دعم مصر للكيزان ليس هناك ما يدعو للدهشة! رشا عوض صورة رشا عوض رشا عوض21 يوليو، 202514 فيسبوك X
في عالم السياسة الخارجية للدول لا توجد مبادئ ارثوذكسية صارمة، ولا توجد رومانسيات حالمة، منطق مصلحة الدولة المعنية هو الحاكم ، لا يشذ عن قاعدة المصلحة في ادارة العلاقات الخارجية الا السودان الذي ادار علاقاته الخارجية طوال تاريخه المستقل بمنطق الرومانسيات اليسارية والقومية العربية تارة ،ثم بمنطق الشغب الايدولوجي الاسلاموي تارة اخرى. مصر ترتبط مصالحها باستتباع السودان ، ووسيلتها الوحيدة لذلك هي حكم عسكري ضعيف وغير وطني وفاسد بحيث يسمح فساده بتدفق الذهب المهرب والماشية الحية والمحاصيل الاستراتيجية الى مصر باثمان زهيدة ودون اي ضوابط تراعي مصلحة السودان ، حكم تابع يجعل صوت السودان صدى لترديد الصوت المصري في قضايا مياه النيل وغيرها، ومن مصلحة مصر ان يتعطل الانتاج الزراعي في مشاريع السودان المروية من النيل حتى تذهب اليها حصته من المياه ، وهذا امر قديم جدا ، مثلا عندما كان ثوار ثورة ١٩٢٤ يرفعون في تظاهراتهم صورة الملك المصري فؤاد الاول ويهتفون بوحدة وادي النيل تحت التاج المصري كان زعيم الامة المصرية سعد زغلول يجتهد في اقناع الانجليز بالتراجع عن تنفيذ مشروع الجزيرة ! اما الاورطات المصرية التي كان ينتظر الثوار مساندتها فقد اغلقت منهم مخازن السلاح واستدعيت الى مصر وتركت ثوارنا الرومانسيين يحصدهم رصاص الانجليز! لذلك لا داعي للدهشة بسبب تحالف مصر مع الاسلامويين او احد تياراتهم في السودان، نعم ، مصر استأصلت الاخوان المسلمين من الحكم بعملية جراحية رغم انهم وصلوا الى السلطة هناك بانتخابات ذات مصداقية بل هي اول انتخابات ديمقراطية حقيقية في تاريخ مصر ، استأصلتهم لان ” عقل الدولة” في مصر ناضج ويقظ ويعلم ان جرثومة الاسلام السياسي مدمرة للاوطان ، وتمكنها من اي وطن لا يعني سوى تمزيقه وارجاعه قرونا الى الوراء، ولكن تمكن الاسلام السياسي في السودان خصوصا في نسخته الكيزانية الموجودة حاليا والتي قوامها الخونة والارزقية المستعدون حتى لبيع امهاتهم مقابل السلطة والمال والتشفي في الخصوم هو المؤهل لخدمة المصالح المصرية ولذلك تدعم مصر الكيزان عبر دعمها للجيش، وتدافع عنهم في المحافل الاقليمية والدولية عبر تمسكها بهيمنة الجيش المسيطر عليه بواسطة الكيزان على مستقبل السودان ، وعبر سعيها بصورة منهجية لاستبعاد القوى المدنية الديمقراطية من اي منبر اقليمي معني بالشأن السوداني . سيطرة الكيزان على السودان تعني ان يرزح تحت العقوبات والعزلة الدولية ، وان تظل مصر هي نافذته الوحيدة على العالم وهذا يدر على مصر ارباحا اقتصادية بمليارات الدولارات ، اما السياسات الاقتصادية للكيزان فهي كفيلة بإخراجه من دائرة الانتاج الزراعي والصناعي واغراقه في الاقتصاد الطفيلي فلا يستفيد شيئا من الميزات التي يوفرها له سد النهضة ، ولو نجح مشروع التقسيم وانفصلت دارفور واجزاء من كردفان سيكون ما تبقى من السودان مجرد محافظات جنوبية لمصر ، لذلك ليس هناك تناقضا في تحالف مصر مع تيار كيزاني امني عسكري في السودان في ذات الوقت الذي تحارب فيه الكيزان المصريين ممثلين في جماعة الاخوان المسلمين لدرجة استئصالهم من السلطة التي وصلوا اليها بالانتخابات، فالذي يحكم الدولة المصرية في علاقاتها الخارجية هو مصالحها ، وهذا امر طبيعي جدا لا يدهش احدا في هذا العالم الا السودانيين الرومانسيين! الذين يتحدثون عن منطق المصلحة – وهو بالمناسبة منطق مشروع وموضوعي في السياسة – يتحدثون عنه باستنكار وتجريم اخلاقي! الواجب هو ان ننطلق كسودانيين من ارضية مصالحنا الوطنية السياسية والاقتصادية ونجعلها اهم معيار يحكم تحالفاتنا ، والعمل في هذا الاتجاه طويل وشاق ، يبدأ بفصل الرومانسيات عن العلاقات الخارجية ، وفصل الخبل والعبط الايدولوجي عن الاقتصاد اسوة بفصل الدين عن الدولة. هل موقف مصر الداعم للحكم العسكري في السودان والداعم لتيار كيزاني امني وعسكري لا يمكن ان يتغير؟ حسب المعطيات الراهنة لا يمكن ان يتغير الا تحت ضغوط دولية واقليمية كبيرة على مصر تجبرها على الكف عن اعادة تمكين تيار امنوعسكركيزاني من رقبة السودان، وذلك يحدث في حالة توفر ارادة دولية واقليمية حقيقية ونافذة لمنع الكيزان من السيطرة على السودان ، ليس لسواد عيون السودانيين بل لتحقيق مصالح مرتبطة بامن البحر الاحمر والقرن الافريقي. على المستوى السوداني الوطني وهذا هو الاهم، يجب تنظيم كتلة تاريخية تشكل ترسا منيعا ضد عودة الدكتاتورية العسكرية والنظام الكيزاني لحكم السودان بالقوة. ويجب ان لا نفهم الدعوة لاحتشاد السودانيين للدفاع عن مصالحهم كدعوة عداء مطلق لمصر ، بل هي دعوة لمعادلة سياسية جديدة في الداخل السوداني قادرة على ان تجعل تجعل الخيار الوحيد لمصر هو اعادة هيكلة مصالحها في السودان وفق منهج جديد يجعل اساس العلاقات المصالح المشتركة وليس الاستغلال، التكافؤ وليس الاستتباع! ومن ناحية استراتيجية فإن بناء المصالح على اسس عادلة يجعلها مستدامة، طريق الاستغلال والاستتباع ربما يبدو في الظاهر طريقا سريعا لمكاسب كبيرة ولكنها لن تكون مستدامة ومأمونة خصوصا في رمال السودان المتحركة والمتغيرات الكبيرة على مستوى الوعي السياسي في السودان فضلا عن متغيرات الاقليم . السودانيون ولا سيما النخبة السياسية يجب ان تدرك ان السياسة المصرية تجاه السودان لن تتغير بالحكمة والموعظة الحسنة وحديث المجاملات ، بل تتغير عبر خطاب وطني جرئ يكشف للشعب كل المسكوت عنه تاريخيا والان في علاقات البلدين بشرط ان يكون كل ذلك مسنودا بكتلة سياسية صلبة ومؤثرة في الداخل ، وعبر حلف دولي واقليمي ذكي مساند للسودان.
فيسبوك X مشاركة عبر البريد طباعة صورة رشا عوض رشا عوض 14 تعليقات Avatar photoيقولاذا جاءكم فاسق: 21 يوليو، 2025 الساعة 9:19 ص (((السودانيون ولا سيما النخبة السياسية يجب ان تدرك ان السياسة المصرية تجاه السودان لن تتغير بالحكمة والموعظة الحسنة وحديث المجاملات ، بل تتغير عبر خطاب وطني جرئ يكشف للشعب كل المسكوت عنه تاريخيا والان في علاقات البلدين بشرط ان يكون كل ذلك مسنودا بكتلة سياسية صلبة ومؤثرة في الداخل ، وعبر حلف دولي واقليمي ذكي مساند للسودان.)) اخطأ دكتور حمدوك عندما زار مصر وواجههم ودق على الوتر الحساس وهو المساس بالاقتصاد المصري وما يجنيه من الثروات السودانية بطرق غير سوية. عندها اتحدت مصر مع الكيزان باتفاق غير معلن وغير موثق بل التقاء مصالح. وبعدها ولعبت الميديا الصفراء في اقصاء حمدوك من المشهد لان سوف يكون عثرة على سياسة مصر وهيمنتها على السودان سياسيا واقتصاديا.
رد Avatar photoيقولراجى الفرج: 21 يوليو، 2025 الساعة 9:22 ص ما لم يأتى حكم فى السودان يعتبر مصر هى العدو الاول للسودان ويجاهر بعدائها ويغلق كل الابواب معها لن تقوم لنا قايمة مصر هى العدول الاول لشعب السودان قبل المرض والجهل الفقر اكبر اعداء السودان مصر مصر مصر مصر هى العدو اللدود هى من دمر السودان
رد Avatar photoيقولadel ahmed: 21 يوليو، 2025 الساعة 10:03 ص ينصر دينك استاذة رشا سبحان الله واحد من الصباح يفتتح باسم الله العظيم وبالكاتبة والصحفية الكبيرة وبنت البلد الاصيلة رشا عوض كلام فى الصميم قلبك حار وموجوع بالبلد والناس . حفظك الله ورعاك
رد Avatar photoيقولعابد: 21 يوليو، 2025 الساعة 10:19 ص النخب السودانية سبب رئيسي في تمكين وتغلغل هذه الدول مصر دولة لا تملك ارادة جيش مخابرات جزء من امركا اسرائيل قائد القوات المصرية تحدي لو يستطع التحكم او التغيير جيش مسيس مصر مؤسساتها بحماية دولية امريكية اسرائيل تعرف حجم الشعب المصري ولا تنظر لجيشها لانه جيش يتلقى الدعم من امركا التنصيب التدريب وبتمويل خليجي الخلايجة عملوا ثروات وقالوا ياخي نحن ليه ما نكون زعماء العرب شغالين بيع وشراء في النخب العربية ضباط وافراد كتاب وصحف دا الوضع فمن الغباء صراع بواسطة جوار هل الجوار يريدون سلطة ولا نفوذ يعني صراع النخب السودانية باي ثمن على الدولة يريدون السلطة انا بكره الكيزان والله اسوا من حكم السودان لكن لا يعقل محاربة في يوم وليلة بهذه السزاجه تدخل واضح وفاضح اقليمي وكل الحركات والملايش العسكرية من خلفها نخب وساسة ديل المطلوب منهم ان يجلسوا لايقاف الحروب بالسودان ليس اليوم ايقاف الحرب ورتج النسيج الاجتماعي هل الدعم السريع مفتكر الدعم لصالحه والايام بينا سوف يدفع كل قبائل حاضنة الدعم ثمن هذه الحرب اقليما وداخليا الايام حبلى هذه سياسة رعناء شغل لابادة اهلهم وضعفهم وجنى ادريس ديبي مع فرنسا يخطط لهذا المشروع معقول وافقوا قتل نسيجهم مجان تاني في عنصر يقول انا عربي داخل هذه الدول
رد Avatar photoيقولود الخليفه: 21 يوليو، 2025 الساعة 10:41 ص كلام فى الصميم لابد من رفع الوعى الوطنى لعامة الشعب السودانى
رد Avatar photoيقولمحمد: 21 يوليو، 2025 الساعة 12:39 م غايتو فترنا من لواكة لبانة الكيزان ومصر كل يوم دي حنسميها فوبيا الكيزان وفوبيا اهلك المصريين ياخ الكيزان حاكمين البلد ما حيتركوا الحكم بالمقالات الطنانة الرنانة دي عايزين قوة تزيحهم من الحكم والدعامة اهل راجلك فشلواوانهزموا وعردوا امام الكيزان وهسه نقلوا الحرب لمناطقهم في غرب كردفان وشرق دارفور وبكرة حينقلوا الحرب لتشاد فمافي حل الا انقلاب يغور لينا الكيزان الكرهتونا بيهم ديل ومصر دي دولة جارة ان عاملتها بندية لن تستطيع ان تعتلي ظهر السودان لكن ساستكم كلهم مفزورين وموطين لي مصر تعتلي ظهرهم وظهر السودان فمقالاتك الراتبة دي عن الموضوعين ديل عبارة عن بندق في بحر ففكينا وريحينا منهم وشوفي ليك موضوعي جاد اكتبي فيه هل عندك خطة تزيحي لينا بيها الكيزان؟ اتفضلي قوليها _ هل عندك طريقة تعامل مع المصريين حتى لا يستغلونا ويستفلوا موارد بلدنا اتحفينا بها ما عندك اعفينا من الردحي الكل يوم شغال فوق راسنا ده وجلد الذات حيفضل شغال لي متين بعدين ما تنسي انك دعامية وتابعة لعصابات الدعم السريع السرقت ونهبت منازل المواطنين وراجلك برضو دعامي حرامي لص منازل فما اعتقد عندك وش تقعدي تنصحي وتقولي حكم
رد Avatar photoيقولسمير سالم شندي: 21 يوليو، 2025 الساعة 1:42 م لن نلوم مصر على فعلته بالسودان وبالشعب السوداني على مر العصور بل نلوم أنفسنا والنخب السياسية منذ الإستقلال وإلى الآن ماذا فعلت من أجل سودان يعيش فيه شعبه حراً أبياً مالكاً لقراره ومستمتعاً بثرواته .. طوال تاريخنا ومنذ العام 1956 وإلى الآن لم نفكر يوماً في تطوير دولتنا ولا في خلق علاقات خارجية متينة مبنية على مصلحة مشتركة نتبادل فيها الأفكار والعلم والتكنولوجيا لبناء دولة وبناء شعب بل نشغل أنفسنا بقضايا هامشية مثل قضية فلسطين والجدال ما بين العروبة والأفرقة في الوقت الذي كانت فيه مصر مثلاً تؤسس لمشاريع نهضوية تنموية داخل أراضينا مستغلة فيه جهلنا وخبلنا فأغرقت مدينة بكاملها وطمرت من الآثار ما طمرت لبناء سدها العالي وليتها اكتفت بذلك .. مصر الآن تعمل وبوضوح دون مواربة على تكريس حكم العسكر وتسعى لعودة عناصر فكر الإرهاب الإخواني وهي تحاربهم في بلادها لأنها تعلم جيداً أن النتيجة هي مزيداً من التمزق في النسيج الداخلي ومزيداً من التفتيت والإنقسامات في البلاد مما يمكنها من نهب وسرقة ثرواتنا والتوسع في إحتلال أراضينا . وللمفارقة .. مصر الراكعة لإسرائيل والمنبطحة أمام الريال والدرهم الخليجي تستأسد علينا !! الخلاصة .. مصر هي عدو السودان الأول وعدو الشعب السوداني الأول علينا أن ندرك ذلك وأن نتوحد في مواجهتها
رد Avatar photoيقولأبو الأمين: 21 يوليو، 2025 الساعة 1:57 م الله يحفظك استاذة رشا ويشد من ازرك في نضالك الوطني الصلب المستمر. والله نحن محتاجين لعشرة فقط مثلك من المثقفين السودانيين النزيهين الوطنيين ليوعوا هذا الشعب الذي لا يعرف عدوه من صليحه، شعب اشبه بقطيع الضأن، يتجه الى حيث من بيده البندقية حتى ولو ادى ذلك الى دمار البلد واستعماره وتشتيت اهله ايدى سبأ. الشىء المؤسف والمقرف، ان الكثير ممن يضعون امام اسمائهم حرف الدال ، امثال من سمى نفسه (د. عبد القادر الكتيابي) ما هم الا جيف نتنة تأذى منها السودان على مر العصور وهم الذين بكل اسف يعينون الأجنبي على تدمير السودان، ولا يفقهون في الوطنية اكثر من الكلمة. هؤلاء هم اس داء وبلاء السوودان. نسأل الله تعالى ان يخلص السودان من امثالهم ليفسحوا المجال لتعافي السودان. بارك الله فيك يا استاذة وفي امثالك من الوطنيين المحترمين
رد Avatar photoيقولAl Nagi Hamid: 21 يوليو، 2025 الساعة 2:25 م رشا تكتب بحد مشرط الجراح النطاسى البارع ..عندى احساس قوى المصريين ح يودوا رشا دى …اسأل الله ان يحفظك من مكرهم وتجبرهم …. رشا فلته فى التشخيص الدقيق السليم .لديك عين مجهريه فائقة الرؤيه وقلب صادق واراده فولاذيه والتعبير عنه بلغه وافيه سلسه . وكلمات ترغب فى ان تحفظها عن ظهر قلب..كلما اقرأ مقال لزرقاء السياسه هذه يجتاحنى الارتياح كما نسمة دعاشيه بعد عاصفه ..رشا ارجو ان تؤسسى كليات او معاهد لتدريس الصحافه والسياسه والصدق والنبل ..واتعجب لماذا مثلها لم يعتل المناصب والقياده فى بلادنا فى اى مرحله خاصه بعد الثوره.. اسأل الله ان يحفظك بحفظه المنيع ويوفقك فى كل طرقات حياتك واتمنى ان اراك فى موقع قيادى فى بلادى ياااااااارب العالمين وهو القادر على ذلك وحده
رد Avatar photoيقولسودانا فوووق بدون كيزان وارزقية: 21 يوليو، 2025 الساعة 3:07 م لااااا فض فوك يا كنداكة ولكن لا حياه لمن تنادي
07-22-2025, 06:47 AM
Yasir Elsharif Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 51775
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة