اعتمد اسم السودان "جمهورية السودان" رسميا كاسم للدولة المستقلة في 1 يناير 1956، وهو تاريخ إعلان الاستقلال عن الحكم الثنائي المصري-البريطاني. ويعد عهد محمد علي باشا في مصر امتدادا للاحتلال العثماني لها.. اذ مصر ذاتها مستعمرة تركية ثم انجليزية تركية.
ورغم أن اسم "السودان" كان متداولا في السياقات الرسمية والجغرافية خلال العهدين التركي والبريطاني (1821–1955)، فإن الدولة المهدية، التي قامت عام 1885، لم تعتمد هذا الاسم رسميا، بل اختارت تسمية أخرى لكيانها السياسي (الدولة المهدية). ومع ذلك، يعد عام 1956 هو التاريخ الذي أصبح فيه "السودان" اسما لدولة مستقلة ذات سيادة للمرة الأولى في التاريخ.
أما كلمة "السودان" عموما فهي مشتقة من المصطلح العربي "بلاد السودان"، ويعني "أرض السود". وقد استخدمه الجغرافيون والمؤرخون المسلمون في العصور الوسطى للإشارة إلى المنطقة الواقعة جنوب الصحراء الكبرى، الممتدة من المحيط الأطلسي إلى البحر الأحمر، والتي كانت تسكنها شعوب ذات بشرة سمراء. ولم يكن هذا الاسم يشير إلى كيان سياسي معين، بل إلى نطاق جغرافي وثقافي واسع.
ولم ترد في المصادر العربية القديمة أي إشارات إلى السودان الحالي باعتباره بلاد "السودان" بالمعنى اللغوي أو الاصطلاحي، بل كانت تستخدم تسميات محلية أكثر تحديدا، مثل: بلاد النوبة، علوة، بلاد السنارير (نسبة إلى سنار) وكان هناك رواق السنانير في الازهر، وسلطنة الفونج، وسلطنة الفور في دارفور، وغيرها من الأسماء المستمدة من اسماء الشعوب أو الكيانات السياسية التي سادت المنطقة.
ومن المثير للاهتمام أن العديد من الوثائق العربية القديمة كانت تطلق اسم "السودان" على الحبشة/اكسوم، أي إثيوبيا الحالية. أما الاسم "إثيوبيا" نفسه، فقد كان يستخدم في المصادر اليونانية القديمة للدلالة على ما يُعرف اليوم بالسودان الحديث، قبل أن تتبناه إثيوبيا لاحقا لنفسها.
وهنا مثال: (وقال وهرز الفارسي: كفوا عن العرب واقتلوا السودان ولا تبقوا منهم أحدا. وسار وهرز حتى دخل صنعاء وغلب على بلاد اليمن وأرسل عماله في المخاليف). (فقد وثب بهم رجال من الحبشة فقتلوا باليمن وأفسدو، فلما بلغ ذاك كسرى بعث إليهم وهرز في أربعة آلاف فارس وأمره أن لا يترك باليمن أسود ولا ولد عربية من أسود إلا قتله صغيرًا أو كبيرًا ولا يدع رجلًا جعدًا قططا قد شرك فيه السودان إلا قتله) المصادر منها: سيرة ابن هشام وابن اسحاق ومروج الذهب للمسعودي وتاريخ ابن خلدون.
وكل الاحاديث النبوية والسير العربية التي ورد بها اسم السودان كان يشير حصريا الى الحبشة ولا يشمل بلاد النوبة او العنج او الهمج او الفونج او البجا او الفور.. التي ترد باسمائها الصريحة في تلك المصادر ومنها المسعودي والدمشقي والبغدادي والمقريزي وغيرهم.
ولهذا السبب فان كثير من السودانيين غير ممتلئين او مشبعين وجدانيا بهذا الاسم الغريب على مخيالهم.. بل مرفوض.. وكان حتى قبل استقلال البلاد بقليل وربما بعد ذلك، كلمة (سوداني) في المخيال الشعبي تطلق على الشخص الهامل او الرقيق اي من لا اصل ولا قبيلة له يعتز بها.
وذلك ربما من دواعي او تجليات ضعف الشعور الوطني في مقابل علو الشعور الجهوي والقبلي.
اقترح ان ننظر في الاسم بعد هذه الحرب الحتمية وفي كل شي ورثناه دون البت فيه!
06-05-2025, 04:24 AM
منتصر عبد الباسط منتصر عبد الباسط
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 5151
قبل الاحتلال التركي كان السوداني يدعى سناري ولا زال هناك سعوديين حجازيين من أصول سودانية لقبهم فلان (السناري) السودانيين ولوفين وممكن يختلفوا في أي تغيير غض النظر عن ايجابيته لذلك مشو اسم المستعمر فالسودانيين الاستعمار وما صنع معشش في نفوسهم ومستحيل يحدث تحرير من أثار الاستعمار في نفوس السودانيين إلا إن رحمنا الله وتفضل علينا بنعمة الوعي
06-05-2025, 05:06 AM
Biraima M Adam Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 32882
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة