في ظل الحرب التي تعصف بالسودان، برز الشباب السوداني صناع المحتوى كأحد أهم الفاعلين في المشهد الإعلامي، حيث لعبوا دورًا محوريًا في نقل الأحداث، التوعية، وحفظ الذاكرة السودانية وسط التحديات الكبرى التي تواجه البلاد. دور صناع المحتوى في توثيق الحرب أصبحت منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك، تويتر، يوتيوب، وتيك توك ساحات إعلامية بديلة، حيث وثّق الشباب بالصوت والصورة ما يجري على أرض الواقع، مقدمين روايات مستقلة بعيدًا عن الدعاية الرسمية للأطراف المتصارعة. من خلال مقاطع الفيديو الحية، التغطيات اليومية، والشهادات المباشرة، تمكن هؤلاء من إيصال معاناة المواطنين إلى العالم، ما ساهم في الضغط على المجتمع الدولي لمتابعة الوضع الإنساني في السودان. التوعية وتقديم المعلومات مع تراجع دور الإعلام التقليدي، لجأ الشباب السوداني لإنشاء محتوى توعوي يركز على الأمان الرقمي، كيفية التعامل مع نقاط التفتيش، أماكن الاشتباكات، وسبل تأمين الغذاء والمياه. ظهر أيضًا محتوى متخصص في الإسعافات الأولية، إدارة الأزمات، وكيفية التعامل مع القصف والحصار، مما ساهم في إنقاذ الأرواح. التأثير الثقافي والفكري في ظل الحرب، لم يقتصر المحتوى على الأخبار والتوثيق، بل شمل الجوانب الثقافية والفكرية التي تهدف للحفاظ على الهوية السودانية، مثل نشر الشعر الوطني، الأغاني الثورية، والمناقشات الفكرية حول مستقبل البلاد. استخدم العديد من صناع المحتوى منصاتهم لإحياء النقاش حول المصالحة الوطنية، العدالة الانتقالية، وبناء السودان الجديد بعد الحرب. المبادرات الإنسانية والإغاثية لم يقتصر دور الشباب على صناعة المحتوى التوعوي فقط، بل كانوا حلقة وصل في تنسيق حملات الإغاثة وجمع التبرعات للنازحين والمتضررين. ظهرت حسابات مخصصة لنقل احتياجات العالقين في مناطق النزاع، تنظيم مبادرات دعم نفسي للأطفال، وتوجيه الناس إلى الأماكن الأكثر أمانًا داخل البلاد أو على الحدود. التحديات التي واجهت صناع المحتوى بالرغم من دورهم البارز، واجه صناع المحتوى السودانيون تحديات ضخمة، أبرزها قطع الإنترنت المتكرر، التضييق الأمني، وحملات التشويه من قبل بعض الأطراف. كما تعرض البعض للاعتقال والتهديد نتيجة لكشفهم انتهاكات حقوق الإنسان أو انتقادهم للأطراف المتصارعة.
* في وقت ساد فيه الخراب والفوضى، أثبت الشباب السودانيون صناع المحتوى أن الإعلام الجديد قادر على سد الفراغ الذي تركته القنوات الرسمية، وأن الكلمة يمكن أن تكون سلاحًا لمواجهة الظلم، نشر الوعي، وإنقاذ الأرواح. إنجازاتهم في هذه الظروف العصيبة ستكون جزءًا مهمًا من سردية السودان الحديثة، حيث شكّلوا إعلامًا شعبيًا يعكس صوت المواطن بعيدًا عن التضليل والانحياز.
03-18-2025, 11:14 PM
حيدر حسن ميرغني حيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 28857
Quote: أصبحت منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك، تويتر، يوتيوب، وتيك توك ساحات إعلامية بديلة،
بالفعل هذه المنصات مفيدة جداً لزيادة الوعي بقضايا الساعة ، وتنويع مصادر المعرفة بدلاً من الركون لمنتدى او منصة واحدة درجة التفاعل فيها تكاد تكون ضعيفة أيضاً يعجبني فيها أكثر المحتوى الثقافي الذي لا ينفصل بالطبع عن المشهد السياسي العام ، سواء تمثلت في المجهودات الفردية، أو الأنشطة الثقافية كالندوات المصاحبة لإصدارات إبداعية جديدة. الحرب رغم مرارتها أوجدت فراغ نبيل ليبدع فيه الشباب، كُلِ حسب إهتماماته، ليكون إرثاً يأسسون عليه قدراتهم ومهاراتهم في صناعة المحتويات الملهمة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة