|
Re: مبنى البرلمان السودانى و الكنسيت الاسرائ� (Re: Mahjob Abdalla)
|
Quote: الكنيسيت الاسرائيلي... ومجلس الشعب امدرمان !!
الفاضل حسن عوض الله
قبل أكثر من عشر سنوات وأنا أقود السيارة وبرفقتي مواطن اوروبي ونحن نهم بدخول مدينة امدرمان عبر كبري النيل الأبيض، وبينما نحن بمحاذاة مجلس الشعب الامدرماني اذا برفيقي الأوروبي يطالبني بايقاف العربة ويصيح باندهاش (اووه ماي قود... ياالهي.... هذا هو الكنيست الاسرائيلي.)!!
عجبت لقوله وظننت أن الأمر مجرد التباس وتشابه فى ذاكرة الخواجة، ولكنني فيما بعد رحت أبحث فى قوقل فهالني صدق ما ذهب اليه ذاك الاوروبي ، فالتطابق واضح بين صورتي المبنيين... رغم ان احدهما فى قلب مدينة القدس باسرائيل والآخر هنا بامدرمان قبالة ملتقى النيلين.
يومها كنت أكتب عمودا يوميا راتبا بصحيفة الصحافة فوضعت فيه السطور اعلاه حول التشابه بل التماثل بين المبنيين... مجلس الشعب بامدرمان والكنيسيت الاسرائيلي، ولعل محاسن الصدف هى التى هيأت للعم العزيز السيد ابراهيم منعم منصور (رحمه الله) الاقتصادي المرموق ووزير المالية الأسبق أن يطالع تلك الأسطر فأتصل بي عبر الهاتف ليوضح الأمر. وقد استأذنته أن يكتب ما افاد به على ان انشره فى العمود فوافق مشكورا.
يقول السيد ابراهيم منعم منصور: ( فى خلال سنوات مايو منتصف السبعينات وكنت أشغل منصب وزير المالية والاقتصاد تلقينا قرضا منحة لتشييد مبنى البرلمان من دولة رومانيا، ووفقا لهذا القرض تقرر سفري فى وفد يضمني بصفتي وزير المالية ومعي السيد الوزير ابوبكر عثمان محمد صالح وزير شئون رئاسة الجمهورية واخرين الى رومانيا لابرام الاتفاق وتوقيع العقد الخاص بالقرض الروماني. وبالفعل وقعنا العقد مع الجانب الروماني، إلا أن مشكلة قد طرأت حين فاجأنا الوزير الروماني بأن الخارطة الانشائية للمبنى لا تدخل ضمن قيمة القرض، ولابد أن تتكفل حكومة السودان بكلفة اعدادها من قبل الجانب الروماني والتى قد تصل قيمتها الى ما يقارب المليون دولار. أسقط فى يدنا فلجأت للمباصرة السودانية المعهودة فقلت لهم نحن (معلمين الله) ونأمل ان تساعدونا حتى لو بخارطة انشائية قديمة لمبنى مشابه سبق تنفيذه. احتار معنا الجانب الروماني وبعد تلكؤ قالوا انهم سبق لهم أن صمموا ونفذوا مبنى البرلمان الاسرائيلي بمدينة القدس باسرائيل... وبامكانهم تنفيذ نفس الخارطة ونفس المبنى فى البرلمان السوداني دون ان يتحمل الجانب السوداني كلفة التصاميم والخرط الانشائية. تداولنا فى الأمر انا والاخ الوزير ابوبكر والذى كان يستشعر بعض الحرج ربما لعناد اهلنا الحلفاويين بسبب قربهم الجغرافي من المناخ العروبي المصري، بينما وافقت انا ربما لبعض دماء افروعربية تجري فى شراييني... وهكذا جاء الكنيست الاسرائيلي الى قلب امدرمان). هكذا انتهت رسالة العم ابراهيم منعم منصور الممتعة والتى أوضحت بجلاء حقيقة الأمر، وكعادته كانت سطوره لا تخلو من الطرافة الساخرة التى أشتهر بها والتى تبعث على الابتسام.... رحمه الله رحمة واسعة بقدر ما وهب الوطن من جهد وخير.
|
| |

|
|
|
|