دفع النقيب فرانز الباب بقوة أزعجت زوجته كارين،التفتت تحدق شفى زوجها الذي دلف إلى الداخل في تثاقل كأنما كان يسحب قاطرة خلفه ،كان زائغ النظرات وتبدو عليه التعاسة الشديدة..حملقت فيه في ذهول وهو يتقدم وجلس على المنضدة،خرج الطفلان بوبى ولولا كالمعتاد من غرفتهما لتحية أبيهما،إلا انه أزاحهما بعيدا بطريقة لا تخلو من الغلظة،تساءلت كارين في نفسها"يبدو انه أمر جلل وليس شئ عادى كمغامراته النسائية المعروفة والمعتادة"..ظل الشعور بالذنب يكسو وجهه ويرسم خطوط حول فمه المطبق بإصرار كأنما هناك خنجر انغرز في خاصرته..جلس يحتسى القهوة ويقضم قطع الكيك التي وضعتها زوجته بطريقة آلية وهو ساهما بعيدا ومتحا شيا النظر أليها والى ولديه الجميلين..اخذ يسترجع الأحداث التي مرت قبل ساعة في مطار فرانكفورت كأنها شريط سينمائي" لن يعرف أحد حقيقة الأمر أبدا حتى زميلاه مارك وهارى لم يلحظا ذلك"..كان منهمكين في تقييد الضحية من ساعديه النحيلين على مقعد الطائرة بينما كان هو يدفع بالخوذة إلى راس الضحية بيده اليسر ويخمد أنفاسه باليد اليمني،كانوا على عجلة من أمرهم وعلى موعد مع الأوكرانيات الفاتنات..تنهد فرانز في حسرة وهو يسترجع موقفه المخزي..حتى أن الضحية بجسدها الناحل لم تتمكن من الصمود طويلا,فاضت روحه وهو يحدق في فرانز مذهولا.. انسابت دمعة ساخنة على خده لمحتها كارين وأدركت أن زوجها تحت وطأة ألم فظيع، نهض في تثاقل تاركا نصف قهوته وفطوره واتجه نحو الغرفة،خلع ملابسه واستلقى على الفراش يحملق في يديه أمامه "لن يعرف اخد الحقيقة أبدا وزميلاه لم يلحظا فعلته الشنعاء"..جمعت كارين الأطباق من المائدة ولمحته يحملق في يديه في هلع أثار توجسها..نهض الطفلان وجلسا يتابعن فلم كرتون على التلفاز.. كانت هذه البداية وعرفت كارين لاحقا حادثة المطار وطورت زوجها فيها ثم بدأت أشياء غريبة تحدث بعد ذلك..أشياء مخيفة أحالت عشهم الهادي إلى جحيم..في اليوم التالي ،استيقظت كارين مبكرة وذهبت إلى البهو لترسم لوحاتها في الصباح..صرخت من الرعب الذي تملكها عندما وجدت اللوحات الجميلة المعلقة في الجدار قد تحولت إلى صور تعج بالجوعى ومشردي الحروب في أفريقيا التى تنشرها وكالات الأنباء..أخذت تصرخ حتى أيقظت زوجها وطفلاها اللذين هبوا مذعورين ليروا هذه الأشياء الغريبة وتولت الأحداث الفظيعة بعد ذلك تباعا،في صباح اليوم التالي اختفت الزهور الجميلة من الأصص وحلت مكانها نباتات شوكية خشنة الملامح،نباتات أفريقية قبيحة المنظر..هذه المرة سمعت كارين المشدوهة صوت غامض يردد باللغة الألمانية وبلكنة أجنبية كلام غريب"نحن بمقاييس العالم الأوروبي فلاحون فقراء ولكنى عندما أعانق جدي اشعر بالغنى كأنني نغمة من دقات قلب هذا الكون..إن جدي ليس كشجرة سنديان وارفة الظلال في موقع منت عليه الطبيعة بالماء والخصب ولكنه مثل شجرة السيال في شمال السودان،صغيرة الأوراق..حادة الأشواك..تصارع الموت لأنها لا تسرف في الحياة"2 انهارت كارين على الأريكة ودفنت وجهها بين يديها،لقد اصبح الأمر لا يطاق..هناك شبح من أفريقيا يطاردهم،لقد احتملت كل مثالب زوجها في الماضي ومغامراته النسائية ولكنها لن تحتمل أن تكون يداه ملوثتان بدماء بريئة..وجاء الحادث الذي كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير..كانت تضع المكياج على وجهها أمام مرآة الحمام الكبيرة..فجأة اختفت المرآة وامتدت صحراء قاحلة أمامها،ذهلت كارين وهى تسمع أنين الرياح,أخذت أقدامها تغوص في الرمال الساخنة،كانت هناك قافلة تسير على البعد كأنها لوحة رسمها أحد المستشرقين،لفحتها رياح السموم الحارقة فأشعلت بشرتها البيضاء الناعمة..صرخت كارين واندفع خارجة لا تلوى على شئ..اصطدمت في البهو بطفليها المذعورين ،كانا تعيسين أيضا،وعيناهما مقرحتين بالبكاء،ظل الشبح يعابثهما أيضا،يغنى طوال الليل في غرفتهما ويهز فرشيهما بغلظة إذا اغمضا جفنيهما..أدركت كارين المسكينة إن البقاء هنا سيقودها الى الجنون المطبق ************* عاد فرانز يجر أقدامه الى المنزل المظلم،غادرت كارين مع طفليها المنزل قبل إن تفقد ما تبقى من عقلها..فتح الباب الذي اصدر صريرا مزعجا اقشعر له بدن فرانز..كانت تمطر في الخارج بغزارة،دلف الى داخل البهو وعلق المظلة والقبعة على المشجب..جلس على الطاولة وتناول الكأس..في تلك اللحظة انفتح الباب الخارجي بقوة وغمرت أضواء بنفسجية المكان..أخذت الريح تعبث بالستائر وتساقطت معظم اللوحات الفنية من الجدار..اتسعت عينا فرانز رعبا عندما سمع وقع خطوات واثقة تقترب من الباب،دخل عجيب بقامته الفارعة وجسده الناحل واقترب من الطاولة وجلس على المقعد المقابل واخذ يحدق بعينيه الميتتين الى فرانز المذهول الذي جمده الرعب في مكانه _ ها قد عدنا يا فرانز!!..لماذا لم تعطوني فرصة أتحدث معكم؟! رد فرانز في انكسار يشوبه الكذب _ إننا كنا نقوم بواجبنا نظر إليه عجيب في احتقار _ واجبكم ترحيل الأجانب وليس قتلهم _ أنا لم أتعمد ذلك _ صه!! الموتى يعرفون الحقيقة كاملة..كنتم على موعد مع الأوكرانيات صعق فرانز وبان عليه الحزن العميق وشعر بأنه عار تماما امام ضحيته السابقة.واردف الشبح ساخرا _ هل انتم عالم حر؟! _ نعم نحن عالم حر ضحك الشبح ضحكة مجلجلة ثم رد في تشفى وسخرية مريرة _ ماذا فعلتم بالمناضلة الفلسطينية سهيلة اندراوس*3 رد فرانز في تحدى _ أنا لا اعرفها _ يعرفها الساسة الكبار عندكم.انتم عالم محشو بالقاذورات..انهم لا زالوا يبتزونكم بأساطيرهم المؤسسة*4 أجاب فرانز في نفاذ صبر وبحدة _ ماذا تريد أن تقول؟! _ أريد أن.. قاطعه فرانز بحدة وقد عاوده عناده الألماني واراد أن يثأر لكرامته الجريحة _ بل نحن عالم حر ..ولا زلنا في المقدمة ضحك عجيب في سخرية واردف _ يا صديقي العالم الحر الحقيقي الآن جنوب أفريقيا "جنة السود" تقلص وجه فرانز و ازرق من الغضب وحدق في الشبح في قرف _ لماذا جئت الى بلادنا إذا؟! _ عندما جئتم انتم الى أفريقيا في الماضي ،كنتم تحملون الإنجيل وكانت لنا الأرض فاصبحنا نحمل الإنجيل وغدت لكم الأرض حدق فيه فرانز في قرف ،ابتسم عجيب واردف _انتبه جيدا ,أنا اقرأ أفكارك،ألم أخبرك بان الموتى لهم قدرة خاصة على سبر غور الأشياء؟! _ أنا لم اقصد.. _ أنت تعيرني بلوني الأسود ولكن لي قلب ابيض وأنت ابيض ولك قلب اسود أطلق فرانز زفرة حارة
- انك تسبب لي آلاما شديدة بحديثك هذا _ نعم والألم أول مراحل الشعور أليس كذلك أيها الأبيض الجميل؟! أطلق الشبح ضحكته المجلجلة التى اقشعر لها بدن فرانز واخذ يتداعى وينهار تحت ضغط هذه الأحاديث العجيبة،دفن وجهه بين ساعديه واخذ جسده يختلج بشدة في نشيج مكتوم وردد في نفسه"غدا سأذهب الى الكنيسة واعترف بكل شئ حتى ينزاح عنى هذا الكابوس" نظر أليه عجيب في أسي وإشفاق _هذا عين العقل الاعتراف بالذنب فضيلة _....
_ كنت أود أن أخبرك عن أمي الضريرة ووالدي المتقاعد وأخوتي التسعة،لكنى منصرف الآن..وداعا رفع فر أنز رأسه وعينيه الزرقاوين مشربتان بالدمع وحملق في وجه عجيب الخالي من التعبير،نهض عجيب واستدار منصرفا وهو يردد أغنيته الغريبة*5 Every time you suffer When every time you die Don’t ask me why؟ I tell no lie There is a natural music Flowing through the air If you listen carefully Then you will hear When you feel guilty Try to find the answer Don’t ask me why؟ I tell no lie توقف عند البوابة حيث الأضواء الباهرة والتفت الى الرجل التعس _ليتني اتجهت جنوبا الى نلسون منديلا .ولم احضر لبلدكم هذه أبدا!! قفز خارجا وانغلقت البوابة خلفه ،اختفت الأضواء الغامضة وعم السكون المكان إلا من أنفاس فرانز المتلاحقة وتساقط حبات المطر في الخارج وعاد الظلام يخيم على المكان
هوامش 1*قصة أمير احمد عجيب ،السوداني الذي توفى أثناء عملية ترحيله قسرا من ألمانيا الى السودان والعنوان مقتبس من قصة محمد عبد الولي الأديب اليمنى الراحل 2*من رواية موسم الهجرة الى الشمال للطيب صالح 3*مناضلة فلسطينية ،الناجية الوحيدة من عملية مقديشو في السبعينات تم ترحيلها عنوة في التسعينات من النرويج وتقبع الآن في السجون الألمانية 4*الأساطير المؤسسة لبنى صهيون_المفكر العالمي روجيه غارودى 5*أغنية_Natural music للمطرب الراحل بوب مارلى القصة من مجموعة(كل ألوان الظلام-)- إصدارات مركز عبادي للدراسات والنشر-صنعاء
وفلنقابات الاتحاد الاوربي في السودان المنزوعي الحياء ايضا في 2024
03-08-2024, 05:31 AM
adil amin adil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 39161
البوست ده خاص بي احوال اللاجئيين السودانيين في كل العالم العرب والعجم وبلاد الافريقيين وخذلان الامم المتحدة لهم في السودان اي حاجة ما كويسة حصلت للاجائيين السودانيين في اي بلد تعال نزلا هنا اليو تويب مليان
نجى ادم هارون المترجم السوداني الهارب من هولوكوست الجنجويد في دارفور, خريج آداب جامعة الخرطوم فلسفة ولغة المانية من الغرق بعد انقلاب القارب في عرض البحر قرب سواحل اوروبا وسبح الي الجزيرة ..اخرج هاتفه السيار الثريا الذى زوده به صديقه الالماني كان لا يزال يعمل وبطارية الشحن تضمحل باستمرار واتصل الاب القس البروتستانتي السابق و المهندس الالماني بيتر لوثر الذى كان يعمل معهم في شركة الكهرباء في درنة قبل زحف ال############ان علي ليبيا وغادرها مع الجالية الالمانية وتركهم في معسكر الشركة يتدبرو امرهم للعبور الي اوروبا عبر القوارب والروليت المميت .. - الو الاب لوثر !! -نعم من المتصل؟ - انا تلميذك برومثيوس خاطف النار - ادم السوداني ؟؟ - نعم ..نعم - حياك الله من اين تتصل ؟ - هل تذكر صخرة سيزيف التي اخبرتنا بها؟؟ في الادب والفلسفة اللاتينية ايام جلوسنا مع العائلة الكوكبية في الزمن الجميل ؟ ؟ - نعم ..ما الامر..اين انتم الان ؟ - انا اجلس على هذه الصخرة الان في جزيرة ارخبيل رودس اتمنى ان تحدد الموقع من الان البطارية تنفذ - انا في طريقي من بون الي ميونخ الي الديار استقل القطار, ساعات واتواصل معك تخبرني ماذا حدث اطفا التلفون وجلس يحدق في البحر الصاخب وصياح النوارس يصم الاذان..انحسر الموج ثم عاد وتقيأ عائلة اميد السوري ورصهم اله البحر بوسيدون* بعناية فائقة على الساحل اميد الكردي وزوجته الارمنية مريم وبنتاه زينة وايمان وثم هرول يبحث عن باقي الجثث..حدق فيهم في اسى وتتداعى شريط الذكريات " وجدهم المهندس لوثر في طرابلس هائمين بعد مسيرة خروج طويلة من سوريا عبر السودان الى ليبيا وجاء بهم الي درنة الى معسكر الشركة واميد اصلا مهندس صيانة وزوجته مريم مساعد طبيب الاسنان واسكنهم في بيوت المعسكر" كان اميد الكردي السوري يردد في اذن ادم دائما "لن اعبر الي اوروبا عبر بلاد الاتراك الاوغاد ابدا لذلك جئت الي هنا " دارت الامواج وانجبت الهة البحر كالبسو ابنها جاكوب بانزا ..والقت به عاريا على رمال الساحل مكورا كالجنين في بطن امه ..نظر اليه في اسى ..جاكوب بانزا موطن من توغو في العقد الرابع من عمره جسد غريب يشبه الغوريلا قوى التركيب وقلب مفعم بالطيبة عثر عليه الاب لوثر في مدينة سبها يعاني الامرين من عنصرية العرب البليدة ويطارده الاطفال في الشوارع. آخذه مع الي الشركة في درنة ودربه على العمل في رصف الاعمدة ومد الاسلاك الكهربائية..نظر ادم الي ظهره المقوس واثار السياط والتعذيب التي عانى منها عقب الحادثة الشهيرة عندما اختطفه تجار البشر ومارسوا ضده اشكال التعذيب و كل النزعات السفلى في النفس البشرية حتى انقذه الاب لوثر بفدية كبيرة واثر بعدها ان يعمل في المعسكر في المغسلة الاتوماتيكية للملابس وجلب الخضروات واللحوم من الاسواق القريبة ..وظل صديقه اللدود اميد هو غريمه الوحيد في لعبة لي الذراع وكلاهما ذو بنية جسدية قوية وكنا نراهن عليهما بعد الغداء الجماعي في بيت العزاب في المعسكر .. الان يرقد في سلام متكورا كفقمة كبيرة لفظها البحر بقسوة وقد تحرر من حياة عانى منها الكثير واكيد ولدته كالبسو في عالم الاخر الان , مشبع بطفولة والسلام يبدو انه فقدهما طيلة حياته السابقة .. استدارت الامواج وعاد الزبد الذى لا يذهب جفاء يحمل جثة اليفة لدى ادم انه لاعب الكرة في فرقة الشركة من مالي كيتا مامدو...كان منظره مؤلم قضمت اسماك القرش ساقه..وبقيت الساق الاخرى بحذائه الرياضي الثمين..جاء به الاب لوثر ايضا من طرابلس ليلعب في منتخب الشركة , كان عالم كيتا هو كرة القدم ويعلق صور اللاعبين العالميين في غرفته ويتابع المباريات على شاشة التلفاز ويجلس بين الكؤوس والميداليات التي حققها في دوري كرة القدم الليبي..ويحلم دائما ان يكون لاعب في الدوري الالماني البندس ليقا في فريق مدينة لوثر بايرن ميونخ والان اضح جثة بلا ساق يسحبه بوسيدون بقسوة الي الساحل ... ظل يحدق في الجثث المسجاة على الساحل في اسى كانه كابوس مستمر ودرات عجلة الروليت مرة اخرى وجلبت اخر العنقود في الاسرة الكوكبية التي كانت تقيم في معسكر شركة سيمنز في درنة ..فاطمة الإرتيرية الجميلة افروديت * وابنها يوهانس مكور في حضنها وطرحهما الموج الصاخب عن كثب...عندما عاد الاب لوثر من طرابلس يرفل في سعادة شديدة ومعه هذه المرأة الجميلة وابنها اشاع الحبور في الجميع ..وجدها تعمل في مطعم صديقه الليبي امام السفارة الالمانية تعمل نادلة وتعد ايضا الطعام الايطالي الجيد..اذهل لوثر طبق البيتزا الرائع الذى ذكره بزوجته الايطالية الراحلة منذ امد بعيد, ماتت في ريعان شبابها بالسرطان وترهب لوثر واغرق تقسه في العمل الانساني كمسيحي بروتستانتي ملتزم وهو الان في العقد السادس..جرت مفاوضات بينه وبين صاحب المطعم ودفع عنها مبلغ كبير وجاء بها الي المعسكر وعرف في الطريق رحلتها الشاقة من ارتريا مع ابنها وزوجها الذى مات في معسكر اللاجئين في مدينة كسلا السودانية عندما تفشى وباء الكوليرا هناك وبقيت وحدها تشق الطريق الي اوروبا عبر صحراء موحشة ووحوش البشر ايضا الذين انتهكوا جسدها مرارا حتى وصلت طرابلس وكان يراودها حلم ان تكون طباخة في فندق معتبر في ايطاليا او عارضة ازياء في باريس فهي تجيد تفصيل الملابس وان توفر لابنها يوهانس حياة كريمة بعيدا عن معسكرات السخرة في مدينة كرن والدكتاتور افورقي..الذي يعيش خارج العصر الليبرالي .. سرح ادم في ذكريات طيبة والان تحولت الي كابوس بعد انفتح صندوق بأندورا* في كل ليبيا , كانت الشمس قد شارفت الغروب وكست الاجساد الممددة بحمرة قانية امام عينيه المجهدتين. رن الهاتف مرة اخرى جواره على الصخرة واختطفه في لهفة وهو يحدق في جثة فاطمة التي طالما احبها خفية .. - نعم الاب لوثر! - انا الان في البيت امام الكمبيوتر - حسنا لقد مات الجميع للأسف ولفظهم البحر امامي تباعا ولازال يأتي بالمزيد منهم - تبا لرب الارباب زيوس* يبدو انه لازال نائم وترك اله البحر بوسيدون يعبث بكم ادرك ادم ان طبيعة لوثر المرحة لن تدعه في شانه ...اراد ان يزيل منه التوتر ويعيده الي ايام الثرثرة اللاتينية قبل ان يجتاح ال############ان ليببا في ربيع لا عطر فيه ولا زهر .. فجاة لمح راس صغير يتحرك.. بين زراعي افروديت." انه يوهانس"..صعق من الدهشة عندما نهض الطفل المذعور من تهافت النوارس وصقور البحر حول جثمان امه. وطفق يذبهم بعيدا عنها ..هب ادم وانتزعه من بين اجنحة النوارس ومناقيرها الحادة وعاد يجلس وقد وضعه في حجره وبكاءه يصم الاذان مع صراخ النوارس وصخب الامواج ...والظلام الذى بدا يلف المكان بعباءته السوداء المرصعة بالنجوم - ادعو ربك ورب المسيح يسوع ان ينزل لنا مائدة من السماء تسع شخصين سمع ضحكة عميقة من الطرف الاخر - ماذا ؟؟ - هناك ناجي ثاني ..يوهانس ..الطفل يوهانس !! - فليبارككم الرب. فليبارككم الرب ..لقد حددت الموقع الان.. - مع السلامة نفذت البطارية ولم اعد اسمعك جيدا - الي اللقاء يا ابني..الي اللقاء تكور جوار الصخرة وارقد الطفل في حضنه بعد ان سقاه من قارورة الماء التي لازالت معه واعطاه ايضا قطعة شوكولاتة من جيبه المبلل ..واطلاقا للنوم العنان...قد اضحيا موطنين في أطلنطيا الجديدة * او بمعنى ادق جحيم ستان*.. الدولة الخيالية التي يسكنها اربعين مليون لاجئ عبر الكرة الارضية بسبب الجشع الإمبريالي الصهيوني الذى يمارسه شليوك* تاجر البندقية وشقيقاته العاهرت السبعة* في دول العالم الثالث .. صنعاء 20 مايو 2018
بجي زمن ويجو سودانيين هميمين يعرفو مغزى القصص دي ويواجهو بيها دول كثيرة والامم المتحدة اساءت للسودانيين في زمن الكولير والايدولحيات السقيمة بعد الاستقلال والسودان الكان يضيف الناس بدون جنسية وجواز في زمن الرخا اللاجيء السوداني عزيز قوم ذل ....
نجى ادم هارون المترجم السوداني الهارب من هولوكوست الجنجويد في دارفور, خريج آداب جامعة الخرطوم فلسفة ولغة المانية من الغرق بعد انقلاب القارب في عرض البحر قرب سواحل اوروبا وسبح الي الجزيرة ..اخرج هاتفه السيار الثريا الذى زوده به صديقه الالماني كان لا يزال يعمل وبطارية الشحن تضمحل باستمرار واتصل الاب القس البروتستانتي السابق و المهندس الالماني بيتر لوثر الذى كان يعمل معهم في شركة الكهرباء في درنة قبل زحف ال############ان علي ليبيا وغادرها مع الجالية الالمانية وتركهم في معسكر الشركة يتدبرو امرهم للعبور الي اوروبا عبر القوارب والروليت المميت .. - الو الاب لوثر !! -نعم من المتصل؟ - انا تلميذك برومثيوس خاطف النار - ادم السوداني ؟؟ - نعم ..نعم - حياك الله من اين تتصل ؟ - هل تذكر صخرة سيزيف التي اخبرتنا بها؟؟ في الادب والفلسفة اللاتينية ايام جلوسنا مع العائلة الكوكبية في الزمن الجميل ؟ ؟ - نعم ..ما الامر..اين انتم الان ؟ - انا اجلس على هذه الصخرة الان في جزيرة ارخبيل رودس اتمنى ان تحدد الموقع من الان البطارية تنفذ - انا في طريقي من بون الي ميونخ الي الديار استقل القطار, ساعات واتواصل معك تخبرني ماذا حدث اطفا التلفون وجلس يحدق في البحر الصاخب وصياح النوارس يصم الاذان..انحسر الموج ثم عاد وتقيأ عائلة اميد السوري ورصهم اله البحر بوسيدون* بعناية فائقة على الساحل اميد الكردي وزوجته الارمنية مريم وبنتاه زينة وايمان وثم هرول يبحث عن باقي الجثث..حدق فيهم في اسى وتتداعى شريط الذكريات " وجدهم المهندس لوثر في طرابلس هائمين بعد مسيرة خروج طويلة من سوريا عبر السودان الى ليبيا وجاء بهم الي درنة الى معسكر الشركة واميد اصلا مهندس صيانة وزوجته مريم مساعد طبيب الاسنان واسكنهم في بيوت المعسكر" كان اميد الكردي السوري يردد في اذن ادم دائما "لن اعبر الي اوروبا عبر بلاد الاتراك الاوغاد ابدا لذلك جئت الي هنا " دارت الامواج وانجبت الهة البحر كالبسو ابنها جاكوب بانزا ..والقت به عاريا على رمال الساحل مكورا كالجنين في بطن امه ..نظر اليه في اسى ..جاكوب بانزا موطن من توغو في العقد الرابع من عمره جسد غريب يشبه الغوريلا قوى التركيب وقلب مفعم بالطيبة عثر عليه الاب لوثر في مدينة سبها يعاني الامرين من عنصرية العرب البليدة ويطارده الاطفال في الشوارع. آخذه مع الي الشركة في درنة ودربه على العمل في رصف الاعمدة ومد الاسلاك الكهربائية..نظر ادم الي ظهره المقوس واثار السياط والتعذيب التي عانى منها عقب الحادثة الشهيرة عندما اختطفه تجار البشر ومارسوا ضده اشكال التعذيب و كل النزعات السفلى في النفس البشرية حتى انقذه الاب لوثر بفدية كبيرة واثر بعدها ان يعمل في المعسكر في المغسلة الاتوماتيكية للملابس وجلب الخضروات واللحوم من الاسواق القريبة ..وظل صديقه اللدود اميد هو غريمه الوحيد في لعبة لي الذراع وكلاهما ذو بنية جسدية قوية وكنا نراهن عليهما بعد الغداء الجماعي في بيت العزاب في المعسكر .. الان يرقد في سلام متكورا كفقمة كبيرة لفظها البحر بقسوة وقد تحرر من حياة عانى منها الكثير واكيد ولدته كالبسو في عالم الاخر الان , مشبع بطفولة والسلام يبدو انه فقدهما طيلة حياته السابقة .. استدارت الامواج وعاد الزبد الذى لا يذهب جفاء يحمل جثة اليفة لدى ادم انه لاعب الكرة في فرقة الشركة من مالي كيتا مامدو...كان منظره مؤلم قضمت اسماك القرش ساقه..وبقيت الساق الاخرى بحذائه الرياضي الثمين..جاء به الاب لوثر ايضا من طرابلس ليلعب في منتخب الشركة , كان عالم كيتا هو كرة القدم ويعلق صور اللاعبين العالميين في غرفته ويتابع المباريات على شاشة التلفاز ويجلس بين الكؤوس والميداليات التي حققها في دوري كرة القدم الليبي..ويحلم دائما ان يكون لاعب في الدوري الالماني البندس ليقا في فريق مدينة لوثر بايرن ميونخ والان اضح جثة بلا ساق يسحبه بوسيدون بقسوة الي الساحل ... ظل يحدق في الجثث المسجاة على الساحل في اسى كانه كابوس مستمر ودرات عجلة الروليت مرة اخرى وجلبت اخر العنقود في الاسرة الكوكبية التي كانت تقيم في معسكر شركة سيمنز في درنة ..فاطمة الإرتيرية الجميلة افروديت * وابنها يوهانس مكور في حضنها وطرحهما الموج الصاخب عن كثب...عندما عاد الاب لوثر من طرابلس يرفل في سعادة شديدة ومعه هذه المرأة الجميلة وابنها اشاع الحبور في الجميع ..وجدها تعمل في مطعم صديقه الليبي امام السفارة الالمانية تعمل نادلة وتعد ايضا الطعام الايطالي الجيد..اذهل لوثر طبق البيتزا الرائع الذى ذكره بزوجته الايطالية الراحلة منذ امد بعيد, ماتت في ريعان شبابها بالسرطان وترهب لوثر واغرق تقسه في العمل الانساني كمسيحي بروتستانتي ملتزم وهو الان في العقد السادس..جرت مفاوضات بينه وبين صاحب المطعم ودفع عنها مبلغ كبير وجاء بها الي المعسكر وعرف في الطريق رحلتها الشاقة من ارتريا مع ابنها وزوجها الذى مات في معسكر اللاجئين في مدينة كسلا السودانية عندما تفشى وباء الكوليرا هناك وبقيت وحدها تشق الطريق الي اوروبا عبر صحراء موحشة ووحوش البشر ايضا الذين انتهكوا جسدها مرارا حتى وصلت طرابلس وكان يراودها حلم ان تكون طباخة في فندق معتبر في ايطاليا او عارضة ازياء في باريس فهي تجيد تفصيل الملابس وان توفر لابنها يوهانس حياة كريمة بعيدا عن معسكرات السخرة في مدينة كرن والدكتاتور افورقي..الذي يعيش خارج العصر الليبرالي .. سرح ادم في ذكريات طيبة والان تحولت الي كابوس بعد انفتح صندوق بأندورا* في كل ليبيا , كانت الشمس قد شارفت الغروب وكست الاجساد الممددة بحمرة قانية امام عينيه المجهدتين. رن الهاتف مرة اخرى جواره على الصخرة واختطفه في لهفة وهو يحدق في جثة فاطمة التي طالما احبها خفية .. - نعم الاب لوثر! - انا الان في البيت امام الكمبيوتر - حسنا لقد مات الجميع للأسف ولفظهم البحر امامي تباعا ولازال يأتي بالمزيد منهم - تبا لرب الارباب زيوس* يبدو انه لازال نائم وترك اله البحر بوسيدون يعبث بكم ادرك ادم ان طبيعة لوثر المرحة لن تدعه في شانه ...اراد ان يزيل منه التوتر ويعيده الي ايام الثرثرة اللاتينية قبل ان يجتاح ال############ان ليببا في ربيع لا عطر فيه ولا زهر .. فجاة لمح راس صغير يتحرك.. بين زراعي افروديت." انه يوهانس"..صعق من الدهشة عندما نهض الطفل المذعور من تهافت النوارس وصقور البحر حول جثمان امه. وطفق يذبهم بعيدا عنها ..هب ادم وانتزعه من بين اجنحة النوارس ومناقيرها الحادة وعاد يجلس وقد وضعه في حجره وبكاءه يصم الاذان مع صراخ النوارس وصخب الامواج ...والظلام الذى بدا يلف المكان بعباءته السوداء المرصعة بالنجوم - ادعو ربك ورب المسيح يسوع ان ينزل لنا مائدة من السماء تسع شخصين سمع ضحكة عميقة من الطرف الاخر - ماذا ؟؟ - هناك ناجي ثاني ..يوهانس ..الطفل يوهانس !! - فليبارككم الرب. فليبارككم الرب ..لقد حددت الموقع الان.. - مع السلامة نفذت البطارية ولم اعد اسمعك جيدا - الي اللقاء يا ابني..الي اللقاء تكور جوار الصخرة وارقد الطفل في حضنه بعد ان سقاه من قارورة الماء التي لازالت معه واعطاه ايضا قطعة شوكولاتة من جيبه المبلل ..واطلاقا للنوم العنان...قد اضحيا موطنين في أطلنطيا الجديدة * او بمعنى ادق جحيم ستان*.. الدولة الخيالية التي يسكنها اربعين مليون لاجئ عبر الكرة الارضية بسبب الجشع الإمبريالي الصهيوني الذى يمارسه شليوك* تاجر البندقية وشقيقاته العاهرت السبعة* في دول العالم الثالث .. صنعاء 20 مايو 2018
03-08-2024, 05:34 AM
adil amin adil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 39161
امر واليها الرجيم باعدام الرجل الحكيم* فى المدينة الفاجرة تلظى الرعايا .. تسعة عشر عاما فى الجحيم ******** لا امطار ولا رعود اكاذيب ووعود ونكث للعهود فى المدينة الفاجرة الذى يغادر لا يعود *********** فى الشمال اهله الطيبين ينسجون الآمال يحلمون بالمحال فى بيوتهم الكئيبة فى المدينة الفاجرة دفنتهم الرمال ********** فى الجنوب المقهور حروب وشرور اهله الطيبين فى بيوتهم القبور فى المدينة الفاجرة اطفالهم التعساء .. طعام النسور ********* فى الغرب البعيد فرسان وجنجويد قتل وتشريد عرب وعبيد فى المدينة الفاجرة نجى سعد وهلك سعيد ********* فى الشرق ترى العجب السل والجرب الجوع والجدب ولا ما عذب فى المدينة الفاجرة لا احد قرا ولا كتب ************ لا اداب ولا فنون لا ازهار ولا عيون معتقلات وسجون تعذيب وجنون فى المدينة الفاجرة الحديث ذو شجون..!! ************** *الاستاذ محمود محمد طه الذى اعدمه الدكتاتور نميرى فى (18 يناير 1985)
03-11-2024, 07:36 AM
adil amin adil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 39161
8 مليون سوداني في المهاجر المملة عنده هاتف ذكي وشايف المهازل وعامل نايم 193 دولة في العالم تنوء باللاجئين والسودانيين وبسبب المعادلة الوسخة دي https://www.0zz0.com وترهات الساسة والسياسة والامم المتحدة و9 طويلة الناهبة للسودان من عرب وعجم بعد ما كان السوداني في 1956 زي الجنيه الاسترليني بقى ينوم في مترو لندن ويتعرض للدعس ما لقى بيت السودان بتاع السيد عبدالرحمن ولا سودانيين يلمو اتحركو لفرض شمروعكم الوطني الواضح على الجميع ويرجع السودان والحكم الاقليمي بواسطة الشعب والمشورة الشعبية وانسو المتسكعين ديل 8 مليونسوداني كونو على قلب مشروع واحد فقط وعلم واحد فقط بس لانقاذ السودان والسودانيين برؤية طنية واضحة ومحترمة
03-11-2024, 07:45 AM
adil amin adil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 39161
البوست ده عن احوال اللاجئين السودانيين ومعاناتم عبر العالم بالله نزلو اي خبر او فيديو لي حال االسودانيين في اي دولة في العالم هنا حتى يتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر الصادق نخلي الركلسة والكسل في بلاد الناس كل الارض منفى عايز ترجع بلدك اسهم في التغيير انت نفسك وحدد كيف تحل مشاكل السودان المفتعلة وافضح كل مت تراه مشين بمعايير خليوت بعانخي url=https://www.0zz0.comhttps://www.0zz0.com][/url]
عندك هاتف ذكي اعمل لايف 10 دقائق اعلان تضامنك مع اللاجئيبن السودانيين ومشاكلهم في اي بلد تيسيء معاماتم واغرق مواقع توتير ويوتويب الامم المتحدة ومنظامتها به وبي الخل الانت شايفو ما تنتظر 7 ثامنهم كلبهم يحلو ليك مشكلتك او مشكلة السودان لحدي هسة فضائيات سودان بكره وراديو دبنقا بعيدين جدا جدا عن مشاكل السودانيين والحلول الجذرية في السودان واداءهم ضعيف جدا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة