هل فعلاً تخلى العالم عن السودان؟.. كما نسمع أحيانا!
الإجابة العاجلة ببساطة: لا.. الحقيقة أن العالم اظنه "تعب" من السودان وجنوب السودان!
ولك ان تقرأ هذا السجل بمحاولات جرت في دول الاقليم او الساحات العالمية بهدف المساهمة في حل أزمات السودان في عشرين سنة 2005–2025
مشاكل السودان غلبت اهله وغلبت الهداي.
لم يكن في الدنيا عدل او سلوك مثالي.. لكن إليك عزيزي القارئ، وخاصة المتذمر، عرض شاملا للمؤتمرات، الفعاليات، والاجتماعات التي عُقدت خصيصاً بشأن السودان، إلى جانب الاتفاقيات الدولية والإقليمية والمحاكم الدولية، والتي تناولت أزماته السياسية والاقتصادية وحروبه الكثيرة خلال العقدين الماضيين وسواءا أكانت خيارا او املاءا.. الموجب والسالب يحسب اهتمام.
الاتفاقيات السياسية اتفاقية نيفاشا (Comprehensive Peace Agreement) – يناير 2005 أنهت رسمياً الحرب الأهلية الثانية بين حكومة السودان والحركة الشعبية – شمال، وشملت بنوداً لتقاسم السلطة والثروة، خصوصاً عائدات النفط.
اتفاقيات سلام دارفور المهمة:
أبوجا (2006)
الدوحة (2011)
جوبا (أغسطس 2020) – مصالحة بين الحكومة وبعض حركات دارفور المسلحة.
المحاكم الدولية:
المحكمة الجنائية الدولية: قضية مفتوحة منذ سنوات ضد الرئيس السابق عمر البشير وبعض أعوانه بخصوص جرائم في دارفور.
المحكمة الدولية 2025: دعوى قدمتها الحكومة السودانية ضد الإمارات بشأن تهمة جرائم في دارفور.
محكمة العدل الدولية: قضية تحكيم في منطقة أبيي الحدودية بين السودان وجنوب السودان، مفتوحة منذ 2007.
مؤتمرات اقتصادية وتنموية:
مؤتمر شراكة السودان (برلين – يونيو 2020) شاركت فيه الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي، وألمانيا. هدفه دعم الانتقال الديمقراطي، التحضير للانتخابات، وتوفير تمويل للحماية الاجتماعية.
مؤتمر باريس لدعم الاقتصاد السوداني (مايو 2024/2025) بمبادرة من الرئيس ماكرون. تعهدات بتخفيف الديون وجذب استثمارات خاصة، امتداداً لمخرجات مؤتمر برلين.
مؤتمر ميناء بورتسودان الاقتصادي (سبتمبر 2024) نظمته وزارة المالية، وركز على تقييم الأضرار الحربية وتخطيط التعافي الاقتصادي.
مؤتمر لندن (أبريل 2025) دعت إليه 20 دولة بقيادة بريطانيا وألمانيا وفرنسا. ناقش وقف الحرب، المحاسبة، وتشكيل مجموعة اتصال دولية. واجه انتقادات لعدم إشراك الأطراف السودانية الرئيسية.
مؤتمر القاهرة (يونيو 2024) عربي/أردني برعاية الاتحاد العربي لتنمية الصادرات الصناعية. ركّز على خسائر القطاع الصناعي (تُقدّر بـ 200 مليار دولار)، ووضع أطر لإعادة الإعمار.
مؤتمرات بحثية حول تأثير الحرب الاقتصادي مؤتمر IFPRI – "Navigating Recovery and Resilience" (نيروبي/أبريل 2025) شارك فيه باحثون وسياسيون وخبراء إنسانيون. ناقشوا أثر الحرب على الاقتصاد، معدلات التضخم، وانعدام الأمن الغذائي، مع توصيات للتعافي المستدام.
مؤتمر IFPRI – "Research Insights and Policy Implications" (مارس 2024) تناول نماذج الاقتصاد الكلي، وأثر الحرب على السودان والدول المجاورة، مع سيناريوهات للتدخل الزراعي وتخفيف الفقر.
مبادرات إقليمية وضغوط دبلوماسية:
مجلس السلم والأمن الأفريقي (أديس أبابا – فبراير 2024) اجتماع ضم الإيغاد، جامعة الدول العربية، والاتحاد الأوروبي. ناقش هدنة سياسية وخارطة طريق أفريقية لما بعد النزاع.
المؤتمر الإنساني رفيع المستوى (أديس أبابا – فبراير 2025) شاركت فيه الإمارات وإثيوبيا والاتحاد الأفريقي. ركز على حماية المدنيين وتوصيل المساعدات، وسط جدل حول مشاركة الإمارات.
البعثات الأممية في السودان يوناميد (UNAMID)
المدة: 2007–2020
المهمة: حفظ السلام في دارفور بعد حرب 2003
الطابع: قوات عسكرية وشرطية ومدنية
يونيتامس (UNITAMS)
البداية: 2020
الهدف: دعم الانتقال الديمقراطي بعد إسقاط نظام البشير
الطابع: مدنية وغير مسلحة
الأزمة: فشلت في التوسط بعد انقلاب أكتوبر 2021، وتراجعت فاعليتها تماماً مع اندلاع حرب 2023
مآلها: استقالة المبعوث فولكر بيرتس عام 2023 بعد انتقادات من الجيش السوداني
وفي هذه اللحظة – الخميس 10 يوليو 2025 – يُعقد مؤتمر في القاهرة لمناقشة أزمة حرب المثلث.
الخلاصة: شهد السودان خلال العقدين الماضيين اهتماماً دولياً استثنائياً، شمل اتفاقيات سلام، محاكم دولية، مؤتمرات اقتصادية وإنسانية، ومبادرات دبلوماسية. الموضوعات تراوحت بين تقاسم السلطة وتخفيف الديون، إلى إعادة الإعمار والمساءلة القانونية، وسط حرب ضروس.
والأعجب، أن السودان شهد بين أبريل 2019 وأبريل 2023:
ثورة شعبية
فض اعتصام ومجزرة
سقوط نظام
انقلاب عسكري
ثم اندلاع حرب شاملة.. كل ذلك في أربع سنوات فقط!
ولو أجرينا مقارنة بسيطة، لوجدنا أن السودان نال من الضوء والاهتمام العالمي ما لم تنله قضايا فلسطين، ليبيا، سوريا، واليمن مجتمعة – من حيث الكم وليس النتائج، فهذا شأن آخر.
:ثم نسمع اليوم من يقول بعد كل دا ما عايزين تدخل في شؤوننا الداخلية.. وفي الحقيقة قدرا جليا من التدخل واقع بالفعل.. أليس كذلك!.
وطبعا لا يوجد شخص او جهة في الاقليم او العالم ممكن تحل ليك مشكلة ما قدرت تحلها بنفسك.. اظنها حاجة معروفة منذ الازل.. ليس مجانا!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة