لماذا وكيف - استمر الكيزان في حكم السودان لأكثر من ثلاثين عام ؟!
أسباب استمرار الكيزان في حكم السودان لأكثر من ثلاثين عامًا :-
1. السيطرة على الجيش ومفاصل الدولة
بدأ حكم الكيزان بانقلاب عسكري في 1989 قاده عمر البشير بدعم من الجبهة الإسلامية بقيادة حسن الترابي، أعقب ذلك تطهير واسع في الجيش والمؤسسات الأمنية من كل من يعارضهم، وملؤوا المناصب بقيادات موالية لهم، خصوصًا في الأجهزة الحسَّاسة، مما عزَّز تحكُّمهم الكامل في الدولة.
استخدموا أجهزة أمنية متعددة (الدفاع الشعبي، كتائب الظل، الأمن الطلابي) لترسيخ القمع ومراقبة المجتمع.
2. التمكين السياسي والإقتصادي
نفَّذ الكيزان سياسة "التمكين"، فتم إحلال كوادرهم وأتباعهم في مفاصل مؤسسات الدولة، من الجهاز الإداري إلى الشركات الحكومية وحتى الجيش، وتم إقصاء كل من يُشك في ولائه لهم.
استغلوا موارد البلاد وثرواتها لإثراء النخبة الحاكمة ودوائرها الضيقة، كخصخصة شركات كُبرَى وبيعها لمُقرَّبين أو أجانب، وتوجيه عائدات النفط لتمويل السلطة لا التنمية.
3. استخدام الدين والشرعية الأيديولوجية
قدموا أنفسهم عبر خطاب ديني باعتبارهم حراس "المشروع الإسلامي" في السودان، واستخدموا قوانين الشريعة وبرامج الأسلمة كأداة سياسية لتحييد الخصوم، وإقناع شريحة واسعة من المجتمع بمنحهم الولاء.
4. إثارة النزاعات وتمزيق النسيج الاجتماعي
عمدوا لإشعال النزاعات القبلية والجهوية لإضعاف حركات المعارضة والمنافسين، خصوصًا من أقاليم دارفور والجنوب وكردفان، وسعوا للتخلص من كل من ينافسهم حتى داخل التيار الإسلامي ذاته، وفككوا كل مؤسسات المجتمع المدني المستقلة.
أدت سياساتهم لإشعال الحروب الأهلية التي استنزفت الدولة وأضعفت وحدتها، وأفرغت المجتمع من قواه المعارضة عبر الهجرة أو القمع.
5. تغييب المجتمع المدني وقمع الحريات
قاموا بتدمير منظم للمجتمع المدني السوداني من اتحادات طلابية ونقابات وأحزاب، وكمموا أفواه الإعلام، وفرضوا الرقابة والقوانين الاستثنائية، فتراجعت الحياة السياسية وتكرست الديكتاتورية.
مارسوا القمع الواسع بحق كل من يعارضهم، من اعتقالات وتعذيب وحتى إعدامات، وأدخلوا الرعب في المجتمع لمنع أي محاولة للثورة عليهم.
6. التحالفات والتكتيكات السياسية
نجحوا، في فترات ضعفهم، في نسج تحالفات مرحلية مع قوى سياسية تقليدية أو جهوية، واستخدموا الخداع والمناورة للبقاء في السلطة مقابل التنازل أو إعادة التموضع أحيانًا.
استفادوا من ضعف وفُرقة حركة المعارضة وفشل التحالفات المدنية في تقديم بديل موحد وفعال حتى فترة سقوطهم في 2019.
خلاصة استمر حكم الكيزان الطويل بسبب بناء شبكة معقدة للتمكين داخل الدولة والمجتمع، واستخدام الدين كأداة سياسية، وتصفية المنافسين، والسيطرة على الجيش والاقتصاد، مع قمع الحريات وتغييب المعارضة الحقيقية، مما مكّنهم من البقاء رغم الخراب الاقتصادي والاجتماعي الهائل الذي أصاب السودان.
07-19-2025, 00:13 AM
الصديق الزبير الصديق الزبير
تاريخ التسجيل: 04-14-2021
مجموع المشاركات: 531
ما هو أسوأ نظام حُكم مرَّ على السودان - بعد الإستقلال ؟!
أسوأ نظام حكم مرَّ على السودان بعد الإستقلال هو نظام الإنقاذ بقيادة عمر البشير (1989-2019)، الذي يُعتبر الأخطر والأكثر تدميراً للبلاد بسبب عدة عوامل منها:
استمرار الحروب والصراعات المسلحة في العديد من أقاليم السودان مثل دارفور، الجنوب، وجبال النوبة والنيل الأزرق، ما أدى إلى تقسيم السودان بفقدان الجنوب في 2011، وتوسع رقعة الصراعات إلى مناطق جديدة.
القمع السياسي والاعتقالات والاحتجاجات الدموية، حيث شهدت فترة حكم البشير ارتفاعاً كبيراً في قمع المعارضة ومظالم شعبية عديدة، منها احتجاجات سبتمبر 2013 التي راح ضحيتها المئات برصاص الأمن.
الفقر والبطالة وانخفاض مستوى دخل الفرد على الرغم من خيرات البلد، إضافة إلى فساد سياسي واسع وتهميش كبير للمناطق المهمشة.
تغليب العنف والسلاح كأسلوب للحكم وإدارة الدولة، حيث اعتمد النظام على تنظيمات أصولية متطرفة وسياسات قمعية، مما أدى إلى انقسام المجتمع ورفض قبول الآخر.
استمر حكمه لأكثر من 29 سنة، وهي فترة طويلة من الحكم الشمولي التي كانت أسوأ فصول تاريخ السودان الحديث بعد الاستعمار.
وبحسب تقييم الخبراء والكتّاب السودانيين، فقد مثل نظام البشير ذروة الاستبداد والعنف، حيث لم يقتصر على الحكم القمعي فقط، بل أدخل السودان في دوامة من الحروب الداخلية والانقسامات التي لم تتوقف ، ويُعتبَر حُكم الفريق عبد الفتاح البُرهان وزُمرته الطاغية على المشهد السياسي في البلاد الآن امتداد لذلك النظام الإستبدادي المُجرِم ، والذي أورَد السودان موارِد الهلاك الآن .
بالتالي يمكن القول إن نظام الإنقاذ (عمر البشير) هو الأسوأ في تاريخ السودان الحديث بعد الإستقلال بسبب التدمير السياسي والاجتماعي والإنساني والاقتصادي الذي خَلَّفه.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة