الثلاثاء ١٥ يوليو ٢٠٢٥، الساعة ١٦:٠٨ بتوقيت غرينتش
فيما يلي تفصيل للوضع استنادًا إلى تقارير صحيفة الغارديان ومصادر أخرى:
🇸🇩 ما حدث
عمليات قتل جماعي: تُتهم قوات الدعم السريع شبه العسكرية بقتل ما يقرب من 300 مدني في سلسلة من المداهمات على قرى في شمال كردفان، السودان.
القرى المستهدفة: ركزت الهجمات على مناطق أفادت التقارير بأنها خالية من الأهداف العسكرية، مما يشير إلى استهداف متعمد للمدنيين.
نتائج منظمات حقوق الإنسان: وثّقت منظمات حقوق الإنسان الفظائع، ووصفتها بأنها ممنهجة ووحشية.
🔥 طبيعة الهجمات
العنف العرقي: اتُهمت قوات الدعم السريع بارتكاب عنف بدوافع عرقية، لا سيما ضد المجتمعات غير العربية مثل المساليت في دارفور.
العنف الجنسي: تصف تقارير الأمم المتحدة وشهادات الناجين حالات اغتصاب وتعذيب واسعة النطاق، حيث يُزعم أن مقاتلي قوات الدعم السريع استخدموا عبارات عنصرية وهددوا الضحايا بالحمل القسري "لإنجاب أطفال عرب".
الفئة العمرية للضحايا: تراوحت أعمار ضحايا العنف الجنسي بين 8 و75 عامًا، مما يُبرز الطبيعة العشوائية للانتهاكات.
🛑 الأثر الإنساني
النزوح: أدى الصراع إلى نزوح حوالي 14 مليون شخص في جميع أنحاء السودان، وفقًا للأمم المتحدة.
تدمير البنية التحتية: دُمرت القرى والمستشفيات والبنية التحتية المدنية، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.
⚔️ خلفية عن قوات الدعم السريع
الأصول: تطورت قوات الدعم السريع من ميليشيات الجنجويد التي استخدمها الرئيس السابق عمر البشير خلال صراع دارفور في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
القيادة: بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، نمت قوات الدعم السريع لتصبح قوة نافذة ذات صلات بقطاع تعدين الذهب والحكومات الأجنبية.
صراع على السلطة: تخوض قوات الدعم السريع صراعًا عنيفًا مع الجيش النظامي السوداني منذ أبريل/نيسان 2023، في أعقاب خلافات حول التكامل العسكري والسيطرة السياسية.
🌍 الاستجابة الدولية
إدانة الأمم المتحدة: دعت الأمم المتحدة إلى وقف فوري للهجمات على المدنيين، وحذرت من احتمال وقوع إبادة جماعية في دارفور.
الإجلاء والمساعدات: أجلت الدول رعاياها، وتواجه المنظمات الإنسانية صعوبة في إيصال المساعدات وسط استمرار العنف.
++++++++++++++++++++++++
أفادت التقارير أن الأوراق الأكاديمية التي لم تخضع بعد لمراجعة الأقران تحتوي على تعليمات خفية لنماذج لغوية كبيرة. الصورة: أولغا شوميتسكايا/صور جيتي
أفادت تقارير أن علماء يُخفون توجيهات نصية للذكاء الاصطناعي في الأوراق الأكاديمية للحصول على مراجعات إيجابية من الأقران. عُثر على أوراق بحثية تحتوي على نص أبيض مخفي يُعطي تعليمات بعدم إبراز الجوانب السلبية، مع تزايد القلق بشأن استخدام نماذج لغوية كبيرة الحجم في مراجعة الأقران.
جوش تايلور، مراسل الشؤون التقنية، الاثنين 14 يوليو 2025، الساعة 04:14 بتوقيت جرينتش
إليكم ملخصًا مفصلاً لمقال جوش تايلور في صحيفة الغارديان:
🧪 ما يحدث
يُضمّن الباحثون توجيهات نصية مخفية في الأوراق الأكاديمية باستخدام نص أبيض - غير مرئي للمراجعين البشريين ولكنه قابل للقراءة بواسطة أدوات الذكاء الاصطناعي.
وُجد أن هذه التوجيهات تُوجّه أنظمة الذكاء الاصطناعي لتجنب انتقاد الورقة أو التركيز على الجوانب الإيجابية، مما يُتلاعب بفعالية بنتائج مراجعة الأقران.
🤖 كيف تعمل؟
يُوضع النص الأبيض في أماكن مثل الحواشي السفلية أو الهوامش، حيث لا يُرى أثناء المراجعة اليدوية.
قد تلتقط نماذج الذكاء الاصطناعي التي تستخدمها المجلات أو المؤسسات لمراجعة الأقران هذه التعليمات الخفية، وتُولّد ردود فعل متحيزة ومفرطة في الإيجابية.
⚠️ لماذا يُعدّ هذا الأمر مُقلقًا؟
يُقوّض النزاهة الأكاديمية: من المفترض أن تكون مراجعة الأقران محايدة ودقيقة. هذا التكتيك يُعرّض هذه العملية للخطر.
يستغلّ نقاط ضعف الذكاء الاصطناعي: يمكن لنماذج اللغة الكبيرة أن تتبع إشارات خفية، مما يجعلها عرضة للتلاعب إذا لم تُحمَ بشكل صحيح.
يُثير مخاوف أخلاقية: قد تؤدي هذه الممارسة إلى نشر أبحاث غير مؤهلة، مما يُقوّض الثقة في الأدبيات العلمية.
🧭 آثار أوسع نطاقًا
أثارت هذه الحادثة جدلًا حول دور الذكاء الاصطناعي في النشر الأكاديمي، خاصةً مع تزايد اعتماد المجلات على أدوات مراجعة آلية.
يدعو الخبراء إلى إرشادات أكثر صرامة وشفافية في كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في مراجعة الأقران لمنع إساءة الاستخدام.
+++++++++++++++++++++++++
قد تدخل الخنازير المعدلة وراثيًا Gene-edited pigs السوق الكندية قريبًا، لكن لا تزال هناك تساؤلات حول تأثيرها.
تاريخ النشر: ١٠ يوليو ٢٠٢٥، الساعة ١٢:١٩ مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة
فيما يلي شرح واضح وبسيط لما يحدث مع الخنازير المعدلة وراثيًا Gene-edited pigs في كندا:
🐖 ما يحدث
تدرس الحكومة الكندية السماح ببيع الخنازير المعدلة وراثيًا كغذاء.
عُدّلت هذه الخنازير باستخدام تقنية كريسبرCRISPR ، وهي أداة تُمكّن العلماء من تغيير الحمض النووي بدقة متناهية.
الهدف هو جعل الخنازير مقاومة لمرض يُسمى (PRRS) Porcine reproductive and respiratory syndrome، والذي يُسبب خسائر فادحة في صناعة لحم الخنزير.
🧬 ما الذي يُميز هذه الخنازير؟
على عكس الحيوانات القديمة المعدلة وراثيًا، لا تحتوي هذه الخنازير على حمض نووي من أنواع أخرى.
بدلًا من ذلك، تُعدّل جيناتها بشكل طفيف - على غرار ما قد يحدث بشكل طبيعي، ولكن بشكل أسرع وأكثر دقة.
⚠️ المخاوف والأسئلة
مداخلات الجمهور محدودة: يُمكن للناس إرسال تعليقاتهم إلى الحكومة، ولكن لا مجال واسعًا لمناقشة أعمق.
مخاوف أخلاقية وثقافية: يُبدي البعض قلقًا بشأن تأثير هذا على رعاية الحيوان، وتقاليد الطعام، والثقة بالعلم.
مشاكل وضع العلامات: في حال الموافقة، قد يُباع لحم الخنزير المُعدّل وراثيًا بدون ملصقات واضحة، مما يُؤدي إلى عدم معرفة المستهلكين بكيفية صنع طعامهم.
🧠 أهمية هذا الأمر
سبق لكندا أن أبدت ردود فعل متباينة تجاه الحيوانات المُعدّلة وراثيًا. على سبيل المثال:
تمت الموافقة على سمك السلمون "أكوا أدفانتج" Aqua Advantage salmon، لكنه واجه احتجاجات، وسُحب في النهاية من السوق.
تمت الموافقة على "إنفيرو بيغ" Enviro Pig ، لكنه لم يُطرح للبيع بسبب ردود فعل الجمهور السلبية.
يقول الخبراء إن كيفية إشراك الجمهور في قرارات كهذه لا تقل أهمية عن العلم نفسه.
" target="_blank">
قد تدخل الخنازير المعدّلة وراثيًا سوق الأغذية الكندي قريبًا! أتساءل ما الذي قد يحدث؟
سمك السلمون أكوا أدفانتج Aqua Advantage Salmon 🐟
كان هذا أول حيوان مُعدّل وراثيًا يُعتمد للاستهلاك البشري في كندا.
ما هو:
طُوّرت سمكة سلمون أكوا أدفانتج Aqua Advantage Salmon من قِبل شركة أكواباونتي تكنولوجيزAquaBounty Technologies ، وهي مُعدّلة وراثيًا لتنمو أسرع بمرتين من سمك السلمون الأطلسي العادي.
أضاف العلماء جين هرمون النمو من سمك سلمون شينوك Chinook salmon وجينًا تنظيميًا من سمكة أوشن بوت ocean pout (سمكة تشبه ثعبان البحر) لتسريع النمو.
لماذا كانت مثيرة للجدل؟
مخاوف بيئية: خشي النقاد من أن هروب هذه الأسماك إلى البرية قد يُلحق الضرر بتجمعات سمك السلمون البري أو أنظمته البيئية.
مخاوف صحية: تساءل بعض العلماء عما إذا كانت التغييرات الجينية قد تؤثر على الحساسية أو مستويات الهرمونات في الأسماك.
مخاوف أخلاقية: جادلت جماعات السكان الأصليين ونشطاء البيئة بأن تعديل الأنواع البرية لتحقيق الربح يُقوّض القيم الثقافية والبيئية.
ماذا حدث؟
على الرغم من الموافقة عليها عام ٢٠١٦، واجه سمك السلمون رفضًا واسع النطاق من المستهلكين.
تعهدت أكثر من 80 سلسلة بقالة ومطعمًا رئيسيًا (بما في ذلك وول مارت وكوستكو وريد لوبستر Walmart, Costco, and Red Lobster) بعدم بيعه.
أغلقت شركة أكواباونتي عملياتها في كندا في عام 2024، وأوقفت الإنتاج تمامًا في عام 2025 بسبب الخسائر المالية وقلة الطلب في السوق.
🐖 إنفيروبيج EnviroPig
كان هذا خنزيرًا معدّلًا وراثيًا طُوّر لمعالجة التلوث البيئي الناتج عن تربية الخنازير.
ما هو؟
ابتكر باحثون في جامعة جيلف University of Guelph إنفيروبيج، وقد صُمّم لهضم الفوسفور بكفاءة أكبر.
أنتج إنفيروبيج إنزيمًا يُسمى فيتازphytase في لعابه، مما قلل من كمية الفوسفور في روثه، مما يساعد على منع تلوث المياه.
لماذا كان مثيرًا للجدل؟
التعديل الوراثي: احتوى الحمض النووي للخنزير على جينات من بكتيريا الإشريكية القولونية E. coli bacteria والفئران، مما أثار مخاوف أخلاقية ومتعلقة بالسلامة.
رفض المستهلكون: شعر العديد من الكنديين بعدم الارتياح لتناول اللحوم المعدلة وراثيًا.
معارضة من قطاع صناعة لحوم الخنزير: أعلنت كبرى شركات معالجة لحوم الخنزير، مثل أوليميل Olimel ، علنًا أنها لن تعالج أو تبيع لحوم إنفيروبيج، حتى في حال الموافقة عليها.
ماذا حدث؟
على الرغم من حصوله على الموافقة البيئية، لم يُعتمد قط للاستهلاك البشري.
بسبب نقص التمويل والدعم العام، أوقفت جامعة جيلف المشروع عام ٢٠١٢، وأعدمت ما تبقى من الخنازير قتلًا رحيمًا.
🧠 أهمية هذه الحالات
يُظهر كلٌّ من مشروعي AquAdvantage وEnviroPig أن الابتكار العلمي وحده لا يكفي - فثقة الجمهور، والنقاش الأخلاقي، وقبول السوق، تلعب دورًا هامًا في نجاح الحيوانات المعدلة وراثيًا.
++++++++++++++++++++++++
ثعبان الحفر (Loxocemus bicolor)، أحد أنواع الثعابين التي تفرز المسك من الغدد القريبة من فتحة شرجها. حقوق الصورة: Daniel Nunez/NPL/Minden Pictures
تستخدم الثعابين المسك ذي الرائحة الكريهة لإبعاد النمل عن سراويلها
إليك تحليلًا شيقًا وممتعًا لمقال جوشوا راب ليرن على صحيفة نيويورك تايمز:
🐍 ماذا اكتشف العلماء؟
تطلق الثعابين مادة كريهة الرائحة تُسمى المسك من الغدد القريبة من ذيولها عندما تشعر بالتهديد.
هذا المسك ليس مجرد وسيلة دفاعية كريهة الرائحة، بل اتضح أنه قادر على صد النمل الذي يحاول الزحف على الثعبان أو مهاجمته، بل وقتله أيضًا.
🧪 كيف يعمل يحتوي المسك على مواد كيميائية قوية، بما في ذلك الأحماض الكربوكسيلية، وهي سامة للنمل عند ملامسته.
في الاختبارات المعملية، هرب النمل الذي تعرض لمسكِ الثعباني، أو أصيب بالشلل، أو مات.
لا يعمل المسك كغاز (لا يوجد تأثير تبخير)، ولكنه فعال للغاية عندما يلمسه النمل أو يشمه مباشرة.
🐜 أهمية المسك
تعيش بعض الثعابين، مثل ثعبان البايثون الأمريكي الأوسط، في أماكن مليئة بالنمل والحشرات الأخرى.
يعمل المسك كدرع كيميائي، يمنع النمل من عضها أو مهاجمتها.
يُظهر هذا أن مسكِ الثعبان تطور ليس فقط لإخافة الحيوانات المفترسة الكبيرة، ولكن أيضًا للحماية من المهاجمين الصغار.
🧠 معلومة إضافية
اختبر البحث المسك من عدة أنواع من الثعابين - بما في ذلك البواء، والبايثون، والكوبرا، والأفاعي الجرسية - ووجد أن العديد من أنواع الثعابين تمتلك مسكًا طاردًا للنمل، مما يشير إلى أنها وسيلة شائعة للبقاء على قيد الحياة.
++++++++++++++++++++++++++++++++
معارك كردفان تقلب موازين القوى في شمال السودان وغربه
الجيش يراهن على معارك طويلة لتكرار ما حدث في الخرطوم والدعم السريع تسعى للسيطرة على إقليم دارفور.
الخرطوم- تحول إقليم كردفان في غرب السودان إلى ساحة حرب ممتدة بين قوات الجيش والدعم السريع، بعد أن ظل في خلفية الصراع حول ولايات عديدة في الشمال والوسط والغرب، ثم أصبح بؤرة عمليات عسكرية معقدة، يعوّل عليها كل طرف لترجيح موازين القوى الخاصة به حيث يقع الشمال تحت سيطرة الجيش، والغرب تحت هيمنة قوات الدعم السريع، باستثناء مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.
وتكتسب المعارك الدائرة في كردفان حاليا أهمية كبيرة، لأن وصول عناصر الدعم السريع إلى منطقة المثلث الحدودي شمالا، بين مصر وليبيا والسودان، يتيح لها تضييق الخناق على الجيش الذي يحاول خلق مسارات له في إقليم كردفان، تساعده على استعادة جزء من ولايات دارفور.
وتتيح سيطرة الدعم السريع بشكل كامل على إقليم دارفور فرصة لها لإعلان حكومة موازية في غرب السودان، ووقوع نصف مناطق السودان تقريبا تحت سيطرتها.
وتشهد مناطق متاخمة لمدينة الأبيّض عاصمة إقليم كردفان، معارك عنيفة بين الجيش والدعم السريع، وسط تقارير تحدثت عن مقتل نحو 700 شخص من الطرفين، وتبادلا إعلان السيطرة على مدينة “أم صميمة” التي تبعد نحو 60 كيلومترا من الأبيّض، وبعد أن كانت تحت سيطرة الجيش أعلنت الدعم السريع الاستيلاء عليها قبل أن تعود القوات المشتركة المتحالفة مع الجيش لتطويق المنطقة والسيطرة عليها.
وتشكل منطقة “أم صميمة” نقطة حدودية مهمة تفصل بين ولايتي شمال وغرب كردفان، ما يمنح القوات التي تسيطر عليها قدرة في التحكم العسكري ومراقبة الطرق المؤدية إلى العمق الغربي والشمالي من البلاد.
ووصف خبراء عسكريون ما يحدث في كردفان بأنه “معارك استنزاف” مشتركة، قبل حسم معارك كبرى في دارفور بالنسبة إلى الجيش الذي استعاد مناطق كانت تحت سيطرة الدعم السريع على تخوم مدينة الفاشر قبل أيام، أو بالنسبة إلى الولاية الشمالية التي لوحت الدعم السريع باجتياحها، ومن الصعب أن يصل أيّ من الطرفين إلى تحقيق مكاسب إيجابية في الشمال أو الغرب بلا حسم معارك كردفان لصالحه.
وتبدو هناك أفضلية لصالح قوات الدعم السريع، لأن لديها تحالفات عسكرية وسياسية مع الحركة الشعبية شمال/جناح عبدالعزيز الحلو، الذي يملك سيطرة كبيرة على بعض المناطق في جنوب كردفان.
ويسعى الجيش إلى استعادة منطقة “بارا”، وتعد معقلا رئيسيا للدعم السريع في شمال كردفان، وتشهد معارك عنيفة، وتكمن أهميتها في تواجدها بموقع، إقليمي كردفان (جنوب) ودارفور (غرب) حيوي بالعاصمة الخرطوم عبر طريق يصل إلى أم درمان في غرب الخرطوم.
وقال الخبير العسكري السوداني اللواء محمد خليل الصائم إن كردفان منطقة غنية بالموارد، ومعبر رئيسي لإقليم دارفور، وحال تمكن الجيش من السيطرة على ولايات الإقليم الخمس أو عدد منها، لن يكون من الصعب تحرير دارفور، بينما العناصر التابعة لقوات الدعم السريع تعمل بقوة لوقف تقدم قوات الجيش.
وأضاف لـ”العرب” أن الجيش يعوّل على طول أمد المعارك لإنهاك عناصر الدعم السريع، وتكرار ما حدث في ولايات الخرطوم والجزيرة وأم درمان، وقرر الضغط عسكريا لاستغلال جهود تبذل للجلوس إلى طاولة التفاوض من أجل إحراز تقدم يخدمه وضبط موازين القوى لصالحه، وأن استعادة منطقة “أم صميمة” بعد ساعات قليلة من فقدانها يبرهن أن لديه تركيزا على توظيف قواعد انطلاقه للتمدد في الإقليم.
وأشار إلى أن الجيش يراهن على التحركات الدبلوماسية الرامية لتحييد عناصر الدعم السريع في المثلث الحدودي، ويضمن عدم استفادته من وصول الإمدادات إليه عبر هذه المناطق، وعدم تضييق الخناق عليه في كردفان، ويدرك وجود خسائر كبيرة في صفوف الدعم السريع بعد عامين من القتال.
ولم يكن طول أمد المعارك في كردفان في صالح الجيش على طول الخط، حيث فقد خلال المعارك مناطق مهمة، وسيطرت قوات الدعم السريع مؤخرا على مدن النهود والدبيبات والخوي، وكانت في طريقها للسيطرة على مدينة بابنوسة في ولاية غرب كردفان، وشنت قصفا مدفعيا على مقر الفرقة 22 مشاة التابعة للجيش، لكنه صدها.
وأكد المحلل السياسي السوداني عادل سيد أحمد أن معارك غرب السودان تختلف عن معارك الخرطوم والجزيرة والولايات الشمالية، إذ يمتد إقليم دارفور إلى ثلث مساحة السودان، وحال انضمام كردفان إليه فذلك يشكل نصف مساحة البلاد تقريبا، إلى جانب البعد القبلي المتمركز بصورة رئيسية في الإقليمين، وهناك قبائل مشتركة تمثل العنصرين العربي والأفريقي، وهي ميزة استفادت منها الدعم السريع، وسعى الجيش إلى مجاراتها عبر التحالف مع حركات دارفور المنتمية لقبائل أفريقية.
وأوضح لـ”العرب” أن الحرب في الإقليمين بين جيش وقوى عسكرية متحالفة معه لهما خلفية قبلية، وهما حركتا جيش تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي والعدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، وبين قوات الدعم السريع وحلفائها من القبائل العربية واسعة الانتشار في دارفور وكردفان، ويصعب إغفال أن قبائل غرب السودان لها تداخلات مع دول الجوار، ما يجعل محرك الصراع يسير على نحو أكثر تعقيدا.
وذكر أن فقدان الدعم السريع السيطرة على ولايات الوسط وبعض مناطق الشمال جعلتها تحشد قوتها الضاربة في الغرب، لتتواجد في مناطق ذات كتلة واحدة تعمل للدفاع عنها، ما يطيل أمد الحرب في تلك المناطق، وليس من المستبعد أن تكون أكثر تعقيدا الأيام المقبلة، ما لم تجلس الأطراف المتحاربة إلى طاولة مفاوضات.
وفي حال سيطرة قوات الدعم السريع على كافة مناطق إقليمي دارفور وكردفان، فإن شهيتها ستكون مفتوحة لتشكيل حكومة موازية والتحول إلى النموذج الليبي أو الاتجاه نحو انفصال الغرب، بما يجعل المعارك الحالية أكثر شراسة.
كما أن الوضع يرتبط بما هو تاريخي، إذ ظل الغرب يشكل شوكة في حلق نظام الرئيس السابق عمر البشير، إلى أن وصل الصراع إلى المحكمة الجنائية الدولية، وهناك رغبة من جانب قوى إسلامية للانتقام من دون اقتناع بالسلام، ولذلك فحلفاء الدعم السريع القبليون لديهم مواقف رافضة للتفاوض في هذه الأجواء.
+++++++++++++++++++++++++++
يتحدث سمير عن صعوبة اللغة في مواكبة العالم الذي يُفترض أن تصفه. في زمنٍ تتسع فيه الثروات إلى أرقامٍ مبهمة، وتُعيد فيه القفزات التكنولوجية تشكيل الحياة اليومية، من الغريب أن تبدو مفرداتنا... متأخرة عقودًا.
💬 عن ركود اللغة
كلماتٌ مثل "ثري" أو "ملياردير" تضخمت في معناها، لكننا ما زلنا نستخدمها كما لو كنا عالقين في الثمانينيات. عندما ينفق شخصٌ ما نصف مليار دولار على حفل زفاف، هل أصبحت كلمة "غني" هي الكلمة المناسبة - أم يجب علينا ابتكار مستوى جديد مثل "مبالغ فيه"؟
حقيقة أن كتاب "رأس المال" لماركس يبدو خياليًا في المشهد الاقتصادي اليوم؟ إنها طريقة شعرية للقول إن أيديولوجياتنا لم تتطور مع واقعنا.
🎙️ عن السخرية المفرطة
نحن نعبد "الابتكار" في التكنولوجيا، لكننا نقاومه في اللغة. يدعو سمير إلى الحد الأدنى اللغوي الذي يحمل أقصى درجات الدقة، وهذه فلسفة تستحق الدفاع عنها.
ممل أننا ما نزال نتحدث، في الخمسين من العمر، نفس اللغة التي تعاملنا بها قبل نصف قرن! هل كلمة «ثري» تعني الشيء نفسه؟ وكلمة ملياردير اليوم هو الذي يملك الآن 100 مليار دولار، أم صاحب الشركة التي أصبح حجمها 400 تريليون دولار؟ هل الرجل الذي كلف عرسه نصف مليار دولار إنسان مجنون أم طبيعي؟ لقد تجاوزت الأرقام الحقيقية الأرقام المتخيلة. وأصبح كتاب «الرأسمال» لكارل ماركس، يقرأ مثل كتاب «ألف ليلة وليلة». وعدد الناس الذين لا سقف فوق رؤوسهم 300 مليون بشري، أي عدد سكان أميركا. لا حدود للفقر ولا حدود للثراء، وما زلنا نستخدم نفس المقاييس، ونفس الأرقام.
وما زال الأساتذة والمعلمون يتفاهمون بلغة أجدادهم. وقد ضاقت بنا التعابير فأصبح لدينا لغة مضحكة أحياناً. هل تعودت حتى الآن على استخدام «فرط صوتي»؟
كلما وردت أمامي، أفرط على ظهري من الضحك. جميع هؤلاء العلماء وخبراء اللغة لم يتوصلوا إلى شيء بسيط مثل «ميل» أو «كيلومتر»، أو «مومنتوم» أو... بطيخ، يصف ما نريد من دون أن نفتح جبهة «فرط صوتية».
زرعوا في عقولنا أنَّ التجديد في اللغة حرب، وليس تبسيطاً. وظنَّ 7 من النحاة أنَّهم كلما عقّدوا اللغة، أكرموها. والحقيقة أنَّه لم يحافظ عليها سوى التبسيط. وقد تفرط أصوات كثيرة قبل أن نفهم ونتعود استخدام فرط الصوت في موقعه.
لقد عثرنا في سهولة متناهية على كلمة «مُسَيَّرة» بديلاً لعبارة «درون». والذي فعل ذلك قال لماذا لا نستقر على عبارة «مُسَيَّرة» ونسقط من حولها جميع الإضافات، ما دامت العبارة وحدها تكفي؟
وما مضت فترة قصيرة حتى أصبحت «مُسَيَّرة» جزءاً عفوياً تلقائياً من لغتنا اليومية. فقد اتفق الجميع على أنها الأصح بدل «طيارة من دون طيَّار» أو «طيارة آلية»، باعتبار أن جميع الطائرات آلية فيما عدا الورقية منها. آسف على بعض التكرار.
سمير عطا الله
كاتب عربي من لبنان، بدأ العمل في جريدة «النهار»، ويكتب عموده اليومي في صحيفة «الشرق الأوسط» منذ 1987. أمضى نحو أربعة عقود في باريس ولندن وأميركا الشمالية. له مؤلفات في الرواية والتاريخ والسفر؛ منها «قافلة الحبر» و«جنرالات الشرق» و«يمنى» و«ليلة رأس السنة في جزيرة دوس سانتوس».
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Mohamed Omer
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست