لندن - الثلاثاء 20 مايو 2025 فازت الكاتبة الهندية والناشطة في مجال حقوق المرأة بانو مشتاق بجائزة بوكر الأدبية الدولية 2025 عن مجموعتها القصصية "هارت لامب" (مصباح القلب)، وهي مجموعة تسلط الضوء على تفاصيل الحياة اليومية لنساء مسلمات في جنوب الهند. وقد أُعلن عن الجائزة خلال حفل رسمي أقيم في العاصمة البريطانية لندن مساء الثلاثاء.
وتمثل "هارت لامب" أول عمل مكتوب باللغة الكانادية، إحدى اللغات المحلية في جنوب الهند، ينال هذه الجائزة الأدبية الرفيعة. وتقاسمت الجائزة البالغة قيمتها 50 ألف جنيه إسترليني (ما يزيد عن 59 ألف يورو) مع المترجمة ديبا بهاستي التي نقلت العمل إلى اللغة الإنجليزية.
تتناول المجموعة، التي نُشرت قصصها ما بين عامي 1990 و2023، قضايا التوترات الأسرية والضغوط المجتمعية التي تواجهها نساء مسلمات، وقد لاقت مقاومة ورقابة من قبل دوائر محافظة داخل الهند، إضافة إلى تجاهلها من جانب العديد من الجوائز الأدبية المحلية، بحسب المنظمين.
في كلمتها خلال الحفل، قالت مشتاق: "أقبل هذا الشرف العظيم ليس كفرد، بل كصوت يقف مع العديد من الآخرين"، ووصفت فوزها بالجائزة بأنه لحظة "لا تُصدّق".
من جهته، أثنى ماكس بورتر، رئيس لجنة التحكيم، على المجموعة القصصية واصفاً إياها بأنها "شيء جديد حقاً للقراء الناطقين بالإنجليزية"، ومشيراً إلى أنها "قصص جميلة ومفعمة بالحياة". كما أشاد بالكتب التي "تتحدى السلطات من السودان إلى أوكرانيا والصين وإريتريا وإيران وتركيا".
يُذكر أن جائزة بوكر الدولية تُمنح سنوياً منذ عام 2016 (بعد أن كانت تُمنح كل عامين سابقاً)، لتكريم أفضل عمل أدبي مُترجم إلى اللغة الإنجليزية. وفي العام الماضي، ذهبت الجائزة إلى الكاتبة الألمانية جيني إيربنبيك عن روايتها "كايروس" التي ترجمها مايكل هوفمان.
05-21-2025, 04:21 AM
زهير ابو الزهراء زهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 11796
"هارت لامب" (مصباح القلب): مرآة تنعكس فيها أرواح النساء المسلمات في جنوب الهند عرض أدبي لمجموعة بانو مشتاق القصصية
في مجموعة قصصية تُشبه وشوشات الليل وهمسات البيوت المغلقة، تقدم الكاتبة الهندية بانو مشتاق عملاً فريدًا بعنوان "هارت لامب" (مصباح القلب)، مكتوبًا باللغة الكانادية، ويعدّ أول عمل أدبي بهذه اللغة يحصد جائزة بوكر الدولية وهو إنجاز أدبي وثقافي يتجاوز حدود اللغة ليصل إلى العالمية.
صوت نسوي يرفض الصمت "هارت لامب" ليست مجرد تجميع لقصص، بل هي وثيقة حية لتجارب نساء مسلمات يعشن في الظلال الاجتماعية والدينية والسياسية في جنوب الهند. تدور القصص حول توترات الأسرة، القهر المجتمعي، وازدواجية الهوية بين ما يُطلب من المرأة أن تكونه وما تريده لنفسها. تنبض شخصيات المجموعة بالحياة — نساء عاديات في الظاهر، لكنهن يحترقن بأسئلة الوجود والحرية والكرامة.
نثر مقاوم: أدب في مواجهة الرقابة على امتداد أكثر من ثلاثة عقود (1990–2023)، كتبت مشتاق هذه القصص في بيئة محافظة، مما عرّض العمل للرقابة والتجاهل من قبل الجوائز المحلية. ومع ذلك، تميّز النص بنبرة مقاومة صامتة؛ لا صخب فيها، بل جمرٌ هادئ تحت السطور. المرأة هنا ليست ضحية صامتة، بل ذات واعية، تُسائل، ترفض، وتتفاوض مع الواقع.
بلاغة التفاصيل اليومية تستخدم مشتاق تقنية السرد المتقشف والمشبع في آنٍ واحد. فهي لا تغرق القارئ في الزخارف البلاغية، بل تستحضر الواقع بلغة بسيطة لكنها قادرة على طعن القلب. حكاياتها تحمل رائحة البهارات، وصوت المآذن، وصراخ الأطفال ومواسم الحزن والفرح في الحياة اليومية للطبقات المسحوقة.
الترجمة- جسر إنقاذ الجهد الذي بذلته المترجمة ديبا بهاستي كان جوهريًا في إيصال النسيج الثقافي واللغوي للعمل إلى القراء باللغة الإنجليزية، دون أن تفقد القصص روحها المحلية. حافظت الترجمة على إيقاع النص الأصلي، وعلى هشاشة وغضب النساء اللواتي يتحدثن فيه.
تجربة القراءة- تأمل وتأنيب ضمير قراءة "هارت لامب" ليست نزهة. إنها رحلة في العتمة الإنسانية. عمل يجبر القارئ على النظر في المرآة: ماذا يعني أن تكوني امرأة في عالم يقيّدك باسم الدين، الشرف، والتقاليد؟ وماذا يعني أن تُكتب قصص هؤلاء النساء أخيرًا، بعد أعوام من الصمت والتهميش؟
"هارت لامب" مجموعة قصصية تُعيد تعريف أدب الأقلية، وتجعل من اللغة المحلية منصة عالمية. هو عمل يُنصف المهمّش، ويمدّ جسور التعاطف الإنساني بين قارئة في لندن وأمٍّ في بنغالور. إنها القصص التي لم تُروَ من قبل، تُروى الآن... بمصباحٍ في القلب
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة