الميزة في مطار الخرطوم لا تقتصر على كونه وسيلة للسفر من مكان إلى آخر، بل يتميّز أيضًا بقدرته على نقلك عبر الزمن. فمثلًا، إذا كنت في مطار غربي وكانت رحلتك تمرّ عبر مطار في الخليج، فخلال تلك الفترة ستشعر أنك ما زلت في عام 2025. لكن ما إن تقلع الطائرة من المطار الخليجي وتهبط في مطار الخرطوم، حتى تجد نفسك وقد سافرت عبر الزمن إلى الوراء بما لا يقل عن 300 عام.
وذلك لأن الصورة الذهنية التي تحتفظ بها للمطار تكون مستندة إلى ما رأيته في المطار الغربي ثم الخليجي، ولكن بمجرد وصولك إلى مطار الخرطوم، تشعر بصدمة حقيقية ناتجة عن تأثير "كبسولة الزمن" التي تعيدك إلى زمن لم تكن فيه الطائرة قد اختُرعت أصلًا. (لاحظ هنا أن هذه الميزة "العظيمة" تعيدك إلى عصر ما قبل الطيران).
وخاصة إذا كنت قد غبت عن السودان لفترة من الزمن، فستشعر أن هذه "الميزة" باقية، وكأننا مصرّون على الحفاظ عليها وعدم التفريط بها.
والله إن المنظر صادم حتى للمواطن السوداني الغائب عن الوطن لسنوات، فما بالك بالأجنبي الذي يطأ أرض المطار لأول مرة! يصاب بذهول شديد، لكنه – بدافع الأدب – لا يقول شيئًا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة