|
Re: **سوزان سونتاغ- كتاب ضد التأويل ومقال أخرى (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
هل كانت سوزان سونتاغ حقاً {أذكى} أميركية؟ كتاب جديد يتخذ موقفاً عدائياً تجاهها
د. ماهر شفيق فريد
نُشر: 20:37-3 أبريل 2018 م ـ 18 رَجب 1439 هـ TT 20
عندما كانت الروائية والناقدة سوزان سونتاغ (1933 - 2004) على قيد الحياة، وصفتها إحدى الصحف الأميركية بأنها «أذكى امرأة في الولايات المتحدة الأميركية». واليوم، يصدر عنها كتاب عنوانه «سوزان سونتاغ: صنع أيقونة»، من تأليف كارل روليسون وزوجته ليزا بادوك (مطبعة جامعة مسيسبي، طبعة جديدة منقحة، 368 صفحة)، ليعيد إلى الأذهان هذا السؤال. لم تكن سونتاغ مجرد ناقدة أدبية، وإنما كانت في المحل الأول ناقدة ثقافية معنية بالسياقات الاجتماعية المحيطة بالأدب، وأثر الأنساق المعرفية الأخرى (علم النفس، والتاريخ، والآيديولوجيا... إلخ) في تشكيل وعي الإنسان الحديث، على أنها كانت أكثر اعتزازاً بكتاباتها القصصية (لها روايتان ومسرحيات ومجموعة قصص قصيرة) منها بكتبها النقدية ومقالاتها، رغم أن هذه الأخيرة هي - بما يشبه الإجماع - أكثر ما يرشحها للبقاء. كانت سونتاغ ذات حب استطلاع ذهني ونهم إلى المعرفة لا تنقع له غلة. ويقول ابنها: «لقد كانت مهتمة بكل شيء: كانت تريد أن تخبر كل شيء، تتذوق كل شيء، تذهب إلى كل مكان، تفعل كل شيء». وفي كتابها الذي يحمل اسم «في الوقت ذاته: مقالات وأحاديث» (صدر عام 2007، بعد موتها، مع مقدمة بقلم ابنها)، نجد 16 مقالاً وحديثاً كتبتها في السنوات الأخيرة من حياتها. وفي هذه المقالات، تتناول طبيعة الأدب، وكيف أنه يحرر الإنسان، وتؤكد أن النشاط السياسي ومقاومة الظلم واجب أخلاقي، كما تتناول عدداً من الكتاب الذين وسعوا من فهمنا لأنفسنا وللعالم المحيط بنا، وتتحدث عن الصدمة التي أحدثتها هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001 على برجي التجارة العالمية في نيويورك، وما أعقبها من بلاغة سياسية اقترنت بإعلان الحرب على الإرهاب. وكان أبرز ما يميز سونتاغ هو ذلك التداخل في عملها بين الأدب والسياسة، علم الجمال والأخلاق، الحياة الداخلية والحياة الخارجية. وعند موتها، كان يشغلها عدد من الموضوعات: كتاب أوتوبيوغرافي عن المرض، ورواية مسرحها اليابان (كانت معجبة بالمعابد اليابانية)، ومجموعة قصص قصيرة، على أن الأجل لم يسعفها كي تتم هذه المشروعات. لقد أجريت لها جراحة نقل خلايا جذعية، وأصيبت بالسرطان 3 مرات، وكانت المرة الثالثة (سرطان الدم) هي القاضية. على أنه بعد موتها، نشرت يومياتها ورسائلها ومقالاتها الممتازة التي لم يسبق جمعها بين دفتي كتاب. وتكشف كتابات سونتاغ عن رقعة واسعة من الاهتمامات، فقد كتبت عن موضوعات مختلفة، مثل أدب الرحلات وفن الترجمة الأدبية وفكرة الوحدة الأوروبية ومرض الإيدز. وتناولت أدباء من عصور ولغات وجنسيات مختلفة، مثل فلوبير ودوستويفسكي وريلكه وباسترناك وإلياس كانيتي وناتالي ساروت. وحررت مختارات من كتابات الأديب الفرنسي أنطونان ارتو، وآخر من كتابات الناقد الفرنسي رولان بارت. ومن أعمالها رواية عنوانها «عاشق البراكين»، عن قصة غرام أمير البحر الإنجليزي نلسون والليدي إيما هاملتن. ويصور كتاب روليسون وبادوك هذه الأدبية في صورة امرأة ساعية إلى الشهرة، ويوضح الدور الذي لعبه ناشرها روجر ستراوس ووكيل أعمالها الأدبي أندرو ويلي في بناء شهرتها. ويقول المؤلفان إن الدائرة المحيطة بسونتاغ بذلت كل ما في وسعها لتحول بينها وبين الوصول إلى مصادر كتابة سيرتها، أو الاطلاع على أوراقها وخطاباتها ومذكراتها ويومياتها. وإذا كان كتاب الزوجين روليسون وبادوك يقف من سونتاغ موقفاً أقرب إلى العدائية - سواء بالحق أو بالباطل - فإن الأوساط الأدبية تنتظر صدور كتاب آخر هو سيرة سونتاغ التي يعكف على وضعها حالياً بنيامين موزر، بموافقة أسرتها والأوصياء على تركتها، وقد وضعوا تحت تصرف موزر كل الوثائق اللازمة للنهوض بهذه المهمة. وحين تصدر هذه السيرة المرتقبة، قد يكون في مقدورنا أن نجيب عن السؤال الذي بدأت به هذه المقالة: هل كانت سونتاغ أذكى امرأة في بلدها؟ في رأيي المتواضع إنه لا معنى لوصف سونتاغ أو غيرها بأنها أذكى امرأة في أميركا. إنه تعميم جارف، والذكاء يعني أشياء كثيرة في مجالات متعددة، ليس الأدب إلا واحداً منها. هناك نساء أميركيات أخريات في القرن العشرين لسن أقل ذكاء من سونتاغ، مثل الفيلسوفة (ألمانية المولد) حنة آرنت، والروائية والناقدة ماري مكارثي، والفيلسوفة سوزان لانجر، دع عنك نابغات النساء من جنسيات أخرى، مثل سيمون دو بوفوار ويوليا كريستيفا (بلغارية المولد) في فرنسا، والروائية والفيلسوفة الإنجليزية آيريس ميردوخ في بريطانيا. لنقل إذن إن سونتاغ كانت واحدة من أذكى نساء القرن الماضي، ومن ألمع مفكريه، وكفى بذلك ثناء.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: **سوزان سونتاغ- كتاب ضد التأويل ومقال أخرى (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
ضد التأويل من خلال فهمي لنص المقالة فالتأويل (هو وفرط شروط نقدية للأعمال الفنية بشكل عام. بعبارة أخرى هو محاولة لفرض قيم وشروط على النصوص الفنية والإنتاج الإبداعي بشكل متعسف مما يؤثر على الذائقة الفنية والقيم المتعلقة بالتذوق والإحساس بالجوانب الجمالية..وكان نتيجة ذلك أن تأثر الإبداع سلبا بهذه الشروط والقيم الموضوعة. أن فرض قيم مسبقة على العمل الفني يطيح بسمات العمل الفني الجمالية. بدأت المقالة بمقولة نيتشة الشهيرة( ليست هناك حقائق بل تأويلات فقط). ظهر التأويل بعد أن تحطمت سلطة ومصداقية الأسطورة لدى الرأي العام الذي تأثر بسلطة التنوير القائم على العلم ومخرجات العقل المحسوس فقط. بالتالي أصبحت النصوص والرموز الدينية بشكلها البدائي مقبولة. فعمل التاويل كوسيط يقوم بمؤامة تلك الرموز الدينية مع متطلبت سلطة التنوير من خلال إعادة تأويل يتوافق مع الواقع الجديد المتأثر بسلطة العقل والتجريب والمحسوس.وبالتالي (زعموا) أنهم يكتشفون معاني جديدة لم تكن معروفة من قبل (أي بشيء من الإفتئات). تقول سونتاغ إن التأويل ليس قيمة مطلقة بل هو عبارة عن تقييم يخضع لرؤية تاريخية للوعي البشري وللسياق الثقافي. أي يختلف حسب الظرف الزماني والظرف المكاني. وتقول أن العصر الحالي فيه إفراط في التأويل يجيء على حساب الرهافة الحسية والتذوق.. في إطار ثقافة يتضخم فيها الفكر على حساب القدرات الحسية(أي تراجع القيمة الفنية على حساب التأويل). وهي ترى أن التأويل هو انتقام الفكر من الفن وانتقام الفكر من العالم. فالتأويل يعني افقار من خلال رسم عالم من ظلال المعاني ليحوله إلى عالم آخر عالم موازي. التأويل يجعل الفن قابل للإدارة والتأويل، والأدب هو الأكثر عرضة للتأويل. التأويل يعتبر الفن مكون من عناصر للمضمون وذلك ينتهك الفن ويحوله إلى سلعة قابلة للاستعمال. تقول سونتاغ أن الفن الحديث صار يهرب من التأويل ومن المضمون وهذه احدى سمات الفن الحديث وهي انتفاء المضمون في الفن الحديث. أما الفن الشعبي فهو على النقيض من ذلك فهو يبدأ بوضوح شديد بالمضمون وبذلك يبعد التأويل. وكذلك الشعر الحديث أيضا أفلت من المضمون. المطلوب في الفن هو الاهتمام بالشكل وليس المضمون. التأويل الحديث صار ينقب وينقب ويحفر ويدمر للبحث عن معنى آخر مخفي خلف المعنى الحرفي. ضربت مثلا بالتأويل في "الروحانيات" كما في تأويل نشيد الإنشاد والذي هو نص واضح الإيروتيكية فيه ليلبسوه معاني أخرى بعيدة عن المعنى الظاهر.
اواصل
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: **سوزان سونتاغ- كتاب ضد التأويل ومقال أخرى (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
سأتوقف (أنا)هنا لأعرض جزء من نشيد الإنشاد الذي لسليمان والذي أشارت إليه سونتاغ ..وأورد شهادتي الشخصية على التأويل البعيد عن ظاهر النص
وحرفيته في نشيد الإنشاد (Song of Songs) او Solomon Songs والوارد في إحدى أسفار العهد القديم(المسمى بالتوراة)...
شخصيا كنت معجب بهذا النص من حيث شاعريته وهو النص الذي عثرت عليه صدفة وأنا أنقب في عهد القديم لأبحث عن أثر لملكة سبأ .. فوجدت هذه الأبيات
عمن اعتقدت يومها أنها قيلت على لسان ملكة سبأ السمراء التي لوحتها الشمس. فأذكر أنني انطلقت وكأنني وجدت مكان الكنز..أخذت كتاب العهد القديم
وذهبت لدكتور جعفر مرغني (والذي لا يعرفني من قبل ولكني قرأت له مقالة بعنوان "بلقيس ملكة سبأ سودانية" فأندهش وأخذ مني الكتاب وتركته واقفا
في دهشتي وذهبت لحالي.:
فيما يلي جزء من الاصحاح الذي في سفر نشيد الأناشيد
الأصحاح الأول
1 :1 نشيد الإنشاد الذي لسليمان
1 :2 ليقبلني بقبلات فمه لان حبك اطيب من الخمر
1 :3 لرائحة أدهانك الطيبة اسمك دهن مهراق لذلك احبتك العذارى
1 :4 اجذبني وراءك فنجري. أدخَلني الملك إلى حجاله نبتهج ونفرح بك نذكر حبك أكثر من الخمر بالحق يحبونك.
1 :5 أنا سوداء و جميلة يا بنات أورشليم كخيام قيدار كشقق سليمان
1 :6 لا تنظرن إلي لكوني سوداء لان الشمس قد لوحتني بنو أمي غضبوا علي جعلوني ناطورة الكروم اما كرمي فلم انطره
1 :7 اخبِرني يا من تحبه نفسي أين ترعى أين تربض عند الظهيرة لماذا أنا اكون كمقنعة عند قطعان أصحابك
1 :8 ان لم تعرفي ايتها الجميلة بين النساء فاخرجي على اثار الغنم وارعي جِداءك عند مساكن الرعاة
1 :9 لقد شبهتك يا حبيبتي بفرس في مركبات فرعون
1 :10 ما أجمل خديك بسموط وعنقك بقلائد
اكتفي بعرض هذا الجزء من النشيد
أذكر بحثت عن تفسير لهذه الأوصاف الشعرية التي وصفتها سونتاغ بالايروتيكية فوجدت تفسيرات صدمتني ليس لأنها لم تجيء وفق توقعاتي فقط
بل هي تفسيرات موغلة في الغرابة وبعيدة عن منطوق كلمات النشيد ..
سأواصل في تقديم ملخص للمقالة.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: أساطير النشأة والتكوين (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
يا صديقي وأخي الدكتور محمدعبدالله الحسين لكل الاحباب والاخوات هذه الاضافة عن هذه الكاتبة عسي تكون اضافة مفيدة للبوست--- سوزان سونتاغ (1933-2004) كانت واحدة من أبرز المفكرين والكاتبات الأميركيات في القرن العشرين. اشتهرت بقدرتها على الجمع بين الأدب والنقد الثقافي والسياسي، ما جعلها أيقونة فكرية في عصرها. كانت سونتاغ تتمتع بحب استطلاع معرفي واسع، واهتمت بمناقشة القضايا الكبرى المتعلقة بالثقافة، السياسة، والأخلاق.
كتاب "سوزان سونتاغ: صنع أيقونة" هذا الكتاب، من تأليف كارل روليسون وليزا بادوك، يلقي الضوء على مسيرة سونتاغ وكيف تم بناء صورتها كرمز ثقافي. يتناول دور الأشخاص المحيطين بها، مثل ناشرها روجر ستراوس ووكيلها الأدبي أندرو ويلي، في تعزيز شهرتها، لكنه يتبنى موقفًا نقديًا وربما عدائيًا تجاهها. كما يناقش العقبات التي واجهها المؤلفان للوصول إلى وثائقها ومذكراتها.
أعمال سونتاغ أعمال أدبية: رواية "عاشق البراكين": تحكي قصة غرام الأدميرال نلسون والليدي إيما هاملتون. مجموعات قصصية ومسرحيات: عبّرت فيها عن رؤيتها الأدبية والفنية. أعمال نقدية: اهتمت بتأثير الأنساق الفكرية، مثل علم النفس والتاريخ، على تشكيل وعي الإنسان. ناقشت قضايا أدبية وثقافية، مثل دور الأدب في تحرير الإنسان. ألّفت مقالات تناولت مواضيع سياسية واجتماعية معاصرة، مثل هجمات 11 سبتمبر. تحرير مختارات: أعمال الناقد الفرنسي رولان بارت. نصوص الأديب الفرنسي أنطونان أرتو. إرثها الفكري ما يميز سونتاغ هو قدرتها على المزج بين الجماليات والفكر النقدي. كان اهتمامها يتخطى الأدب إلى قضايا إنسانية أعمق، مثل مقاومة الظلم والنشاط السياسي. حتى بعد وفاتها، استمر تأثيرها من خلال نشر يومياتها ورسائلها ومقالاتها غير المنشورة.
النقاش حول ذكائها رغم وصفها بأنها "أذكى امرأة في أميركا"، فإن هذا التعميم قد يختزل ذكاءها في مجال الأدب فقط. سونتاغ كانت واحدة من ألمع المفكرين، لكن هناك نساء أخريات مثل حنة آرنت وسيمون دو بوفوار شاركنها هذا التألق.
سونتاغ ليست فقط رمزا أدبيًا، بل نموذجًا للمثقف الشامل الذي يسعى لفهم العالم من منظور متعدد الأبعاد. أعمالها وسيرتها تسلط الضوء على قدرتها على تحويل قضايا إنسانية وسياسية إلى مواضيع للنقاش الثقافي العميق.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: أساطير النشأة والتكوين (Re: زهير ابو الزهراء)
|
الاخ العزيز زهير لك الشكر على هءه المقدمة التعىيفية عن س.سونتاغ. من الأشياء التي لفتت نظري هو نشاطها الفكري الذي تناول مختلف الموضوعات رغم تباعدها...وفي كل كتاباتها كانت الرؤية الثاقبة والعمق هي السمة البارزة فيها.. اكرر شكري يا صديقي العزيز.
| |
 
|
|
|
|
|
|
|