد ذكرهم هامشيا في كتاب العبر و ديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن زاولهم من ذوى السلطان الأكبر لعالم الاجتماع ابن خلدون . للرزيقات عمائر كثيرة منتشرة في الجزائر غرب مدينة وهران وزمر بمدينة المالح بالقرب من (عين تيموشنت ) و (دوا وير) بمنطقة البيّض , وقد امتلكوا أراضى عرشية ممتدة من منطقة ( بوعلام ) و ( سيد أعمر) إلى تخوم الصحراء , ونشاطهم الاقتصادي هو تربية الأغنام , ومن عمائرهم أيضا / ألمنا صير , / الزغم , / أولاد حميدة و /أولاد داوود . و من بينهم المجاهد الشاعر الجامع لأهله / محمد بلخير , شاعر المقاومة في القرن الثامن عشر, و الذي ظل يقود رفاقه الثوار للمعركة تلو الأخرى ضد المستعمر الفرنسى حتى تم توقيع صلح ( بريزينة ) 20 ماى 1883 بين الثوار والسلطات الفرنسية , ولكنه رفض هذا الصلح الغير عادل وعاد يحشد الثوار بعد سفره إلى ( المنيعة ) , حتى تم القبض عليه و نفيه إلى ( كالفى ) بجزيرة كوستاريكا في 1886 م بتهمة العصيان والتحريض على الثورة , دفن بعد وفاته في "تيغست" ضواحي بوعلام ، وبعد الاستقلال نقلت رفاته إلى مقبرة الشهداء ب ( بوعلام ) ليعاد دفنه فيها تخليداً له كشخصية ثقافية و جهادية , وقد نظمت له ولاية البيض عدة مهرجانات وأسابيع ثقافية , وهو من قبيلة الرزيقات فرع أولاد داوود , ولد حسب التقديرات ما بين 1830 - 1832 بوادي المالح , و هناك أيضا أسماء كبار المقاومين منهم المسمّى عمارة وكذلك شهداء الثورة الجزائرية أمثال الشهيد / المجذوب و/ رزق و الشهيد / التيارتى والعسكرى وكبار مجاهدى الثورة , ومنهم على قيد الحياة السيد / رحموني والحاج / الدينس وعبد الحميد . الرزيقات في مصر : - يقال إنهم قدموا من منطقة نجران في بلاد اليمن , موطنهم الاصلى وقد أتوا بعد الفتوحات فقط , وعاشوا ببلاد السودان غربا واستقر بها بعضهم ونفذت منهم أعداد كبيرة إلى مصر, فضا قت بهم ارض مصر بسبب كثرة صراعهم مع القبائل هناك بسبب المرعى و الكلأ فاختار سلاطين مصر فى ذلك الوقت بتوجيههم إلى بلاد المغرب بعد نهاية الفتوحات الإسلامية واثارها انذاك, و بالرغم من انه في عام 1896 و بموجب البراءة البابوية التي أصدرها البابا - ( لوان) - الثالث عشر آنذاك بإحياء بطريركية الأقباط الكاثوليك ، والذي بموجبه تخلت النيابة الرسولية الفرنسيسكانية عن لقبها واعتبرت إرسالية عادية يرأسها رئيس د يني أو كنسي فقط , إلا انه لايزال الرهبان الفرنسيسكان يقومون برعاية الكثير من الكنائس , مثل دير ومزار العذراء بدير درنكه و كنيسة منفلوط في أسيوط وكنائس نجع حمادي و فرشوط وقنا والطويرات وكنيسة الأقصر المخصصة لخدمة السائحين وكنيسة ما تبقّى من الرزيقات والمحاميد والرياينة وإسنا وكوم امبو . ويديرالرهبان الفرنسيسكان عدة مدارس , منها مدارس الرزيقات وأرمنت الحيط والأقصر والطويرات ونجع حمادي ومدارس أسيوط ودير العذراء ومنفلوط ومدسة الفيوم ، كما يديرون ملجأ للأيتام بالمقطم .
يتواجد الرزيقات عموما فى مركز (ارمونت) بمحافظة قنا بمصر وعاصمته مدينة أرمنت ، التي تقع على الضفة الغربية للنيل على بعد 19كم جنوب مدينة الأقصر , واسم " أرمنت" مشتق من الاسم الفرعوني الأصلي للمدينة " أيونو مونتو" , و منتو كان إلهاً مصرياً ، اسمه يعني "الرحّال" , وكان (منتو) مقترناً بالثيران الهائجة و القوة و الحرب , وقيل عنه أن كان دائما ما يتجسد في هيئة ثور أبيض ذي وجه أسود، والذي كان يشار إليه باسم ( باخا) . أشهر فراعنة مصر, قادة الحروب المظفرة و الاستراتجية , اتخذوا لقب " الثور المتين ، ابن منتو ", و في السرد الشهير لمعركة قادش ، قيل أن رمسيس الثاني لمح الأعداء ، فاندفع في اتجاههم مثل ( منتو ) . وفي عهد كليوپاترا السابعة أصبحت أرمنت (هرمونتيس) عاصمة إقليم الصعيد الرابع , وقد ظلت هرمونتيس مأهولة طوال العصر القبطي، ثم توالى نقص شأنها في العصر الإسلامي , و تنقسم مدينة أرمنت إداريا إلى مدينة أرمنت و ثلاثة قرى رئيسية وهى :- ا - ( ارمنت ) – أنجبت شخصيات عريقة ومعطاءة كالشيخ / عبد الباسط عبد الصمد , قارئ القران الأشهر و الفيزيائي هيثم عبد القادر والكيميائي / عبداللة مصطفى و الحائز على جائزة الدولة المصرية التقديرية فى حفل عيد العلم من الرئيس / جمال عبد الناصر .
ب - ( قرية الرزيقات )- أنجبت قارئ القران الشيخ / احمد الرزيقى و هو قارئ مسجد السيدة / نفيسة بالقاهرة وكذلك القارئ الشيخ / ممدوح عبد الستار و الاقتصادي الكبير / احمد عبود باشا صاحب مصانع السكر والمسمّى ميدان عبود الشهير في القاهرة باسمه , و للرزيقات في مصر و بشقّيها القبلى و البحرى الكثير من الجمعيات و النشاطات ومن أهمها (منتدى شباب الرزيقات قبلى ) و(جمعية تنمية المرأة و الأسرة بالرزيقات قبلى و المشهرة تحت الرقم 892 لعام 2005 ) ج - (قرية المحاميد ) – أنجبت الدكتور / عبد الدائم نصير نائب رئيس جامعة الأزهروالباحث السياسي المعروف / ضياء رشوان الرزيقات في السودان :- الرزيقات قبيلة كبيرة بغرب السودان وهم بقارة بجنوب دارفور, يحدّهم جنوبا بحرالعرب وشرقا دار الحمر وشمالا البيقو و الد اجو والبرقد وغربا الهبانية , وهم جهينيو الأصل , وتذكر الروايات إنهم من ثقيف ومنهم بشمال دارفور رزيقات أيضا وهم أبّالة , وتقبع رئا سة القبيلة عموما في بيت آل مادبو ود علي و أسرة / محمود موسى منذ أمد بعيد و إلى اليوم وعمائرهم كثيرة , سمّوا ب ( تراب الهين) لكثرتهم , ومركزهم (شكا) وهم ثلاث عمائر أو بدنات رئيسية : - الماهرية و النوايبة و المحاميد , ولكل منها إدارات تنظر في مواضيعها , وأكثرها عددا المحاميد وحلفاؤهم من الهبانية والمعالية , وقد قاوموا سلاطين الفور ولم يخضعوا لهم الخضوع التام , وكان لهم مع الزبير باشا وقائع مشهورة , حيث وقعوا مع الزبير باشا اتفاقية عام 1866م بعدم تعريض حدودهم لتجارة الرقيق ، ولكن الزبير باشا اخلّ بهذا الشرط عام4187م واعد عدته الحربية وأغارعلي الرزيقات نهاية عام 1874م وهزمهم، ومن ثم حارب السلطان/ إبراهيم قرض في منواشي بين الفاشر و نيالا، وانهزم السلطان، فتم فتح دارفور علي يد الزبير باشا في نهاية عام 1874م وانفتحت معها تجارة الرقيق بغرب السودان و ذلك انسياقا وراء بعض أبيات الشعر التي أنشدتها له ( بت مسيمس ) :- جنك تلات ورقات جيب ردهن صقور الجو حلقن قوم عدّهن يا مقنع الكاشفات لاحدهن وللرزيقات وجود في شمال دارفور, و يسمّون بالرزيقات الشماليين , فهم أيضا المحاميد والماهرية و معهم العريقات ,الزيادية ,امجلّول ,العطيفات ,الشطيّة ,أولاد ياسين , أولاد راشد ,أولاد عيد ,أولاد حسين وبعض البطون الأخرى , و الزريقات من القبائل الجهينية , فهم و المسيرية و الحوازمة أولاد رحال بن عطية بن راشد بن الشيخ الجنيد بن احمد بن بابكر ابن العباس وكلهم من البقارة . وهم أبناء عم الهبانية ,التعايشة ,بني هلبة , المعالية و أولاد أخيه حازم بن حماد بن راشد ابن الشيخ الجنيد والكل ينتسبون إلى جهينة , ويقال أن للشيخ الجنيد خمسة أبناء وبنت واحدة فقط , نزح أبنائه إلى شمال أفريقيا , تحديدا إلى مصر والسودان والجزائر وتوزعوا في المنطقة التي تضم جنوب ليبيا وصعيد مصر وغرب السودان وحول وهران بالجزائر وكذلك في المغرب , موريتانيا, تشا د وتونس ، لذلك نجد امتدادات لمعظم هذه القبائل في البلدان الثلاث , إضافة إلى تشاد والتي يوجد بها فروع المحاميد في ( بيلتين ) شمال مدينة آبشي التشادية ومعظمهم من مربي الجمال و المواشي ويقدر عددهم هناك بحوالى 150,000 قبل أن يضربهم الجفاف الكبير الذي عصف بالمنطقة في عام 1974 م وبعض دول شمال ووسط أفريقيا.
كتب عنهم الباحث / موسى المبارك الحسن في كتابه - (تاريخ دارفور السياسي) - , الرزيقات أغنى قبائل البقارة وأكثرها عدداً وأقواها مركزا ً بدارفور وكتب عنهم الباحث/ الفحل الفكي الطاهر في كتابه- (تاريخ وأصول العرب في السودان ) إن الرزيقات قبيلة ذات شجاعة وقوة ولكثرة عدد رجالها تسميهم جموع البقارة بافتخار- (عيال رزيق هين التراب) - والهين هو مقدار امتلاء راحتي الكف من ذرات التراب وذلك تعبيرا عن كثرتهم . ثم و صفهم ( الفحل ) بان قوة الرزيقات ظهرت في إنهم عندما قاموا وتعاضدوا باستبسا ل و ناصروا المهدية , دخلوا في حروب طا حنة ضد سلاطين باشا باسم المهدية فهزموه واضطروه إلى الخضوع والتسليم لهم , و لهم عادات العرب الأصلية وخيولهم لم تكن تهدا في أيام حروبهم ضد السلاطين ومساهمتهم مع الثورة المهدية في كل انتصاراتها حتى مقتل(غردون ) و تحرير السودان من بشاعة الاستعمار الانجليزي– المصري
ومن اعزّ المكونات المربوطة بتراثهم وثقافتهم الشعبية هي :- *-- ( ألحكامه ) بفتح الحاء و هي المرأة التي تستنهض هممهم للقتال و تمدح الفرسان وتهجو الجبناء منهم وكذلك تغنى في الأعراس والاحتفالات واستقبال كبار الضيوف . *-- ( الهدّاى ) بفتح الهاء وهو الرجل الذي يعزف - أم كي كي – وغالبا مايكون فى مجالس الرجال ( الضره ) بفتح الضاء والراء . *--( النقّارة) بضم النون, ويسمّون صوت الضرب على آلة ( النقّارة) ب(أم بقاقو) وذلك عند إعلان الحرب أوالاحتفال , ولكل صوت من أصوات الضرب على النقارة إشارة إلى حدث ما . *-- لهم الكثير من الرقصات منها ( الكاتم ) , ( السنجك ), ( الهرّمه ) بفتح الهاء وكسر الراء و ( المردوم ) . *-- في الكثير من المناطق لايخرج الرجل من منزله إلا و لبس سكين في إحدى ذراعيه و (حجاب) فى الأخرى و( الحجاب) هو بعض الآيات القرآنية يتم لفها بقطعة من الجلد , ومن ثم تخييطها ولبسها وذلك لتحميه من نيران العدو أو الحسد أو تجلب له الحظ وغيره . *-- يملك السواد الأعظم منهم أسلحة نارية مثل ال ( جيم ثرى ) و ال ( تج تجى ) و بعض الأسلحة الحديثة بالإضافة للأسلحة البيضاء مثل ( ألحربه ),( السيف ), (الكوكاب ) , ( السفروك ), ( الشلكايه ) و( الدقل المضبب ) بضم الدال و القاف والميم , وهو عصاة ضخمة يتم لفها بالجلد الحيواني حتى لاتنكسر عند الضرب بها .
* -- قديما كانت نساءهم تلبس وتتزين بثوب ( الزراق ) و ( الفركه ) بكسر الفاء و تسكين الراء وفتح الكاف , ويعتز الرجال أيضا ب ( الجرّايه ) وهى أداة تستخدم للحرث أو تنظيف الأرض استعدادا لزراعتها . *-- من أكلاتهم المحلية و معهم بعض القبائل المجاورة لهم هي , العصيدة بملاح الروب , ملاح الكول , ملاح المرس– بكسرالميم والراء- , ملاح المصران , ملاح الكمبو والشرموط . وعلى الرغم من تشعّبهم الكبير فان جميع الرزيقات ينتمون إلى جد واحد اسمه رزيق بن رحّا ل بن عطيّة بن راشد بن الشيخ الجنيد والمعروف عنه انه كان ( إمام الحرم المكي الشريف ) , ويمكن تتبع الأنساب بالقياس على نظام الطبقات ذو الترتيب الاتى :- الطبقة الأولى – (الجذم) وهي الأصل , إما إلى عدنان وإما إلى قحطان الطبقة الثانية -(الجماهير) ...أي الجماعات الطبقة الثالثة - (الشعوب) وهي التي تجمع القبائل الطبقة الرابعة -( القبيلة) وتجمع العمائر الطبقة الخامسة - (العمائر) واحدها عمارة , وتجمع البطون الطبقة السادسة - (البطون) وتجمع الأفخاذ الطبقة السابعة - (الأفخاذ ) وتجمع العشائر الطبقة الثامنة - (العشائر) وهي التي تتعاقل إلى أربعة آباء الطبقة التاسعة - (الفصائل) وهي أهل بيت الرجل الطبقة العاشرة - (الرهط) وهي أسرة الرجل أقسام الرزيقات فى السودان :- الرزيقات ينقسمون إلى ثلاثة عمائر كبيرة وهي : - أ/ النوايبة - جدّهم هو / نايب بن رزيق. ب/ المحاميد - جدّهم هو / محمود بن رزيق. ج / الماهريّة - جدّهم هو / ماهر بن رزيق. رزيقات الجنوب : - والنوايبة ينقسمون إلى بطنين كبيرين هما ضمرة وجمّول وينقسم المحاميد الى بطون كثيرة , منهم أولاد فزعة , أولاد زيد , أولاد يا سين ,أم جلّول ,أولاد ضحية وأولاد تاكو .و ينقسم الماهرية الى بطون كثيرة أيضا , منهم أم ا حمد ,العطيفات , أم سلمة وأم جلّول والعريقات وهناك أيضا أولاد حسن وأولاد حميد ,.ولكل بطن أفخاذ كثيرة ولكل عمارة وجود إداري خاص بها في موقعها , فا لنوايبة رئاستهم في الفردوس (أضان الحمار سابقاً )، والمحاميد رئاستهم في عسلاية (قميلاية سابقاً) و الماهرية رئاستهم في مدينة( الضعين ) والتي أسسها / برشم عبد الحميد جد الناظر مادبو و لهم وجود ايضا في ( أم مطارق ) و ( كورينا ) و ( ابوجابرة ) ويوجد أعداد كبيرة من الرزيقات (شماليين وجنوبيين) فى العاصمة الخرطوم وكذلك في (القضارف) و(الجزيرة أبا ) و(ربك) ومنطقة ( البا قير) , ممّا شجّعهم على تأ سيس عمودياتهم و مشيخاتهم وادارادتهم الأهلية الخاصة بهم في هذه المناطق الواقعة في شرق و وسط السودان . رزيقات الشمال : - – أما رزيقات الشمال فينتشرون في مساحة تقدر بحوالى 15,000 ميل مربع بشمال شرق دارفور ويتركزون في قارسيلا و زالنجي ووادي صالح والجنينة وكتم وجبل عطرون و مصرى و أم سيّالة وبراكالّة وقرير وغيرها , وهم ابّالة يعتمدون على تربية و بيع الإبل و تصديرها إلى مصر و ليبيا , بالإضافة إلى الزراعة ، و يسمّون بالرزيقات الشماليين , فهم ايضا المحاميد والماهرية و العريقات و معهم , الزيّادية , امجلّول , العطيفات , الشطيّة , أولاد ياسين ,أولاد راشد , أولاد عيد ,أولاد حسين , المهادى و بعض البطون الأخرى و التي لا تتوفر المراجع الكافية عنها ( بعض الروايات تذكر بان رزيق هو أخ عريق و بذلك يصنفون العريقات بأنهم أعمام الرزيقات ) . الرزيقات و المهدية :- جاء في كتاب – ( جغرافية وتاريخ السودان ) لنعوم شقير قوله إن أول من أوقد الثورة باسم المهدية بدارفور هو الشيخ / مادبو بن علي زعيم الرزيقات , حيث انه هاجر الى المهدي و بايعه في ( قدي) , وحضر منه بالإمارة على قبائله وعلي دارفور كذلك ومعه رجال كثيرون , ثم تم تعيينه أميرا لدارفور باسم المهدية , فجمع فرساناً ورجالاً كثيرين من قبائل شتى وهاجم بهم حامية الأتراك المحصنة في ( شكا ) , فدمرها تدميراً شاملاً وغنم العتاد و الأسلحة , فما لبس أن جمع الأتراك رجالهم تحت إمرة وقيادة سلاطين باشا وجمع مادبو من حوله مجاهدين معظمهم على ظهور أفضل الخيول المسّرجة ودارت معركة حامية سمّيت بمعركة ( أم وريقات ) , وقد وسمّاها الرزيقات وبقية الأعراب (مادبو كر التركاي فر) , حيث انتصر مادبو نصرًا ساحقاً برجاله و غنم الكثير من عتاد سلاطين الحربي و انسحب سلاطين حيث جمع شتات ما بقى من رجاله و انضمت إليه بعض القبائل فدارت معركة كبيرة في منطقة ( كرشو ) , ومن ثم دارت بنهم معركة ( البويرة ) ومنها رجع مادبو بقواته حيث انه وبعد أن تم تسليم مديرية إدارة الفاشر للمهدية , لم يلحق ماديو بجيوش المهدية ولم يذعن لمراسيل الخليفة بعد وفاة الإمام المهدي للحاق به بامدرمان . ومن ضمن الأسباب الرئيسية لخلاف مادبو مع الخليفة / عبداهلث التعايشى هي : -
#- نهج الخليفة في تهجير قبائل دارفور و رجالها وإرسالهم كجنود لحماية الثورة بأم درمان (كتاب السيف والنار- تأليف الضابط النمساوي سلاطين باشا) # - امّا السبب الآخر فهو سياسة استجلاب الأمراء من خارج دارفور ليحكموا دارفور، أمثال/الكركساوي ومحمد خالد زقل ، الأمر الذي أغضب مادبو . وقد تخلّلت الحقبة المهدية الكثير من المشاكل بينهم وبين الرزيقات إلا إنهم عادوا للولاء ومناصرة المهدية فى عهد الإمام / عبد الرحمن المهدي ولكن ذلك لم ينعكس بالتطور عليهم ولا بالتنمية على مناطق عيشهم كرد للجميل لهم , حيث تعاقبت ذرية آل (المهدي) على احتضان بعض البيوتات فقط وإهمال واستغلال باقي القبيلة حتى تضمن ولائهم الدائم لها , وقد تمثل ذلك جليّا في انعدام ابسط الخدمات في مناطقهم وعدم ارتقائهم ومشاركتهم في اى حكومة من حكومات السودان المتلاحقة ' إلا قلّة منهم جادت عليهم بعض الحكومات بمناصب شرفية حتى تضمن ولاء وتبعية أهلهم لها أيضا , ويساعدهم في ذلك البعض من الجيل القديم من أفراد القبيلة , وفق المصالح الآنية والشخصية الضيقة من المصابين بقصر النظر منهم , وقد ترتب على ذلك مايلى :- 1 - استفاق الجيل الجديد من الشباب على هذه التبعية الغير مبررة ولجا إلى الحركة الشعبية في جنوب السودان , والتي استوعبتهم واستخدمتهم في المجالات العسكرية فقط دون تأهيلهم أو الاستفادة منهم في اى مجالات أخرى ( أسست لهم قوات عسكرية في منطقة- أم مطارق ) . 2- اتجه آخرون صوب الحركات الدارفورية المسلحة لانتزاع حقوقهم التي فرّط فيها الأسلاف , ولإيمانهم بان قوتهم البشرية والمادية والتي هي دعامة أساسية من دعامات الاقتصاد السوداني , تعتبر جزء من ثروة دارفور والتي يتم استنزافها بواسطة المركز , دون اى مردود تنموى على المنطقة, ولكن قلة من قادة الحركات المسلحة الدارفورية من ذوى البصيرة , هم من أدركوا ضرورة توحيد العمل مع هذه الطاقة الثورية الكامنة , وان جاء بفهم - أنا وأخي على ابن عمى وأنا وابن عمى على الغريب - . 3 - أولاد (أم محمد)– اكبر مكونات القبيلة فى جنوب دارفور- والمستقرين في ( أم مطارق ) وماحولها والذين خاضوا الكثير من الحروب مع الدينكا باسم القبيلة , طالبوا بان ينفصلوا عن نظارة آل (مادبو ) وتكوين نظارتهم الخاصة بهم , حيث يمهد ذلك للمزيد من التشرزم فى النسيج الدارفورى خاصة بعد أن حذا المحاميد فى شمال وغرب دارفور نفس الحذو.
4 – بات اسم القبيلة مرتبطا فقط بالحروب والغارات والتبعية للحكومات الاستغلالية المتوالية , والتى قامت بتسييس النزاعات التقليدية للقبيلة مع بقية القبائل الأخرى , ولم تسعى إلى إشراكهم فى مواقع المسؤولية بما يتناسب مع ثرواتهم الكبيرة (بشرية و مادية ) ولو من باب التمييز الايجابي , أو العمل على استقرارهم مثلهم مثل نظرائهم في مصر و الجزائر بدلا من استخدامهم كوقود للحروب. والرزيقات حاليا هم اكبر القبائل تعدادا في السودان بعد قبيلة الدينكا وأكثرهم ثروة , والتى تتجسد في الكميات الضخمة من الأبقار , والتي قدّرها الرحّالة الانجليزي ( لامين) في عام 1933 م بحوالى مليون ونصف المليون رأس ( كتاب بدو البدو – رسالة دكتوراه – للباحث / دونالد كاول بول . نشر 1975 م عن دار اى اتش ببلشنغ كوربوريشن) بالإضافة إلى الخيول والتي يقدر عددها بحوالى 200,000 حصان , ويصل سعر الحصان منها إلى 20,000 دولار وخاصة النوع ال ( كيني ) , بالإضافة إلى المواشي وكذلك الصمغ العربي وجميع أنواع المحاصيل والبترول الذي تم اكتشافه مؤخرا فى مناطقهم بغرب السودان , وهم دائمو الفخر بمنطقتهم المسمّاة ( سبدو ) , حيث إنها كانت أول وآخر منطقة فى السودان يزورها الرئيس المصرى الراحل / جما ل عبد الناصر بعد زيارته للخرطوم , وقد صنعوا لاستقباله نهر - رمزى - من اللبن الصافي ونهر آخر من العسل الطبيعي وخرجوا لملاقاته على ظهور عشرات الآلاف من الخيول , حتى أن طائرته لم تجد مكانا تحط عليه رحالها فاستدارت راجعة وهو يدق يدا بيد من عجب ما رأى بأم عينيه . المراجع: - - اصدارت مركز الجلفا الجزائري - الكنيسة الكاثوليكية بالإسكندرية - مشايخ وزعامات الرزيقات بالسودان جمال حسن احمد حامد الإمارات العربية المتحدة [email protected]
| |

|
|
|
|
|
|
Re: حوار ودي مع الأستاذ بريمة وآخرين عن تاريخ (Re: عبد الصمد محمد)
|
من تراث القبائل الجنيدية
عبد الصمد ركز في الحتة التالية ..
Quote: ومن اعزّ المكونات المربوطة بتراثهم وثقافتهم الشعبية هي :- *-- ( ألحكامه ) بفتح الحاء و هي المرأة التي تستنهض هممهم للقتال و تمدح الفرسان وتهجو الجبناء منهم وكذلك تغنى في الأعراس والاحتفالات واستقبال كبار الضيوف . *-- ( الهدّاى ) بفتح الهاء وهو الرجل الذي يعزف - أم كي كي – وغالبا مايكون فى مجالس الرجال ( الضره ) بفتح الضاء والراء . *--( النقّارة) بضم النون, ويسمّون صوت الضرب على آلة ( النقّارة) ب(أم بقاقو) وذلك عند إعلان الحرب أوالاحتفال , ولكل صوت من أصوات الضرب على النقارة إشارة إلى حدث ما . |
التراث عايز معرفة لصيقة بالواقع، عمر التاج وجد مسمى الحكامة وبدأ يردد الحكامة والحكامة ... ذات مرة أراد أن يتحدث عن الهداى (وهو المرادف للحكامة)، فقال "الحكام"، قلت له أقسم بالله ما في حاجة فى تراث القبائل الجنيدية أسمها "الحكام" وقلت له إذهب وأبحث عن غير هذا المسمى. ظل وهو هاشم كرور يكتبون "الحكام" إلي اليوم. هههههههاى!! .. إن شاء يمر من هنا ويثقف نفسه حتى لا يكون مضحكة.
بريمة
| |
    
|
|
|
|
|
|
Re: حوار ودي مع الأستاذ بريمة وآخرين عن تاريخ (Re: Biraima M Adam)
|
أثر القبلية في الاستقرار السياسي في السودان (حالــة دارفـور)(*) الكاتب: عبده مختار موسى (**) ينطلق هذا البحث من فرضية أساسية هي: إن تسييس القبلية يشكل أحد أهم أسباب تصاعد النزاع القبلي في السودان. ويناقش سؤالاً محورياً هـو: مَـن المسؤول عن النـزاعات القبلية في السـودان؟
تمهيــد: كما هي الحال في معظم الدول العربية ودول العالم الثالث تقريباً تشكل البنية القبلية حقيقة أنثروبولوجية وخاصية سوسيولوجية في السودان. ورغم مظاهر التطور والحداثة في مناطق كثيرة في السودان – المدن الكبرى والمناطق الحضرية – إلا أن القبيلة والبنية القبلية في السودان ما زالت تحافظ على كيانها كبنية نفسية وثقافية تؤطر أنماط السلوك – بما في ذلك السلوك السياسي – ولها نفوذ على الثقافة السياسية وعلى العملية السياسية في السودان. وقد زاد ذلك في العقود الثلاثة الأخيرة – فترة حكم الحركة الإسلامية في السودان – بصورة كبيرة بسبب تسييس القبيلة وأثننة السياسة، كما يكشف ذلك هذا البحث بالأرقام والتحليل.
من ناحية عامة يجب التمييز بين «القبيلة» و«القبلية». فالأولى تشير إلى كيان اجتماعي حامل للقيم ورابط بين الجماعة يوفر لها الحماية والمصالح. أما القبلية فهي تنطوي على عصبية. حيث يصبح لها مدلول هُـويوي – أي يعطي عضو القبيلة احساساً وإدراكاً بأنها تشكل له هوية تطغى على الهويات الأخرى بما فيها الهوية الوطنية. وتصبح هي نزعة وتشكل لأعضائها تصوراً بوجود حدود اجتماعية وحدتها الأساسية هي القبيلة. وبما أنها ترتكز على تقاليد وقيم وأخلاق ونظام وهيكل فيه توزيع للسلطة (مثل زعيم القبيلة والناظر والشيخ والعمدة)، فهي إذاً تأخذ طابع المؤسسة السياسية. هذا يعني النظر للقبيلة بمثابة أنها وحدة سياسية أو كيان سياسي (polity).
تنطوي القبلية على هوية ثقافية وإثنية قوية تميز أعضاء جماعة ما من أعضاء جماعة أخرى. ومع وجود علاقات جوار وقرابة قوية، يتوافر لأعضاء القبيلة إحساس قوي بالهوية. ومن ناحية موضوعية لكي يتشكل المجتمع القبلي التقليدي يجب توافر تنظيم عُرفي مستمر ونظام للتبادل. وهناك بُعد عاطفي يتمثل في وجود إحساس قوي بالهوية المشتركة يمكن أن يقود الناس للشعور بأنهم مرتبطون قبلياً (to Feel Tribally Connected…)»[1].
لا تسع المساحة هنا لتناول مفهوم القبيلة وتعريفها لغوياً واصطلاحياً أو تأصيـلاً إسلامياً/دينياً.[2] لكن في حالة السودان ترتبط القبلية – كنزعة ونعرة/عصبية – بأزمة الهوية والتي بدورها نتاج لسوء إدارة التنوع وسوء إدارة الموارد وتوزيعها بما يحقق التنمية الشاملة العادلة حيث إن غياب التنمية يؤجج الصراع القبلي حول الموارد مصحوباً بالجهل وبالولاءات الضيقة والانتماء للهويات دون الوطنية (الصغرى أو الفرعية).
أولاً: أسباب النزاع القبلي في السودان يرتبط النزاع (Dispute) – وما يتبعه من الصراع القبلي (Conflict) – في السودان ببنية الدولة ونظامها السياسي وبالخطاب السياسي. كما أن الظروف الموضوعية هي التي تنقل النزاع الاجتماعي إلى صراع سياسي. فالنزاعات الاجتماعية موجودة في كل المجتمعات، وكذلك الصراعات القبلية خاصة في المجتمعات المتخلفة. لكن تحولها إلى عنف وتصاعد حدة التوتر وزيادة الصراع خاصة المسلح يصبح ظاهرة ومعضلة تتجاوز طبيعة النزاع القبلي التقليدي. حيث إن المجتمعات التقليدية التي قوامها نظام قبلي تندلع فيها هذه النزاعات والصراعات من حين إلى آخر بسبب النزاع حول المرعى أو عمليات ثأر قبلي، ولكنها عادة تكون محدودة ويتم احتواؤها بالأعراف القبلية. أما زيادة المعدلات عبر فترة زمن قصيرة مع الاختلاف في التردد (تكرار عدد الحروب) وفي عدد الضحايا وفي حجم الخسائر فهذا يصبح ظاهرة تؤثر في التماسك الاجتماعي والاستقرار السياسي. وبمثلما هي تستحق الدراسة هي أيضاً تعكس فشل السياسات.
باستقراء الصراعات القبلية في السودان يتضح أنه ظهرت بوصفها تنافساً أو نـزاعاً قبلياً على الموارد الزراعية والحيوانية ومصادر المياه الشحيحة والكوارث الطبيعية (مثل الجفاف والتصحر)، ويتعقد بسبب التمسك بالمفهوم التقليدي لـ «الحاكورة»، إلا أنه ينطوي على اعتراض كثير من القبائل على شكل التنظيم الحديث وآليات الدولة الحديثة التي بدأت تؤثر في آلية البنية التقليدية للمجتمع القبلي وهي «الإدارة الأهلية». كما أن غياب «الدولة المحايدة» في التعامل مع القبائل والتعاطي مع النزاعات الإثنية، وعسكرة القبائل، وظهور «المحاصصة السياسية» بدلاً من الحزبية في العملية السياسية، أدى كل ذلك إلى تصاعد الصراعات القبلية وتسييسها وتعقيد أزمة الدولة في السودان. وقد تجلى ذلك في أزمة دارفور. لذلك تستند هذه الورقة إلى دارفور كحالة دراسة لهذا الموضوع.
ترتبط النزاعات القبلية في السودان بأسباب وعوامل متعددة: مثل النزاع حول الأرض، مصادر المياه، ومسارات الرعي التي تتقاطع مع الأراضي المزروعة وتعدي الحيوانات على المزارع، التدهور البيئي والجفاف والتصحر، السرقة والتارات (الثأر)، تدفق السلاح من دول الجوار – مع توافر أسلحة حديثة، ثم إثارة النعرات القبلية والعصبية الإثنية (عرب مقابل غير عرب/أفارقة).
من أكبر أسباب زيادة النـزاعات القبلية في اتجاه معاكس لسير الحداثة والعولمة في السودان هو غياب التعليم والوعي من ناحية، ثم الحضور الضعيف للسلطة الرسمية في الريف بعد حل الإدارة الأهلية، وهو ما أدى إلى إزكاء روح العصبية القبلية. ثم إعادة الإدارة الأهلية بصورة مسيَّسة وليست كنظام اجتماعي تنتجه ميكانيزمات المجتمع التقليدي في تطوره الطبيعي. حيث أدى التدخل السياسي إلى إضعاف ميكانيزمات المجتمع مما أدى إلى انهيار عناصر الضبط الاجتماعي. فكانت النتيجة حصول فراغ إداري وأمني أدى إلى حدوث التوتر والنزاعات بين القبائل. ومع المناخ السياسي المضطرب وانتشار السلاح أدى ذلك إلى انتقال الصراع القبلي إلى صراع مسلح. وزادت كثافته وتضاعف عدد الضحايا وزادت وتيرته ومعدلاته (انظر الجدول الرقم (1)).
كذلك من أسباب تفاقم هذا الصراع أن الحكومة السودانية تدخلت بصورة اعتبرتها بعض الإثنيات أنها غير محايدة من ناحية، كما أن غياب الإدارة الأهلية في صورتها القديمة من حيث المشروعية والقبول والكفاءة في هذا المناخ مع تدهور الأوضاع الاقتصادية أدى إلى ظهور مجموعات أصبحت تستثمر في النزاعات إما لكسب سياسي حزبي أو انتخابي أو من خلال بيع السلاح. وبالتالي فهي تسعى بالفتنة بين القبائل لاستمرار الصراع لتستمر مصالحها.
نتج من هذا التدخل السياسي الخاطئ تسييس للقبيلة في المناطق الريفية، كما أن تصاعد الصراع القبلي المسلح وتقاطعه مع الحرب بين الحركات المسلحة والحكومة السودانية في دارفور – منذ 2003 – زاد من تعقيد الأزمة. حيث حدث استقطاب سياسي عمل على توظيف الصراع القبلي في مختلف الاتجاهات.
هناك مَن يرى أن غياب الديمقراطية هو أحد أسباب تصاعد القبلية والصراع القبلي. فانقلاب الجبهة الإسلامية القومية في حزيران/يونيو 1989 «غيَّب الديمقراطية في السودان ومن ضمنها دارفور والتي كانت تمارس الديمقراطية عبر الأحزاب وهي مؤسسات حديثة لا يشترط للدخول إليها القبيلة بل البرنامج. هذا لا ينفي أن الأحزاب الموجودة في دارفور كان يغلب عليها الطابع القبلي، ولكن كانت الممارسة كفيلة بترجيح كفة البرنامج على القبيلة. وكانت القبلية متجذِّرة في الريف أكثر من المدينة[3]. وعند انتقال المواطن القروي إلى المدينة كانت المدينة قادرة بعلاقاتها الاجتماعية والسياسية والنقابية والثقافية أن تتيح له قنوات متعددة للانتماء حيث تتم عملية استيعابه في منظمات المجتمع المدني المختلفة (أحزاب، اتحادات، روابط، جمعيات، أندية وما شابه ذلك)، وبالتالي يضعف ولاؤه القبلي.
أما في عهد حكومة الإنقاذ الوطني (حكومة البشير الإسلامية) «فقد أصبح للقبائل أحياء خاصة بها في المدينة، وبالتالي فبدلاً من تحضير أو تمدين القروي تريَّـفت المدينة. بغياب الديمقراطية في دارفور تحوَّل الصراع إلى صراع قبلي بحت؛ فأصبحت انتخابات المحليات وأي انتخابات أخرى تتم على أساس قبلي. وأصبح محرماً على أفراد القبائل الأخرى الفوز في (حاكورة)»[4] القبيلة صاحبة الأرض. بل وصل الاستقطاب القبلي لتقسيم حتى وظائف الحكومة المحلية من مديرين للمؤسسات والشركات الحكومية، وصولاً لتوزيع (كوتات) السكر على التجار تراعى فيه القبلية»[5]. وسارت الجبهة الإسلامية القومية (برئاسة الترابي) في نهج استقطاب بعض القبائل ودعمها بالسلاح والعتاد في مقابل الأخرى. واستخدمت الإدارة الأهلية كوظائف حكومية تعطى للقبائل الموالية للنظام، وتحجب عن الأخرى التي ترفض الإذعان. واستحدثت الحكومة نُظَارات في حاكورة بعض القبائل التي رفضت الإذعان لأخرى رضيت أن تكون واجهة سياسية عبر قيادتها الأهلية. وبالتالي عندما غُيِّبت الديمقراطية أصبحت القبلية اللاعب الأوحد في الساحة[6].
ثانياً: النزاع القبلي في دارفور ظلت دارفور طوال الفترة 1916 – 1956 جزءاً لا يتجزأ من السودان الحديث كمنطقة متخلفة يحكمها موظفون بريطانيون باعتماد كبير على نظام الإدارة الأهلية. وعندما استقل السودان تحولت السلطة السياسية والاقتصادية إلى أيدي الشماليين العرب، المسلمين في غالبهم، أو ما يُسمى بالمجموعة النيلية العربية المسلمة المسيطرة[7]. كانت هناك نزاعات في الإقليم في الفترة 1956 – 1980 – أي منذ الاستقلال وحتى إدخال نظام الحكم الإقليمي كانت هناك نزاعات بين مجموعات قبلية محلية واستخدمت فيها أسلحة تقليدية. وفي الفترة من 1983 – 1993 تحولت طبيعة النزاعات إلى حرب بين تجمعات إثنية قبلية ومجموعات شادية، والحكومة المركزية مع استخدام الأسلحة الحديثة. وفي الفترة 1992 – 2002 كان هناك استقطاب إثني: عرب ضد غير العرب ومع تدخل الحكومة أصبح مستوى الصراع قومياً.
يتفق الباحثون على تعدد مصادر وعوامل النزاع القبلي في السودان، وهي عوامل تتداخل وتتكامل في تأثير واعتماد متبادل وتؤدي إلى تعقيد النزاع الناتج عنها. لكن يرى العديد من أبناء دارفور أن الشرارة الأولى لهذا الصراع الذي اندلع في 200 تعود جذورها إلى العام 1982. ثم أخذت بعداً جديداً في عام 1986 في عهد حكومة رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي حينما تجمعت بعض القبائل العربية تحت مسمى «التجمع العربي» بدعم حزب الأمة في مواجهة قبيلة الفور (غير عربية) التي يدعمها الحزب الاتحادي الديمقراطي الشريك في الائتلاف الحكومي آنذاك. بينما يرى آخرون أن هذه المرحلة الأخيرة (حكومة الإنقاذ الوطني/الحركة الإسلامية) شهدت تفاعل الإسلام السياسي مع الاستقطاب الإثني. فعندما جاءت حكومة الإنقاذ الإسلامية إلى الحكم في 30 حزيران/يونيو 1989 تصاعدت عملية تسييس وأثننة (Ethnicization) النزاعات بسرعة متزايدة، حيث كان للحكومة الإنقاذية الإسلامية الجديدة «تأثير مباشر وقوي في تغذية النزاع بأبعاد أيديولوجية وعرقية وسط الأطراف التي تسمى عرب وزُرقة»[8]. وعندما شعر الفور بأن ما يجري قد تجاوز الحدود قاموا في بداية 2003 بتكوين جيش تحرير دارفور. وفي وقت قصير انضم إليهم الزغاوة. وتحول اسم الحركة إلى حركة/جيش تحرير السودان. ثم برزت لاحقاً حركة أخرى تسمى «العدل والمساواة».
فقد أشار أكثر من 23 زعيماً وقيادياً من المجموعات العربية، يمثلون خليطاً من المثقفين والقيادات القبلية وكبار الموظفين، أشار هؤلاء في مذكرتهم لرئيس الوزراء آنذاك (الصادق المهدي) إلى أن «الجنس العربي» هو الذي «نشـر الحضارة في هذا الإقليم… وذلك في مجالات الحكم والدين واللغة». وقد أشار التجمع العربي في مذكرته إلى أن العرب يشكلون نحو (70 بالمئة) من سكان دارفور، ويعيشون في نحو 55 بالمئة من إجمالي مساحتها ويساهمون بنحو 15 بالمئة من إجمالي الدخل القومي للسودان ككل. وأن المتعلمين من أبنائهم يشكلون نحو 40 بالمئة من الصفوة المتعلمة في الإقليم. ومع كل ذلك يُمَـثَّلون بـ (14 بالمئة) عضواً فقط في البرلمان القومي. «إننا نخاف إذا ما استمر تجاهل تمثيل الجنس العربي، أن تفلت الأمور من أيدي الحكماء إلى أيدي الجهلاء، وبالتالي دفع الأوضاع إلى نتائج خطيرة»[9].
غير أن حكومة البشير لم تتدخل في الوقت المناسب، كما أنها لم تتدخل بحياد، وعملت على استقطاب بعض النخب إلى جانبها. هذا الاستقطاب السياسي الحاد تلازم مع استقطاب إثني وتمايزت الهويات العربية مقابل الأفريقية (حُمْرة مقابل زُرْقة). ومع ظهور الحركات المسلحة حدثت تقاطعات بين ما هو سياسي وما هو قبلي فكانت النتيجة تصاعد أزمة دارفور وتعقيدها وتدويلها.
بيد أن الملاحظة المهمة في النزاعات في دارفور وعلى مدى عشرات السنين لم تكن دائماً إثنية أو مسيّسة. حيث كانت هناك نزاعات داخل المجموعات العربية نفسها وداخل الزنجية فيما بينها أيضاً. ويُـعد الصراع بين المزارعين والرعاة والتنافس حول موارد المياه الشحيحة والأرض الصالحة للزراعة، أحد الصراعات التقليدية على وجه العموم في القارة الأفريقية. وقد اكتسب صفة خاصة في السودان، وعلى الخصوص في دارفور، بعد التغيرات المناخية والتحولات البيئية المطرية خلال العقدين الماضيين[10]، الذي حدث فيه انحسار نطاق المراعي والموارد المائية إضافة إلى قلة الرقعة الزراعية نتيجة لانجراف التربة الخصبة بواسطة عوامل التعرية ومن ثم الضغط على الموارد الشحيحة، والتنافس الحاد بين المزارعين والرعاة[11].
كان التعايش السلمي بين قبائل دارفور يسود المنطقة وكانت العلاقات تحكمها الأعراف والعادات والتقاليد، بجانب تعاليم الإسلام السمحة. وكانت دارفور ترتبط ارتباطاً وثيقاً من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والتنموية بمجتمع السودان الكبير. كل ذلك ساهم في ترابط وتماسك النسيج الاجتماعي بدارفور. إلا أن الوضع تعقد منذ التسعينيات من القرن العشرين (حيث ظهر الكتاب الأسود الذي عكست فيه نخبة دارفور المتعلمة بالأرقام الظلم الذي وقع على إقليمهم منذ الاستقلال)، وأصبحت ملكية الأرض والحواكير وديار القبائل من أهم أسباب الصراع القبلي في السودان، ولا سيما في دارفور، إذا ما أخذنا في الحسبان أن هذه الحواكير وديار القبائل أصبحت جزءاً أصيـلاً من الموروثات والتركيبة الاجتماعية والثقافية لأهل دارفور؛ وصارت حقوقاً مكتسبة منذ القدم وأصبحت ذات أبعاد سياسية خطيرة فلا يمكن تجاوزها أو حلها بسهولة[12].
هنالك عدة أسباب تداخلت وأثرت في خلخلة البنية الاجتماعية والقبلية في ما يتعلق بحواكير وديار القبائل بدارفور، وتطورت هذه المشاكل لتصبح أساسية في أزمة دارفور لاحقاً. إن المشكلة الحقيقية في ما يتعلق بنظام الحواكير بمفهومه السائد في دارفور قد أفقد الحكومة (المركزية والولائية) هيبة الدولة وسلطانها على بسط نفوذها بإقرار الأمن والطمأنينة بالنسبة إلى المواطن[13].
ثالثاً: التعصب القبلي (نماذج من العنف الدموي) أصبح النزاع القبلي المسلح يتفجر بدارفور في دورات متلاحقة وعنيفة حتى أضحى خلو مجتمع دارفور من التناحر القبلي هو الاستثناء وليس القاعدة. في العقود الثلاثه الماضية شمل هذا النزاع جل قبائل دارفور، ولإعطاء صورة عن هذا الأمر هنا أمثلة لبعض النزاعات القبلية في دارفـور (الجدول الرقم (1)).
من هذا الجدول (الرقم (1)، بكل أجزائه) يمكن ملاحظة أن فترات الصراع القبلي في دارفور كانت متباعدة جداً في الماضي. فمثـلاً منذ نـزاع عام 1932 لم يحدث نزاع إلا في عام 1956 – أي بعد 24 سنة. مع ملاحظة أن تلك كانت فترة الاستعمار البريطاني حيث تركت الإدارة البريطانية آليات المجتمع تعمل في حفظ الأمن وحل المشكلات دون التدخل المباشر منها. ثم حدث نزاع 1957 بين قبائل عربية (الميدوب، الزيادية، والكبابيش) وكان هذا في عهد الحكومة الديمقراطية/الحزبية الأولى (1956 – 1958). في عهد حكومة الفريق إبراهيم عبود العسكرية (ست سنوات: 1958 – 1964) كان هناك نزاعان فقط. وفي الفترة الانتقالية (عام واحد: 1965 – 1966) أيضاً كان هناك نزاعان فقط. وفي عهد الحكومة الديمقراطية الثانية ( 3 سنوات: 1966 – 1969) كان هناك 4 نزاعات. وفي عهد الرئيس جعفر نميري العسكري/حكومة أيار/مايو (16 سنة: 1969 – 1985) كان هناك 12 نزاعاً – وهو عدد صغير نسبياً مقارنة بفترة الحكم (بواقع نزاع ونصف سنوياً). أما في عهد حكومة عمر البشير الإسلامية ( 1989 – … التي ظلت تحكم حتى كتابة هذا البحث) فقد شملت الإحصاءات حتى العام 2015 – أي 26 سنة فقد بلغت النزاعات القبلية 66 نزاعاً (بواقع 4 نزاعات في العام الواحد)، مع الأخذ في الاعتبار العدد الكبير للضحايا والخسائر المادية الكبيرة في هذا العهد بسبب استخدام الأسلحة الحديثة.
الجدول الرقم (1)
النزاعات القبلية في دارفـور من ثلاثينيات القرن العشرين إلى أيار/مايو 2015
الجدول الرقم (1 – أ): النزاعات القبلية في عهد الاستعمار (1898 – 1955)
الرقم القبائـل المتنازعة التــاريـخ الولايـة 1 الكبابيش – الكواهلة – البرتي/الزيادية – الميدوب 1932 شمال دارفـور
الجدول الرقم (1 – ب) عهد الحكومة الديمقراطية/الحزبية الأولى (1956 – 1958)
2 البرتي – الزيادية 1956 شمال دارفـور
الجدول الرقم (1 – ج) عهد حكومة عبود العسكرية (1958 – 1964)
3 الميدوب – الزيادية – الكبابيش 1957 شمال دارفـور 4 المعاليا – الرزيقــــات 1964 جنـوب دارفـور
الجدول الرقم (1 – د) عهد حكومة سر الختم الانتقالية (حزيران/يونيو 1965 – 1966)
5 الزيادية – البرتي 1965 شمال دارفــور 6 الميدوب – كبابيش 1965 شمال دارفـور
الجدول الرقم (1 – هـ) عهد الحكومة الديمقراطية/الحزبية الثانية (1966 – 1969)
7 المعاليا – الرزيقات (قرية أبوكارنكا) 1966 شرق دارفـور 8 الرزيقات – المعاليا 1968 جنوب دارفـور 9 الرزيقات – الزغاوة 1968 شمال دارفـور 10 الزغاوة – الماهـريـــة 1968 شمال دارفـور
الجدول الرقم (1 – و) عهد حكومة جعفر نميري العسكرية (أيار/مايو 1969 – نيسان/أبريل 1985)
11 الزغاوة – البـرقــو 1974 شمال دارفور 12 البني هلبة – الرزيقات 1975 جنـوب دارفـور 13 زغـاوة – زغــاوة 1976 شمال دارفـور 14 البني هلبة – الماهريــة 1976 جنوب دارفـور 15 البني هلبة – الرزيقات الشمالية 1976 جنوب دارفـور 16 الرزيقات – الداجــــو 1976 جنوب دارفـور 17 الرزيقات – البرقــــو 1977 غرب دارفـور 18 التعايشة – السلامات 1980 جنوب دارفـور 19 الرزيقات – البني هلبة 1982 جنوب دارفور 20 الفلاتـة – القِمِـر 1983 جنوب دارفور 21 الرزيقات – المسيــريـة 1983 جنوب دارفـور 22 الكبابيش – البرتي – الزيادية 1984 شمال دارفـور
الجدول الرقم (1 – ز) عهد الحكومة الديمقراطية (1986 – 1989)
23 القمـر – الفلاتــــــة 1987 شمال دارفـور
الجدول الرقم (1 – ح) عهد حكومة البشير الإسلامية (1986 – ): (الإحصائية هنا حتى عام 2015)
24 الفـور – البديات 1989 شمال دارفـور 25 العرب – الفور 1989 شمال دارفور 26 فـور ضد (27) قبيلة عربيــــة 1989 ش د (تحامل عنصري) 27 الزغاوة – القمـر 1989 شمال دارفور 29 فـور (كبكابية) ضد الزغـاوة 1990 شمال دارفور 30 التعايشة – القمـــر 1990 جنوب دارفور 31 الزغاوة – المراريت 1991 شمال دارفـور 32 الزغاوة – بني حسين 1991 شمال دارفور 30 الزغاوة – الميما 1991 شمال دارفور 33 الزغاوة – البرقـــد 1991 شمال دارفور 34 الزغاوة والبرقد (للمرة الثانية) 1991 شمال دارفـور 35 الفـور – الترجـــم 1991 شمال دارفور 36 الزغاوة – العــرب الـرُحّـل 1994 شمال دارفور (كُتُم) 37 الزغاوة السودانيون – الزغاوة الشاديون 1996 شمال دارفور 38 المساليت – ضد بعض القبائل العربية 1996 غرب دارفـور 39 الزغاوة – الرزيقات 1996 – 1997 جنوب دارفور (حاليا شرق دارفور) 40 العـرب – المساليت 1997 غرب دارفور (الجنينة) 41 الداجـو – الرزيقات 1998 جنوب دارفور 42 العرب – المساليت (للمرة الثانية) 1998 غرب دارفور 43 الفـور – الرزيقات 1999 جنوب دارفور 44 الميدوب – البرتي 1999 شمال دارفـور 45 الهبانية – أبودرق 2000 جنوب دارفـــور 46 الزغاوة – القمـــر 2000 شمال دارفـور 47 المعاليا – الرزيقات 2000 جنوب دارفـور 48 الرزيقات – التنجـــر 2000 جنوب دارفور 49 الرزيقات – المسيرية (كردفان) 2000 جنوب دارفور/غرب كردفان 50 الهبانية – السلامات 2000 جنوب دارفـــور 51 الزيادية – البرتي 2000 شمال دارفـور 52 الرزيقات – المساليت 2000 غرب دارفـور 53 الرزيقات – أولاد منصور (عرب) 2001 جنوب دارفور 54 القمر – الزغاوة 2001 غرب دارفـور 55 الداجــو – المسيرية شباط/فبراير 2005 جنوب دارفـور 56 الفلاتة – المساليت 2005 جنوب دارفـور(سعدون) 57 الهبانيــة – المساليت 2005 جنوب دارفـور 58 برقد – مسيرية – مسبعات – داجــو كانون الأول/ديسمبر 2005 جنوب دارفور 59 برقـد – رزيقات – تُرجـم كانون الثاني/يناير 2006 60 الهبانية – الرزيقات 2006 جنوب دارفـور 61 الهبانية – السلامات 2006 جنوب دارفـور (سرقلية) 62 الهبانية – الفلاتة 2006 جنوب دارفـور 63 القمـر – الفلاتة 2006 جنوب دارفـور 64 الترجــم – الرزيقات 2007 جنوب دارفـور 65 الفلاتة – الهبانية 2007 جنوب دارفـور 66 القِمِـر – الفلاتــة 2007 جنوب دارفـور 67 الفلاتة – الهبانية 2008 جنوب دارفور (عفونة) 68 الرزيقات – الهبانية 2008 جنوب دارفـور (قريضة) 69 القمر – الفلاتة 2008 جنوب دارفـور(سانبوا) 70 البني هلبة – الترجـم 2008 جنوب دارفـور 71 الرزيقات – الهبانية 2009 جنوب دارفور 72 البرتي – الزيادية (مليط) 2011 شمال دارفور 73 السلامات – التعايشة (محلية رهيد البردي) 2011 جنوب دارفور 74 السلامات – المسيرية (أم دخـن) 2012 وسط دارفور 75 القِمـر – البني هلبة (كتيلا: محلية عد الفرسان) 2012 جنوب دارفور 76 المساليت – الفلاتا (قريضـــة) 2012 جنوب دارفور 77 البني هلبة – القِمِـر كانون الثاني/يناير 2013 – أيار/مايو 2013 (15 هجوم من البني هلبة على القمر بسبب ملكية الأرض) جنوب دارفور (بلغ جملة القتلى في هذه الهجمات 190 قتيـلاً ومئات الجرحى؛ إحراق 14 قرية؛ 1200 منزل؛ تدمير 5 محطات مياه؛ نهب ممتلكات مواطنين تُقدر قيمتها بـ 15 مليار جنيه سوداني). 78 الفلاتة – المساليت 2013 جنوب دارفور (قريضة/أم سعدون: 7 قتلى و20 جريحاً) 79 الرزيقات (الأبَّالة) – بني حسين حزيران/يونيو 2013 شمال دارفور: جبل أبو عامر (التنافس حول آبار البترول: 17 قتيلاً، 20 جريحاً). 80 الرزيقات – المعاليا 12 آب/أغسطس 2013 شرق دارفـور (110 قتلى، ومئات الجرحى). 81 الرزيقات – المعاليا 18 أيلول/سبتمبر 2013 شرق دارفور (37 قتيلاً، 47 جريحاً). 82 المسيرية – السلامات شباط/فبراير 2014 وسط دارفور (أم دخن): عشرات القتلى والجرحى، اضطر السلامات للفرار إلى تشاد 83 المعاليا – الرزيقات أيلول/سبتمبر 2014 ش دارفور: (500 بين قتيل وجريح) 84 المعاليا – الرزيقات كانون الثاني/يناير 2015 شرق دارفور (10 قتلى وعشرات الجرحى). 85 الرزيقات – المسيرية 27 كانون الثاني/يناير 2015 شرق دارفـور 86 الفلاتة – المساليت شباط/فبراير 2015 غرب دارفور (7 قتلى، 20 جريحاً). 87 الزيادية – البرتي 21 آذار/مارس 2015 شمال دارفور (30 قتيلاً وعشرات الجرحى). 88 السلامات – المسيريــة 22 آذار/مارس 2015 جنوب دارفور (21 قتيل، و24 جريحاً وسرقة أبقار) 89 الرزيقات – الهبانية (محليتي السنطة والفردوس) 23 آذار/مارس جنوب وشرق دارفور (مقتل 10 وجرح 10). 90 المعاليا – الرزيقات 10 أيار/مايو 2015 شرق دارفور (مئات القتلى والجرحى) المصدر: (للجدول الرقم (1) بكل أجزائه): تجميع الباحث من عدة مصادر منها صحيفة سودان تربيون (30/5/2013، و7/8/2013، و21/2/2014) والمركز السوداني للخدمات الإعلامية (SMC)، ومركز دراسات السلام بجامعة نيالا (ولاية جنوب دارفور)؛ ومتابعة الكاتب للصحف اليومية الصادرة في الخرطوم.
وعلى الرغم من زيادة الصراعات القبلية من منتصف السبعينيات وحتى النصف الثاني من الثمانينيات من القرن العشرين إلا أن النقلة في المنحنى حدثت في العام 1989 الذي شهد أربعة نزاعات قبلية ثم توالت النزاعات في التسعينيات من القرن العشرين بوتيرة أعلى مقارنة بالعقدين السابقين (ستة نزاعات في عام 1991 مثـلاً). فإذا أخذنا في الاعتبار عام الاستقلال (1965) هو عام الأساس يمكن ملاحظة أن المعدل بدأ يرتفع كل عقـد من الزمان:
الجدول الرقم (2)
عدد النزاعات في كل عقد منذ الاستقلال
العقـد (الفتـــرة) عدد النزاعات (الصراعات) الستينيات (من القرن العشرين) 6 السبعينيات – – – 7 الثمانينيات – – – 9 التسعينيات – – – 17 العشرية الأولى من الألفية الثانية (2000 – 2009) 25 النصف الأول من العشرية الثانية للألفية الثالثة (2010 – 2015) 31 الجملــة 95
الملاحظ أنه في العقد الأول (العشرية الأولى) لفترة حكم الإنقاذ (1989 – 1999) كان هناك 21 صراعاً قبلياً (انظر الجدول الرقم (2)). وهذا يعني أكثر من ثلاثة أضعاف عقد الثمانينيات (6 نزاعات/صراعات فقط). كذلك الملاحظ أنه في عام 2000 مثـلاً وقعت 8 حروب قبلية في دارفور؛ و5 في 2006 و4 في 2005، ومثلها في 2008. لكن الملاحظة الأهم هو وقوع نحو 20 حالة صراع دموي في عام واحد هو عام 2013 – منها 15 بين كانون الثاني/يناير وأيار/مايو من العام ذاته عبارة عن هجمات متكررة من قبيلة البني هلبة على القِمـر.
فإذا كانت النزاعات القبلية قد زادت في فترة حكم نظام أيار/مايو (النميري) في السبعينيات بسبب حل الإدارة الأهلية فقد تضاعف عدد الصراعات في عهد الإنقاذ بسبب تسييس الإدارة الأهلية، بعـد إعادتها. فإذا أخذنا الأعوام الستة عشر – إجمالي حكم النميري (1969 – 1985) مقارنة مع ست عشرة سنة من حكم الإنقاذ (1989 – 2005) نجد أن إجمالي الصراعات في فترة النميري كانت (12) بينما في ست عشرة عاماً للإنقاذ كانت (36) حالة/حادث صراع – أي ثلاثة أضعاف تقريباً. لكن المفارقة الكبرى هي أنه من جملة 85 عاماً – فترة رصد الصراعات القبلية في السودان (1930 – 2015) – نجد أن فترة حكومة الإنقاذ الـ (25 عاماً: 1989 – 2015) – تفوقت على جملة الحقب السابقة، حيث شهدت فترة الإنقاذ (75) صراعاً (عنفاً دموياً) قبلياً مقارنة بـ (23) خلال (60) عاماً – سابقة لحكومة الإنقاذ.
معظم هذه الصراعات هي من الحجم الكبير حيث يصل عدد الضحايا أحيانا إلى المئات من القتلى. بمعنى أنه هناك ربما يكون الكثير من الأحداث القبلية الصغيرة التي لم يتم رصدها أو تسجيلها. كما أن الباحث يجد صعوبة في الحصول على الأرقام الدقيقة أو الكاملة. فمثلاً لم تتوافر للباحث أية إحصاءات للأعوام 2009 وحتى 2012 وتظل هذه مجرد أمثلة لكنها تكفي لمؤشرات تفيد التحليل للوصول إلى مدى تصاعدية النزاعات وزيادة تعقيداتها من عهد إلى آخر – خاصة فترة حكومة البشير الإسلامية (الإنقاذ الوطني).
الملاحظ أن الصراع القبلي انفجر بدرجة أكبر في العقد الأول ونصف العقد الثاني من الألفية الثالثة مقارنة بالعقود الماضية. وقد زاد من حدة الصراع القبلي ظهور الحركات المسلحة على مسرح الأحداث ونشاط ميليشيات «الجنجويد». وقـد أصبحت تمثل هذه الحركات واجهات قبلية؛ وكذلك أصبحت تعبر ميلشيات الجنجويد عن قبائل معينة كل ذلك أشعل الحرب القبلية في دارفور عامة بينما كانت في الماضي منحصره في نطاق ضيق[14].
صراع بهذا الحجم ويضم جل قبائل دارفور يؤكد حقيقة واحدة بأن الصراع القبلي تجذر في دارفور، ويصعب حله وتدراكه بسهولة ويسر كما كان في السابق (بواسطة الحلول المحلية للمجتمع الأجاويد – أو الرواكيب – مؤتمرات الصلح) ويرجع ذلك إلى أن عوامل كثيرة استجدت زادت الأزمة تعقيداً[15].
وعلى رأس هذه العوامل (كما تمت الإشارة إليها سابقاً):
1 – تسييس الصراعات: حيث تدخلت الحكومة المركزية – وخاصة في فترة الإنقاذ – بصورة غير محايدة مما دفع الطرف الآخر إلى الاحتماء بالأجنبي وبذلك حدث تصعيد وتدويل للأزمة فأصبحت دولية؛
2 – إلغاء الإدارة الأهلية ثم إعادتها مع تسييسها، وهو ما أفقدها الاحترام والهيبة وأصبحت عاجزة عن حل المشكلات القبلية كما كان في السابق.
3 – تدفق السلاح من دول الجوار (ليبيا وتشاد).
بالنسبة إلى العوامل السياسية (تسييس الصراعات)، يرى البعض أن جذور هذا النزاع الأخير يرجع إلى عام 1986 في عهد حكومة رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي (كما سبقت الإشارة) حينما تجمعت بعض القبائل العربية تحت مسمى التجمع العربي بدعم حزب الأمة في مواجهة قبيلة الفور التي يدعمها الحزب الاتحادي الديمقراطي الشريك في الائتلاف الحكومي آنذاك[16]. هذا يشير إلى أن هناك تكتُّـلاً واضحاً للقبائل – على أساس عنصري – لممارسة ضغط سياسي[17]. فقد تبلور اصطفاف إثني غير عربي ضـد العرب (كتلة الفور وكتلة الزغاوة، وقبائل أخرى غير عربية مقابل تكتل القبائل العربية) وهذا بلا شك يؤثـر في السلم الاجتماعي والاستقرار السياسي ويعيق التنمية وبالتالي يؤدي إلى استدامة الجهل والتخلف.
الملاحظ أنه قبل عام 1989 كانت السمة الغالبة المشتركة لأسباب الصراع القبلي تتمثل بالمرعى، والماء والأراضي (بين الرعاة والمزارعين). لكن بعد عام 1989 (عهد الإنقاذ/الحركة الإسلامية) دخلت عوامل جديدة في أسباب الصراع القبلي في دارفور هي: التحامل العنصري، الإخضاع السياسي، والتمرد. أبرز ذلك هو الصراع بين قبيلة الفـور ضد عشرات القبائل العربية مجتمعة. هذا يعني أن الصراع القبلي في عهد حكومة الإنقاذ قد أخذ منحىً عنصرياً وعرقياً (إثنياً) مع التسييس. ويُلاحظ من هذا الجدول أن الصراعات بين القبائل تنشأ لأسباب مختلفة وبين قبائل مختلفة ليست بالضرورة أفريقية وعربية.
الملاحظة العامة هنا هي أن الصراع القبلي ليس جديداً، كما أن أسبابه (التقليدية) قديمة متجددة. غير أن وتيرة أو معدل الصراع وحجمه قد ازداد في فترة حكومة الإنقاذ (المؤتمر الوطني/الحركة الإسلامية).
تشكل المراعي 25 بالمئة وكذلك كل من المياه والسرقة من أسباب الصراع القبلي في دارفور. بينما يشكل الصراع حول الأرض والتحامل العنصري 12.5 بالمئة. لكن مع ملاحظة أن هذا العامل (التحامل العنصري) قد ظهر مؤخراً.
غير أن مشكلة المياه والمراعي ترتبط بمشكلة التنمية. وترتبط مشكلة الأراضي والسرقة بالقوانين والأمن والسلطة والإدارة. وهذا كله – في التحليل النهائي – يرتبط بالسياسات والتشريعات – أي بالنخبة الحاكمة.
الشكل الرقم (2)
تصاعد الصراعات القبلية
يوضح الشكل الرقم (2) الاتجاه التصاعدي لحجم الصراع القبلي في دارفور في خلال أكثر من خمسين سنة.
بصورة عامة يمكن التعبير، في الشكل أعلاه، عن دور النخبة السياسية الحاكمة في تصاعد الصراع القبلي، وذلك من خلال سياسات هذه النخبة بدءاً من حل الإدارة الأهلية فجأة – دون تدرج أو سد الفراغ أمنياً وإدارياً بمؤسسات الدولة – ثم تسييسها للإثنية والتدخل بصورة غير محايدة في الصراع وما تبع ذلك من استقطاب سياسي/إثني حاد لمكونات مجتمع دارفور بين الحكومة المركزية والحراكات المسلحة أدى إلى تعقيد المشكلة واستدعاء التدخل الأجنبي وتحويلها إلى أزمة إنسانية ودولية.
هنا تتقاطع الصراعات القبلية (حول الموارد)، مع غياب التنمية العادلة الشاملة، مع التسييس، ظهور الحركات المسلحة، تدخل الحكومة لصالح طرف، الصراعات في دول الجوار وتدفق السلاح إلى دارفور، مع عسكرة القبائل وظهور الميليشيات القبلية واختراق الحكومة لها من جانب والحركات المسلحة المختلفة من جانب آخر. تداخل هذه العوامل واللاعبين أدى إلى وضع سياسي/اجتماعي/أمني مأزوم ومعقد سوف يضع بصماته على اتجاهات تشكيل مستقبل السودان السياسي والاجتماعي إذا لم تتم معالجته بصورة جذرية شاملة.
في سياق «عسكرة القبائل» تكفي الإشارة هنا إلى أن أحد الولاة (حاكم ولاية) تم تعيينه حديثاً ذهب لزيارة وتفقد إحدى القبائل المتصارعة بولايته لتهدئة القتال ووقف العنف. فوجد أن تلك القبيلة لديها قوة قوامها أكثر من (50) سيارة دفع رباعي (لاندكروزر) بكامل تسليحها وعتادها. وعندما تساءل عن هوية القوة وتبعيتها قالوا له أن هذه القوة لحماية القبيلة[18]. هذه الوضع ليس استثناء في قبيلة واحدة بل أصبح ظاهرة في دارفور. «ومن المؤسف انتساب معظم منسوبي القبائل من متعلمين وموظفين وسياسيين وتجار وقادة إدارة أهلية، للمشاركة في تكوينها… وأصبح للصراعات القبلية المسلحة والحرب في دارفور أمراء يحركونها من أجل الكسب. وهؤلاء «الأمراء» يطلقون عليهم (العقداء)، و«العقيد هو قائد المجموعة المقاتلة ولديه مجلس يضم فرسان القبيلة. وهؤلاء يتسمون بالشراسة والشجاعة والاستبسال في أحلك الظروف»[19]. كان نتاج ذلك المناخ أن تكونت قوات لكل قبيلة لحمايتها؛ وهناك أكثر من 10 قبائل لديها مجموعات مسلحة نشأت بعد اشتداد الصراع المسلح بدارفور ولا سيما المكونات العربية وهو صراع أدى إلى مقتل أكثر من 1000 قتيل عام 2010 كما جاء في تقرير «مسح الأسلحة الصغيرة للباحثة (جولي فيلنت عن الصراع القبلي في دارفور)[20].
يتضح من الجدول الرقم (1) بجلاء كيف تصاعد العنف القبلي في مجتمع دارفور، وقد أثّـر ذلك في تماسك النسيج الاجتماعي وعلى السلام الاجتماعي وعلى التعايش السلمي والاستقرار بصورة عامة. وربما تستمر هذه الظاهرة لسنوات بل لعقود قادمة إذا لم تتبنَّ الدولة حلولاً جذرية لهذه المشكلة حيث ما زالت هناك مناطق توتر قابلة للانفجار في أي وقت.
إذاً ما زال للقبيلة حضور كثيف في بنية العقل السياسي السوداني، وهي حاضرة بثقافتها وقيمها وأخلاقها في الواقع السياسي السوداني. وهذا يضعف حصيلة البناء السياسي للمجتمع المدني في السودان حيث تم – كما سبقت الإشارة – تسييس القبيلة في الريف وقبلنة السياسة في الحضر وزاد نفوذها في المحاصصة السياسية وتأثيرها على العملية السياسية. والخطورة أنه على أساس هذا التسييس تمت عسكرة للقبائل وتحول بعضها لميليشيات فعززت بنيتها العسكرية والسياسية والاقتصادية، وأصبحت القبيلة قوية في كثير من المناطق وذلك خصماً على هيبة السلطة الرسمية. وتكمن الخطورة الأكبر هنا في نمو «الهويات دون الوطنية» على حساب الهوية الوطنية الجامعة في دولة كالسودان ما زال البعض يعتبرها في حالة التكوين والصيرورة. وربما تتحول القبيلة في السودان إلى كيان أقوى من الدولة كما هو الحال في بعض دول الربيع العربي مثل اليمن وليبيا، وبالتالي من المتوقع أن تؤثر في عملية بناء المجتمع المدني المتماسك والدولة الوطنية المستقرة.
تبدو هذه الخطورة واضحة من خلال إعادة بعث القبلية حتى على المستوى القومي والاستقطاب الجهوي والعرقي وقد ظهرت في هذا السياق مفاهيم جديدة تعبر عن هذا الواقع المشوه والمنقسم جهوياً والمستقطب إثنياً ومن هذه المفاهيم «أولاد البحر» (الجلّابة) مقابل «أولاد الغرب والزرقة» مما خلق فجوة عميقة في نسيج المجتمع السوداني ككل. وأثّـر ذلك في علاقة أبناء الغرب في نظرتهم وتعاملهم وموافقهم إزاء أبناء «الوسط النيلي» ونخبته التي تسيطر على الدائرة الداخلية لصنع السياسة واتخاذ القرار. وزاد من تعزيز هذا التصور لأبناء الغرب وقبائل مناطق الهامش الأخرى (جنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان/جبال النوبة) أن التوظيف يتم على هذا الأساس؛ وقد تم التعبير عن ذلك رسمياً بتضمين اسم القبيلة في الأرانيك (الاستمارات) الخاصة بالتقديم للوظائف في الدولة أو الحصول على الخدمات من الأجهزة الرسمية (مثل الأوراق الثبوتية/الهوية).
رابعاً: تسييس وإضعاف الإدارة الأهلية يتميز السودان بتعدد عرقي قوامه نظام قبلي يشكل عصب البناء الاجتماعي خاصة لكثير من المناطق ولا سيما الريف ومناطق الرحل حتى الآن. وقد شهد السودان عبر التاريخ صراعات قبلية حول الماء والمراعي. فلعبت الإدارة الأهلية دوراً فاعـلاً في فض النزاع والمصالحة وتعزيز التعايش السملي بين مختلف هذه المكونات الاجتماعية المتباينة. وعلى الرغم من انحسار الإدارة الأهلية خاصة في المراكز الحضرية إلا أنها ظلت تقوم بدور «أصيل في تعزيز المصالحات، وهو دور مقبول اجتماعيا وسياسياً. فالإدارة الأهلية حكم محلي تقليدي وطبيعي حيث إن الانتماء للقبيلة ليس أمراً اختيارياً لأن الإنسان يجد نفسه فيها بحكم الانتماء الطبيعي لأواصر القرابة والدم والعشيرة»[21].
بصورة عامة تم وصف الإدارة الأهلية (Native Administration) بأنها «تنظيم شعبي يقوم بأداء أعماله الإدارية والاجتماعية بصورة طبيعية وبتكلفة إدارية قليلة وغير بيروقراطية جامدة. فهو يقوم على الأسرة الممتدة ذات الجذور التاريخية السابقة لقيام الدولة الحديثة. وتنبع أهميته في السودان لتعدد وضخامة مكونات نسيجه الاجتماعي. فالقبيلة كيان اجتماعي أصيل في المجتمع السوداني له أسلوب حياته وروابطه الأسروية على مدى تاريخ السودان القديم والحديث»[22]. لذلك اعترف الإنكليز بأن القبيلة مؤسسة اجتماعية ذات أهداف لترقية حياة أفرادها؛ واعتمد الأتراك والبريطانيون على نظام «الإدارة الأهلية» كحكم محلي تقليدي فعال لإدارة أرياف السودان وبعض مدنه الصغيرة بصورة فعالة وبتكلفة إدارية رخيصة.
هناك ملاحظة خاصة بالإدارة الأهلية، وهي أنها كانت تتولى عملية فض النزاعات لوحدها منذ عهد الاستعمار وحتى حلها في مطلع السبعينيات من القرن العشرين بواسطة حكومة نميري التي اعتبرتها من المؤسسات الرجعية أو المتخلفة دونما قراءة صحيحة لطبيعة المجتمع السوداني وآليات ضبطه الاجتماعي. فمن عام 1932 وحتى مطلع التسعينيات كان هناك نحو 36 نزاعاً كانت فيها آلية فض النزاع هي الإدارة الأهلية في 13 مرة وفيها 4 مرات جهد مشترك بين الحكومة والإدارة الأهلية من خلال مؤتمرات الصلح. مع ملاحظة أن الإدارة الأهلية تدخلت لوحدها لحل النزاعات الأهلية من عام 1932 وحتى العام 1975 بالكامل 8 مرات، ثم تدخلت الحكومة في عام 1976 و1978. ثم زاد تدخل الحكومة بالاشتراك مع الإدارة الأهلية في الثمانينيات من القرن العشرين. لكن زادت معدلات النزاع القبلي في الثمانينيات، ثم زادت أكثر فأكثر في التسعينيات وفي الألفية الثالثة حيث غابت الإدارة الأهلية أو أصبح دورها ثانوي أو ضعيف. كانت هناك مؤتمرات الصلح التي ترعاها الحكومة بحضور زعامات الإدارة الأهلية الذين تعيِّنهم الحكومة. إذاً الآلية هي – في التحليل النهائي – حكومية فقط. وهنا نلاحظ زيادة تدخل وزيادة الصراع القبلي أيضاً. فبالإضافة لأسباب أخرى أصبحت الحكومة تتدخل لدفع الديات مما شجع الاقتتال القبلي والتارات، حيث يشعر أطراف الصراع بأنه يقتل (ليأخذ ثأره) وتتولى الحكومة الصلح والدفع.
خاتمــــة وعلى الرغم من أن المجتمع السوداني في معظم مناطقه أصبح أقرب إلى المجتمعات الانتقالية إلا أن بعض أجزائه ما زالت تحكمها الأعراف والقبيلة مما يزيد من أهمية الإدارة الأهلية ومن الحكمة أن تدعم الحكومة الإدارة الأهلية في مناطق دارفور وكذلك أرياف كردفان والشرق. وأن تترك لميكانيزمات المجتمع أن تؤدي دورها الطبيعي في التخلص من النظم التقليدية القديمة وفق قانون التطور الطبيعي للمجتمع. ويمكن بالمزيد من التعليم – رافعة للتوعية – أن تنحسر وتتلاشى الإدارة الأهلية تدريجياً كما حدث في المراكز الحضرية الأخرى في السودان.
ويمكن تلخيص أسباب الصراع القبلي في السودان في:
أ. الصراع حول الأرض: فالأرض هي السبب الرئيسي للصراع – في بدايته عندما كان محدوداً على المستوى المحلي (الحواكير، المراعي، الزراعة: الرُّحل ضد المزارعين).
ب. غياب التنمية الشاملة العادلة مما جعل القبائل تتصارع حول موارد محدودة – مع غياب توظيف هذه الموارد لخدمة الإنسان والحيوان.
ج. إلغاء الإدارة الأهلية، ثم إعادتها مع إضعافها وتسييسها مما نتج منه فراغ إداري وفراغ أمني أدى إلى تصعيد الصراع القبلي والذي تقاطع مع ظهور الحركات المسلحة فاتسع وأصبح أكثر دموية.
د. أداء الميليشيات القبلية لأدوار أمنية هي من صميم عمل الأجهزة الشرطية والقضائية (استعادة مسروقات، تَتبُّـع المجرمين والسارقين، وربما حتى القصاص منه).
هـ. انتشار السلاح بسبب الصراعات في دول الجوار.
و. بعد ظهور الحركات المسلحة أصبح هناك استقطاب حاد للقبائل بين الحكومة والحركات نقل الصراعات القبلية إلى مراحل متقدمة وأكثـر تعقيداً.
وقد توصل البحث إلى ما يلي:
أولاً: الصراعات القبلية أضعفت سلطة الدولة، وسوف تواصل الإضعاف بمساعدة عوامل أخرى، فكثير من مناطق دارفور حالياً تقع تحت سلطة الحركات وتطلق عليها مناطق محررة، أو تحت سيطرة ميليشيات القبائل صاحبة الحواكير التي تفرض سلطتها عند حدوث أي صراع مع قبيلة أخرى منافسة.
ثانياً: بسبب تعرضها للتسييس أصبحت الإدارة الأهلية غير قادرة على إدارة الصراع أو احتواء النزاع كما كان في الماضي. وأصبحت تقف عاجزة أمام إقناع الميليشيات المسلحة بدارفور.
ثالثاً: استمرار الحكومة في دفع الديات في حالات القتل بين القبائل شجع على استمرار الجرائم والعنف..
رابعاً: من الملاحظ أن الصراعات القبلية أصبحت تدار في داخل الخرطوم من قبل نافذين في الدولة، حيث لا مانع لديهم في للوصول إلى السلطة على حساب مصالح أهلهم. إذاً جزء كبير من أسباب الصراعات القبلية هو التطلع للسلطة. وقـد أصبح الانتماء القبلي صاحب الصوت الأعلى نتيجة للمحاصصة في توزيع فرص العمل. وهذه المحاصصة القبلية في الحكم أنتجت طبقة مستثمرة في الصراعات القبلية لذلك يسعون باستمرار لاستمرار النزاع القبلي بإثارة الفتن وبغيرها من الوسائل.
ويوصي هذا البحث المختصر بما يلي:
على الدولة إعادة فرض هيبتها ومراجعة الحكم الفيدرالي بحيث تطبَّق الفدرالية الحقيقية مع الديمقراطية التوافقية والتمثيل النسبي. إعادة النظر في عملية دفع الديات الذي أصبح يشكل هاجساً لأهل دارفور بسبب أنها تشجع على تفشي الصراع بجانب أنها تمثل حافزاً على استمرار القتل في دارفور. إعادة الإدارة الأهلية لسابق عهدها بسلطاتها وهيبتها وحيدتها. وأن تترك الحكومة للمجتمع ميكانيزماته وسيرورته الطبيعية بحيث تنحسر ثم تنتهي الإدارة الأهلية تدريجياً بزحف عوامل وظروف الحداثة كما حدث في أجزاء أخرى من السودان. أن تكف الحكومة عن تسييس الإدارة الأهلية. إعادة النظر في قوانين الأرض وتعديلها بما يحقق العدالة ويضع حداً للصراع حولها. محاربة التقاليد السالبة مثل المفهوم التقليدي للحاكورة، الذي يوازي نظام الإقطاع في أوروبا، والعمل على تغيير هذه الثقافة بثقافة المواطنة والقانون وسلطة الدولة المركزية والملكية العامة للأرض. جمع السلاح من المواطنين ومن القبائل ومن الميليشيات المختلفة وتقوية القوات النظامية وتكثيف نشرها في مناطق التوتر والنـزاع. أن ترتفع النخبة الدارفورية إلى مستوى المسؤولية التاريخية وتضع في أولوية جدول أعمالها بناء السلام؛ بأن تركز في حوارها مع المركز على المشروعات والتنمية وليست على المناصب، وذلك من أجل تحقيق تغيير اجتماعي حقيقي وقيادة حركة وعي شاملة تقضي على الجهل والتخلف وتوسع في مدارك وآفاق المواطن في دارفور بحيث يحدث تحول كبير في رؤية الفرد لدوره وانتمائه ليتجاوز الولاءات الضيقة (دون الوطنية) إلى الانتماءات والولاءات الوطنية وفوق الوطنية.
أخيـراً: مع هذه الاختلالات في الداخل والتي أفرزت حروباً وأزمة اقتصادية وعدم استقرار؛ ومع تأثيرات العولمة والهجـرة والحراك الاجتماعي والاستقطاب الإثني/السياسي، يبرز التساؤل المهم: إلى أين يتجه نظامنا الاجتماعي؟.
منقول ...
بريمة
| |
    
|
|
|
|
|
|
Re: حوار ودي مع الأستاذ بريمة وآخرين عن تاريخ (Re: Biraima M Adam)
|
ول ابا بريمة بالله عندك العلم الغزير ده عن تاريخ دارفور وعن شعب دارفور وتقيف مع الجنجويد الذين اذاقوا سكان دارفور الذل والهوان وارتكبوا في حقهم مجازر رهيبة وقتلوا ٣٠٠ الف فرد من سكان دارفور من النساء والأطفال والشيوخ والمدنيين الأبرياء وذلك خلال عهد سئ الذكر عمر البشير الذي أسس تنظيم الجنجويد لإبادة شعب دارفور ولحماية نظامه ..
| |

|
|
|
|
|
|
Re: حوار ودي مع الأستاذ بريمة وآخرين عن تاريخ (Re: السر عبدالله)
|
ول ابا السر عبد الله
هاك تزود إن خير الزاد بالإضافة للتقوى، المعرفة. قبيلة التاما قبيلة دافورية كبيرة وذات أمتدادات واسعة .. منها الكاتب دكتور أبكر أدم إسماعيل، كاتب كتاب: جدلية الهامش والمركز.
تاريخ وحضور التاما في السودان بذﻭﺭ ﻭﺍﺻﻮﻝ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺑﻘﻠﻢ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺿﻴﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺤﺮ ﺗﻌﺘﺒﺮﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻭﺍﺣﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻛﺒﺮ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻻﻓﺮﻳﻘﻪ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭﺍ ﻭﻫﻰ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺷﻌﺐ ﻛﺒﻴﺮ ﻳﻨﺘﺸﺮﻓﻰ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻻﻓﺮﻳﻘﻴﻪ ﺍﻭ ﺑﺎﻻﺣﺮﻯ ﺍﻗﻠﻴﻢ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻭﻟﻴﺲ ﻗﺒﻴﻠﻪ ﻛﺒﺎﻗﻰ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻻﻧﻬﺎ ﺗﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺑﻄﻮﻥ ﻭﺍﻓﺨﺎﺫ ﻭﻋﺸﺎﺋﺮ ﻛﺒﻴﺮﻩ ﺟﺪﺍ ﺗﻔﻮﻕ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻓﻰ ﺍﻟﺘﻌﺪﺍﺩ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻻﻣﺮ ﻳﺘﻀﺢ ﺑﺼﻮﺭﻩ ﺟﻠﻴﻪ ﻓﻰ ﺧﺮﻭﺝ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺑﻄﻮﻧﻬﺎ ﻭﺗﻜﻮﻳﻦ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﻗﺎﺋﻤﻪ ﺑﺬﺍﺗﻬﺎ ﺭﻗﻢ ﺍﻧﻬﺎ ﻻ ﺫﺍﻟﺖ ﺗﺘﺪﺛﺮﺑﺎﻟﺜﻮﺏ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻰ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻰ ﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻭﺳﻮﻑ ﻧﺘﻄﺮﻕ ﻟﻬﺬﺍ ﺑﺸﻴﺊ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻛﻤﺎ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻣﺤﻪ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻟﻤﻪ ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻳﺸﻪ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﻌﻴﺶ ﻣﻌﻬﺎ ﻓﻰ ﻣﺤﻴﻄﻬﺎ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻰ ﻛﻤﺎ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻣﺴﻠﻤﻮﻥ ﺑﻨﺴﺒﺔ %100 ﻭﻳﻬﺘﻤﻮﻥ ﺑﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻻﺳﻼﻣﻰ ﻭﻋﻠﻮﻣﻪ ﺑﺼﻮﺭﻩ ﻛﺒﻴﺮﻩ ﺟﺪﺍ ﺑﻞ ﻓﻰ ﻋﻬﺪ ﻗﺮﻳﺐ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻋﺮﻑ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺍﻥ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻯ ﻟﻢ ﻳﺤﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻛﺎﻣﻼ ﻻ ﻳﺰﻭﺟﻮﻧﻪ ﻭﻻ ﻳﺎﻛﻠﻮﻥ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻋﻘﺎﺑﺎ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ ﻟﻪ ﻭﻻﻛﻦ ﻣﻨﺬ ﻋﻘﺪ ﻭﻧﻴﻒ ﻇﻬﺮﺕ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﺤﺎﻭﻟﻪ ﻟﺘﻌﺮﻳﺐ ﻗﺒﻴﻠﺘﻪ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻭﺍﻟﺤﺎﻗﻬﺎ ﺑﺮﻛﺐ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺮﺑﻪ ﺣﺪﻳﺜﺎ ﻭﻇﻞ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﻬﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻪ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﻪ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺗﻌﺮﻳﺐ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻻﻓﺮﻳﻘﻴﻪ ﻭﻃﻤﺲ ﺍﻟﻬﻮﻳﻪ ﺍﻻﻓﺮﻳﻘﻪ ﻓﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻻﻋﻼﺀ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻪ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﻪ ﻭﺗﻌﺮﻳﺐ ﻫﻮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﺍﻥ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻗﺒﻴﻠﻪ ﻋﺮﺑﻴﻪ ﺗﻌﻮﺩ ﺟﺰﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﻰ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺑﻨﻰ ﺗﻤﻴﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﻪ ﺍﻟﻘﺢ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭﻩ ﺑﺎﻟﻬﺠﺮﻩ ﻭﺍﻟﺤﺮﻛﻪ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﻪ ﻭﺍﻟﺘﻰ ﻫﺎﺟﺮﺕ ﺍﻟﻰ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻣﻊ ﻋﻘﺒﻪ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﻓﻊ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﻩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﻪ ( ﻧﺠﺪ ) ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﻓﻰ ﻣﻨﻄﻘﻪ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻭﺗﺸﺎﺩ ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭ ﻣﻦ ﺛﻢ ﺍﺧﺘﻠﻄﻮﺍ ﺑﺎﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻻﻓﺮﻳﻘﻴﻪ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﻪ ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻟﻠﻌﺮﺏ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ( ﺑﻨﻰ ﺗﻤﻴﻢ ) ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﺼﺎﻫﺮﻣﻊ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﻪ ﻣﺎﻳﻌﺮﻑ ﺑﻘﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭﻩ ﻭﺍﻟﺘﻰ ﺗﻨﺘﺸﺮﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎﻕ ﺭﻗﻌﻪ ﻭﺍﺳﻌﻪ ﻣﻦ ﻓﺠﺎﺝ ﺍﻻﺭﺽ ﻋﺮﻓﺖ ﺑﺪﺍﺭ ﺗﺎﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻥ ﻳﻘﺴﻤﻬﺎ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺑﻴﻦ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻫﻜﺬﺍ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺗﻌﺮﻳﺐ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻯ ﺳﻨﺪ ﺗﺎﺭﻳﺨﻰ ﺍﻭ ﺍﺛﺮﻯ ﺍﻭ ﺟﻴﻨﻰ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﺘﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺍﻟﻰ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺑﻨﻰ ﺗﻤﻴﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﻪ ﻓﻨﺤﻦ ﻟﻴﺲ ﺿﺪ ﺍﻟﻌﺮﻭﺑﻪ ﻻﻛﻦ ﻳﺠﺐ ﺍﻥ ﻧﺤﻤﻰ ﺍﻻﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﻪ ﻣﻦ ﻃﻤﺲ ﺍﻟﻬﻮﻳﻪ ﻭﺿﻴﺎﻉ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﻪ ﺑﺘﻮﺿﻴﺢ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﻤﺠﺮﺩﻩ ﻣﻦ ﻫﻮﻯ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻻﻣﺎﺭﻩ ﺑﺎﻟﺴﻮ ﻟﺬﺍﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻟﺬﺍﻣﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺗﺼﺤﻴﺢ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻭﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﻘﺮﺽ ﻟﻠﻌﺮﻭﺑﻪ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺘﻢ ﺗﻀﻠﻴﻞ ﻭﺧﺪﺍﻉ ﺍﻻﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﻪ ﻣﻦ ﺍﺑﻨﺎﺀ ﺷﻌﺐ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺑﺈﻧﻬﻢ ﺍﻋﺮﺍﺏ ﺍﻗﺤﺎﺡ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻓﺎﺭﻗﻪ ﻛﻤﺎ ﺍﻭﺟﺪﻫﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺳﻮﻑ ﺍﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﺻﻮﻝ ﻭﺟﺰﻭﺭ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﻪ ﻭﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭﻫﻢ ﻭﺩﻳﺎﻧﺎﺗﻬﻢ ﻭﻧﺸﺎﻃﻬﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻰ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻯ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻰ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻰ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻧﻬﺒﺎ ﻟﻠﻤﻐﺮﺿﻴﻦ ﻭﺍﺻﺤﺎﺏ ﺍﻻﺟﻨﺪﻩ ﺍﻟﺨﺎﺻﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺗﻌﺮﻳﺐ ﺷﻌﺐ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻤﻴﺰﻭﺍ ﺑﺎﻟﺴﻤﻌﻪ ﺍﻟﻄﻴﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻭﻻﻣﺎﺫﺍ ﺗﻌﻨﻰ ﻛﻠﻤﺔ ﺗﺎﻣﺎ ﻭﻫﻨﺎﻟﻚ ﻋﺪﻩ ﻣﻌﺎﻧﻰ ﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺴﻤﻰ ﺑﻬﺎ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ /1ﻳﺮﻯ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺆﺧﻴﻦ ﺍﻥ ﻛﻠﻤﺔ ﺗﺎﻣﺎ ﺗﻌﻨﻰ ﺍﻟﺸﺎﻩ ﺍﻟﺤﻠﻮﺑﻪ ﺍﻟﺘﻰ ﻻﺗﺨﺮﺝ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﻋﻰ ﺑﻞ ﺗﻌﺸﺐ ﺑﺎﻟﻤﻨﺰﻝ /2 ﻛﻠﻤﺔ ﺗﺎﻣﺎ ﺗﻌﻨﻰ ﺍﻟﺸﻴﺊ ﺍﻟﻄﺎﻋﻢ ﻛﻤﺎ ﺯﻛﺮ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺍﻟﺤﺎﻟﻰ ﻓﻰ ﺗﺸﺎﺩ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻳﺤﻴﻰ ﻗﺮﻓﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻢ ﺍﺳﺘﻀﺎﻓﺘﻪ ﻓﻰ ﺍﺣﺪﻯ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﻮﺛﻘﻴﻪ ﻓﻰ ﻗﻨﺎﺓ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﺍﻟﺘﺸﺎﺩﻳﻪ – ﻭﺍﻟﺘﻰ ﺗﻌﻨﻰ ﺭﺍﻋﻰ ﺍﻟﺒﻘﺮ Cow Boy 3/ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻓﺴﺮ ﻛﻠﻤﻪ ﺗﺎﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺎﺱ ﻛﻠﻤﻪ ﺗﺎﻣﺎ ﺗﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺘﻴﻦ ﻭﻫﻰ ( ﺗﻰ – ﻣﺎ ) ﻭﺍﻟﺘﻰ ﺗﻌﻨﻰ ﺑﻠﻘﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺭﺟﻞ ﺍﻟﺒﻘﺮ ﺍﻭ ﺍﻟﺒﻘﺎﺭﻯ ﻛﻠﻤﻪ ( ﺗﻴﻰ ) ﺑﻠﻘﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺗﻌﻨﻰ ﺍﻟﺒﻘﺮﻩ ﻭﻛﻠﻤﻪ ( ﻣﺎ ) ﺗﻌﻨﻰ ﺑﻠﻐﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺭﺟﻞ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻛﻠﻤﺔ ﺗﺎﻣﺎ ﺍﺳﻢ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺗﻌﻨﻰ ﺑﻘﺮﺓ+ ﺭﺟﻞ ﺍﻭ ﺍﻟﺒﻘﺎﺭﻯ ﺍﺳﻮﺓ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻜﺎﻭﺑﻮﻯ ﻓﻰ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻪ ﺍﻻﻣﺮﻳﻜﻴﻪ
ﺍﺻﻮﻝ ﻭﺟﻮﺯ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﻪ ﻳﺮﻯ ﺑﻌﺾ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﺃﺭﻛﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻫﻢ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺍﻟﺘﻤﺤﻮ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﻠﻴﺒﻰ ﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﻴﺒﻰ ﻗﺪﻳﻢ ﺟﺪﺍً ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻨﻪ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻧﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺯﻣﻦ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻧﻴﺔ (1 ) ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻴﻦ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﻴﻦ ﺃﻥ ﻛﻠﻤﺔ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻰ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﻬﻴﺮﻭﻏﻠﻴﻔﻰ ﺍﻟﺬﻯ ﻋﺜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺿﻤﻦ ﻣﺨﻠﻔﺎﺕ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ. ﻭﻓﻰ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻰ ( ﻫﻴﺮﻭﺩﻭﺕ ) ﻛﺜﺮ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﻌﻨﻰ ﺍﻻﻗﻠﻴﻢ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻰ ﻏﺮﺑﻰ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻓﻘﻂ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻣﻦ ﻗﺎﺭﺓ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺔ.
(2 ) ﺍﻟﺘﻤﺤــــــــــﻮ : ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﻴﻦ ﺫﻭﻯ ﺍﻟﺒﺸﺮﺓ ﻭﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﺀ ﻭﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﺃﻭﻝ ﻣﻨﻈﺮ ﻇﻬﺮﻭﺍ ﻓﻴﻪ ـ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﺳﻤﻬﻢ ـ ﻛﺎﻥ ﻓﻰ ﻋﺼﺮ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻓﻰ ﻣﻘﺒﺮﺓ “ﻣﺮﺱ ﻋﻨﺦ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ” ﺑﺎﻟﺠﻴﺰﺓ ﻓﻰ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ .
(3 ) ﻣﻨﺎﻃـــﻖ ﺍﻟﺘﻤﺤـــﻮ : ﺍﺗﻔﻖ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺘﻤﺤﻮ ﻓﻰ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ . (1 ) ﻭﻳﺮﻯ ﺃﺭﻛﻞ ﺃﻥ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺍﻟﺘﻤﺤﻮ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻴﻦ ﻓﻰ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻣﻦ ﺷﻤﺎﻝ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ . (2 ) ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ (ﺝ ) ﻭﻫﻢ ﻳﻤﺜﻠﻮﻥ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻨﻮﺑﻴﺔ ﻭﻳﻨﺘﻤﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺟﻨﺲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﺰﻧﺠﻴﺔ ﻻ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﺬﻛﺮ ﻓﻴﻬﻢ ﻭﻳﺮﻯ ﺃﺭﻛﻞ ﺃﻥ ﻓﺮﻋﺎً ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ (ﺝ ) ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻤﺤﻮ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻴﻦ ﺗﺤﺮﻙ ﺑﻐﺮﺏ ﺍﻟﻰ ﺷﻤﺎﻝ ﺷﺮﻕ ﻭﺩﺍﻯ “ ﺩﺍﺭ ﺑﺮﻗﻮ” ﺣﻴﺚ ﻳﻤﺜﻠﻬﻢ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﻮﻥ ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ . ﻛﻤﺎ ﻳﻮﺟﺪ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﻔﺎﺷﺮ ﺃﻳﻀﺎً ﻭﻻﺯﺍﻝ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻳﺬﻛﺮﻭﻥ ﻓﻰ ﺭﻭﺍﻳﺎﺗﻬﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﺷﻤﺎﻻً ﺣﻴﺚ ﺍﻵﻥ ﺻﺤﺮﺍﺀ ﺟﺮﺩﺍﺀ. ﻭﺇﻥ ﻋﺮﻑ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺍﻵﻥ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺇﻻ ﺃﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺟﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﻴﻦ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﻴﻦ. ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺘﻤﺤﻮ ﻓﻰ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻭﺍﺩﻯ ﺍﻟﻨﻴﻞ : ﻭﻳﺮﻯ ﺃﺭﻛﻞ ﺃﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻰ ﻇﻬﺮﺕ ﻓﻰ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺗﻌﻮﺩ ﻓﻰ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤﺤﻮ ﻛﻤﺎ ﻳﺮﻯ ﺭﺍﻳﺰﻧﺮ Reisner ﻣﺜﻼً ﻓﻰ ﺃﺻﻞ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻨﺒﺘﻴﺔ ( ﻣﻦ ﻧﺒﺘﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﻼﻝ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ) ﺍﻟﺘﻰ ﺃﺳﺴﺖ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻛﻤﺎ ﻗﺮﺃ ﺭﺍﻳﺰﻧﺮ ﻓﻰ ﻟﻮﺣﺔ ﺗﺎﺑﻴﺮﻯ ﺇﺣﺪﻯ ﺯﻭﺟﺎﺕ ﺑﻌﻨﺨﻰ ﺍﻟﺬﻯ ﺃﺳﺲ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ( ﺍﻟﻠﻮﺣﺔ ﺍﻵﻥ ﺑﻤﺘﺤﻒ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ) ﻗﺮﺃ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻤﺤﻮ ﻭﻫﻢ ﻓﻰ ﻧﻈﺮﻩ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﻮﻥ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻮﻥ . ﻭﺃﺧﻴﺮﺍً ﻗﺪ ﺗﺪﻋﻮﺍ ﻟﻮﺣﺔ ﻋﻴﺰﺍﻧﺎ ﻣﻠﻚ ﺃﻛﺴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻯ ﺩﻣﺮ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﻣﺮﻭﻯ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺣﻮﺍﻟﻰ 325ﻡ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻯ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤﺮﻭﻳﻮﻥ ﺑﻌﺪ ﺗﺪﻣﻴﺮ ﺃﻭﻃﺎﻧﻬﻢ ﻭﻋﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﻘﻠﻮﺍ ﻏﺮﺑﺎً ﻛﻤﺎ ﻳﺮﻯ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻫﺮﺍﻣﺎﺕ ﻓﺰﺍﻥ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﻄﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﺮﺍﻧﻖ ﺗﺸﻴﺮ ﻳﻮﻣﺎً ﺍﻟﻰ ﺻﻠﺔ ﺑﺄﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻤﺮﻭﻳﻴﻦ.
(1 ) ﺍﺳﻢ ﺗﺎﻣﺎ ﻭﺗﻴﻤﺎﺀ ﻓﻰ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﻭﺍﻟﻨﻘﻮﺵ : -1 ﻭﺭﺩ ﺍﺳﻢ ﺗﻴﻤﺎﺀ ﻓﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻤﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺮﺟﻊ ﺍﻟﻰ ﻋﻬﺪ ﺁﺧﺮ ﻣﻠﻮﻙ ﺑﺎﺑﻞ ﻧﺒﻮﻧﻴﺪ ( 593-555 ﻕ.ﻡ ) . ﻭﺃﻫﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ : ﺃ – ﺣﻮﻟﻴﺎﺕ ﻧﺒﻮﻧﻴﺪ ﻛﻮﺭﺵ ﺫﻛﺮ ﺍﺳﻢ ﺗﻴﻤﺎﺀ ﺑﺼﻴﻐﺔ ( ﺕ ـ ﻣﺎ ـ ﺃ ) (Te-Ma-A) ﺏ – ﻭﺭﺩ ﺍﺳﻢ ﺗﻴﻤﺎﺀ ﻓﻰ ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ﺑﺎﺑﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻠﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﺑﺼﻴﻐﺔ ( ﺗـ ﻣﺎـﺄ ) (Te – Ma – A). ﺝ – ﻋﺜﺮ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﺠﺮ ( ﻣﺪﺍﺋﻦ ﺻﺎﻟﺢ ) ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ﻧﺒﻄﻴﺔ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﺳﻢ ﺗﻴﻤﺎﺀ. -2 ﺟﺎﺀ ﺫﻛﺮ ﺗﻴﻤﺎﺀ ﻓﻰ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻓﻰ ﺃﺳﻔﺎﺭ ﺃﻳﻮﺏ ﻭﺍﺷﻴﻌﺎﺀ، ﻭﺃﺭﻣﻴﺎ، ﻭﺣﺒﻘﻮﻕ، ﻭﻋﺎﻣﻮﺱ
(2 ) ﺃﺻــــﻞ ﺍﻟﺘــﺎﻣـــﺎ :(Tama): ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻣﺆﺛﺮﺓ ﻓﻰ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻷﻭﺳﻂ (4 ) ﻭﻫﻰ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺑﺪﺍﺭﻓﻮﺭ ﻏﺮﺏ ﺩﺍﺭ ﻗﻤﺮ (4 ) ﻭﻫﻰ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻭﻟﻬﺎ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ (5 ) ﻭﺣﺎﻛﻢ ﻣﺨﺼﻮﺹ ﺑﻬﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺳﻠﻄﺎﻧﺎً (6 ) ﻭﻳﺴﻜﻨﻮﻥ ﻧﻮﺍﺣﻰ ﻛﺒﻜﺎﺑﻴﺔ ( 7 ) ﻭﻓﻰ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﻗﻰ ﻣﻮﺍﺭﺍﺭﻯ (ﻣﺮﺍﺭﻳﺖ ) ﻭﺗﻌﺮﻑ ﺍﻵﻥ ﻓﻰ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﺑﺎﺳﻢ ﺩﺍﺭ ﺗﺎﻣﺎ . ( ﻭﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺻﺎﻧﻌﻰ ﺍﻟﻤﻠﻮﺩ ﺑﺎﻟﻨﻬﻮﺩ (9 ) ﻭﻳﺸﺘﻬﺮﻭﻥ ﻓﻰ ﺍﻟﻨﻬﻮﺩ ﺑﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﻭﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻰ ﻛﺮﺩﻓﺎﻥ ﻋﺪﺓ ﺃﺳﻤﺎﺀ : -1 ﺗﺎﻣﺎ (Tama) 2- ﺗﻴﻤﺎﺀ (Tema) ﻛﻤﺎ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﺧﺮ ﻟﻠﻤﺆﺭﺥ ﺍﻻﻧﺠﻠﻴﺰﻯ ﺩﻭﺷﺎﻥ ﻣﻮﻧﺪﻭ ﻓﻠﻴﺐ ﻓﻰ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻤﺘﺮﺟﻢ ﺑﺎﺳﻢ (ﺍﺛﻨﻴﺎﺕ ﻭﺳﻂ ﺍﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ) ﺍﻥ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻳﻨﺤﺪﺭﻭﻥ ﻣﻦ ﺷﻌﺐ ﺍﻟﻤﺎﺳﺎﻯ ﺍﻻﻓﺮﻳﻘﻴﻪ ﺍﻟﺘﻰ ﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﻓﻰ ﻭﺳﻂ ﻭﺷﺮﻕ ﺍﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻭﺑﺼﻔﻪ ﺧﺎﺻﻪ ﻓﻰ ﻣﻨﻄﻘﻪ ﻛﻴﻨﻴﺎ ﻭﻫﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻤﺴﺎﻟﻤﻪ ﺍﻟﺘﻰ ﻟﻢ ﺗﺰﻛﺮﻫﺎ ﻣﻀﺎﺑﻂ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺑﺪﺧﻮﻟﻬﺎ ﻓﻰ ﺍﻯ ﺣﺮﺏ ﻛﻤﺎ ﺍﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻪ ﻭﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﻭﻻﻛﻦ ﺑﺴﺴﺒﺐ ﻋﻨﻒ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻬﻮﺗﻮ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﺎﺳﺎﻯ ﻭ ﻟﻠﺠﻔﺎﻑ ﺍﻟﺬﻯ ﺿﺮﺏ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺷﻌﺐ ﺍﻟﻤﺎﺳﺎﻯ ﺑﻴﻦ ( 1578-1721- ) ﺍﺩﻯ ﺍﻟﻰ ﻧﺰﻭﺡ ﻭﻫﺠﺮﻩ ﻭﺍﺳﻌﻪ ﻟﻠﻤﺎﺳﺎﻯ ﺍﻟﺘﻰ ﻫﺎﺟﺮﺕ ﺍﻟﻰ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺗﺸﺎﺩ ﻭﺍﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﻭﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻫﻢ ﺍﺣﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻰ ﻧﺰﺣﺖ ﻣﻦ ﺷﻌﺐ ﺍﻟﻤﺎﺳﺎﻯ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﻩ ﻭﺍﻛﺪ ﺍﻥ ﻟﻮﻥ ﺑﺸﺮﺗﻬﻢ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﻤﻴﻞ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺮﻩ ﺍﻟﺪﺍﻛﻨﻪ ﻭﺑﻨﻴﺘﻬﻢ ﺍﻟﺠﺴﻤﺎﻧﻴﻪ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﻪ ﻭﻗﺎﻣﺘﻬﻢ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﻪ ﻧﻔﺲ ﺍﻭﺻﺎﻑ ﺍﻟﻤﺎﺳﺎﻯ ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﻙ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﻓﻰ ﻣﻔﺮﺩﺍﺕ ﺍﻟﻠﻘﻪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﻨﻘﺮﺽ ﺍﻟﻤﺎﺳﺎﻯ ﻭﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﻪ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﻻﺧﺮ ﻟﻠﺘﺎﻣﺎ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻻﻓﺮﻳﻘﻴﻪ ﺍﻟﺘﻰ ﺍﺗﺖ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻭﺳﻜﻨﺖ ﻣﻨﻄﻘﻪ ﻧﻬﺮ ﺷﺎﺭﻯ ﻭﻣﺎﺭﺳﺖ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻪ ﻣﻦ ﺛﻢ ﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﻓﻰ ﻣﺴﺎﺣﺎﺕ ﻭﺍﺳﻌﻪ ﺳﻤﻴﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺑﺪﺍﺭ ﺗﺎﻣﺎ ﻭﺍﻟﺘﻰ ﻗﺴﻤﻬﺎ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺗﺸﺎﺩ ﻭﻟﻴﺒﻴﺎ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺳﻠﻄﻨﺘﻬﻢ ﺗﺴﻤﻰ ( ﺟﻴﺮﻯ ) ﻗﺮﻳﻪ ﺗﻘﻊ ﺷﺮﻕ ﺗﺸﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻭﺍﺣﺪﻩ ﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﺍﻗﺪﻡ ﺳﺘﻪ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺳﻜﻨﺖ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺟﺒﻞ ﻣﺮﻩ ﻭﺗﺘﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻓﻰ ( ﺍﻟﻔﻮﺭ – ﺍﻟﺪﺍﺟﻮ – ﺍﻟﺘﻨﺠﻮﺭ- ﺍﻟﻤﺴﺎﻟﻴﺖ -ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ ) ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻭﺍﻟﺪﺍﺟﻮ ﺍﻥ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺘﻴﻦ ﻳﻨﺤﺪﺭﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﺻﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻫﻨﺎﻟﻚ ﻭﺟﻪ ﺷﺒﻪ ﻛﺒﻴﺮ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺘﻴﻦ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻼﻣﺢ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﻤﻴﺰﻫﻢ ﺑﻞ ﻻﺗﻮﺟﺪ ﺩﻓﻊ ﻟﻠﺪﻳﻪ ﻓﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻭﺟﻮﺩ ﻗﺘﻴﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺘﻴﻦ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻧﻬﻢ ﻳﻨﺤﺪﺭﻭﻥ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﻪ ﻭﺍﺣﺪﻩ ﻭﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺩﻳﻪ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﻪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﻩ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻌﺮﻑ ﺍﻻﺟﺘﻌﺎﻋﻰ ﺍﻟﺬﻯ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻮﺩ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺩﺍﺭ ﻓﻮﺭ ﻻﻛﻦ ﺑﻤﺮﻭﺭ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻧﺤﺴﺮﺕ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺪﺍﺟﻮ ﻭﺍﻧﺘﺸﺮ ﻧﺼﻔﻬﺎ ﺍﻻﺧﺮ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻧﺴﺒﺔ ﻟﻠﺘﺼﺎﻫﺮ ﻭﺍﻟﺘﺪﺍﺧﻞ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﻪ ﺍﻻﺧﺮﻯ ﺍﻟﺒﻄﻮﻥ ﺍﻟﺘﻰ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺍﻭﻻ ﺍﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺒﻄﻮﻥ ﺍﻟﺘﻰ ﻭﺭﺩ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻓﻰ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ / ﺗﻨﺠﺮﻙ / ﺗﻮﺭﻙ / ﻣﻴﻤﺒﺮﻙ / ﻋﻮﻣﻚ / ﻛﺎﺭﻭﻙ / ﻣﻮﺑﻰ / ﺍﻻﺭﻭﻗﻮﻙ/ ﻓﻜﻤﻮﻙ / ﻣﻘﻮﺗﻮﻙ /4 ﻻ ﻟﻨﻜﻮﻙ/5ﻗﺎﻗﺎ ﻟﻮﻙ/ ﻋﻤﻮﻙ/ﻣﺮﺍﺭﻳﺖ ﺍﺑﻮ ﺷﺎﺭﺏ / ﻓﺪﺭﻭﻙ/ ﺗﻮﺭﻙ / ﺗﺎﻣﺎ ﺗﻨﺠﺮ / ﺗﺎﻣﺎ ﻗﻤﺮ/ / ﻛﺪﺭﻭﻙ/ ﻣﻜﺘﻮﻙ / ﺟﻠﻤﺴﻚ / ﻓﺪﺭﻭﻙ / ﻣﻮﺑﻰ / ﻣﻮﺭﻭﻙ /ﺍﻟﻘﻼﺳﻚ / ﻣﺮﺍﺭﻳﺖ / ﻛﻴﺔ / ﺍﻻﻟﻴﻠﻚ / ﺷﺎﻻ /ﺍﺭﺳﻮﻙ /ﺍﻟﻘﻄﻨﻚ / ﻟﻮﻭﻙ / ﻣﺠﻨﻮﻙ / ﻧﻴﺮﻯ / ﺑﺎﺭﻭﻙ / ﻛﺮﻧﻮﻙ / ﻣﺮﻭﺩﻳﺘﻮﺭ / ﻛﺎﺭﻭﻙ / ﺗﻮﺭﻭﻙ / ﻣﺴﻴﺮﻙ / ﻛﺎﺩﻭﻙ / ﺍﺭﻧﻘﺎ / ﺳﻴﺤﺒﻮﻙ / ﺍﻻﺭﻭﻗﻚ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﺔ / ﻻﺭﻗﻮﻙ / ﺍﻟﻤﻜﺘﻚ / ﺍﻻﻳﻠﻚ / ﺍﻟﻜﻴﻴﺘﻚ ﺍﻟﻘﺘﻨﻚ /ﺍﻻﺭﻳﺴﻚ/ﺍﻟﻔﺪﺭﻭﻙ /7 ﺍﻻﺭﻗﻚ / ﺍﻟﻜﺮﻣﻚ / ﺍﻟﻘﻼﺳﻚ ﺍﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺒﻄﻮﻥ ﺍﻟﺘﻰ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﺰﻏﺎﻭﺓ 1 / ﻣﻴﺪ ﻣﻮﺭﻙ ﺗﺎﻣﺎ ﻭﻳﻼ /3 ﺗﺎﻣﺎ ﻣﺪﺭﻓﻮﻗﻰ/4 ﺗﺎﻣﺎ ﻗﺮﻗﺎ/5 ﻛﻮﺑﻰ /6 ﺗﺎﻣﺎ ﻧﻘﺮﻭﺟﻴﻨﻰ ﺍﻟﺘﻮﺭﻙ / ﺍﻟﻤﺮﻭﻙ /12 ﻻ ﻟﻮﻙ / ﺍﻟﻼﻧﻘﻚ / ﺍﻟﻘﻄﻨﻚ / ﺍﻻﺭﻳﺴﻚ ﻧﻼﺣﻆ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﺳﻤﺎﺀ ﺑﻄﻮﻥ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺗﻨﺘﻬﻰ ﺑﺎﻟﺤﺮﻭﻑ ( ﻙ ) ﻭﻳﺪﺧﻞ ﻓﻰ ﺗﺮﻛﻴﺐ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﺍﻟﻤﻘﻄﻊ ( ﺭﻭ ) ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺮﺍﺟﺢ ﺍﻥ ﺍﻟﺤﺮﻑ ( ﻙ ) ( ﺭﻭ ) ﺍﻭ ( ﺭﻉ ) ﺭﺍﺟﻊ ﻻﻟﻘﺎﺏ ﺩﻳﻨﻴﺔ . ))ﺍﻟﻜﺎﻑ(( ﻭ ))ﺍﻟﺮﻉ (( ﺍﺳﻤﺎﺀ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﻓﺮﻋﻮﻧﻴﺔ /7 ﺳﻔﻴﺎﻥ /8 ﺍﻭﻻﺩ ﻏﻨﻴﻢ ﺍﻟﺒﻄﻮﻥ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﻩ ﺍﻟﺘﻰ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻭﻛﻮﻧﺖ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﻗﺎﺋﻤﻪ ﺑﺬﺍﺗﻬﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮﻗﺒﻴﻠﻪ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻭﺍﺣﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻛﺒﺮ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻻﻓﺮﻳﻘﻴﻪ ﻛﻤﺎ ﺯﻛﺮﺕ ﻓﻰ ﻣﻀﺎﺑﻂ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺗﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺑﻄﻮﻥ ﻛﺒﻴﺮﻩ ﺟﺪﺍ ﻭﻫﻰ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﻓﻰ ﺗﻌﺪﺍﺩﻫﺎ ﺍﻟﺴﻜﺎﻧﻰ ﻣﻤﺎ ﺍﺩﻯ ﺍﻟﻰ ﺧﺮﻭﺝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻄﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﻪ ﺍﻻﻡ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺘﻨﺎﻓﺲ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻉ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺑﻴﻦ ﺑﻄﻮﻥ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﻪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﻪ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﻪ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻰ ﺍﺩﻯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﻋﻠﻰ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﻟﺒﻄﻮﻥ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﻩ ﻭﺗﻜﻮﻳﻦ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﻗﺎﺋﻤﻪ ﺑﺬﺍﺗﻬﺎ ﻧﻜﺎﻳﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﻪ ﺍﻻﻡ ﻭﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻄﻮﻥ /1 ﻟﻮﻭﻙ (ﺍﻟﻘﻤﺮ ) ﻭﻛﻠﻤﻪ ﻟﻮﻭﻙ ﺗﻌﻨﻰ ﻓﻰ ﻟﻘﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺍﻟﺨﺮﺍﺏ ﻭﺍﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺍﺗﺼﻒ ﺑﻪ ﺑﻄﻦ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻛﺒﺮ ﺑﻄﻮﻥ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﺎﻓﺲ ﻭﺗﻨﺎﺯﻉ ﻣﺴﺘﻤﺮﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﻪ ﻣﻊ ﺍﻻﺳﺮﻩ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺘﻮﺍﺭﺙ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻰ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﻪ ﻣﻤﺎ ﺣﺪﻯ ﺑﺎﻻﺳﺮﻩ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﻪ ( ﺍﻻﺭﻭﻗﻚ ) ﺑﻄﺮﺽ ﻭﻧﻔﻰ ﺑﻄﻦ ﺍﻟﻘﻤﺮﺍﻟﺬﻯ ﻇﻞ ﻳﻨﺎﻓﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﻪ ﺧﺎﺭﺝ ﺩﻳﺎﺭ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺍﻟﻰ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺗﻨﺘﺸﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ﺑﺼﻮﺭﻩ ﻛﺜﻴﻔﻪ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﻬﺎ ﺳﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺳﻮﻯ ﻃﺎﺋﺮ ﺍﻟﻘﻤﺮﻯ ﺍﻟﺬﻯ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺘﺴﻢ ﻣﻌﻬﻢ ﺍﻟﺴﻜﻦ ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺭ ﻟﺬﺍﻟﻚ ﺍﻃﻠﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻔﺴﻬﻢ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻧﻜﺎﻳﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺍﻻﻡ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺍﻟﺘﻰ ﻧﻔﺘﻬﻢ ﻭﺗﺨﻠﺖ ﻋﻨﻬﻢ ﺑﺴﺒﺐ ﺭﻓﻀﻬﻢ ﻟﻠﺘﺪﺍﻭﻝ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻰ ﻟﻠﺴﻠﻄﻪ ﺩﺍﺧﻞ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ /2 ﺑﻄﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﻳﻪ ﺟﺒﻞ ﻭﻫﻰ ﻭﺍﺣﺪﻩ ﻣﻦ ﺑﻄﻮﻥ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﻩ ﻭﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﻓﻰ ﻣﺴﺎﺣﺎﺕ ﻭﺍﺳﻌﻪ ﻭﺻﺎﻫﺮﺕ ﻣﻊ ﻣﺠﻤﻮﻋﻪ ﻛﺒﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺠﺎﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﺴﻜﻦ ﻭﺑﺼﻔﻪ ﺧﺎﺻﻪ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﻳﻪ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﻪ ﻣﻤﺎ ﺍﺩﻯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼﺎﻫﺮ ﺑﻤﺮﻭﺭ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﺘﻰ ﻇﻬﻮﺭﺍﺟﻴﺎﻝ ﺟﺪﻳﺪ ﺗﺘﺸﺒﻊ ﺑﻌﺎﺩﺍﺕ ﻭﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﻧﺼﻔﻬﺎ ﻋﺮﺑﻰ ﻭﺑﻠﻘﻪ ﺗﺎﻣﻮﻳﻪ ﺫﺍﺕ ﻣﻔﺮﺩﺍﺕ ﻋﺮﺑﻴﻪ ﻭﺑﺘﻌﺎﻗﺐ ﺍﻻﺟﻴﺎﻝ ﺗﻼﺷﻰ ﺍﻏﻠﺐ ﺍﻻﺭﺙ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎﻭﻯ ﺍﻟﺬﻯ ﻭﺭﺛﻮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﻪ ﺍﻻﻡ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻰ ﺳﻤﻮﺍ ﺍﻧﻔﺴﻬﻢ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﻳﻪ ﺟﺒﻞ ﻧﺴﺒﺔ ﻟﻤﻨﻄﻘﻪ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﻘﻄﻨﻮﻧﻪ ﻭﻗﺒﻴﻠﻪ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﻳﻪ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺼﺎﻫﺮﻭﺍ ﻣﻌﻬﺎ ﻭﻻﻛﻦ ﻣﻊ ﺫﺍﻟﻚ ﺍﻟﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ﻟﻘﺔ %60 ﻣﻦ ﻣﻔﺮﺭﺩﺍﺗﻬﺎ ﻫﻰ ﻟﻘﺔ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﻪ ﺍﻻﻡ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺑﻄﻦ ﺍﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻄﻮﻥ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﻩ ﺍﻟﺘﻰ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻭﻛﻮﻧﺖ ﻗﺒﻴﻠﻪ ﻗﺎﺋﻤﻪ ﺑﺬﺍﺗﻬﺎ ﻻﻛﻦ ﻻﺫﺍﻝ ﺍﻟﺘﺪﺍﺧﻞ ﻭﺍﻟﺘﺼﺎﻫﺮ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﻪ ﺍﻻﻡ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻻﻧﻬﺎ ﺍﻧﺸﻄﺮﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﻪ ﺍﻻﻡ ﺑﺼﻮﺭ ﻭﺩﻳﻪ ﻭﻃﺒﻴﻌﻴﻪ ﻋﻜﺲ ﺍﻟﻘﻤﺮ /3 ﺑﻄﻦ ﺍﻻﺭﻳﻨﻘﺎ ﻭﻫﻰ ﺍﺣﺪﻯ ﺑﻄﻮﻥ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﻩ ﺍﻟﺘﻰ ﺍﻧﺴﻠﺨﺖ ﻣﺆﺧﺮﺍ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻭﺳﻤﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﻘﺒﻴﻠﺔ ﺍﻻﺭﻳﻨﻘﺎ ﻓﻰ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻰ ﻣﺴﺘﻘﻠﻪ ﺍﻻﺳﺘﻘﺘﺎﺏ ﺍﻟﻘﺒﻠﻰ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻟﻠﺘﻘﻮﻯ ﺑﻬﻢ ﺿﺪ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﺎﺗﻠﻮﻥ ﻓﻰ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻰ ﺍﻧﺘﻬﺰﺕ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻻﺭﻳﻨﻘﺎ ﺍﻟﻔﺮﺻﻪ ﻓﻘﺎﻣﻮﺍ ﺑﻤﺒﺎﻳﻌﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻰ ﻭﻗﺪﻣﻮﺍ ﻟﻪ ﻣﺎﻳﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﻒ ﻓﺎﺭﺱ ﺑﺎﺳﻢ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻻﺭﻳﻨﻘﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﺩ ﺍﻟﺤﺮﺑﻰ ﻓﻰ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻰ ﺍﻋﻄﺎﻫﻢ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻰ ﺍﻋﺘﺮﺍﻑ ﺭﺳﻤﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﻪ ﺑﺘﻜﻮﻥ ﻗﺒﻴﻠﻪ ﺍﻻﺭﻳﻨﻘﺎ ﻓﻰ ﻟﻘﺎﺀ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮﻯ ﻣﺸﻬﻮﺩ ﻋﻘﺪ ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻤﻪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻪ ﻋﺎﻡ 1993 ﻭﻭﺻﻔﻬﻢ ﻭﻗﺘﺬﺍﻙ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻰ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﺑﺎﻧﻬﻢ ﺍﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﻪ ﻭﺍﻻﻥ ﺍﻧﺼﺎﺭﺍ ﻟﻼﻧﻘﺎﺫ ﻓﻤﻨﺬ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺻﺎﺭ ﺑﻄﻦ ﺍﻻﺭﻳﻨﻘﺎ ﻗﺒﻴﻠﻪ ﻗﺎﺋﻤﻪ ﺑﺬﺍﺗﻬﺎ ﺗﻐﺮﺩ ﺧﺎﺭﺝ ﺳﺮﺏ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻭﺍﻻﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺻﺮﺍﻉ ﺭﻫﻴﺐ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻭﺍﻻﺭﻳﻨﻘﺎ ﺣﻮﻝ ﺍﻗﺘﺴﺎﻡ ﺍﻻﺭﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻰ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻭﺍﻟﺒﻄﻦ ﺍﻟﻤﻨﺸﻖ ﺍﻻﺭﻳﻨﻘﺎ ﻣﺜﻼ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻧﺰﺍﻉ ﺣﻮﻝ ﻟﻘﺔ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻓﺎﻻﺭﻳﻨﻘﺎ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﺍﻧﻬﺎ ﻟﻘﺘﻬﻢ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻘﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻛﻤﺎ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺗﻨﺎﺯﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺭﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻰ ﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻓﺎﻟﺒﻄﻦ ﺍﻟﻤﻨﺸﻖ ﻳﺪﻋﻰ ﺍﻥ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻭﺑﻄﻮﻻﺕ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻫﻮ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻻﺭﻳﻨﻘﺎ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻥ ﺗﺒﺤﺜﻮﺍﻋﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﺎﺩﻣﺘﻢ ﺍﻧﺴﻠﺨﺘﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﻪ ﺍﻻﻡ ﻭﻟﻼﻣﺎﻧﻪ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻰ ﻟﺨﺮﻭﺝ ﺍﻻﺭﻳﻨﻘﺎ ﻫﻮﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺍﻻﺳﺘﻌﻼﺋﻰ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮﻩ ﺍﻟﺪﻭﻧﻴﻪ ﺍﻟﺘﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻣﻘﻬﻢ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺒﻄﻮﻥ ﺍﻻﺧﺮﻯ ﻟﻠﻘﺒﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺎﺱ ﺍﻥ ﺍﻻﺭﻳﻨﻘﺎ ﺍﻗﻞ ﺑﻄﻮﻥ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﺴﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻰ ﻟﻠﻘﺒﻴﻠﻪ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻰ ﻛﺎﻥ ﻟﺬﺍﻣﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻬﺮﻭﺏ ﻭﺍﻟﺘﻨﻜﺮ ﻟﻠﻘﺒﻴﻠﻪ ﺍﻟﺘﻰ ﻇﻠﺖ ﺗﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﻪ /4 ﺑﻄﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﺭﻳﺖ ﻭﻫﻰ ﻣﻦ ﺑﻄﻮﻥ ﻗﺒﻴﻠﻪ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﻩ ﺍﻟﺘﻰ ﺍﻧﺴﻠﺨﺖ ﻭﺳﻤﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﻘﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﺭﻳﺖ ﺍﺳﻮﺓ ﺑﺎﻟﺒﻄﻮﻥ ﺍﻻﺧﺮﻯ ﺍﻟﺘﻰ ﺧﺮﺟﺖ ﻭﻛﻮﻧﺖ ﻗﺒﻴﻠﻪ ﻗﺎﺋﻤﻪ ﺑﺬﺍﺗﻬﺎ ﻭﻻﻛﻦ ﻻﺫﺍﻟﺖ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺍﺻﻞ ﻭﺗﺼﺎﻫﺮ ﺑﺼﻮﺭﻩ ﻛﺒﻴﺮﻩ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺒﻴﻪ ﺍﻻﻡ ﻛﻤﺎ ﺍﻧﻬﺎ ﺗﺴﻜﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺴﻜﻨﻬﺎﺍﻟﻘﺒﻴﻠﻪ ﺍﻻﻡ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻭﺭﻗﻢ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﺍﻟﻤﺒﻜﺮﻟﻠﻤﺮﺍﺭﻳﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺍﻻ ﺍﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺗﺸﺎﺑﻪ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻰ ﺍﻟﻠﻘﻪ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﻣﻔﺮﺩﺍﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﺸﺘﺮﻛﻪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺘﻴﻦ ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﻪ ﺍﻟﻰ ﺫﺍﻟﻚ ﺍﻟﺘﺸﺎﺑﻪ ﻓﻰ ﺍﻟﻨﻤﻂ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻰ ﻭﺍﻟﺘﺼﺎﻫﺮ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻭﺍﻟﺒﻄﻦ ﺍﻟﻤﻨﺸﻖ ﺍﻟﻤﺮﺍﺭﻳﺖ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﻪ ﺟﻴﺪﻩ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﻪ ﺍﻻﻡ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ /5 ﺑﻄﻦ ﺍﻟﻤﻬﺎﺩﻯ ﻫﻰ ﺍﻻﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻄﻮﻥ ﺍﻟﺘﻰ ﺧﺮﺟﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﻪ ﺍﻻﻡ ﻭﻛﻮﻧﺖ ﻗﺒﻴﻠﻪ ﻗﺎﺋﻤﻪ ﺑﺬﺍﺗﻬﺎ ﻭﺳﻤﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﻬﺎﺩﻯ ﻭﻧﺠﺪ ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻣﻨﺬ ﻋﻬﺪ ﺑﻌﻴﺪ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻧﻬﻢ ﺗﺨﻠﻮﺍ ﻋﻦ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﻪ ﺍﻻﻡ ﺑﻞ ﺍﺿﺎﻋﻮﺍ ﺣﺘﻰ ﻟﻘﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺍﻟﺘﻰ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻧﻬﺎ ﻭﺻﺎﺭﻭﺍ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺷﻴﺊ ﻋﻦ ﻗﺒﻴﻠﺘﻬﻢ ﺍﻻﻡ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻌﺎﻗﺐ ﺍﻻﺟﻴﺎﻝ ﻭﺍﻻﺧﺘﻼﻁ ﺑﺎﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﻪ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺠﺎﻭﺭﻫﻢ ﺍﻟﺴﻜﻦ ﻭﺗﺼﺎﻫﺮﻫﻢ ﻭﺗﺸﺎﺭﻛﻬﻢ ﻓﻰ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻰ ﺻﺎﺭﻭﺍ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﺍﻧﻬﻢ ﺍﻋﺮﺍﺏ ﻭﻟﻴﺲ ﺗﺎﻣﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺗﺪﺍﺧﻞ ﻭﺗﺼﺎﻫﺮ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺍﻟﻘﺒﻴﻠﻪ ﺍﻻﻡ ﺍﻻﻣﺎ ﻧﺪﺭ ﻫﺎﻛﺬﺍ ﺻﺎﺭﺕ ﺍﻟﻤﻬﺎﺩﻯ ﺍﺣﺪﻯ ﺑﻄﻮﻥ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻗﺒﻴﻠﻪ ﻋﺮﺑﻴﻪ ﻓﻰ ﺍﻗﻞ ﻣﻦ 100 ﻋﺎﻡ ﻭﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻭﻭﺷﺎﺋﺞ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﻪ ﺗﺮﺑﻄﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﺎﻣﺎ /6 ﺑﻄﻦ ﺍﻭﻻﺩ ﻣﺎﻧﺎ ﻭﻫﻰ ﺍﺣﺪ ﺑﻄﻮﻥ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺍﻟﺘﻰ ﺧﺮﺟﺖ ﻭﻛﻮﻧﺖ ﻗﺒﻴﻠﻪ ﺻﻐﻴﺮﻩ ﻭﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺷﻴﺊ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﻧﺴﺒﺔ ﻟﻌﺪﻡ ﺗﻮﻓﺮ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﻭﻫﻮ ﻓﻰ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺘﻼﺷﻰ ﻭﻣﻨﺎﻃﻖ ﻭﺟﻮﺩﻫﻢ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺷﻤﺎﻝ ﻏﺮﺏ ﺟﺒﻞ ﻣﺮﻩ ﻭﻫﻰ ﺷﺒﻪ ﻣﻨﻌﺰﻟﻪ ﻋﻦ ﺑﺎﻗﻰ ﺑﻄﻮﻥ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻭﻫﻰ ﻓﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺪﺍﺧﻞ ﻭﺗﺼﺎﻫﺮ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﻘﺎﺳﻤﻬﻢ ﺍﻟﺴﻜﻦ ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺭﻭ ﺑﺼﻔﻪ ﺧﺎﺻﻪ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﻭﺍﻟﺪﺍﺟﻮ ﻟﺬﺍﻟﻚ ﻓﻰ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﺣﻴﺎﻥ ﻳﻌﺘﺒﺮﻭﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺪﺍﺟﻮﺍ ﺍﻻﻃﺎﺭﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻰ ﺍﻟﺬﻯ ﺗﺴﻜﻨﻪ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﻪ ﻭﺍﺣﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﻩ ﺍﻟﺘﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻮﺯ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺣﺎﺕ ﻭﺍﺳﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻻﺭﺽ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺴﻜﻨﻬﺎ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺑﻤﺜﺎﺑﻪ ﺩﻭﻟﻪ ﻗﺎﺋﻤﻪ ﺑﺬﺍﺗﻬﺎ ﻭﻻﻛﻦ ﺑﺪﺧﻮﻝ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻰ – ﺍﻻﻧﺠﻠﻴﺰﻳﻰ -ﺍﻻﻳﻄﺎﻟﻰ – ﺍﻟﻰ ﺍﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﺘﻘﺴﻴﻢ ﺍﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺍﻟﻰ ﻣﺴﺘﻌﻤﺮﺍﺕ ﺫﺍﺕ ﺣﺪﻭﺩ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﻪ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﻋﺎﻩ ﺍﻟﻰ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻭ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﺮﻗﻌﻪ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﻪ ﺍﻟﺘﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻄﻨﻬﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻰ ﻛﺎﻥ ﻧﺼﻴﺐ ﺍﺭﺽ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺗﻘﺴﻴﻤﻪ ﺍﻟﻰ ﺛﻼﺛﻪ ﺩﻭﻝ ﻭﻫﻰ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺗﺸﺎﺩ ﻓﻰ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻳﺴﻜﻦ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ (ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺍﻭ ﺍﻟﺘﻤﺤﻮ ) ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩﻳﻪ ﺑﻴﻦ ﺗﺸﺎﺩ ﻭﻟﻴﺒﻴﺎ ﺍﻣﺎ ﻓﻰ ﺗﺸﺎﺩ ﻳﻮﺟﺪ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻓﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺷﺮﻕ ﺗﺸﺎﺩ ﻭﻋﺎﺻﻤﺘﻬﻢ (ﻗﺮﻳﻀﻪ ) ﺍﻣﺎﻓﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺗﻮﺟﺪ ﻋﺎﺻﻤﺘﻬﻢ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﻪ ﻓﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻛﺒﻜﺎﺑﻴﻪ ﻭﻳﻨﺘﺸﺮﻭﻥ ﻓﻰ ﻛﻞ ﻭﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻳﻮﺟﺪﻭﻥ ﺑﻜﺜﺎﻓﻪ ﻛﺒﻴﺮﻩ ﻓﻰ ﺍﻗﻠﻴﻢ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻭﺍﻟﺠﺰﻳﺮﻩ ﻭ ﺳﻨﺎﺭ ﻭﺍﻟﺠﺰﻳﺮﻩ ﺍﺑﺎ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺭﻑ ﻭﺍﻟﻔﺎﻭ ﻭﺣﻠﻔﺎ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﻩ ﻭﻋﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻛﻤﺎ ﻳﻮﺟﺪﻭﻥ ﻓﻰ ﻣﺪﻥ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺷﺮﻕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻻﻛﻦ ﺑﺼﻮﺭﻩ ﺿﻌﻴﻔﻪ ﺟﺪﺍ ﻭﺍﻳﻀﺎ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻋﺪﺩ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩﻳﻪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺍﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ
ﺍﻟﺘﻌﺪﺍﺩ ﺍﻟﺴﻜﺎﻧﻰ ﻟﻠﺘﺎﻣﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻭﺍﺣﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻻﻓﺮﻳﻘﻴﻪ ﺍﻟﺘﻰ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﻧﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﺳﻢ ﺷﻌﺐ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻧﺴﺒﻪ ﻟﻠﺘﻌﺪﺍﺩ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﻪ ﻭﺍﻧﺘﺸﺎﺭﻫﺎ ﺑﻴﻦ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻻﻓﺮﻳﻘﻴﻪ ( ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ –ﺗﺸﺎﺩ – ﻟﻴﺒﻴﺎ – ﺍﻓﺮﻳﻘﻴﺎ – ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ) ﻫﺬﺍ ﺍﻥ ﺩﻝ ﺍﻧﻤﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﺮﻩ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎﻭﻯ ﻭﺍﻧﺘﺸﺎﺭﻩ ﻓﻰ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻘﺎﺭﻩ ﺍﻻﻓﺮﻳﻘﻴﻪ ﻭﺭﻗﻢ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺗﻌﺪﺍﺩ ﺩﻗﻴﻖ ﻟﻠﺘﺎﻣﺎ ﻻ ﺍﻧﻨﺎ ﺗﺤﺼﺎﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺭﻗﺎﻡ ﺗﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻓﺎﻟﺘﻌﺪﺍﺩ ﺍﻟﺴﻜﺎﻧﻰ ﻟﻠﺘﺎﻣﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻳﻘﺪﺭ 4000000 ﻧﺴﻤﻪ ﺍﻣﺎ ﻓﻰ ﺗﺸﺎﺩ ﺯﻛﺮ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻳﺤﻴﻰ ﻗﺮﻓﻪ ﺍﻥ ﺗﻌﺪﺍﺩ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﻪ ﻳﻘﺪﺭ 2200000 ﻧﺴﻤﻪ ﻳﺴﻜﻨﻮﻥ ﻓﻰ 134 ﻗﺮﻳﻪ ﺍﻣﺎ ﻓﻰ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻳﻘﺪﺭ ﺍﻟﺘﻌﺪﺍﺩ ﺍﻟﺴﻜﺎﻧﻰ ﻟﻠﺘﺎﻣﺎ ( ﺍﻟﺘﻤﺤﻮ ) ﺏ 500000 ﻧﺴﻤﻪ ﺍﻣﺎ ﻓﻰ ﺍﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﻳﻘﺪﺭ ﺍﻟﻌﺪﺩ 300000 ﻧﺴﻤﻪ ﻳﺴﻜﻨﻮﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩﻳﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻫﻜﺬﺍ ﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﻗﺒﻴﻠﻪ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻓﻰ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻧﺴﺒﻪ ﻟﻠﺘﺴﺎﻣﺢ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﻬﺎ ﻗﺒﻴﻠﻪ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺍﻟﺘﻰ ﻳﻨﺎﻓﺲ ﺗﻌﺪﺍﺩﻫﺎ ﺍﻟﺴﻜﺎﻧﻰ ﻗﺒﻴﻠﻪ ﺍﻟﻔﻮﻻﻧﻰ ﺍﻛﺒﺮ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻻﻓﺮﻳﻘﻴﻪ ﻓﻰ ﺍﻟﺘﻌﺪﺍﺩ ﻭﺍﻻﻧﺘﺸﺎﺭ
ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻯ ﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ
ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﻤﺘﻬﻦ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﺑﺼﻮﺭﻩ ﺭﺋﻴﺴﻴﻪ ﻭﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺘﻰ ﻳﺴﻜﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﺧﺼﺐ ﺍﻻﺭﺍﺿﻰ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﻪ ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﺍﺭﺽ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻫﺪﻓﺎ ﺭﺋﻴﺴﻴﺎ ﻟﻤﻄﺎﻣﻊ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﺎﻭﺭﻫﻢ ﺍﻟﺴﻜﻦ ﺍﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻟﻴﺖ ﻓﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺍﻟﺰﻏﺎﻭﻩ ﻭﻋﺮﺏ ﺑﻨﻰ ﻛﻠﻴﺐ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻴﺪ ﻭﻋﻴﺎﻝ ﺭﺍﺷﺪ ﻓﻰ ﺗﺸﺎﺩ ﻓﻜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺎﺗﻞ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻃﻤﻌﺎ ﻓﻰ ﺍﺭﺍﺿﻴﻬﻢ ﺍﻟﺨﺼﺒﻪ ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻰ ﺗﺸﺎﺩ ﺍﻭ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﻨﺠﺪﻫﻢ ﻓﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻫﻢ ﻋﻤﺎﺩ ﺍﻟﺜﺮﻭﻩ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﻪ ﻭﻭﻗﻮﺩﻫﺎ ﺍﻟﻤﺤﺮﻙ ﻓﻰ – ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﻩ – ﺳﻨﺎﺭ – ﻣﺸﺮﻉ ﺍﻟﺮﻫﺪﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻰ – ﻣﺸﻮﻉ ﺧﺸﻢ ﺍﻟﻘﺮﺑﻪ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﺭﺍﺿﻰ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺿﻔﺎﻑ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻓﻰ ﻭﻻﻳﺎﺕ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﻜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻳﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻪ ﻟﺬﺍﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻇﻬﺮﺕ ﻣﻬﻨﺔ ﺗﻨﻘﻴﺐ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺗﻮﻗﻒ ﺍﻻﻧﺘﺎﺝ ﻓﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﻪ ﻓﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻭﺑﺼﻔﻪ ﺧﺎﺻﻪ ﻓﻰ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﻩ ﻧﺴﺒﺔ ﻟﻌﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻻﻳﺪﻯ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻪ ﺍﻟﺘﻰ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﻓﺮﻫﺎ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻤﺘﻬﻨﻮﻥ ﺗﺮﺑﻴﻪ ﺍﻟﻤﻮﺍﺷﻰ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺍﻟﺒﺎﻧﻬﺎ ﻭﻟﺤﻮﻣﻬﺎ ﻭﻻﻛﻦ ﻟﻴﺲ ﺑﻜﻤﻴﺎﺕ ﺗﺠﺎﺭﻳﻪ ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﻪ ﺍﻟﻰ ﺫﺍﻟﻚ ﻇﻬﺮ ﺟﻴﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻳﻤﺘﻬﻦ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻩ ﺑﺼﻮﺭﻩ ﻣﺘﺼﺎﻋﺪﻩ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻭﻥ ﻳﻌﺘﺒﺮﻭﺍ ﺍﻥ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻫﻰ ﺍﻟﻘﻮﻩ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﻪ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﻪ ﻓﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻟﻤﺎ ﻳﻤﻠﻜﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺛﺮﻭﺍﺕ ﻫﺎﺋﻠﻪ ﺗﺤﺼﻠﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻪ ﻭﺍﻟﺘﻨﻘﻴﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻫﺐ ﻭﺍﻻﻏﺘﺮﺍﺏ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﺭﻩ ﺍﻻﻭﺭﺑﻴﻪ ﻭﺍﻣﻴﺮﻛﺎ ﻭﺩﻭﻝ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺿﻊ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻯ ﺟﻴﺪ ﺟﺪﺍ
ﺍﻟﺴﻼﻃﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻌﺎﻗﺒﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ
ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻭﺍﺩﻯ ﺧﺮﻳﻒ ﺍﺭﻛﺎ ( 1504 ) ﺍﻟﺴﺎﻃﺎﻥ ﻗﺎﺑﻂ (ﻳﺤﻴﻰ ) -1410 1460/1 ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺑﻮﻻﺩ ( -1460 1490 ) ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺩﻭﻳﺖ ( -1490 1530 ) ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺣﻤﺪﻭﻥ ( -1530 1560 ) ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻋﺘﻘﺮﻳﺐ ( 1560 1580- ) ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺷﺮﻑ ( 1580 – 1620 ) ﺍﻟﺴﻄﺎﻥ ﺗﻴﺮﺍﺏ ( -1620 1640 ) ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺳﻜﺮﻭ (ﺻﻐﻴﺮ )1 ( -1640 1670 ) ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺑﺎﺭﻭﺩ ( -1670 1720 ) ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻳﻮﺳﻒ ﺷﻘﻠﺐ -1720 1760 ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﺣﻤﺪ ( -1760 1807 ) ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻋﺒﺪﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ( -1807 1820 ) ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺻﺎﺑﻮﻥ ( -1820 1823 ) ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺟﺮ ﻓﻄﺮﺍﻥ ( -1823 1823 ) ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺑﺒﻠﺘﻴﻚ ( -1823 1825 ) ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻣﺤﻤﺪ ﻧﻮﺭ ﺩﻳﺲ ( -1830 1845 ) ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻌﺎﻡ ( -1845 1888 ) ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ( -1888 1895 ) ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﺩﺭﻳﺲ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ( -1895 1896 ) ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻋﺜﺎﻥ ﺍﺩﻡ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ( -1895 1907 ) ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺳﻮﺳﻪ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﺳﺤﺎﻕ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ( 1910 ) ﺣﻜﻢ ﺳﺒﻌﻪ ﺍﻳﺎﻡ ﻓﻘﻂ ﺍﻟﺴﻄﺎﻥ ﺣﺴﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺍﺑﺎﻫﻴﻢ ( 1920-1907 ) ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻣﺤﻤﺪ ﻛﺴﻔﺮﻳﺖ ﺣﺴﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ( 1934 ) ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺣﻤﺪﻯ ﺣﻜﻢ ﺑﺎﻟﻮﻛﺎﻟﻪ ( -1934 1947 ) ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﺩﻡ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﻦ ( 1957-1947 ) ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ( -1957 1998 ) ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ( -1998 2005 ) ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻳﺤﻴﻰ ﻗﺮﻓﻪ ( 2005 – ﺣﺘﻰ ﺍﻻ
ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻰ ﻟﻠﺘﺎﻣﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻰ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ
ﻇﻠﺖ ﻗﺒﻴﻠﻪ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻣﺘﻮﺍﺟﺪﻩ ﻭﻣﺸﺎﺭﻛﻪ ﻓﻰ ﻛﻞ ﺍﻻﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻪ ﺍﻟﺘﻰ ﻣﺮﺑﻬﺎ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﻞ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺣﺠﺮ ﺍﻻﺳﺎﺱ ﻟﻜﻞ ﺍﻻﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻪ ﺍﻟﻤﻬﻤﻪ ﻓﻰ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻻﻣﻪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻪ ﺭﻗﻢ ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﻤﺪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺣﺮﻓﻮﺍ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺎﺕ ﻭﻧﺴﺒﻮﻫﺎ ﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﺧﺮﻯ ﻭﺗﻌﺘﺒﺮ ﻗﺒﻴﻠﻪ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻛﺜﺮ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻰ ﻟﻌﺐ ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻮﻥ ﺩﻭﺭﺍ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻓﻰ ﻃﻤﺲ ﻭﻧﺴﺐ ﺑﻄﻮﻻﺗﻬﻢ ﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﺧﺮﻯ ﻓﺎﻟﺘﺎﻣﺎ ﻗﺪﻣﻮﺍ ﺑﻄﻮﻻﺕ ﻭﺗﻀﺤﻴﺎﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﻰ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﺳﻮﻑ ﻧﺰﻛﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﺑﻄﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﻢ ﺩﻭﺭﻛﺒﻴﺮ ﻓﻰ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻰ ﻭﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻫﺎﺅﻻﺀ /3 ﺍﻻﻣﻴﺮﺍﻟﻔﻜﻰ ﺳﻨﻴﻦ ﻳﻌﺘﺒﺮﺍﻟﻔﻜﻰ ﺳﻨﻴﻦ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﺑﺮﺯ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻓﻰ ﻧﻬﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻴﻼﺩﻩ ﻓﻰ ﻗﺮﻳﻪ ( ﺟﻠﻤﻰ ) ﻣﻨﻄﻘﻪ ﺷﻤﺎﻝ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻭﻛﺎﻥ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﺷﻬﺮ ﺍﻣﺮﺍﺀ ﺍﻟﺜﻮﺭﻩ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﻪ ﻭﺷﺎﺭﻙ ﻓﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﺍﻟﺘﻰ ﻗﺎﺩﺗﻬﺎ ﺍﻟﺜﻮﺭﻩ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﻪ ﺣﺘﻰ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ 1985 ﻣﻦ ﺛﻢ ﺻﺎﺭ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﻼﺋﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻭﻛﻞ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﻬﺪﻯ ﺍﻟﻴﻬﻢ ﻗﻴﺎﺩﻩ ﺍﻟﺮﺍﻳﻪ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﺀ ﺍﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﺮﺍﻳﻪ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﺀ ﺍﻻﻭﻝ ﺍﻻﻣﻴﺮ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺍﺥ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﻪ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻻﻣﻴﺮﻣﺤﻤﻮﺩ ﻭﺩ ﺍﺣﻤﺪ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻧﻬﺰﻡ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺸﻰ ﻓﻰ ﻛﺮﺭﻯ ﻭﺍﻧﻔﺮﻁ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻪ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﻪ ﻋﺎﺩ ﺍﻻﻣﻴﺮ ﺍﻟﻔﻜﻰ ﺳﻨﻴﻦ ﺍﻟﻰ ﻣﺴﻘﻂ ﺭﺍﺳﻪ ﻛﺒﻜﺒﻴﻪ ﻓﻰ ﺷﻤﺎﻝ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻟﻴﺮﺗﺐ ﺷﺆﻥ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺍﻧﻬﺎﺭﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻪ ﺍﻟﻤﻬﺪﻩ ﺍﻟﺘﻰ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺎﻧﺪﻫﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﺣﺪ ﺍﻣﺮﺍﺋﻬﺎ ﺍﻟﻤﺨﻠﺼﻴﻦ ﻭﻻﻛﻨﻪ ﺍﺻﺘﺪﻡ ﺑﺎﻃﻤﺎﻉ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﺍﻟﺬﻯ ﺗﻮﻟﻰ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﺑﻌﺪ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﻪ ﻭﺍﻟﺬﻯ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﻗﺎﻡ ﺑﺎﺧﻀﺎﻉ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺪﺍﺭﻓﻮﺭﻳﻪ ﺗﺤﺖ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﻣﺎﻋﺪﺍ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺑﺴﺴﺒﺐ ﻋﻨﺎﺩ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺑﻘﻴﺎﺩﻩ ﺍﻟﻔﻜﻰ ﺳﻨﻴﻦ ﺍﻟﺬﻯ ﺗﺤﺪﻯ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﺑﻜﻞ ﺟﺒﺮﻭﺗﻬﻢ ﻭﻗﻮﺗﻬﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻪ ﺑﻞ ﺍﻋﻠﻦ ﺍﻟﻔﻜﻰ ﺳﻨﻴﻦ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﻩ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺳﻠﻄﻨﻪ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻭﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺍﺩﻯ ﺍﻻﻣﺮﺍﻟﻰ ﻗﺘﺎﻝ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﻓﻘﻀﺐ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻗﻀﺐ ﺷﺪﻳﺪ ﻣﻤﺎ ﺣﺪﻯ ﺑﻪ ﺑﺎﺭﺳﺎﻝ ﺟﻴﺶ ﻛﺒﻴﺮﺗﺤﺖ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﺷﺠﻊ ﻓﺮﺳﺎﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﻨﻪ ﻳﺪﻋﻰ ( ﻛﻴﺮﺍﻥ ) ﻟﺘﺎﺩﻳﺐ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻭﻛﺴﺮ ﺷﻮﻛﺘﻬﻢ ﻭﺍﺧﻀﺎﻋﻬﻢ ﻟﺴﻴﻄﺮﻩ ﺳﻠﻄﻨﻪ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﺍﻻ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺍﻟﺤﻘﻮﺍ ﺛﻼﺛﻪ ﻫﺰﺍﺋﻢ ﻧﻜﺮﺍﺀ ﺑﺠﻴﺶ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﻭﺍﺭﻗﺎﻣﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺴﺤﺎﺏ ﻣﻦ ﺩﻳﺎﺭ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺛﻪ ﻣﻌﺎﺭﻙ ﺿﺎﺭﻳﻪ ﺻﻤﺪ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺍﻣﺎﻡ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻭﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺬﻯ ﻛﺎﻥ ﻳﻀﻢ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺪﺍﺭﻓﻮﺭﻳﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﻣﺎﺑﻴﻦ ﻋﺎﻡ ( -1901 1903 ) ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻬﺰﺍﺋﻢ ﺍﻟﻤﺘﺘﺎﻟﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﻟﻢ ﻳﺜﻨﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻣﻦ ﺿﻢ ﺍﺭﺽ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺍﻟﺨﺼﺒﻪ ﺍﻟﻰ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﻭﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻜﻰ ﺳﻨﻴﻦ ﻓﻌﺎﺩ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﻋﺎﻡ 1910 ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﺟﻴﺸﺎ ﻋﺮﻣﺮﻡ ﻳﻘﺪﺭ 10000 ﻓﺎﺭﺱ ﻭﺍﺧﺘﺎﺭ ﻟﻬﺎ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﺷﺠﻊ ﻭﺍﻣﻬﺮ ﺍﻟﻔﺮﺳﺎﻥ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﻪ ﺍﺳﻤﻪ ( ﺍﺩﻡ ﺭﺟﺎﻝ ) ﻭﻫﻮ ﺷﻘﻴﻖ ﻗﻤﺮﻩ ﺯﻭﺟﺔ ﺯﻋﻴﻢ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺍﻟﻔﻜﻰ ﺳﻨﻴﻦ ﺍﻣﺎ ﺍﻟﻔﻜﻰ ﺳﻨﻴﻦ ﺗﺤﺼﻦ ﺑﺠﻨﻮﺩﻩ ﻓﻰ ﻣﻨﻄﻘﻪ ( ﺩﻳﻤﻪ ) ﻭﻫﻰ ﻣﻨﻄﻘﻪ ﻏﺎﺑﻴﻪ ﻳﺼﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﺩﺧﻮﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻰ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﻣﻨﺎﻭﺷﺎﺕ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺎﻡ ﺗﻜﺒﺪﻭ ﻓﻬﺎ ﺧﺴﺎﺋﺮ ﻛﺒﻴﺮﻩ ﺟﺪﺍ ﻓﻰ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﺩ ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﻳﻐﻴﺮﻭﻥ ﺧﻄﺘﻬﻢ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺣﺼﺎﺭ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻭﻗﻄﻊ ﺍﻻﻣﺪﺍﺩ ﻋﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺛﻢ ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﺫﺍ ﺭﻓﻀﻮﺍ ﺍﻻﺳﺘﺴﻼﻡ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻰ ﻃﺎﻝ ﺍﻟﺤﺼﺎﺭ ﻭﺍﻧﻘﻄﻊ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻜﻰ ﺳﻨﻴﻦ ﻭﺟﻴﺸﻪ ﺍﻻ ﺍﻧﻬﻢ ﺭﻓﻀﻮﺍ ﺍﻻﺳﺘﺴﻼﻡ ﺷﻦ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﻫﺠﻮﻡ ﻣﺒﺎﻏﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻜﻰ ﺳﻨﻴﻦ ﻭﺍﺳﺘﺒﺴﻞ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﺭﺿﻬﻢ ﻓﺴﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﺛﺮ ﺫﺍﻟﻚ ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ ﺍﻟﻔﻜﻰ ﺳﻨﻴﻦ ﺷﻬﻴﺪﺍ ﻓﺎﻧﺘﻬﺖ ﺣﻴﺎﻩ ﺑﻄﻞ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺍﻟﺬﻯ ﺍﺯﻫﻞ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﺍﺟﻤﻊ ﺑﺸﺠﺎﻋﺘﻪ ﺍﻟﻨﺎﺩﺭ ﻭﺑﺎﻗﺪﺍﻣﻪ ﺍﻟﺒﺎﺳﻞ ﻓﻰ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺽ ﻗﺒﻴﻠﺘﻪ ﻭﺑﻤﺎ ﺍﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺍﺣﺪ ﺍﻣﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺯﺍﻣﻠﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﺍﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﺑﺎﺧﺬﻩ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻔﺎﺷﺮ ﻓﺼﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺯﻛﺮ ﺑﻄﻮﻻﺗﻪ ﻭﺍﺧﻼﻗﻪ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻭﻛﺮﻣﻪ ﻭﺷﺠﺎﻋﺘﻪ ﻭﺗﺤﺴﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺎﺭﺱ ( ﺍﻟﻔﻜﻰ ﺳﻨﻴﻦ ) ﻭﺗﻢ ﺩﻓﻨﻪ ﻓﻰ ﺍﻟﻔﺎﺷﺮ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﻫﺎﻛﺬﺍ ﻃﻮﻯ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺑﻴﻦ ﺍﺳﻄﺮﻩ ﺣﻴﺎﻩ ﻓﺎﺭﺱ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺍﻟﻤﻐﻮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻯ ﺿﺤﻰ ﺑﺮﻭﺣﻪ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻻﺭﺽ ﻭﺍﻟﻌﺮﺽ ﺛﻮﺭﻩ ﺍﺑﻮ ﺍﻟﺠﻤﻴﺰﻩ (ﻣﺤﻤﺪ ﺯﻳﻦ ) ﻭﻫﻮ ﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭﻳﻦ ﻭﺍﺳﻤﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺯﻳﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺍﺩﻡ ﻭﻟﺪ ﺑﻤﻨﻄﻘﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﺰﺍ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ ﻋﺎﻡ 1853 ﺑﺪﺍﺭ ﺗﺎﻣﺎ ﻭﺟﺪﻩ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻭﺍﺩﻯ ﺧﺮﻳﻒ ﺍﻟﺬﻯ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻓﻰ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ ﻭﺩﺭﺱ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﻋﻠﻮﻣﻪ ﺣﺘﻰ ﺻﺎﺭﻣﻦ ﺭﺟﺎﻻﺕ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﺮﻣﻮﻗﻴﻦ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎﻭﻯ ﻭﺗﺰﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﺑﻨﺔ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﻠﻘﺐ ﺏ ( ﺑﺎﻡ ) ﻭﺍﻟﺬﻯ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻣﺎﺑﻴﻦ -1845 1888 ﻭﻛﺤﺎﻝ ﻛﻞ ﺍﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺩﺭﺱ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﻋﻠﻮﻣﻪ ﺣﺘﻰ ﺻﺎﺭ ﻓﻘﻴﻬﺎ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻭﺷﻴﺨﺎ ﻟﻪ ﺧﻼﻭﻯ ﻳﺪﺭﺱ ﻓﻬﺎ ﺍﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﻋﻠﻮﻣﻪ ﻭﻓﻰ ﻓﺘﺮﻩ ﻭﺟﻴﺰﻩ ﺯﺍﻉ ﺻﻴﻄﻪ ﻛﺮﺟﻞ ﺩﻳﻦ ﻣﺸﻬﻮﺭ ﻟﻪ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻟﻴﺖ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ ﻭﺍﻟﻔﻮﺭ ﻭﺍﻟﺪﺍﺟﻮ ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺟﻞ ﻳﻤﺘﺎﺯ ﺑﻔﺼﺎﺣﺔ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭﺑﻼﻏﻪ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﻤﺎ ﺳﺎﻋﺪﻩ ﻓﻰ ﺍﻗﻨﺎﻉ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻟﻼﻟﺘﻔﺎﻑ ﺣﻮﻟﻪ ﻭﺍﺣﺎﻃﺘﻪ ﺑﻬﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺲ ﻭﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﻭﻛﻌﺎﺩﻩ ﺍﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﺍﻟﻤﺤﺎﻳﻪ ﻟﻠﺘﺪﺍﻭﻯ ﻭﺍﻟﻌﻼﺝ ﻣﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﻣﺮﺍﺽ ﻛﺎﻟﻤﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻦ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﺘﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﻔﺸﻴﻪ ﺍﻧﺬﺍﻙ ﻓﻜﺎﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻣﺎﻳﺠﺎﻧﺒﻪ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻓﻰ ﻋﻼﺝ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﻣﻤﺎ ﺍﺿﻔﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻬﺮﻩ ﺍﻟﺘﺒﺠﻴﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻭﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻻﺧﺮﻯ ﻫﻜﺬﺍ ﻇﻞ ﺍﺑﻮﺍﻟﺠﻤﻴﺰﻩ ﻳﻤﺎﺭﺱ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﻪ ﻭﺳﻂ ﻗﺒﻴﻠﺘﻪ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻥ ﺟﺎﺀ ﺟﻨﻮﺩ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺸﻰ ﺑﺎﺟﺘﻴﺎﺡ ﻛﻞ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻭﺍﺧﻀﺎﻋﻬﺎ ﺗﺤﺖ ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﻢ ﻭﺍﺣﺘﻠﻮﺍ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻭﻣﺎﺭﺳﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻠﺐ ﻭﺍﻟﻨﻬﺐ ﻭﺍﻻﺳﺘﺮﺍﻕ ﻟﻼﺣﺮﺍﺭ ﻣﻤﺎ ﺣﺪﻯ ﺑﺎﺍﺑﻮ ﺍﻟﺠﻤﻴﺰﻩ ﺍﻻﻧﻀﻤﺎﻡ ﺍﻟﻰ ﺻﻬﺮﻩ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﺏ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ ( ﺑﺎﻡ ) ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﺭﺽ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺿﺪ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﻪ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﻓﻰ ﻓﺘﺮﻩ ﻭﺟﻴﺰﻩ ﺍﻥ ﻳﻘﻨﻊ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺪﺍﺭﻓﻮﺭﻳﻪ ﻟﻠﻮﻗﻮﻑ ﻣﻌﻪ ﺿﺪ ﺍﻟﻌﺒﺚ ﻭﺍﻟﺘﺨﺮﻳﺐ ﺍﻟﺬﻯ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﺎﺭﺳﻪ ﺟﻨﻮﺩ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﻪ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻪ ﻭﻓﻌﻼ ﺍﻧﻀﻢ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﺑﻮ ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕ ﻛﻤﺎ ﺍﻧﻀﻢ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺜﻮﺭﻩ ﻛﻞ ﻣﻦ – ﺍﻟﺪﺍﺟﻮ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ – ﺑﻨﻰ ﺣﺴﻴﻦ ﺍﻭﻻﺩ ﺭﺍﺷﺪ – ﺍﻟﻤﺴﺎﻟﻴﺖ ﺍﻟﺘﻨﺠﻮﺭ ﻭﺍﻟﺒﻨﻰ ﻫﻠﺒﻪ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﻪ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻰ ﺻﺎﺭ ﺍﺑﻮ ﺍﻟﺠﻤﻴﺰﻩ ﻓﻰ ﻓﺘﺮﻩ ﻭﺟﻴﺰﻩ ﻗﺎﺋﺪﺍ ﻟﺜﻮﺭﻩ ﺍﺻﺘﻒ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻛﻞ ﺍﺑﻨﺎﺀ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﺣﺘﻰ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﺍﺑﻮ ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻗﺎﻡ ﺍﺑﻮ ﺍﻟﺠﻤﻴﺰﻩ ﺑﻜﺘﺎﺑﻪ ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﻪ ﺍﺧﺒﺮﻩ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﻪ ﻭﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﺛﻮﺭﻩ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﻪ ﻭﻣﺒﺎﺩﺋﻬﺎ ﻭﻻﻛﻦ ﻣﺎﻳﻔﻌﻠﻪ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﻪ ﻣﻦ ﺍﻓﻌﺎﻝ ﻭﺍﻋﻤﺎﻝ ﻭﺣﺸﻴﻪ ﻻﺗﻤﺪ ﻟﻼﺳﻼﻡ ﻭﺗﻌﺎﻟﻴﻤﻪ ﺍﻟﺴﻤﺤﻪ ﺑﺎﻯ ﺻﻠﻪ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻰ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﻪ ﻭﻋﺎﻣﻠﻪ ﻓﻰ ﺍﻟﻔﺎﺷﺮ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺟﺎﻧﻮ ﻃﺎﻟﺒﻪ ﺑﺎﻟﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ ﺣﻜﻢ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﺣﻘﻨﺎ ﻟﻠﺪﻣﺎﺀ ﻭﻻﻛﻦ ﺭﻓﺾ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﻭﺟﻬﺰ ﺟﻴﺶ ﻛﺒﻴﺮ ﺟﺪﺍ ﻗﻮﺍﻣﻪ 16750 ﻓﺎﺭﺱ ﻭﻋﻴﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺸﺎﺭﻩ ﻗﺎﺋﺪﺍ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻣﻨﻪ ﺗﺎﺩﻳﺐ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻭﻣﻦ ﻭﺍﻻﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻻﺧﺮﻯ ﻭﺩﺍﺭﺕ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﻪ ﻓﻰ ﻣﻨﻄﻘﻪ ﺣﺮﺍﺯﻩ ﺍﺑﺪﻳﻞ ﻣﻨﻄﻘﻪ ﻣﻌﺴﻜﺮ ﺍﺑﻮﺍﻟﺠﻤﻴﺰﻩ ﻓﻰ ﻣﻌﺮﻛﻪ ﺣﺎﻣﻴﻪ ﺍﻟﻮﻃﻴﺲ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﻓﺮﺳﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻻﺧﺮﻯ ﺇﻟﺤﺎﻕ ﻫﺰﻳﻤﻪ ﺳﺎﺣﻘﻪ ﺑﺠﻴﺶ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﻪ ﻣﻤﺎ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﻬﻠﻊ ﻭﺍﻻﺣﺒﺎﻁ ﻭﺍﻟﺰﻫﻮﻝ ﺑﻴﻦ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﻪ ﺍﻟﺬﻯ ﻛﺎﻥ ﻓﻰ ﺣﺎﻣﻴﻪ ﻛﺒﻜﺎﺑﻴﻪ ﻓﻔﺮ ﻣﻨﻪ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﺍﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﻪ ﺍﻟﻔﺎﺷﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺟﻌﻞ ﺍﺑﻮ ﺍﻟﺠﻤﻴﺰﻩ ﻳﺰﺣﻒ ﻧﺤﻮﺍﻟﻔﺎﺷﺮ ﻻﺳﻘﺎﻁ ﺣﻜﻢ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺟﺎﻧﻮ ﺍﻟﺬﻯ ﻋﻴﻨﻪ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﻪ ﻋﺎﻣﻼ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺎﺷﺮ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺠﻤﻌﺖ ﺟﻴﻮﺵ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﻪ ﻓﻰ ﻣﺪﻳﻨﻪ ﺍﻟﻔﺎﺷﺮ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺑﺎﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﻌﺘﺎﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﺫﺍﻟﻚ ﻋﺎﻡ 1888 ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻮ ﺍﻟﺠﻤﻴﺰﻩ ﻳﻌﺪ ﺍﻟﻌﺪﻩ ﻟﻠﻬﺠﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺎﺷﺮ ﺍﺻﻴﺐ ﺑﺪﺍﺀ ﺍﻟﺠﺪﺭﻯ ﺍﻟﺬﻯ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﺘﺸﺮ ﺍﻧﺬﺍﻙ ﻣﻤﺎ ﺍﺩﻯ ﺍﻟﻰ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﺑﻮ ﺍﻟﺠﻤﻴﺰﻩ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻰ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻻﻧﺸﻘﺎﻗﺎﺕ ﻭﺳﻂ ﺟﻴﺶ ﺍﺑﻮ ﺍﻟﺠﻤﻴﺰﻩ ﺍﻟﺬﻯ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﻠﻬﻢ ﻟﻠﺜﻮﺭ ﻭﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻤﻮﺣﺪ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺤﺎﻟﻔﺖ ﺿﺪ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻧﺸﻘﺎﻗﺎﺕ ﺍﺿﻌﻔﺖ ﺍﻟﺜﻮﺭﻩ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺒﻘﻰ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻻ ﻓﺮﺳﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻟﻮﺣﺪﻫﻢ ﻓﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﺛﻨﺎﺀ ﻭﺻﻠﺖ ﺗﻌﺰﻳﺰﺍﺕ ﺿﺨﻤﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﻌﺘﺎﺩ ﻭﺍﻟﻤﺆﻥ ﺍﻟﻰ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺟﺎﻧﻮ ﻓﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺗﺤﺮﻙ ﻓﺮﺳﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺻﻮﺏ ﺍﻟﻔﺎﺷﺮ ﻓﻰ ﻋﺎﻡ 1889 ﻻﺳﻘﺎﻃﻬﺎ ﻭﻻﻛﻨﻬﻢ ﺍﺻﺘﺪﻣﻮﺍ ﺑﺠﻴﺶ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﻪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺬﻯ 36524 ﺭﺟﻼ ﻣﺬﻭﺩﻳﻦ ﺑﺎﻟﺴﻼﺡ ﺍﻟﻨﺎﺭﻯ ﻭﺍﻟﺨﻴﻮﻝ ﺩﺍﺭﺕ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺨﻮﻡ ﻣﺪﻳﻨﻪ ﺍﻟﻔﺎﺷﺮ ﻓﺎﻧﺘﺼﺮ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﻪ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭ ﺳﻠﺤﻖ ﻋﻠﻰ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻧﺴﺒﺔ ﻟﻌﺪﻡ ﺗﻜﺎﻓﺆ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻴﺸﻴﻦ ﺑﺘﺎﻟﻰ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﺑﻮ ﺍﻟﺠﻤﻴﺰﻩ ﺍﻟﺘﻰ ﺍﺭﻫﻘﺖ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﻪ ﻭﻛﻠﻔﺘﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﻌﺘﺎﺩ ﺑﺴﺒﺐ ﺷﺠﺎﻋﺔ ﻭﺍﺳﺘﺒﺴﺎﻝ ﻓﺮﺳﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺩﻓﺎﻋﺎ ﻋﻦ ﺍﺭﺿﻬﻢ ﻭﻋﺮﺿﻬﻢ ﻣﻦ ﺗﺠﺎﻭﺯﺍﺕ ﻭﺗﻔﻠﺘﺎﺕ ﺟﻬﺎﺩﻳﻪ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﺎﺛﻮﺍ ﻓﺴﺎﺩﺍ ﻓﻰ ﺩﻳﺎﺭ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﻭﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﺍﺟﻤﻊ ﻫﺎﻛﺬﺍ ﺍﺳﺪﻝ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺴﺘﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻓﺎﺭﺱ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺍﻟﻤﻐﻮﺍﺭ ﺍﺑﻮ ﺍﻟﺠﻤﻴﺰﻩ ﺍﻟﺬﻯ ﺭﻓﺾ ﺍﻻﺳﺘﻜﺎﻧﻪ ﻟﻠﻈﻠﻢ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻯ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﺎﺭﺳﻪ ﺑﻌﺾ ﺟﻬﺎﺩﻳﻪ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺸﻰ ﺣﻤﺪﺍﻥ ﺍﺑﻮ ﻋﻨﺠﻪ ﻭﻫﻮ ﺍﺣﺪ ﺍﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺑﻠﻮﺍ ﺑﻼﺀ ﺣﺴﻦ ﻓﻰ ﺍﻟﺜﻮﺭﻩ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﻪ ﺭﻗﻢ ﻣﺤﺎﻭﻟﻪ ﺳﺎﺭﻗﻰ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺍﻟﺒﻄﻮﻻﺕ ﻧﺴﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺎﺭﺱ ﺍﻟﻰ ﻗﺒﻴﻠﻪ ﺍﻟﺤﻤﺮ ﺗﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﻰ ﻗﺒﻴﻠﻪ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺸﻪ ﺗﺎﺭﻩ ﻭﺍﻟﻰ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﺗﺎﺭﻩ ﺍﺧﺮﻯ ﻭﻻﻛﻦ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻪ ﺍﻟﺘﻰ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺍﺧﻔﺎﺋﻬﺎ ﺍﻧﻪ ﻣﻦ ﻓﺮﺳﺎﻥ ﻗﺒﻴﻠﻪ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺍﻟﻤﺘﺪﻳﻨﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﺟﺪﻩ ﺩﺍﻋﻴﻪ ﺍﺳﻼﻣﻰ (ﻓﻜﻰ ) ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﻋﻠﻮﻣﻪ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﻪ ﻫﺎﺟﺮ ﺟﺪﻩ ﻋﺰﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻰ ﻣﻨﻄﻘﻪ ﺟﺒﺎﻝ ﺗﻘﻠﻰ ﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﻛﺎﻥ ﺷﺎﺋﻌﺎ ﺑﻴﻦ ﻗﺒﻴﻠﻪ ﺍﻟﺘﺎﻣﺎ ﺍﻧﺬﺍﻙ ﻫﺠﺮﻩ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﺑﻄﻼﺑﻬﻢ ﺍﻟﻰ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻻﺧﺮﻯ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻔﺮﻍ ﻃﻼﺑﻪ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﻪ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻻﻧﺸﻐﺎﻝ ﺑﻬﻤﻮﻡ ﺍﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻫﺠﺮﻩ ﻋﺰﺍﻟﺪﻳﻦ ﺟﺪ ﺣﻤﺪﺍﻥ ﺍﺑﻮ ﻋﻨﺠﻪ ﺍﻟﻰ ﺟﺒﺎﻝ ﺗ؟
منقول ...
بريمة
| |
    
|
|
|
|
|
|
Re: حوار ودي مع الأستاذ بريمة وآخرين عن تاريخ (Re: Biraima M Adam)
|
لمحات عن قبيلة المساليت (كَامَسَرَا(1))
تعتبر قبيلة المساليت من كبرى القبائل السودانية، التي تتجاوز نسمة سكانها أكثر من أربعة ملايين ونصف مليون نسمة تقريباً على حسب تقديرات لعام 1998م، وهذه القبيلة تتمتع بإرث تاريخي كبير وضخم، ولكن تاريخ السودان الذي كتبه المؤرخون في مؤلفاتهم قد أغفلوا عنه تماماً، والذين كتبوا عن المساليت قد أشاروا إلى رؤوس المواضيع فقط، في حين أن قبيلة الوداي في الجارة تشاد حيث وضعوا تمثالاً تذكارياً لسلطان المساليت تاج الدين بمدينة أبشي التشادية تكريماً وتبجيلاً له ولقبيلته التي ناضلت من أجل هذه المنطقة المشتركة، وهذه القبيلة كغيرها لها ترابط تاريخي مع كل قبائل المنطقة وخاصة مع القبائل المجاورة لها.
إن أبناء قبيلة المساليت أيضاً لم يبذلوا قصارى جهودهم في إبراز حقائقهم التاريخية من تلك الفصول التاريخية الجبارة الخالدة التي لعبها جدودهم على مر تاريخهم الطويل التي دامت إلى آلاف السنين بدار المساليت التي انشطرت إلى أكثر من جزء بفعل الحروب الإقليمية الاستعمارية.
وأبناء قبيلة المساليت وبعد معارك طاحنة وشرسة وطويلة استأثروا بمحافظة ديارهم الواسعة من تلك البقعة التي تمتد من الغرب من عاصمتهم (الجنينة) إلى غرب جبل مرة عندها منطقة (بركة سايرة) وشمالاً حتى حدود مع منطقة (كتم) وحتى وادي قبيلة (قمر) وشرق مدينة أبشي التشادية، وعلى معظم الحدود السودانية التشادية عندها منطقة (مقرورو وشارونق) جنوب منطقة (فوربرنقا)، ولهم تواجد في منطقة (أم دخن وأم دافوق ومثلث تيسي الحدودية) بين دولة السودان وجمهورية تشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى الشقيقتان، إنها حدود شاسعة مترامية الأطراف، حيث ظلت قبيلة المساليت تحميها وتحافظ عليها قبل أن يتكون السودان سوداناً في حاله الآن، حتى انضمت هذه المنطقة نهائياً للسودان الحديث برقعته الواسعة، وبموجب اتفاقية (قلاني) التي أتتها أبناء المساليت طوعاً وبحر إرادتهم من الإنجليز والفرنسيين في عام 1920م، وهكذا شكلت هذه الاتفاقية إضافة حقيقية ومقدرة من الأرض للتراب السوداني الحالي الذي يستحوذه أبناء المركز منذ الاستقلال إلى الآن دون الاعتراف بحقوق ومورثات الأعراق الأخرى في البلاد.
فقبيلة المساليت من القبائل الإفريقية الأصيلة التي لها تراثها التاريخي وموروثها الثقافي والاجتماعي العتيق، ولها لغتها الإفريقية المتميزة بنبراتها من بين جميع اللغات الإفريقية المتعددة الموجودة بالمنطقة، وهذه القبيلة لها بطون وشرائح في داخلها التي تتجاوز المائة (خُشُوْمُ بُيُوْتٍ)، وكلها تنتمي خالصة لهذه القبيلة العريضة، ونفس تلك البطون هي الموجودة أركان ومرتكزات القبيلة بدار المساليت في طولها وعرضها، وفي منطقة القريضة وشرق السودان وشرق دولة تشاد الشقيقة وفي بعض المناطق بالسودان، منها جبال النوبة والجزيرة وغيرها من المناطق في داخل وخارج السودان.
وعرف عن المساليت مطلقاً، وعلى مر التاريخ الطويل الثبات وشدة البأس عند اللقاء مع الأعداء الغزاة لمنطقتهم، وذكر بعض المؤرخين إن أبناء المساليت شاركوا في القرون الماضية الطويلة من ضمن الجيوش الإسلامية التي دخلت تخوم أوروبا عبر أراضي منطقة المغرب العربي، لأجل ذلك بعض الكتاب ذكروا بأن قبيلة المساليت انحدرت من دولة تونس الشقيقة، وذكر أيضاً إن المساليت شاركوا في إقامة العديد من الدويلات الإسلامية بغرب إفريقيا، حيث كانوا من ضمن الذين أسسوا دولة البرنوا الإسلامية أيضاً، والتي دامت لأكثر من تسعة قرون حتى انشطرت بفعل الاستعمار الأوروبي إلى عدة دول الآن، كتشاد ونيجيريا والنيجر وساحل العاج والكاميرون وغيرها، لأجل ذلك كثير من فروع قبيلة المساليت ذابت في الكيانات القبلية الإقليمية في تلك الدول، فنجد مثلاً في الجماهيرية العربية الليبية الشقيقة هناك قبيلة تسمى (المسلات) والفرد منهم يسمونه (المسلاتي) أعتقد أنها من بقايا هذه القبيلة، كما يقول بعض أجدادنا بأن في دولة تونس أيضاً يتواجد بقايا من قبيلة المساليت، وإذا قامت فرق متخصصة من أبناء المساليت للبحث عن جذور وبقايا هذه القبيلة في أماكن أخرى بدول المنطقة، أعتقد سوف تظهر بعض الخيوط أو لحمات تربط القبيلة بأماكن وقوميات أخرى بالقارة، انظر كتاب (قبائل السودان، المؤلف أحمد عبد الله آدم).
كما شارك المساليت مع قبيلة البرقو المجاورة لها في المنطقة في إقامة دولة البرقو (وداي) الإسلامية التي تربطهم بالمساليت رابطة تاريخية ومصيرية والمصاهرة والجوار منذ أن خُلِقُواْ في هذه المنطقة، بل إن لغة قبيلة الوداي هي من أقرب اللغات من لغة المساليت على الاطلاق حتى بعض الآخرين يقولون أن جدهم في الأصل البعيد واحد.
قبيلة المساليت لها عاداتها وتقاليدها الإفريقية المميزة عن غيرها، ومع ذلك إن هذه القبيلة كلها تدين بالدين الإسلامي الحنيف منذ أن دخل الإسلام في بلادهم، وحتى الآن لم يشذ فرد من أفرادها عن الدين الإسلامي، ولكن تمنيات بعض القبائل بأن قبيلة المساليت انحدرت من الأصول العربية، فهذا الإدعاء يجافي الحقيقة، بل هذه ما هي إلا تمنيات فقط من بعض القبائل بالمنطقة حتى تتحول مثل هذه القبيلة ضمن شريحة من شرائح القبائل العربية حتى تكون لهم إضافة مقدرة، ححتى ولو يزيفون الحقائق المجردة، حيث إن صناعة الثقافة والتاريخ والتراث وخاصة صناعة اللغة هي من أصعب الأمور التي تواجه الشعوب، لأن من السهل جداً قبيلة ما قد تفقد لغتا وتنصهر في لغة قبيلة أخرى، ولكن ليس من السهل قبيلة ما تخلق أو تصنع لغة من العدم في خلال ألف أو حتى في عشرة آلاف سنة، لأن القبائل التي تحافظ بلغاتها اليوم ما هي إلا قبائل كبيرة تضم بطوناً أوتخوماً لها.
وللمساليت تاريخ مثير وناصع ومجيد يتعذر لنا إجماله في هذا المقال المتواضع عن اللمحات واللسمات المميزة لهذه القبيلة، لأن الذين يذكرون عن هذه القبيلة لا يذكرون إلا النذر القليل، فهذه القبيلة شديد التماسك بأفراد المنتمين إليها، وخاصة من ناحية العادات والتقاليد والموروث الثقافي والاجتماعي، وبالذات فيما يتعلق بتعاليم الإسلام، حتى إلى يومنا هذا قرى وحواضر بدارالمساليت تعمر بكتاتيب (خلاوي) لتعليم القرآن الكريم، فهذه القبيلة جعلت كثيراً من القبائل والفئات والأجناس الأخرى التي انحدرت من مناطق ودول الجوار ودول غرب إفريقيا أن تتأسى بعاداتها وتقاليدها ثم تنتهج نهجها القويم.
فهذه القبيلة من أكثر القبائل مضيافة لكل من يقصد ديارهم، كما أنها مسالمة لأبعد الحدود لا تعرف الإعتداء على الآخرين على الاطلاق ولا تطمع في حقوق الآخرين، بل يجد الغريب وسطهم الأمن والطمأنينة، فالأمر الذي جعل أعراقاً وأجناساً كثيرة تذوب في بطونهم وفروعهم المختلفة حتى أصبحت جزءاً مقدراً في وسط هذه القبيلة وشملتها نفس العادات والتقاليد والإلتزامات الاجتماعية لأفراد عموم القبيلة، في فترات وجيزة أصبحت كل تلك الفئات جزءاً من منظومة هذه القبيلة، لأن هذه القبيلة احتوت قبائل شتى بالمعاملة العاطفية الكريمة، حتى لا يستطيع المرئ التمييز بين من هو مسلاتي أماً عن أبٍ، وبين أولئك الداخلين في هذا الكيان والمنصهرين الذائبين في بطون القبيلة العريضة، والتي دوماً ما تكون الملاذ والمأوى والمأمن الذي يقصد ديارهم وفي الحال يجدون السعة والترحاب، حتى عندما كان يأتي أحد الأفراد من بعض القبائل القاطنة في هذه الديار لاستخراج وثيقة من الوثائق الرسمية في مكاتب الدولة المختلفة يسئلون ما قبيلتك، كل كان يقول، وما زال، أنا من قبيلة المساليت، حتى يتحدثون لغة المساليت بطلاقة، ثم يستخرج لهم الوثيقة، وهكذا كل يجد في الحال السعة والترحاب، وبالتالي هكذا عرف عن مجتمع المساليت بالمحبة والكرم والتسامح وحسن المعاشرة والطيبة والإخاء.
كما ثبتت لقبيلة المساليت وبحكم تماسكها بأسس الإسلام وتعاليمه، فلا تعرف العنصرية والعصبية القبلية على الاطلاق، حتى اشتهرت منطقتها باستطباب الأمن والطمأنينة والسلام ورغد العيش الكريم حتى أصبحت هذه المنطقة جاذبة لكثير من الجماعات والقبائل من المناطق المجاورة والبعيدة على حد سواء، بل كثير من قبائل دول الجوار جاءت أيضاً إلى ديار المساليت هاربة من ويلات الحروب الأهلية والقبلية في مناطقهم الأصلية، ومن ثم القبيلة وقفت معهم وناصرتهم وآوتهم بكل صدر رحب، وبالتالي وجد الجميع عندهم الأرض والزرع وحسن الاستقبال والوفادة وكرم الضيافة إلى يومنا هذا، لأن استقبال الوافدين وكرم ضيافتهم على أكمل الوجه، اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً، كانت من واجبات القبيلة، إلتزمت بها منذ نشئتها.
حروب قبيلة المساليت السياسية التاريخية المجيدة:
حقيقة يصعب علينا نحن المساليت أن نتتبع تاريخنا المجيد الذي يتمتع بالإرث النضالي البطولي الكبير، دون أن يكون هناك عمل الفريق منا في البحث عن تاريخنا هذا حتى أن نرصد ذلك بدقة وأمانة، رغم أهمية بحث عن هذا التاريخ الجسور إلا أن الإهمال والإغفال من أبناء هذه القبيلة قد أسدل الستار على كثير من الصفحات ناصعة البياض فيه، وهكذا ضاعت جل فصول تاريخ المساليت المجيد، وهكذا وصى به الأخ العزيز المناضل، الدكتور/ حسين آدم الحاج، في بعض مقالاته التاريخية، حيث قال: (ويا ليت لو إلتف أبناء المساليت بقيادة السلطان/ سعد بحر الدين، ـ سلطان عموم دار المساليت ـ والدكتور/ علي حسن تاج الدين ـ وآخرون معهما ـ بتمويل بحوث أوإنشاء كرسي في إحدى جامعات دارفور تعني بدراسة التاريخ السياسي لسلطنة دار المساليت، أو حتى إنشاء مركز بحثي بمدينة الجنينة....الخ) المقال بعنوان: (دارفور في الحركة الوطنية السودانية الحديثة، بتاريخ 10/2/2004م، المصدر سودانايل).
فنعم التوصية من هذا الأخ الجسور، وأنا بدوري أضاً اقف مع رأيه وأقول: يجب علينا جميعاً كنحن من أبناء قبيلة المساليت، في الداخل والخارج بأن نساهم في إبراز حقائقنا التاريخية الموروثة بدون أي تباطؤ، ومن الآن فصاعدا حتى نقوم بركب قطارالسودان الجديد الذي تحرك الآن.
ولكنني أجمل هنا دون الحصر بعض حروب هذه القبيلة ذات البطولات النادرة ضد الاستعمار الفرنسي والإنجليزي منذ نهاية القرن التاسع عشر، لنجدها بطولات خارقة العادة وقتئذٍٍ التي قد سجلها المساليت، في حينه أنهم قد استطاعوا أن يقهروا كل منافذ وطموحات الاستعمار الأجنبي في آخر المطاف، حتى خلصلت لهم ديارهم فصارت حرة مستقلة وسط لجة الاستعمار وسعره.
ونحن لدينا هنا بعض اللمحات من هذا التاريخ المثير الجميل، فيمكن أن نلخصه في بعض المعارك الكبيرة، المصيرية، الفاصلة والحاسمة، الشرسة التي خاضها أبناء المساليت بضراوة شديدة ضد الاستعمار الأجنبي دفاعاً عن وطنهم، وذلك على ما يلي:
المعركة الأولى: بين المساليت ودولة فرنسا العظمى:
جرت هذه المعركة أحداثها الدامية في 25/10/1910م، وسمية هذه المعركة الكبيرة بمعركة (كِرِيْدِنْقْ) يعني بلغة المساليت (أخرجوهم عنوة) وكان السيناريو الفرنسي هو: أن جَمَعَ الفرنسيون حشودهم العسكرية بصورة كبيرة جداً بقصد قهر المساليت وتشتيتهم وكسر شوكتهم وضم ديارهم عنوة لنفوذ المستعمرات الفرنسية التي كانت تسمى (بالسودان الفرنسي) وهي دولة تشاد والنيجر والكاميرون وإفريقيا الوسطى وكثير من دول غرب إفريقيا الحالية، وفي حينه قد سكتت الأمبراطورية الإنجليزية باعتبار أن دار المساليت لا محالة واقعة تحت النفوذ الفرنسي، لتلك الحرب أعدت القوة الفرنسية أحدث ما جادت به المصانع السلاح الأوروبي، فجاءوا بعشرات الآلاف من الجنود الفرنسيين وآلافاً أخرى من أبناء المناطق الواقعة تحت النفوذ الفرنسي لقتال وتدمير هذه القبيلة التي تقف أمام هذه الدولة الكبيرة التاريخية.
أما رجالات قبيلة المساليت استعد لتلك المعركة استعداداً محكماً حتى قيل أنه لم يسبق لهم مثيل، وقيل خبراء المساليت في مجال الحرب وضعوا خطة حربية خادعة استطاعوا بها جر الجيوش الفرنسية إلى مناطق غابات ووديان وعرة بينما اختفى فرسان المساليت على جنبات الوديان والخيران وتحت حشائش والأشجار حتى توسطت الجيوش الفرنسية الكبيرة بجراراتها المدفعية المختلفة العتقية لموقع الهجوم الكبير، ـ إذا كان وقع ذلك الاحتلال لكانت سلطنة دار المساليت، بل إقليم دارفور كله أو حتى غرب السودان لمنظومة الاستعمار الفرنسي في إفريقيا ـ، وفي لحظة، بل في لمح البصر إنقض آلاف الفرسان وبأسلحة بدائية من حِرَابٍ َوسَفَارِيْكَ وغيرها من الأدوات الحربية القديمة، ولكنهم متخصصون في استخدام هذه الأدوات الدفاعية، كما كان لديهم بعض الأسلحة النارية الخفيفة التي اغتنموها في حروبهم السابقة مع الفرنسيين، فكانت صيحات المحاربين الأشداء من رجلات المساليت وفي تلك المناطق الوعرة وصيحات الحرب التي ترددها الآحام في الوديان والأخاديد قد زرعت الرعب الشديد لدى الجيوش الفرنسية الكبيرة حتى الرعب فقط لم يمكنهم من استعمال معظم اسلحتهم من جراء تلك المباغتة من الأماكن القريبة جداً ومن جميع الاتجاهات أيضاً وفي هجوم مكثف وسريع وخاطف، وفي حينه أبادوا الجيوش الفرنسية الغازية عن بكرة أبيها، وقتل قائدها الفرنسي الكولونيل (فلقنشو) وقدم المساليت أعداداً كبيرة من الشهداء، ولكنهم غنموا كثيراً جداً من الأسلحة الهائلة الكبيرة، وأيضاً غنموا عتاداً حربياً حديثاً وكبيراً.
المعركة الثانية: بين المساليت ودولة فرنسا العظمى أيضاً:
تبعت هذه المعركة معركة أخرى كبيرة متزامنة مع تلك المعركة الكبيرة التي اعتمدتها القوة الفرنسية في 9/11/1910م.
وبعد هذه الخسارة التي منيت بها الجيوش الفرنسية في المعركة الشهيرة (كِرِيْدِنْقْ) بأسبوعين تقريباً، فتحت هذه القوة جبهة جديدة جانبية لإضعاف جبهات جيوش المساليت والضغط عليها، إلا أن هذه القبيلة أعدت لكل الاحتمالات الممكنة حتى كسبوا هذه المعركة أيضاً بسحق القوة الفرنسية، بعد هذين المعركتين خاب كل آمال الفرنسيين من نصرهم على المساليت، وبالتالي رجعت بقية هذه القوة إلى مستعمراتها حتى خططوا خططاً جديدةً لهم لخوض معركة فاصلة وقاهرة ضد سلطنة دار المساليت، والسبب الرئيسي يترك الفرنسيين يقاتلون المساليت بهذه الشراسة والانتقام، هو أن منطقة دار المساليت وما جواورها على حسب الاتفاق الأوروبي في تقسيم القارة الإفريقية، حيث أن دار المساليت وقعت من ضمن نصيب النفوذ الفرنسية، لأجل ذلك نجد الأبراطورية الفرنسية كانت تحارب المساليت بشراسة شيدية حتى وصلت لدرجة الإنتقام من المساليت، في المقابل إن أنباء المساليت قاتلوا بأكثر سراشة حفاظاً على وطنهم الحبيب، (وحيب الوطن من الإيمان).
المعركة الثالثية: وهي الأخيرة والحاسمة
بين المساليت والفرنسيين في عام 1912م:
وقعت هذه المعركة الأخيرة والحاسمة بين المساليت والفرنسيين في عام 1912م، في شرق مدينة (الجنينة) أيضاً بمنطقة (دِرِجِيْلْ) الشهيرة، التي يتغنى بها شباب وحسنات المساليت على طول دار المساليت وعرضها، بل في كل مناطق المساليت المختلفة في مناسباتهم بأمجادها وأفضالها إلى يومنا هذا.
فقد كانت نتائج معركة (كِرِيْدِنْقْ ودُرُوْتِيْ لعامي 1910ـ 1911م) التي أبيد فيهما الجيش الفرنسي بأكمله حتى أمسك قائده ثم ذبح، فكان ذلك مخيباً لآمال الفرنسيين حيث استقبلها المجتمع الفرنسي الكثير من الإحباط والدهشة، لذا استعد الفرنسيون لمعركة ثائرة تأديبية ترد للمقاتل الفرنسي هيبته وتدخل الخوف والهلع في نفوس الأفارقة الذين لا يستحقون إلا الاسترقاق والاستعمار لكي لا يكون لديهم مرة أخرى أي تفكير ضد المستعمرين الأوروبيين في هذه القارة السوداء.
أما المساليت في المقابل رأوا أن الفرنسيين قصدوا خلعهم من ديارهم عنوة ومن ثم تشتيتهم في جميع أصقاع المنطقة ليصيروا مثالاً للذل والهوان وأخذهم عبيداً، وقد ينقلونهم إلى أوروبا وأمريكا، وحتى يكونوا عبرة للذين تسول لهم نفسهم لمنازلة المحارب الأوروبي، هكذا استعدت القوة الفرنسية لمعركة (دِرِجِيْلْ) الثائرة، استعداداً لم يتركوا وسيلة للدمار يومها إلا أن أحضروها لأنهم حسبوا هذه المعركة أنها سوف تكون الفاصلة النهائية.
وفي المقابل حسب أيضاً المساليت لذات المعركة حساباتها الخاصة، فجمع السلطان والقائد العظيم تاج الدين أبكر إسماعيل، سلطان عموم المساليت، جيوش أبناء المساليت قاموا بجمع من كل حدب وصوب، وكل من يستطيع لحمل السلاح وخوض هذه المعركة كما أنهم استفادوا طاقتهم من الأسلحة التي استولوا عليها من المعارك السالفة (كِرِيْدِنْق ودُرُوْتِيْ) وقيل أن السلطان المناضل قائد الجيش الشجاع سلطان عموم المساليت، قد رد على رسالة قائد الحملة الفرنسية الكولونيل (موذات) باللهجة التهكمية والإستفزازية برد جملة واحدة هي (انصرف أيها الكافر وإلا فإن أسود المساليت جوعى وعطشى للشهادة وهم الآن في انتظارك) فدارت المعركة حامية الوطيس وصارت سجالاً، وهذه المعركة كانت مختلفة تماماً كل الإختلاف من ساباقتها حتى قيل أنها استمرت لأيام عديدة، فكالعادة استطاعت جيوش المساليت أن تقضي على الحملة الفرنسية عن بكرة أبيها وقتلوا أيضاً قائدها المتقطرس (موذات) ذبحاً كالشاه بعد أسره.
يقول أجدادنا الذين حاربوا الاستعمار الفرنسي أنهم كانوا من ضمن الخطط التي أعدوها لهؤلاء الغزاة، (والحرب خدعة طبعاً)، حيث أنهم كانوا كلما يأسرون جنداً من جنود العدو يذبحونونه ثم يشوونه على النار كالشاة، ثم يتركون للسباع لكي تأكل هذه اللحوم تخويفاً لهم، ففزعت جيوش العدو بإعتبار أن المساليت يأكلون جنودهم واستدلوا بقول السلطان لقائدهم (فإن رجال المساليت جوعى وعطشى..الخ) فمن تبقى دخل فيهم الرعب والهلع ففروا هاربين خاسئين، ولكن في المقابل فقدت جيوش المساليت الآلاف من الشهداء وعلى رأيسهم سلطان وقائد عموم القبيلة.
فدفاعات وهجوم المضاد في أمام الفرنسيين وضعتهم يفكروا في فتح أكثر من جبهة في آن واحد لإضعاف وتشتيت قوات المساليت، حيث فتحوا جبهة (هَبِيلاَ كَنَارِيْ) في بجوار هذه الجبهة العريضة التي تقع بضعة كيلو مترات جنوب شرق جبهة (دِرِجِيْلْ) التي كانت تستعر حينئذٍ، إلا أن هذه الجبهة الجانبية أيضاً كانت وجدت دفاعاً عنيفاً من القوات الوطنية، لأن هذه القوات كانت تحسبت لمثل هذه الجبهة، ولم تتأثر في خططهم القتالية، بل بدأت مطاردات على الجيوش الفرسية في أدغال وغابات وصحاري ووديان دار المساليت إلى أن وصلت حدود دار (وداي) بداخل الأراضي التشادية الحالية.
القوة الفرنسية وبعد هذه المعارك الطاحنة الشرسة لم تجد من هذه المحاولة الاستعمارية، بل الإنتحارية، إلا النكسات والهزائم المتتالية، وفي المقابل أن إمتداد الأمبراطورية الإنجليزية قد وصلت في حينه تخوم (سلطنة علي دينار) سلطان عموم قبيلة الفور بمدينة (الفاشر) وكان من مصلحة الأمبراطورية الإنجليزية أن تجد قوة محلية توقف التمدد الفرنسي بالمنطقة.
وبعد مقتل السلطان (علي دينار زكريا) سلطان عموم الفور، في عام 1916م في يد الأمبراطورية الإنجليزية إبان الحملة الإنجليزية على السودان عموماً وعلى دارفور خصوصاً فرفض السلطان (علي دينار زكريا) أن يطاوعهم على خلع بيعة سلطان المسلمين بالدولة العثمانية في إسطمبول، وبعد حادثة مقتل هذا السلطان المناضل ببضع سنين أرسلت الإدارة الإجنليزية وفداً بالإشادة لسلطان بحر الدين أبكر إسماعيل، سلطان عموم دار المساليت بهذا النضال الجبار، وأنهم يقومون بمد يد الإخاء والتحالف بينهما وكما أنهم يقومون بالتوسط بين المساليت والفرنسيين لانهاء هذه الحرب، فبدأ السلطان الجديد/ بحر الدين ابكر إسماعيل، تأييده ولكن بشروط إدارة المساليت عليهم وعلى الفرنسيين.
اتفاقية (قُلاَنِيْ) يقصد بها بلغة المساليت
(خذها واحتفظ بها) التي تمت في عام 1920م
بعد هذه المعارك الوطنية الكبيرة والحاسمة المصيرية انصرف الاستعمار عن ديار المساليت، بل اتفقت الأمبراطورية الإنجليزية والفرنسية في رسم الحدود بين دار المساليت ـ السودان الحالي ـ والسوداني الفرنسي (دولة تشاد الحالية) واتفقت إدارة دار المساليت والإدارة الإنجليزية والفرنسية على أن تظل منطقة دار المساليت حرة مستقلة، بل محمية من الإدارة الإنجلزية والفرنسية، وأن يكون لمساليت مطلق الحرية في أن ينضموا إلى السودان الحالي أو السودان الفرنسي أو يبقون على الحياد، وبالتالي استطاع المساليت بشجاعتهم وفدائيتهم ونضالاتهم الجبارة النادرة ـ والتي أهملها التاريخ ـ وهم الذين اسطاعوا أن يوقفوا الزحف الفرنسي إلى السودان ويدمرون عدته وعتاده ويبيدون مقاتليه، وهو الأمر الذي جعل لهم عند كل المستعمرين والقبائل المجاورة لهم المهابة والإحترام والتبجيل.
هكذا تم توقيع اتفاقية المصالحة، وهي تلك الاتفاقية التي يسمونه المساليت باتفاقية (قُلاَنِيْ) والذي يقصد بها بلغة المساليت(خذها واحتفظ بها) التي تمت في عام 1920م، والتي بموجبها مددت قبيلة المساليت لديارهم وبكامل حريتهم، ولكنهم تنازلوا عن الجزء الغربي من دار المساليت للفرنسيين، والتي تقع الآن في دولة تشاد الشقيقة والذي فصل بموجب هذه الاتفاقية بمحافظة (أََدِرِيْ) الحالية التي ضمن حدود بين السودان وتشاد الآن، وهذا هو الذي حقن الدماء بين القوتين المتحاربتين آنذاك، وعلى أساسه اشترطت سلطنة دار المساليت على أن يعامل أبناء المساليت الذين وقعوا في الشطر الغربي بتشاد بنفس الاحترام والتقدير والتبجيل الذي يجدونه من الفرنسيين والإنجليز في دار المساليت.
وعندما توغلت الأمبراطورية الإنجليزية على جزء كبير من السودان حتى وصلوا إلى ديار سلطنة (الفور) عندها سلطنة (علي دينار) سلطان عموم الفور بالفاشر، وكانت الأمبراطورية الإنجليزية طامعة بإزالة هذه السلطنة بالقوة وبالتالي استعد سلطان (علي دينار) للحرب ضد الإنجليز دفاعاً عن سلطنته العتيقة، ولكن بعد معارك طاحنة سقطت هذه السلطنة (علي دينار) في عام 1916م، وبعد سقوط هذه السلطنة في يد الإنجليز، لم يدخل الإنجليز في سلطنة دار المساليت بنفس الطريقة والعقلية القتالية، بل درسوا جيداً تاريخ المساليت واستوعبوه تماماً ثم استحدثوا طريقة جديدة للتعامل مع قبيلة المساليت عن طريق السياسة العاطفية اللينة، والتي بموجبه أرسلت الأمبراطورية البريطانية إلى سلطان دار المساليت وفداً استطلاعياً في عام 1918م، لمعرفة رأي السلطان/ بحر الدين أبكرإسماعيل، خلف السلطان (تاج الدين إسماعيل عبد النبي) على أساس أن هذه الأمبراطورية ليست كالفرنسيين، بل أنها لا تريد من المساليت إلا الحلف بينهما فرحب سلطان دار المساليت بهذه الخطوة الحميمة، ثم في عام 1919م دخل الإنجليز في دار السلطان (بحر الدين ابكر إسماعيل) لأجل إبرام اتفاق معاهدة حلفي بينهما ووافق السلطان بشرط عدم التدخل في إدارة شئون دار المساليت، فوافق الإنجليز والفرنسيين بهذا الشرط، واشترطوا هم أيضاً على السلطان، على أن تظل منطقة دار المساليت منطقة محايدة تتعاون مع الإدارة الإنجليزية، وعندئذٍ كانت هذه الدول قد خرجت من الحرب العالمية الأولى واستنذفت قدراتها المادية والعسكرية معاً،ً وحتى على الأقل كانت غير مستعدة لخلق عدائيات لها بالمنطقة، بل كان الإنجليز يبحثون عن التحالفات القبلية القوية بالمنطقة حتى إذا ما نشبت حرب دولية أخرى أن تقف معها كل الحلفاء، فبموجب هذا الاتفاق مع الفرنسيين والحلف مع الإنجليز أصبحت سلطنة دار المساليت منطقة مستقلة ومحايدة ومحمية من قبل الإدارة الإنجليزية والفرنسية، إلى أن خرج الاستعمار من القارة الإفريقية نهائياً.
ووفقاً لهذا الحلف الثنائي فإن سلطنة دار المساليت تعد أول منطقة تطبق عليها الحكم الذاتي في السودان وهذه هي الحكمة السياسية التي تمتعت بها الإدارة الإنجليزية مع بعض الشعوب في المنطقة، بخلاف الإدارة الفرنسية التي كانت تستخدم القوة العسكرية ضد كل الشعوب لإخضاعها تحت إدارتها.
وكان نظام الإدارة الذاتية لدار المساليت كانت تشابه نظام الإدارة الذاتية في مملكة يوغندا التي وقعت تحت الإنتداب البريطاني آنذاك، لأن هذه الإدارة رأت أن تطبق فلسفة الحكم الغير مباشر على بعض المناطق التي تقاوم الاستعمار ما إن نجحت هذه الفلسفة الجديدة سوف تطبق في أماكن أخرى من المستعمرات الإنجليزية في السودان وغيرها، وعندما نجحت بالفعل هذه الفكرة تم الترويج لها، من نيجيريا والهند حتى المحميات التسعة في الخليج، وهي البحرين وقطر والإمارات السبعة التي نشأت مأخراً دولة الإمارات العربية المتحدة.
لأجل هذه النظرية تجنبت الإدارة الإنجليزية أن تكون لديها وجود ملحوظ داخل (الجنينة) وهي العاصمة الجديدة لدار المساليت بدلاً من العاصمة القديمة (دِرِجِيْلْ) ومن ثم أسست الإدارة الإنجليزية حامية عسكرية عند دخولهم في دار المساليت من الناحية الشرقية عندها مدينة (كريدنك) شرق الجنينة بـ (100) متر تقريباً، في عام 1919م، ثم بعد سنتين تقريباً، وبالتحديد في سنة 1921م وبعد أخذ الموافقة من سلطان بحر الدين أبكر إسماعيل، سلطان عموم دار المساليت، انتقلت الإدارة الإنجليزية إلى داخل المنطقة بـ (أردمتا) شمال شرق مدينة (الجنينة) فظلت تلك القاعدة حتى جلاء الجيش البريطاني، فاعتمدت الإدارة الإنجليزية على الإدارة المحلية إعتماداً اساسياً بداخل مدينة (الجنينة) في يد سلطان عموم دار المساليت، وهذا عند حكم الإنجليز لدارفور.
ثورة الإمام والقائد المناضل (عبد الله السحيني):
قامت الأمبراطورية البريطانية باستعمار معظم الجزء الغربي من السودان بعدما احتلت السودان النيلي، حتى أن وصلت إلى تخوم سلطنة (علي دينار) ثم احتلتها بعد معارك ضارية واستشهاد السلطان علي دينار دفاعاً عن سلطنته، ثم اتجهت الاحتلال الإنجليزي نحو جنوب دارفور لمزيد من المكاسب، فقام القائد المناضل (السحيني) في جنوب دارفور، وهذا القائد من قيادات أبناء المساليت وكان متحمساً جداً للمقاومة الوطنية ضد الإنجليز، حيث جمع أبناء من قبيلته وعشيرته من المساليت من منطقة (القريضة وجوغانة) وما جاورهما التي تتبع إدارة قبيلته، ثم طرح لملك المساليت بهذه المنطقة فمن جهتهم أبدوا إرتياحهم بهذا الطرح، وبالتالي وجد عندهم الاستعداد الكافي بالدعم للمجهود الحربي ضد الإنجليز، لأنهم كانوا يعلمون بأن أهلهم في دار المساليت ـ بالجنينة ـ يقاومون الفرنسيين الغزاة أيضاً، كما أن سلطان علي دينار يقاوم الإنجليز بدار سلطنته، فما كان له أي سبيل إلا أن يتضامن معهم بالنضال الوطني الحر، ثم شكل نموذجاً من جيشه ثم توجه إلى بقية القبائل بالمنطقة، إلى أن تكون لديه جيش مقدر مناضل من شتى قبائل المنطقة وبدأت المعارك عنيفة مع الإنجليز بأسلحة بدائية جداً من حراب (رماح) وسفاريك وعصي وغيرها من الأدوات مخصصة للنضال، إلا أن ثورة الشيخ (السحيني) إرتجالية ولم تكن لديهم الإستعداد الكافي، ومع ذلك استطاعوا في النهاية أن يهزموا الأمبراطورية الإنجليزية في مواقع عديدة بالمنطقة وإلى أن سقط مركزهم الرئيسي بـ (نيالا) وسيطروا عليه سيطرة تامة لفترة طويلة، ولكن بسبب عدم التكافؤ في العتاد الحربي والإمدادات الكبيرة التي تتلقاها القوة الإنجليزية في الفترات الوجيزة وبالإستمرار في ذلك الوقت، والظروف العصيبة الذي عاشه هذا المناضل مع رجاله استطاع الإنجليز في النهاية السيطرة عليه بعد أن أبلى هؤلاء المناضلين الشرفاء بلاءً حسناً، بالتأكيد إن المساليت ومناضليهم القدماء من ابناء القبائل التي شاركت معهم في تلك الحروب البركانية معلومات قيمة وثمينة عن تلك النضالات منذ إندلاعها وحتى استشهاد قاداتها في مسارح المعارك على يد الغزاء الفرنسيين والإنجليز، وياليت لنا أن تسجل وتدون كل تلك التواريخ والأخبار مع قصصهم المثيرة لتوثيقها ونشرها كجزء من عمل الوطن، بل حتى تكون تلك الفصول جزءاً من الأعياد الوطنية يحتفل بها في حسب مناسباتها الوطنية، حتى تكون النضالات القبلية الأخرى إضافة حقيقية للسودان الجديد الذي يستوعب كل السودان والسودانيين مع اختلاف أعراقهم ودياناتهم مع اختلاف ديارهم المتباينة.
نظام الإدارة في سلطنة دارالمساليت:
لقبيلة المساليت نظام إداري دقيق ومحكم يربط أبناء القبيلة برباط موثق لا يهمل فيها فرداً واحداً وسط قبيلتهم، حيث يتكون الشكل الإداري الهرمي من السلطان الذي يعتبر القمة الهرمية الإدارية الأعلى ، ثم يليه في المرتبة التالية الفرش (أي العمد) ثم الدمالج ثم الشيوخ ثم الخلفاء، حيث نجد بدار المساليت تحت سلطنة (سعد عبد الرحمن بحر الدين) (60) (فِرْشَةً أو عمدة)، وهكذا يتكون النظام الإداري في دار المساليت في مرتكزات القبيلة المختلفة في السودان وفي الجارة (تشاد)، أما في السودان هناك أماكن أخرى تتمركز فيها القبيلةبخلاف مركز المساليت الأصلي، منها (الجنينة) في يد إدارة السلطان (سعد عبد الرحمن بحر الدين) وفي (القِرِيْضَةَ) في يد إدارة الملك (محمد يعقوب) وفي (جُوْغَانَةَ) في يد إدارة السلطان (عبد الرحمن بخيت) الحاليين.
ويتواجد المساليت بإداراتهم الأهلية في منطقة (أُمْ دُخُنْ) و(تِيْسِيْ) و(أَمْ دَافُوْقَ) و(طُوَالَ) و(أُمْ تِكِيْنَةَ) بجنوب وغرب دارفور.
وهناك إدارة أهلية كبيرة أخرى تتبع لقبيلة المساليت بإقليم شرق السودان بدأً من محافظة القضارف حتى جنوب وشرق هذا الإقليم متاخمة مع الحدود الإثيوبية الإريترية، وهي تقل عن إدارة (الجنينة) ويقدر سكانها بأكثر من مليونين نسمة، وكما يتواجد المساليت في مدينة (سِنَّارَ والدَّمَازِيْنَ وكُوْسْتِيْ) بإقليم الأوسط (الجزيرة)، وجنوب كردفان (جبال النوبة) ويتواجد المساليت بكثافة شديدة جداً في مدينة أمدرمان والخرطوم بحري والخرطوم و (جزيرة أبا) ، الذين غالبيتهم من ضمن الذين ناضلوا في الثورة المهدية في القرن التاسع عشر، ولقبية المساليت وجود مقدر بدولة تشاد الشقيقة ولم تختلف عاداتهم وتقاليدهم وإدارة منطقتهم عن ما يمارسونه في السودان في أماكنهم المختلفة.
ولقبيلة المساليت قد انتظمت في إدارة ديارها بدار المساليت قبل أن ينتشروا في أماكن أخرى، لقد أكدت لنا مخطوطات تاريخية بأن هذه القبيلة شاركت أيضاً في كثير من الأعمال النضالية في بقاع مختلفة من المنطقة قبل دخولهم الحروب مع الفرنسيين في القرن التاسع عشر، وتلك هي بدأً من الأندلس والمغرب العربي ودولة الكانم والبرنو والبرقو والدولة المهدية على حسب تواريخ حروب القارة الإفريقية المختلفة، ثم استقر بهم الحال عن طريق الهجرات الداخلية في أماكنهم الجديدة الحالية بدلاً عن مركزهم الأصلي بدار المساليت (الجنينة) بفترات متفاوتة وذلك طلباً للفرص الأفضل والاستقرار السياسي. ونحن هنا نوضح تسلسل سلاطين المساليت في تاريخهم الحديث حتى الآن على الترتيب التالي:
1- السلطان/ هجام حسب الله 1874-1883م
2- السلطان/ إسماعيل عبد الله 1883- 1888م
3- السلطان/ أبكر إسماعيل عبد النبي 1888-1905م
4- السلطان/ تاج الدين إسماعيل عبد النبي 1905- 1910م
5- السلطان/ بحر الدين ابكر إسماعيل 1910-1951م
6- السلطان/ عبد الرحمن بحر الدين ابكر 1951-1998م
7- السلطان/ سعد عبد الرحمن بحر الدين 1999م حتى الآن
نشاطهم الاجتماعي والاقتصادي:
تعتبر تكاليف الزواج عند قبيلة المساليت من ايسر التكاليف واقلها، فزواجهم مبني على أسس الكتاب والسنة، وعلى مذهب الإمام مالك رضي الله عنه، والقبيلة تشجع أمر الزواج لأفرادها، ومقدم على الزواج يجد العون من كل افراد الأسرة، ولكنهم يحبذون زواج داخل الأقارب، وإذا جاء شحص من خارج الأسرة لا يرفضونه على الإطلاق ولكنه قد يخضع للمنافسة الشريفة مع شخص آخر يطلب نفس البنت التي هو طلبها، ولكن هذه القبيلة تشدد في فحص عن الشخص الذي يريد أن يتقرب إليه ويصاهرهم، من سلسلة أصوله (أبويه) وفروعه أيضاً أخلاقياً أوأدبياً ودينياً، كما لا يباطئون في الزواج على الإطلاق في شخص الذي يطلب الزواج من أسرة البنت وهو شيخ ديني (فقيه) وخاصة حفظة القرآن الكريم، وإذا ما عاشروا شخصاً ما، حتى ولو هو من خارج القبيلة وعرفوا أن أخلاقه طيبة وطلب يد المصاهرة، سرعان ما يلبون طلبه، ولا يرون أن الجانب المالي عائق بينهم، المهم يمتاز الشخص أدبياً أوأخلاقياً ودينياً، وهو العمل بقاعدة (إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم..) صد الله العظيم.
وكذلك ميسر بينهم في أمر الديات إذا حدثت شجار أو خطأ الذي إن أدى إلى وفاة فرد منهم، حيث يرفع إلى أعيان القبيلة يسمونهم (الأًجَاوِيْدُ) وهم يقررون بالأعراف المتفق عليها، وإلا تعرض الأشكالية إذا تجاوزت قدرات هؤلاء الأعيان إلى شيخ البلد الذي له الحق أن يفرض بعض العقوبات والغرامات للذي تجاز عرف الإدارة المحلية، وإن استعصت الأمور ترفع إلى الفرشة وإذا لم يستطع الفرشة حل القضية المعروضة عليه يقوم هو والفرشة والشيخ معاً برفع التقرير إلى السلطان، سلطان عموم دار المساليت بالجنينة، وهذه الدرجات كلها تعتبر محاكم أهلية عرفية بحتة توارثت إدارة دار المساليت.
وبهذه الإدارة المحكمة الشفافة، لا تكاد تجد بين المساليت إشكالية (الثأر) أبداً كما يحدث في بعض القبائل بالمنطقة، وهذا راجع لتشبع أفراد القبيلة بعاداتها وتعقاليدها السمحة.
والمساليت مزارعين (فلاحين) من الطراز الأول، وهم مستقرون في ديارهم الثابتة وكل أراضي دار المساليت خصبة يزرعون الذرة الرفيعة (الدُّخُنْ والمَارِيْكْ) والسمسم والفول السوداني والبامية والطماطم والشطة والكَرْكَدِيْهْ وكثير من المحصولات الزراعية والنقدية، كما أنهم خبراء في تلقيح أشجار الفواكه، من المانجو والجوافة والبرتقال والفافاي وغيرها من الفواكه الموسمية، فأراضيهم ومناخهم شديدة الخصوبة لأن مناخهم وحالة طقسم المعتدل يساعدهم على ذلك، لأجل ذلك يزرعون أراضيهم عن طريق الزراعة المطرية وقليل من الزراعة المروية، على شواطئ ومسايل وديانهم الموسيمية المتعددة، وذلك بالطرق البدائية المتخلفة، لأن كل الحكومات التي مرت بالبلاد تجاهلت حقوقهم تماماً ولم توجه في كيفية تطوير العمل الزراعي والصناعي.
والمساليت أيضاً يمتهنون حرفة الرعي لأنهم يربون المواشي الأليفة المختلفة ومن كل أنواعها، من الأغنام والأبقار والجمال والخيول والحميروغير ذلك، ولكن بالطرق البدائية التي ورثوها من أجدادهم السابقين، إلا أن كل الحكومات التي تعاقبت على البلاد منذ الاستقلال إلى الآن تعمدت في تجاهل تطوير البنية التحية في مناطق المساليت المختلفة، ونحن كغيرنا من أبناء المناطق المهمشة في السودان ذقنا التهميش في كل شيء، في التعليم والصحة والطرق والكباري وفي التمثيل العادل في السلطة والثروة، لأجل ذلك المساليت الآن رفعوا السلاح ضد توجهات الحاكمين في المركز طلباً لحقوقهم المشروعة.
أفراح المساليت في حياتهم الاجتماعية:
أبناء قبيلة المساليت لهم أفراحاً متميزةً جداً كمثيلاتهم من قبائل المنطقة حيث لهم أفراحهم الخاصة، في العرس والطهور، حيث يشهدون الكثير من الالعاب الشعبية، كـ (النُّقَّارَةِ والدِّنْقِرْ والكُرُمْ وأَنْجِلِيْلاَ) وغيرها، والمساليت مشهورون بالمشاركة والمساهمة الجماعية في كل شئون حياة العون كالنفير والقنص. وفي الأفراح والأكره على حد سواء.
ولهم عادة جميلة أخرى، حيث أن القرويين بالذات يخصصون يوماً أو أكثر من كل أسبوع للقنص في الحيوانات البرية كالغزلان والدجاج البري والوز والتيتل (البقري الوحشي) وغيرها من الحوانات البرية، كما يقومون بصيد الأسماك في البحيرات والمستنقعات المائية في بلادهم، كما أنهم يقومون بتطعير بعض الغابات من الوحوش المفترسة، سواء كانت تفترس البشر أو بهائمهم الأليفة، وهم يتمتعون جداً عندما يقومون بمثل هذه الأنشطة الحية ويعتبرونها من باب المبارزات وتجارب القدرات الشخصية بين الأفراد، بل هذا يعتبر من باب الرياضة والفروسية.
وأدواتهم القتالية الموروثة، هي (السَّفْرُوْكْ) وجمعه (السفاريك) (والحراب والكوكاب) وهو معمول من الحديد الصلب، وهناك آلة أخرى تسمى بـ (كرباج) يصنع من الحديد الصلب أيضاً وله رأسيين كـ (السَّفْرُوْكْ) ، ولكنه حاد كالسيف، وهناك أشكال وأنواع أخرى من الآلات الحربية لم نذكرها هنا، فإذا استهدف بآلة من هذه الآلات حيواناً أو حتى إنساناً لا يمكن أن يفلت منها، لأن السرعة الفائقة تداهمه، وإذا صادف المستهدف يقضي عليه تماماً.
والمساليت مشهورون وبارعون جداً في استخدام آلة السفروك من حيث الصناعة والرماية، وإذا رمى الفارس المتخصص قد يتجاوز (500) متر أفقياً،أما رمي (الحربة) أو (الكُوْكَابْ) من الفارس المتخصص أيضاً رأسياً أو أفقياً قد يتجاوز مسافة الـ (150-200) متر، وبسرعة فائقة جداً.
ولنا لقاء آخر إن شاء الله في (لمحات عن قبيلة المساليت) (كَامَسَرَا)
النضال سيستمر بين كل من أنباء المناطق المهمشة
أمين حسن عبد الله . القاهرة في 8/7/2004م
E-mail:[email protected]
| |

|
|
|
|
|
|
Re: حوار ودي مع الأستاذ بريمة وآخرين عن تاريخ (Re: عبد الصمد محمد)
|
قبيلة الزغاوة
قبيلة الزغاوة هي قبيلة أو جماعة عرقية أفريقية، تعيش في المنطقة ما بين شرق تشاد وغرب السودان، بما فيها منطقة دارفور السودانية.
أصل قبيلة الزغاوة: إختلف المؤرخون حول أصل الزغاوة فقد ذهب البعض الى أن الزغاوة يلتقون مع البرنو في ان كليهما ينحدر من العرب العاربة عرب الجنوب وأنهم حمريون. ثم كانوا من ضمن هجرات العرب الأولى قبل الإسلام بقرون ثم اختلطوا بقدماء المصريين ثم النيليين. ثم ظعنوا الى حوض بحيرة تشاد وخلال الترحال والتداخل والتعايش التقوا بأقوام وعناصر بشرية كثيرة ومختلفة قتزاوجوا وتصاهروا حتى ضاع لسان كثير منهم فصاروا رطانة ، وذهب آخرون الى أن الزغاوة برابرة حاميون وعندما جاء الإسلام كانوا أول من اعتنقه وأبلوا بلاءً حسناً في الدفاع عنه وحمل رسالته لكثير من الشعوب العربية.[1] وذهب بعضهم الى أن الزغاوة هم الشعب الليبي القديم واتصلوا عن طريق البحر الأبيض المتوسط بالحضارات القديمة كالفينقية والمصرية والنوبية. مملكة كانم مقالة مفصلة: امبراطورية كانم وردت الإشارة لاسم الزغاوة ومملكتهم في كتابات المؤرخين من علماء التاريخ والجغرافيا عند تناولهم تاريخ الممالك في تلك الحقبة، ويعتبر اليعقوبي أول من أشار إلى مملكة الزغاوة وذلك في القرن 3هـ/ 9م، أثناء حديثه عن الكانم، حيث قال: "أما السودان الذين غربوا وسلكوا نحو المغرب، فإنهم قطعوا البلاد فصارت لهم عدة ممالك، فأول ممالكهم الزغاوة، وهم النازلون بالوضع الذي يقال له كانم، ومنازلهم أخصاص القصب، وليسوا بأصحاب مدن، ويسمى ملكهم كاكره. ومن الزغاوة صنف يقال له الحوضيون ولهم ملك من الزغاوة".[2] وعرفت مملكة الزغاوة أيضا بمملكة كانم، وهو المكان الذي يعيش فيه الزغاوة، وكانم تعني في لغة القرعان (الجنوب) أي أن كانم تقع إلى الجنوب من بلاد القرعان. ويقول ياقوت الحموي: وكان في القرن 9م يقصد بها أي كانم، المنطقة المحيطة ببحيرة تشاد، وامتدت حدود مملكة الزغاوة في كانم لتضم إليها بلما، كاوار ولتصل حتى زويلا، في فزان في الشمال، أما في الشرق فكانت حدودها تحاذي بلاد النوبة. ويقول المسعودي: مملكة الزغاوة واسعة وكبيرة يقع جزء منها قبالة النيل. والزغاوة في حرب مع النوبة. ووصفهم المهلبي في القرن 4هـ/ 10م كمملكة واسعة تمتد من بحيرة تشاد وحدود النوبة. ويقول ياقوت الحموي في معجم البلدان: أن الزغاوة جنس من السودان والنسبة إليهم "زغاوي" ونقل ياقوت الحموي عن المهلبي: مملكة الزغاوة مملكة عظيمة من ممالك السودان في حد المشرق، منها النوبة الذين بأعلى صعيد مصر، بينهم مسيرة عشرة أيام، وطول بلادهم خمس عشرة مرحلة في مثلها، في عمارة متصلة وبيوتهم جصوص كلها وكذلك قصر ملكهم. وأن ملكهم يشرب الشراب بحضرة خاصة أصحابه وشرابه يعمل من الذرة مقوي بالعسل وزيه لبس سراويلات من صفوف رقيق والاتشاح عليها بالثياب الرقيقة من الصوف، الأسماط، والخز السوسى والديباج الرفيع ويده مطلقة على رعاياه، ويسترق من شاء منهم ـ أمواله: المواشي من الغنم والبقر والجمال والخيل: وزروع بلدهم: أكثرها الذرة واللوبيا ثم القمح ....الخ، وهم أمم كثيرة يمارسون حرفتي الرعي والزراعة ويألفون الصحاري والجبال ويشربون الألبان وعيشهم من اللحوم الطرية ويسترون عوراتهم بالجلود المدبوغة من الإبل والبقر. ويقول الدكتور/ إبراهيم علي طرخان في كتابه إمبراطورية البرنو الإسلامية، أن تاريخ المحقق لظهور مملكة كانم يرجع إلى حوالي القرن الثامن الميلادي ثم نمت واتسعت خلال القرنين التاسع والعاشر الميلادي وتنسب الحكومة الأولى في إقليم كانم إلى قبائل الزغاوة، ففي الوقت الذي كانت فيه قبائل لمطه البربرية تؤسس لنفسها في بلاد صنغي، وكان زاكاسي الصنغي يقيم عاصمة في گاو على النيجر، وكانت دول الهوسا تمارس نشاطها وأعمالها وحياتها البدائية قيما هو نيجريا الشمالية الحالية، كانت هنالك قبيلة بدوية من الجنس الحامي، قريبة الشبه بالقبائل الطوارق الملثمين، تفتك بالمزارعين المستقرين حول بحيرة تشاد تلك هي قبيلة الزغاوة. ولم تلبس زغاوة أن بسطت سلطتها ونفوذها على منطقة تشاد، وكون الزغاوة طبقة حاكمة ارستقراطية، شمل نفوذهم مساحات كبيرة خلال القرنين السابع والثامن الميلادي، بحيث امتد هذا النفوذ من دارفور شرقا إلى تشاد وكاوار غربا. وكانت منطقة كاوار يومئذ ضمن الأقاليم الخاضعة لسلطان ملك الزغاوة، ويقوم في كاوار يومئذ مملكة الصو أو مملكة العمالقة التي تخضع لنفوذ الزغاوة، كذلك سادت حكومة الزغاوة على أقاليم واداي وعلى قبائل النوبة المجاورة لها من جهة الشرق. يشير المهلبي إلى أن للزغاوة مدينتين يقال لأحدهما مانان والأخرى ترازكي ومن مدنهم التي أشار إليها الإدريسي شاما، تاجوه وسمنة التي تقع إلى الجنوب من الحدود المصرية وتبعد عن مدينة تاجوه بست مراحل أي ست أيام مشيا على الأقدام. وحدد ابن سعيد موقع بعض هذه المدن فذكر أن تاجوه تبعد عن دنقلا نحو 100 ميل وأن مدينة زغاوة تقع جنوبي تاجوه، أما العاصمة فقد انتقلت من مانان إلى نجيمي أو أنجيمي بعد أن تحول ملوك كانم من الوثنية للإسلام، وأنها تقع في جنوب شرق مانان. ويقول الدكتور عثمان عبد الجبار في كتاب تاريخ الزغاوة في السودان وتشاد حول أسباب هجرة الزغاوة إلى كانم،أن الزغاوة كانوا في حرب مع النوبة فهاجروا إلى المنطقة المحيطة لبحيرة تشاد التي تميزت بكثافة سكانية عالية ولخصوبة أراضيها وكميات الأمطار الجيدة فيها، وجاء الزغاوة إلى هذه المنطقة للبحث عن مراعي أفضل ولممارسة السيادة على سكانها الذين كانوا بلا حكومة مركزية. فضلا عن التحكم في مصادر الرقيق والثروات الأخرى مثل سن الفيل التي تجلب الرفاهية والازدهار، كما أن كاوار وعاصمتها بلما كانت مصدراً من مصادر الملح في السودان الأوسط واحتلت موقعا تجارياً ممتازاً، فكانت معبرا هاما للقوافل القادمة من ولايات الهوسا والسودان الغربي عبر حوض بحيرة تشاد في طريقها إلى الشمال والتي تحمل البضائع إلى فزان والبلدان المطلة على البحر الأبيض المتوسط، وعليه من المحتمل جدا أن الأهداف الاقتصادية قد لعبت دورا في قيام نظام حكم الزغاوة في كانم. أما ابن سعيد فيقول بأن الزغاوة ربما هربوا من النيل لأسباب بيئية، تمثلت في زيادة البعوض. ويقول اسحق بن حسين في كتابه، آكام المرجان في ذكر المعادن المشهورة في كل مكان في سنة 950م: وأرض النوبة حار جدا، مع مطر قليل وأنهار قليلة. وأكد الإدريسي هذا التدهور البيئي وازدياده قائلا: وليس في مدينة بولاق مطر، ولا يقع فيها غيث البتة، وكذلك سائر بلاد السودان: من النوبة، والحبشة والكانميين والزغاويين، وغيرهم من الأمم، لا يمطرون، ولا لهم من والله رحمة، ولا غياث، إلا فيض النيل وعليه يعولون في زراعة أرزاقهم. ويقول الإدريسي إن العاملين الاقتصادي والسياسي من أهم العوامل التي عملت على جذب الزغاوة إلى كانم، وبعد استيلاء الزغاوة على كانم وضعوا الدعائم الأولى لإمبراطورية كانم-برنو في حوالي القرن الثامن الميلادي، ولم تسقط إلا بيد مغامرين آخرين جاءوا من الشرق أيضا بقيادة رابح فضل الله سنة 1893 حيث عملت سلطتهم المركزية على دمج مجموعات السكان المختلفة في بعضها ببعض، مما أدى إلى ظهور قوميتي الكانمبو والكانوري فيما بعد. اشتهرت الزغاوة بمساهمتها الفعالة في إدخال صناعة المعادن في بلاد السودان الأوسط. ويوجد في بلاد الهوسا وما جاورها في دندي وبورجو أو بركو طبقة من السكان تعمل في صناعة المعادن والجلود. حكومة الماغوميين ويقول إبراهيم على طرخان: وحوالي مطلع القرن التاسع عشر، قامت أسرة حاكمة جديدة في كانم، تسلمت مقالد الأمور بعد حكومة الزغاوة السابقة وهذه الحكومة الجديدة هي حكومة الماغوميين من البربر البيض وهؤلاء من أبناء عمومة الطوارق وظلت تحكم إمبراطورية البرنو حتى قضت عليها الفولانيون خلال القرن التاسع عشر الميلادي، ولقد أشار الماغوميون في وثائقهم وسجلاتهم إلى أسلافهم الزغاوة باسم الكيين ومعنى هذه التسمية في لغة مروي: الأشراف أو النبلاء، وفي لغة الكانوري أطلقت هذه التسمية لتعني الطبقة الحاكمة في برنو. وبعد قيام أسرة الماغومي في مطلع القرن التاسع الميلادي بقي الزغاوة يسيطرون على منطقة كبيرة في جنوب كانم وحول بحيرة فتري وعاصمتهم مدينة سامينا أو ساميا قرب بحيرة فتري ،وعرفت هذه العاصمة كذلك باسم تاجوه أو داجو ومن مدن الزغاوة المشهورة في ذلك الوقت مدينة شبينا أو شيبن في وادي بوثا في ،وكانت لهذه المدينة حاكم مستقل خاضع لحكومة الزغاوة. ليس هنالك معلومات دقيقة عن ملوك الزغاوة وحتى عن أسمائهم سوى ما ذكره اليعقوبي حين قال: " ويقال لملكهم كاكره، ربما كان هذا لقب وليس اسما مثلما أشار اليعقوبي بقايا مملكة الزغاوة حول بحيرة فتري باسم الحوضيين أي المقيمين حول بحيرة فتري. وفي مطلع حكم الأسرة الماغومية، كان يشار إلى ملك الزغاوة في سامينا (ملك سامينا) وكان من القوة والبطش بحيث لم يستطع الماغوميون من كانم أن يواجهوه في حرب صريحة، والدليل على ذلك ،أن ملك السادس في سلسلة الملوك الماغوميين، وهو كاتوري كان يحكم عام 900م اضطر إلى إقامة علاقة ودية مع ملك الزغاوة الحوضيين أي المقيمين حول بحيرة فتري ،فصاهره بأن تزوج من ابنته الملقبة بــ"تومايو"، ومعنى هذا اللقب "أميره" ويقابله عند الماغوميين "توميرام" أو ميرام أي أن الزواج السياسي كان من بين جوانب العلاقة بين سادة كانم في الشمال وسادة فتري في الجنوب حسب رواية بلمر في كتابه the Bornu Sahara. وتذكر سجلات من ديوان سلاطين برنو أن بيرام أو Biram أوBrem ابن سيف أي إبراهيم بن سيف خلف أباه في حكم برنو وقالت إن أم إبراهيم بن سيف هذا من الزغاوة أو من التوماغوري ثم ولى من بعده دجو أو دوكو وأمه من الزغاوة ومنحته الأساطير البرنو لقب "ماي" والماي عند البرنو هو الملك. وتشير أغلب الوثائق والمخطوطات والمراجع والمصادر التاريخية التي تناولت تاريخ السلالات البشرية في القارة الإفريقية أن مملكة الزغاوة مملكة قديمة وظلت عريقة ومزدهرة لفترة من الزمن، إلا أنها أخذت تضعف تدريجيا مع نهاية القرن العاشر الميلادي حيث حلت محلها مملكة الكانم ،وذلك بعد تعرض مملكة الزغاوة للضغط من الكانم ومن هجرات الطوارق أوالملثمين والقرعان من شمال إفريقيا وقيام مملكة البلالا ،فضلا عن العوامل المناخية والتحولات الديمغرافية وتعرض مملكة الزغاوة من الناحية الشرقية لضغوطات النوبة وأسباب بيئية مثل زيادة البعوض والجفاف والتصحر، ليتركز الزغاوة بعدها في الجزء الشمالي الغربي من دارفور والأجزاء الشمالية الشرقية من تشاد في بداية القرن الثاني عشر الميلادي، وهو ما نسميه اليوم بدار الزغاوة أو (بري بيه) التي تقع بين خطي عرض 15ـ 18 شمالا وخطي طول 21ـ 25 شرقا في مساحة تقدر بـ 40000 كيلو متر مربع. وتحدها من الغرب البرقو (وداي) في بلتن وأبشه ومن الشمال الغربي دار القرعان في (تبستي، بوركو، فادا، فيالارجو) ومن الشمال الصحراء الممتدة حتى الحدود الليبية والمصرية ومن الجنوبي الغربي دار التاما في قريضة والداجو في قوز بيضة ومن الجنوب دار القمر ودار المساليت دار البني حسين ومن الجنوبي الشرقي قبيلة الفور ومن الشرق كتم ومليط ودارالميدوب. تقسيم الزغاوة ومع ترسيم الحدود الإدارية بين المستعمرات البريطانية والفرنسية وفقا لبروتوكول العاشر من يناير لعام 1924م والتي أصبحت بموجبه إفريقيا الاستوائية (تشاد وإفريقيا الوسطى) من نصيب فرنسا وأصبح السودان من نصيب بريطانيا،وفي هذا البروتوكول اتفق الطرفان ـ أي البريطانيين والفرنسيين على أن تكون كل الزغاوة توبا (البديات) في الجانب الفرنسي أي تشاد وحاضرتهم بردباء، وكل الزغاوة (الوقي) في الجزء البريطاني أي السودان، وتقسيم الزغاوة الكوبرا(الكوبي) إلى قسمين بعضهم في الجانب الفرنسي أي تشاد وحاضرتهم هريبا وبعضهم في الجانب البريطاني أي السودان وحواضرهم الطينة وطندباي. فأصبحت بذلك جزء من القبيلة في الجانب الفرنسي فأصبحوا تشاديين والباقي في الجزء البريطاني فأصبحوا سودانيين، وفي حالة تتبع الحدود لوادي أو تقطع بخيرة أو رهد نص البروتوكول على احتفاظ حقوق السقاية للسكان على الجانبين. ولكن هذا التقسيم عند الزغاوة تقسيم صوري وإداري أكثر منه اجتماعي ،فالقبيلة هي نفسها والعشائر والبطون هي ذاتها وكذلك اللغة وعليه فهم لا يؤمنون بهذا التقسيم بقدر ما يؤمنون بخريطة دار الزغاوة التي سبقت حدود البريطانيين والفرنسيين ومستعمراتهم والقرارات الإدارية الأخرى. فعلى الرغم من أن الزغاوة أمم كثيرة ونتاج اختلاط مجموعات عرقية متعددة مع القبيلة الأصلية صاحبة اللغة إلا أن وجود أواصر القربى التي تربط أفراد القبيلة وعلاقة الدم جعل المحافظة على كيان القبيلة ولغتها وشرفها وعاداتها وتقاليدها وموروثاتها الاجتماعية مسؤولية جماعية عند قبيلة الزغاوة. وسر بقاء الإنسان في دار الزغاوة يروي لك قصة الإنسان وارتباطه بالأرض. إن موقع دار الزغاوة الجغرافي وطبيعة البيئة الصحراوية الجافة بمواردها القليلة جعلتها معزولة بعض الشيئ، فأصبحت دار الزغاوة بعيدة عن مصادر الإشعاع ومنارات التمدن في الماضي، كما أن هذه البيئة فرضت على الزغاوة سلوكا ونهجا معينا في الحياة، فكيفوا حياتهم مع البيئة واعتمدوا على قدراتهم الذاتية في بناء وتشكيل شخصيتهم العامة، وذلك بتطوير قدراتهم الداخلية وإخضاع المؤثرات البيئية لظروفهم من خلال قوة تحملهم للجوع والعطش والبرد، وعلو الهمة وحب التطلع إلى الأفضل والأحسن وإصرارهم على الانتصار في جميع مناحي الحياة (العلمية، الاقتصادية، السياسية، الاجتماعية،الثقافية). الحداحيد ذهب مؤرخون آخرون الى أن الزغاوة القدماء لم تبقى منهم إلا فئة قليلة جداً هم (الحداحيد) والذين يعيشون اليوم في وسط مجتمع الزغاوة الحديث حالة شبه معزولة بصورة أشبه بتلك الحياة التي كان يعيشها الهنود الحمر إبان الفتح الأوربي للأمريكتين أو كما صار يعيش سكان أستراليا القدماء عندما دخلها كابتن كوك 1770 فانزوا في الاصقاع والأحراش القصية من القارة الاسترالية. فالحداحيد معزولون حتى اليوم عن حياة مجتمع الزغاوة فهم لا يزاوجون معهم ولا يشاركون الزغاوة في حياتهم السياسية والاجتماعية ويتحدثون أحياناً بلهجتهم القديمة فلا يسطيع الزغاوي في كثير من الأحيان الى ما ماذا يرمي الحداحيد فيما دار امامهم من حديث وهناك طرائف كثيرة تحكى عن الحداحيد مع مجمتع الزغاوة اليوم. عمواماً فإن الآراء حول أصل الزغاوة كثيرة ولكن المعمرين منهم والوثائق والمخطوطات القديمة لديهم تدل أنهم ينحدرون من أصل العرب العاربة والزغاوة في واقع الحال هم عبارة عن تجميع لقوميات عديدة استطاعات بالتزاوج والتداخل والاختلاط والتعايش عبر القرون الطويلة ان يكونا هذه القبيلة التي تعتبر من قبائل السودان الكبيرة ولعبت دوراً هاماً في تاريخ المنطقة كلها. فروع الزغاوة الرئيسية يطلق الزغاوة كلمة (بري) على أنفسهم وهي كلمة تعني الزغاوة ثم يقسمون البـِري الى ثلاثة أقسام كبيرة هي: الويقي: ولهم سبعة فروع رئيسية: التوار، الأرتاح، القلا، النيقير، أولاد دقيل، الكجمر، الكايتنقا. التوباء: وهم البديات وفروعهم وأقسامهم كثيرة. الوباراء: وهم زغاوة الكوبي ولهم فروع كثيرة. الزغاوة والنسب العربي يقال أن لقبيلة الزغاوة علاقة بسكان الجزيرة العربية وأن لهم فروع أخرى للقبيلة في سوريا ولكن لا يوجد ما يؤكد تلك العلاقة. وهناك أطلال لمسجد القصر ببنغازي في ليبيا وبها رسوم على أحجارها الضخمة جميع أوشام قبيلة الزغاوة ووجدت نفس الأوشام في الجبل الأخضر عام 1974 مفصلة بها أوشام الزغاوة كلها تفصيلاً تاماً. وفي مدينة أنطاكية على الحدود التركية السورية توجد قبيلة تسمى الزغاوة ويعمل أفرادها في مهنة الحدادة كمهنة الزغاوة الحداحيد تماماً بدارفور. والزغاوة وان كانت غالبيتهم العظمى تقطن السودان إلا أن للزغاوة وجود مؤثر في تشاد وليبيا. جماعات الزغاوة الرئيسية زغاوة البديات البديات أو التوباء هم فرع كبير داخل الزغاوة وذهب الكثيرون الى أن التسمية نابعة من ارتباطهم بالبادية والظعن والترحال والتوباء مشتقة من التيبو اشارة الى انحدارهم من تلك القبيلة الليبية المعروفة وهم موجودون في السودان وتشاد وليبيا ويتحدثون بلهجة زغاوة ذات لكنه مميزة. أقسام البديات قلي قيرقي في منطقة فوراوية بدار قلا. بروقات وينسبون الى القرعان وموطنهم فيالارجو ووادي دوم شمال تشاد. كودياراء وموطنهم باهاي شمال الطينة. ارديبة وموطنهم برداي شمال شرق تشاد. سبقرقراء ولهم ثلاث بطون هي بيكي – اقوميمي – ومايقيراء. زغاوة القلا هم من فروع الزغاوة الرئسية والاسرة الحاكمة بينهم الكاليبا. والحاكم عندهم يسمى شرتاي والحكم عندهم وراثي وحاضرتهم كرنوي وزعيمهم هو الشرتاي التجاني الطيب صالح عبدالكريم وللزغاوة القلا ست عموديات. زغاوة الكايتنقا هم من الفروع الكبيرة داخل الزغاوة وينحدرون من أولاد تاكو المتفرعة عن رزيقات شمال ويطلق عليهم زغاوة تكاراء وكانت منطقتهم الرئيسية كبورو في دار قلا شرق كرنوي وحاضرة مملكة الكايتنقا هي الدور وزعيمهم الملك ادم طاهر نورين الذي ظل ممسكاً بمقاليد الحكم حتى صفيت الادارة الاهلية في مايو 1969م ومن الكايتنقا دار سويني وللكايتنقا عشرة عموديات. زغاوة كجمر يرجع أصلهم الى الزغاوة توار وهم من الفصائل الأربعة المكونة للتوار ولهم تسع عشائر هي أولاد دوري وأولاد دقيل وأولاد كوبي وأولاد شريط وأولاد بطرة واولاد البديات واولاد تكاجو واولاد مرة واولاد عيلاي وكجمر. زغاوة الكوبي يعتبرون أكثر فروع الزغاوة انتشاراً في الأرض وهم ينحدرون من أصول ليبية. وتتمتع منقطتهم بأهمية خاصة، وتتكون من ثلاثة ادارات منفصله عن بعضها البعض اثنين في السوادن والثالثة في تشاد. الزغاوة والمهدية بادرت قبيلة الزغاوة الى مناصرة المهدية خاصة زغاوة القلا في كرنوي والتوار في منطقة امبرو والكوبي في الطينة والأرتاج في أم حراز فقد هاجر كل هؤلاء منذ أيام المهدية الاولى وبايعوا الامام المهدي في قدير وكان رسول الامام المهدي الى زعيم الحركة السنوسية في واحة جغبوب بليبيا ليبلغه بظهور المهدي ومناشدته بتأييد الثورة الإسلامية التي بدأت بالسودان ضد الأتراك ذلك الرسول هو الشيخ طاهر اسحق الزغاوي ومعه كوكبة من فرسان الزغاوة.
جغرافياً تتواجد المجموعات السكانية التي تنتمي لقبيلة الزغاوة في مناطق شمال دارفور والمنطقة الشرقية الشمالية من دولة تشاد ، وهي قبيلة حدودية ينتمي إليها الرئيس دبي ويقدر عدد سكانها بأكثر من مائتي ألف نسمة يدينون كلهم بالإسلام.[3] ومنذ بداية الصراع وقيام الكيانات والمجموعات التي تمثله وتطوره ليأخذ بعداً دولياً وإنسانياً تعرضت هذه المجموعة القبلية لعملية إستقطاب حادة من جهات عديدة تتمثل في الاتي : حزب المؤتمر الشعبي: الشريك السياسي المؤسس الذي أختلف معحكومة الإنقاذ وخرج عليها وكان يرغب في العودة للحكم عبر بوابة غرب السودانلأن له ثقل في هذه المنطقة وأن الإسلاميين الذين يؤيدون الحكومة من أبناء المنطقة تربطهم مصالح اقتصادية وسياسية كان من المتوقع أن تتبدل لمصلحتهم بعدثورة ديسمبر ومن أبرز العناصر من أبناء القبيلة الشهيد د. خليل إبراهيم الوزير السابق والذي كان يدين بالولاء الشديد للدكتور الترابي، وأسرة مني أركو مناوي ومن خارج القبيلة د. علي الحاج محمد.
حزب الأمة القومي: يعتبر حزب الأمة بقيادة الصادق المهدي مناطق دارفور تتبع تقليديا لحزبه بسبب الدعم الكبير الذي وجده جده الإمام محمد أحمد المهدي قائد الثورة المهدية من هذه المجموعات التي ساهمت مساهمة كبيرة في هزيمة وطرد الإستعمار التركي البريطاني من السودان في نهاية القرن التاسع عشر ومن أبرز قيادات حزب الأمة بدارفور عبدالنبي علي أحمد وعلي حسن تاج الدين و آدم موسى مادبو.
الحركة الشعبية لتحرير السودان: لا يوجد للحركة الشعبية ثقل سياسي أو فكري في دارفور وعلى خلاف ذلك فقد ناصب أهل دارفور الحركة العداء وقاتلوها بشراسة وكانوا يشكلون ضغطاً كبيراً عليها في كل المعارك العسكرية التي دارت بين القوات المسلحة السودانية والحركة الشعبية ولذلك عمدت الحركة الشعبية مستفيدة من الفاوضات الجارية على استراتيجية ترمى الى تخفيف الضغط العسكرى عليها من جهة، ومن جهة اخرى العمل على تفكيك الحكومة سياسيا وسلميا بالتعاون مع اصدقائها ومناصريها الغربيين فعملت على الإتصال ببعض قادة المجموعات المسلحة وعرضت عليهم المساعدة ... والمشورة .... والتدريب، وترى الحركة الشعبية أن بقاء دارفور في الحياد، أو مشاركتهم لها أو منفصلين عنها في القتال ضد الحكومة نصر كبير لاستراتيجيتها في السودان وفي محيط دول الجوار الأفريقي الغربي، ومن أشهر المتعاونين مع الحركة عبد الواحد محمد أحمد نور (كادر يساري سابق في الحزب الشيوعي السوداني) وأحد قادة جيش تحرير السودان.
الحكومة التشادية: الرئيس ديبي ومجموعة كبيرة من القادة السياسيين والعسكريين في تشاد ينتمون لقبيلة الزغاوة ، وتتوفر مجموعة مصالح سياسية وأمنية تجعل تشاد تتعاون مع الحكومة السودانية وفي ذات الوقت تعمل على كسب ود القبائل الحدودية (خاصة الزغاوة) وعدم إستعدائهم حتى لا يسيطر العرب في دارفور وتشاد على الأوضاع السياسية أو يشكلون هاجس قلق.
أمريكا والمانيا وانجلترا وفرنسا: الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوربية لها استراتيجيات مشتركة (متفق عليها) وأخرى خاصة بكل دولة تجاه الدول الأفريقية ومن بينها السودان بالاضافة لمجموعة مصالح أقتصادية ومصالح سياسية تتعلق بأوضاع أمريكا وأوربا والصراع الدائر بين أحزابها والمجموعات المحافظة (الدينية) وكارتيلات المصالح الإقتصادية.
منقول
| |

|
|
|
|
|
|
Re: حوار ودي مع الأستاذ بريمة وآخرين عن تاريخ (Re: عبد الصمد محمد)
|
الأخ عبد الصمد أراه نقيف في الحتة التالية، عشان الناس تعرف قيادات الحركات المسلحة من أي فرع ... وثقلهم الحقيقى وسط القبيلة
Quote: فروع الزغاوة الرئيسية يطلق الزغاوة كلمة (بري) على أنفسهم وهي كلمة تعني الزغاوة ثم يقسمون البـِري الى ثلاثة أقسام كبيرة هي: الويقي: ولهم سبعة فروع رئيسية: التوار، الأرتاح، القلا، النيقير، أولاد دقيل، الكجمر، الكايتنقا. التوباء: وهم البديات وفروعهم وأقسامهم كثيرة. الوباراء: وهم زغاوة الكوبي ولهم فروع كثيرة. |
مناوى وبحر أبوقردة .. وزير الصحة في حكومة الرئيس عمر البشير، ديل حداحيد. عشان تعرف أن الخرطوم تفرض ناس غير معترف بيهم في القبيلة بل هم الطبقات الدنيا في المجتمع، وهذا القول لا أقول للتقليل من شأن مناوى، العكس جيش مناوى أكثر مقاتليه في السابق هم أبناء القبائل العربية مثل المعاليا والترجم.
البديات .. ديل ناس إدريس ديبى في تشاد وهم فرع خرج من مسمى الزغاوة إلا فى الكتب والتأريخ، صاروا قبيلة قائمة بذاتها وهم في تنافس شرس مع فرع الزعاوى الكوبي، أصحاب الزعامة الحقيقيين ..
فرع الكوبي (الوباراء) ديل أهل الساس والرأس، المرحوم دكتور خليل إبراهيم وأنت تعرف منهم الزملاء البطل إبراهيم بقال، ول أبا محمد نور عودو عضو المنبر، دكتور إدريس لقمة عضو المنبر، السونامى محمد سليمان، ول أبا نصر الدين عشر عضو المنبر، ديل كلهم أظنهم زغاوة كوبي.
والكوبي هم السلاطين والملوك والشراتى .. وهم الزعامات القبلية والقيادات الروحية حتى عهد المهدية.
بريمة
| |
    
|
|
|
|
|
|
Re: حوار ودي مع الأستاذ بريمة وآخرين عن تاريخ (Re: Biraima M Adam)
|
لكن يا بريمة المؤرخون يقولون بأن الحداحيد أقدم المجموعات الزغاوية وأركزها أصولاً وأنهم مجموعات سودانية منذ قديم الزمان وحتى أن المقال أعلاه يرى بأنهم كان يقطنون على بعد 100 كلم فقط من مدينة دنقلا وكما يؤكد المقال أعلاه أن المعمرين منهم والوثائق والمخطوطات القديمة لديهم تدل أنهم ينحدرون من أصل العرب العاربة ثم حاول التركيز في الفقرة التي تتحدث عن التزاوج والتداخل والاختلاط والتعايش بين مختلف الفروع الزغاوية عبر القرون الطويلة حتى كونوا هذه القبيلة التي تعتبر من قبائل السودان الكبيرة ولعبت دوراً هاماً في تاريخ المنطقة كلها وليس فقط السودان بل شاركوا في تأسيس أكبر وأعظم الممالك بالمنطقة مملكة كانم والتي لا تزال حتى اليوم موجودة في الشمال الشرقي لنيجيريا في ولاية بورنو. والمقال يشير إلى أنهم سودانيون بالأصالة وكانوا يجاورون النوبة ودخلوا معهم في حروبات وفقط بسبب بعض الظروف المناخية الصعبة هاجرت مجموعات منهم لمنطقة بحيرة تشاد وبقدراتهم أنهوا حكم حسين هبري الذي خلع جوكوني عويدي من قبل وظل التواثق بين الزغاوة في هذه المناطق حتى أنك تذكر كيف أن المجموعات المنتمية لغير الزغاوة كانت تعير حكم إدريس دبي بأنه حكم أبناء السودان لتشاد. أما كون أبوقردة ومناوي من قبيلة الحداحيد ولكنهم وصلوا إلى مستوى قيادة حركات قوامها من الزغاوة فهذه لا يقدح لا في القبيلة ولا في هذين الشخصين فنفس عصام قد سودت عصاما وعلمت الكر والإقدام وجعلته بطلاً هماماً ولا تنسي أن شخص مثل عقار جاء من قبيلة مغمورة وبقوة السلاح ليصبح عضو مجلس السيادة في السودان
| |

|
|
|
|
|
|
Re: حوار ودي مع الأستاذ بريمة وآخرين عن تاريخ (Re: عبد الصمد محمد)
|
الأخ عبد الصمد، هنا مقال كتبه الأستاذ عزت الماهري في 2003م عن الحداحيد
Quote: 03-09-2003, 04:53 ص ابنوس
الحداحيد ارقاء سودانيين آن اوان تحريرهم
ربما تكون مهنة الحدادة هي اول مهنة اكتشفها الانسان على وجه الارض .. فحين استولد الانسان البدائي الاول النار من اعواد الشجر لابد انه اكتشف الفاس قبلها لقطع الشجر .. وبالتالي تكون آلة قطع الاشجار سابقة للنار ذاتها .. وهي من صنعة الحدادي .. ومهما كانت صحة هذا الاستنتاج الا انه لا يختلف اثنان في ان مهنة الحدادة هي مهنة شريفة ، رغم ان هنالك حديث يسبها .. صدر من الرسول ذاته ( نافخ الكير ) ، لكني ارى ان هذه المهنة مهما كان الاذى الذي يصيب الانسان منها فهي ضرورية للحياة .. والذي يدفعني ان الذين يمارسون هذه المهنة في غرب السودان قبيلة اسمها الحداحيد .. وهي جمع للحدادي .. باللغة الخاصة بالغرب .. وهم ينتمون الى الزغاوة من حيث الثقافة وحتى الادارة الاهلية .. لكن اذا اردت اساءة اي زغاوي شريف ما عليك الا ان تنعته بالحدادي .. ولا ادري ما سبب ذلك لكن مجتمع الحداحيد يكون معزولا ودونيا في اوساط قبيلة الزغاوة ... ولا تتوقف المسألة عند هذا الحد بل يجوز للزغاوي الحر بالتعبير الماشي هناك .. ان يكلف الحدادي بعمل اي شيئ دون مقابل .. وما على الحدادي سوى التنفيذ .. لا ادري اصل هذه المجموعة هل يعودون لسلالة رقيق قديم ما زالوا يعانون تركته ام هم مجموعة منبوذين كما توجد طائفة المنبوذين بالهند ؟؟ لكن في الواقع هم يعيشون حياة رق وفق الشريعة والقانون .. ففي اعراف قبيلة الزغاوة ان دور الحدادي هو خدمة الناس في المناسبات العامة والافراح .. وهو الذي يضرب النقارة ليرقص الاخرين .. ومن الاشياء التي جعلت هذا السؤال الملح عن اصل الحداحيد .. ذات مرّة كنا بالفصل الخامس الابتدائ وكنا مواجهين بأختبار بعد وجبة الفطور فقررنا ان نفطر سريعا عند الحاجة عازة بلّة بمدرسة كتم الابتدائية بنين (ذات الراسين ) ومعنا صديقين من ابناء الزغاوة لكن رفض احدهم ان يأكل معنا في صحن واحد .. وعندما سألته قال لي الحقيقة المرّة انه لا يأكل مع حدادي .. وعرفت ان صديقنا الاخر هو من الحداحيد .. وتابعت المسألة في كل مرة اجد ان الحدادي رقيق وهم قانعين يهذا الوضع .. وسافرت ذات مرة لخالتي الى قرية امبرو القريبة من كرنوي .. ووجدت ان حي الحداحيد مفصول وحده عن القرية .. وهم يعيشون عزلة حيث لا يتداخلون مع الاخرين ولا يأكلون معهم ويقومون بخدمة اهل المنطقة ويصنعون الازيار والالات المهمة مثل السكاكين والفؤوس .. من وجهة نظري انه آن الاوان لتحرير هؤلاء ومساواتهم بكل الناس وان يبذل المثقفين من ابناء الزغاوة وكل ابناء دارفور والسودان الى رفع الظلم التاريخي عن هذه المجموعة ومحاربة تمييزهم عن غيرهم فقط لمهنة يمتهنونها وهي مفيدة للبشر .. وان نسعي جميعا لايجاد حل وتبني برنامج تنوير لأهلنا هناك وارجوا من الاخ نهار ان يقول لنا خلفية هذه المجموعة وانتماءها وسبب النظرة الدونية لها .. كما ارجوا ان تتبنى حركة تحرير السودان هذه القضية في اجندتها ووضع رؤى تستوعب هؤلاء في اوعيتها .. وان تتبنى مسؤلية تحريرهم ومساواتهم مع كل الاخرين .. لأن التحرير يبدأ من هنا .. ومزيد من الاضاءة حول هذا الاشكال ولكم الود
|
ثم رد عليه دكتور محمد تيراب في الأتى:
Quote: 04-09-2003, 01:47 ص Mohammed Tirab Re: الحداحيد ارقاء سودانيين آن اوان تحريرهم (Re: ابنوس)
الاخ أبنوس
عندما قرأت موضوع كتم وجدتني اقرأه بنهم وشراهة الجائع فلم اجد منذ زمن حجى الحبوبات ما يذكر ويفصل"مع اختلاف التفاصيل" هكذا عن غربنا المعتوم بفعل االظلم المعتوه الذى لم يفقه كنه شئ في السياسة ولا الاستراتيجية حتى آل السودان ما آل اليه ... وجدتني اخي ابنوس حين قراءتي للبوست ان هناك اكثر من "ذات الرأسين " ما يجمعنا,فقد كان طابور تلك المدرسة العتيقة جمع بيننا في تجسيد ابجد النظام وترتيب الاشياء ووجدتني اليوم وانا قارئ لبوست اليوم عن تلك الفئةالمظلومة "الحداحيد" وجدتني متفقا معك تماما,واذكر هنا واقعة آلمتني ايضا اشد الالم حين كنت في صغري وكان احد هؤلاءالمطهدين كانت جدته قد "وهبت" لجدي وغدا هو حفيدا لاحد الذين كانوا مع جدي وتغيرت الازمنة ولكن لم تتغيّر العقول,وكانت اسرتي في الدمازين,وجاء هذا االحفيد-الذي اصبح مهندسا- باحثا عن والدتي"رحمها الله" للسلام ليس الا ,وما ان دخل بيتنا الا ان اجتمع مجالس امن الزغاوة ,ومجالس لورداتها ,وووجمعيتها العامة وبدأت تلوم ابي :كيف له ان يسمح بذلك ,كيف يسمح له بدخول البيت !!!وكان الاجتماع امام مسمعه وحذا مرآه"مسمع ذاك المهندس"وكانت دهشتي وانا صغيرا!!,,سائلا أمي وكانت اجابتها الصمت ومسحة حزن على تصرف مجلس الامة هذا,,,فقد كانت امي أمية ,ولكن يبدو انها كانت "اممية"في تفكيرها,سمحة سماحة الاسلام في عمق احساسها"على فكرة اخي ابنوس ,اتحفظ بشدة على ما ذكرته اخي في شأن وصف الرسول عليه الصلاة والسلام في مثال نافخ الكير,ما كان ذاك الذي جاء في الحديث الا مثالا,ولم يتعد ذلك ,فيجب ان نتوخى الدقة عند لمس مواضع مراقد الوجدان لدى الناس" المهم خلاصة القول خرج ذاك المهندس "الحدادي"الطيب ولم يعد بعدها,ولم اراه بعد,وحقيقة قد طال غيابي عن السودان -19سنة- ولا اعلم شيئا عنه بعد ولكن تلك اللحظات حفرت في وجداني وبقت. اخي ابنوس اذكر ان الاقرباء ,واظنه اليوم يجول ناظريه ما بين سندان الحكم الطاغي "قد يكون هو سندانه"ومطرقة المحرقة الدارفورية,قد كتب يوما بحثا في هذا الموضوع,وقد وصل د.التجاني مصطفي في بحثه الى مستخلص القول ان الحداحيد هم اهل المنطقة الاصليين في منطقة الزغاوة وقد اتى الزغاوة تمددا نحو الجنوب من الشمال في رحلتهم الاولى من الجزيرة العربية عبورا بالصحاري كلها في غرب آسيا وشمال افريقيا,,وكانت قوتهم ضاربة فضربوا خيامهم على حرية اهل تلك المنطقة ,واستعبدوهم واخرجوهم من قراهم ,ولان الزغاوة قوم اهل رعي ,وكان الحداحيد اهل حضر وزرع وحضر ,فكانوا يجيدون الصناعة ,فطردوهم الى خارج منطقة عيشهم والى عكس اتجاه الهواء حتى "لا تأتى رائحة الكير,او اذى الدونية"-ولا زالوا كذلك الى اليوم -وصار الزغاوة هم السادة واصبح اهل المكان فوقهم سيادة,ولا يدخلون الى منطقة سكن الزغاوة الا بناءاً على طلبهم"اي طلب الزغاوة"لاداء مهام الحياة في الزراعة والحرفة والغناء,ويعتبر الزغاوة احتراف الحدادة والغناء دونية لا ترقى الى مقام الزغاوي!!!0 دلّل د.التجاني مصطفي في دراسته تلك "اذكر ان ذلك كان في بداية الثمانينات"على حفرياتٍ, وموروث القول عند الرواة من ملوك وعمد و شيوخ الزغاوة وكبار السن من حكمائهم,لا ادري ما هو الوضع اليوم في مناطق الزغاوة ,لانني لم اراها قط ,ولكم امني النفس بذلك-مثلما رأيت كتم في صغري- ,ولكن اعتقد ان الامر لم يتغيير كثيرا فبالفعل يحتاج مثقفي الزغاوة ودارفور على وجه الخصوص,ومثقفي هذا الشعب الابي من اشرافهم ان يفعلوا الكثير من اجل تسليط الضوء على هذه الاشكاليات لدفع الضرر واعادة الحقوق شكرا ابنوس د.محمد تيراب (عدل بواسطة Mohammed Tirab on 04-09-2003, 02:05 ص)
|
بريمة
| |
    
|
|
|
|
|
|
Re: حوار ودي مع الأستاذ بريمة وآخرين عن تاريخ (Re: Biraima M Adam)
|
ممارسة إستعلاء فئات داخل القبيلة على فئات أخرى هو تقليد موجود في كل القبائل في غرب السودان المهم أن الحداحيد من السكان الأصليين في السودان وأقدم المجموعات الزغاوية فيه أدناه بعض ما كتبه الأخ هارون سليمان يوسف عن الحداحيد
الزغاوة الحداحيد : يسمون بلغة الزغاوة (ماي) وهم مجموعة عرقية من الزغاوة يصعب إلحاقها بأي فرع من فروع الزغاوة من ناحية النسب إلا أننا نجد لكل فرع أو عشيرة له حداحيد خاصة به ،ويري البعض بأن الحداحيد هم أصل الزغاوة لغة وعرقا وأقدمهم وتقول بعض الروايات أنهم تعلموا صناعة الحديد من مروي وللحداحيد فصاحة لغوية وبلاغية تبهر أحيانا سامعيهم من الزغاوة الآخرين كما أنهم يستخدمون في بعض الأوقات ألفاظا لتمويه وتضليل مضطهديهم من الزغاوة لا يفهمها إلا هم لذلك يرى بعض المؤرخين أن لهجتهم هي أساس لجهة الزغاوة ولكن رغم ذلك لا نجد لهذه المجموعة كيانا عشائريا قائما بذاته داخل إطار مجتمع الزغاوة بمجموعاته وفروعه المتعددة بل يعيشون جيوبا ملحقة بشتى المجموعات ،فكل فرع أو عشيرة من فروع أو عشائر الزغاوة له حداحيد. و من الروايات التي وردت عن مصدر اضطهاد واستحقار الزغاوة للحداحيد:ـ الرواية الأولى : تقول هذه الرواية بأن الحداحيد هم السكان الأصليين للمنطقة قبل قدوم الزغاوة إليها ، وكان الحداحيد قبائل بدائية يعيشون على صيد الوعول والغزلان والحيوانات البرية الأخرى ويعتمدون على ثمار الأشجار في غذائهم ،فضلاً عن استخلاص الحديد من أحجار معينة ،إذ لم يألفوا الزراعة والرعي، فعمل الزغاوة على الإقامة في المنطقة واستعمروا الحداحيد واستصلحوا أراضيهم ،فشمل هذا الاستيطان مصائد الحداحيد ومضاربهم ،مما أدى إلى مقاومة ومجابهة الحداحيد للزغاوة الوافدين نتجت عنها هزيمة الحداحيد ، فاستجار من بقي منهم بفروع الزغاوة المختلفة ،ولكن بحكم أقليتهم النسبية ذاب كيانهم وسلكوا طريقا مماثلا لضروب حياتهم السابقة ،فأصبحوا مواطنين من الدرجة الدنيا وحدث لهم ما حل بالسكان الأصليين في شمال شرق استراليا عند قدوم الأوربيين أو الهنود الحمر في أمريكا الشمالية عند الغزو الاسباني والاستيطان بها ومن ثم صاروا طبقة منبوذة تماثل ـ مجازاً ـ المنبوذين من الهندوس في عهد البرهميين في الهند القديمة ،حيث كانت القوانين العرفية لا تسمح بزواج فرد من طبقة أخرى وتحكم نوع الوظيفة ونوع الطعام لكل طبقة . الرواية الثانية : تقول بأن ملكا من ملوك الزغاوة يدعى إدريس كوبولو كليا ،وكان ظالما وموغلا ومفرطا في اضطهاد الحداحيد لوثنيتهم وممارساتهم التي لا تليق بالزغاوة ومكانتهم عند شعوب المنطقة ولذلك كان يقتل من يرميه قدره من الحداحيد في يديه بسبب أو بدونه ،كما كان يقتل الذكور من أطفالهم ويأخذ ما يصيدونها من الحيوانات البرية ،مما جعلهم يفرون منه ويهربون من ظلمه وسطوته وبطشه ، فصار مضرب الأمثال في الطغيان ،كما أصبح هاجساً مخيفاً للحداحيد ،فهجروا مجتمع الجماعة ،وتفرقوا أشتاتاً يبنون أكواخاً متواضعة لهم في أماكن متفرقة اتقاء لشر كوبولو ،وبمرور الزمن ظن الحداحيد أنهم جنس مغضوب عليهم في الدنيا واعترتهم النظرة الدونية والتشاؤم في كثير من أمورهم الحياتية، وحتى الآن عندما يريد أحد الحداحيد أن يلعن أخاه يقول له عليك بلعنة كوبولو . الرواية الثالثة : تقول هذه الرواية ،أن في سنة من السنوات أصاب سكان دار زغاوة مجاعة طاحنة وفي هذه المجاعة أوشك الحداحيد على الإنقراض فخاف الزغاوة من أن يقضي الجوع الحداحيد فلا يجدوا بعد ذلك من يقوم بصناعة الحديد فقاموا بتوزيع الحداحيد على القادرين من الزغاوة لانتشالهم من الجوع ولهذا السبب حصلت الفروع والعشائر المقتدرة على حداحيد. أما المجموعات التي لم تسمح ظروفها فهي بلا حداحيد حتى اليوم. وبهذه الطريقة تم استضعافهم وأصبحوا خاضعين خضوعا تاما لهذه المجموعات. والحداحيد في مجتمع الزغاوة ليسوا مملوكين أو أرقاء أو خدماً أو عبيد ولكنهم نسبة لفقدان الثقة بأنفسهم وشعورهم بالدونية ،ارتضوا بمكانتهم الاجتماعية ، فضرب عليهم الذلة والمسكنة وفقدوا مصداقيتهم ،فأصبح الناس ينظرون إليهم نظرة الازدراء والاحتقار . وكان في الماضي لا يمكن للحدادي إبداء رأيه في معية الزغاوة أو يأكل معهم أو يجلس على فراشهم ،ويحرم عليه مجرد التفكير بالزواج منهم ، وتنشأ بيوتهم في الناحية الشرقية أو الغربية من قرى الزغاوة تفصلها ساحة فضاء لما لبعض حرفهم من دخان ملوث لبيئة القرية ،أما إذا أقاموا قرية خاصة بهم ،فإن من مميزات هذه القرية عدم النظام والنظافة وكثرة الكلاب والحمير وقلة الماشية ووجود ورش صغيرة للحدادة والأعمال الخشبية بداخلها سندال ومطرقة(هودا) فضلا عن وجود أماكن لصناعة الفخار(سوقو) وتقطير القطران (أويقي) ،كما أن الزغاوة الحداحيد يمتهنون حرفاً معينة ويمارسون بعض الممارسات دون سائر فروع الزغاوة مثل التمسك ببعض المعتقدات الوثنية وممارسة بعض الطقوس و صيد الحيوانات البرية بالمصائد والشراك وأعمال الحدادة المختلفة ودباغة الجلود وعمل الحبال وقيود الجمال والخيل والحمير وصناعات جلدية أخرى واحتراف دق الطبل الخشبي (النقارة) وصناعة سروج الجمال والحمير والخيل وأدوات أخرى من الخشب وصناعة وصيانة الأسلحة اليدوية مثل الحراب والسكاكين والفؤوس وأدوات لنظافة المزارع كالجراية والطورية والمنجل وغيرها ،أما نساء الحداحيد فيقمن بأعمال جليلة مثل صناعة الفخار والمستلزمات الفخارية الأخرى التي تستعمل في حفظ ماء الشرب وطبخ الآكلات قبل ظهور الأدوات المنزلية الحديثة ،كما يقمن بتصفيف شعر نساء الزغاوة ونظافة المنازل وطحن الدقيق وعمل أسوار المنازل من الطين أو الحطب أو القش،بالإضافة إلى تقطير القطران من حب البطيخ وصناعة مصنوعات جلدية خاصة بالنساء وذلك مقابل أجرة عيني أو مادي . وقديما كان يعاب على الفرد من بقية فروع الزغاوة إذا تشاجر مع الحدادي أو تناول الطعام معه أو شرب الماء من أوانيه أو تبادل الراحلة معه أو جلس على فراشه أو شارك في مناسبات الحداحيد . وهذا الجانب من حياة الحداحيد أحد الأسباب الهامة التي وضعت حاجزاً اجتماعياً سلبيا بين الحداحيد وبقية فروع الزغاوة ،وهذه النظرة ما زالت سائدة في دار الزغاوة ولكن الحداحيد الذين نزحوا إلى المدن فقد اختلط الكثير منهم في مجتمع المدينة التي تقل فيه هذا النوع من التمييز فأقام الحداحيد علاقات مصاهرة ونسب مع عدد من القبائل واندمجوا في مجتمع المدينة باعتبارهم أفراد من الزغاوة ولكن الزغاوة في المدن يعرفون الحداحيد من بعض ملامحهم وتصرفاتهم حتى الآن فتجدهم يسألون من أجداده ومكان سكنه السابق ومن خلال هذه التحريات يتضح لفروع الزغاوة الأخرى في المدن إذا هذا الشخص ينتمي إلى الزغاوة الحداحيد . ولتجاوز هذه النظرة نجد اليوم الشباب من الحداحيد في دار الزغاوة يناقشون هذا الأمر في مجالسهم بل حاول الكثير منهم تجاوز هذه النظرة بترك المهن التي كانت يمتهنها الأجداد والآباء والابتعاد عن الممارسات والسلوكيات والمعتقدات والطقوس السابقة والاهتمام بالتعليم والتجارة ونظافة المسكن والمأكل والمشرب والملبس وإبراز دورهم الإيجابي في المجتمع ومشاركة بعض أفرادهم في مناسبات فروع الزغاوة الأخرى ولكن المعمرين منهم ما زالوا تحت قيود النظرة الدونية والتمييز، كما أن الكثير من المفاهيم لم تتجاوز مكانها حتى الآن رغم انفتاح الزغاوة والتطور التي حدث للمفاهيم المجتمعية .
هارون سليمان يوسف [email protected]
| |

|
|
|
|
|
|
|