في أحدث تطور في ميدان القتال بالسودان، نشرت منصات إعلامية تابعة لقوات الدعم السريع مقاطع فيديو، قالت إنها لطائرات مسيرة تستهدف عددا من المقرات العسكرية للجيش.
في المقابل، ذكر قادة بالجيش، أن الطائرات من دون طيار أفشلت هجومين متتالين لقوات الدعم السريع، يومي الاثنين والثلاثاء، على مقرات عسكرية حيوية في الخرطوم بحري، مما يؤكد تصاعد اعتماد الطرفين على الطائرات المسيرة، وفق مختصين.
ويتنافس الجيش وقوات الدعم السريع على توظيف الطائرات من دون طيار في عمليات الاستطلاع وجمع المعلومات، وفي استهداف مواقع الطرف الآخر، وتمركزات قواته.
دقة التصويب ويرى الخبير العسكري السوداني، الطيب نعمان، أن "اتجاه الجيش لاستخدام الطيران المسير، يعود لحرصه على عدم الإضرار بالمدنيين والمنشآت المدنية، لأن الحرب تجري وسط الأحياء والشوراع، وكما هو معلوم، فالطيران المسير دقيق التصويب".
وقال نعمان، وهو ضابط سابق بسلاح الطيران، لموقع الحرة، إن "الجيش استخدم سلاح الطيران منذ الساعات الأولى لحرب 15 أبريل، مما أفشلل عمليات الهجوم الكاسح التي كانت تشنها قوات الدعم السريع على مقرات الجيش، بما في ذلك قيادته الرئيسية وسط الخرطوم".
ولفت إلى أن "الجيش وظف طائرات "زاجل" المصنوعة محليا، بجانب طائرات استطلاع أخرى خصصت لرصد تمركزات قوات الدعم السريع، تمهيدا لضربها بواسطة طائرت ميغ وسوخوي، وكذلك لإفشال هجمات الدعم السريع".
وذكر رئيس تحرير صحيفة القوات المسلحة، لسان حال الجيش، العميد إبراهيم الحوري، أن "الطيران المسير أفشل الثلاثاء، هجوم قوات الدعم السريع على مقر سلاح الإشارة في الخرطوم بحري، وكذلك هجومها على مدينة الفاو شرق السوداني.
وفي المقابل، يشير الباحث في الدراسات العسكرية السودانية، عبد المنعم خلف الله، إلى أن "قوات الدعم السريع حصلت على مجموعة من الطائرات المسيرة، واستهدفت فعليا عددا من المقرات العسكرية التابعة للجيش مثل منطقة وادي سيدنا العسكرية ومعسكر المرخيات في أمدرمان".
وقال خلف الله لموقع الحرة، إن "قوات الدعم السريع، بخلاف الجيش، تستخدم الطيران المسير كظهير مساعد حينما تقوم بالهجوم على المواقع العسكرية، ما يسهل عمليات دخولها البري والاستيلاء على بعض المواقع".
ولفت إلى أن "قوات الدعم السريع وظفت الطيران المسير كظهير في هجومها البري على مقر الكتيبة الاستراتيجية ومصنع اليرموك وسط الخرطوم، مما مكنها من الاستيلاء على الموقعين المهمين".
ونشر مستشار قائد قوات الدعم السريع، عمران عبد الله، على صفحته في منصة (إكس) مقطع فيديو، قال إنه "عملية نوعية استهدفت طائرة شحن في منطقة وادي سيدنا العسكرية"، في حين لم يصدر أي تعليق من الجيش.
ويسيطر الجيش على منطقة "وداي سيدنا" التي تقع في شمال أم درمان، وتعد من أهم القواعد العسكرية، كونها تضم قيادة سلاح الجو، وزادات أهميتها مع اندلاع المعارك الحالية في السودان.
ولعب سلاح الجو التابع للجيش دورا محوريا في العمليات القتالية الدائرة حاليا، إذ كثف طلعاته الجوية على تمركزات قوات الدعم السريع منذ الساعات الأولى لتفجر المعارك في 15 أبريل 2023.
ومنذ ذلك التاريخ، تحاول قوات الدعم السريع عبور جسر الحلفايا من ناحية الخرطوم بحري (شرقي النيل)، للوصول إلى منطقة "وادي سيدنا" العسكرية في أم درمان (غرب النيل)، لكن الترسانة العسكرية التي ينشرها الجيش صعّبت المهمة.
أطراف خارجية ظهور الطائرات المسيرة بكثافة في سماء الخرطوم، وتصاعد رهان الطرفين عليها في العمليات العسكرية الهجومية والدفاعية، يطرح أسئلة بخصوص طريقة حصول الطرفين عليها، خاصة في ظل قرار مجلس الأمن الذي صدر في 2004 وقضى بحظر توريد السلاح إلى السودان، وفق مختصين.
ويشير نعمان إلى أن "الطائرات المسيرة لعبت دورا محوريا في سيطرة الجيش على مقر الإذاعة والتلفزيون الواقع في مدينة أم درمان، بعد أن كان تحت سيطرة الدعم السريع".
ولفت إلى أن "الجيش يستخدم طائرات مصنعة محليا في مجمع الصافات بمنظومة الصناعات الدفاعية السودانية، وكذلك في منطقة وادي سيدنا العسكرية وفي مصنع اليرموك".
وأشار المتحدث ذاته، إلى أن "حصول الجيش على طائرات مسيرة أو أي أسلحة من الخارج أمر طبيعي، لأنه جهة سيادية تمثل الدولة السودانية، بخلاف قوات الدعم السريع، التي لا تملك صفة سيادية بعد صدور قرار من البرهان بحلها".
وأضاف "ظلّ قادة الجيش السوداني يتهمون الإمارات بأنها توفر العتاد العسكري لقوات الدعم السريع، ولا أعتقد أن مثل هذه الاتهمات الخطيرة تصدر دون معلومات مؤكدة".
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة