فتيات لا تتجاوز أعمارهن تسع سنوات يتعرضن للاغتصاب الجماعي من قبل مليشيات شبه عسكرية في السودان - تقرير
ميليشيا قوات الدعم السريع، الغارقة في الحرب الأهلية منذ 15 شهرًا، متهمة بالعنف الجنسي، بما في ذلك الاغتصاب والتعذيب، في الخرطوم
قام مسلحون من ميليشيا سيئة السمعة بالتجوال في عاصمة السودان واغتصاب "عدد لا يحصى" من النساء والفتيات، بعضهن لا تتجاوز أعمارهن تسع سنوات، وفقًا لتحقيق يوثق الانتشار المروع للعنف الجنسي في الخرطوم خلال الحرب الأهلية في البلاد.
كانت بعض الهجمات التي شنها أفراد قوات الدعم السريع وحشية لدرجة أن النساء والفتيات لقين حتفهن "بسبب العنف المرتبط بفعل الاغتصاب"، وفقًا لبحث أجرته هيومن رايتس ووتش.
تشير روايات النساء والفتيات في مناطق الخرطوم التي استولت عليها قوات الدعم السريع إلى اختطاف العديد منهن وتعذيبهن وسجنهن كعبيد جنس. وتعرضت الأمهات للاغتصاب في محاولة لحماية بناتهن.
وأضاف التقرير أن بعض الفتيات أخبرن مقاتلي قوات الدعم السريع أنهن متزوجات وليس عذارى في محاولة لتجنب التعرض للهجوم.
وقالت ليتيسيا بدر، مديرة قسم القرن الأفريقي في هيومن رايتس ووتش: "لقد اغتصبت قوات الدعم السريع، واغتصبت جماعيا، وأجبرت على الزواج عددا لا يحصى من النساء والفتيات في المناطق السكنية في العاصمة السودانية".
بعد وقت قصير من اندلاع الحرب الأهلية بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني قبل 15 شهرا، اجتاحت قوات الدعم السريع أجزاء من الخرطوم ومدنها الشقيقة أم درمان والخرطوم بحري.
ومنذ ذلك الحين، أعاق القتال الوصول إلى العاصمة، لكن باحثي هيومن رايتس ووتش أجروا مقابلات مع 42 من مقدمي الرعاية والعاملين الاجتماعيين والمحامين ومتطوعي الطوارئ في الخرطوم لتحديد كيفية معاملة النساء والفتيات.
تم توثيق ما لا يقل عن 262 ناجية من العنف الجنسي، تتراوح أعمارهن بين 9 و60 عاما.
وقال التقرير إن متطوعي الطوارئ اغتصبوا أنفسهم في عدة مناسبات من قبل مقاتلي قوات الدعم السريع أثناء محاولتهم مساعدة الناجيات من العنف الجنسي.
وتكشف الشهادات مجتمعة عن وجود جهنمي لأعداد كبيرة من النساء والفتيات في العاصمة السودانية. وقالت امرأة تبلغ من العمر 20 عامًا للباحثين: "لقد نمت بسكين تحت وسادتي لعدة أشهر خوفًا من الغارات التي أدت إلى اغتصابي من قبل قوات الدعم السريع. لم يعد من الآمن أن تعيش امرأة في الخرطوم تحت حكم قوات الدعم السريع".
وتحدثت قابلة في الخرطوم للباحثين عن القلق المستمر الذي تواجهه النساء: "نحن خائفات طوال الوقت من غارات قوات الدعم السريع على منازلنا. لا نستطيع النوم من هذا الخوف. كل يوم هناك غارة على منزل، يحاولون اغتصاب النساء".
وذكر التقرير أن أربع نساء وفتيات على الأقل توفين متأثرات بإصاباتهن بعد اغتصابهن، كما تم نقل العديد من الأخريات إلى المستشفى. وأصيبت فتاة مراهقة برصاصة في الفخذ بعد اغتصابها من قبل مجموعة من جنود قوات الدعم السريع وتوفيت في المستشفى "من نزيف حاد ناجم عن الرصاص".
وحث بدر الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة على نشر قوة حماية مدنية لمنع المزيد من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
واتهم التقرير أيضًا جنودًا ينتمون إلى القوات المسلحة السودانية بالعنف الجنسي ضد سكان الخرطوم. وعلى الرغم من أن عدد الحالات المنسوبة إلى الجيش الحكومي أقل، فقد وثق الباحثون "ارتفاعًا" في الحالات بعد سيطرة القوات المسلحة السودانية على أم درمان في أوائل عام 2024. كما تعرض الرجال والفتيان للاغتصاب، بما في ذلك أثناء الاحتجاز، وفقًا للتقرير.
وقالت هيومن رايتس ووتش إن الجانبين منعا وصول الناجين إلى الرعاية الصحية الطارئة الحرجة وهاجما العاملين في مجال الرعاية الصحية، وهي جريمة حرب.
وقالت إن القوات المسلحة السودانية "تقيّد عمدًا الإمدادات الإنسانية"، بما في ذلك الإمدادات الطبية، من خلال فرض حصار بحكم الأمر الواقع على المساعدات التي تدخل المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع في الخرطوم منذ أكتوبر/تشرين الأول.
وأضاف التقرير أن أيًا من الجانبين لم يتخذ "خطوات ذات مغزى" لمنع قواته من ارتكاب جرائم اغتصاب أو مهاجمة العاملين في مجال الصحة أو حتى التحقيق بشكل مستقل وشفاف في الجرائم التي ارتكبتها قواته.
ومع ذلك، طعن بابكر الأمين، المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية، في نتائج التقرير، مضيفًا: "فيما يتعلق بالقوات المسلحة السودانية، فإن هذا التقرير يحتوي على مزاعم لا أساس لها من الصحة ولم يتم استجوابها أو تقديمها للقوات المسلحة السودانية للرد عليها.
ونفي بشكل قاطع الاقتراح التشهيري الذي قدمه مؤلف التقرير بأن القوات المسلحة السودانية أو حكومة السودان تتغاضى عن العنف الجنسي في أي وقت.
"كما أن اتهام القوات المسلحة السودانية باستهداف مقدمي الرعاية الصحية لا أساس له من الصحة. ولا يقدم التقرير أي دليل يثبت هذا الاتهام. فالمستشفيات والمرافق الصحية العاملة حاليًا في المناطق التي تسيطر عليها القوات المسلحة السودانية محصورة في المناطق التي تسيطر عليها وتحميها القوات المسلحة السودانية، بما في ذلك حوالي 400 مستشفى حكومي من أصل 540 مستشفى.
"وعلى عكس الادعاءات الواردة في التقرير بأن القوات المسلحة السودانية تمنع تسليم الإمدادات الطبية، فإن القوات المسلحة السودانية هي التي تحمي وتحرس وغالبًا ما تتولى تسليم هذه الإمدادات بما في ذلك استخدام الإنزال الجوي".
وكشف عدد من الروايات التي قدمتها الناجيات أنهن تعرضن للاغتصاب من قبل ما يصل إلى خمسة مقاتلين من قوات الدعم السريع.
كما قامت قوات الدعم السريع "باختطاف" النساء والفتيات بشكل منتظم واحتجازهن في المنازل، وفقًا للتقرير. تم احتجاز بعض النساء لأسابيع. تعرض العديد منهن للضرب والتعذيب وحرمانهن من الحصول على الطعام في ظروف قال الباحثون إنها تشكل عبودية جنسية.
قالت إحدى مقدمات الخدمات والمدافعات عن حقوق المرأة: "أخبرتني فتاتان، شقيقتان، كنا ندعمهما أن قوات الدعم السريع اغتصبتهما والنساء الأخريات في المنزل كل يوم، لمدة ثلاثة أيام قضينها في الاحتجاز".
وأضافت أن الأختين احتجزتا في منزل كبير إلى جانب عدد كبير من النساء والفتيات من جنوب السودان وإثيوبيا. وذكر التقرير: "وصفن تعرضهن للضرب والحرمان من الطعام وإجبارهن على غسل ملابس القوات كل يوم".
وقال العاملون في مجال الصحة الذين تمت مقابلتهم إنهم "صُدموا" من استهداف الفتيات الصغيرات.
تم توثيق ما لا يقل عن ثلاث حالات حمل لفتيات يبلغن من العمر 15 عامًا نتيجة للاغتصاب من قبل قوات الدعم السريع وحالة واحدة من قبل الجيش السوداني في الخرطوم بحري، في التقرير.
وفي الأسبوع الماضي، كتبت قوات الدعم السريع إلى هيومن رايتس ووتش لرفض الادعاءات بأنها تحتل أي مستشفيات أو مراكز طبية في الخرطوم، لكنها لم تقدم أي دليل على أنها أجرت تحقيقات في مزاعم العنف الجنسي من قبل قواتها.
وأضاف الأمين، المتحدث باسم وزارة الخارجية: "القوات المسلحة السودانية هي جيش وطني قديم، عمره ما يقرب من مائة عام، وقيادته وكذلك صفوفه منضبطة للغاية ومهنية ومطلعة على القانون الإنساني الدولي وأفضل القواعد والمعايير العسكرية المعروفة.
"حماية المدنيين، وخاصة النساء والأطفال، هي على رأس أولويات القوات المسلحة السودانية وحكومة السودان".
وأضاف أن الحكومة لديها "وحدة قوية لحماية النساء والأطفال تحت إشراف وزارة التنمية الاجتماعية والرعاية الاجتماعية" وأشار إلى أن عددًا من المنظمات بما في ذلك حملة مكافحة العنف ضد المرأة، لم تتهم القوات المسلحة السودانية بمثل هذه الجرائم الشنيعة.
كما طعن الأمين في إشارة التقرير إلى "الأطراف المتحاربة" باعتبارها "غير عادلة ومضللة".
وأضاف أن الجيش لا يمكن مقارنته بـ"ميليشيا مدعومة من الخارج، وتتكون في الأساس من مرتزقة" تستخدم نفس التكتيكات والوحشية التي يستخدمها تنظيم داعش.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Mohamed Omer
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست