خارطة الطريق الوطنية لوقف الحرب وإعادة بناء الدولة السودانية
نحو حل جذري للصراع السوداني يبدأ من وقف الحرب، ويمتد إلى التأسيس العادل لدولة مدنية شاملة. تقدم هذه الخارطة مقترحًا عمليًا للقوى السياسية والمدنية لإنقاذ البلاد، اعتمادًا على منهجية متدرجة تبدأ بالإنساني وتنتهي بالسياسي والمؤسسي، من خلال محاور متشابكة وواقعية.
🔶 المرحلة الأولى: وقف إطلاق النار المستدام آليات رقابة مستقلة ومحايدة
إنشاء لجنة دولية ـ سودانية مشتركة لمراقبة الهدنة، غير تابعة لطرفي النزاع.
تضم منظمات مثل الأمم المتحدة، الاتحاد الإفريقي، والـ IGAD.
ربط الهدنة بالوضع الإنساني
فتح ممرات إنسانية آمنة بإشراف مراقبين مدنيين.
تسهيل وصول الغذاء والدواء إلى المناطق المحاصرة.
ضمانات أمنية متبادلة
اتفاق على وقف التحركات العسكرية في المدن.
انسحاب مرحلي من المواقع المدنية.
منع استخدام الطيران الحربي والمسيّرات في المناطق الآهلة.
🔶 المرحلة الثانية: حوار وطني لا مركزي وشامل تمثيل حقيقي للهامش والمجتمع الحي
إشراك فعلي لمجتمعات دارفور، كردفان، النيل الأزرق، شرق السودان.
ضمان تمثيل النساء والشباب بنسبة لا تقل عن 40%.
تمثيل النقابات، الإدارات الأهلية، ولجان المقاومة.
كسر احتكار النخب
عدم قصر الحوار على الأحزاب التقليدية والمكونات العسكرية.
تهميش دور "سماسرة التسويات" والوسطاء ذوي المصالح.
منصات حوار متوازية (محلية/إقليمية)
حوارات شعبية (في الأقاليم والمحليات) تغذي المركز.
اعتماد نتائج الحوارات الولائية كأساس للتفاوض السياسي الوطني.
🔶 المرحلة الثالثة: معالجة الجذور الهيكلية للصراع إصلاح أمني تدريجي وشفاف
دمج المليشيات في قوات نظامية تحت إشراف مدني.
إعادة هيكلة الجيش وفق عقيدة دفاعية وطنية.
تحديد واضح لمهام الأمن والشرطة.
عدالة انتقالية حقيقية
تشكيل محاكم خاصة للجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب.
قسمة عادلة للعوائد القومية (الذهب، النفط، الأراضي الزراعية).
تمكين الأقاليم من وضع أولوياتها التنموية.
🔶 المرحلة الرابعة: ضمانات دولية وإقليمية ذكية وساطة حيادية متعددة الأطراف
استبعاد الدول ذات الأجندات المتضاربة (مثل مصر، الإمارات، إثيوبيا).
اعتماد دول مثل:
السعودية (لضمان الدعم المالي والالتزام).
جنوب إفريقيا (لخبرتها في العدالة الانتقالية).
النرويج وكندا (كدول محايدة وذات مصداقية في الوساطة).
عقوبات موجهة
استهداف معرقلي العملية السياسية بعقوبات شخصية (تجميد أصول، حظر سفر).
محاسبة منتهكي الهدنة، سواء كانوا عسكريين أو سياسيين.
دعم دولي مشروط
ربط أي تمويل أو دعم دولي بتحقيق تقدم فعلي في المسار السلمي والتحول المدني.
إنشاء صندوق دولي لإعادة الإعمار تحت رقابة شعبية.
🔶 المرحلة الخامسة: آليات تنفيذ قابلة للمساءلة جدول زمني تفصيلي للمسار السياسي
مرحلة 1: وقف النار (1-3 أشهر).
مرحلة 2: الحوار الوطني الشامل (3-6 أشهر).
مرحلة 3: الاتفاق السياسي والدستوري (6-9 أشهر).
مرحلة 4: تشكيل الحكومة الانتقالية التنفيذية (9-12 شهرًا).
هيئة رقابة مستقلة
تشكيل لجنة رصد تنفيذ الاتفاق، تضم:
ممثلين من المجتمع المدني.
مراقبين إقليميين ودوليين.
إعلاميين لضمان الشفافية.
نوافذ مرنة للتعديل
آلية لتحديث الاتفاق حسب مستجدات الواقع، بتوافق الأطراف لا بإملاء.
🔶 المرحلة السادسة: تفادي أخطاء الماضي رفض الاتفاقات الفوقية
لا مفاوضات في غرف مغلقة دون مشاركة مجتمعية.
أي اتفاق يجب أن يمر عبر استفتاء شعبي مصغر أو برلمان انتقالي تمثيلي.
رفض الحلول "الترقيعية"
معالجة القضايا الكبرى (الهوية، دارفور، الثروة) في صلب الاتفاق لا تأجيلها.
شفافية المفاوضات
بث مباشر أو تسجيل علني لجلسات التفاوض.
نشر كل المسودات وتلقي الملاحظات من الجمهور.
⚠️ التحديات الحرجة التي تتطلب شجاعة وطنية معضلة السلاح: نزع السلاح تدريجيًا مع ضمانات دمج وعفو مشروط.
التدخل الإقليمي: بناء حلف إقليمي داعم للسلام، لا متورط في النزاع.
الشرخ الاجتماعي العميق: الاستثمار في المصالحات الأهلية، ومشاريع تنموية رمزية لبناء الثقة.
من الحرب إلى الوطن الممكن النجاح لا يأتي بخطاب الوحدة فقط، بل بإرادة صلبة لتجاوز ثقافة الغنيمة والاستحواذ. الطريق الأمثل يبدأ من لحظة اعتراف الجميع أن:
لا منتصر عسكريًا في هذه الحرب.
الوطن أهم من الزعامة.
والعدالة أسمى من الصفقة.
ما لم تتحول القوى السياسية من "فن توزيع الكراسي" إلى "هندسة عقد اجتماعي جديد"، فإن كل سلام سيكون مجرد هدنة هشة بانتظار حرب أخرى.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة