بعد هروب البرهان ومعه الثلاثي العسكري من القصر الجمهوري، لم يتبق لهما سوى إنتاج الأكاذيب والإدعاءات الفارغة. في بداية الحرب، سمعنا عنتريات كثيرة بأن العاصمة الخرطوم ستكون خالية من الأشاوس، لكن حتى الآن لم يستطع البرهان ولا ياسر كاسات العودة إلى القصر الجمهوري. الكلمات الجوفاء والهزيمة المدوية لقد أصبحت التصريحات الجوفاء والادعاءات الفارغة السمة البارزة في أحاديث المهزومين في الحرب السودانية. قوات الدعم السريع لم يتركوا أمام الهارب البرهان والعاطل ياسر كاسات سوى الشعور بالانكسار والهزيمة وعض أصابع الندم. تصريحاتهم وتصرفاتهم باتت تعكس حالة من الفراغ والضعف، لا سيما عندما يتحدثون عن انتصارات وهمية وإنجازات غير واقعية.
كشف الحقائق وتعرية الأكاذيب لا قيمة لما يقوله هؤلاء من تصريحات لأن الوقائع أثبتت أن لا قيمة له في الواقع المعاش. إذا كانت هناك قيمة فهي أنها كشفت أن الكيزان في أسوأ أحوالهم بعد أن نجحت قوات الدعم السريع في كسر غرورهم وكشف شرورهم وفضح أجندتهم المناقضة للمصلحة الوطنية العليا. هذه الأجندة كانت تهدف إلى استغلال المؤسسة العسكرية كأداة لقهر الشعب السوداني منذ انقلاب الجبهة القومية الإسلامية على الحكومة الديمقراطية بقيادة الراحل الصادق المهدي في عام 1989م.
تبدل الموازين والتحولات الجذرية والآن تغيرت الموازين واختلفت الظروف تماماً بعد أن رد الأشاوس الصاع صاعين وقالوا للفلول وكل الانتهازيين إن عهد الاستبداد والفساد والظلم قد ولى بلا رجعة. انتهى عهد الأكاذيب والشعارات الزائفة، الذي فرضه الكيزان على الشعب السوداني وكان أسوأ عهد حيث تمت فيه مصادرة الحريات العامة وانتهاك حقوق الإنسان على أوسع نطاق بجانب تدمير ممنهج لمؤسسات القطاع العام لصالح حيتان الفساد التي كانت تتدثر بشعارات الدين لخداع البسطاء.
انكشاف الحقائق والوعي الشعبي , بعد مرور أكثر من ست عشرة شهرا على الحرب اللعينة التي أشعل فتيلها الكيزان، تكشفت الحقائق وأثبتت الوقائع أن الفلول لا تهمهم سوى مصالحهم الضيقة. في سبيل تلك المصالح، هم على استعداد لحرق كل السودان! هذه المعطيات جعلت الشعب السوداني يدرك تماماً أن الكيزان هم الخطر الحقيقي على الوطن والمواطن والجيش ذاته. إن الغضب الشعبي على رفض هؤلاء العسكر المهزومين وقف الحرب يعكس حقيقة رهيبة يجب أن يعوها. إنهم الآن في مواجهة شعب لا يُقدِّرهم حتى بمقدار خردلة. الشعب السوداني يدرك تماماً حجم الخراب والدمار الذي تسببوا فيه، ويطالبهم بالرحيل وترك زمام الأمور لأولئك الذين يسعون حقاً لمصلحة الوطن. أمام هذا الغضب العارم، يجب على العسكر أن يدركوا أنهم لا يمكنهم الوقوف في وجه إرادة الشعب وأن أيام هيمنتهم قد ولت. عليهم الآن أن يختاروا بين الاستمرار في معاندتهم العقيمة أو مواجهة المصير الحتمي الذي ينتظرهم من غضب الشعب وحساباته العادلة.
نحو مستقبل أفضل , أن الخطاب الجوفاء الذي يستخدمه المهزومون في الحرب السودانية ليس سوى محاولة يائسة لإخفاء الحقيقة وتبرير الفشل. ولكن الشعب السوداني بات اليوم أكثر وعيًا وإدراكًا لحقائق الأمور. إن الأمل يكمن في الوحدة والتعاون بين جميع القوى الوطنية لبناء سودان جديد يقوم على العدالة والمساواة واحترام حقوق الإنسان. لقد ولى عهد الأكاذيب والخداع، وحان الوقت للعمل الجاد من أجل مستقبل مشرق للسودان.
التطلع للمستقبل سوف تقف الحرب ذات يوم بقوة وعزيمة الشعب السوداني، وسيطولكم القصاص عن كل ما اقترفتم من جرائم فساد وقتل وتدمير لهذا الوطن. النصر لشعب السودان، ووداعاً لهيمنة وصلف العسكر
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة