نكتب ونحلل ونتنبأ كل يوم (بندق في بحر) والحال من سيئ إلى أسوأ، ونتلاوم (أنا ما قلت ليكم)!
التحليلات والقراءات ما بتنفع ولا بتشفع إلا في بلد توجد فيها مؤسسات حقيقية وتقسيم واضح لأدوار العمل.
في زي الدول دي، المحللين والمفكرين ومراكز الأبحاث (Think Tanks) بجمعو المعلومات وبيضعو الخطط والاستراتيجيات، ثم تجي الشركات ومؤسسات الدولة والأحزاب السياسية لتسترشد بتلك الخطط وتنفذها. وعليه يكون هناك أدوات لقياس الأداء والإنجاز والتقدم في كل مجال.
لكن دا كله ما عندنا. البلد قائمة على الشياخة والبَصارة. البصيرة وحمد ولدها (الزعيم أي كان) هو الذي يعرف كل شيء.. إنت بتعرف أكتر منو؟ إنت منو؟!.
في كل مجال في شيخ او بصير: في الكورة، في السياسة، في الاقتصاد في الحدادة في النجارة في الزراعة في الجيش في الأحزاب في الحركات المسلحة في كل شيء. بالعكس، تحليلك ومقالاتك الكتيرة دي في نظر الناس ديل ما هي إلا "شوبير ساكت".. وممكن يشوفوك مثقفاتي متطفل، فاضي شغل، وعاطل كمان.
بعدين الشعب كلو سياسي.. مافي زول معترف لزول.. يعني انت دارس علوم سياسية زيك وما زي اي زول راكب البص. دا الشعب المعلم.
التحليلات والنبوءات سيدها هو الأستاذ محمود محمد طه من بدري قبل الإستقلال وفي بداياته.. لكن برضو "ما نفع".
مثلاً، في عام 1958 كتب:
(يجب أن نترك العواطف الرخوة عندما نتكلم على الأقل في مسائل جادة على تسويتها العادلة يتوقف مستقبل العلاقات بين مصر والسودان).
وفي 1951، قال في نبوءة صادقة:
(قد يخرج الإنكليز غداً ثم لا نجد أنفسنا أحراراً ولا مستقلين، وإنما متخبطين في فوضى ما لها من قرار).
وده فعلاً اللي حصل بالحرف.
لكن هل اتعلمنا منه؟ لا. ببساطة لأنه ما في خطوط توصيل. ما في مؤسسات، ما في ذاكرة جماعية علمية، ما في تطبيق عملي.
عشان كده، بنصح زملائي البكتبو المقالات والبوستات ويحللو الحال ويتنبو كل يوم: شوفوا ليكم شغلة تانية تنفعكم.. نصيحة من زميل😅
---
أما مشروع السودان 200، فده موضوع مختلف. لأنه بيهدف فعلاً لبناء سيستم شعبي ورسمي، بخطوات مدروسة وطويلة المدى.. او هو الزعم💥
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة