رثاء هونر بول دينق: رمز المحبة والعطاءhttps://top4top.io/
يا له من فقد جلل، فقد ارتحل الصديق العزيز هونر بول دينق عن دنيانا تاركًا خلفه إرثًا خالدًا من المحبة والخير والكرم. عاش حياته مناضلًا من أجل الناس، عاملًا بينهم ولهم، ومحققًا إنجازات عظيمة في ميادين السياسة والصحافة والاقتصاد والثقافة.
كان رمزًا للالتزام كعضو في الحركة الشعبية، يناضل من أجل وطن يسوده السلام والعدالة. وفي ميدان الصحافة، أبدع كاتبًا متفردًا ومتميزًا، يحمل قلمه سلاحًا لنشر الوعي والمعرفة. أما في عالم الاقتصاد، فقد كان مزارعًا ورجل أعمال ناجحًا، زرع الأمل والعمل في أرض الوطن. ولم يقف عند هذا الحد، بل أسس دار نشر فريدة، أضاءت ساحتي شمال وجنوب السودان بإنتاج فكري وثقافي عالي المستوى والقيمة.
ظل هونر بول دينق رمزًا للمحبة والتواصل بين شمال وجنوب السودان، يجمعه بالألاف أواصر الصداقة العميقة. كانت حياته ملحمة حب وعطاء، وبلغت ذروتها بعد تفجر الحرب حين نهض مع نفر كريم من أبناء الجنوب لإغاثة اللاجئين السودانيين. بكرمٍ فاق التوقعات، وفر لهم المأوى والمأكل والمشرب، ولم يدخر جهدًا لتذليل العقبات، حتى أنه استأجر الطائرات لنقل اللاجئين من الرنك إلى جوبا، وحرص على ترتيب أوضاعهم حتى يستقروا في مقاصدهم.
إنه الإنسان الذي يكفي أن تكتب له عن أسرة هاربة من جحيم الحرب، ليقوم بما يفوق تصورك حيالها، محققًا الأمان والكرامة لهم.
وداعًا هونر بول دينق، وإلى الخالدين. ستبقى في ذاكرة الألاف الذين ودعوك بالدعاء الصادق والمحبة، وستظل سيرتك العطرة منارة للأجيال القادمة. رحمك الله وأسكنك فسيح جناته، وجزاك عن كل ما قدمت خير الجزاء.
12-16-2024, 04:26 PM
حيدر حسن ميرغني حيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 29536
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة