تعيين الدكتور أمجد فريد كوزير في الحكومة السودانية الحالية – في ظل تاريخه المثير للجدل ومطالبة صحفيين موالين للحركة بتوزيره – يتطلب فكّ شيفرات سياسية وإعلامية معقدة. إليك تحليل مُفصّل:
أولاً-: الإطار العام للشخصية الخلفية المهنية والعائلية: طبيب أمراض صدرية (يُضفي شرعية تقنية). صلة قرابة برئيس الوزراء (بُعد محسوبية يثير شكوكًا). الموقف السياسي خلال الحرب: دعم علني للجيش السوداني (وصفه خصومه بـ"الانحياز لطرف في إراقة الدماء"). تأسيس موقع إلكتروني إعلامي (تحول إلى منصة لتبرير موقف الجيش ونقد قوى "التغيير"). ثانياً: دوافع الصحفيين الموالين للحركة للمطالبة بتوزيره الآن: مكافأة الولاء- مبدأ "المُحاصصة السياسية" حيث يُكافَأ الموالون بمناصب.
*إرسال رسالة بأن دعم الجيش خلال الحرب ليس "خطيئة" بل خدمة وطنية!
استقطاب التيار المُؤيد للجيش- الحركة بحاجة لشرعيّة شعبية في معاقل الجيش (خاصةً وسط الطبقة الوسطى والكوادر المهنية). تعيينه يُظهر "الانفتاح" على كل الأطياف (حتى لو كان شكليًّا). تجيير منصبه الإعلامي-موقعه الإلكتروني ومهاراته التواصلية قد يُحوَّلان لخدمة خطاب الحكومة الجديدة. تحييد صوت إعلامي مؤثر كان ناقدًا للحركة سابقًا بدمجه في المنظومة. التوازنات العائلية والعشائرية- صلة القرابة برئيس الوزراء تُستخدم كورقة ضغط لتوسيع القاعدة الاجتماعية للحكومة.
ثالثاً: المخاطر والانتقادات المتوقعة -البُعد المخاطر الشرعية تفجير أزمة ثقة مع ضحايا الحرب (خاصةً من عارضوا الجيش). الكفاءة تحويل الوزارة إلى "منصب شرفي" لشخص بلا خبرة سياسية/إدارية. الرسالة تأكيد هيمنة المحسوبية على حساب الكفاءة (نقيض شعارات "التأسيس"). الاستقرار إثارة انقسام داخل التحالف الحاكم (خاصةً من التيارات المدنية). رابعاً: لماذا التوقيت الآن بالذات؟ الضغط الإعلامي المضاد -محاولة كسر هيمنة الخطاب الناقد للحكومة في الإعلام. استباق تحركات الخصوم- دمج الرموز المؤيدة للجيش قبل أي مفاوضات سياسية مع العسكر.
استغلال حالة "التسامح المؤقت" -الرأي العام منشغل بالأزمات المعيشية أكثر من التركيز على التعيينات. اللعبة السياسية الخفية المطالبة بتعيين أمجد فريد ليست سوى -مناورة لاحتواء الرموز المثيرة للجدل بدلاً من مواجهتها. مُساومة غير مكتوبة مع أطراف داخل الجيش- "ندمج رموزكم مقابل ضمان عدم العرقلة". اختبار لمرونة المجتمع الدولي في تقبّل شخصيات ارتبطت بمواقف مُتعارضة مع الديمقراطية.
السؤال الأعمق- هل الحكومة تختار "الواقعية السياسية" على حساب المبادئ التي نادت بها؟ التاريخ يُجيب تعيين شخصيات مثيرة للانقسام في لحظات التحول يُحوِّل "التأسيس" إلى "إعادة تدوير" للنخب القديمة بوجوه جديدة.
07-19-2025, 04:01 PM
محمد حمزة الحسين محمد حمزة الحسين
تاريخ التسجيل: 04-22-2013
مجموع المشاركات: 1907
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة