الموضوع موقف الولايات المتحدة من الدولة العازلة بين شمال وجنوب السودان وتأثيرها على مشاريع النفط والممرات الاستراتيجية
مقدمة تشهد منطقة القرن الإفريقي ووسط إفريقيا تنافسًا جيوسياسيًا محتدمًا بين الصين والولايات المتحدة. تسعى بكين إلى تعزيز نفوذها عبر مبادرة الحزام والطريق (BRI) ودعم مشروع ممر لامو – جنوب السودان – إثيوبيا (LAPSSET)، بينما تعمل واشنطن على مواجهة هذا التوسع من خلال مبادرة الشراكة من أجل البنية التحتية العالمية والاستثمار (PGII) التي تتضمن مشروع ممر لوبِيتو (Lobito Corridor) كأداة استراتيجية في إفريقيا.
الوضع الراهن يعتمد جنوب السودان على أنابيب النفط المارة عبر شمال السودان وصولًا إلى ميناء بورتسودان. الدولة العازلة المقترحة قد تفرض رسوم عبور إضافية تزيد تكلفة النقل عبر الشمال. البديل المحتمل هو استخدام LAPSSET، الذي يوفر منفذًا إلى ميناء لامو الكيني بدعم وتمويل صيني.
الموقف الأمريكي تنظر الولايات المتحدة إلى مشروع الدولة العازلة من زاويتين: إيجابيات محتملة تتمثل في إضعاف الخرطوم وتقليل اعتمادها على عائدات النفط، ومخاطر استراتيجية تتعلق بتمكين النفوذ الصيني من خلال LAPSSET وتعزيز حضور بكين في شرق إفريقيا. نتيجة لذلك، يُرجّح أن ترفض واشنطن أي مسار يعزز المشاريع الصينية أو يمنحها سيطرة إضافية على تدفقات الطاقة.
أدوار اللاعبين الإقليميين الصين: ستسعى لاستغلال أي ترتيبات جديدة لدفع جنوب السودان نحو الاعتماد على ممر LAPSSET وربط نفطه بالبنية التحتية الصينية.
كينيا: ستكون المستفيد الاقتصادي الأكبر من تشغيل ميناء لامو كمركز إقليمي لصادرات النفط الجنوبي.
إثيوبيا: الدور الإثيوبي سيكون محوريًا، إذ يشكل LAPSSET أحد أهم الممرات التي تمنح أديس أبابا منفذًا إضافيًا إلى البحر الأحمر والمحيط الهندي. ستسعى إثيوبيا إلى تعزيز موقعها كدولة عبور رئيسية للنفط والبضائع، وتوظيف المشروع لتعزيز نفوذها الإقليمي في مواجهة جيبوتي والسودان، وتوطيد علاقتها مع الصين التي تمثل الممول الأساسي للبنية التحتية في إثيوبيا. من المتوقع أن تدعم أديس أبابا أي ترتيبات تُسرّع تشغيل LAPSSET، حتى لو كان ذلك على حساب الخرطوم.
السودان الشمالي: سيعارض أي ترتيبات تضعف سيطرته على عائدات النفط أو تقلل من أهمية ميناء بورتسودان.
انعكاسات على مبادرة PGII إذا تحول النفط الجنوبي إلى LAPSSET، فسيؤدي ذلك إلى تعزيز نفوذ الصين في شرق إفريقيا، وتقويض أهداف PGII التي تقودها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لمواجهة مشاريع بكين، وتهديد مساعي الغرب للحفاظ على سيطرته على الممرات الحيوية والمعادن الاستراتيجية في القارة.
السيناريو المرجح من المرجح أن تتعامل الولايات المتحدة مع الدولة العازلة كأداة ضغط مؤقتة دون دعم فعلي لتأسيسها. سيتركز هدف واشنطن على منع تحويل النفط الجنوبي إلى ممرات صينية، ودفع بدائل يمكن السيطرة عليها بعيدًا عن نفوذ بكين، بما في ذلك تطوير ممرات جديدة أو دعم PGII بقوة أكبر.
التقدير الاستراتيجي المحدث للسياسة الأمريكية الولايات المتحدة لن تعترف بالدولة العازلة المقترحة بين شمال وجنوب السودان. واشنطن ستعمل على الإبقاء على تدفق النفط عبر الممر الشمالي أو بدائل خاضعة لنفوذها، وستبذل جهودًا لمنع تحول LAPSSET إلى منصة توسع صيني – إثيوبي في المنطقة.
الخلاصة تعتبر واشنطن أن دعم الدولة العازلة يحمل مخاطر تفوق مكاسبه المحتملة، إذ قد يؤدي إلى نتائج عكسية من خلال تمكين الصين وإثيوبيا عبر مشروع LAPSSET. لذلك، ستركز السياسة الأمريكية على ضمان أن النفط الجنوبي يمر عبر ممرات تحت سيطرتها أو نفوذ حلفائها، وليس من خلال بنية تحتية صينية.
الحواشي التوضيحية للاختصارات BRI: مبادرة الحزام والطريق الصينية LAPSSET: ممر لامو – جنوب السودان – إثيوبيا PGII: الشراكة من أجل البنية التحتية العالمية والاستثمار Lobito Corridor: ممر لوبِيتو
07-29-2025, 05:45 PM
Nasr Nasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 11414
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة