صباح الخير أيها العالم… أو كما يجب أن يُقال "صباح اللزوجة!"والبامية الغير مطبوخه
نعم، لقد اكتشفتُ مؤخراً أنني أتحوّل تدريجياً إلى حبة بامية بشرية! لا تسألني كيف، فالأمر بدأ بشكل بريء تمامًا… ذات صباح استيقظتُ وشعرتُ أنني لزجٌ عاطفيًا، اجتماعياً، وحتى ميتافيزيقياً!
ثم بدأتُ ألاحظ تفاصيل مريبة… في العمل، كلما دخلتُ اجتماعاً، شعرتُ أنهم يفركونني بكلماتهم كما تُفرك البامية في الطقو التقليدي… كأنني طبق شعبي يُعاد طبخه بلا رحمة! حتى عند الحديث مع الأصدقاء، كلما حاولتُ إضافة رأيي، كان هناك شخص يتمتم: "زول ده مالو داخل في كل حاجة زي البامية؟!"
لكن أكثر ما يُثير الرعب هو أن عائلتي دخلت على الخط… البارحة فقط، سمعتُ أمي تخبر أبي "نحن ناقصين بامية زيادة في الطبيخ؟ الولد ده شكلو لازم يتحمر مع الدجاج الليلة!" حتى قطتي لم تعد تثق بي، تنظر لي بترقب، وكأنها تتوقع أن أتحوّل فجأة إلى حساء غامض بلا سابق إنذار!
أما زملائي في العمل فقد تجاوزوا مرحلة المزاح وبدؤوا في تجنّبي، يخشون أن أترك أثراً لزجاً أبدياً في حياتهم المهنية… أحدهم صار يغسل يده بعد مصافحتي، كأنني كوب من "ملاح البامية" المسكوب على مكتب المدير!
والأسوأ؟ كلما فكرتُ في تغيير نفسي، تذكّرتُ أن البامية لا تموت، بل تتسلل لكل الأطباق بلا إذن، تظل هناك، تنظر إليك، تتأملك بلزوجتها الأبديّة!
إذا لم تجدوني غداً، فابحثوا عني في قدر الملاح… أو ربما في حملة سرية تقودها الخضروات للسيطرة على العالم!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة