الشاعر خطاب حسن أحمد: صوت الإبداع السوداني الذي لا يغيب
وُلد الشاعر والمسرحي خطاب حسن أحمد في مدينة كسلا بشرق السودان، المدينة التي ألهمت الكثير من قصائده وأعماله المسرحية. نشأ في بيئة ثقافية خصبة، حيث تأثر منذ صغره بالأدب والشعر، ما جعله واحدًا من أبرز الأسماء في المشهد الأدبي السوداني.
الإبداع الشعري والموسيقي اشتهر خطاب حسن أحمد بأسلوبه العميق والمتميز في كتابة الشعر الغنائي، حيث تميزت نصوصه برهافة الإحساس والبعد الفلسفي الذي يضفي عليها طابعًا خاصًا. كتب لكبار الفنانين السودانيين، ومن أبرز أعماله:
"البت الحديقة" التي غناها الراحل مصطفى سيد أحمد "صاحبة في الزمن الصعب" بصوت أبو عركي البخيت "يا زهرة" من أداء الفنان الهادي حامد (ود الجبل) كانت كلماته تفيض بالشجن والرمزية، حيث جسد قضايا الحب والوطن والإنسان بأسلوب يجمع بين الواقعية والرومانسية الحالمة.
المسرح والدراما لم يكن خطاب شاعرًا فقط، بل كان أيضًا مخرجًا مسرحيًا بارعًا. عمل في الإذاعة السودانية وقدم العديد من الأعمال المسرحية التي لامست قضايا المجتمع السوداني، وعكست رؤيته العميقة حول الإنسان والصراع الاجتماعي. كان المسرح بالنسبة له وسيلة تعبير قوية، استخدمها في نقد الأوضاع السياسية والاجتماعية، ما جعله أحد الأسماء المؤثرة في هذا المجال.
سنوات الاغتراب والعودة إلى الوطن قضى خطاب حسن أحمد 14 عامًا في فيرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث استمر في الإبداع رغم الغربة. كان صوته حاضرًا في المشهد الثقافي السوداني حتى وهو بعيد عن الوطن. عاد إلى السودان لاحقًا، لكنه لم يمكث طويلًا، إذ وافته المنية في 16 أكتوبر 2021، ليترك خلفه إرثًا شعريًا وفنيًا خالدًا.
إرث لا يُنسى رغم رحيله، لا تزال كلماته وأعماله تعيش في وجدان السودانيين، حيث ظلت أغانيه ومسرحياته تحمل صوت الحنين والحب والثورة، وتعكس روح الإنسان السوداني الباحث عن الجمال والحرية. خطاب حسن أحمد لم يكن مجرد شاعر، بل كان رمزًا من رموز الإبداع السوداني الذي سيظل حيًا في ذاكرة محبيه.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة