زفاف يجمع بين المساعد الأبرز لعائلة كلينتون ونجل إمبراطور التمويل العالمي جورج سوروس https://top4top.io/
أقيم مؤخرًا في منطقة "الهامبتونز" الفاخرة بولاية نيويورك حفل زفاف جمع بين هوما عابدين، المستشارة المقربة ورفيقة درب وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون، وألكس سوروس، نجل الملياردير المعروف جورج سوروس ورئيس مؤسسة "المجتمع المفتوح" (Open Society Foundations).
جرت مراسم الزواج في حفل عائلي صغير اقتصر على المقربين، حيث رُوعي فيه التقاليد الدينية للطرفين، إذ تم عقد الزواج بمراسم رمزية جمعت بين التراث الإسلامي لعابدين والجذور اليهودية لسوروس، في خطوة لاقت ترحيبًا في الأوساط الليبرالية باعتبارها تعبيرًا عن التنوع الثقافي والديني في الولايات المتحدة.
تبع الحفل الصغير احتفال باذخ حضره عدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية البارزة، من بينهم الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، بالإضافة إلى نخبة من رجال الأعمال والناشطين. وشهد الحفل فقرات موسيقية وعشاء رسمي، وسط تغطية إعلامية محدودة بطلب من العروسين.
هوما عابدين (48 عامًا) كانت قد شغلت مناصب رفيعة في إدارة كلينتون، وتُعد من النساء المسلمات الأكثر تأثيرًا في واشنطن، بينما يُعرف أليكس سوروس بنشاطه في العمل الخيري والسياسي، خاصة في مجال دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان عبر العالم.
ارتدت العروس فستانين من تصميم دارَي "جيفنشي" و**"إرديم"**، أحدهما كلاسيكي بأكمام دانتيل والآخر عصري بكتف مكشوف، ما أضفى على الحفل طابعًا أنيقًا وهادئًا.
يأتي هذا الزفاف في توقيت حساس على الساحة الدولية، حيث علّقت بعض وسائل الإعلام على التباين بين هذا الحدث البهيج وتأجيل زفاف نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسبب تصاعد الحرب في المنطقة.
https://top4top.io/
https://top4top.io/
https://top4top.io/
06-20-2025, 11:54 AM
زهير ابو الزهراء زهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 12447
زواج إبراهيمي في الهامبتونز: حين تتقاطع الأديان والسياسة والمال في ثوب ناعم
المناسبة: زفاف باذخ في الهامبتونز في مطلع يونيو 2025، احتضنت منطقة "الهامبتونز" الراقية بولاية نيويورك حفل زفاف جمع بين شخصيتين بارزتين من قلب النخبة السياسية والمالية الأميركية: هوما عابدين، المسلمة الأميركية من أصول باكستانية/هندية، والمساعدة المقربة لوزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون. وأليكس سوروس، نجل الملياردير المعروف جورج سوروس، ووريث إمبراطورية "المجتمع المفتوح"، وأحد أبرز وجوه التمويل الليبرالي العالمي. جرت مراسم الزواج بشكل مزدوج، حيث أقيم حفل توقيع العقد بمراعاة رمزية التقاليد الإسلامية واليهودية تكريمًا لهوية كل من العروسين، تلاه حفل كوكتيل وعشاء ورقص ضمّ نخبة من الحضور، أبرزهم بيل وهيلاري كلينتون. ارتدت العروس فستانين من تصميمي "جيفنشي" و**"إرديم"**، أحدهما بطابع عصري مكشوف الكتفين، والآخر دانتيل كلاسيكي، ما أضفى على الحفل مزيجًا من الأناقة والتاريخية.
لكن خلف فساتين الزفاف وزجاجات الشمبانيا، كانت الرسائل الرمزية والسياسية والدينية تتدفّق بصمتٍ لافت.
❖ من الخاص إلى العام: زواج بوجه سياسي وثقافي زواج هوما وأليكس ليس مجرّد ارتباط بين شخصين من خلفيتين مختلفتين، بل تمثيل حيّ لتحالفات القوة الناعمة بين:
النفوذ السياسي، الذي تمثله عابدين من خلال ارتباطها الوثيق بعائلة كلينتون،
والنفوذ المالي والفكري الذي يجسده آل سوروس، من خلال تمويل الحركات الليبرالية و"المجتمع المفتوح" حول العالم.
كأن هذا الزواج يُعيد إنتاج نخبة أميركية جديدة، أكثر تعقيدًا، تُزاوج بين الدين والحداثة، بين الإسلام واليهودية، وبين المرأة المسلمة المستنيرة، والرأسمالي اليهودي "الناعم" الداعم للديمقراطية الليبرالية.
❖ تحت مظلة "الإبراهيمية": زواج برؤية استراتيجية من زاوية أعمق، يمكن قراءة هذا الزواج ضمن إطار ما يُعرف بـمشروع الديانة الإبراهيمية، الذي يُروَّج له منذ سنوات كمنصة فكرية وثقافية لإذابة الفوارق العقائدية بين الإسلام والمسيحية واليهودية، عبر شعارات مثل "السلام الإبراهيمي" و"وحدة الرسالات السماوية".
في هذا السياق، لا يبدو الزواج إلا تجليًا عمليًا لهذا التوجه:
مسلمون ويهود يتقاسمون الحياة،
رجال دين يباركون التلاقي بين الديانات تحت يافطات التسامح،
ومؤسسات دولية تموّل الحوار العابر للأديان ضمن مشاريع ثقافية وتعليمية واجتماعية.
وهنا تبرز الجهات اليهودية الليبرالية كقوة المبادرة، سواء عبر المال، أو المؤسسات الأكاديمية، أو الإعلام، في حين يُطلب من المسلم أن "يُعيد تأويل" معتقده ليتلاءم مع هذا التعايش الجديد. بمعنى أوضح:
"مشروع الإبراهيمية" قد لا يكون لقاءً متكافئًا بقدر ما هو تطبيع فكري وديني لصالح سردية عالمية جديدة، تُمزج فيها الأديان بطريقة تخدم المصالح الجيوسياسية والثقافية للنظام العالمي القائم.
زواج هوما وأليكس إذن ليس زواجًا بين مسلم ويهودي فقط، بل هو زواج داخل خطاب عالمي يُعيد تعريف معنى الدين والانتماء في عصر العولمة.
❖ كلينتون وسوروس: تحالف ناعم له جذور لا يمكن تجاهل أن هذا الزواج تم تحت رعاية ورمزية عائلتين نافذتين:
آل كلينتون الذين يمثلون المؤسسة السياسية الليبرالية الأميركية،
وآل سوروس الذين يمثلون المؤسسة المالية العالمية ذات الأجندة الحقوقية العابرة للحدود.
بزواج هوما وأليكس، يُعاد تشكيل تحالف قديم بين رأس المال والفكر، لكن في ثوب جديد، أكثر "تعددية"، وأكثر قدرة على استيعاب الرموز الدينية وتطويعها لصالح مشروع عالمي أكبر.
❖ بين الهامبتونز وتل أبيب: تناقض اللحظة التاريخية المفارقة المؤلمة أن هذا الزفاف تزامن مع تأجيل زفاف نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسبب اندلاع حرب جديدة في غزة، ما دفع العديد إلى التعليق بمرارة:
"بينما تتأجل أعراس الشرق بسبب الدم، تُقام أعراس الغرب لتجسد السلام الإبراهيمي الناعم".
وهنا يظهر التناقض بين مشروعين:
مشروع الهيمنة الصلبة القائم على القوة والعسكرة (كما في إسرائيل نتنياهو)،
ومشروع الهيمنة الناعمة القائم على التزاوج بين الدين والثقافة والسياسة (كما في سوروس وكلينتون).
وراء الزفاف.. مشروع عالمي بعيدًا عن الرومانسية، وفساتين المصممين، وزجاجات النبيذ، كان حفل زفاف هوما عابدين وأليكس سوروس رسالة مشفّرة من نخبة تعرف كيف تستخدم الرموز لإعادة صياغة الواقع. في عصر يُعاد فيه تعريف الأديان، ويُعاد رسم خرائط التحالفات، وتُنتج فيه القوة من خلال الثقافة لا الدبابة، يصبح الزواج نفسه وسيلة سياسية، وأداة رمزية، وخطابًا عالميًا. فهل نحن أمام بداية نمط جديد من التلاقي بين المسلمين واليهود؟ أم أننا ببساطة نشهد "تأديبًا ناعمًا" لهوية المسلم في ظل سردية إبراهيميّة لا يملك المسلم فيها زمام المبادرة؟ الأسئلة مفتوحة، لكن المؤكد أن هذا الزواج ليس عاديًا. بل هو مرآة للعصر.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة