ما يزال أعداء الحرية والعدالة والسلام في انتظار عام سابع يأتي فيه وقت تصدق أمانيهم.. "لقد انحسرت الثورة!" ظل يرددها حراس نظام البشير وسدنته دون جدوى منذ ديسمبر ٢٠١٨ ورغم أنوفهم كانت مدن السودان تنتفض حتى دكت نواقيس المواكب حصون البشير فهوى دون رجعة.. وظلت ترددها بقايا نظامه البائد طيلة فترة الانتقال وبخبث تضع العراقيل فوق العراقيل لتضيق فرص الحياة على شعبنا الكريم ظناً منهم أن تحديات المعيشة اليومية كفيلة بأن تنسي جيل الثورة انعتاقه نحو الحرية وسعيه لأن يحكم نفسه بنفسه. ولما فشلت المكائد وقتها في هزيمة روح ديسمبر وتوقها للمدنية والديمقراطية ما لبثت قوى الردة حتى تكالبت على الشعب وانقلبت على ثورته في أكتوبر ٢٠٢١.. فانتفضت مدن السودان وقراه من جديد.. وفاضت في الشوارع والميادين تهزج بهتافات الشوارع والنشيد "نحن الشعب ونحن القوة".. وحالت دون ردتها نحو حكم الشمول ودكتاتورية العسكر مرة أخرى. ولم تجد قوى الظلام مخرجا إلا بالانقضاض على البلاد بأجمعها وإشعال حرب لا تبقي ولا تذر قُتِل فيها الآلاف وشُرِد وجُوِعَ فيها الملايين من الأبرياء، وفيما يشغل أغلبية السودانيين هموم البحث عن الأمان والمأكل والمسكن وسبل العيش، تحتفل قوى الظلام بالحرب التي "أعادت لهم الألق" كما يدعون، وصرفت عنهم حصار المد الثوري كما يظنون، وانخرطوا يتقاسمون مناطق السيطرة، ويتنازعون الشرعية المزعومة، ويحلمون بحكم قيصري جديد لا يشاركهم فيه أحد.
يتناسى أعداء الثورة وكارهيها أن ديسمبر لم تكن سرابا يجري خلفه الظامئون في صحارى الشمول والدكتاتوريات، بل هي إيمان عميق وأمل متجذر وهدف بالغ الوصول وعهد بذل في سبيله رفاقنا أرواحهم لأجل إرساء الحرية والسلام والعدالة والحكم المدني الديمقراطي المستدام ليشمخ السودان كما يليق به عاليا مهابا بين الأمم.
إن إحتفاء السودانيين بعيد الوطن (١٩ ديسمبر) ، منذ أن أعلن فيه آباؤنا المؤسسون في ١٩٥٥ أن جمهورية السودان الديمقراطية دولة مستقلة ذات سيادة من داخل قاعة البرلمان دون طلق رصاص أو إزهاق دم، ثم صدح فيه الديسمبريون في ٢٠١٨ بأن عهد الدكتاتورية العسكرية في البلاد قد انتهى، فأصبح موعدا سنويا تلتقي فيه المواكب وتتجدد فيه العهود. وفي الذكرى السادسة لثورة ديسمبر المجيدة ها نحن نجدد عهدنا.. المجد والخلود والرحمة لكل شهدائنا الأبرار والحرية والإباء والرخاء لشعبنا الصابر الكريم والسلام لكل شبر ببلادنا العزيزة والعدالة لكل مكلوم وكل مظلوم وكل مؤمن بضرورة إنهاء عهد الإفلات من العقاب كأساس متين نعيد فيه البناء لسودان الغد.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة